كاتب الموضوع :
روح النسيم
المنتدى :
الارشيف
الجزء الخامس..عودة الماضي..
اسفة كثيير على تأخري عن اكمال الرواية..
لكنني لم استطع ان اعود الى الكتابة حتى اليوم..
سوف اضع لكم اليوم الجزء الخامس واتمنى ان تستمتعو بالقراءة...
الجزء الخامس... عودة الماضي..
مرت عدة اشهر على استلام منى لوظيفتها وتعودت علة عملها بل اصبحت تتقنه وتعلمت بسرعة ,واستطاعت في تلك الفترة ان تكسب ثقة واحترام جميع زملائها وحتى مديرها السيد صفوان..
في احد الايام وبينما كانت منى تقوم بعملها اخبرتها سكرتيرة السيد صفوان انه يريدها في مكتبه...
كانت المرة الاولى التي استدعاها المدير ,اتجهت الى الكتتب وهي تفكر مادا فعلت حتى يستدعيها السيد صفوان.
دخلت ودار بينهما الحديث التالي:
-صباح الخير سيدي.
-صباح الخير انسة منى ,تفضلي بالجلوس.
-شكرا..
-كيف تجدين العمل في المكتب.
-رائع سيدي.انا مرتاجة جدا.
-جيد ..
-.....
-اعرف انك تتساءلين لمادا دعوتك..
-اجل..
- كما تعلمين لقد استلم مكتبنا مشروعا مهما جدا,
-اجل سيدي.
-يتمثل هدا المشروع في مجمع سكاني.يتضمن منازل فخمة وراقية, ولكن حتى الان لم يتم اختيار تصاميم تلك البيوت لدلك فقد كلفت مجموعة من اكفأ وامهر المهندسين لوضع تصاميم اختار منها ما اعرضه على اصحاب المشروع..
-هدا جيد يا سيدي.ومكتبنا يملك مهندسين يمكن الوثوق بهم.
-اريدك ان تشاركي في هدا المشروع يا انسة منى.
-انا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- اجل انتي.لقد رأيت فيكي موهبة ومواضبة على العمل كما انني ادكر انك عندما تقدمت للوظيفة قدمتي لي بعض تصاميمك الخاصة.وقد نالت اعجابي.
- شكرا يا سيدي.
-موعد تسليم التصاميم بعد عشرة ايام.اريدك ان تحاولي وضع تصميم .لاننا سنعتمد تصاميم عدة. لا تضغطي على نفسك هده بمثابة فرصة اعطيها لك في المكتب ونجاحك فيها سيفيدك كثيرا.
-سوف ابدل جهدي يا سيدي.
- انا اثق بك.يمكنك ان تعودي الى عملك الان.
-شكرا..بعد ادنك.
عادت منى الى المكتب والفرحة لا تكاد تسعها.
-رجاء هدى .احزرا لمادا استدعاني المدير.
ردت هدى:
-هيا تكلمي..لمادا؟؟؟
-يريدني السيد صفوان ان اشارك في مشروع المجمع السكني ..
ردت رجاء.
-مادا؟؟؟ولكن كيف حصل هدا..
- لا اعلم هو يقول انه يريد ان يعطيني فرصة لاتقدم في عملي.
رجا:
-رائع كم انا سعيدة من اجلك.ولكن لا تفكري ان يكون تصميمك اجمل من تصميمي..
ثم اضافت هدى:بالطبع تصميمي هو الافضل .
وضحكت ثلاثتهم ثم عادت كل واحدة الى عملها.
ساد المكتب صمت قطعته بعد قليل هدى
-هل سمعتم باخر ما حدث.
-مادا حدث..ردت منى.
-خالد ابن السيد صفوان سيعود من سفره.
ردت رجاء:
-من اخبرك بهدا..
-مصادر خاصة لكنها موثوقة..
منى في حيرة:
-من هو خالد.
-خالد هو ابن السيد صفوان الوحيد.كان يعيش في كندا لكنني سمعت انه سيعود الى الوطن ليستقر.يقال انه طلق زوجته .
-اهو متزوج.
-اجل. من اجنبية, لقد كان يدرس في كندا وهناك وقع في حب فتاة كندية وتزوجها,وبالرغم من معارضة السيد صفوان لهدا الزواج الا انه اصر على قراره وهدا ما جعله يستقر هناك.ولكنه ولاسباب ما طلقها وسيعود ليعمل في مكتب ابيه.
-جيد على الاقل يساعده.
قالت رجاء
-هدى عودي الى عملك,فالسيد خالد يستحيل ان يطلق زوجته.ومن قال لك هدا الكلام لا يعلم شيئا..
