المنتدى :
الاسرة والمجتمع
أمهات شريرات
يوماً ما، عندما يكبر أطفالي سيفهمون منطق الوالدين في التربية، سأخبرهم كما أخبرتني أمي "الشريرة":
* أحببتك بدرجة أني أسألك دوماً إلى أين أنت ذاهب ومع من وفي أي وقت ستعود.
* أحببتك بدرجة أني صمتّ وانتظرت ولم أتدخل حتى تكتشف بنفسك أن صديقك ليس صديقاً حقيقياً.
* أحببتك بدرجة أني جعلتك تدفع ثمن الحلوى التي أخذتها من المحل قائلاً للمحاسبة: "سرقتها البارحة وأريد أن أدفع ثمنها."
* أحببتك لدرجة أني جعلتك تنظف غرفتك وأنا واقفة أمامك لمدة ساعتين، عمل قد يتخذ منك 15 دقيقة لو تم بوقته.
* أحببتك لدرجة أني تركتك ترى غضبي، خيبة أملي ودموعي في عيني. يجب أن يرى الأطفال أن أهلهم لم يخلقوا كاملين.
* أحببتك لدرجة أني تركتك تحمل مسؤولية خطئك حتى لو كان العقاب شديداً يكسر قلبي.
* وأقواها محبة، أني أحببتك لدرجة أني كنت أقول "لا" حتى لو كنت ستكرهني بعدها.
كانت هذه أصعب المعارك، وأنا سعيدة أني انتصرت فيها،
لأن هذا يعني أنك في النهاية قد انتصرت أنت أيضاً.
وفي يوم ما عندما يكبر أطفالك ستخبرهم عن منطق والديك الذي كان يدفعهم للتصرف، ستخبرهم..........
هل كانت أمي شريرة؟ أمي كانت كذلك. كان لدينا أماً أكثر شراً من أي أم؛
* عندما كان الأطفال يتناولون الحلوى على الإفطار، كان علينا أن نأكل الخبز والبيض.
عندما كان الأطفال يتناولون المشروبات الغازية والكيك على الغداء، كان علينا أن
نأكل الساندويتشات. وتماماً كما تظن؛ نعم.. لقد كانت تطبخ لنا العشاء
مختلفاً عن كل الأطفال.
* كانت أمي تصر أن تعرف أين نحن في كل الأوقات، كأننا مجرمون في سجن.
وكانت دائماً تريد أن تعرف من هم أصدقاؤنا وماذا كنا نفعل معاً.
* كانت تصر أن نأتي بالضبط في الموعد المحدد، فإن قلنا أننا سنغيب ساعة،
يجب أن نحضر بعد ساعة أو أقل.
* كنا نخجل أن نعترف بهذا، ولكنها كانت قد تحدت كل قوانين العمل
الخاصة بالأطفال وهذا بأن تجعلنا نعمل في المنزل.
كان علينا أن نغسل الصحون، نرتب الأسرّة، نتعلم الطبخ، نكنس الأرض،
نغسل، نفرغ حاويات القمامة وغير هذا من الأعمال الشريرة.
أعتقد أنها تستلقي في السرير وتفكر ليلاً بأعمال أخرى تعطينا إياها.
* كانت دائماً تصر على أن نقول الصدق، فقط الصدق ولا غيره.
* عندما أصبحنا في سن المراهقة، كانت تتمكن من قراءة أفكارنا
وكان لديها عينان في خلف رأسها. حينها كانت الحياة فعلاً صعبة!
* لم تكن تتقبل أن يأتي أحد رفاقنا فينادينا للخارج بتزمير السيارة،
بل كان عليهم أن يأتوا إلى الباب حتى تلتقي بهم.
* بسبب أمنا، ضاع علينا الكثير من الأشياء التي جربها أطفال غيرنا؛
لم يُقبَض على أحدنا بتهمة السرقة، تخريب ممتلكات الغير،
أو أي جريمة نكراء. كله بسببها!
* الآن وبعد أن تركنا منازلنا إلى حياة أخرى، كلنا متعلمون وصادقون
ومخلصون في أعمالنا. نحاول أفضل ما يمكننا
لأن نكون أمهات وآباء أشرار كما كانت أمنا.
انتهى
|