كاتب الموضوع :
بدارة
المنتدى :
الارشيف
الجــــــــــــــ العاشر ـــــــــــــــزء
رجعت السماعة مكانها ... وراحت لشوق وهي تهز يديها بارتباك ...
ندى : ياربي ياربي ... بيجي بيجي ...
شوق مستغربة وتضحك بنفس الوقت : من هو ؟ .... احمد ؟
ندى : ايه احمد ... بيجي ...
شوق : بيدخل ؟
ندى : لاااااا جايب لفهد كتاب .. ويبيني اخذه منه .. شوق شوفي شعري زين ؟ شكلي مرتب ؟!...
شوق ميتة ضحك على هالخبلة اللي قدامها : وش دعوة .. اللي يسمعك يقول بيشوفك !!!!
ندى : حتى لو ... شوفي شكلي زين ؟
شوق : تهبلين ماشالله ... ياليته يشوفك ... كان يموت عليك ..
ندى من قلب : الله يسمع منك ...
في هاللحظة اندق الجرس .... شهقت ندى ...
ندى تدور على نفسها ماتدري وش تسوي : ياربي جا جا ... هونت مابي اطلع
شوق : صاحية انت !! ... روحي افتحي الباب له لا تتاخرين عليه
ندى : مابي هونت .... روحي انتي شوق ...
شوق : لا حبيبتي انتي وعدتيه روحي له ..
اندق الجرس مرة ثانية ....
شوق تستعجلها : روحي له يالخبلة !!!! ... في احد يفوت هالفرصة ...
ندى وهي تشهق وتزفر : ياربي عسى ماتجي لي سكتة قلبية ...
شوق : لا ان شالله بسم الله عليك ... ( وبسخرية ) الحب وما يعمل !!!
راحت ندى راكضة لبرا تسابق الريح مثل مايقولون ... ولما جت تفتح الباب رخت نفسها .... وقعدت تهمس بينها وبين ذاتها " ريلاكس ندى ريلاكس " ..
بلعت ريقها بصعوبة .. ودقات قلبها تزيد بشكل غير طبيعي لسبب ماقدرت تفسره .. نبض قلبها هالمرة غير .. متسارع بشكل مخيف .. بسم الله علي ..
ماسمحت لنفسها انها تتعمق اكثر بأفكارها لأن حبيبها يوقف ورا الباب وبتتأخر عليه ..
ندى بهدوء مصطنع بصعوبة قدرت تستجمعته : ميـــن ؟!..
احمد : هذا انا احمد ...
ندى بحسرة في قلبها ... اعرفك بدون ما تقول ..
فتحت الباب بيد مرتجفة .. قالت وقطرات العرق بدت تلمع بجبينها : اهلين احمد تفضل ...
احمد بعفوية : لا عمري تسلمين مستعجل والله ... ( قالها بعفوية طبعا وبدون قصد ) ... ومد لها الكتاب ..
اما ندى من سمعت كلمة " عمري " ... درات الدنيا من حولها .. وقف قلبها .. ومشاعر واحاسيس غريبة بدت تصفعها من كل جهة ... في هذي اللحظات ذهنها وقف عن العمل ولا قدرت تفسر وتحلل وش الحقيقة اللي تكمن ورا هالكلمة .. " عمري " ؟!؟!!... من احمد ؟!!!
لكن للمرة الثانية الوقت ما كان يسعفها عالتفكير بطريقة سليمة ووجهه صحيحة لأن احمد واقف ومعه الكتاب ..
وقتها كانت حالتها حاله .. الشلل صاب كل شي بجسمها حتى يدها ماقوت تحركها عشان تاخذ الكتاب ... بس صدى الكلمة ظل يتردد في بالها عشرات المرات .. وكانها ملايين بالنسبة لها ...
احمد تم ماد الكتاب وينتظرها تاخذه .... لكن مبين ان انتظاره رح يطول فقال ..
احمد : ندى ....
عادت ندى للواقع .. ورجعت تنتفض من لفظة اسمها بلسانه : .... نعم ....
احمد : الكتاب ..... خذيــــه ..
انتبهت ندى لنفسها ... مدت يدها بتاخذه ولانها كانت ورا الباب ... ماانتبهت ليدها وين كانت تتجه ... طاحت يدها على يد احمد .. ارتجفت... قشعريرة سرت في كيانها وهزتها ... مسكت الكتاب .. ولأن قواها خارت واختفت وتلاشت في اللاشي ماقدرت تستحمل ثقله ... فطاح منها ويدها لازالت ترتجف ..
نزل احمد ياخذه وبابتسامة عادية : ندى وش فيك ؟ ... ( وبمزح ) لهالدرجة ثقيـــل !! ...
توهجت في خدودها حمرة خجل .. وبهمس مرتجف : لا مافيني شي .... آسفـــة
رفع الكتاب ... وبلحظة نسى كل الحواجز اللي بينهم .. مسك يدها وحط الكتاب فيها ..
