في المدرسة
26-المشاركة الفعالة في الاجتماعات:عندما نمارس القراءة في الفصل, علينا أن نتابع القراءة.
إنني كشخص كبير, أجد نفسي في العديد من الاجتماعات, وقد يصيبني الملل. ولكي أفهم ما يقال, لابد أن أجبر نفسي على أن أكون مشاركاً فعالاً, أفكر في الأسئلة, التي يمكن أن أطرحها, وأقوم بصياغة تعليقات وملاحظات, وأشارك بأية وسيلة. وقد لا تواتيني الفرصة لطرح الأسئلة أو التعليقات, لكن مجرد الاستعداد الذهني للحديث, يجعلني أقوم بتركيز الانتباه, وتتسارع ضربات قلبي. إنني أحاول أن أجعل تلاميذي يتعلمون أن يكونوا مشاركين فعالين نشيطين. كما إنني أحاول أن أبقيهم في العمل, متتبعين ما نقرؤه في الكتب يجهزون تعليقاتهم وأسئلتهم. وهناك استراتيجيات أتبعها لذلك.
الأولى: أقرأ بقوة وتعبير, بحيث أتقمص الشخصية التي أقرأ عنها, أقفز أو أصرخ أو أقع على الأرض.. وأمتلك آلافاً من الأصوات المختلفة.
الثانية:أحاول انتقاء روايات وقراءات مثيرة وساحرة.
الثالثة: يجب المتابعة, فإذا طلبتُ من أحدهم أن يقرأ, عليه أن يكون مدركاً بالضبط أين وقفنا.
27-التعود على التقييم: يُسمح للطلبة أن يقدّر كل منهم درجات الآخر, بدون زيادة أو نقصان درجات, وإلا ستُخصم منه هذه الدرجات. ويُسمح فقط بوضع علامة(x) للإجابة الخاطئة.
إنه تعليم التلاميذ لكيفية تقييم عمل نظرائهم, وتجعلهم يمارسون أساليب مناسبة في تقديم التغذية الاسترجاعية, وسوف يهيئهم لما سوف يواجهونه بعد ذلك في حياتهم. وهناك من لا يسمح بذلك, لأنه يسبب إحراجاً لذوي الدرجات المتدنية. ونحن نرى أن هذا ممكن وإيجابي إذا تم تحت إشراف دقيق, وفي بيئة مدرسية صحية, بحيث يشعر التلاميذ بالراحة والاطمئنان إلى الآخرين عندما يعرفون درجاتهم, فالسرية مطلوبة, والتعليقات غير مسموح بها, شفهياً أو على ورقة الاختبار, وكل ما يكتبه الطالب هو علامة(×) فقط. وفي ظل هذه الشروط تزيد العملية في تحفيزهم. إن هذه العملية تتم عادةً بشكل سريع, وتقدم تغذية استرجاعية فورية للمدرس, فتعطي لمحة عن مستوى الطلبة ومدى استيعابهم للمادة, بعد الدرس مباشرة. ويمكن إخفاء الأسماء دفعاً للحرج.
28-احترام المواعيد:على كل تلميذ أن يسلّم واجبه المنزلي يومياً عن كل مادة.
لدينا نحن الكبار مواعيد محددة, علينا احترامها, مثل دفع الفواتير, وإتمام المهام في العمل. وأريد من التلاميذ أن يتعلموا الالتزام بالمواعيد, وأن يكونوا أكفاء في أداء مهامهم منذ الصغر. لذا نطلب أن يقوم كل تلميذ بأداء واجبه كاملاًً يومياً, وهذا ليس مستحيلاً, إذا تم التنظيم بطريقة صحيحة, وذلك بعمل التالي:
أولاً: الحجز يتم إبقاء التلميذ المقصر في المدرسة, لمدة ساعة في اليوم التالي لتأدية عمل إضافي.
ثانياً: نضع سجلاً معلناً عن الواجبات, في لوحة خارج الفصل, و يعطى الطلبة جائزة إذا تجاوزوا جميعاً عشرة أيام متتالية. يقدم لهم كاتو. المهم إتمام كل الواجبات بطريقة صحيحة ومن كل التلاميذ. ويستمر تقديم الهدايا لهم ماداموا محافظين جميعاً. ويُكتب على باب الفصل
: كل تلميذ في الفصل قد أكمل واجباته لمدة----- أيام على التوالي. وقد رفعت هذه الطريقة نسبة أداء الواجبات, من30% إلى 100%, ووصلت درجات الاختبار النهائي إلى القمة.
