لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-03-07, 04:59 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12480
المشاركات: 3,036
الجنس أنثى
معدل التقييم: roudy عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
roudy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

نظرت لفيصل بغضب وهي تبحث عن حقيبتها التي ألقتها كيفما كان، لكنّ "خالد" لم يمهلها، انتشلها منها وأخذ يفتش فيها بعصبية، شهقت وهي تحاول منعه، و "فيصل" يراقب تصرفات صديقه الغريبة بذهول.

تناثرت محتويات الحقيبة على الأرض...لم يجد مبتغاه، عادت أوداجه لتنتفخ من جديد، تقدم منها والشرر يتطاير من عينيه:
- ما اسم والدك اجيبي؟
- لا شأن لك بإسمي، أتفهم..
- والدك اسمه عبدالله ال.....؟! صح.

شهقت هذه المرة بصوتٍ أقوى، أردف:
- ويعمل سائق سيارة أجرة، أم أقول أنهُ كااان!!

نظرت إليه بذهول، هي اختارت هذه المنطقة لأنها بعيدة عن مدينتهم، كي لا يعرفها أحد، من هذا؟! وكيف عرفها!! إنها لا تذكر أن رأت وجههُ من قبل، أما هو فلم ينسى، لم ينسى وجهها رغم كل المساحيق التي تضعها، أليست أختها؟! كل ما يتعلق بها يظل محفوراً في عقله و !!!!!!!

حاولت أن تتمالك نفسها، فأن تؤكد له ما يقول، فيه نهايتها المؤكدة، نهاية أخوتها، لا بأس أن تضيع هي فلا أمل يُرجى منها، أما "مريم" و"أحمد" فالمستقبل أمامهما، لا زالوا على أعتاب الحياة.. هكذا رددت في نفسها، وهي تبلع ريقها من الخوف، إنها بأشد الحاجة للكتمان، بأشد الحاجة إليه....

ردت ببرود:
- يبدو أن صديقك الذي أحضرتني إليه أصابه الجنون، وأنا لا أتعامل مع مجانين.
- أنا المجنون أم أنتِ أيتها الساقطة؟!

صفعتها كلمته "ساقطة"، أرادت أن تتماسك، لكنّ اهتزاز جسدها كشفها، غادر "خالد" المكان بغضب وعاد ليلتقط مفاتيح سيارته لينصرف، لحقه "فيصل" وهو يحاول أن يفهم الأمر برمته...

- إنها هي هي، هي أختها أجزمُ بذلك.
- أختُ من؟!
- أخت تلك الفتاة التي ...........

صمت دون أن يكمل، هزهُ الاكتشاف الجديد، ألم يكن متشاءماً من الأعداد الفردية، ألم يكن يبحث مازحاً عن لقب رابع يُلصقه بها..ها هو يجده: أختها ساقطة!!!! لقب بديع لا؟!! لقب طغى على كل الألقاب، كسر ذلك الأمل نهائياً، كان متردداً في أن يتخذ تلك الخطوة التي أرقته، وجاء هذا الاكتشاف ليُمحي كل ذرة أمل باقية...

التفت بيأس إلى صديقه، يُخاطبه بلسان حاله:
- وتريدني بعد كل هذا أن أتزوجها؟!

====================

- لحظة، انتظري لم أكمل نقل بقية المحاضرات.
- لا بأس أنقليها مرةً أخرى.
- نسيتي؟! بعد غدً سأقدم الامتحان الذي فاتني.

نظرت "أمل" لساعتها مقطبةً، دقت بأصبعها على فمها، ثم مطت شفتيها وهي تقول:
- أنا تأخرت الآن، "راشد" لم يتوقف عن الاتصال بي، يقول لديه مفاجأة في الطريق....
…………………………….-
- اسمعي ما رأيك أن تأتي هذا المساء لبيتنا، سأشرح لكِ أيضاً. قالتها بإغراء.
- ههههههه، تشرحين لي؟! أنتِ لا تركزين أصلاً في المحاضرات...
- ماذا تعنين؟! سألت بغضب زائف.
- لا شئ.
- ها ماذا قلتِ؟

لم تجب، كانت مترددة، حائرة، ولكن مستقبلها الأكاديمي في المحك، الشهادة تأتي أولاً قبل كل شئ....
- طيب، سآتي في الساعة الثامنة أو ربما في السابعة .
- سأنتظرك، مع السلامة.
- مع السلامة.

تابعتها إلى أن توارى ظلها نهائياً، حملت كتبها وسارت هي الأخرى إلى موقف الباصات...

وصلت للمنزل، كانت قابعة مع أخيها يتناولان الغذاء، ألقت التحية وهي ترمق أختها ببرود، كانت تأكل بلا شهية، تحرك يدها في الطبق دون هدف.....

- لديّ طلب، ممكن؟!
- نعم..
- أ بإمكانك أن تبقي الليلة في المنزل؟!
- ل...لماذا؟ ماذا حدث؟! من قال؟ ماذا.. (أخذت تسأل وخوف يرتسم على وجهها.(

تطلعت لها "مريم" بإستغراب، حتى "أحمد" رفع حاجبيه ويديه عن الأكل..

تمالكت نفسها وهي تزدرد ريقها:
- أقصد ما السبب؟!
- سأذهب هذا المساء لبيت "أمل"، لديّ فروض..
- آه. (ردت بهمس.(

ثم تنهدت وهي تسترجع صوتها المعهود:
- لا بأس.

