أخي بدر
أشكرك على رقتك وذوقك العالي....
و أحي اختياراتك وانتقائك في ما ترفعه من كتب ....وخصوصا من ذكرت من أسماء ، ولا انسي ما فعلته معي (شرق المتوسط مرة أخري) وهي أول ما قرأت لمنيف . ويعلم الله أني قرأتها في جلسة واحدة طويلة ، وكادت تصيبني حمى وأنا أتابع بطلها وما فعلوه فيه ، ولا أنسى الحلم الطويل الذي حلمه (أظن عادل على ما اذكر) واستغرق من الرواية 70 ص تقريبا . وأنا اكتب من الذاكرة حيث قرأتها 1994 ..
ولا انسي وقوفي وأنا طالب في معرض الكتاب أمني نفسي بشراء مدن الملح ، وحتى عندما توافر لدي ما اشتري به وجدت النسخة الوحيدة في المكتبة ينقصها الجزء الخامس على ما اذكر ...
وأقول شيئا لعلي أول مرة أقولها( والله احكيها على المناسبة فقط ؟) تعرضت منذ فترة قصيرة لتجربة كتجربة بطل شرق المتوسط ، وكنت وأنا أعاني أتذكر مثالين سيدنا بلال وبطل الرواية ، وتعجب من بعد الشقة بين الشخصيتين هذا صحابي وشخصية حقيقية وذلك شخصية خيالية ولكن كلاهما عانى من اجل ما يعتقده بصرف النظر عن تقديري للتوجه الماركسي أصلا ...
أما صنع الله فقرأت كلما كتبته إلا الأخير يوميات الواحات ...حيث بدأتها وتأني يوم كنت في الواحات بنفسي وحقيقة لا استطيع استكمالها مرة أخرى حتى الآن ....
أما خلافي معك يا مولانا ليس في خلافنا حول الرؤية السياسية للكتاب أو التفسير العقدي إنما للقيمة الفنية البحتة ...فليس ما يكتبه فلان هو جيد لأنه فلان ...إنما يجيد في أمر ويفشل في غيره واستيائي الشديد من النقاد المرتزقة ..ولا انسي د.على الراعي عندما كتب عن رواية شرف لصنع الله إبراهيم ...عن الفشل الجميل .....وهي فاشلة حقيقة وما تلاها من رويات (امريكانللي والقبعة ) وكل ما كتبه من تجريب ...
و احكي لك لمحة من معاناتي ، اتهم صنع الله باقتباس (في الحقيقة النقل الحرفي) الكثير من أحداث ما دار في السجن (في رواية شرف) من كتاب الزنزانة لفتحي فضل الذي كتب يوميات تجربة شخصية مر بها . وشكى فضل من ذلك ولكن تواطؤ اليساريين من الكتاب مع صنع الله كان مفزعا ، حتى أن بعضهم اتهمه انه مغمور ولولا نقل صنع الله منه ما عرفه احد !!!!!!!!!
ما كتبه الغيطاني شديد التفاهة وعديم القيمة بالفعل (وطبعا هذا رأي )وأظن للغيطاني تعليقا يؤيد ذلك . وقد تخفى عليك بعض الإسقاطات في الرواية بسبب بعدك عن الواقع في مصر وإعجابك السابق بالغيطاني سببت خلافنا حول الرواية ..
وحتى لا تعتقد أني متحيز فكريا لاتجاه أو أخر (رغم اتجاهي الإسلامي اعتقادا وعملا وشكلا أيضا) إلا أني أحب زكريا تامر جدا وأحب كتاباته رغم بعض عباراته التي أرى فيها تجديفا وعدم شهرته في مصر ،وأحب في المقابل عبد السلام العجيلي مثلا وأحب يوسف إدريس حبا كثر رغم جنونه ونزقه الشديد واري عباراته في بعض قصصه كان بها مسا من الجن ..والكلام كثير ولعل لنا عودة