ثالثاً: ضغط الأقران. فالتلاميذ لا يسعدون, عندما ينسى أحدهم واجبه ويتسبب في رجوع كل الفصل إلى الخلف, حيث يصبح عدد أيام أداء الفصل للواجبات صفراً. وشعور الطالب بالذنب والإحباط لتحطيمه للتسلسل كان كافياً, أضف إلى ذلك الضغط الذي يمارسه عليه زملاؤه, ليعود إلى المسار الصحيح, حتى ولو كان من غير المبالين. ومرة كانت التلميذة التي كسرت التسلسل أفضل تلميذة في الفصل. شُغلت في المنزل ونسيت إحضار الواجب, فأجهشت بالبكاء. فقلت لهم: "أيها التلاميذ, نحن بحاجة إلى أن نتحدث معاً,إننا نعلم أن هذه التلميذة هي أكثر التلاميذ كداً واجتهاداً, ولقد بذلت كل جهدها لتصل إلى الرقم القياسي في التسلسل, الذي سوف ينتهي اليوم عند اثنين وستين يوماً. وأعتقد أننا بحاجة لأن نصفق لأنفسنا ولها. إنني على يقين أنه لا يوجد فصل واحد على مستوى الأمة, قد أكمل واجباته لمدة اثنين وستين يوماً متتالية هذا العام. إن لدينا الكثير لنفخر به". ومن الطبيعي ألا يصدر أي عقاب ضدها.
29- عدم الشكوى والتذمر من الواجب: لأن ذلك يؤدي إلى مضاعفة حجمه.
كثير من الناس يتخذون دائماً مواقف سلبية, ويكثرون الشكوى من أي شيء يطلب منهم. وإنني أكره العيش مع مثل هذه النوعية من البشر. هناك أشياء نضطر للقيام بها, التزامات علينا أداؤها, دون تذمر أو شكوى. وفي كثير من الأحيان يكون الجهد في التذمر والشكوى أكثر مما تبذله في إنجاز المهمة.
إنني أحاول أن أغرس نمطاً من السلوك والتفكير الإيجابي في الفصل, ولا أسمح للتلاميذ بإظهار التذمر من أية مهمة. والعقاب الذي أطبقه هو مضاعفة الواجب. وقد سبب لي ذلك حزناً, واعترض عليه كثير من المدرسين, لأنه استخدام للواجب كعقاب, وإنني أتفهم وجهة نظرهم, ولكن لا يمكنني التسامح في مسألة التذمر.
وأنا أرحب أن يعبر التلاميذ عن همومهم, ويبدوا أعذارهم, وأنا مستعد للتعامل معهم, وهذا غير التذمر والشكوى
30-سرعة الانتقال من عمل إلى آخر, وبرمجة الأمور التي تحتاج إلى تهيئة:
عند الانتقال من مادة دراسية إلى أخرى, يجب أن يكون التحول سريعاً وهادئاً وسلساً. أقل من عشر ثوان.
إننا نواجه في حياتنا اليومية مهام متعددة, يجب إنجازها بشكل منظم, والمشتتات, مثل الهاتف أو برنامج تلفزيوني.. تتسبب في قطع ذلك. وعلينا أن نكون أكثر كفاءة بأن نتمسك بأهدافنا, وننجز الأعمال الأساسية, ثم نستخدم الوقت المتبقي في الأنشطة الترفيهية. وإنني أحاول أن أجعل تلاميذي يهتمون بالعمل أولاً, ويظلوا متحفزين حتى يكتمل.
وقد لاحظت في البداية, أننا عندما ننتهي من مادة ما ونستعد لبداية مادة أخرى, يبدأ التلاميذ في الحركة والحديث والبحث عن الواجبات, ويمضي وقت طويل حتى يستعيدوا النظام. فجعلت فترة الانتقال مثل المباراة بين الطلبة, وطلبتُ منهم, عند حضورهم للمدرسة, أن يرتبوا أدواتهم ولوازمهم, ليسهل استخراجها عند الانتقال.
وعندما أحتاج إلى استخدام جهاز عرض, يتطلب القيام بعدة عمليات مثل: إغلاق الستائر, وإطفاء الأنوار, وإدارة الجهاز بعد توصيله بالكهرباء.. كنت أحدد المهام الضرورية, وأكلف بها كل تلميذ على حده. وعندما أقول إنني بحاجة إلى جهاز العرض, يسرع كل طالب لأداء مهمته. ولا تمضي ثوان حتى يكون كل شيء جاهزاً. وقد امتدح المدرسون سرعة تلاميذي في تشغيل جهاز العرض. إن الأطفال يحبون أن يقدموا المساعدة, وبإمكانهم الانتقال من مهمة إلى أخرى بسرعة فائقة, وقد تدربنا على ذلك مراراً في الشهر الأول. المهم التدرب على أداء العمل بطريقة صحيحة منذ البداية, فإن التلاميذ يؤدونه مثل الساعة, بكل تلقائية وسلاسة.
