كاتب الموضوع :
روح النسيم
المنتدى :
الارشيف
الجزء الثاني: من هو حازم
عاشت منى منذ حولي سنوات قصة حب اول اعتبرته الحب الوحيد في حياتها...
كان حازم صديق احمد اخو منى والدي يكبرها بست سنوات... بل كان اقرب اصدقائه ولطالما اعتبره اخوها احد اخوانه... بل واعتبره الوالدين احد افراد العائلة خصوصا ان امه كانت احدى صديقات امها وجارتهم في نفس الوقت...احبت منى حازم لسنوات ربما مند ان عرفت ماهو الحب...والكل يشهد انه كان شابا وسيما طيبا وصديقا وفيا لاحمد...مع مرور السنين وكلما كانت منى تكبر كانت مشاعر حازم تتجه نحوها ربما دون استأدانه..
لكن نجاحها في الثانوية ودخولها الجامعة بدأت تطرد فكرة ان يحبها من رأسها..وارادت ان تقنع نفسها انه حب طفوله وانها ربما هي بالذات لا تفهم مشاعرها..او ربما هو تعود عليه..واعجاب لا اكثر...
في هذه الفترة ازدادت مشاعر حازم وبدأ يحس ان الحب قد طرق بابه..فحاول بعد تردد كبير ان يكلمها ويعرف مشاعرها نحوه...
في احد الايام وهي عائدة من الجامعة وجدته في طريقها سلمت عليه وهمت بمواصلة طريقها ولكنه استوقفها...
- منى..اريد ان اكلمك...
- نعم حازم تفضل...
- منى...........اخوك احمد هو اخي صح...
- بالطبع حازم نحن نعتبرك فردا من العائلة..
- ولكنني لا ارى فيك الاخت يا منى...
- احمر وجه منى ثم ردت ..ماذا تقصد...
- منى...لو قال لك احد زملائك انه معجب بك بل انه يحبك ماذا ستردين...
ازداد خجل منى ثم ردت...
- صفعة على وجهه هل تكفي...
استغرب حازم..ثم بتردد قال..
- لو كنت انا من قال لك هذا الكلام...ماذا سيكون ردك...
سكتت منى...وتركته واقفا وغادرت بسرعة والدموع قد ملأت عينها....
- هل يعقل..هل حازم من كان يكلمني...لا ربما اخطأت في الشخص...ولكن ماذا فعلت..لقد تركته واقفا وحده وغادرت...ماذا فعلت يا منى...
ادركت انها تركته دون جواب ولكنها واصلت طريقها دون ان تجرؤ حتى الى الالتفات اليه...
اما هو فقد بقي مسمرا في مكانه وهو يقول...
- مادا فعلت ..لماذا يا الهي كلمتها... لماذا...ربما قد غضبت...
مرت ايام لم تجرؤ منى على مواجهة حازم..كما انه لم يجرؤ حتى على الذهاب الى بيتهم...ولكن بعد اسبوع من دلك اليوم التقى منى من جديد..وحاول التكلم معها وقد رأى انها تكن له المشاعر ايضا...وهنا بدأت قصة حبهما....
مر شهر على علاقتهما دون ان يعلم أي فرد من عائلتهما...ولا أي فرد اخر على الارض..كان حبهما سرا بينهما فقط...
وكذلك مرت اشهر بعده...ولكن منى قلقت من الوضع وطلبت من حازم ان يرسم علاقتهما وان يطلب يدها من ابيها حتى يكون حبهما معلنا وحلالا...وحتى يبارك الاهل هذا الحب...
ولكن حازم ورغم حبه الشديد لها لم يكن يرى نفسه مستقر كان العيب الوحيد في حازم ان طموحه كبير جدا..اكبر من كل مشاعره واحاسيسه..بل كان مستعدا للتضحية بكل ما يملك من اجل الوصول الى تحقيق هذا الطموح...
لم يشأ ان يتقدم لها ...بل اراد ان ينجح في عمله اولا حتى يستطيع ان يحقق لها كل رغباتها لما يتزوجها...
صبرت منى على هذا الوضع لمدة سنة ولكنها لم تستطع ان تخفي الموضوع اكثر من ذلك عن اسرتها..فهي لم تتعود على دلك..
عزمت ذات مرة على التكلم معه جديا كانت في سنتها الجامعية الثانية...ذهبت للقاء حازم..
- حازم هناك موضوع مهم يجب ان نتكلم فيه...
- نعم يا منى تفضلي...
- نحن على علاقة منذ اكثر من سنة يا حازم...الا ترى ان الوقت قد حان لتتقدم لخطبتي...
- انت ادرى يا منى بوضعي...
- وضعك جيد ..لن اطلب اكثر من هذا..وظيفة مرموقة وشقة..ومرتب كفيل ان يعيشنا معا...كما ان شهادتك عالية والمستقبل امامك مفتوح..ولكن لا تتسرع..
- ولكن انا اخبرتك...
- ثم..انا لم اطلب ان نتزوج اليوم..ولكنني اريدك ان تخطبني..ثم نتزوج عندما انهي دراستي..
