المنتدى :
من عيون الشعر العربي والعالمي
من روائع الشعر الألماني: "ملك العفاريت" للشاعر (جوته)
أحبائي الليلاسيين، أطل عليكم اليوم بترجمة لي
لقصيدة تعتبر من روائع الشعر الألماني.
القصيدة لشاعر ألمانيا الأكبر جوته Goethe الذي
" شغل الناس وملأ الدنيا ".
وجوته (28.08.1749 ــ 22.03.1832) في الأدب الألماني
بمنزلة المتنبي في الشعر العربي.
وقصيدته التي اخترتها لكم تنتمي إلى الفن
الشعري المسمى بـ ( البالاد Ballade) الذي تتداخل فيه الدراما
المسرحية بالتشويق القصصي والخيال الشعري.
وكما ستلاحظون، فإني لم أتعسف في الترجمة، وأنظمها
على أزوان بحر الخليل، لأن مثل هذا العمل، مهما
أوتي المترجم من بلاغة وفصاحة ومراس، سيدفع بالمترجم
إلى اختلاق بعض الأشياء التي لم ترد في النص
الأصلي، والزيادة أو الحذف لأشياء أخرى، جريا وراء
الوزن المستعصي والقافية المراوغة، ولهذا فأنا تركت
الترجمة تأتي على سجيتها دون مبالغة، وحاولت الوفاء
والإلتزام ـ قدر الإمكان ـ بكل مارود في النص الأصلي،
وأتمنى أن أكون قد وفقت في ذلك، وتنال القصيدة إعجابكم.
ملك العفاريت
من يسري ممطيا دابته عبر الليل والريح
إنه الأب برفقة ولده
يأخذ الصغير في أحضانه
يمسكه بإحكام ويدفئه
آه ولدي لمَ تخبئ وجهك خائفا؟
ألست ترى، أبتي ، ملك العفاريت؟!
ملك العفاريت بالتاج والذيل؟!
ولدي، إن هو إلا خيط ضباب!
"أيها الولد المحبوب ، تعال ، تعال معي
كل الألعاب الجميلة ألعبها معك
الورود الملونة الجميلة على الشاطئ (في انتظارك)
وأمي أعدت (لك) لباسا ذهبيا"
أبي .. أبي .. أولست تسمع؟
ما يعدني به ملك العفاريت بصوت خفيض..
كن هادئا ... كن هادئا ... بني
في الأوراق اليابسة لا تهفهف سوى الريح..
"ألا تريد أيها الولد الرقيق أن تأتي معي
بناتي في انتظارك
بناتي ينظمن الصفوف الليلية
ويتمرجحن ويرقصن ويغنون لك"
أبي أبي أولست ترى هناك؟!
بنات ملك العفاريت في المكان المدلهم؟!
ولدي .. ولدي .. إني أرى بجلاء
على البعد تلوح المروج القديمة داكنة!
"إنني أهواك، قوامك البديع يثيرني
فإذا لم تكن مطواعا، فإني سأقسو عليك"
"أبي أبي إنه الآن يجسني
ملك العفاريت (أبتي) يؤذيني!"
يقشعرالأب ويسرع في سيره
ممسكا في أحضانه الولد المتأوه
يصل إلى الباحة* بشق الأنفس
في أحضانه كان الولد ....
قد مات ..!
*ربما قصد غوته هنا باحة مستوصف أو ساحة مستشفى!
ترجمة: عتيق أخواجي
|