لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-03-07, 03:58 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12480
المشاركات: 3,036
الجنس أنثى
معدل التقييم: roudy عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
roudy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجزء [9] من قصة ضلالات الحب




الجزء الأخير
أخذ يجوب الشوارع دون هُدى، غارقاً في حلكة الليل، بدا الهلال في السماء قارباً تائه في لُجة لا متناهية من الظُلمات..

الليل طويل، طويل، آهاته تتصاعد، تحلّق حوله، تكاد تُخنقه، تُضيق الخناق عليه....

تقيأت!!!

عندما رأتك تقيأت!!

ماذا فعلت يا "خالد" ماذا فعلت؟!

لم تعد رؤيتك تثير الخجل المحبب لديها، بل تُثير الغثيان...

أهذا ما تحولت إليه يا "خالد"؟!

شئ يُثير الغثيان!!!

كلا كلا....

ستنسى...ستنسى، كل ما فعلتهُ لها...

سأنسيها لأني أحبها وهي تُحبني...

أجل تُحبني..

لا تنظروا إليّ هكذا..

تُحبني مهما حاولت، مهما أنكرت...

لم تقلها يوماً لكن آياتها كانت تلوح في وجهها كلما تلاقينا..

أقول لكم تحبني هكذا رغماً عنها...

تُحبني وكفى...

لذا ستسامحني عن طيب خاطر، وإن لم تفعل أجبرتها...

أجل سأجبرها، لن أعدم أي وسيلة...

هي لي وأنا لها وكل ما حدث سابقاً سننساه ونفتح صفحة جديدة....

أنا وهي وأحمد...

وابننا "فيصل"!!!!!

سننجب فيصل آخر..

كفّوا عن النظر إليّ هكذا كمعتوه...

لا تعتقدوا أنّ موت صاحبي أصابني بلوثة....

أنا لا أهذي....

كل ما أقوله حقيقة وأنتم سراب..سراب....

يا ليت آمالي ليست مثلكم....

يا ليتها كالنجوم!!!!

"مريم"......

بالله عليكِ أخبريني ماذا تفعلين هناك....

بالله عليكِ سامحيني وانسي.....

يا ليتكِ تنسين.............


لازال الليلُ حالكاً، غارقاً بظلمته، والهلال يُبحر، والسفر طويل طويل...
وتراتيل الرحيل أزفت......
باقي من الزمن ساعة، أليس كذلك؟!

الأحلام تتناثر بكل مكان كزهور الربيع....

وهناك، بالمستشفى، على ملاءة بيضاء كانت ترقد، تغفو من عناءٍ طويل، بحقنة مُخدّر....

أناملها الشاحبة أحتوتها أصابع صغيرة، أصابع ترتجف....

يبكي بصمت، بهدوء كي لا يُقلق نوم أخته....

تلك الأم، تلك الأب، تلك الأخت، تلك كانت كل شئ بحياته....

في نبضها الضعيف تتعلق روحه، تسري دماءه، ومعها يتقاسم...

بداياته ونهاياته وذكرى الوطن.....

أحاط الأنامل، شدها بقوة كسياج، ورقد بجوارها....

لن يتركها لا اليوم ولا غداً ولا بعد مائة سنة....

وهوت نجمة، أفَلت، تقدّم للأرض زاداً آخر....

تُقصي الليل، وتتيح المجال للصبح ليبلج...

أليس الصبحُ بقريب!!!!

================

جلست في الكافتيريا تنظر للفتيات بشرود، تطلعت لساعتها برهة ثم عادت لتتصفح الوجوه، لمحت صاحبتها قادمة وعلى الشفتين ابتسامة، بادلتها ابتسامة باهتة، جرّت لها هذه الأخيرة كرسياً وجلست مقابلها.

- ما بالك؟!
- لاشئ.
- تبدين واجمة..

تنهدت "أمل" بضيق وهي تُدّلك جبهتها..
- إنها "مريم" لو ترينها...لو ترين ما آلت إليه....

لم تُكمل، انتابتها غصة، أصابعها تتشابك لكأنها في حالة صراع....

- مسكينة.. ردّت سلمى.
- ألم تزوريها؟!
- أنا كلا.

ثم أردفت وهي تُخرج هاتفها وتعبث بأزراره الملساء.
- أمي قالت لي أن أقطع صلتي بها، حتى رقمها جعلتني أمسحه من هاتفي..

فكّت "أمل" أصابعها المتشابكة وهي تنظر لصاحبتها بإستغراب.
- وهل فعلتها؟!

هزت رأسها إيجاباً، خائفة من إنفعال صديقتها.

- لماذا فعلتِ هكذا، إنها بحاجة لنا، بأمس الحاجة لوقفنا معها ونخذلها؟!
- تريدين أن أعصي والدتي من أجلها؟!
………………………………-
- ثم، ثم والدتي محقة، مالي وهي، لا أريد أن تخترب أخلاقي..

شهقت "أمل" بقوة، جعلت الفتيات اللاتي بالقرب منهما يلتفتن حولهما بفضول، تطلعت "سلمى" بإرتباك لصديقتها لتشير لها بأن تهدأ.

كان وجهها محتقناً من الغضب، من الغيظ بما تفوهت به صديقتها، صديقتها؟! مثلها لا تستحق كلمة صديق، مثلها بوجهين نسميها ماذا؟! منافقة..أجل منافقة..

"- مريم" ستُخرب أخلاقك؟! "مريم" تلك النسمة الطاهرة ستُفسدك؟! ما توقعتك هكذا يا سلمى، تطعنيها في شرفها..ما توقعتكِ هكذا أبداً..أبداً....إذا أنتِ من تعرفينها تقولين هكذا ماذا سيقول الآخرون؟!

بان الذنب على وجهها، لكأنها خجلت من نفسها، من كلماتها السوداء!!!!

حلّ الصمتُ الآثم حول المكان، الرأس تنحني شيئاً فشيئاً، ماذا عن الروح عندما تقع، تهوي إلى أسفل سافلين!!

أرادت "سلمى" أن تُلطف الجو المكهرب، أن تغير الموضوع، ابتسمت بتملق وهي تحكُ أنفها بتوتر:
- لم تباركي لي..
- بماذا؟! سألتها ببرود دون أن تتطلع حتى في وجهها والنفور منها يزداد.
- سأتزوج قريباً.

حينها رفعت بصرها إليها وهي تقول بلامبالاة:
- مبروك.

عادت "سلمى" لتبتسم من جديد ولكن بحياء:
- لم تسأليني من هو؟!

سألتها بلامبالاة والهوة بينهما تزداد، تمتد بطول الكذبة، بطول الزيف، بطول الضلالات!!!!
- أنتِ تعرفينه، أعتقد ذلك.

رفعت رأسها هذه المرة بإهتمام وهي ترفع حاجبيها بتساؤل:
- من؟!

أطرقت بحياء وهي تُجيب:
- فاضل، ذلك الطالب الذي يحضر معنا المحاضرات.....

