كاتب الموضوع :
lost in memories
المنتدى :
من عيون الشعر العربي والعالمي
نموت ثم نحتضر
كل شيء سوف يتساقط ...
اللحم عن سلاميات الأصابع
والذكرى عن الذاكرة
والأبجدية عن الأصوات
والثلج سوف يغطي الذاكرة
والجرذان سوف تقرض القلب ..
* * *
وها أنا أوغل بعداً
في مدارات الغربة
مثل كوكب يرفض مداره المألوف .
* * *
ها أنا أنفلت
من ( الكرنفالات ) الإجتماعية
وألاعيب قوم الإقنعة ,
فقلبي جائع لحقيقة ( حقيقة ) .
غامضة ـ لا ريب ـ كمطر في الضباب ..
* * *
لست خائفة .
ولم أكن قط خائفة ,
من فراقهم أو لقائهم !...
كنت فقط جائعة ,
وديعة , وجائعة إلى خبز حنانهم المسموم ..
وقد تسممت ومت
وأنتهى الأمر !..
* * *
لقد مت
والآن يبدأ إحتضاري
* * *
نموت في ثانية واحدة
ثم نحتضر طويلاً ...
يموت القلب أولاً
ثم يبدأ الإحتضار ...
* * *
نموت أولاً ,
ثم نحتضر
ولكننا لا نحتضر أبداً قبل الموت ..
فالإحتضار :
وعي الموت
* * *
وأنا مت ,
وأنتهى الأمر , وأبتدأ
ودخلت في مرحلة الإحتضار الجميل
حيث تتوالى أمام عيني
الحقائق الجلفة لدنياهم المصقولة
والجذور المسمومة لأشجار حدائقهم :
الثراء . السلطة . القسوة .
إحتقار الحنان ... الحنان ... الحنان ...
* * *
كل شيء سوف يتساقط
اللحم عن سلاميات الأصابع
والذكرى عن الذاكرة
والثلج سوف يغطي القلب
بعد أن يسأم مسرحيات العشق المخدرة ...
كل شيء سوف يتساقط ويحترق
حتى الشعارات عن الجدران
والصرخات عن شفاه المتظاهرين ..
شيء واحد يبقى :
الكلمة التي تتوق إلى إرتقاء ما
وإلى قضاء حياتها
في تسلق درجة إضافية
نحو تكل الشمس العادلة المجانية ...
* * *
وداعاً أيها السيرك
وداعاً الأضواء الحارة , التصفيق
الشهيق , ودموع الإعجاب الهش
حيث الحب العابر
بديل بائس عن المعرفة
* * *
أني أنسحب , لأركض
داخل تلك الغابة
حيث يطلق القلب عقيرته للريح
وللصراخ الأخرس بلغة جديدة ...
وحيث تطلق الروح ساقيها
للركض المسعور
وهي تعي مرئيات عتيقة جديدة ...
* * *
ولم أبع روحي للشيطان
لكنني بعت بعض ( حقيقتي )
لأجل أن أعرف المزيد عن ( الحقيقة ) ...
* * *
وداعاً ذلك الزمن المشؤوم ...
لقد سددت ( فواتيري ) كلها
وأشتريت رفاقي القلائل ,
بنزف روحي السري ,
في عتمة ذلك الليل الشاهد الصامت :
الشاهد الحالك المثالي ..
* * *
وداعاً زمن السقوط إلى القمة ,
من جحر مضاء ( بالنيون ) إلى آخر ,
ومن ( جرسونييره ) إلى ( شاليه ) ...
وداعاً ذلك البؤس كله
وليتقدم الصدق نحو وجهي المشرع
وليرسم الحزن صرخته
وليتوجني الغضب
ملكة الفرح الذي لم يأت بعد
1/1 /1987
من ديوان الحب من الوريد إلى الوريد
|