24-03-07, 08:42 AM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
ليلاس متالق |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2006 |
العضوية: |
9630 |
المشاركات: |
160 |
الجنس |
ذكر |
معدل التقييم: |
|
نقاط التقييم: |
12 |
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
الادباء والكتاب العرب
ابراهيم عبد القادر المازني , قصة حياة , قبض الريح , صندوق الدنيا
سوف يتم تباعا وضع بعض اعمال ابراهيم عبد القادر المازني و لكن اولا لنعرف من هو المازنى ؟
ولد المازني في القاهرة سنة 1889م حيث كانت مصر في طور الانتقال من القرن التاسع عشر الى حياة القرن العشرين ..... فمن الناحية السياسية بدأت تنزع للتخلص من السيطرة الاجنبية يحركها طبقة من الشباب المتنورين والزعماء المناضلين امثال مصطفى كامل مؤسس الحزب الوطني .
اما اجتماعيا فقد غزت مصر مدنية الغرب التي اجتاحت معظم تقاليدها الموروثة حتى انقسم السكان الى فئتين فئة محافظة متمسكة بما ورثته عن الاجداد وفئة منفتحة على كل ما هو جديد ..... في هذا الجو السياسي والاجتماعي والفكري نشأ المازني وترعرع حتى اصبح اديبا متميزا , وعلما من أعلام الحياة الفكرية , الذين مالوا الى كل ما هو جديد .
مات والده وهو حدث فبدد أخوه الاكبر مال أبيه تاركا اخاه الصغير للعوز والفقر إلا أن أمه بحكمتها وحنانها الكبيرين استطاعت ان ترعى صغيرها وتعتني به حتى صارت الاب والام والصديق .
وعندما أنهى دراسته الابتدائية والثانوية تابع تعليمه في مدرسة المعلمين فنال شهادتها سنة 1909 ... ودخل سلك التعليم رغم عدم ميله لهذه المهنة .
ظل يعمل في حقل التعليم حتى عام 1919 بعد ذلك احترف الصحافة حيث لمع نجمه .
لم تقتصر ثقافة المازني على ما حصل عليه من المعاهد العلمية .. بل قرأ قراءة الدارس المتمعن نوابغ الادب العربي القديم , ثم راح ينهل من الادب الانكليزي , هذا بالاضافة الى مطالعاته الفلسفية والاجتماعية , فتكونت لديه ثقافة فكرية متنوعة كونت شخصيته الادبية وساعده في ذلك ميله الى الدعابة التي تحولت فيما بعد الى نوع من السخرية والاستخفاف بالحياة تجلى في معظم كتاباته التي أخذت مرة شكل الهزل ومرة شكل التشاؤم والحقيقة ان المازني ترك للاجيال كثيرا من الشعر والنثر , كما كان بارزا ومتميزا في معالجته للموضوعات التي طرحها بأسلوب لا يعرف التكلف او قيود الصنعة وكلها مستوحاة من حياته الشخصية او حياة ممن يحيطون به او من وقائع الحياة العامة .... وهي تعكس بدقة صورة المجتمع المصري كما رآها الكاتب بحسناتها وسيئاتها .
وكما هو معروف ان المازني كان في طليعة النقاد والمحللين ونقده ينقسم الى قسمين :
1- نقد اجتماعي .
2- ونقد ادبي درس فيه بعض رجال الادب العربي القديم .
كما ان المازني في دراساته كان بعيدا عن التعصب والهوى يرسم الشخصيات بصورة مقنعة واقرب الى الواقع وبشكل تحليلي محاولا ان يسندها ويدعمها بالحجج والبراهين.
وهذه مقتطفات من بعض ما كتبه اديبنا المازني تحت عنوان » درسان من دروس الحياة «
» من أول ما تعلمته في حياتي ان الدنيا لي ولغيري وأني لم أعطها وحدي , ولا أعطيها سواي ملكا خالصا له , ونحن جميعا شركاء متكافئون في الحقوق , وما دمنا شركاء الى حين , وما دام ان المقام في الدنيا على كل حال قليل , فإن من الحماقة ان ننغص على انفسنا هذه الحياة بالعنت , أو أن نؤثر التي هي أخشن على التي هي أحسن في سيرتنا , وقد كنت أحمق الحمقى في صدر حياتي وما زالت بي بقية غير هينة من الحماقة
فما انفكت الدنيا تنفضني كما ينفض الاسد فريسته , وتشيلني وتحطني , وترجني وترميني من هنا وههنا , حتى فاءت بي الى الرفق والهوادة فأرحت واسترحت« .
هذه الفلسفة الحياتية التي خطها قلم المازني لم تكن إلا وليدة الواقع , ووليدة الحياة التي عاشها وعاينها عن قرب وذاق طعمها بحلوها ومرها حتى وصل الى هذه النتيجة التي تؤكد ان الدنيا الواسعة تتسع للجميع لذلك عش ايها الانسان ودع غيرك يعيش بأمان , وليت هذا الكلام يصل الى اسماع المتغطرسين في امريكا الذين يحاولون تفجيربؤر التوتر في معظم اصقاع الارض كي يمدوا سيطرتهم , ويبرروا تدخلهم الذي لا مبرر له كما في العراق وافغانستان وغيرها .
بقي ان نذكر ان المازني رحل عن الدنيا عام 1949 تاركا ادبه وفنه ومقالاته وكتبه لكل المتعطشين للثقافة والباحثين عن الكلمة الصادقة الواعية.
المصدر : عباقرة الادب ... اشراف وتحفقيق الاستاذ مصطفى غالب
|
|
|