ثم أردفت وهي تضحك بحبور:
- لم أكن أتخيل أنهُ كان يحضرها لأجلي، كي يكون معي في نفس المكان...تخيلي كان يحبني وأنا آخر من يعلم.
……………………..-
- ولأن هذه آخر سنة له، لم يصبر، بعث لي بأخته لتفاتحني بأمر الخطوبة، كم تفاجأتُ حينها....

لم تنتبه لرفيقتها، تلك التي أمتقع وجهها فجأة، بات شاحباً، يُحاكي الأموات....

- أتصدقين قالت لي أخته أنهُ كان يحبني منذُ عامين..منذُ عامين وهو يلاحقني أملاً في أن يعرف اسمي بالكامل وعنواني!!!!
……………………..-
- كان بمقدوره أن يُريح نفسه من هذا العناء كله لو كان سألني.
…………………….-
- لم أكن لأمانع، كم هم جُبناء هؤلاء الرجال!!!!
…………………….-
- ها ما قولك؟! ألا توافقيني بالرأي؟!

ثم أردفت دون أن تنتظر حتى جوابها، ابتسمت بحلم وهي تضع يديها أسفل ذقنها وتنظر للسقف بنظرة حالمة..
- لايهم، لايهم، المهم أني سعيدة، سعيدة لدرجة أني أودُّ أن أحلّق الآن.

كان العرق يتصفّد من جبينها ببطء، بدت قطراته ملساء، ناعمة، متلألأة رغم ظهيرة هذا اليوم...

انسابت القطرات بخفة، جرت على جفونها، تلكأت على رموشها ثم.....

سقطت!! هبطت من علو، هوت إلى أسفل، كما هوى قلبها إلى الأعماق...

الدم يضخ بعنف في شرايينها، يرسل إشارات مجنونة إلى أطرافها، يأمرها بالصراخ، لكنها تتشبث، تتمالك نفسها، الحزام ينقطع، ينقطع، ها هو ينفلت، يتفتت، تتقاذفه الرياح، تُطيّره، أين هو أين؟!

تنفسها يزداد، وجهها يتقلص، وشفتاها تبيضّان، تلاشت الألوان تماماً، تلاشى كل شئ، كل شئ....

صدت لصاحبها، لازالت تبتسم بحلم، تُحلق بأجواء طالما حلّقت هي فيها....

عادت لتنظر ليديها، كانت ترتجف، تهتز بقوة، بل تكاد تجزم بأنّ اهتزازها يخترق الطاولة الفاصلة بينهما، يصل ل"سلمى" ويفضحها!!! يفضحها ويفضح حبها الأرعن!!!

الأرعن!!!!

القطرات لا زالت في انسياب، وحبات العقد تنفرط، تنفرط كثعبان يتلوى في كل إتجاه....

زفرت بقوة، بقوة وكبدها تتلظى، تتفتت مع كل نسمة، مع كل كلمة، مع كل حرف....

- سأذهب قليلاً..ثم سأعود.

لم تنتظر حتى الإذن، سارت، وخوار يدبُّ بأقدامها، يجعلها تترنح، تمسك بالكراسي كل حين، وتتلفتت حولها لكأنّ الجميع يُشير إليها، لكأنهم اكتشفوا أمرها، اكتشفوا غباءها، اكتشفوا حبها الأرعن!!!!

ذهبت دون عودة، ما أسهل الكذب وما أصعب الحقيقة....

الحقيقة علقم وأحلامنا سراب...سراب...

الطريق إلى البيت يبدو بعيداً، طويلاً على غير العادة...

الحرارة تنشب مخالبها في الجسد، تُقطع أوصاله وترميه للأشباح لتتقاذفه، تلتهمه، تقضي على الرمق المتبقي..

تتخبط في طريقها إلى غرفتها، لم تعبأ براشد ولا بخطيبته، كانت تُريد أن تصل لغرفتها فقط وينتهي الأمر...

أمنحوني ثوانٍ فقط، لأفرغ ما بداخلي، أسمحوا لي أرجوكم..أرجوكم أنا.....

- كلالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالال الالالالا...مستحيل..هذه كذبة..مستحيل..مستحيل.

ضربت مرآتها بقبضتها، اهتزت واهتزت أشياءها، ترتد أماماً ووراءاً، الاهتزاز يهزُّ خواطرها، بعثرت كل ما هناك، عطورها، مكياجها، صورها...وكل شئ.

صدرها يعلو ويهبط بقوة والنار تستعر بجنون، لا تريد أن تتوقف، لا تريد أن تهدأ، ترفض إلا أن تقودها في طريقها لتحرق ما أمامها وخلفها..كلُّ شئ..كل شئ.

الغشاش...الكاذب...ذلك الحقير...

أوهمني..خدعني....

كذب علي....

نظراته..ابتسامته..حديثه لي....

كاذب حقير حقير وهي أحقر منه، خطفتهُ مني، خطفت من أحب..

صفعت وجهها الملبد بالدموع، كانت تلهث من الغيظ، من الألم، ألقت بنفسها على السرير، تكتمُ لوعة اجتاحت فؤادها، عضت يدها بقوة لتمنع شهقاتها، صرختها، تبكي حبيبها الغادر، وصديقتها الغشاشة....

لماذا سلمى بالذات، كيف حصل ذلك، كان ينظر إليّ أنا ، يخاطب عيناي أنا، يسير خلفي أنا، يبتسم لي أنا، يتلكأ بخطواته لي أنا؟؟؟؟!

أنااا وليس هي، قلتُ لكم أنا أنا أنا.....

ألم يطلب مني الدسك بنفسه، ألم يقل عني رائعة؟!!!

أم يا ترى كان يريده ليعرف اسمها بالكامل؟! كان يتملقني من أجلها؟!! ليصل إليها هي؟!!

لالالالالالالالالالالالا هذه كذبة كريهة لا بد أنه أخطأ، أنا واثقة بأنه يعنيني أنا، أنا وليس هي..

هي لم تعبأ به يوماً، لم تذكره حتى في حديثها، لم تلتفت له، أنا من كنتُ أحفظ خطواته، أعد همساته، أصيغ السمع لكلماته...

أنا من أحببته، أنا من كنتُ أجن حين أراه، أنا من لا أنام إلا بعد أن يلوح طيفه أمام عيني....

- كلا، كلا لابد أنه كان يعنيني........

كيف؟! وقد بعث بأخته لها، لها هي وليس لي أنا......

- كلالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا

الوسادة تغرق، تغرق بدموع لم تألفها العينين بعد، دموع مخزونة كزخات المطر قُبيل السقوط.....

الجسد يرتج، يموج بأحزانه، يتقلب بين نيران الحقيقة، بين نيران الكذبة، نيران الحياة الزائفة.....

تختلط القطرات، تتهادى دون قيود لتلتحم مع القلب المعذّب، لتحكي قصة، قصة حقيقية، من واقع الحياة.......

وكانت ضلالات...ضلالاتُ الحب....

