كاتب الموضوع :
Narjes30
المنتدى :
الشعر والشعراء
سلمت اناملك نرجس بالفعل تنتقين الشعراء المتميزين في عصورهم
والتي لا زالت كلماتهم تدوي في اجوائنا الى الآن .
تقبلي مني فائق التحية ،،،
================================
على فكرة انا انصدمت بالمعلومات الي عرفتها عن الشاعر
ابي العلاء المعري ـ وحبيت اني اختاروا من بين الشعراء وانقل نبذة مختصرة عنه
يطلق على الشاعر أبي
العلاء المعري، فيلسوف الشعر أو شاعر الفلاسفة لما يتضمنه شعره من فكر إنساني وحكمة
ورؤية فلسفية تجاوز بها عصره. ويتميز عن أقرانه من الشعراء، بأنه جريئاً في التعبير عن أرائه وموافقه في حضرة السلطان إضافة إلى كونه يرفض شعر المديح للسلاطين بغرض الكسب المادي وحمل على أقرانه ووصفهم بأوصاف غاية في السوء لمدحهم السلاطين.
يلقب الشاعر بأسير المحبسين (العمى والبيت) وزاد الآخرون عليه محبساً أخراً فقالوا إنه أسير المحابس الثلاثة (العمى، والبيت، والنفس) ويعرف بزهده وإنسانيته ودفاعه عن الفقراء ورفضه لهدر دم الحيوان لأجل أن يفترسه الإنسان. وعرف عنه نباتياً وقضى معظم حياته يتناول العدس والتين، وكان يتقاسم لقمته وإيراده السنوي مناصفة مع خادمه.
كان ((أبي العلاء المعري)) متعلقاً بوالديه، وعندما توفى والده حزن عليه حزناً شديداً، وحين سمع بمرض والدته غادر بغداد إلى المعرة ليطمئن عليها لكن الموت سبقه إليها، فحزن واعتزل الناس لسنوات ولم يفارقه البكاء كلما تذكر والدته. كان الشاعر رافضاً لفكرة الزواج والإنجاب، وينسب له إنه طلب أن يكتب على قبره عند موته (هذا ما جناه عليًّ أبي لكني لم أجنيه على أحد) ولكن شاهدة قبره لم يدون عليها ذلك!.
الشيء الملف للنظر، بأن هذا الفيلسوف الكبير بالرغم من مواقفه الإنسانية الكثيرة ورؤيته النيرة كان لديه موقف غير إنساني من المرأة. وهذا ما يثير الاستغراب ويطرح الأسئلة: هل محابسه الثلاثة كان لها آثر على موقفه من المرأة؟. وهل فراقه لأمه أحدث فراغاً عاطفياً في ذاته؟. وهل يعود السبب إلى صدمة عاطفية انتابته؟. أسئلة كثيرة يمكن أثارتها عن موقف الفيلسوف والشاعر ضد المرأة!.
وبالرغم من ذلك يتوجب أن نكون منصفين في الحكم على الفيلسوف-الشاعر وعدم إسقاط وقائع التاريخ ومحاكمته بشروط ووقائع الحاضر!. ومهما بلغ الأمر والموقف من المرأة، فهذا لن يقلل من مكانته الفكرية والشعرية، فليس من الإنصاف الحكم على شخص ما من خلال موقف أو رأي واحد يتبناه وإنما الحكمة تتطلب مناقشة جميع آراءه ومواقفه ومن ثم إصدار الحكم عليه. ويجب أن لايغيب عن بالنا أن الإنسانية لم تنجب للوقت الراهن، شخصاً بعبقرية وغزارة علم أبي العلاء المعري.
يقف ((أبي العلاء المعري)) موقفاً مضاداً من تعليم المرأة القراءة والكتابة، ويجد أنها لاتصلح سوى لتعلم غزل الصوف والنسيج وشؤون البيت، وبالضد من ذلك يدعو لمكافحة الجهل والتخلف من المجتمع. وقد عبر عن موقفه ضد تعليم المرأة بعدد من أبيات الشعر قائلاً:
" علموهن الغزل والنسيج والردن................وخلو كتابة وقراءة.
فحمل مغازل النسوان أولى......................بهن من اليراع مقلمات.
وعلى ما يبدو الشاعر كان متبنياً لموقف جاهلي ضد المرأة، ويجد فيها عاراً يمكن أن تلحقه بالعائلة كونها تمثل شرف العائلة وعدم قدرتها على صونه يؤدي إلى أن تلحق العار بالعائلة والعشيرة. ويغالي الشاعر في موقفه ليصف المرأة بأنها أفعى يمكن أن تصيب من يقترب منها بالأذى، لأنها سامة وقادرة على إلحاق الأذى بالآخرين. لذا يحذر الرجال منها ويزيد على ذلك بقوله، أنها تشبه لهيب النار الحارقة فتحرق من يقترب منها.