الا تكفيك ثلاث سنوات لتحسين وضعك...
- الامر ليس هكذا يا منى...انا لا اريد ان نعيش في هذا الفقر الذي تربينا فيه...اريد ان تعيشي معي كالاميرة..اريد ان نعيش في مجتمع راقي ونكون اغنياء...
- فقر..اتسمي هذا فقرا...اعرف ما معنى الفقر يا حازم ثم تكلم...
لقد اتخذت قراري يا حازم...علاقتنا منتهية حتى تأتي وتطلب يدي من ابي...لن تراني بعد اليوم الا وانا خطيبتك..انه قرار نهائي ولن اعود فيه...
- لا تتسرعي يا منى..ستندمي.....
- انه قراري...وهذا هو الصواب....انا لك يا حازم...ولكن ليس كحبيبة بعد اليوم...بل اريد ان اكون خطيبتك...الى اللقاء...
ذهبت منى وهي واثقة انه لن يتخلى عنها وانه لا محال سيتقدم لخطبتها ارضاءا لها...وخوفا من خسارتها...
مرت الايام وحازم لم يتقدم....وهاهو الشهر الاول يمر والثاني بعده..وحازم لم يحاول ان يقوم بأي خطوة حفاظا على حبه...
ومع ذلك فقد كانت منى مطمئنة..كانت تعلم انه لن يتخلى عن وعوده وانه لابد ان يأتي يوم ويرضى بحاله..ويقتنع انها اغلى من طموحه...
بعد اربع اشهر من انفصالها المؤقت عنه..جاءت ام حازم لزيارة ام منى..وفي سياق الحديث اخبرتها ان حازم خطب ابنة صاحب الشركة التي يعمل بها...واضافت ان العرس بعد اسبوعين لانهما يجب ان يسافرا من اجل عمله الجديد ..فابوها فتح فرعا جديدا لشركته ويريد لحازم ان يديره...
لم تتمالك منى نفسها عند سماعها هذا الكلام...واغمي عليها من هول الصدمة...كيف لا وحازم حبيبها الذي اتنظرته كل هذه السنوات...يختار من هي اغنى منها ليتزوجها...ويتركها في دوامة من الحزن..وكانه يقول لها انتي لا تهميني لقد وجدت الطريق الاسرع الى الحياة التي اريدها..ولن اتنازل عنه من اجل حبك السخيف...كان السبب طموحه مدفوعا بكبرياء الرجل الذي اتخذت في ذلك اليوم قرارا بتركه ووضعه امام الامر الواقع وتخييره بينها وبين احلامه...
مرت منى بأزمة عاطفية صعبة جدا..الزمتها الفراش...ولكنها بالرغم من ذلك لم تخبر احدا بما حدث...قبل يومين من العرس فكرت جيدا...ثم رأت انه للا جدوى من حزنها والمها...فهو سيتزوج بعد غد وقد رماها ورمى حبه خلفه..فلماذا تبقى هي في المها...في تلك الليلة بكت كما لم تبكي من قبل وتخلصت من اخر قطرة الم في قلبها ونامت...
في الصباح استيقظت منى وقد صار حازم ذكرى...مع انها مازلت تتألم ولكنها لم تشأ ان تترك فشلها هذا يؤثر على دراستها وحياتها...ولم تترك جرح حازم يدمرها..وقررت ان تذهب الى عرسه..بصفتها جارته..واخت صديقه الذي يعتبره اخوه...
جاء يوم العرس..تجملت منى كما لم تتجمل في أي عرس من قبل..وبدت وكأنها العروس...كانت كل العائلة سعيدة من اجل حازم..الا منى فقد كانت ذاهبة الى ميتم حبها...
ذهبت الى العرس كان كل شيء كما حلمت به..كل شيء رائع..الازهار بيضاء كما ارادتها... الصالة رائعة...العريس وسيم ورائع ببدلته ..الشيء الوحيد الذي كان يختلف هو العروس...فلم تكن تلك العروس التي تحلم بها ...بل كانت دائما ترى نفسها جالسة امام حازم على ذلك الكرسي...
عندما رآها حازم صدم ...لم يصدق ان يرى حبيبته السابقة بهذا الجمال والتألق في حفل زفافه..لقد تمناها ايضا ان تكون هي العروس...ندم في قرار نفسه واراد لو يعود الزمن..ويمحو كل ما يحصل في تلك اللحظة...بل اراد ان ينهض ويأخد بيدها ويجلسها مكان عروسه الجميلة والثرية..ولكن الاوان قد فات ولم يكن بيده الا ان يواصل تمثيلية الحب التي يمثلها على هذه العروس المسكينة والتي كانت تحبه ...
انتهت تلك الليلة على خير...وعاد الكل الى البيت بينما بقي المدعوون يتكلمون عن منى وعن تألقها وجمالها...
عادت منى الى حياتها الطبيعية من جديد...لكن بثقة اقل بالناس...وقررت ان تواصل حياتها دون التفكير في شيء غير دراستها...
اما حازم فقد سافر مع زوجته وبدأ حياته الجديدة التي ارادها دائما...
يتبع..
|