=============

 
 

 

عرض البوم صور roudy   رد مع اقتباس
قديم 23-03-07, 03:59 PM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12480
المشاركات: 3,036
الجنس أنثى
معدل التقييم: roudy عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
roudy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

كان مستلقٍ على قدمها اليمنى بأريحية، تعبث بشعره وهي تشاهد التلفاز، أنيسها الوحيد في هذا المنزل..

سمعا دقات بالباب، أعتدل كلاهما وهما يطالعان بعضهما بتساؤل....
- لا تذهب، لاتفتح..
- لماذا؟!
- انتظر قليلاً، سيمل الطارق الدق ويذهب من تلقاء نفسه.
- ربما كان أحداً مهماً..

تطلعت "مريم" إلى ساعتها، الساعة الآن الثامنة مساءاً، نظرت لأخيها بتردد، هزّ رأسه بأن أطمأني...

ابتسمت في وجهه، باتت تعتمد عليه الآن، أصبح هذا الصغير في عينيها رجلاً يُحسسها بالأمان، حتى أسلوبه معها تغير، بات وديعاً ونادراً ما يطلب شيء مستحيل منها....

نهض من مكانه، أستوقفته قائلة:
- لا تفتح إلا بعد أن تتأكد من هوية القادم.

هزّ رأسه بصمت من جديد ودلف.

راقبت طيفه الغادي، وعادت لتتابع التلفاز ولكن بقلق!!!

أطلّت "أم محمود"، أستغربت من قدومها، فهي عادةً لا تمر إلا في أوقات الظهيرة لتتفقد أحوالها...

رحبت بها بحرارة، لا يهم، على الأقل ستجد من تخاطبه!!

- كيف حالكِ الآن يا ابنتي؟
- الحمدلله، أفضل حالاً.
- الحمدلله.

ثم أخذت تتطلع لأحمد وكأنها تتردد في قول شئٍ ما.

"- أحمد" أنتظرني في الغرفة سأعود بعد قليل.
- حاضر. دلف وهو يحدج الجارة بنظرة غيظ.

عادت لتبتسم من جديد وهي تلملم عباءتها في حضنها، ذكرتها هذه الحركة بوالدتها رحمها الله....

- اسمعي يا ابنتي أتيتك في موضوع خاص.

أنتابها القلق من لهجتها الجادة:
- خير؟! تفضلي..
- إن شاء الله خير.
…………………………-
- في الحقيقة، لقد جئت لأخطبك لإبني "محمود".

تطلعت "مريم" لها بدهشة وذهول، بدت وكأنها غير مستوعبة.

- محمود!!!!
- أجل، لو تعلمين كم هو معجب بك و بأخلاقك و شجاعتك، لا يفتأ يذكرك يومياً أمامنا.
………………….-
- ها ماذا قلتِ؟!
- أقولُ ماذا؟!
- موافقة بالتأكيد!!!
- لكن أليس متزوجاً ولديه أطفال؟!
- كان متزوجاً، هو مطلق الآن، ولديه "سعيد" و "علي" الله يحفظهم.
- أأأأأأأ...ثم هو أكبر مني بكثير...
- الرجل لا يُعيبه سنه، وهو الحمد لله موظف كبير في الحكومة.
…………………………-
- وأنتِ فتاة لا يصح أن تبقي لوحدك، الناس لن ترحمك مهما حافظتِ على نفسك، أنت بحاجة لزوج ولن تجدي أفضل من ابني ليقترن بك!!

أطرقت "مريم" لا حياءاً وإنما كانت تشعر بشعور غريب، بالإنقباض ربما....

- اسمعي يا ابنتي، أنا لن أضغط عليكِ الآن، سأمر عليكِ غداً أو بعد غد لآخذ جوابك، وأعلم أنكِ عاقلة ستفكرين بمصلحتك ومصلحة أخوكِ الصغير..

وحدجتها بنظرة ما وأنصرفت مودعةً.....

محمود!!!

يريدني أنا؟!

لماذا..لماذا الآن؟!

انتظري...

خرجت، خرجت و وضعتكِ بين خيارين أحلاهما مر....

أتتزوجينه؟!

هل لديكِ مجال للإختيار..

أو الرفض...

هي نفسها كانت تتكلم بصورة الجزم، لكأنها موقنة بأني سأقبل بابنها....

أعذرها أنا....

فمن أنتِ يا "مريم" لترفضي في حالتك هذه..و الفرص تمرُّ مرّ السحاب...

إما تسوقكِ إلى النجاة أو تُلقيكِ إلى الهاوية.....

أأتزوج؟!

كلا...

بلى...

كلا..

كلا كلا ليس هو من تخيلته...

ليس هو بفارس أحلامي..

ليس هو من تمنيته..

ليس هو من حلمتُ منه...

صه..ومن أنتِ لتحلمي...

مثلكِ لا يحلم...

أحلامنا هي من تغتالنا....

هي من تضيعنا....

أشكري ربك أنهُ طرق بابك..

مقطوعة من شجرة...

أخوكِ مدمن مخدرات...

وأختك عاار!!!!

"أين أنتِ يا ليلى أين أنتِ"؟!!!

وهو...

ماذا عنه؟!

يكفي يا "مريم" مثله لا يستحق التفكير...

دوسي على قلبك مثلما داسك بذلك اليوم....

ذلك المجرم..ذلك القاسي...أنى لهُ أن يحس بك...

لا يعرف إلا نفسه ولا يحب إلا هي...

أقبلي بواقعكِ...لاتنظري أبعد من أنفك...

هذه هي الحياة....

والحمدلله على كل حال....

أنهضت نفسها وهي تتنهد أسفاً، وقفت عند باب الغرفة، هزّت رأسها ثم أكملت طريقها.....

===============

فتحت عينيها بإضطراب، بدت الصور في عينيها مشوشة، مقلوبة، متكسرة كغرفتها التي قلبتها على عقبيها بالأمس....

شدّت اللحاف بتوعك، رقبتها ويداها تؤلمانها، وقد غشى الإحمرار أطرافها...

كابوس، ما عاشتهُ بالأمس كابوس...

كاذب وكاذبة وغبية!!!

مخادع ومخادعة وأكبر حمقاء!!!

سالت دمعة حارة على الخد، دفنت رأسها بالوسادة، لتنشج من جديد...

لتنشج قصة الحب الكاذب، قصة الوهم، قصة الضلالات!!!

حين تُعشش الأوهام على حياتنا، حين تحجب عن أعيننا نور الحقيقة...

ونظلُّ نتخبط بجهل بين ظلماتها، تخدعُ أبصارنا كواحة الظمآن، كسراب...

الحقيقة كريهة، كريهة، كريهة كالعلقم...

لكنها الحقيقة وما دونها لا شئ..لاشئ...

ضربت أعلى الوسادة بقبضتها المتورمة وهي تصيح:
- كذاب..غشاش..حقير، خدعني، أوهمني وأضلني...