هي وش اقولكم عنها .. اللمسة هذي نزعت قلبها من مكانه وجففت عروقها .. الدم اللي بجسمها هرب كله لوجهها وصار اشبه بالجمر المتوهج ..... حرارة شديدة .. وحمرة مشعة تحرق كل شي حولها حتى نسمات الهوا ..
اما احمد ظل ماسك الكتاب ويدها مع بعض .. وقال والابتسامة مافارقته : انتبهي لا يطيح منك .. معليش هو ثقيل عليك انتي .. عارفك ناعمة من وانتي نونو .. بس استحملي لما توصلين جوا البيت ... ونصيحة مني ارميه في وجه فهد ... اوكي ؟! ... ما اوصيك ..؟!
كان يقصد بكلامه الدعابة .. ورد ندى كان الجمود بكل ماتحمل هالكلمة من معنى .. تصنمت في مكانها .. روحها انسحبت منها ..
دعت ربها بدواخلها في ذيك اللحظات يعطيها قوة ولو بسيطة تقدر فيها تسحب يدها من بين يدينه .. كانت ذيك اللحظات قاتلة بالنسبة لها ..
خذت نفس عميق بدون صوت .. وقالت بهمس خافت : قلت لك .. أنا آآسفــة ..
ضحك احمد : هههههههههههه .. ماصار شي .... بس بليز مثل ما وصيتك الكتاب ارجميه في جبهة اخوك ... ( ترك يدها .. وندى ماصدقت حضنتها بسرعة هي والكتاب ) ... ويالله تصبحون على خير ... وسلميني عالوالد وخالتي ..
ندى : ان شالله يوصل .... مع السلامة ..
سكرت الباب ... وما تحركت الا لما حست بسيارته تروح وتبعد ... ظلت واقفة بمكانها وماسكة يدها وحاضنتها ... مهي مصدقة اللي صار ... وتحس بقلبها يتراقص ..
ياربي اللي صار حلم ولا علم ...
حست ان ماودها تدخل للبيت ... توجهت للحديقة وجلست على الطاولة .... رجع شريط الموقف يمر في بالها ... وهي تحس قلبها يفيض حب ... حب اكثر من قبل ... بس للأسف اللي حدث كشف لها حقيـقــــة مؤلمــــة عصرت قلبها بلا رحمة ..
كانت شوق بالصالة تتابع نفس الفلم ... انتهى اخيرا ... رفعت يدها تشوف الساعة ... لقتها 11.30 ... غريبة ندى لها طالعة اكثر من ثلث ساعة ومادخلت وين راحت هالخبلة ... كل هذا عشان تاخذ كتاب ..!!!؟
حست بقلق عليها .. قامت تشوف وينها .. طلعت للحوش .. مالقت احد عند الباب ....
يمكن رقت وانا ما انتبهت لها ... لفت راجعة لداخل .. لكن استوقفها نور خفيف من جهة الحديقة متسلل بخفة بين الظلام .. راحت تستطلع ...
شافتها جالسة ومسندة راسها عالطاولة والسكون حولها مخيم ...
استغربت .... راحت لها بهدوء ... ولما وصلت ..
شوق : دونا وش فيك ؟!
رفعت راسها والتفتت لها .. كان مبين على وجهها مزيج من الفرح والحزن بنفس الوقت
استغربت شوق من هالتعابير المختلطة : هوو ندى .. صار شي ؟!
ندى بابتسامة فرح حزينة : لا ماصار شي .. ليش انت شايفة شي !؟
تقدمت شوق وجلست عالمقعد قدامها : ايه شايفة ... شكلك منتي على بعضك ... ومن طلعتي ماعاد رجعتي ...!!!
تنهدت ندى بضيق : لا تخافين مافيني شي ... بس احتجت اقعد بالحديقة ..
شوق وهي تتفحص وجهها وبابتسامة : ندى .. وش اللي صار مع احمد ؟!
ندى ضحكت ضحكة باهتة ماقدرت تخبي الحزن المغشي وجهها : لهالدرجة مبين علي ؟!
شوق : مـــــــــرررة ...!!!
نزلت ندى نظرها للأرض وبدت ترجع لها شريط الاحداث : شوق .... احمد قال لي ياعمري ...
شوق ظلت ساكتة فترة : ....... نعم ....... ( وبغير تصديق ) قالك ياعمري ؟!!..... ههههههههههههههههههههههه ....... وانا اقــــــــول ورا البنت ذاااايبة ورايحة فيها ..
ندى بترجي : شوق لا تضحكين ... اكلمك من جد انا ........... وبعد .......... مسك بيدي ...
ورجعت الحمرة تلون وجنتيها برغم الحزن العميق ..
وقفت شوق عن الضحك ورجعت لنبرتها الجادة : ... مسك يدك ؟؟!! .... وش معناته كلامك هذا ......... يحبك ؟!
ندى تنهدت وملامحها يزيد فيها الحزن : ......... لا ....