31- عندما يتغيب الرئيس:عند وجود مدرس بديل اتبع نفس القواعد كما في حال وجود المدرس الأساسي.
عندما يتغيب رئيس العمل, لا يمارس الموظفون الأسلوب المعتاد في العمل, حسب المثل: إذا غاب القط , لعب الفار. وقد جربت ذلك بنفسي عندما كنت أعمل في محل حلويات وغاب المدير, ولعبنا الغميضة. وأريد من طلابي أن يكونوا مخلصين لعملهم, لرغبتهم في ذلك, وليس لأنهم مجبرون.
ولكي أمنع تلاميذي من أن يفعلوا ما كنت أفعله في الماضي, أستخدم لذلك أساليب عديدة, منها أن أحدثهم عن الحفاظ على النظام, وإظهار أفضل سلوك, حتى لو لم أكن موجوداً, وأنذرهم بالعقوبة الرادعة. وطبعاً من الصعب تطبيق عقوبة على كل التلاميذ, لذلك أكتفي بإلقاء محاضرة عن السلوك الحسن. وإذا أساء أحد الأطفال السلوك, أجعل منه عبرة, أوجه اللوم له أمام الجميع, وأحجزه على مدار أسبوع, يؤدي واجبات إضافية.
وقد توصلت إلى طريقة مفيدة عند التغيب عن التلاميذ, هي أن تجلس أمام آلة التصوير, وتسجل دروس اليوم, أو تقرأ إحدى القصص التي يفضلونها. ويمكن أن يروا الشريط ويعيدوا تشغيله مراراً. وقد كنت أقوم بعمل حيل وألعاب بهلوانية لجذب انتباه التلاميذ. وهكذا لا يضيع على الطلبة تلقي العلم, ويكون على المدرس البديل الجلوس وتسجيل أسماء الذين كانوا لا ينتبهون. وهناك حيلة أجذب بها التلاميذ: أولاً أقول لهم في أول الشريط: إنني أراهم فرداً فرداً في الغرفة, وفي اليوم الذي يسبق غيابي ألتقي بتلميذين أجعلهما يُقسمان على السرية, ثم أطلب من أحدهما, أن يقول أثناء العرض, عندما أقول لهم: إنني أراهم, أن يقول: هل حقاً أنت ترانا يا أستاذ كلارك؟ ويكون مسجلاً في الفيديو الإجابة: نعم يابني, أنا أراك, ومن الأفضل أن تنتبه لما تقوله الأستاذة جينكز. وهذا كان يثير دهشة ورعب التلاميذ, والذهول لبعض المدرسين البدلاء.
32-تنظيم الحديث في الاجتماعات: سنتبع نظاماً ثابتاً في الفصل. لنكون منظمين وأكفاء ومجتهدين:
أ- لا تغادر مقعدك دون إذن, إلا إذا كنت مريضاً.
ب- لا تتكلم إلا إذا:
1- رفعت يدك, وأعطيتك الإذن.
2- سألتك سؤالاً, وأنت تجيب عنه.
3- في فترة الاستراحة.
4- طلبت منك ذلك( أثناء مجموعات العمل مثلاً).
تجد كثيراً من الاجتماعات مضيعة للوقت, سيئة التنظيم لعدم وجود قيادة فاعلة. لذلك أريد أن أعلم تلاميذي كيفية التحكم في أنفسهم داخل أية مجموعة, وكيف يديرون حواراً يتسم بالذوق داخل المجموعة.
قد تبدو هذه القواعد متطرفة, ولكن من الضروري أن تتسم البداية بالحزم, عند العمل مع أطفال ينقصهم النظام. ويمكن فيما بعد السماح لواحد أن يتحرك ليبري قلمه. والآخرون عليهم أن ينتظروا حتى ينتهي ويعود إلى مكانه. وهذا لا يعني أن الفصل منظم تماماً, فإنني أعتقد أن الفصل يجب أن يكون مليئاً بالمرح والإثارة. أحياناً تسود الفوضى, ولكن بكلمة واحدة مني يعود الهدوء. إن الأطفال يتمتعون بمستوى عال من الطاقة, وعدد التلاميذ في الفصل في نيويورك سبعة وثلاثين. وبمجرد أن تكون لك السيطرة على المجموعة, يمكنك أن تقوم بمشاريع ممتازة. وقد قمنا ببعض المشاريع, استخدمنا خلالها الصمغ والشرائط والبالونات, وكان التلاميذ مركزين ومنظمين.