"ليلة واحدة لن تفرق في شئ"!!!
وابتسمت بتهكم.....

===============

الساعة الآن السابعة مساءاً بتوقيت الإمارات، سارت الهوينى تتأمل نجوم السماء حيناً وتصدُّ للأرض حيناً آخر كي لا تتعثر في مشيتها...

الدنيا في هذا الوقت أمان، تسمع أصوات الأطفال الفارين من ذويهم ليلعبوا لعبتهم المفضلة "الصيدة" ومن أجمل من المساء ليتخذوه غطاءاً!!

وصلت للمزرعة، حينها أسرعت في سيرها، هناك كانت أول ذكرى لقاءها به، محفورة في ذاكرتها، ويا لها من ذكرى!!

دقت باب الجرس، انتظرت كثيراً، أخذت تتطلع إلى الأوراق الشاغرة، فاتها الكثير في الأيام الماضية...

فُتح الباب، أطلّ بوجهه، حولت وجهها للجانب الآخر، لم تلاحقك الكوابيس أينما كنت؟!

- أمل موجودة..
- تفضلي.

كان واقفاً بتردد، همّ بالكلام، بقولِ شئٍ آخر ربما لكنهُ أحجم، لا زال ملتصقاً بالباب، وفرجة الباب ضيقة لا تسمح لها بالولوج بالرغم من نحافتها.

تطلعت إليه بضيق وهي تتأفف لعلهُ يبتعد، مرت دقيقتان بطيئتان ثم ابتعد.

أشار لها بأن تدخل غرفة الجلوس كي ينادي أخته، جلست وهي تُعيد ترتيب أوراقها، تضع علامات على الدروس الناقصة، لم تشعر بألم في معدتها ودقات كدقّ المسمار في صدرها، قلبها يدق بقوة كطبول مجنونة...

"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، تلت سورة الفاتحة في سرها"

ثم أخذت شهيقاً بطيئاً وطويلاً، ألهذه الدرجة رؤيته توترها، ولم تأخرت هذه الأمل أيضاً؟!!

وانفتح الباب، لم تأتِ هي بل أطلّ هو، قال بصوت هادئ:
"- أمل" ليست هنا، لقد ذهبوا جميعهم إلى "أبو ظبي" لخطبة ابنة عمي لأخي راشد...

لم تعلق، لم لم تخبرني!! نهضت من مكانها وهي تلمُّ أوراقها، وتوجهت إلى الباب.
- لا زال الوقت مبكراً على الخروج..

فتحت عينيها بدهشة وهي تحاول أن تتمالك نفسها:
- لو سمحت أريد أن أخرج.
- طلبك مرفوض.
- كنت تعلم بعدم وجود أحد وتركتني أدخل؟!! صاحت فيه بغضب.

عبس في وجهها ولم يجب، أغلق باب الغرفة خلفه وتقدم ناحيتها، تراجعت إلى الوراء وهي تصرخ:
- لاتتقدم، إذا اقتربت مني سأصرخ.

ضحك بجفاء دون أن يتراجع، ردّ بتشدق:
- اصرخي كما يحلو لكِ، فلا يوجد أحد هنا إلا الخدم وهم فوق ينظفون الشقة للعروس الجديدة.

تساءلت بخوف..بصوتٍ متقطع كأنفاسها:
- ماذا تريد؟
- أريدكِ أنتِ..

وتوقف حينها عن الضحك وهو يتأملها ببطء من رأسها إلى أخمص قدميها، ارتجفت من نظرته:
- أنا..أنا لا أفهم شيئاً.

ردّ بجدية:
- بل تفهمين.

طفرت الدموع من عينيها، وهي تشعر بزلزال يهزُّ كيانها من الأعماق، راقبها بصمت وهي تضم الأوراق إلى صدرها بقوة حتى تجعدت، وفمها يرتعش وقد احتقن وجهها فبات لونهُ أحمراً قانياً كالدم...

خاطبها بقسوة من فوق كتفيه:
- لا تنظري إليَّ هكذا كأني مجرم مغتصب، حددي لي السعر وسأنقدك إياه فوراً..

فغرت فاهها طويلاً وهي تحملق فيه دون تصديق، تلاشت كل الألوان من وجهها وعجزت عن النطق، ماذا يقول هذا الرجل؟!!!

50000 -درهم تكفي؟!

عادت من ذهولها، تساقطت الأوراق من يديها ولم تشعر بنفسها إلاّ وهي تنقض عليه، تضربه على صدره بكل ما أوتيت من قوة وهي تصيح:
- أيها الحقير، الحيوان، الدنئ، أيها النذل الجبان...أتحسبني عاهرة..

لم يتحرك، ولم يصد هجماتها عليه، كان واقفاً كالصخر يتلقى ضرباتها ولعناتها الأبدية وهي تلهث من شدة التعب:
- هل هدأتي الآن؟!

لازالت شحنات الغضب تتصاعد في جوفها، تكاد تخنقنها، كيف تجرأ وقال لي هذا الكلام!!!! ماذا يخالني هذا الحقير..

صدرها يعلو و يهبط وصدى كلماته تكتمُ أنفاسها، تمنعها حتى من الصراخ، أطلقت دموعها قبل أن تنفجر، حولت وجهها عنه وراحت تلم أوراقها بيد مرتجفة وبعينين لا تريان:

- ماذا تفعلين، لم ننهي اتفاقنا بعد!!!

