المنتدى :
سلاسل روايات مصرية للجيب
رواية اخرى جديدة لم تقراوها من قبل لرجل المستحيل
اعزائي
بناء على رغبة الجماهير وطلباتهم في هذا الموضوع
رواية لم تقراوها من قبل اطلاقا لرجل المستحيل
أقدم لكم الرواية الثانية من هذه السلسلة وهي كما عرفنا في نهاية الرواية السابقة ستكون في كوالا لامبور .
تبدأ الرواية باستدعاء المدير لادهم حيث يدخل المبنى مثل كل مرة وهو يصفر لحنا شعبيا شهيرا ويحيي كل من يقابله بابتسامة صافية ، وعندما يمر بمكتب قدري يجده ممسكا بجردل الشاي كما نصحه في المغامرة السابقة وهو يرشف منه في استمتاع ، وعندما يلقي ادهم بأحد تعليقاته الساخرة فان قدري يصاب بشرقة تكاد تودي بحياته ولكنه يتحامل على نفسه ويضحك وذلك من شدة حبه لأدهم .
وعندما يدخل ادهم الى مكتب المدير يجد في يده جوازي سفر مزورين باسمه هو ومنى فيبادره المدير قائلا : هل انت مستعد للسفر حالا ايها المقدم ؟
أدهم : أنا رهن اشارتك ياسيدي ، ولكن ماهي طبيعة المهمة هذه المرة ؟
المدير : جاءتنا معلومات بأن احدى العصابات تقوم بتزوير العملة الكوالالمبورية .
زوى أدهم مابين حاجبيه ثم قال في اهتمام : وماعلاقة ادارتنا بتزوير العملة ياسيدي ؟
زوى المدير مابين حاجبيه بدوره وقال : لأنهم ينفقون هذه النقود المزورة في بلدنا ياأدهم ويصيبون اقتصادنا باضرار بالغة .
عندما سمع ادهم ذلك لم يتمالك نفسه وهم بأن يهوي على المكتب بقبضته فيحطمه مرة اخرى فنظر اليه المدير في حنان وقال : لاتنسى أنك قد دفعت ثمن المكتب السابق من مرتبك ياعزيزي .
ولو أن أعظم علماء وظائف الأعضاء شاهدوا يد أدهم وهي تتوقف قبل سنتيمترات قليلة من وصولها الى سطح المكتب وهي تهوي اليه بتلك السرعة لقدم استقالته فورا وجلس في بيت أمه من هول مارآه لأنه ينسف كل ماتعلمه طوال حياته من نظريات ، وهنا ظهر في عيني أدهم بريق التحدي وهو يقول : سوف يندمون على ذلك ، أعدك ياسيدي ، أعدك ، أعدك ، أعدك ، ولكن متى نسافر الى كوالا لامبور ، متى ، متى ، متى ؟
المدير : انت لن تسافر الى هناك ، لن تسافر الى هناك ابدا ياعزيزي .
ظهرت علامات الدهشة على وجه ادهم ولكنها سرعان ماتبددت عندما أردف المدير : نحن لانريد مشاكل مع كوالا لامبور فعلاقتنا بهم طيبة للغاية ، سوف تسافر الى احدى جزر المحيط الهادي حيث مقر عصابة التزوير ، ولكن هناك مشكلة ، الطائرة التي تغادر لهذه الجزيرة كل اسبوع لن تقلع الا بعد خمسة ايام من الآن ، ونحن نريد انهاء المهمة غدا لأن سيادة الوزير بنفسه ينتظر نتيجة ذلك .
* * * * *
وقفت منى بجوار أدهم وهو ينشر أمامه خريطة العالم ويطالعها في اهتمام وقد اخذ يقيس المسافات ويقوم ببعض الحسابات ثم هتف في حماس "لننطلق الآن" .
قالت منى في دهشة : هل حقا ياادهم تنوي الذهاب الى هناك سيرا على الاقدام ؟
جاوبها أدهم في سخريته المعهودة قائلا: ليس بالضبط ياعزيزتي ، فالمسافة التي تفصلنا عن تلك الجزيرة تتكون من مرحلتين ، المرحلة الأولى على البر بطول ثلاثة آلاف كيلو متر سنقطعها سيرا على الأقدام كما تقولين ، ثم بعد ذلك سيكون علينا السباحة لمسافة أربعة آلاف كيلو متر أخرى حتى نصل الى الجزيرة ، هل بدأت تشعرين بالخوف ياعزيزتي ؟
قالت منى في مرح : كلا ياأدهم فان كل نساء العالم لن يشعرن بالخوف لو كن مع رجل واحد فقط ، مع رجل المستحيل .
* * * * *
عندما أوشك ادهم على الانتهاء من المرحلة الأولى من الرحلة وهو ينطلق بهمة ونشاط مدت له منى يدها بزجاجة من الماء وهي تقول : هل لك في تناول قليل من الماء ياعزيزي ؟ فأنت لم تتناول شيئا منذ أن انتهيت من الألفي كيلو متر الأولى منذ ساعتين .
هز أدهم رأسه دلالة على الرفض ثم قال باسلوبه الساخر : ياللنساء ، دائما يفكرن في الرفاهية حتى في أحلك المواقف .
احمر وجه منى خجلا وهمت بأن ترد على ملاحظة أدهم ولكنها توقفت بغتة عندما شاهدت هذه السحابة من الغبار التي ظهرت في الافق وبدات تتجه نحوهما في سرعة .