33- الهدوء في الفصل والاجتماعات
يمكنك أن تحضر زجاجة ماء, وتضعها على مكتبك, ولكن لا أسمح بالشرب وقت شرح الدرس. كما يمكنك أيضاً أن تتناول الطعام في مكتبك, طالما أن الآخرين لا يرونك ولا يسمعونك.
فيجب ألا يسببوا ضجيجاً عند فتح علب الطعام, ولا يسمعهم أحد أثناء مضغهم الطعام, ولا يتركوا أية بقايا للطعام.
34- الاتصال بالرئيس: يمكنك الاتصال بي إذا كان لديك سؤال بشأن الواجب المنزلي, فإذا لم أكن موجوداً للرد على الهاتف, فعليك أن تترك رسالة على النحو التالي:" تحية لك يا أستاذ كلارك, هذا—(اسمك)—إنني بحاجة إلى مساعدتك لي على أداء ------ من الواجب المنزلي. يمكنك أن تتصل بي حتى الساعة---. شكراً لك". لا داعي لتكرار الرسالة أو الإلحاح.
الاتصال من سمات هذا العصر. ومن المهم بالنسبة لرجال الأعمال, أن يصل إليهم العملاء بسهولة ويسر وفي أي وقت. ويشعر العملاء بالراحة, إذا استطاعوا الاتصال بأولئك الذين يقدمون لهم الخدمات, في أي وقت. وقد نقلتُ هذا الفكر إلى الفصل أيضا, حيث لا أرى مشكلة في إعطاء رقم هاتفي, رغم أن كثيرين لا يفعلونه. فقد يتحول هذا العمل إلى كابوس. ولكن الواقع أن أكثر التلاميذ لا يحاولون الاتصال, إلا عند الحاجة الضرورية, وهم يقدرون لك ذلك, فهو يوفر لهم نوعاً من الأمن, ويشعرون أنك تسمح لهم أن يشاركوك وقت الراحة عند الحاجة. فهناك كثيرون يشعرون بالحرج من السؤال أمام زملائهم, وبالاتصال ينالون اهتماماً فردياً.
وقد كنت أقول إن الاتصال لمعرفة الواجب أمر غير مقبول, ولابد أن يحرصوا على تدوين عناصر الواجب داخل الفصل. فإذا تعذّر ذلك, فعليهم الاتصال بأحد زملائهم. أما إذا اتصلوا بي, فسوف أخبرهم بالواجب, مع معاقبتهم بالغداء الصامت.
35-الشعور بالأمان في المدرسة ومكان العمل:إذا ضايقك أو أزعجك أي تلميذ في المدرسة, فلا بد أن تخبرني بذلك, فمدرسك موجود لرعايتك وحمايتك, ولن أسمح لأي شخص بأن يسبب لك إزعاجاً.
أريد أن يشعر التلاميذ بالأمان في المدرسة, ويعتبروني شخصاً يحارب من أجلهم. وأتذكر حادثاً وقع لي عندما كنت في الصف السادس, فقد هددتني إحدى الطالبات أنها سوف تحضر أصدقاءها ليضربونني, وقد همني جداً هذا, واضطررت أن أستعين بأختي الكبيرة في الثانوي. وهكذا لم أعد أسمع أية كلمة سلبية منها. وأنا أود أن يكون لي مثل هذا التأثير في حياة تلاميذي, وأنهم في حمايتي. فإذا ذكر لي أن تلميذاً ما يتحرش بهم, كنت أحضر التلميذين, وأستمع إلى القصة منهما, وأبدي الحدة والحزم مع التلميذ المعتدي, وأهدد بالعقوبة, إن عاد إلى ذلك. وهذا من شأنه أن يبني الثقة بين الطالب وأستاذه.
36-أجب عن الأسئلة المكتوبة بجمل كاملة. فإذا سألك أحدهم: كيف حالك؟ عليك أن تجيب: إنني على ما يرام, شكراً, وماذا عنك؟
هذا يساعد الطلبة على تطوير تمكنهم, وإتقانهم للغة الكتابة
37-لا تحضر شرائح البطاطس إلى المدرسة.
إن التلاميذ يحبون الأشياء المختلفة وغير العادية, وقد أضفت شيئاً جديداً ومتفرداً, يصعب نسيانه.