شهقت من بين دموعها وألقت بنفسها على الأوراق تبللها وتنشج بصوتٍ متقطع كنشيج الميازيب في مواسم المطر، أيُّ ذلٍ أعيشهُ أنا!!!

سألها وبكل وقاحة الدنيا:
- لم كل هذا الصياح..ماذا تتوقعين أن يحدث لفتاة مثلك؟!

رنت كلمة "مثلك" في ذهنها بوقعٍ غريب لم تستسغه أذناها، رفعت رأسها من على الأوراق، تنظرُ إليه وهو لا يكاد يبين، سألتهُ بصوتٍ متكسر لا تتضح حروفه:
- م...ث..ل..ي!! مثلي...كيف؟! ل..لا..أفهم.

جثا بجانبها، لم تجفل، كان همها أن تفهم، أن يجيب على سؤالها، ردّ بثبات دون أن يبعد ناظريه:
- مثلك في وضعها أبٌ متوفٍ، أخ مدمن يستخدم الحقن في الشوارع بالقرب من النفايات كما تعيش الكلاب الضالة، وأخت ساقطة تبيعُ نفسها في شقق العزاب!!!

"ساقطة، ساقطة، ساقطة" صفعته على وجهه بقوة وبكل الكره والغضب الذي أعمى عينيها، صاحت فيه:
- ما الساقط إلا أنت..

أمسكها من معصمها بقوة حتى كاد أن يسحقه، أكمل وبكل دناءة:
- أجل، ساقطة..البارحة كنتُ في شقة صديقٍ لي، باعت نفسها عليه، ثم أتت تعرض نفسها علي بكل وقاحة لا تتقنها إلا الساقطات..

حاولت أن تسحب يدها لتصفعه مرةً أخرى، لكنهُ كان أسرع منها، صرخت من بين دموعها:
- أنت تكذب..تكذب، أختي لا تفعل هكذا، أنت تكذب..أنت حيوان، نذل، حقير...

وانتابتها نوبة من البكاء الهستيري، لم يرحمها ولم يرحم دموعها، هزها من يدها لتنظر إليه من جديد:
- لا تصدقيني؟!! إذا شئتِ أخذتك إلى شقة صديقي الآن، لا بد أنها هناك..
………….-
- أتعرفين لم نبذتها، لأنني لا أحب الأشياء المستعملة، الأشياء الجديدة هي دوماً من تستهويني، مثلك تماماً..
………….-
- ثم أعتقد أنّ الجمع بين الأختين حرام أيضاً!!!!!!!

كفّت عن الصياح وقلبها يكاد أن ينخلع، أخذتُ تأن بصوتٍ منخفض، تخاف أن تحجب دموعها عيناها فلا ترى ما يودُّ فعله، لا زال ممسكاً بيدها المسحوقة، برقت عيناه واشتدَّ سوادهما، كانت يتنفس بسرعة، جفلت من شكله المتوفز..

وضعت يدها الأخرى على فمها لتمنع صرختها، توسلت إليه برجاء، بصوتٍ مبحوح من كثرة الصياح:
- أرجوك دعني أذهب..أرجوك.

ترك يدها، وقام من جلسته وهو يدير وجهه بعيداً عنها:
- آسف، أنا لا أملك الخيار.

أنهضت نفسها بتثاقل، كانت تشعر بالإعياء، بالجهد...الضغط الإنفعالي الذي تعرضت له يفوق طاقتها، يفوق احتمالها، يفوق كل الآلام التي تعرضت لها منذُ ولادتها!!!

رفقاً بالقوارير..هكذا وصى نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، وانظروا ماذا فعلوا بوصية رسولهم....

يريدون تحطيم تلك القوارير، تهشيمها، تفتيتها، لكأنها خُلقت من أجلهم، من أجل إرضاء غرائزهم..بئساً لهم وتعساً لنا.....

نظرت إليه بتحدي، بشموخ لا قرار له، وهي تمسح وجهها المبلل:
- أو تظن أني سأسلّم نفسي لك، أو أجبن عن الدفاع عنها، كم أنت واثق من نفسك كثيراً، تعتقد أنّ كلامك سيثبطني، سيردع مبادئي، سيزعزع إيماني أو ثوابت ديني، لا تعرف كم زادني قوة لأواجه الحقيرين كلهم وأولهم أنت..

تطلع إليها بسخرية وابتسامة قاسية ترتسمُ على شفتيه:
- وبماذا ستدافعين عن نفسك؟! بجسدكِ النحيل هذا!!!

كم كرهته تلك اللحظة، كرهت كلامه، صوته، كل شئ فيه....

سارت خطوتين، لكنهُ أمسكها، حاولت أن تتملص منه، سحب حجابها، هالتها هذه الخطوة وجمدت في مكانها..

شعرها لازال رطباً، كان قصيراً فاحم السواد، التصق بعنقها وتناثرت خصلاته المبللة على جبينها...

هذه هي المرة الأولى التي يراها أجنبي دون حجاب، يراها حاسرة، القوارير انتهكت حُرمتها، ماذا يبقى بعد ذلك؟؟!

مشوار الجسد يبدأ بخطوة!!

نظرت إلى حجابها الذي كان ممسكاً به، تبكي عليه، تبكي على هتك سترها..

"يا رب أنا لم أقصد أن أُظهر شعري يوماً لغريب..كلُّ شعرةٍ شيطانة وكلُّ شيطانٍ في النار، يا رب لم أقصد ذلك، فاغفر لي....."