ماأن رأى أدهم هذه السحابة حتى جذب منى من يدها في قوة واتجه بها الى مدخل احد الكهوف القريبة وقد تنبهت حواسه كلها وقبل ان تفهم منى ماحدث كانا قد أصبحا في قلب الكهف المظلم ، في قلبه تماما .
ناول أدهم مسدسه لمنى ثم قال في حزم "اطلقي النار فورا ياعزيزتي ، اقتلي هذه المخلوقات البشعة ، ولاتنظري خلفك على الاطلاق "
ماأن أنهى ادهم عبارته حتى ظهر وجه أول هذه المخلوقات على باب الكهف ، ظهر وجه أحد الضباع التي تجمع العشرات منها وهي تمني نفسها بوجبة شهية من اللحم البشري المفري .
ضغطت منى على الزناد فسقط الحيوان الجشع في مكانه ثم انطلقت رصاصة ثانية لتصيب الضبع الثاني الذي استطاع الوصول للباب في مقتل ثم سقط الثالث والرابع ثم "كليك كليك كليك" ، لقد نفذت الذخيرة من المسدس في نفس الوقت الذي قفز فيه اثنان من الضباع في اتجاه منى في نفس اللحظة وهما يزأران في شراسة وغضب لمصرع زملائهما .
وهنا حدث مالم تتوقعه منى على الاطلاق ، فعندما اصبح هذان الضبعان في منتصف المسافة بينها وبين باب الكهف تماما وهما ينطلقان نحوها بسرعة مذهلة اذا باسد ضخم له زئير يصم الآذان يتلقاهما بكلتا يديه الاماميتين ليحطم وجهيهما في لحظة واحدة فتخمد اصواتهما للأبد ، ثم اذا بهذا الاسد يتجه في رشاقة لاتتناسب مع وزنه الثقيل الى باب الكهف ليواجه بقية الضباع التي تزاحمت عنده في محاولة مستميته لاقتحامه ، فلف ذيله حول عنق أقرب الضباع إليه ليصيبه باختناق فيفقد الوعي في الحال ، في نفس اللحظة التي كان يلطم بكفه الضخمة انف الثاني فتتهشم بصوت مسموع ثم يستدير في خفة ليخمش بمخالبه الحادة أذن الثالث لتطير بعيدا في الهواء ، عندئذ رفع قائد الضباع أنفه في الهواء فتشممه في ريبة الا أن الرائحة التي وصلت لأنفه كانت رائحة أسد وابن أسد ، وبذكاء القائد أسرع بالفرار وتبعته بقية الضباع ، وذلك حتى لايعرض الضباع في المنطقة لخطر الفناء.
في هذه اللحظة عاد الأسد الى داخل الكهف في اتجاه منى وهو ينظر اليها بنظرات انخلع لها قلبها من مكانه .
* * * * *
ماأن اقترب الأسد من منى حتى أخذ يحك ظهره في رجلها ويمؤ كقط صغير ثم نظر اليها في حنان وفي اللحظة التالية مد يده الى وجهه لينزع القناع الرقيق الذي ثبته عليه ثم نهض واقفا على رجليه الخلفيتين لتصرخ منى في لهفة : ياالهي ، انه انت ، انه انت ياأدهم ، هذا رائع ياسيادة المقدم ، ولكن كيف فعلتها ، لقد كان التنكر متقنا لدرجة ان قطيعا من الأسود لو رآك لجعلك قائدا له على الفور دون تردد .
قال أدهم بتواضعه المعهود : أبدا ياعزيزتي ، كل مافعلته انني قد انتهزت فرصة قتالك لهؤلاء الاوغاد بمسدسك وقمت باعداد هذا القناع من الخامات البسيطة الموجودة بالكهف ووضعت بدل الانياب قطعتين من الأخشاب التي يحضرها الحطابون للتدفئة في هذا الوقت من العام أما رائحة الأسد فأنا دائما ماأحمل معي زجاجات لعطور مختلفة لمثل هذه المواقف .
عندئذ ابتسمت منى في فخر وهي تقول : انك فخر لبلادنا ياادهم .
* * * * *
ارتدى ادهم ملابس السباحة ثم قفز الى المحيط ليبدأ المرحلة الثانية من رحلته ، رحلة المخاطر ، وأخذ يضرب بذراعيه في قوة وعزم ويتقدم سريعا نحو هدفه وتبعته منى وهي تحاول اللحاق به جاهدة حتى قطع نصف المسافة تقريبا وأصبح قاب قوسين أو أدنى من الوصول لهدفه ، الا ان هناك شيئا لفت انتباهها ، شيئا خطيرا للغاية .
كان هناك خيط من الدم ينساب خلف أدهم ، خلفه مباشرة ، ويبدو أن ساقه كانت تنزف كل هذا المدة دون أن يشعر ، انتبه أدهم ليجد أن أحد الضباع مازال ينشب أظفاره في ساقه بعد المعركة التي دارت بينهم فانتزعه ادهم في سهولة ويسر والقى به ببين الامواج كما يطوح طفل صغير بعلبة فارغة من المشروبات الغازية ليكون فريسة سائغة لأسماك القرش التي تعج بها هذه المنطقة من المحيط .
لو نزف انسان كل هذه الكمية من الدماء حتى لو كان رجل المستحيل نفسه فلابد أن يحدث له ماحدث ..........
وانتظروا التكملة في الحلقات القادمة ، وارجو معرفة رايكم ، وشكرا لكم .
|