المنتدى :
الارشيف
الاصمعي والامير ..... الأصمعى أعظم من مسك أداة ليكتب الشعر
يحكى بأن الأصمعي سمع بأن الشعراء قد ضيق عليهم بفعل أمير
فهو يحفظ كل قصيدة يقولونها ويدعي بأنه سمعها من قبل فبعد
أن ينتهي الشاعر من قول القصيدة يقوم الأمير بسرد القصيدة
إليه ,ولكي يثبت انها قديمة يقول له : لا بل حتى الجاري عندي
يحفظها فيأتي الجاري فيسرد القصيدة مرة أخرى , ويقول الأمير
ليس الأمر كذلك فحسب بل إن عندي جارية هي تحفظها أيضاً
ويعمل هذا مع كل الشعراء
فأصيب الشعراء بالخيبة والإحباط ، حيث أن الامير كان قد عرض
دفع مبلغ من المال لكل قصيدة لم يسمعها ويكون مقابل ما كتبت
عليه ذهباً
فسمع الأصمعي بذلك فقال
إن بالأمر مكر. فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعاني
فلبس لبس الأعراب وتنكر حيث أنه كان معروفاً لدى الأمير
فدخل على الأمير وقال إن لدي قصيدة أود أن ألقيها
عليك ولا أعتقد أنك سمعتها من قبل. فقال له الأمير هات ما عندك
فقال:
صَـــــوْتُ صَـــفيرِ البُلــبُلِ هَـــيَّــجَ قَــلْـبَ الــثَّـمِــلِ
المــاءُ و الـــزَّهْــرُ مَعــــاً مــع زهــرِ لَحــظِ المُقَـلِ
وأنـــتَ يا سـَــــــيْدَدَلي و سـَــيْدَدي و مَوْلَلـــي
و كَــــمْ و كَــــمْ تَيَّمَـني غُـــزَيـِّـلُ الـعَــقَــنْـقَـــلِ
قطــفتُ مــن وَجْـنَتِــــهِ بالـَّـثـْــمِ وَرْدَ الــخَـجـَــلِ
و قُـلتُ بُسْ بَسْـبَسْتَني فـَلـَمْ يـَجُــــدْ بالـقُــبـــَلِ
و قــــــــــــال لا لا لَـلَّــلا وقـَـــدْ غَــــــدا مُــهـَرْوِلِ
والخَـــوْدُ مالَتْ طَـــرَباً مـن فِعــلِ هـذا الرَّجُــــلِ
و وَلْوَلَــتْ وَلْـــوَلـَــــــةً وَلي وَلي ، يا وَيْـــلَ لـي
فَقُــلْتُ : لا تُــوَلْــوِلــي و بَـيـِّــــني الـُـؤلـُـؤَ لـي
لَمَّـا رأتـــهُ أشْـــمَــــطـاً يــريــدُ غَـــيْـرَ الــقـُـبَـــلِ
و بَعــــــدَهُ لا يَـكْــتَـفــي إلا بطــــيبِ الـــوَصْــلَـلِ
قالت لــه: حِين كـــــذا إنهَـضْ و جُــدْ بالـنُـقُـــــلِ
و فِـتْيَــــةٍ يَسقُـــونَـنـي قُهَيـْــوَةً كـالـعَــسـْـــلَـلِ
شـَــمَمْـتُها في أنْفُـفـي أزكَــى مِــنَ الــقُــرَنْفُـلِ
في وسْـط بُستانٍ حَلي بالــزهــرِ و السَّــــرَوْلَـلِ
و العُــــودُ دَنْدَنْ دَنْدَلـي و الطَّـبْلُ طَبْ طَبْ طَـبْلَلِ
والرَّقـــصُ قَدْ طَبْطَبَلي السَّـقْفُ قَدْ سَــقْسـَقَلي
شَوَوْا شَوَوْا و شاهَشُوا علـى ورَق سَـــفَــرْجَـلِ
و غَرَّدَ القُمْـــــري يَصيحُ مـن مَـــلَلٍ فــــي مَـــلَلِ
فلـَـــــوْ تـَـــراني راكـبــاً عـلـى حـمــارٍ أهـْـــــزَلِ
يمشــي على ثلاثــــــةٍ كَـمِـشْــــيَةِ العَـــرَنْجَــلِ
و النـــاسُ تَرْجُمْجُمُــلي فـي السـُوقِ بالقَـلْقـَـلَلِ
و الــــــكــلُّ كَعْكَعْ كَعْكَعٌ خَــــلفي و مِنْ حَوْلَلَلـي
لكــن مَشَــيْتُ هــــارِبـاً مِـنْ خَشْــيَةِ العَـقَـنْـقـَلِ
إلــــــى لقــــاء مَـلِــــكٍ مُـــعَـظَّـــمٍ مُــبَــجـَّــــلِ
يأمُـــــــرُ لي بِخــلعَــــةٍ حـمــراءَ كــالـدَّمْــدَمَلي
أجُـــــرُّ فيــــها ماشِـــياً مُــبَــغْــــــدِداً لِلـــذَّيـْـلَلِ
أنا الأديبُ الألـْــــمَعي من حيِّ أرضِ المَوْصِــلِ
نَظَمْـتُ قِطْــعاً زُخْرِفَـتْ تُعَجَّـــــــــــزُ الأدَبْـــلَـلي
|