-لا يعلم مادا؟؟سعاد سكرتيرة السيد صفوان هي من اخبرتني,وتعلمي انها تحب السيد خالد وان كل اسرار السيد صفوان عندها..
ردت منى وهي تضحك.
-ادن سعاد تحب خالد.
-اجل,سعاد ابنة صديق السيد صفوان,وقد كانت تحبه مند صغرها ولكنه احب زوجته ولا اعتقد انه يستطيع تركها, لقد ترك كل حياته هنا من اجلها..
- الايام قادمة وستثبث كل هدا,وسترين ان كلامي صحيح وان خالد سيعود وربما سيتزوج سعاد..
ضحكت رجاء كثيرا ثم قالت لهدى:
-لمادا لا يتزوجك انتي...
-انا؟؟؟ رجاء.بدأت افكر ان لا ادعوك الى زفافي مع خطيبي..
كانت علاقة هدى ورجاء جيدة وقوية ..فقد كانتا صديقتان مند ايام الجامعة ولم تكن اي منهما تغضب من الثانية مهما زاد المزاح بينهما..اما منى فقد كانت معجبة بصداقتهما كما انها بدأت تنسجم معهما وتكسب صداقتهما ايضا..
مرت الايام المحددة لانجاز المهمة...وقد بدلت منى جهدها وحاولت ان يكون تصميمها دقيقا وفخما حتى تستطيع كسب ثقة السيد صفوان..
وفي اليوم المحدد لتسليم التصميم توجهت منى الى المكتب ,وعندما طلبت من السكرتيرة ان تسمح لها بالدخول طلبت منها ان تنتظر قليلا لان السيد صفوان في اجتماع وانه سيتمكن من استقبالها في دقائق .
اثناء الانتظار وبينما كانت منى تراجع بعض التفاصيل في تصميمها سمعت صوتا تعرفه..
صوتا عرفته جيدا في يوم ما واحبته ..صوتا جرحها في الماضي..ولم تفكر يوما انها ستقابله من جديد...
ارتبكت منى ولم تستطع ان تخفي دهشتها كما لم تستطع ان تمنع نفسها من المدنظر الى صاحب الصوت..
حازم انه هو..لم يتغير انه حبيب منى..دلك الحبيب الدي تركها في يوم من الايام تتخبط في المها وحزنها من اجل المركز والمال..
استقبلته السكرتيرة..
- اهلا سيد حازم.تفضل السيد صفوان كان بانتظارك..
لم تنزل منى عيناها من حازم ..لم تسيطر على نفسها ونست كل من كان يحيط بها..بينما لم ينتبه هو الى وجدوها ودخل مباشرة الى مكتب المدير..
انتبهت السكرتيرة الى ارتباك منى وبادرت بسؤالها..
-هل تعرفي السيد حازم..
اجابت منى وكأنها استيقظت من حلم مزعج..
- اجل كان صديق اخي..
-السيد حازم هو زوج امل ابنة السيد صفوان..
-صحيح؟؟؟؟
-الم تقولي انه صديق اخوكي..
- اجل لقد حضرت زفافه لكنني لم اكن اعرف ان زوجته هي ابنة السيد صفوان..
سكتت منى قليلا ثم اضافت..
-سعاد اعتقد ان السيد صفوان مشغول الان ..ساعود لاحقا لاعطيه التصميم..
-حسنا كما تريدين ..لقد عاد حازم لتوه من السفر وربما سيتأخر معه..
عادت منى الى مكتبها وهي سابحة في دكرياتها وافكارها...
تدكرت كم كان حازم واثقا من نفسه وكم كان واثقا انه سيصل الى مراده في النهاية..تدكرت ملامحه ونظرته التي كانت تأخدها الى عالمه في الماضي..
تدكرت كيف كان يحس يحيطها باهتمامه وعنايته ..وتعجبت من موقفه اليوم..وكيف انه لم ينتبه حتى لوجودها بالمكتب..
فجأة قطعت رجاء افكارها:
-منى لم تنطفي باي كلمة مند عودتك..الم يعجب السيد صفوان بتصميمك..
- لا ابدا لم اقابله حتى..ولكنني اشعر اني مريضة بعض الشيء..
-مالدي يؤلمك يا حبيبتي..
-اشعر بانقباض في صدري..والم في رأسي..
-لابد انك اتعبتي نفسك كثيرا هده الفترة ارتاحي قليلا..ساحضر لك حبة دواء..
-هدا لطف منك..شكرا كثيرا رجاء..
ارادت منى ان تترك العمل في تلك اللحظة وتعود الى البيت ولكنها لم تستطع ان تتخلى على وعدها للسيد صفوان بانها ستسلم العمل اليوم...فتحملت كل تلك المشاعر التي اجتاحتها..
كان حازم يبدو سعيدا وفي احسن احواله..مما جعل منى ولاول مرة تحقد عليه وتحس انها تكرهه..ربما اراد ت ان يعاني من فراقها..تمنت لو يتألم من فراقها..
ربما طانت دائما تامل ان ترى الشوق لها في عينه اول ما تراه من جديد..
وانتظرت دائما ان يعود لها نادما طالبا عفوها..
ولكنها تفاجأت بان رأته اليوم انسانا اخر..بحدث عن اثار حبها في عينيه فلم تجدها..بل وجدت بريقا اخر..بريق عيني رجل لم تعرفه من قبل..
بعد مدة اتصلت بها السكرتيرة سعاد لتخبرها ان السيد صفوان غير مشغول وانها تستطيع القدوم لمقابلته..
توجهت منى الى مكتب المدير وحاولت بكل جهدها ان تخفي المها الدي عاد بعد اربع سنوات..
ناقش معها السيد صفوان بعض الامور ..ثم احتفظ بالتصميم بعد ان اعجبه..
وبعد ان شكرها على جهدها وعلى عملها المتقن..
في تلك اليلة فشلت خطتها في المضي بدون حازم...لم تستطع ان تتخطى تلك الصدمة التي مرت بها بسببه وفي تلك اليله احست بجرحها قد فتح من جديد وبان نيرانها التي ظنتها اخمدت قد اشعلت من جديد..
في لحظو فكرت ان تترك الوظيفة وكل شيء..ولكنها تراجعت لعلمها ان حازم يعمل خارج البلاد وانه بالتأكيد هنا في اجازة وسيعود قريبا الى عالمه البعيد عنها..
استطاعت منى ان تنام بصعوبة ولكنها رأت حلما ازعجها وافسد عليها نومها..
وعندما استيقظت وجدت النهار قد بدأ يرسل اول خيوطة التي شقت ظلام اليل في تناسق رائع للون الازرق في السماء..
فصلت الصبح ثم اتجهت الى المطبخ اعدت الفطور وايقظت والديها ثم دهبت الى غرفتها لتجهز نفسها دون ان تنطق باي كلمة مع والديها..
ومر يوم اخر عادي في المكتب ومرت وراءه ايام عديدة..ولم ينجح تصميمها في نيل اعجاب اصحاب المشروع ..لكن القدر كان يخبأ لها موعدا لم تكن لترغب ابدا في الدهاب اليه..
دات يوم واثناء قيامها بعملها استدعاها المدير الى الكمتب..دهبت هده المرة وهي تعلم انه يريد ان يكلمها عن بعض الاخطاء في تصميمها..
وعندما دخلت لم تجده وحده بل وجدت معه شابة في مثل سنها تقريبا انيقة وجميلة جدا..بدا لها هدا الوجه معروفا لكنها لم تستطع ان تسترجع اسم صاحبته..حتى بادر السيد صفوان قائلا..
- تفضلي يا منى..اعرفك بابنتي امل..
صدمت منى عند سماعها هدا الاسم..هل يعقل هدا.. انها امل زوجة حبيبها...لمادا يريد القدر ان يجمعها بماضيها من جديد..
اخفت صدمتها وردت
-اهلا انستي تشرفت بمعرفتك..وكأنها ارادت ان تنكر واو ان تخفي معرفتها بانها زوجته هو..
-اهلا منى..ناديني امل..سيكون بيننا الكثير من الاعمال..
تعجبت منى من كلامها..ونظرت الى السيد صفوان نظرة تنتظر منها الاجابة..
فقال لها..
-عادت ابنتي مع اسرتها لتستقر هنا..وقد اريتها تصميمك الدي وضعته ن اجل المشروع وقد اعجبت كثيرا به وقد اختارت ان يكون هو تصميم بيتها..
-يسعدني دلك سيدي..ولكنني كما تعلم ...
-اريدك ان تتفرغي لهدا المشروع فقط.. سيكون منزل امل مشروعك انتي..
-سأبدل جهدي سيدي..
-سأتصل بك غدا يا منى لان هناك بعض الاشياء اريدك ان تضيفيها على التصميم..اتمنى ان تسعدي بالعمل معي..
-بالتأكيد سيدتي..بعد ادنكما..
انصرفت منى الى مكتبها وهي تلعن هدا القدر الدي وضعها في هدا الموقف الصعب وفي هدا الاختبار القاسي...وقررت هده المرة ان تستقيل نهائيا من الوظيفة..ولكنها وككل مرة وبعد تفكير طويل قررت ان لا تستسلم وان تواصل حياتها حتى بوجود حازم..وقررت ان تعود نفسها على رؤيته واعتباره مثل باقي الناس...
يتبع..
دمتم بود..
|