المنتدى :
الارشيف
يوميات مهندس فاشل.. غير مكتمله من 2007
القاهرة 2000 الساعه السادسه صباحا
الفصل الاول : بداية النهايه
وقف فريد امام المراءة وهو يرتدي ثيابة التي لم يشا ان يظهر انها جديده فارتداها عدة مرات قبل اول يوم دراسي واذا نظرنا الي طبيعة فريد نجد انها متقلبه كما هو حال جميع مواليد برج الجوزاء فمن المعروف عنه انه متقلب الاراء.. يعشق القراءة بالرغم من ذلك لا يستطيع ان يعبر عما بداخله .. زكي لدرجة العبقرية وغبي لدرجة البلاهة لا يوجد عنده حل وسط يمكن ان يمر باحاسيس مختلفه في الوقت ذاته .
نظر الي مكتبه فوجد عليه اجندة بني عليها شعار "بنك القاهره" كما تمم علي ادواته ابتداء من القلم الجاف الي المسطره "التي سكوير المنقوش عليها بخط ذهبي سمير وعلي" . اخرج حافظة نقودة وتمم علي جواب التنسيق الذي طالما تمني ان يراه هذا هو الشاهد الوحيد علي انه اخيرا وبعد طول عناء التحق بحلم حياته كلية الهندسه.
كان فريد يقف في الشرفة عندما نظر الي ساعته الجديده" ماركة سيتزن " فاستشاط غضبه عندما وجدها قاربت السابعه الا ربع ولكن لم تلبث هذه النظره الغاضبه الا ان تتبدد ويحل محلها ابتسامه خفيه عندما وجده قادما في الطريق
********************************************** الذي ينظر الي محمد للوهله الاولي يعتقد انه مازال طالبا في المرحله الاعدادية او بدايه الثانوية فاذا اراد احد ان يوصفه بدقه يمكن ان يصفه بكلمه واحدة "طفل" فهو فعلا في مرحلة الطفوله بكل معانيها بدياة من قصر قامته وطريقة سيره التي تجعلك تظن انه فتاه ذاهبه الي السينما وترتجف رعبا خشية ان يراها اباها .. اما اذا تحدثت معه لفترة وجيزة تاكدت فعلا من انه يحمل بداخله اسمي معاني الطفوله بكل معانيها " غضبها وتسامحها وكبريائها وابتسامتها "
كانت هذه المره من ضمن المرات القليله التي يهرول فيها فقد كات تاخر عن الميعاد الذي اتفق هو وفريد عليه كي يذهبا الي الجامعه .
فبعد حسابات دقيقة وجدا ان الطريق الي الجامعة يستغرق ساعه الا ربع لذا كان لابد ان يتحركا من بيوتهم الساعه السادسه والنصف حتي يتسني لهم التواجد في الجامعه في تمام الساعه السابعه والربع !!!!!
ملحوظة : " كان قد تعاهدا علي الالتزام وحضور المحاضرات من اول يوم والا يسمحا للجامعه ان تفسد اخلاقهما"
لمح محمد في وجه فريد ابتسامه اراد ان يخفيها وساعده علي ذلك ضوء الشمس المنعكس علي وجه فريد ولكن فريد صمم ان يكسو وجه ملامح الغضب .
فريد : انت يبني انا مش قايلك تعدي الساعه 6.5
محمد : ياعم واللهي غصب عني امي صحتني متاخر
فريد : طب يالا عشان نلحق احنا كدة اتاخرنا اوي
محمد : طب ناخد تاكسي قبل ما يقفلوا الجامعه؟؟؟
فريد : لا يالا بس بسرعه وان شاء الله هنلحق
كان وجه الشبه بين فريد ومحمد ان كلا منهما الولد الوحيد لا اخوة له لذا فهو في نظر اهله "اللي طلعت بيه من الدنيا لازم اربيه كويس" لذا تجدهم هما الاثنين انطوائيين اكثر من اللازم .. نادرا ما يتنزهوا ... معلوماتهم في الحياه بسيطه لا تتعدي ما درسوه في الثانويه العام .
واذا نظرنا الي علاقتهم بالجنس الاخر لا تتعدي اكثر من مكالمات تليفونيه مره او اثنين عن طريق المعاكسات وكثيرا ما يقصون علي بعضهم مغامراتهم البسيطه التي حدثت وتري الاخر يستمع للقصه بكل اهتمام علي الرغم انه يعرف تفاصيلها اكثر من الراوي نفسه .
************************************************ في تمام الساعه السابعة والنصف وقف تاكسي امام الجامعة ونزل محمد وفريد
محمد : هيا الدنيا فاضية ليه؟؟
فريد : مش عارف !!! يمكن دخلوا؟؟؟؟
محمد : طب" العساكر" هيدخلونا ؟؟؟
فريد : بص والنبي انا مش ناقصك انت اصلا اللي ماخرنا تعالي يا عم هنشوف
وقف محمد ينظر الي فريد وهو متجه صوب حرس الجامعة وبالرغم من ان فريد لم يكن بالشجاعه الكافيه الا انه لم يرد ان يظهر بصورة الجبان في نظر محمد فطالما حكي له قصص عن مغامراتة وشجاعته وقلبة" الميت"
To be continued
|