شوق استغربت : " ياعمري " !!! وما يحبك ؟؟ ... ماتجي هذي؟!
ندى والحزن يزداد ... ويبدا يفيض من عيونها على شكل دمعة : قالها بعفوية ومن دون قصد ... معناته ما يقصدها ...
شوق حست بالاحزان اللي بدت تلف حول ندى ... فقالت تواسيها : ندى انت وش دراك ... يمكن كان يقصدها ..
ندى بدت الدموع تلمع بعيونها أكثر : لو كان يقصدها كان طلع ولو شوية ارتباك ... بس لانه ما يقصدها كان الامر عادي عنده ... اعرفه .. يقولها دايما لخواته ولأمه مجاملة .. مارح اكون احسن منهم .. هذا احمد وانا اعرفه واعرف كلامه ... وبعدين .......... وبعدين اللي يحب ما يتكلم بهالطريقة .... اللي يحب تظهر عواطفه في كلامه .. بس اللي شفته منه الحين يقول العكس .. وحتى لمسته .. كانت جافة .. ماحسيت فيها ذرة حب وحدة ..
اللي يحب ياشوق تكون لمسته دافية حنونة .. لكن اللي صار .... ( سكتت وما قدرت تكمل )
شوق برقة : وانت ضايق صدرك ... لان معناة هالصدفة اللي صارت انه مايحمل لك أي مشاعر ..
نزلت ندى راسها وبدت دموعها تنزل بهدوء ... شوق انكسر خاطرها عشان ندى .. قامت وجلست جنبها .. خذت راسها وحطته في حضنها ..
هذا كان شعوري من اول .. وكنت دايما احاول اوضح لك هالجانب لكن انتي كنتي باستمرار تصدين عن عالفكرة ..
مسكينة ياندى ... تحبين ... وبنفس الوقت تتعذبين ..... ماقول الا يابخت اللي تحبينه
شوق وهي تمسح على راسها : خلاص ندى ... لا تحطين هالموقف ببالك ... اللي صار مارح يكون نهاية المطاف ... ماتدرين وش المستقبل مخبي لك ... يمكن تحصلين اللي احسن من احمد بمليون مرة ...
ندى بصوت مخنوق بالعبرات والدموع : بس انا احبــه هو ...... احبـــه .. مقدر افكر بغيره ..
شوق : ندى انت بنت قمر ... والف من يتمناك ... يمكن مايكون احمد المناسب لك ... لا تعلقين نفسك به اكثر ... فكري بشكل صح ..
هزت ندى راسها برفض بحضن شوق : ماأقدر ياشوق ... ما أقدر .... هو مالك قلبي وكياني كله ...
سكتت شوق ... اكيد مارح تقدرين ... حبيتيه من 5 سنين ... طبيعي ما تقدرين تنسينه بسهولة .. او يمكن مستحيل خاصة وانه قريب منك .. بس لازم تحاولين
ظلت تربت على راسها بحنان ...
فضلت شوق الصمت .. وندى ظلت تبكي وتجهش بصمت ايضا ...
شوي الا وجا نايف يركض من بعيد .. قطع عليهم سكونهم : نــــــــــــــــــدى ....... شوووووووووووق ....
قامت ندى من حضن شوق .. وجلست تمسح وجهها من آثار الدموع ...
وصل نايف : يالله ابوي جا ... والعشا قاعدين يحطونه ...
ندى ظلت ساكتة .. وشوق اللي ردت عليه : خلاص نايف .. شوي وجايين ... خذ هالكتاب ( مدت له الكتاب ) ووده لاخوك فهد .. واحنا بنجي بعد شوي ..
نايف ويده على خصره : لييييش .... وش عندكم ؟
شوق بمزح : نيوف بلا لقافة ... ترا مافيه بيوقلز... رح ود الكتاب لاخوك .. واحنا بنلحقك بعد شوي
نايف : لا لا خلاص .... مادام فيها بيوقلز بروح ..
خذ الكتاب وفحط راكض لجوا البيت .... التفتت شوق لندى : يالله ندى انسي .. وتعالي نتعشى ..
ندى وعيونها عالنافورة بحزن عمييييق يشع منها : لا شوق مااشتهي .. تعشي انت
شوق : لأ ... انا مارح اكل ولا لقمة الا وانت معي ..
ندى عرفت انها مارح تخليها ...ولأن وضعها مايسمح لها تقعد تجادل قامت معها .... ولما وصلوا لباب الصالة ..
شوق بمزح : ندى روحي غسلي ... لا تطلعين لهم كذا ... ترا والله بيرتاعون .. بيقولون وش اللي قلب قمر بيتنا لهالشكل ...
ضحكت ندى غصب عنها ... وراحت للحمام وهي ساكتة ... مبين عليها ان بالها مازال يشتغل في حب حياتها ...
اما شوق راحت وجلست على الطاولة جنب عمها .. ولا كان فيه احد غيره
__________________
|