كاتب الموضوع :
lost in memories
المنتدى :
من عيون الشعر العربي والعالمي
إعتقال ليلة البكاء بـ 99 قرشاً ..
ولن أنسى بكائي وحيدة
في موقف السيارات ( الباركينغ )
تلك الليلة المالحة
حين دفعت 99 قرشاً
كي أجد مكاناً فارغاً
أشهق فيه بصمت
وأفتش عن درب أخرى ...
* * *
ليلة البكاء في موقف السيارات ..
والليل قارة من الضياع
وأنا قد غادرت جسدك القرصان
منذ دقائق
والبحر مركب , وموقف السيارات غرق
وأنا أعرف البرد , وأعرف الحر
ولا أعرف الدفء
* * *
غادرتك , الغدر , والعيون الزئبقية
وأحببتك , الغدر , والعيون الزئبقية
والجسد الذي يتضوع بأساطير الصيادين
وأحببتك ,
الحلم بجسر بين روحي وصخبك
وأحببتك في ظلمتي القاحلة
كما كنتَ
آخر نورس على وجه الكرة الأرضية ...
* * *
ليلة البكاء بـ 99قرشاً
في موقف للسيارات ..
تحسست بذاكرتي عنقك ,
الذي يختصرك بعنفوانه ونبضه .
ووعيت انك تحيطه
بعقد من أسنان النساء اللواتي أحببنَك !...
* * *
ليلة البكاء بــ99 قرشاً
في موقف للسيارات ..
كدت أحدثك عن الحب
فحدثتني عن الجسد
واختفى بؤبؤ عينيك
وصارت عيناك زجاج مرآتين
تعكسان ضوءاً قاسياً جارحاً
كنصل خنجر ..
* * *
ليلة البكاء بـ 99 قرشاً
في موقف للسيارات ..
وعيت ليلتها أخيراً
انك ما تزال تعيش مرحلة المقاهي
وانا أعيش مرحلة الغابات ..
* * *
ليلة البكاء بـــ 99 قرشاً
في موقف لاسيارات ز.
داهمني الذكريات المقددة
لزمننا الصدىء
ووعيت عمق حبي لك
أنت الذي تكفيه ستارة وقبلات مسروقة
في سيارة شتائية معتمة ,
في موقف للسيارات ,
بـ 99 قرشاً ...
وانا التي أحببتك حباً شاسعاً كالفجر
نابضاَ كمظاهرة ..
تمسكُ بيدي ,
فتنمو أصابعي لتصير أغصان شجرة
مزدهرة بالخضرة وأصوات العصافير ...
وأنا التي كنت أراك
فيتنفس الحب الصعداء ...
* * *
ليلة البكاء بــ 99 قرشاً
في موقف للسيارات ..
وأنا أترنح في آخر سهل الحزن
خطوة أخرى في هذا الإتجاه
وأقع عن الكرة الأرضية
بينما السيارات تحدق بي
بعيونها الصامتة المطفا’
وتحيط بي في ( الموقف )
مثل قبيلة من الناس الآليين
أطفأت بطاريتها حزناً .
وأنا مبعثرة كإناء مكسور
أصمت , والجدران تردد صدى صراخ صمتي ...
* * *
ليلة البكاء بــ 99 قرشاً
في موقف للسيارات
تذكرت أنك منت تخطط معي
لما ستفعله في الفصول الأربعة :
الشتاء , والربيع , والصيف , والخريف
وأنني حين صرخت بك :
هنالك فصل النزف .
هنالك فصل القحط .
هنالك فصل الحزن .
هنالك فصل الفراق .
هنالك فصل الموت ..
ماذا نفعل بها مواسمنا تلك ؟
لم تسمعني ..
ووعيت أنني كمن ينزف دماءه
امام باب موصد .
* * *
ليلة البكاء بــ99 قرشاً
في موقف للسيارات
كنت أغص حتى قاع غظامي
وأنا أتذكر ,
عذابي المجيد بك ,
وسقوطي في رمالك المتحركة
ومرروك بعمري ,
كمررو ظل طائة فوق حقل مقفر ..
ووداعي لك تلك الليلة ,
دون أن أودعك ..
عرفت’ أنني أفلت يدي من يدك
لآخر مرة .
وكنت’ سفينة تغرق
إلى أعماق بحار الأسى ..
* * *
ليلة البكاء بـــ 99 قرشاً
في موقف السيارات ..
جاء صبي ( الموقف ) مدهوشاً
لوقفتي المتحجرة ..
فقل له : نفذ الوقود يا أخي ...
وركض بطيبة يشتري لي وقوداً
أي وقود ,
لمن حوّلتها إلى امرأة من ملح
ساقطة تحت شلال الليل
تعي إنها بدون ستضمحل
كما يضمحل الوجه في المرآة
حين نطفى الشمعة أمامه ؟!....7 /4 /1977
من ديوان إعتقال لحظة هاربة
|