المنتدى :
الارشيف
دعواتكم لد/نبيل فاروق
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ فترة ليست بالوجيزة يعاني كاتبنا المبدع د. نبيل فاروق الذي تربينا على قراءة أعماله و الذي تعلمنا منه الكثير من العديد من المتاعب الصحية تمر - أو لا تمر - دون أن يتحدث عنها.
لكن المرض اشتد على الرجل الذي أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات والذي يقرأه الشباب العربي من المحيط إلى الخليج، وتكتم هو الأمر الذي لم نعرفه - كتلاميذه كما ندعي و أبنائه كما يقول لنا دائماً - إلا بالصدفة، ولعل ذلك هو السبب في قلة أعماله في المؤسسة في فترة معرض الكتاب الأخيرة.
في الأسبوع الماضي عرفت أن د.نبيل أجرى عملية قسطرة في القلب تبعها بتركيب دعامات لقلبه المنهك بالكثير من الهموم و الأعباء التي لا يعرفها الكثيرون والتي احترمت رغبته في عدم الإفصاح عنها.وبعد أيام قليلة يدخل نبيل فاروق في عملية أخرى لا يتوقع هو شخصياً أن تكون الأخيرة ويكتفي بالرد على محبيه بعبارة " ربنا يسهل" حينما يسألونه عما سيحدث في الفترة القادمة.
أجدني الآن - و الآن فقط - أكتب عن مرضه بعد أن نشر موقع بص و طل خبراً عن الأمر تنويهاً لغيابه لفترة عن الكتابة فيه،وما أشعر به و أنا أكتب هذه السطور العديد من المشعر المتناقضة التي أعرف أن أغلبكم سيمر بها أثناء قراءته للموضوع
فلاشات كاميرا تسطع في ذاكرتي و أنا أتذكر كيف قرأته ، وكيف عرفته وأجريت معه العديد من الأحاديث الصحافية و كيف توطدت علاقتنا بعد العمل معاً في المبدعون وإصدار مجانين. لهفتي بالنزول للفجالة وانتظار عربة المؤسسة التي تحمل تتمة الأجزاء التي التهمتها و التي يرفض دائماً أن يحرقها لنا حتى ونحن نشاهده يكتبها في مكتب ابن سندر.
لفتاته الإنسانية الرائعة و أفضاله التي لا ينكرها إلا جاحد عديم الأصل.
وجدتني فجأة أخشى العديد من الهواجس التي تهاجمنا فجأة حين يفتك المرض بأحبابنا الذين طبعوا بصماتهم على قلوبنا بلحظات جميلة تسببوا في أن نعيشها بمنتهى الأريحية و الفرحة المصفاة حتى آخر قطرة.
أجدني - ولا أعرف كيف سيطاوعني الكيبورد في كتابة ذلك عن شخص له في عنقي الكثير- أخشى الفراق المحتوم الذي هو قدر علينا
يااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااه
ألم يعتصرني اعتصاراً و أنا أفكر في هذا الهاجس الذي لا أشعر به إلا مع أبي و أمي وابني و زوجتي و أصدقائي و أحبائي الذين سيفقد الكون بعضاً من بريقه لو أنهم ليسوا فيه
نفس القلق الذي اعتراني عندما مرض د. احمد خالد توفيق ولم يخبر أحداً بمعدلات ضغط الدم المرعبة التي وصل إليها قبل عدة شهور.
هي إذن فرصة لكي أقول لأستاذي و أبي د. نبيل فاروق: انهض..أنت أقوى من ذلك،ولا تفاجئنا - أرجوك - بنهايات القصص التي تترك لها أجزاءً للتتمة.
لا تزوج أدهم من سونيا جراهام ثانية ولا تربكنا بخصوم قدامى نضرب أخماساً في أسداس لنعرف من هم ولا تدخلنا مع نور في لغز لا نستطيع حله ولا ترهقنا بمشقة البحث عن إجابات لأسئلة تطرحها مبتسماً و أنت تعرف أننا لن نصل لجوابها...،ولا تستسلم لمرضك
نبيل فاروق..نعدك بأن نحاول أن نحب أجزائك على مضض و ألا نسألك عن الجزء الرابع من أرزاق ولا نشغل أنفسنا عن موعد زواج أدهمو منى ولا نحاصرك بسؤالنا التقليدي " هو أدهم صبري حقيقة"؟.
لكن - بالله عليك - لا تستسلم.
هناك موضوعات لم نتكلم فيها معاً ودعابات لم أخبرك بها و أحلام لم نتناقش فيها و أعمال لن يقوم بها أحد سوانا ، فلا تتنصل عن وعودك وأنت الذي لم تتنصل من قبل عن أي وعد.
نبيل فاروق..شفاك الله و عفاك ، وحفظك لأهلك و محبيك ، وبارك لك في موهبتك ومد في عمر قلمك.....
دعواتكم
تحياتي
|