دمعت عيناها بحرارة كما لم تدمع يوماً في حياتها......

ألن ينتهي هذا اليوم أبداً؟!!

اقترب منها، تراجعت إلى الوراء بضعف، استندت على الجدار ترتجف كورقة خريفية توشك على السقوط، عن الخروج عن جذعها الذي طالما انتمت إليه...

أغمضت عينيها بقوة، تعصرهما عصراً، لم تعد تراه وسيماً، تجسدت فيه كل قباحة الدنيا، كلها دون استثناء...

أمسك خصرها، يداه كالنار تحرقُ جسدها، وضعت باطن كفها على فمها لتمنع لوعةً فتت كبدها تلك اللحظة، أرسل جسدها اهتزازات عنيفة تستنكر..

- أرجوك.. (كررت بصوتها المبحوح) أرجوك.

قرب وجهه منها، أنفاسه الساخنة تلفحُ وجهها، همس في أذنها بصوتٍ أجش:
- أرجوك ماذا؟! أرجوك أكمل؟!!!

وضعت يديها على أذنيها وهي تصرخ:
- ابتعد عنيييييييييي.
- آسف يا صغيرتي.

هزت رأسها وقربه يقطعها، يحيلها إلى هشيم، صاحت بين شهقاتها:
- أريد أن أعود للبيت..أرجوك لالالالالالالالالالا....
- دموعك لن توقفني هذه المرة..أتسمعين؟!
- أمي..أنا..قالت...و .... (كانت تهذي دون أن تعي شيئاً).

هزها من كتفيها لتنتبه إليه:
- ماذا تقولين؟!

أخذت تأن دون أن تجيب، تنظر بعجز إلى يديه اللتين استقرتا على كتفيها، كطوق، كقيد يجرها لا تدري إلى أين..

فهم نظرتها، صاح فيها بغضب وكأنهُ يخاطب نفسه، يُريد أن يحسم الصراع بداخله:
- من الأحمق الذي يترك فرصةً كهذه؟! أخبريني!!!

عادت لتضع أصبعها المرتجف بجنون على شفتيها كما هي عادتها في القسم، رددت بصوت مبحوح:
- أقسم..أقسم لك..والله..والله العظيم لن أعود إلى هنا..لن أُريك وجهي..فقط دعني أذهب.

أبعد يديه ببطء، احتواها بعينيه وهو يقول بتشفٍ وبرود:
- تذكرين ذلك اليوم، أعطيتك خياراً آخر لكنكِ رفضته.
…………………..-

صاح بجفاف:
- أنا مريض..ألم تقولي ذلك؟! والمثل يقول: داوي نفسك بالتي هي الداءُ!!!

حركت يديها المنكمشتين في الهواء بذعر وهي تنفي:
- أنا لم أقصد..لم أقصد شيئاً، سامحني..
- تأخرتِ كثيراً...

ترى صورتها المنعكسة في عينيه، تهتز كذُبالة شموع الأمس، حين تمر عليها هبات النسيم، ويخفت الضوء شيئاً فشيئاً ولا يتبقى إلا الظلام، الظلام الأعمى فقط...

لفت وجهها للجدار تماماً وأجهشت بالبكاء من جديد، تطلع لها بشفقة وهو يراقب اهتزازها...

" أنا لا أملك الخيار، لا بد أن أمسح صورتك من ذهني، يجب...هذا هو الحل الأخير وبعدها ينتهي كل شئ!!!!"

قالت من بين شهقاتها، بإستعطاف، بذلٍ مرير:
- تريدني أن أبتعد عن أختك، سأفعل، فقط..أنا..أتوسل إليك..
- أنتِ لا تفهمين شيئاً..لا تفهمين.

وضرب بقبضته على الحائط بقوة، أجفلت و هوت عند قدميه وهي تنتفض...

كان يريد أن يُطلق كل انفعالاته الهوجاء، يترك لها العنان، صرخ بقوة ليُغطي على الصوت الصغير بداخله، ذلك الذي لا يفتأ أن يحتج على كل شئ وهو يحاول إخراسه للأبد:
- كفي عن البكااء!!

تطلعت إليه من علو، عيناها الدامعتان تتوسلانه، ترجوانه بصمت، تطلبان منه الرحمة، الرحمة فقط....

أدار وجهه ناحية الغرب، يلمُّ قبضته بتوتر..

"لا فائدة..لا فائدة!!"

نكست رأسها، دموعها تتساقط على قدميه بيأس بائسٍ مثلها...

دموعها الحارة أيقظته من سرحانه، تطلع لها وآلاف المشاعر تتقاذف في صدره، لا يستطيع أن يحللها، عاجز عن فهمها تلك اللحظة...

السكون بينهما قد خيم وكأنّ على رؤوسهم الطير، لازال يتأملها وهي مطرقة، لو كان بيدها لدفنت نفسها الآن في الأرض، أسفل سافلين!!!

قالت له بصوتٍ خافت، كأنهُ قادم من بعيد:
- أحمد..أحمد أخي..
- ماذا به؟
- من سيبقى له؟!
- أنتِ..
- كلا....

وعادت لصراخها الهستيري و هي تهزُّ رأسها:
- أنا حين أخرج من هنا لن أعود إلى هناك أبداً..أبداً..
- ماذا تعنين؟! سألها بخوف.