يصف ((أبي العلاء المعري)) المرأة بتلك النعوت بعدد من أبيات الشعر قائلاً:
" ألا إن النساء حبال غيًّ.................بهن يضيع الشرف التليدُ. ***** ع
روسك أفعى فهب قربها...............وخف من سليلك فهو الحنش. *****
هي النيران تحسن من بعيد...............ويحرقن الأكف إذا لمسته".
يذهب الفليسلوف ((أبي العلاء المعري)) بعيداً في عدائه للمرأة فلا يجد مبرراً من طلب النساء أن تقام لهن أعراس للزواج، فهن لايستحقن ذلك والأولى بهن أن يذهبن إلى قبورهن من أن تقام لهن أعراس. فهل أراد الشاعر بهذا الموقف أن يعلن عن رفضه لفكرة الزواج أم إنه موقفاً عدائياً ضد المرأة بشكل عام؟. ويتعارض موقفه هذا من الزواج، مع موقفه من خادمه وعائلته التي كان يتقاسم وإياهم إيراده المالي السنوي!.
يضمن ((أبي العلاء المعري)) موقفه من الزواج عبر هذا البيت الشعري قائلاً:
" إن الأوانس أن تزور قبورها...............خير لها أن يقال عرائس".
وعلى ما يبدو أن موقف الشاعر من الزواج ليس محسوماً تماماً، فنجده من جهة رافضاً له تاماً. ومن جهة ثانية ينصح الذين يرغبون بالزواج بأن يقترنوا بامرأة عاقر، من أجل قضاء رغباتهم الإنسانية دون أن يتحملوا عبء إنجاب الأطفال وتربيتهم. وكتب في هذا الإطار يقول:
" إذا شئت يوماً وصلة بقرينة...........فخير نساء العالمين عقيمها".
من المرجح أن موقف ((أبي العلاء المعري)) من المرأة، قد يعود إلى حالته النفسية غير المستقرة بسبب محابسه الثلاثة إضافة إلى شكله غير الجميل وما يعير به في المجالس العامة عند اختلافه مع أقرانه من الشعراء والفلاسفة.
وهذا الأمر ترك آثره السلبي على نفسية الشاعر، وعبر أكثر من مرة عن سقطه على الحياة وما أنجبت من بشر مشوهي الخلق. وحمل حواء وزر ذلك، كونها المسؤولة عن الإنجاب. وعبر عن ذلك قائلاً:
" أو كان كل بني حواء يشبهني...........فبئس ما ولدت للناس حواء".
على العموم الموقف من المرأة، له جذور تاريخية أكثر منها دينية مغروزة في العادات والتقاليد الاجتماعية. وفي كثير من الأحيان تكون متعارضة مع الدين ذاته، فعلى سبيل المثال: غسل العار، وتجهيل المرأة، وعدم الاختلاط، وعدم المساواة بين الجنسين....تستمد جذورها من عمق التاريخ إن تم مقارنتها مع تعاليم الدين ذاته أو سلوك رجال الدعوة الأوائل لنجد أنها متباعدة كثيراً.
وهذا الجذر التاريخي الضارب عمقه نحو ألفي سنة في التاريخ ضد المرأة، يعبر من خلاله ((أفلاطون)) قائلاً:" أشكر الإله، لأنه خلقني يونانياً لابريرباً، حراً لاعبداً، ورجلاً لا امرأة وأشكره كذلك لأنني ولدت في عهد سقراط".
مع عدم إغفالنا للعديد من النصوص الدينية التي تنال من حقوق المرأة في الوقت الراهن، ومن الإنصاف تعطيل تلك النصوص لما تقتضيه المصلحة العامة. عملاً بما قالوا به المتنورين من رجال الدين أمثال: علي عبد الرازق ومحمد عبده: إذا تعارض النص مع المصلحة العامة، قدمت المصلحة عليه وعطل النص.
إن موقف ((أبي العلاء المعري)) من المرأة له جذور متعددة منها: العادات والتقاليد السيئة الضاربة في عمق التاريخ، ووضعه النفسي غير المستقر نتيجة أسره المحابسي، ولربما شكله غير الجميل الذي حمل حواء مسؤولية الإنجاب....وبالرغم من ذلك يبقى الفيلسوف، فيلسوفاً وشاعراً لاتسقطه كبوة .
تقبلوا مني فائق التحية ،،،
|