المنتدى :
الارشيف
*&*وَمِن كلِّ شَيء خَلَقنَا زَوجَينِ" الاختلاف بين "الزوج" و "القرين" *&*
ظاهرة المزاوجة
قرين المادة وقرين الإنسان
ظاهرة المزاوجة (أو خلق زوجين من كل شيء) حقيقة نراها في كل ما حولنا .. وهي سنة كونية لا تتعلق فقط بالانسان والحيوان - حيث خلق الله الزوجين الذكر والأنثَى - بل والنباتات والجمادات وكل شيء حولنا ؛ فكلمة "كل شيء" في قوله تعالى "ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون" تتجاوز الإنسان والحيوان والنبات إلى "كل شيء" يمكن تصوره - بما في ذلك عالم الروح والكواكب والنجوم والجسيمات داخل الذرة !!
... أيضا هناك ظاهرة التقارن أو المقارنة حيث يوجد "قرين" خفي ومجهول لكل شيء نراه حولنا .. والفرق بين "الزوج" و "القرين" هو أن الأول يشير إلى شيء واحد معاكس ومعلوم (فالذكر مثلا له معاكس واحد هو الأنثى) ..
أما "القرين" فنسخة مطابقة للشيء نفسه قد يتكرر لمرة ومرتين - مثل الإنسان الذي يملك قرينين لا يمكن إدراكهما أو رؤيتهما حسب ما جاء في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم "ما منكم أحد إلا وقد وكل به قرينه من الملائكة وقرينه من الجن" ..
وظاهرة القرين هذه يمكن رصدها وإثباتها حتى داخل الذرة (التي تشكل لبنة البناء في أي مادة) .. ففي النصف الأول من القرن العشرين كان الفيزيائي الإنجليزي روبرت ديراك يقوم بفحص المعادلات الخاصة بالالكترونات الذرية (.. والالكترونات بالمناسبة جسيمات سالبة تدور حول نواة الذرة) . وأثناء ذلك اكتشف أن المعادلات الإلكترونية لها دائما حلان وليس حلا واحدا مما جعله يشكك في صحة الطرق الرياضية التي استخدمها .. ولكن بعد المراجعة والتدقيق اكتشف أن الحل الأول يتعلق بالإلكترونات السالبة (المعروفة) والثاني بجسيم مماثل (مجهول الهوية) يملك شحنة موجبة (يمكن القول إنه يمثل نسخته في المرآة) . وبعد سنوات من أعمال ديراك تم اكتشاف آثار الجسيم المجهول وأطلق عليه اسم قرين الإلكترون ( Antielectron) أو قرين المادة Positron)).
وبفضل هذا الاكتشاف اقتنع العلماء بفكرة وجود قرناء (مجهولي الهوية) لجميع الجسيمات الذرية الأخرى .. وسرعان ما اكتشفوا هذه القرائن تباعا وبدأت الفكرة (في جانبها النظري والمادي) تنتقل إلى الأحياء والجمادات والعناصر التي تشكل مادة الأرض والكون؛ فاكتشاف قرين للمادة يجعلنا نتساءل تلقائيا عن احتمال وجود عالم آخر يناظر عالمنا المعروف .. فهل توجد للأرض مثلا قرائن مكررة في أرجاء الكون؟ وهل يعد تكرارها تكرارا للكون نفسه والمخلوقات الموجودة فيه؟ وكيف يمكن التوفيق بين ظاهرة تلاشي القرين (حين يلتقي بقرينه) وبقاء المواد في حالة صلبة ثابتة !؟
... هذه التساؤلات (التي أصبحت مقبولة بعد اكتشاف قرائن الجسيمات الذرية) تمت الإجابة عنها ضمناً قبل قرون عديدة .. فبالاضافة للآيات والأحاديث قال على بن أبي طالب قبل ألف وأربعمائة عام "لكل ظاهر في الحياة باطن على أمثاله" .. وهذا القول الموجز يتواءم مع فكرة وجود القرين في الفلسفة الاسلامية ووجود زوجين من كل شيء يمكن تصوره في الحياة الدنيا !
... بقي بالمناسبة أن أشير إلى أن العالم الباكستاني محمد عبد السلام حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1979نظير بحثه عن القرائن الفيزيائية .. وحين سئل عن مصدر إلهامه واصراره على البحث في هذا المجال أشار إلى الآية الكريمة "وَمِن كلِّ شَيء خَلَقنَا زَوجَينِ" !
سبحان الله والحمد لله ولا إلــه إلا الله والله اكبـــر
|