لا زال النهار في بداياته، أشعته تتخلل كل ظلمة، تُحيط بكل مكان، كظلال الزيزفون، لينير الطريق، ويزيل تلك العصابة...

عصابة على العينين!!!

ابتسمي، وأخلعي تلك النظارة السوداء...

فلم يتبقَ الكثير...

باقي على الزمن ساعة...أليس كذلك؟!

===========

قضت الليل برُّمته وشطراً من النهار وهي تفكر...

الأفكار تتقاذفها، ترميها في دوامة...

بها يتحدد مصيرها ومصير "أحمد" إلى الأبد....

والفرص تمر مرّ السحاب....

دائماً الفرص ودائماً السحاب!!!

وهذا حد السكين...

في أي جهةٍ يقطع....

لابد أن تكون الشفرة حادة، والنصل النصل لابد أن يكون دقيقاً....

من بعده إما الراحة وإما..الفناء....

ماذا أفعل..أجيبوني....

أقول نعم...

أم أقول لا....

كلا الخيارين مر، كلاهما مر...

انساب أذان الظهر شفافاً، يصدح في الآفاق، يدغدغُ الآذان، يحلق بنا عالياً عالياً إلى النجوم....

سارت لتتوضأ، أنكبت على الصلاة، تلاشت الأطياف، ليس تماماً، ولكن على الأقل بما يتيح لها راحة البال برهة......

أيقظت "أحمد" ليصلي هو الآخر، بدا ملائكياً في نومته....

من أجلك..من أجلك يا أحمد أفعل أي شئ....

وتسللت دمعة!!!

===========

منذُ ساعات نُقل الجسد إلى الوطن....

منذُُ ساعات وقد مرت على وفاته أيام!!!

السفارة لم ترتضي نقله، لا بد من تصاريح، أوراق رسمية، فحص، وأن تأتي العائلة بأكملها لتتعرف عليه..

لقد تعذبت كثيراً كثيراً يا فيصل، أُهنت بموتك..

طعنوا كرامتك، لكأنهم كانوا يتعاملون مع قطعة لحم، نسوا أنّ الحياة كانت تدبُّ يوماً في ذلك الجسد....

كانت تملأه مرحاً، شقاوة، تمنحهُ شيئاً مميزاً...تمنحهُ....

الإنسانية...

ولكن إنسانية ضائعة، إنسانية بلا هوية!!!

عبثت بها الأهواء، خدشتها وخدشت كل المعاني الجميلة التي تحويها...

أنحنُ فعلاً من نفسد أنفسنا؟! نعبثُ بصفاء روحنا وندنسها، ندنسها بشرورنا، برغباتنا، بأهوائنا...

"رحمك الله يا فيصل رحمك الله"...

متّ غريباً، وأيُّ ميتة!!!

لترحمك السماء...

يا رب أرحمه و....

أرحمني.....


الوقت يمضي بسرعة، لكأنهُ في عجلة، في سباق إما غالب وإما مغلوب....

كان يسير على قدميه، يركل ما يصادفه، يتنهد حيناً، ويطالع نجوم السماء حيناً آخر....

في صدره عزم، تحدي، أمل و...

إنكسار....

قادتهُ قدماه إلى هناك، إلى البيت، ليس بيته وإنما بيتها...

حيثُ تقبع ويقبع قلبهُ معها....

فتح "أحمد" الباب وهو يبتسم للواقف أمامه بحب:
- هل يوجد أحد بالبيت؟

أجاب الصغير ببراءة وهو يعبث بشعره:
- كلهم ذهبوا، لم يبق معي إلا "مريم".
- أين هي؟

واصطحبه معه إلى غرفة الجلوس، كان الباب مفتوحاً، رآها ضامة رجليها إلى صدرها، وقد وضعت يديها أسفل ذقنها وهي تشاهد التلفاز وتبتسم ببراءة..

كانت مندمجة، لم تنتبه لقدومه، تنحنح في وقفته، فالتفتت إليه....

تعطل دماغها فجأة، رمشت عيناها مراراً وتكراراً، وحين أفاقت من دهشتها شهقت برعب:
- ماذا تفعل هنا ؟! أخرج....

لم يجب عليها، نزل بمحاذاة "أحمد"، أخرج من جيبه أوراقاً نقدية ونقدها إياه:
- اشتر لي من البقالة علبة سجائر، واشتر لك بالباقي ما تشاء..
- كلا، "أحمد" لا تستمع له، لا تذهب أبقى معي. صاحت بيأس.

نظر "أحمد" إلى المال الموجود بيده، منذُ أن توفي والده لم تقع عيناه على نقود، صراعٌ دار في باطنه، يأخذها أم لا؟؟! نظر إلى "خالد" بتردد:
- هل ستضرب أختي؟!

ابتسم "خالد" وهو يجيب:
- كلا، بل سأحرسها إلى أن تعود..

هزّ "أحمد" رأسه بإطمئنان لكأنهُ يثق فيه!! وأخذ يركض وهو يفكر بما يشتريه، دراجة أم طيارة؟!

لوّحت له "مريم" بإختناق أن كلا، لكنهُ كان قد ذهب....

"حتى أنت يا "أحمد" تركتني؟! من لي في هذه الدنيا...من لي؟!!"

والتقت عيناهما برهة، نكست رأسها وهي تزيد من ضم رجليها إلى صدرها، نزع نعليه وتقدم منها، صرخت بجزع ودفنت وجهها في الوسادة وهي تبكي بقوة.
- أرجوكِ لا تبكي.

انتشلت نفسها وهي تصرخ في وجهه بشراسة:
- لماذا جأت إلى هنا؟! ألتكمل ما بدأته في بيتكم؟!!

لم يجب، احتواها بعينيه بحنان، كانت ترتجف كعصفورة صغيرة كُسّرت أجنحتها، بدت ضعيفة، هشة، ودّ أن يحتضنها، يمتص دموعها وآلامها......

ماذا فعلت بها يا "خالد" ماذا فعلت؟!

أردفت وأنفاسها تتقطع:
- تعتقد أنني لا أملك أحداً يدافع عني، سيأتي أخي "محمد"، قال لي أنهُ سيذهب ويعود بعد قليل..

ثم هزت رأسها بسرعة نافيةً:
- بل الآن..الآن..

وانخرطت في بكاءٍ مرير....

- لم آتِ لأؤذيكِ. قال بعطف.

لكنها لم تكن تسمع، كانت حواسها غائبة، تأملته من جديد وأسنانها تصطك، ثم حولت عيناها بعجز حول المكان لكأنها تبحث شيئاً أو تنتظر شخصاً ما...

هزت رأسها أسفاً وهي تعتصر دموعها عصراً...لا أحد..لا أحد....

لم تملك إلا أن ترفع يديها بتهالك إلى السماء، دعت بحرارة نابعة من الأعماق، بل أعماق الأعماق:

- يا رب أرحني، خذني إليك، لا أريد هذه الحياة، لا أريدها....

راعهُ ما سمعه، تقدم منها بخوف وهو ينزل ذراعيها لأسفل...

عادت لترفعهما بإصرار وخدرٌ عجيب يسري في أوصالها، يُحسسها بالأمان ربما لأول مرة منذُ زمنٍ طويل....

أخ ما أقسى الزمن....

- يا رب خُذ روحي، خذ روحي، خذ روحي...
- يكفي، قلتُ لكِ لم آت لأؤذيكِ.

صرخ وقد أخذ منهُ الخوف ألف مأخذ..

تطلعت إليه بشك، عيناها تكذبانه، تكذبان كل حرفٍ تنطقُ به شفتاه...

كاذب..غشاش آخر!!!!

جثا على مقربةٍ منها، ولكن بمسافة تحسسها بالإطمئنان:
- أتتزوجينني؟!

نظرت إليه من بين رموشها المسبلة بالدموع، رمشتهما مراراً وتكراراً لترى وجهه بوضوح، أكان يسخر منها؟!

- أتتزوجينني؟! كررها بتوسل.
- أيُّ كذبةٍ سخيفةٍ هذه!!
- أقسم لكِ بشرف أني صادق.

أرتعش فمها الصغير، وعادت لتغطي وجهها الباكي بيديها النحيلتين:
- لا أريد أن أتزوج عُرفياً، لا أريد، لا أريد...
- ومن قال أني أريد زواجاً عرفياً، بل زواج إشهار، على سنة الله ورسوله..

أبعدت يديها، لا بد أنهُ جُن أو يكذب ليخدعها، إنهُ سافل، لم ترى منهُ إلا الدناءة ليصل إلى مبتغاه.
- أرجوك أخرج من هنا، أعصابي لا تحتمل هذه الألاعيب.

أمسك ذراعها، صرخت فيه:
- ابتعد عني، لا تلمسني، لا تلمسني..
- أتخالينني كاذباً، لقد أقسمتُ لكِ بشرفي.
- أنت لا تعرف معنى للشرف، أنت حيوان، تستغل ضعف الآخرين.
- أتقصدين ذلك اليوم؟! أجل كنتُ حيواناً حينها أعترفُ بذلك، كنتُ أحاول أن أمسح صورتك من ذهني، طيفك كان يلاحقني أينما كنت، كان بإستطاعتي إخضاعك تلك الليلة ولكنني لم أفعل، أسأليني لمَ؟!

وضعت يديها على أذنيها وهي تصيح:
- أنت كريه، كريه، لا أريد أن أسمع شيئاً منك، أخرج من هنا..

أبعد يديها وهو يضمها ليديه بقوة كي لا تفلتها، صرخ:
- أسأليني لمَ؟!
- لا أريد أن أعرف، أتركني....
- لأنني أحبك، ولو نلتك تلك الليلة لكنتُ خسرتك طوال حياتي، أعرفُ هذا...

صدرها يعلو ويهبط بقوة والحرارة تمتد لتلسع صدرها...

سكنت برهة تنظر إليه بصمت، تُريد أن تصدقه، تعيش معه هذا الحلم الجميل الذي بدأ يتراقص أمام عينيها..

هو وهي وأحمد في بيتٍ آخر، بيتٍ نظيف بعيد عن القذارة كلها....

التفتت إلى الباب، إلى حيثُ خرج "أحمد"، كأنها تنظر إلى شئٍ ما:

- تريد أن تتزوجني؟!
- أجل.
- أقسِم.
- أقسم بالله.
- أقسِم بالله بكسر الهاء!!
- أقسم باللهِ العظيم أني صادق.
- لماذا؟
- لأني أحبك.
- الحبُّ وحده لا يكفي.
- ولأني أريد لأحمد أن يربى نظيفاً...

عادت لتلتفت إليه، ترمقه بحزن أبى أن يفارقها في أيامها الأخيرة:

- وأهلك، أمك وأبوك لن يقبلوا أن تقترن بواحدة مثلي..
- صه، أنتِ أصلاً لا يوجد مثلك في هذا الكون أبداً....

 
 

 

عرض البوم صور roudy   رد مع اقتباس
قديم 23-03-07, 04:00 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12480
المشاركات: 3,036
الجنس أنثى
معدل التقييم: roudy عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
roudy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجزء [10] والأخير من قصة ضلالات الحب




صدت للباب من جديد، أردفت وأطياف اليأس تخنقها:

- والناس، الناس لن ترحمك، ستعيبُ عليك، لن يتركوك وشأنك حتى تطلقني.
- لا يهمني كلام الناس، يهمني أنتِ، ومن أجلك سأحارب الكل.
- تقول هذا الآن، ولكن صدقني لن تستطع أن تكمل بعدها..
- انظري إلي أنا "خالد"، وأخالكِ تعرفيني جيداً، سأبيع الكل وأشتريكِ، وإن لم تسعك الأرض هنا، سنتركها ونرحل...

لازالت تنظر إلى البعيد، إلى الحلم الذي تتكسر صورته على أمواج الحياة، أتاهُ صوتها غريباً وكأنه قادم من كوكب آخر:

- ستطلقني ولن يرحمني الناس، سيمضغوني وسيضيع أحمد ولن يتحقق حلمه..أتعرف ما هو حلمه؟!
- أيتها المجنونة لن أطلقك.
- لم تسألني ما هو حلمه...

ارتجفت كلماته على شفتيه، كان منظرها الحالم يمزقه، يفتته إلى ذرات، سألها بغصة:

- ما هو حلمه؟

ابتسمت وأطياف الحلم تتجمع من جديد:

- يريد أن يصبح طياراً، لقد طلب مني أن أشتري له طائرة... سكتت وقد تلاشت ابتسامتها، أردفت وهي تبكي..... لكنني لم أملك ثمنها، بكى كثيراً ذلك اليوم..
- لا تقلقي يا حبيبتي، سأشتري لهُ كل ما يشاء.

وكأنها عادت إلى واقعها، أنتزعت نفسها منه انتزاعاً وهي تحاول الوقوف، قالت له بثبات:

- أرجوك، أرحل من هنا..
- لماذا؟!
- ألا تفهم، أنا أريد أن أبقى نظيفة أيضاً، حين تطلقني لن يأويني أحد ما عدا الحثالة، وأنا لا أريد لأحمد أن يضيع..
- لكن أنا أحبك بصدق.
- وأنا أكرهك...
- أنتِ كاذبة.
- أنت نقطة سوداء في حياتي وقد أزلتها للأبد، للأبد أتسمع؟!
- ليس بإمكانك نسياني، لأني مزروع هنا...بداخلك!!.
- أنا أكرهك أكرهك أكرهك أكرهك.

كررتها وهي تدق بقدمها على الأرض، كانت سكاكين تنشب في جسده مع كل كلمة كره تنطقها، إنها تكذب، إنها لا تكرهني مهما فعلتُ بها...

أدارها، ضمها إلى صدره بقوة، بقسوة، ليسكت إحتجاجها وكلماتها إلى الأبد، أخذت تضربه بحق تلك الأيام، تلك الليالي التي أحالتها إلى رماد.......

ضربت وضربت بجنون، بخوف، من نفسها ومنه ومن تلك الليلة.....

تركها تُفرغ ما بداخلها من غضب وقهر، لم تكن الضربات تؤثر فيه...

تعبت، باتت حركتها هشة، ضعيفة، لا معنى لها، أرادت أن تضربه من جديد، لكن نظراته أحبطتها، مزقتها أضعافاً مضاعفة.....

أبتعدت عنه خطوات إلى الوراء....

كان يرمقها بهدوء مشوب بالحنان، بالدفء، ضمت يديها التي آلمتها إلى صدرها، تنظر له بلوم، بعتاب، وما أحلى العتاب في دار الغربة....

- تخالني نسيت..أنت السبب..دمرت عائلتي، أختي فرّت بسببك أنت..
- كلا أختك هربت لأنها..لأنها...
- أخرس.
- لا تهربي من الحقيقة.
- أنا أكرهك أكرهك أكرهك.
- أرجوكِ لا تقوليها.
- لم أنسى قط إهاناتك لي، لم أنسى كيف أذليتني، لم أنسى ذلك اليوم، لم ولن أنساهُ أبداً....
- دعينا نطوي صفحات الماضي ونبدأ صفحةً جديدة...
- يا لبرودك!! تُريدني أن أنسى كل شئ ببساطة؟!!
- سأُنسيكِ.
- أنا لا أثق بك، ألا تفهم..

شعر بالإنقباض يسري بأوصاله، يصلّب أطرافه، ويسري تيار، تيار جارف بين الضلوع، هناك حيثُ يتوسّد القلب..

أقترب منها وتراجعت أكثر:
- سامحيني على الأقل من أجل "أحمد"..

أشاحت دون أن تستجيب لتوسلاته...

أردف هامساً:
- أحبكِ أيتها المجنونة المكابرة، أنتِ و "أحمد" بحاجة لرجل يحرسكما، لن تقوي على حمايته وحدك، لأنكِ أصلاً بحاجة لمن يحميكِ.
- نحنُ لسنا بحاجة لأحد. (ردت دون أن تنظر إليه.(

وكأنها تذكرت شيئاً ما، أردفت بمرارة وهي تتطلع إليه:
- ثم أنا سأتزوج قريباً، فلا تعرض خدماتك علي!!
- ماذا؟!
- لم كل هذا التعجّب؟!! تظن أن مثلي لن يتقدم لها أحد؟!! لالا أعلم أيها المحترم أنّ هناك "رجال" يقترنون بالفتاة لشخصها فقط، رجل لم يأبه بكون أخي مدمن أو أختي....... ولكن أبه بي، رآني شيئاً محترماً...
- ومن هو هذا "الرجل" المحترم؟! سألها بصوتٍ هادر.
- هذا ليس من شأنك.
- ليكن بمعلومك، لن تأخذي أحداً غيري، لن تتزوجيه.
- سأتزوجه.
- لن تتزوجيه.
- سأتزوجه.
- لن تتزوجيه ولو على جثتي.
- والل....

وصرخ بصوتٍ أفزعها، وضع أصبعه على فمه وكأنهُ أكتسب منها هذه العادة:

- قسماً بالله إن أعدتها لن يحدث أمراً طيباً.
- في منزلي وتهددني؟!
- لا تختبري صبري يا مريم لا تختبريه، لستِ نداً لي، ستخسرين.. قالها بتهديد.

صمتت تنظر لإنقلاب سحنته، دكن وجهه الأسمر، وقد تقلص جبينه فبات أكثر تغضناً، تراجعت خائفة من شكله الغاضب، حاولت أن تتمالك نفسها، ترفض أن يحس بخوفها منه...

قالت بنفورٍ بارد:
- ألا تملك كرامة؟! حين تقول لك فتاة أنها لاتريدك، احتفظ ببقية كرامتك وأغرب، هذا إذا كنت تملك منها شيئاً!!
……………….-
- وليكن بمعلومك لو كنت آخر الرجال..ها..آخر الرجال بالعالم ما أخذتك..
……………….-
"- تعتقدين أنّ مثلي يتقدم لخطبتك"!! أهذا ما قلته لي بذلك اليوم..
………………..-
- مثلك مريض، مغرور، متكبر، لا يحب إلا نفسه، أسمح لي أنت تُثير فيَ الغثيان، الشفقة، ال....

وكأن كلماتها كانت القشة التي قصمت ظهر البعير!!!!!

تقدم منها بغضب، أجفلت وأخذت تتراجع بعينين زائغتين، لاتريد أن ترى عيناه، تبدوان مخيفتان....

- تجرحك الحقيقة أليس كذلك؟! لا تتقدم..لاتتقدم قلتُ لك. صرخت بإرتجاف.

غطت وجهها بكفيها، سيضربها أم ماذا؟! ظلالها تسقط عليها، تتخلل أصابعها الحاجبة وجهها، بقيا هكذا فترة دون استجابة، فرجت أصابعها قليلاً لتختلس النظر لسحنته، صدمها ما رأته....

كان مكتفاً يديه، ينظر لها بهدوء، أين الغضب الذي كان يملأه؟! تبخر؟!!

ابتسم:
- لم أكن لأضربكِ أبداً.

أبعدت أصابعها تماماً، أخذت نفساً عميقاً، ثم قالت وهي ترمقه بإشمئزاز:
- سواء ضربتني أم لا لن يفرق عندي، لن يؤثر علي، أتدري لِمَ، لأنك بالنسبة لي لا شئ، لاشئ، لاشئ..

أردفت وهي تصيح:
- ذاك الشئ الذي كان بداخلي تجاهك، مات..أنت قتلته..قتلته منذُ زمن.

الطعنات تتوالى، تنفذ بلا رحمة، لتستقر هناك، في سويداء القلب، ينزف الجرح دماً عبيطاً، دماً خثرتهُ الأماني وأذابهُ اليأس، القطرات تنساب، تنساب بلزوجة ثقيلةً جداً على النفس والجسد....

ردّ بتهالك، بحجم الدم النازف بصدره:
- سنحاول، سنحاول من جديد.
- ألا تفهم؟! لا تستطيع أنت تبعث الحياة لشئ ميت، أتستطيع أن تنفخ بالرماد؟!!
- هذا هراء، هذه ترهات..هذا كلام قصص، كلام روايات لا معنى..
- هذه هي الحقيقة، وهذا كل ما لديّ لأقوله، ما بيننا أنتهى...أنهيته أنت...

صدره لازال يهبط ويعلو وكأنّ شيئاً بداخله يثور بهيجان، تطلعت إليه بكبرياء و......

إنكسار!!!!

شرعت بفتح الباب على مصراعيه أكثر، قالت حينها ودون أن تتطالعه، وبصوتٍ حاولت أن تثلجه:

- أخرج من هنا ومن حياتي إلى الأبد.