نظرت إلى الجانب الآخر وهي تضمُّ يديها بقوة إلى صدرها وفمها يتجعد من جديد:
- أريدهُ أن يربى نظيفاً، لا أريده أن يعيش مع القذارة بعد اليوم...

نظر لها بصدمة يحاول أن يستشف مغزى كلامها!!!

صدرها يعلو ويهبط في حركات متتالية، نكست رأسها أكثر وهي ترتعش، تنتظر مصيرها، ومصيرها بيد جلادها!!

تذكرت الدجاجة التي اصطادتها مع أخيها "أحمد" ذلك اليوم البعيد القريب كالأمس، وجاء اليوم فغدت هي تلك الدجاجة، تلتفت يميناً وشمالاً، تحاول أن تجد لها مفراً ولكن هيهات...

رفعت رأسها لجلادها تلك اللحظة، أتُراه سيقضي على حياتها؟!!

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.


"باقي من الزمن ساعة، أليس كذلك؟!"

 
 

 

عرض البوم صور roudy   رد مع اقتباس
قديم 15-03-07, 05:11 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12480
المشاركات: 3,036
الجنس أنثى
معدل التقييم: roudy عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
roudy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

تحرك بعيداً، بعيداً بما يسمح لها أن تتنفس بحرية، دون وجود جزيئات أخرى تشاركها الغلاف الجوي....

فتح الباب دون أن يلتفت، مرّ وقت طويل قبل أن يقول:
- اخرجي بسرعة قبل أن أغير رأيي...

وانصرف من غرفة الجلوس وهو يصفق الباب خلفة بقوة!!

أما هي فقد تهاوت كلياً على الأرض، انزلقت ببطء تُريح أطرافها الممزقة، تستمدُّ منها الأمان، تحضن نفسها غير مصدقة نجاتها...

تنفست ببطء وعيناها مغمضتان، تلهج بالحمد بلسانها مراراً وتكراراً...

وكأنها ارتاعت من جلستها في هذا المكان المشؤوم، قفزت من مكانها وكأن أفعى لسعتها، وبالرغم من الثقل الذي برجلها إلا أنها انطلقت كالمجنونة وهي تلهث، تلتفت خلفها كل حين وكأنّ شبحاً يجري خلفها!!!!!!!!!

==============

مريم يا دمعةً في الخد...سيري...
برعاية الرب سيري....

لم أشأ ولم تشأ حروفي....
لكنها قسوة الأيام..قسوة الزمن الغادر...

زمن حين لا أم ولا أب و لا أحد.....
زمن حين تتراقص الفراشات حول فوهة البركان دون هُدى....

آه، ما أقسى الزمن!!!

أعلم أنّ اعتذاري لن يكفيك ولكن كلي أمل أن تسامحيني يوماً.....

في السماء نجوم تهوي...
وفي الأرض زهور تتفتح!!!!

ولاندري ماذا يُخفي الليل في جلبابه...

مداد حبري قارب على النفاد....
وضلالات الحب كادت تصل....
وللقصة بقية فانتظروها......

كان ما شئناهُ وانتهينا....
فهل أرحنا خافقاً وعينا؟!



(20)
قدماها لازالتا تتراقصان من الخوف، تنفست بقوة وهي تستند بضعف على الباب، غطت وجهها بيدها اليسرى لعلها تُبعد صورته، لمسته، همسته التي لا تفتأ تدوي في أذنيها بطنين مجنون..

أكملت وهي تجر نفسها لعلها تصل إلى غرفتها، توقفت هنيهة وغصة في الداخل تمزقها تمزيقاً، أحنت رأسها وهي تمسك بعنقها وتعود لتقبض على صدغها ورغبة بالغثيان تعتريها كل حين....

رنت ضحكة ماجنة في الغرفة المقابلة، اعتدلت في وقفتها تصيغ السمع، كل ما تراه يبدو هلامياً، غير حقيقي، هل أنا أنا وهل نحنُ نحن؟!!

"في أي عالمٍ نعيش..أخبروني؟!!"

فتحت الباب دون أن تطرقه، كانت مستلقية وهي تعبث بخصلةٍ ناشزة من شعرها ويدها الأخرى ممسكة بالجوال..

رفعت "ليلى" وجهها للقادمة وكأنها آتية من سفرٍ بعيد، تراتيل الرحيل أزفت، رسمت سطورها في حنايا الوجه النحيل، في العينين ذبول وعتاب، عتاب طويل بطول الليل، بطول أروقة العذاب ومتاهات الزمن....

أخ ما أقسى الزمن.....

أغلقت "ليلى" هاتفها، وهي تنظر بخوف وقلق لأختها، لازالت تنظر إليها بألم، أما تراه الآن دموع تهطل من عينيها السوداوين؟!!!

اقتربت منها والأخيرة تصارع لتقف بإعتدال وقدميها تخوناها، لا تفتأ أن تنثني والرغبة بالتقيؤ تتزايد كألسنة اللهب، لتحرق كل شئ، كل شئ.....

لمست "ليلى" كتفها فأجفلت، رفعت رأسها وهي تنظر لها بشزر، أبعدت يدها عنها وهي تصرخ بصوتٍ مبحوح عُيّل من كثرة الصراخ:
- لا تلمسيني..

رفعت "ليلى" حاجبيها دهشةً، أكملت ويدها تقبض على عنقها من جديد:
- قذرة مثلك تصيبني بالنجاسة.
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!-

ارتفع صدرها بقوة مرةً واحدة وتوقف، آلاف الكلمات تتصاعد في جوفها، لاتعرف ما تختار والأخيرة تنظر لها دون أن تستوعب شيئاً.

- لم أتوقعك بهذه الحقارة أبداً، أيتها...أيتها ال...

واحتقن وجهها من جديد، شدت حجابها بعنف وألقته، صدت لأختها التي كانت تتراجع إلى الوراء.....

كان وجهها ممتقعاً هي الأخرى، قالت بإنكسار وأطياف الحزن تتجمع من جديد لتخدش ما بقى في الصورة من لمعان:
- لماذا؟! لماذا؟! لماذا قولي لي...أجيبيني لماذا؟! أنتِ أنت يا بنت أمي أنتِ!!

ولطمت وجهها لعلها تفيق من هذا الكابوس، لعلها كانت تحلم وكل ما حدث هو من وحي الخيال فقط، فقط يا ليت.

بدأت حبات العقد تنفرط، تدحرجت إلى آخر بقعة، هناك في الزاوية....

تطلعت "ليلى" حولها بعين زائغة وقلبٍ راجف...أتراها عرفت؟! كيف؟!!

- ساقطة...ساقطة.. قال ساقطة...

هزت رأسها وهي تردد بهمس ذاهل وتُحرك أصابعها النحيلة في الهواء، وضعتهم على فمها المرتعش وهي تكررها بهمس دون تصديق، نظرت "للساقطة" وكأن مرآها أفاقها من ذهولها، تغضن وجهها وهي تنظر لها بقرف:
- كل شئ توقعته منكِ إلا هذا إلا هذا، لم لا تتكلمين ها؟! أم أن السفالة عقدت لسانك أيتها الفاسدة الحقيرة، أنت عار، كومة عار...
……………………-
- منذُ متى أجيبي؟! منذُ متى؟! لم تحترمي حتى أبي في قبره، لا سامحكِ الله لا سامحكِ لا سامحكِ الله.

ونشجت دون توقف كسيلٍ فوار ولكن في بركةٍ آسنة لا قرار لها...

……………………..-
- ماذا فعلتِ بنا أنا وأحمد..سودتِ وجوهنا، ألم يكفنا "محمد" لتكملي أنتِ؟؟!

الأظافر تخربش ذلك الجيد دون شعور، تسللت خطوط وردية بان سناها على صفحة الجلد الأبيض، تقدمت منها "ليلى" بوجل لتوقف عويلها، وما أن أمسكت يدها حتى أتحفتها بصفعة قوية على وجهها أودعت فيها تلك اللحظات، تلك الكلمات، ذلك الذل الذي عاشته بسببه وسببها..

تردد صدى الصفعة في أرجاء الحجرة الخالية من عروشها، وضعت باطن كفها على خدها وهي منكسة رأسها وعضلة صغيرة أسفل فمها تنبض بوضوح....

تطلعت "مريم" إلى يدها التي تهتز بتعجب وكأنها انتبهت أنها الصغرى وتلك أختها الكبرى، صدت لليلى، كانت تشهق بصوتٍ كتوم، لكن قلبها أقسى من أن يتأثر بدموعها..

ماذا بعد ذلك؟! لاشئ يهم..لاشئ...

- تبكين؟! الآن تبكين بعد فعلتك السوداء، مثلك لا يبكي، مثلكِ إن كان فيه ذرة دم، ذرة حياء باقية، يدفن نفسه..

تصاعدت شهقاتها هذه المرة بقوة، بصوتٍ مسموع، لم تبالي بها، لو بيدها لقتلتها، لاقتلعت وجودها للأبد، ألم تكن قاب قوسين أو أدنى من الهلاك بسببها، كان سيدمرها وتضيع في زمن لا يرحم، في زمن يوصد بابه للأبرياء ويفتح ذراعيه للقذرين أمثال تلك ال...

وعادت لها الذكرى المشؤومة، الصور لاتلبث أن تتراقص أمام عينيها، وطيفه الكريه يحيط بها، يُضيق الخناق عليها، لا تصدق أنهُ تركها، حياتها كانت ستنقلب على عقبيها، ستتدمر، كيف أحبته يوماً، ذلك الحقير..ّذلك القذر وهذه القذرة يناسبان بعضهما تماماً!!!!

تطلعت لها بإشمئزاز وكأنها تقيم بعوضة، لا أكثر أو أقل....

رفعت رأسها وهي تجهش بالبكاء، تنظر إليها بذنب، كتلميذة صغيرة تنتظر الرأفة بالحكم عليها، الرأفة فقط لا إلغاء القضاء..

:- مريم" أنا...
- اخرسي، لاتنطقي اسمي على لسانك القذر أبداً.
- أسمعيني أرجوكِ.
- أسمعُ ماذا؟ أسمع دناءتك؟
- أنا كنتُ متزوجة و....

وتوقفت "مريم" عن الحركة، جمدت في مكانها وقد أخرستها المفاجأة.

- تزوجتِ؟!!
- أجل من "أبو محمد".
- تزوجته؟!! تساءلت بذهول.
- أجل تزوجته..ع..عرفياً.
- عرفياً؟! منذُ متى؟
- منذُ...لا يهم.
…………………-
- مريم هو ......

قاطعتها وكأنها تخاطب نفسها:
- متزوجة وساقطة!! كيف!! ؟!

انتحبت "ليلى" وهي تصرخ:
- أرجوكِ لا تقوليها، لا تقوليها، أقبلها من الكل إلا منكِ.
- ساقطة ساقطة ساقطة.

كررتها وهي تصرخ بلارحمة، كانت تتقرح من الداخل، وخزات تنشبُ في صدرها، تدمي ذلك القلب الذي توسّد بين الضلوع...

تهاوت "ليلى" وهي تضرب على ركبتيها، وقد فرشت لها من الأرض دثاراً تنوح عليه، تنوح على ما آلت إليه حياتها، في السر نحنُ أفضل بكثير، لكن الأيام لا تخبئ أحداً، لا تخبئ أحداً أبداً....

- ماذا كان ينقصك حتى تسلكي هذا الطريق، أفهميني يا بنت أمي أفهميني؟!

قالت قليلاً وبكت كثيراً، تصمت لتمسح وجهها الذي أغرقه الدموع، وتلك الواقفة تسمع ولا تسمع....

الوحدة، الفقر، والحب..ثلاثي البؤس!!!

كانت تردد اسم "ٍسلمان" بذهول السكران، وكأنهُ السبب في كل ما حدث!! وتلك تحدجها بنظرات تتماوج بين الرثاء والكره!! والأخيرة تتمسح بأقدامها تطلب منها أن تفهمها، أن تقدر أسبابها، و"مريم" جامدة كصخرة..

لا تنحتي، ما عاد يُجدي النحت....

- كل هذا لا يشفع لكِ أبداً، أبداً، أتعرفين لماذا؟؟

نشجت "ليلى" من جديد وهي تتكور على نفسها.

- أسأليني لماذا؟! صرخت بحشرجة.
……………………-
- لأنكِ ساقطة منذُ الأساس...

وارتفع صوت صياحها ليقطع سكون الفضاء، تأملتها "مريم" لدقائق ثم سحبت حقيبتها المُلقاة، ودثارها وشرعت لتخرج، انتهبت "ليلى" لحركتها، رفعت رأسها بذل وبعينين ذاويتين سألت:
- أين ستذهبين؟
- إلى جهنم، في أي مكان لا يحوي القذرين مثلك.

وصفقت الباب خلفها، ارتمت وجسدها يهتز بعنف، يرتج مع شهقاتها التي تلجم أنفاسها....

الليل طويل، وقد مدّ دثاره ليغطي على الجميع، ليُغلف خفايا الأنفس، يحجبها عن الآخرين، يحجب سوءاتهم، ولكن الأيام تأبى ذلك، لأنها ببساطة ترفض أن تخبئ أحداً، وقد حان الوقت لإقصاء كل شئ، كل شئ ما عدا الحقيقة!!!!!

=================

يمشي ببطء ويتوقف ليمسك سياج المزرعة بقوة لكأنهُ يودّ تحطيمه، أبعد ذراعيه وضمهما إلى صدره، ذهنه شارد بالراحلة منذُ قليل، حين تركها توارى في المزرعة، راقبها وهي تتلفت خلفها برعب كل حين، أدمتهُ تلك الحركة، وحين سقطت على الأرض هوى قلبه إلى الأعماق، كاد أن يهرع لها لينهضها لكنهُ أمسك نفسه..

بقت على هذه الحالة لفترة طويلة خالها دهراً، كانت تلم نفسها بعجز وهي تغطي وجهها بكفيها وتبكي...

ماذا فعلت يا "خالد" ماذا فعلت؟!

نهضت، ارتحلت مع جُنة الليل، تلاشى خيالها النحيل بين عينيه، بدا كنقطة بعيدة تنبضُ من بعيد....

نظر إلى السماء وهو يتنهد....

كانت قريبة منك يا "خالد" قريبة إلى حد الجنون!! أمسكتها بيديك هاتين، كادت تتحطم عظامها الرقيقة بقبضتك، شممت رائحة شعرها، شعرها كان النقطة القاضية، كاد يقصمك، وتضيع هي إلى الأبد، إلى الأبد..

ماذا كنت ستفعل يا "خالد"، ماذا كنت ستفعل؟!

تأمل يديه، لازال يشعر بجسدها بين راحتيه، كانت ترتجف وهي تحاول أن تتملص منك، بكت وتوسلت لكن ذلك لم يزدك إلا إصراراً، نشوة الصياد في أن يرى فريسته تتعذب أمام عينيه...

لم تركتها إذن؟! أجب نفسك بصدق....

ربما لأنها ذكرت اسم أخيها "أحمد"، لا تنكر أنك تحبه، أليس يحمل من روحها الشئ الكثير، يحمل براءتها وشقاوتها، في عينيه الصغيرتين تتجسد صورتها، صورتها التي باتت لا تفارق مخيلتك يا "خالد" كيف ستنتزعها الآن، كيف؟!!

كلا كلا ليس هذا فقط، بل لأنها قالت شيئاً آخر، قالت أنها لن تعود، يا تُرى ماذا كانت تقصد؟! لم أفهمها تلك اللحظة، لكنني شعرت بخوفٍ فظيع، خفتُ أن أفقدها، خفت أن تضيع، وأنت ماذا كنت ستفعل بها غير ذلك؟!

كل هذا بسببك يا "فيصل" أنت ومفاتيحك اللعينة، أنت من أدخلت أفكارك القذرة في ذهني، جعلتني أخالها لقمة سائغة مثل أختها ربما..

ولكن هل يرقى الثرى مع الثُريا؟!!

لا أبداً....

يا تُرى ماذا تفعل الآن..كيف هي حالتها؟!!

عاد ليتأمل يديه من جديد، ضمها إلى صدره بقوة وصورتها تتجمع بين عينيه من جديد....

أأنت نادم يا "خالد" على ما فعلتهُ بها؟!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

لم أسمع، فقد همس للنجوم بالإجابة!! وأين نحنُ وأين النجوم....

ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه ودلف للبيت، مرّ على غرفة الجلوس، توقف أمام الباب برهة لكأنه خشى أن يفتحه فيلوح له طيفها الذي عذبه، حينها لن يتركها أبداً، لن يتركها!!!!

أكمل طريقه لغرفته لعله يجد في عينيه طريقاً إلى النوم...

ماذا كنت ستفعل يا "خالد" ماذا كنت ستفعل؟!!

=============

قلوبٌ تتلوى، والعين تأبى أن يفارقها السُهاد.....
بين الضلوع أُمنية وفي المحجرين دمعة....
آهات متقطعة، متكسرة، تجتاح أروقة أبطالنا...
تنثر الشوك والورود في كل مكان....
مريم..خالد...ليلى... والبقية تأتي.....

يا ربُّ أنت الراحم الغفورُ
وما جرى في جبعتي محفورُ
كان الفراقُ عاصفاً وخافقي
مولاي في عصف النوى عصفورُ
فاجعل جميل الصبر لي مرافقاً
كي لا يضل خطوتي النفورُ



(21)
- أرجوك ابتعد عني، اتركني، أتوسل إليك، لالالالالالالالالالالالالا.

فزت من رقادها، وعرقٌ يتصفد بجبينها، كانت تتنفس بسرعة، وجهها مبلل، ودموعٌ مالحة تجد سبيلاً إلى فمها المرتعش..

أخذت تنتفض، وحرارة مشبوبة تلفُ جسدها، ضمت ركبتيها إلى صدرها وهي تأن بصوت متقطع...

نامت البارحة على الأرض، في حجرة والدها التي أحتلها "أحمد"، والأخير لازال في سباتٍ عميق، لم يسمع أناتها، دموعها، شهقاتها التي لم تتوقف طيلة المساء...

غرزت أصابعها في ثنايا شعرها بقوة، لعلها توقف الطبول المجنونة التي لا تلبث أن تدق رأسها......

صداع، صداع قوي يطفحُ بخلاياها، لا يترك لها المجال لتلتقط أنفاسها، يدوي كل حين....

انسابت الدموع برقة على جيدها، أثارت ملوحتها تلك الجروح التي خدشت بها نفسها، مسحتها بيدها، رفعت رأسها لأعلى قليلاً، تطالع المكان بعينيها المتقرحتين....

لاحت لها صورته بين غلالة دموعها، يتهادى في وقفته بوجهه الأسمر، أغمضت عينيها بقوة لعلها تجعل من جفنيها ستاراً يحجب صورته، عادت لتفحتهما ببطء وتردد، كان قد اختفى لحظتها.....

ماذا فعلت يا "خالد" ماذا فعلت؟!

ارتكزت بكفيها على الأرض، تحاول أن تدفع نفسها لعلها تنهض، ترنحت في وقفتها، أحست بطيفه يضمها، يمسكها من كتفيها بقوة ويعود ليهمس في أذنيها بتلك الكلمات....

ارتاعت وهي تنكمش، ارتمت على حافة السرير وهي تحمي نفسها من سطوته بإرتجاف....

لكن لا أحد، كانت تتخيل من جديد، ضمت نفسها، وصدرها يعلو ويهبط بفزع كلما تذكرت تلك الليلة التي غاب عنها القمر....

لفّت لأحمد وعيناها مغرورقتان بالدموع....

يداه الصغيرتان توسدتا رأسه، بدا في نومه كالملائكة، دثرته جيداً بما أستطاعت به قوتها المعطلة....

انتبهت لصوت هاتفها الجوال، وهو يُصدر نغمة الرسائل، فتحت حقيبتها وانتشلته...

10 رسائل!!! وكلها من من؟!!

من "أمل"!!!!

 
 

 

عرض البوم صور roudy   رد مع اقتباس
قديم 15-03-07, 05:12 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12480
المشاركات: 3,036
الجنس أنثى
معدل التقييم: roudy عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
roudy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

يلا بدي احلى ردود
من احلى اعضاء
وسمعني سلام مربع اااااااااااوي

 
 

 

عرض البوم صور roudy   رد مع اقتباس
قديم 15-03-07, 08:30 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2006
العضوية: 18014
المشاركات: 59
الجنس أنثى
معدل التقييم: صغيرة بس خطيرة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
صغيرة بس خطيرة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

رووووعة بس صراحة صرت اكره خالد...... ورحمة مريم صراحة حزنتني مرة ...............لاطولي علينا مرة تحمست

 
 

 

عرض البوم صور صغيرة بس خطيرة   رد مع اقتباس
قديم 15-03-07, 10:47 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP



البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 6242
المشاركات: 5,536
الجنس أنثى
معدل التقييم: روز عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 51

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روز غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

يا ويل حالي عليكي يا مريم
والله اني كتير حزنانة عليها
يسلمو اديكي رودي
ميرسي

 
 

 

عرض البوم صور روز   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكاتبة لا انام, ظلالات الحب, قصة مكتملة للكاتبة لا انام
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:38 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية