كاتب الموضوع :
lost in memories
المنتدى :
من عيون الشعر العربي والعالمي
إيقاع المرايا..
أغربي عن مرآتك تنحّي
فتلك التي هي هنا، لست أنت
وحيــدة، لطالمــا أخبرتهم عنك
وعنّي من ينبىء الأغراب
أنّي، غير هذه التي هي هنا الآن..... أنت
وحيـدا مثلي تماما، كان الشــغف كالظلّ
يلازمني حرصه، يسرف في الـتأنّي مرّة، ومرّة في التعدّي
كنّـا نزاول الصمت معا، متّكئين على سدرة المعنى
نراود الأفعال عن تلاوينها
نصادر ماتيسر من قبح الضمائـــر
نرجمها بالمواعظ الخفيّة حينا
وحينا باللعنات المعلنـــــــــــــة
كان أكثرنا حنكة ،
كان أكثركم دراية
حين راح الوقت وحده
يغتنم الهفوات
يفاوض النعاج في خبث
فتحبل كل الحكايات
وقد غضّ الشرف ماتبقّى من طرفه
عمن يدنّس الخفايا، والمرايا، والتمائم
من يأ به للبراءة إذن؟
حين تضجّ ساخطة
من يبالي بالنخوة التي تسّاقطت مغشيّا عليها
من هول عدم مؤقّت ربما
وانعـدام أ كيد للاعتبــار؟
أعلم أنّها ليست هي آخر الـمرّات،
التي أقف أمام هذه المرآة
أحاول جاهدة أن أتجلّى
كامرأة تتحايل على ملامح الانكسار فيها، كأنثى
أعلم أنني لست آخر الكائنات التي تتقن
المرارة في زهـــو
وتوغل في الأعماق بعيدا تركن تداعياتها
تمضي للحيلولة بين ماتشتهيه من صراخ حميم، حميم
وقبلة تعيد للشفاه شرور اللهيب
أعلم أني لا سواه أمتلك
ككلّ المفلسين في زعمهم، غنى
وفي أحسن الأحوال ندّعي القيامة
بين موت آخر وموت بديل
نفجّر اللغة في غيظ
نكظم أواخر الغصات بالحذر الشديد
نرهب الذين شغلهم عن النظر بعيدا
تنظيرهم إلينا، وتناظرهم علينا
هكذا ينبغي أ ن نستمرّ في لهونا،
عبثيين بمنتهى الجديّة
وجادّين كأية دابّة
تجمع السكات جيّدا
وتحمل السكات جيدا
وتمضغ السكات جيدا
وتطرح السكات جيدا
لتدرك أنّ الكلام ليس بالضرورة أن يكون جيدا
إلا، ليليق بالبهلوانات
وجملة شائعة من التماثيل المنحوتة
من رخام الصدف، وزخم المواويل
ليلاك يا شاعر في دمي..
للشاعر الأصدق تركي عامر
وهي مستوحاة من قصيدته "ليلى في العراق مريضة؟"
لكل شاعر من ضفّة الفرات
نصيبه الوافر
ومن الكربلائيات الزاحفة على جسد العراق
إيقاعه المنشود
لكل شاعر من الأقصى
وإلى الأقاصي .. قدس
ومن دموع الأمهات
آهة .. كالمآذن شاهقة
وكما الناقوس .. تدوّي
كما البارود
لكل شاعر مع الحكّام ، كيل من المدح
وللعنات سيل من براميل السخط
وسجّيل النفط
وأطاييب الكلام .
لكل شاعر .. ضادٌ ، وأغلالٌ ، وأصفادٌ
لكل شاعر .. بحرٌ ، ومجدافٌ ، وصيّادٌ
لكلّ شاعر .. واديه
لكل شاعر .. " أرز " في " بقاع " الشعر
عامل " على " شويفات " الجمال
لكل شاعر .. " هرم " من الشوق
يتكوّم " مصرا " على البوح
أحجية على السلا م !
لكل شاعر .. بردى الذي كفّ
ولا كفّ ، طالت القاسيون.
وإن هوى الياسمين ،
ردحا ، فللياسمين دهرٌ .. لايلين
لكل شاعر .. ليلي
وليلاك ياشاعر في دميَ البابليّ
حزينة
بل مريضة
بل سقيمة
بل إنّها القتيلة ؟..
وليس الموت وحده ، خصيم ليلي
وليس الحريق جلّه خطب ، المكان
هو المعنى ، الذي تاه عن هابيل
فأودى بقابيل إلى ذاك الزمان
زماننا الذي صمت الشعراء فيه ،
ليتناهبوا
أوطان ، يتكدّس ساستها ، قبل البلاء
بلاء
وبعد البلاء ... ضرام !
أيجدي القول ؟
وجدوى المحو ضارية ، يتكبّدها النخيل
هيّابا بطلعته الكسيرة
والضوء الراجف في الآفاق ، قصاصه
الدخــــــــــــــــــــــــــــــــان !
لكل شاعر ، مثلما كان لي
أغنية الطفولة
وأنشودة الوطن
وألعاب كثيفة تروي عن الحرب الضروس حكاياها الهزيلة
لكل شاعر ، مثلما صار لي ، مخاوف
أن تضيع ، الأغنيات والأقاصيص الطويلة
أن تضيع الأمنيات ،
وتبقى الألاعيب الكثيفة ، حُبلى الحروب الضروس
لتنسى الطفولة
|