تأملها لوقت طويل وهي تشيح بوجهها للجانب الآخر، تحرك فاهتزت إكرة الباب بيدها، وقف قبالتها، نظراته تخترقها..

أشاحت أكثر وتلك الخيوط التي تحاول أن تتمالك بها نفسها توشك على الإنفلات..على التقطع...

- مريم..
………-
- انظري إلي.

لم تستجب ولم تنظر، لازالت تقاوم تلك الخيوط.

- انتبهي لنفسك...

وانصرف...
.
.
.

تهاوت على الأرض، أغمضت عينيها.....

 
 

 

عرض البوم صور roudy   رد مع اقتباس
قديم 23-03-07, 04:02 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12480
المشاركات: 3,036
الجنس أنثى
معدل التقييم: roudy عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
roudy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

أطياف الأمس تتراقص من جديد أمام عينيها، منذُ أن وطأت قدماها هذه الأرض، وفي أول يوم لوصولهم إلى هنا، دلفت مع "أحمد" إلى مزرعتهم لكأن القدر شاء أن تراه قبل كل أحد وقبل اللا أحد...

وتطوفُ الذكرى بعيدة بعيدة، تحلق بين صفحات الأمس، تختلس تلك اللحظات، وتتوه في أروقة الذاكرة، كانت معه، دائماً اللحظات تجمعها معه، وقد سار الآن ربما للأبد....

كل شئ زال، كل شئ أختفى، أحلامنا سراب والواقع مر، مر كالعلقم....

أي حقيقةٍ تبقت؟! أيُّ نهايةٍ هي نهايتي؟!

أأكون لمحمود، ذلك الثلاثيني الذي لا يربطني به شئ سوى حاجتي لمن يرعى "أحمد" معي...

أأكون أماً مرةً أخرى لأطفال ليسوا بأطفالي...

وأبقى طوال عمري أرعى وأرعى وأرعى دون أن أجد من يرعاني أنا!!

من يخفف همي والثقل الذي أرزء به...

من يحسسني بأني لازلتُ صغيرة...

لازلت في الثامنة عشر ومن حقي أن أفرح كبقية الفتيات....

أريد أن أضحك، أن تبتسم لي الحياة ولو لمرةٍ واحدة...

يكفيني عذاب، يكفيني...

ما عاد بي جلد، لم أقدر على المواصلة، لم تعد بي قدرة على الاحتمال....

أريد أن أُكمل تعليمي، أن أعود للجامعة، أن أعيش كبقية الناس، كبقية العالم...

لماذا يا زمن؟! لماذا؟!

لماذا تأبى إلا أن تُمرغني بين أوحالك، لم كلما حاولت أن أرفع هامتي عالياً، أجبرتني على أن أطأطأها...

ماذا أفعل أخبروني، أمدوني بحل...

كيف سأعيش بقية حياتي....

لا أب، لا أم، لا أخوة، لا مال، لا أحد....

أهذه هي نهايتي فعلاً؟!

أظل تائهة هكذا...

الأمان كلمة لم تعد في قاموس حياتي بتاتاً....

الخوف، الخوف من المجهول يُغلفني، يخنقني، يُحيل أيامي إلى كوابيس....

لم أعد أحتمل كل هذا لوحدي...

لم أعد أقدر....

رفعت رأسها حيثُ خرج الأخير...

لازال واقفاً في باحة المنزل لكأنه ينتظر، لازال متشبثاً بأمل أن تعود إليه....

ماذا قُلت عن الآمال؟!! سراب!!!

الدخان يتصاعد من عقب سجارته، لم إذن أرسل أحمد؟!!

أشاحت وجهها من جديد، ثوانٍ و سمعت صوت الباب يُصفق...

لقد ذهب، خرج هو الآخر....

أرتمت حينها على الأرض بقوة، تبكي...

تبكي ألمها، ضعفها، قلبها المحطم...

تبكي كل شئ بحياتها....

لالالالالالا

لا تذهب أنت أيضاً....

عُد إلي...

أبقى معي..

سأسامحك ليس من أجلي...

وإنما لأجل أحمد و....

لأجلي أيضاً!!!

فقط عُد...

أبقى معي...

خاطبني...

أعيدوني إلى وطني..أعيدوني..

مللتُ الوحدة....

مللتُ الخوف...

مللتُ كل شئ...


شهقاتها ترتفع بصوت مسموع، وصداها يتردد بأرجاء البيت الخاوي من عروشه، خاوي من كل شئ ما خلاها هي....

أهذه هي النهاية فعلاً؟!

سمعت صوت "أحمد" لم تقوى على رفع رأسها...

ابتسم له، نظر إلى الشئ الذي في يده:
- ما هذا؟!

أطرق "أحمد" إلى الأرض خجلاً:
- هذه طائرة..

ثم تقدم من "خالد" وأعطاه علبة السجائر، تراجع إلى الخلف وأكمل بخجل:
- لم يتبق شيئ من النقود.
- لا عليك.

رفعت "مريم" رأسها، كانت تحسب نفسها تتخيل في المرة الأولى، تتخيل أنهُ يحاور أخوها، ألازال هنا؟!!


دلف لغرفة الجلوس المفتوحة، تطلع لأخته الدامعة، نقل بصره بينها وبين "خالد"، ثم خاطب هذا الأخير:
- ماذا فعلت بأختي؟! ضربتها؟!
- نحنُ لا نضرب من نحب..

تلاقت عيناها به عند هذه الجملة، عيناه لازالتا تتوسلانها، تطلبان منها أن تمنحه فرصة واحدة، واحدة فقط...

نكست رأسها، وهي تمسح دموعها، عادت لتتطلع إلى "أحمد" الذي أفترش الأرض، فتح الغطاء، كانت طائرة سوداء كبيرة...

"- مريوووم" تعالي انظري، أبوابها تُفتح وتُغلق.

أنهضت نفسها المتهالكة، تقدمت منه، أسرتها ابتسامته، أدخلت السعادة لقلبها المُلتاع..

جثت بجانبه وهي تمسح على شعره الأملس بحنان:
- ما رأيك أن نركبها...

نظر لها مفكراً ثم انفرجت أساريره:
- ليس لديّ مانع، سنأخذ معنا "خالد" أيضاً حتى لا نخاف، أتأتي معنا؟!

نظر إليها، كل شئ يتوقف عليها هي، تأملتهُ لوقت طويل، ثم أدارت وجهها، نظرت لأحمد، لبقية الغالية..

دقاتُ قلبه تتزايد وهو يتنفس بعمق، روحه معلقة بين شفتيها..

ردّت دون أن تنظر إليه:
- ربما يخاف الطيران!!
- أنا لا أخاف. ردّ بصوتٍ أجش.
- لكن في الجو مطبّات، قد تتعثر الطائرة وتنجو بنفسك..وتترك من معك.
- أنا لستُ نذلاً، حين تسقط سنقط جميعاً، إما الكل وإما لا أحد...

تأملته بصمت من جديد، تقتلهُ ببطء، وجهه ينضح بالعذاب، عادت لتشيح وجهها ولكن بألوان مختلفة!!!

الثواني تمرُّ ببطء كسلحفاة كسول، في رأسها تدور آلاف الأفكار، أتجازف؟!

هي في كلتا الحالتين تجازف، سواء بمحمود أو به!!!

ولكن من منهما تختار؟!

رفعت عينيها، تشابكتا مع عينيه اللتان لا تفتأن تحيطانها كسياج، كسياج أم أشواك؟!

سألته بتردد:
- وهل نثق بالطيّار؟!
- ثقي به، أمنحيه فرصة ليُخرج معدنه ولن تندمي أبداً.

أرتعش فمها وهي توشك على البكاء من جديد:
- لكن أنا..أنا أخاف..أنا..

واهتزّ جسدها وشهقاتها تخنقها، تُحيل أنفاسها إلى غصات، كانت تعضُّ على شفتيها بقوة لتمنع صوتها من الخروج..

أحمد يشدُّ طرف ثوبها لتلتفت له، ليفهم سر بكاءها...

وذاك الآخر، يرقبها بألم، بحزن، ماذا فعلت يا "خالد" ماذا فعلت؟!

هذان الأثنان أتعباها، أعيياها، أحالا أيامها إلى شقاء....

- مريم..
………….-
- أنا أعدك، ثقي بي، أرجوكِ كفّي عن البكاء فقط.
…………..-
- بإمكاني الإنتظار، سأنتظرك حتى لو بعد مائة عام..
………….-
- لن أعدم صبراً، إذا أردتِ أن أخرج الآن سأفعل، فقط أهدأي.

مسحت وجهها بباطن كفها، سكتت وإن أفلتت منها الشهقات بين الحين والآخر..

- مريووم، لم تبكين؟! سألها الصغير.
- لاشئ.
- ألن نطير؟! سألها بلهفة.

عادت كلماتها لترتجف من جديد على الشفتين، لكأنهُ الآخر يستعجلها لتُجيب...

أطرقت وهي تقول بتلعثم:
- متى..متى ما أراد؟!

ابتسم، اتسعت ابتسامته وزال عبوسه، أقترب منها، لكنها عادت لتختبأ خلف "أحمد"، قطّب جبينه وهو يلوي شفتيه:
- الآن..
- الآن!! سألتهُ بإستغراب.
- بالطبع، أتريدين أن أتركك الليلة لوحدك..كلا، لا أقدر..
……………..-
- هيا، أحضري معكِ بطاقتك وكل ما تحتاجينه.
- لماذا؟! سألتهُ بغباء.

ردّ بنفاذ صبر:
- لنعقد...لنتزوج.

أحمّر وجهها رغم الدموع التي أغرقته، أحست بنفسها تعود فتاة، فتاة كالأيام الخوالي...

أحتواها بعينيه وهي تزداد إطراقاً، متى تحين تلك اللحظة التي تجمعني بكِ، أقسم أني سأنسيك كل أيام الشقاء، كل العذاب الذي سببتهُ لك، أيام الحزن ولّت، آن الأوان لزهور الربيع، ولتذهب أوراق الخريف بعيداً عنا، هناك حيثُ القمر!!!!

- ستطير معنا أم ستتزوج؟! استفسر "أحمد" بقلق.

التفت له "خالد" وهو يبتسم:
- سأتزوج وأطير أيضاً.

رفعت رأسها إليه من جديد وكأنها انتبهت لشئٍ ما:
- وهل سنذهب لوحدنا؟!
- لا تخافي، لقد أرسلت رسالة إلى "أمل" من هاتفي وأنا في طريقي إلى هنا، سيحضر معها "راشد".
- أكنت واثقاً بأني سأقبلُ بك..
- كنتُ واثقاً بأنكِ تحبيني..

رفعت حاجباها الدقيقان ولوت شفتيها، قالت بصوتٍ خافت:
- مغرور...
- ماذا قلتِ؟
- أقول "أحمد" موجود هنا، لا أريد أن تفسد عقله..
- أحياناً أود أن أكسر رقبتك..
- جرِّب إن أستطعت..
- ماذا ستفعلين؟!
- سأقطع يدك.
- لا مانع لدي..
- أتُجازف؟!
- معكِ أصيرُ مجنوناً.
- ماذا تقصد؟!
- أنتِ مجنونة أيضاً..

أرادت أن تضربه على كتفه، لكنها أحجمت بخجل، أخذ يضحك على منظرها، انتقلت لها العدوى فضحكت ولكن بصوتٍ كتوم..

ضحكت!!! مر زمنٌ طويل منذُ آخر يوم ضحكت فيه، حتى الضحك بات عملةً صعبة تنافس اليورو ربما هذه الأيام!!!!!

تأملها، تأمل ضحكتها الخافتة ووجهها الطفولي البرئ، انتبهت له، عادت لتسبل رموشها بخفر وحياء...

- يكفيييييييييييييييييييييييييي.

صرخ "أحمد"، التفّوا حوله وهو يكاد يتميز من الغيظ:
- متى سنطير؟!

ومع خيوط الفجر، كانت الطائرة تحلق بهم جميعاً إلى........

أتعلمون أين؟!!!!
.
.


إلى جزر حوار، حيثُ مرج البحرين يلتقيان، هناك في الوطن، وما أجمل العودة إلى الوطن!!!!

========


Love Delusions

ضلالات الحب أو الحب الضلالالي


يعتقد الشخص (ضلالاً) بأنهُ محبوب من قبل شخص آخر حباً رومانسياً لدرجة الالتحام الروحي، ويكون هذا الآخر عادة من طبقة عالية أو شخصاً مشهوراً أو رئيساً في العمل، وقد يكون غريباً عن الشخص صاحب الضلال تماماً، وقد يبذل المصاب بهذا النوع من الاضطراب جهوداً كبيرة محاولاً الاتصال بهذا الآخر من خلال الهاتف أو الخطابات أو عن طريق الهدايا أو الزيارات أو الملاحقات المستمرة أو أعتراض طريقه.

ورغم هذه الجهود فإنهُ يحفظ ضلالاته سرية ولا يبوح بها، وقد يقع تحت طائلة القانون بسبب محاولات حمقاء يبذلها المضطرب بإنقاذ الشخص موضوع الضلال من خطر وهمي...

 
 

 

عرض البوم صور roudy   رد مع اقتباس
قديم 23-03-07, 04:03 PM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12480
المشاركات: 3,036
الجنس أنثى
معدل التقييم: roudy عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
roudy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

وهيك ياصغار خلصت حكايتنا
انشالله تكون عجبتكم
واحكولي العبر المستفاده منها
هههههههههههههههههه
يلا بدي تعليقكم

 
 

 

عرض البوم صور roudy   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكاتبة لا انام, ظلالات الحب, قصة مكتملة للكاتبة لا انام
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:00 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية