كاتب الموضوع :
بدارة
المنتدى :
الارشيف
الجــــــزء 38
بعد المغرب .. شوق جالسه بالصالة الفوقية بكآبة .. تهز رجلها والعبوس يغطي وجهها .. عقب آخر نقاش صار بينها هي وفهد لما كانت ندى معهم ...
يعني خلاص !... ما في أمل !..
قامت تدور بالصالة رايحة راجعه .. ومرة تشبك اصابعها ومرة تفكهم .. كلماته الأخيرة لازالت تطن باذنها .. بملل راحت لغرفتها وهي معصبه من نفسها ... شلون سمحت لعمرها انها توصل لهالحد ... كان لازم تعرف من زمان وما تتعلق فيه لهالدرجة !...
دخلت غرفتها وضربت الباب بقوووة وراها .. هزت البيت كله .. لدرجة الجالسين تحت استغربوا ... ابو فهد .. وام فهد ..
وقفت شوق بنص الغرفة ... بحيرة !... وخيبة الأمل داخلها تتزايد أكثر فأكثر ... من بعد ما سمعت كلمات فهد الأخيرة ... وهي متحطمة !
قربت للسرير والعبرة تخنقها ... مسكت الغطا الثقيل وشدته بقوووة وعنف لما طاح بالأرض ... تبي تفرغ عصبيتها بأي شي !..
قد ايش كانت غبية !... قد ايش كانت غبية !... غبية ... غبية ... غبية !
جلست عالسرير وتركت الغطا طايح بإهمال عالأرض ... وش راح تسوي الحين ؟؟؟.. قطع عليها حالها ، دق عالباب ..
ردت بعصبية لأول مرة !... من غير اهتمام بهوية الطارق : نععععععم .... خير ؟؟؟
وصلها صوت منى .. الهاااادي : ادخل ؟؟
ماردت شوق .. لأنها اصلا ما تبي تشوف احد ... بس منى فهمت صمتها انها تسمح لها بالدخول ... ففتحت الباب وطلت براسها ..
منى بابتسامة : ممكن ؟؟
شوق صدت بوجهها عنها بضيق : نعم منى ؟؟ .. شتبين ؟؟
منى استغربت .. وحست ان مزاجها متعكر .. فقالت اللي عندها بسرعة .
منى : ابوي يبيك تحت .
شوق لفت لها بحيرة .. ودق قلبها : يبيني ؟؟... ماقال وش يبي ؟؟
منى اكتفت انها هزت راسها نفي .. وراحت
اما شوق رفعت الطرحة اللي كانت على اكتافها .. لراسها ونزلت ... حصلت ابو فهد جالس يتفرج عالتلفزيون وعمر قاعد يلعب عنده ... اول ماشافها ابو فهد ابتسم ، وربت بيده على مكان جنبه ..
ابو فهد : تعالي شوق ... ابيك
ابتسمت رغم عنها .. وراحت عنده وجلست بصمت ... ما تكلم مباشرة وظل يقلب بين قنوات الأخبار .. ولما ما حصل شي حطت الكنترول عالطاولة والتفت لها ... وهي بدت ترتبك لأنها حست انها تعرف وش بيتكلم عنه ..
مارفعت راسها والمزاااج متعكررررر عالآخر... بس ماحاولت تبين هالشي عند عمها ..
ابو فهد : اقول عمري
رفعت راسها هالمرة : سم ..!
ابو فهد : ناديتك أبيك بموضوع ... أكيد انتي تعرفينه
شوق بدون نفس : أكيد
ابو فهد لاحظ هالمزاج الغريب... مو من عادته يشوفها بهالمزاج ... نادر ويمكن هذي أول مرة !...
فضحك وهو يشوفها مكشره ومبوزه : هههههههههههههههه ليش هالكشره ؟؟
شوق : ولا شي ..!
ابو فهد : اضحكي طيب .. ماعرف اتكلم وانا اشوفك مكشره .
ارغمت نفسها وابتسمت ..
ابو فهد : ايه كذا .... ولا تراني بسكت وماني قايل شي
شوق : تفضل عمي قول ... انا اسمعك
ابو فهد : طيب .... تدرين عن خالتك ام مشعل ... صح ؟؟
شوق هزت راسها .. والمرارة داخلها : صح !..
ابو فهد : تدرين انها خطـ........
قاطعته : خطبتني .... ايه ادري عمي ... هي قالت لي
ابو فهد هز راسه : اها زين ... يعني كنتي عارفه
شوق : ايوه عارفه ... من جتنا آخر مرة قالت لي
ابو فهد بحنية : وانا اقوووول شفيها شوق سرحانه ومو على بعضها ... أثر السالفة كذا
شوق ابتسمت وحمر وجهها ... يعني كانت واضحه للكل ... هي عارفه ان عمها كان يدري عنها من زمان ... بس قال اللي قاله الحين يمازحها
شوق : غصب عني
ابو فهد ضحك : هههههههههههههه .. طيب فكرتي ؟؟
شوق سكتت ..
ابو فهد : فكرتي ولا للحين ؟؟
شوق : ..... ايه .... فكرت
ابو فهد : وقررتي ؟؟
شوق : ايه
ابو فهد وهو يراقبها منزله راسها : وش قرارك ؟؟
بلعت ريقها ... ورفعت عينها لعينه :..... موافقة ....!
سكت ابو فهد لحظات من غير ما يتكلم ... وهي نزلت راسها مرة ثانية .. ولا تكلمت اكثر
ابو فهد بعد وقت : متأكدة ؟؟
شوق توترت ... بس ما غيرت رايها : ايه متأكدة
ابو فهد : ما كأنك استعجلتِ ؟؟
شوق قطبت ورفعت عينها له : استعجلت ؟؟
ابو فهد : ... فكرتي زين ؟؟؟... ترى هذا زواج مو لعبة ؟؟
شوق هزت راسها بسرعه .. وهي تحاول تبعد أي فكرة ممكن تدخل لعقلها الحين .. وتشكك بقرارها
شوق : ايه عمي ... انا كنت طول المدة اللي راحت أفكر
ابو فهد : انا ابيك تفكرين زين ... وبعدين ألاحظ انك ما خذتي حتى اسبوع حتى تقررين
شوق سكتت ... يكفيها هالكم يوم اللي خذتهم تفكر فيهم .. وتعبت فيهم
ابو فهد : شوفي شوق .... خالتك ام مشعل دقت على خالتك الجوهرة اليوم ( ام فهد ) ... انا مارح أرد على خالتك قبل يومين ... عشان تكونين خذتي وقتك بالكاااامل .. وبهالوقت فكري زين وصلي واستخيري ..
شوق بعناد غريب : ماني مفكره عمي ... خلاص انا قلت لك موافقه !...
ابو فهد : طيب فكري مو ضارك زيادة تفكير
شوق : لا ... خلاص انا قلت لك موافقه ... ولو تسألني عن رايي بعد يومين بقولك موافقه
ابو فهد ابتسم : براحتك ... بس مثل ما قلت لك ... مارح أكلمهم قبل يومين ... عشان تاخذين وقتك بالتفكير .. يمكن يتغير رايك .. وبعدين انا يهمني مستقبلك ... والزواج قرار مصيري يحتاج وقت وتفكير ..
شوق : وانا خذت وقتي ... وقررت اني موافقه ..... مشعل يا عمي رجال ما ينعاب وهو قبل كل شي ولد خالتي ... ولا شرايك انت فيه ؟؟
ابو فهد : انا رايي فيه نفس رايك .... رجال ماعليه كلام ويشيل مسؤولية .... بس هذا قرارك
شوق : يعني هو عاجبك ؟؟
ابو فهد : ايه اكيد ... ولو كتب ربك نصيب مارح اكون زعلان .. بالعكس بكون متطمن انك معه ..
شوق قامت واقفه : اهم شي انه عاجبك ... وانا قلت .. رايي من راي عمي ... اذا هو موافق عليه انا بعد بكون موافقه
ابو فهد : ربك يكتب اللي فيه الخير
استأذنت شوق وطلعت فوق لغرفتها ... وقفلت الباب على نفسها ..
ورجعت لها افكارها وهواجسها ... تحس انها خلاص معد تقدر تتراجع عن هالقرار ... هي اختارت الموافقة .
بس ... هل فعلا مقتنعه داخلها بالموافقة ؟؟... او هذا بسبب اللي قاله لها فهد ؟؟
اووووه !!
فهد فهد !!
رجع لها وجه خالتها الحنون هاللحظة ... وابتسمت بأسى .... اصلا يا ناس ... ما اقدر ارفض .... هذي خالتي ما اقدر ارفض لها طلب .... يكفيني ضحكتها .. مابي اقلبها لحزن وخيبة اذا رفضت تحقيق امنيتها ...
خلاص هي قررت الموافقة ... اذا ماكان عشان نفسها ... فهو عشان خالتها .... اولا واخيرا ...
وفهد لو يبيني مثل ماكنت أتخيل كان تحرك من زمان ... من عرف باللي صار ...
وحتى لو كنت أبيه ... يهمني انه يكون شعور متبادل ... ولو كان فهد ما يفكر فيني ولا يبيني ... احسن لي اشيله من بالي نهائي ... واعتبره اخ ... مثل ماهو يعتبرني اخته ...!
رجع لشوق ضعفها ثاني مرة .. من وصلت لهالحد من الافكار ... ودي لو أقدر ... ودي ...
بعد ساعة كاملة .. كانت فيها جالسه بسكون وحاضنه وسادتها .. والأفكار تاخذها وتوديها ... دق جوالها جنبها ... ابتسمت لما شافت الاسم .. وردت
شوق : هلا
هديل : مراااااحب
شوق : هلا هديل
هديل : وش هالقطاااااعه ؟؟... ولا الخطبه مسويه عمايلها هيهيهههههيييي؟؟
شوق : هههههههههههههههههه تقدرين تقولين
هديل : معليش عالازعاج .. بس فاضيه وما عندي شغل... قلت ادق على مرة اخووووي تونسسسسني ...
شوق : مرة اخوك من الحين ؟؟
هديل : قريبا جدا ... سون سون
شوق : هههههههههههههههههههههه لا تخليني ارفض .... واذا رفضت ترا بيكون بسببك ... مابي احتك معك عارفتك راعيه مشااااكل
هديل : جربي انتي بس .... وربي اجي ازنطك
شوق خطر ببالها سؤال مفاجئ : اقول هدوووول
هديل : سمممي يا عيووووون هدول !
شوق : انتوا ما تتوقعون اني ارفض ؟؟
هديل : ترفضين ؟؟
شوق : ايه ... اقصد ... يعني ..... ارفض مشعل .
سكتت هديل ..
شوق ضحكت عشان ماتفهمها غلط : هههههههههههههههههههه شفيك .. مجرد سؤال جاوبيني عليه ؟؟
هديل اعتراها الهدوء فجأة : امممممم .... ليش انتي ناوية ترفضين ؟؟؟!
شوق بسرعة : لا لا .... بس سؤال ؟؟.
هديل : بصراحة ...... لا ....... ( ورجعت لرجتها وهبالها ) .. اصلا ياعمري عارفتك ما تقدرين تعيشين من دوني .... ولو تشوفين امي هالايام .. محتشششره تجهز لكم الجناح انتِ ومشعل .... لما يقدر مشعل بعدين وياخذ له بيت بروحه ..
سكتت شوق تماااااامااا ... وظلت هالكلمات بسمعها ... مثل ماتوقعت ... خالتها متوقعها موافقتها مليوووون بالمية .... ورجع الأسى يرتسم بوجهها ..
هديل : تعااالي لا يكووون ناوية صدق ترفضين .... بتذبحين قلوبنا ترا .... انا ومشعل !
شوق غصبت الابتسامة تطلع : لا ماعليك
هديل : ومتى الرد ان شاء الله ..... قولي لي الحين وانا بروح ابشرهم
شوق : لا تصيرين مرجوجه ... اركدي شوي ... والرد مو مني ... من عمي
هديل : ومتى ؟؟
شوق : يومين ثلاثة وبيجيكم
هديل بنفاااذ صبر : يووووووووووووووووه مطوليييييييييييييييييييييين !
شوق : وانتي شلاحقه عليه ابي افهم .... !!!!
هديل : يختي الملل مقطعني هنا ... ابي احد معي .... اففففف بجد شوي وبنتحر
شوق : استغفر الله !
هديل : تعااااااالي الا على فكرة ... انا قلت لمشعل اني بتصل عليك ... وطبعا ما نسى يقولي سلمي لي عليها ... ياربي يا شوووق لو تشوفين اللهفة اللي بعيونه ... ينتظر يوم الزوااااج بفااااااااااااااااااااارغ الصبر !
شوق بعصبية : هدووووووووووووووووووووووووووول !
وطااااااااااع ..... قفلت الخط بوجهها !... بس بسرعه رجع يرن ... رفعته بدون ما تتكلم ... ووصلتها ضحكة هديل
هديل : ههههههههههههههههههههههههههههههه الحيا وما يسوي ؟؟... أجل ايام الملكة وش بتسوين ؟؟؟
شوق بعصبية : هدووووووووووووووول !
هديل : طيب طيب خلااااااااااااص توووووووووبة ... يالله باي امي تنادي .... اكيد للحين تشتغل بالجناح ... بروح اساعدها بتجهيزه للعرسان الجداد ... باااااااااااااي يا حلوة
وقفلت ... وحطت شوق الجوال جنبها وهي مطنققققره من هديل .... لسانها مفلوووووت منها ما تقدر تربطه !... هين اوريها بعدين !
رجع لذهنها قرار الموافقة اللي اتخذته ... وتأكدت داخل قلبها .. ان الموافقة هذي رح تكون عشان خالتها ... ومو عشان فهد ... ولا غيره !
00000000000000
** بجدة **
بعد التعب والارهاق عقب العملية اللي نفذوها ... وصّل سلطان سعود لشقته بسيارته .. لأن سعود ما يقدر يسوق بسبب جرحه .. وأصر ان سلطان ينزل معه ..
طلعوا للشقة فوق ... دخل سعود يده السليمة لجيب البدله حقته .. وطلع المفتاح وفتح الشقة ، ودخل ..
كان الظلام حالك والسكون يعم المكااان ... بالنسبة لسعود موووووحش !... وحس بالحنين يجتاحه لزوجته نجلاء ... كان دايما أول ما يدخل الشقة راجع من برا ... تجيه هي تستقبله استقبالها الحار المعتاد .. اللي ينسيه وقتها كل تعبه ... لكن الحين .. هو مو موجودة تراعيه وتخفف عليه ..
فتح النور وراح للصالة ... حط مفاتيحه وبوكه وتلفونه عالطاولة والتفت لسلطان وراه .. اللي كان يقلب نظره بأنحاء الشقة الواسعة
سعود : تفضل .
سلطان رجع عينه لسعود : انا ماني مطول ... قلت بوصلك وبروح
سعود : لا مافي روحه ... اجلس ... والقهوة بجيبها لك
سلطان بدهشة : وش قهوته ؟؟.... الحين انت تعبان ويبيلك راحة وتقول قهوة ... لا انت ارتاح
سعود : ماعليك اسنع نفسي
سلطان : اقووول ... اجلس... ما يحتاج لا قهوة ولا شي .... انا بروح اشرب لي كاس موية .. تبي .
سعود ابتسم : ياليت
راح سلطان ناحية المطبخ ... واول ما جلس سعود عالكنبة تنهد تنهييييييدة كلها تعب ... تذكر انه ما اتصل للحين على نجلاء يكلمها ... رغم انها على باله من هو بالمستشفى ... يعرفها اكيد قلقانه الحين وخايفه .. قرر يتصل عليها الحين .. بس التلفون بعييييد وماله حيل يروح له .. غمض عيونه يطلب شوية راحة ... ومادرى الا بالنوم يغلبه بلحظة .
دخل سلطان المطبخ ... لقى كل شي مرتب ومنظم ... ابتسم وهو يروح يفتح الدروج والدواليب يدور عالكاسات ... آخر مرة زار فيها شقة سعود كانت قبل لا يتزوج .. كانت الشقة وقتها جااامدة من غير لمسة انثوية .. بس الحين التغيير كان واضح ولمسات أنثوية واضحة بكل مكان ... كان معتاد يزور سعود هنا كثير .. بس من تزوج خفت زياراته ... اخذ كاسين وراح للثلاجة وقبل لا يفتحها .. لاحظ مجموعة أوراق صغيرة معلقه على بابها بالمغناطيس ... قرب عيونه من وحدة منهم وقرا ..
" زوجي العزيز ... لقد أجبرتني على العودة .. فتبقى انت لوحدك .. تنام لوحدك .. وتأكل لوحدك ... اذكرني كلما جلست على طاولة المطبخ .. تأكل طعامك .. اذكرني وتخيلني جالسة امامك .. اشاركك ... وبعدها اتصل بي... كلما حللت بذهنك .. وإلا .... ( تراني بذبحك )..
ابتسم وهز راسه .. وفتح الثلاجة وطلع الموية، صب له بالكاسين ... ورجع للصالة والضحكة فيه من الكلام اللي قراه ..
حط الكاس قبال سعود .. ولاحظ انه نايم
سلطان : سعوود ... سعود قوم اشرب
فتح عيونه وقام تعدل جالس، خذ الكاس وشرب .. وهو يرجعه عالطاولة لاحظ ابتسامة سلطان
سعود : شفيك ؟؟
سلطان : ابد ... بس قريت المكتوب على باب الثلاجة ..
سعود ابتسم وهو يتذكر : قريتها .. هههههههههههههههه ... شكلي بنذبح يا سلطان ... تقول كل ما قكرت فيني اتصل ... لو على كذا طول وقتي بكلمها..
سلطان : ههههههههههههههههه كلمتها ؟؟
سعود : لا .. كم الساعة الحين ؟؟
سلطان يناظر ساعته : الساعة تسع وربع !
ورجع سلطان لتأملاته بأنحاء المكان
سعود ابتسم : لاحظت انك مستغرب
سلطان : والله فرق عن آخر مرة جيت فيها هنا ... أول بصراحة يا سعود كانت شقتك كئيبة !
سعود : ههههههههههههههههههه اللي يسمعك يقول انت احسن مني .. عالأقل انا تزوجت واستقريت .. وما أدري متى بتلحقني انت !!؟
سلطان : خلها على ربك ... من يبينا يا سعود واحنا بفترة متوترة داخليا
سعود استغرب : طيب هذا انا قدامك .. متزوج ومرتاح .. انت وش زودك ؟؟
سلطان : قفل هالموضوع لأني شايله من بالي هالفترة نهااائي
سعود : بتظل كذا ؟؟؟... اهلك بالرياض وانت هنا لحالك
سلطان : خلاص يا سعود .. تعودت ... ( يضيع السالفة ).. المهم دق على زوجتك لا تذبحك .. وانا طالع
وقام .. وسعود ابتسم من كلامه ، ومسك جواله .
سلطان : يالله يابو عبدالعزيز .. انا استأذن ... تامرني بشي ؟؟
سعود : سلامتك
سلطان يمشي ناحية الباب : ما اوصيك عاد ارتاح ... وإجازة وعطوك .. وش بتسوي ؟؟
سعود : برجع للرياض اسلم عالأهل .. عقب اللي صار اكيد يبون يتطمنون
سلطان هز راسه وفتح الباب : خلاص اجل ... ارتاح وانا بمر الحين أي مكتب سفريات واحجز لك ...
سعود : ما تقصر
سلطان : مع السلامة
سعود : الله معك
طلع سلطان وسكر الباب وراه .. اما سعود جلس مرة ثانية عالكنبة يتصل .. اليوم بعد الاصابة عطوه اجازة يرتاح فيها لما يتشافى... وهو قرر يرجع للرياض وين ماكانوا اهله وزوجته .. بدل لا يبقى هنا لحاله ...
وطبعا قبل لا يتصل على واحد من اهله ... اتصل على نجلاء ....... وبعد دقايق من محاولة الاتصال .. محد رد عليه !...
هز راسه واتصل على اهله ... ردت عليه امه وما صدقت تسمع صوته ... العبرة خنقت صوتها وهي تكلمه .. ومن حرصه على مشاعرها ما علمها عن الاصابة اللي حصلت له ... اخذ معها ثلث ساعة يكلمها وبعد ما تطمنت .. سلم عليها وقفل عنها .
حط الجوال عالطاولة وراح للغرفة .. يتحمم ويرتاح ..
0
0
خلال هالساعة ... كانت نجلاء جالسه تحت مع اهلها وتاركه جوالها بالغرفة .... قلقها زاد عن قبل .. واستغربت انه ما اتصل للحين
اول ما شافها ابو فهد بارك لها .. وما قدر يخفي الفرحة بعيونه .. كونه رح يُرزق بحفيد ... أول حفيد !
ام فهد : نجلاء تعب عليك الطلعة والنزلة ... خلك بغرفتك مرتاحة
نجلاء : ما اقدر يمه .... ما كلمكم سعود ؟؟
ام فهد هزت راسها نفي : لا ... لا تقلقين ... هو مشغول اكيد
نجلاء بحنق وضيق : يمه ... الأمور بجدة هدت .. وهو للحين ما اتصل او حتى رد ..
ابو فهد يهديها : مافيه الا كل خير
نجلاء : اظني بتصل على خالتي ... يمكن يكون اتصل عليها
ما انتظرت رايهم بسرعة قامت للتلفون ودقت .
ام سعود : السلام عليكم ..
نجلاء : وعليكم السلام .. هلا خالتي .. انا نجلاء
ام سعود : حيا الله نجلاء
نجلاء : الله يحييك .. خالتي انا دقيت بسألك اذا سعود اتصل فيكم ... لأنه ما يرد علي
ام سعود وصوتها مرتاح : سعود توه متصل فيني ... من نص ساعه
نجلاء بدهشة : كلمك ؟؟؟
ام سعود : ايه ... اتصل يطمني .
نجلاء حست بشوية قهر داخلها : بشريني ... ان شاء الله سالم مافي شي ؟؟.... والله قلبي ناغزني مدري ليه ..
ام سعود : لا لا ... كلمني وما فيه الا العافية
نجلاء : اشوى .... اجل ليش ما يرد علي يوم اتصل عليه
ام سعود بنبرة غريبة وجافة نوعا ما : اسأليه يا بنتي ... يمكن يكون زعلان ولا شي
نجلاء حست بها تنغزها : زعلان ؟؟.... من وشو زعلان ؟؟
ام سعود : انتي ابخص يا بنتي ... انتي زوجته وتعرفين وش اللي يزعله وش اللي يرضيه
نجلاء عرفت وش تقصد ... بس ما علقت ... بنشوف قريب اذا له حق يزعل او لا .
نجلاء : طيب خالتي تصبحين على خير
سكرت منها ... وما حبت تعلمها عن الحمل ... تخاف تروح تقول لسعود .. لأن نجلاء تحب تزف له هالخبر بنفسها ...
بسرعة مدت يدها مرة ثانية للسماعة ودقت على رقم سعود ... بس اللي زاد غيضها وحنقها ان الخط كان يرن من غير ما يشيله .... توك مكلم على خالتي ليش ما ترد علي !..
طالعت بالسماعة بغيييييييض .. وحست بالدخاااااان يتبخر من راسها .. حطت السماعة بقووووة في مكانها .. لدرجة بغت تكسر التلفون والطاولة مع بعض ..!
تركت الصالة وطلعت فوق ... بعد مابذلت جهد تعتبره جبار عشان تطلع الدرج .. بسبب التعب ..
رجعت لغرفتها ، وما كلفت نفسها حتى تلقي نظرة على جوالها ...
بس مثل ماعرفتوا .. سعود كان بهالوقت نايم بسريره عقب ما أخذ حمام سريع يزيل التعب ... وجواله تاركه بالصالة ..
0000000000000
في بيت ابو بدر ... كانوا سهى ونوف بزيارة لبيت عمهم .. جالسين بالصالة مع البنات ... ودلال من عرفت ان نوف موجودة خلتهم وجلست بغرفتها
نوف اصلا كانت رافضه تروح .. بس سهى اجبرتها تجي ... والحين هم جالسين مع فرح وحنان .. وطبعا كان لبدر النصيب الأوفر من سواليفهم ... وتخيلوا وش قد كانت نوف منتبهه ومركزه بكــل كلمه قالوها عنه وعن حالته الصحية ..
سهى : ابوي آخر مرة راح يقول احسن من اول
فرح : ايه الحمد لله .. كل شي ..... بس باقي يقوم ... ما تتخيلين يا سهى شلون احساسي الحين ... البيت صاير كئيب لا صوت ولا ضحك ... بدر الوحيد اللي يقدر يضحكك بالوقت اللي تكونين فيه متنرفزه ... لو حنان تجي تنكت وانا متنرفزه صدقيني بوكس بعينها .. بس بدر غصب يخليك تضحكين .. ويقلب لك مزاجك .... الجو هنا رجع نفس ما كان يوم هو مسافر .
حنان بحنق : وش دخل حنان ؟؟
فرح : هههههههههههه لا بس مثااااااال
نوف خشت عرض : وش دعوة امتحان نحو
سهى : ههههههههههههههههه اهم شي انه بخير
فرح : عاد تدرين .... ان شاء الله بنروح نزوره بكره كلنا
نوف فزت .. ودها تقول خذوني معكم ... لكن مسكت الكلام ... تخيلوووني اترجاهم .. وش بيقولون عني !
وكأن فرح قرت أفكارها
فرح : وش رايكم كلنا نروح ... يمكن اذا حس ان كلنا حواليه .. بيستحي على وجهه وبيقوووم
سهى : ههههههههههه ليش لا ... ودنا كلنا نتطمن عليه ... صح نوف ؟؟
نوف : هاااه .... ( سرحت فجأة الأخت )
سهى : اقول موافقه كلنا نروح بكره
فرح بخبث خفي : وليش ما تروح .... لازم تروح
نوف حست انها تقصد شي ... بس استبعدت ان فرح تدري عن اخوها .. انه يحبـ..... لا لا أستحي اقووولها !...
فطالعتها بنظرة : انا حرة !...
فرح : يعني بتجين ؟؟... لازم تجين لازم نكون كلنا هناك
نوف بنذالة : خلاص بفكر
سهى : ماعليك غصب عليها بتجي مو بكيفها ... وبتشوفين بكره
نوف بقهر : لا تتحدين ... تراني بسويها مارح ارووح
سهى تناظرها بطرف عينها : نشوف .... اذا كنتي قد كلامك او لا
نوف سكتت ... هي تبي ترووح وبتمووووووت حتى تشوفه ... تشوف كيف حاله هو بخير او لا ... يقولون بخير بس هي مارح تصدقهم الا لما تشوفه بعيونها الثنتين ... لكنها بعد ما تحب تبين لهم لهفتها على شوفته .. فقامت تعاندهم ... وهي بالحقيقة تعاند نفسها ورغبتها
سهى : وين دلال ما شفناها ؟؟
نوف ما علقت وهي عارفه السبب ... اما حنان وقفت واقفه : بروح اناديها... مايصير .. عالأقل تسلم ..
وقبل لا تروح وقفت نوف وقاطعتها : خلك مكانك انا بروح اناديها
فرح خافت تروح ويصير مشكله ... لأنها تعرف اختها متحامله كثير على نوف ... وتمقتها بسبة اللي صار .. فتتوقع تسوي أي شي لو شافتها ..
فرح : لا خلك ... شكلي انا بروح اناديها
نوف راحت عنهم وما اهتمت : لا .. انا بناديها
وطلعت فوق ... مرت من غرفة بدر المفتوح بابها .. والمظلمة ... ورجع لها الألم العميق من شمّت عطره المميز يفووح منها ومنتشر بالممر ... وقفت خطواتها بعد ما تخيلت بدر يطلع من الغرفة مبتسم ويوقف عند بابها .. وابتسمت بدورها ..
وبعد لحظة تلاشت ابتسامتها لما اختفى خياله من عينها ... حاولت تكمل طريقها لغرفة دلال .. ماقدرت .. حاولت تقاوم الرغبة في انها تلقي نظرة سريعة على غرفة بدر ... بس ماقدرت
وقفت عند الباب ومدت يدها لمفتاح النور.. واضاءت الغرفة ... كانت منظمة ومبين انهم رتبوها حديثا ... ماقدرت تدخل أكثر ، وظلت واقفه عالباب .. تتأمل بعيونها في كل شي.. طاحت عينها عالصورة فوق المكتب ... وماقدرت تمنع التماع عيونها بدمعه .. ووخزات الألم تزيد بصدرها .... غصب رجعت لها ذكرى اللي صار هنا .... يوم العزيمة !..
كانت وقتها بذيك الليلة تمقته وتكرهه بكـل جوارحها .. وتتمنى تضره بأي شي
لكن الحين .. كل شي تغير ... قلبها الصغير انحاز ناحية بدر من غير لا تدري .. وصارت تميل له ... وان كانت تحس ... انها بدت تحب !
كان ودها تدخل وتحط يدها عالصورة وتلامسها .. بس رجليها ماطاوعتها ... فظلت تتأملها من برا !.. وهي تتعذب داخلها
فجأة حست بخطوات وراها !
- وش قاعدة تسوين ؟؟
لفت نوف لورا وهي تحس بالارتباك ... شافتها دلال ونظرة مقت شرسة بعيونها
نوف تلطف الجو : اهلين دلال
دلال قاطعتها بحدة : ولا سهلين ... وش قاعدة تسوين عند غرفة بدر !!؟؟
نوف بلعت ريقها : ولا شي ... كنت .. جاية اناديك .. شفت النور مفتوح وقفت .. على بالي كنتي هنا
دلال سكتت وعيونها ثابتة عليها ... يعني صدقتك !
نوف فهمتها : شفيك .. ما تصدقين ؟؟
دلال سفهتها .. نزلت عينها عنها بوقاحة.. وقربت منها ودفتها بيدها تبعدها عن الباب .. وحطت يدها عليه وسكرته ... واستندت عليه تمنع نوف حتى تلقي نظرة للداخل .
نوف تراجعت خطوتين بعيد عنها .. وماعلقت عاللي سوته .
دلال تنتظرها تروح : شعندك واقفه ؟؟... تبين شي ؟؟
نوف : لا ... بس جايه اناديك ... البنات يبونك تحت
دلال : شتبين ؟؟... كانت حنان او فرح ........ او حتى سهى يقدرون يجون ينادوني ؟؟
نوف : ليش ؟؟.... وانا وش فرقي عنهم ؟؟..... ولا انا مو بنت عمك ؟؟
دلال طالعتها من فوق لتحت : ....... لا ما أظن انتي بنت عمي
نوف رفعت حواجبها : وليش ؟؟
دلال وهي تضغط على كلماتها : لأن لو بدر ولد عمك اصلا .. ما كرهتيه كل هالكره ... فأنتي مو بنت عمي ..
نوف عورها هالكلام ... بس حبست الألم وما بينته : غلط مو صحيح !
دلال : انا اعرف ماني هبله ... وياليت لو ما تجين بيتنا بعد هاليوم ... يكفي اللي جا بدر بسبتك
واستدارت بترجع لغرفتها ... بس نوف تكلمت والعبرة تخنقها
نوف : يمكن هو بسببي ... بس شي مقدر ومكتوب ... ما نقدر نغيره ...!
دلال وقفت .. ومن غير لا تلف : يكفي انه بسببك .... ( وبقسوة ) .. وما أعتقد بدر رح يسامحك عاللي سويتيه .. ابد ..
وراحت عنها ... اما نوف ما تحركت وكلام دلال حرك الخوف داخلها ... معقولة ممكن بدر ما يسامحني ..؟؟؟
هالفكرة أرعبتها .... ما يسامحني ؟؟؟
حطت يدها على قلبها .. ورجعت ادراجها لتحت وبالها انشغل ... وبدت تخاف فعلا ان بدر ما يسامحها ... تخاف انها مارح تقدر تحط عينها بعينه بعد كذا !..
اول ما شافتها فرح سألتها عن دلال
نوف : قلت لها ... بس ما ادري اذا بتنزل او لا
سهى : خلاص اصلا بنرجع .. تأخرنا ... سلموا لي على دلال ... وقولوا لها اني زعلانه
فرح : خلاص ولا يهمك ... دلال دلوعه عطيها طاف... المهم بكرة مثل ما اتفقنا ... نزور بدر كلنا ..
سهى : ولا يهمك
اما نوف ما تكلمت .. لأن الفكرة كل مالها تزيدها خوف ... وش راح تسوي لو بدر مارضى يسامحها ... او نقدر نقول... ما يقدر يسامحها ..!!!....
الله يعينك يانوف على هالخوف والترقب ..!
00000000000
في الصباح ... البارد الرطب !.... كالعادة سلمان راح للمستشفى من بدري بعد ما أخذ اجازة كم يوم من شغله عشان يكون قريب من بدر ..
بهالوقت كان بكافتيريا المستشفى يشرب له كوفي ويقرأ بجريدة اليوم ... له ساعتين جالس بهالمكان ..
وهو مندمج بالقراءة حس لأحد يسحب الكرسي قباله ويجلس .. نزل الجريدة عن عينه ... وابتسم !
سلمان : هلا احمد
احمد بابتسامة : صباح الخير
سلمان : صباح النور !..
احمد : كنت طالع بس انتبهت انك جالس ... من متى وانت هنا ؟؟... حسبتك ماجيت اليوم ؟
سلمان : لا ... جاي من بدري.... ( يطالع ساعته ) .. لي ساعتين هنا .. كنت عند بدر بس ولد عمك طفشني بحياتي ... مخليني قاعد اكلم الجدران مو راضي يصحى يسولف معي
احمد : هههههههههههههه .. انا لسا نازل من عنده .. نفس الحالة مخاصم كل الناس مايبي يكلم احد
سلمان : ماعليك .. ( يهدد ) ... اصبر علي شوي ... والله لأقعد أقرقر فوق راسه لما يصحى
احمد : الله يعين .... مارح تطلع ؟؟
سلمان : بطلع بعد شوي لبدر.... وان شفت ما منه فايدة ... بخاصمه هالمرة وبتركه
احمد : ههههههههههههههه عليك فيه ... انا طالع للمعهد آخذ أوراقي ... أبشرك خلصت الدبلوم أخيرا ...
سلمان : لاه ؟؟؟.... مبروووووك عليك اجل ... تستاااهل
احمد : الله يبارك بعمرك .... هااا عاد ما عندك لي شغل ...؟؟
سلمان : تستاهل والله ... اسأل لك عندنا .. وأخبرك
احمد ضحك باحراااج : أمزح يا سلمان .. صدقت !!
سلمان : وانا اتكلم جاد .... ما عليك اظني سمعت عندنا يبحثون عن متخصص بالكمبيوتر .. فني كمبيوتر او شي من هالكلام .. رح اتأكد ...
احمد : هههههههههههههههه والله غرقتني ... عالعمووم تسلم ما تقصر
سلمان : كم احمد عندنا ؟؟؟
احمد وقف وأشر لنفسه بفخر .... بعدها ضحك .. ومد يده له
احمد : يالله عاد اشوفك بعدين
صافحه : على خير .. مع السلامة
طلع احمد من المستشفى .. اما سلمان كمل كوبه وترك الجريدة بعد ما انتهى منها ، وراح للمصاعد ... طلع لغرفة بدر ، وأول ما دخل وقف عند الباب والحنين لذكرياته مع بدر تهاجمه .. مر في خياله ضحكة بدر العذبة .. وتمنى لو يسمعها لأنه فقدها .. متى تصحى بس وتريحنا ..
نادى بمرح .. لعل وعسى بدر يحن عليه ويصحى : بدّووووور !.
بدر : حيااااااك سلمان .... تعال !
كان الصوت مبحووح .. تجمد سلمان مكانه ... وكأن احد كاب على راسه موية بااااردة مثلجة .. وحس بالقشعريرة تغمر جسمه كله .... هو نادى بهالطريقة وهو حاس باليأس ان بدر يرد عليه ..
لكن جمده صوت بدر ... لا يكون أتخيل بس !!!!!
رجع سلمان ينادي يبي يتأكد .. من غير لا يتحرك من مكانه : بدر ؟؟!!
بدر : تعال قلت لك !
سلمان مو مصدق : بــدر ؟؟؟؟؟؟
بدر : اهووووو ... تعال حلقي يعورني ماني قادر اتكلم
هالمرة تحرك سلمان ... وقرب بهدوووووء لما انكشف له السرير ... وانكشف له الشخص المتمدد عليه ..
سلمان مبقق عيونه مو مصدددق : .... بدر ... انت صاحي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بدر بضعف وصوت أشبه بالهمس : تعال الله يخليك ... ماني قادر اتحرك ... تعالي ساعدني
وحاول يقوم جالس ... بس ما قدر وحس بالألم بيده المكسورة .. حاس بضعف كبيييييير .. اما سلمان ماقدر يحبس دموعه بعيونه وقرب من بدر ... وهو وده يضمه
سلمان والعبرة بصوته : الحمد لله عالسلامة يالغالي ... حرام عليك ذبحتنا يا بدر
وسكت ما قدر يكمل ... ودموعه تهل على وجهه ... بدر حس به .. وابتسم ومد يده له ... سلمان مسك يد بدر بيديه الثنتين والكلمات مو راضيه تطلع ..
بدر والصوت يطلع من حنجرته بصعووووبة : الله يسلمك يا سلمان ... ماله داعي تصيح عندي مثل الحريم ... اذا تبي تصيح الله يخليك اطلع برا ... جسمي كله يعورني ومو مستعد اتقبل أي الم زياده
سلمان ما قدر غير يضحك : ههههههههههههه الله يهديك يا بدر ... وهو الدموع بس للحريم ؟؟!
بدر : مابيك تصيح .. انا قدامك الحين اكلمك لا تقعد تبكبك عندي
سلمان يتنهد بفرح وراااااااااااااحة : تدري شلون حياتنا صارت بدونك ياخوي ؟؟... ابوك وامك واهلك .. وانا قبلهم كلهم ؟؟
بدر : سلمان ؟؟..... ليش ماني قادر اشوف ؟؟
سلمان : ماعليك .. هذا رباط يلف راسك ... الحمد لله ربك ستر ... فيه جرح براسك وارتجاج بالمخ ... احمد ربك اللي نجاك
مارد بدر .. ولا علق
سلمان باستغراب : قول الحمد لله عالأقل !
بدر بنبرة منخفضة بصعوبة تنسمع : الحمد لله !... ( بصوت أعلى .. والتعب بادي عليه ) .. ناد لي الدكتور خلهم يشيلونه .. ماني قادر اجلس كذا وهو يلف راسي ... مضايقني ... ناد الدكتور
سلمان : ماعليك بدّور.... بيشيلونه بس انت اصبر ... ما يصير يشيلونه والجرح للحين ما برى ... يخافون لا يلتهب ولا يتجرثم ..
بدر : قلت لك ناده لي ... ولا ترا بشيله بنفسي
سلمان : بدّور مو زينه لك الحركه الحين ... خلك مسندح وارتاح
بدر : ناد لي الدكتور .... انا بتفاهم معاه !
سلمان وقف : طيب بروح اناديه ... بس خلك لا تتحرك
طلع سلمان وراح لمكتب الدكتور لعله يلقاه هناك ... حصله جالس بمكتبه يكتب ببعض الأوراق
سلمان والفرحة مو سايعته : دكتور ابشرك بدر صحى
رفع الدكتور راسه باهتمام : والله ؟؟؟
سلمان : ايه والله ... تعال يبيك .
بسرعة قام الدكتور ووراه سلمان ... دخل على بدر بابتسامة وسيعة بشوشة
الدكتور : الحمد لله على سلامتك يا بدر
بدر بصوت منخفض من غير لا يبتسم : الله يسلمك
قرب الدكتور ومسك يده وبدا يفحص : اخبارك الحين ... وش تحس فيه ؟؟
بدر : راسي يعورني ... وجسمي كله
الدكتور : طبيعي ... رح نعطيك مسكنات .. ووقت ما تتشافى بالمرة رح يروح كل الألم ..
بدر : دكتور..... وخر هاللي يلف راسي
الدكتور ابتسم : قريب ان شاء الله ... تحملها شوي
بدر : ابيك تشيله ... ماني قادر اعيش بالظلام ... مضايقني
سكت الدكتور وما علق ...
سلمان رد بداله : بدر لا تصير مثل البزر ... خلاص بيشيله لك بس انت انتظر وتحمل شوي
الدكتور : بدر جرحك اللي براسك جالس يلتئم .. بس مو زين لو نفك الرباط عنه الحين ..
بدر من غير نفس : ولمتى بيلف راسي ؟؟
الدكتور : يومين ثلاثة بالكثير .
عطاه الدكتور مسكنات .. وطلع ... وبدر التزم الصمت والهدوء ... ومعاد تكلم
سلمان : بدّور انا بروح ابشر اهلك واكلمهم ... وراجع
مارد عليه ... وسلمان طلع ونزل تحت .. يكلمهم بعيد عن بدر عشان ما يزعجه .
بدر اول ما أفاق من الغيبوبة ... حس انه كان نااااايم لسنييييين ... الآلام فجأة ولعت بكل جسمه بعد ما كان مرتاح منها بغيبوبته ... حاول ينادي أي احد عنده لكن ماقدر بالبداية .. كان يحس ان كل صوته مختفي !.. وشوي شوي بدا صوته يرجع له مع بحة غير عادية بسبة جفاف حلقه ... لما نادى محد رد عليه.... وبعد فترة ... وصله صوت سلمان .. وما صدق لما سمع صوته
لما طلع سلمان عنه عشان يكلم ... تذكر كل شي صار له قبل ما يغيب عن الدنيا ... تذكر آخر الذكريات والأحداث اللي انطبعت بذهنه ... تذكر لحظة الحادث ... ومعها حس بوخزة ألم قوية بصدره .. اضطر معها يحبس انفاسه !..
ولما تلاشت استرخت كتوفه ... حتى عملية التنفس جالسه تسبب له آلام فضيعة ...
يا الله !... وش صار لي ؟؟.... ليش كل جسمي يعورني .... كل شي فيني يألمني !...
حاول يحرك يده المكسورة .. بس اضطر يخليها على ماهي عليه لما حس بها توجعه !
رفع يده السليمة وتحسس بها صدره ... والآلام داخله مرة تزيد مرة تخف ..... تنــهد !... وحتى تنهيدته سببت له ألم مزعج !....
ليتني مت ولا احس بهالألم !!...
يبي يوخر هاللي على راسه .. يبي يشوف الدنيا يشوف وش هي حالته ... بس مضطر يستحمل يومين ولا ثلاثة !..
شوي شوي ... هاجمه النوم ونااااام .. وصورة اهله .. ابوه وامه وخواته مروا عليه .... وغير كذا انسانة ثانية ماقدر يميزها لأن الخدر لحظتها قضى على كل تركيزه الضعيف ... ماكان بيوم من الأيام بمثل هالضعف ..
افضل له .. مع المسكن اللي كلاه .. الآلام بدت تخف والنوم سيطر عليه ... وهدت انفاسه ..
سلمان عقب ما اتصل على ابو بدر وبشره .. سكر ورجع فوق وهو مستاااانس .. ابو بدر ما وسعته الفرحة والدموع غلبته ... وقال انه بيترك شغله وبيجيه مباشرة .. الحين ..
دخل سلمان على بدر وهو مبتسم : بدّووور ... ابوك جاااي بيشوفك
مارد عليه ... ومادرى سلمان ليش خاف ... خاف ليكون الغيبوبة جت له ثاني مرة .... لكنه ارتاح لما وضح على بدر انه نايم بهدوووء وسكينة ... ابتسم وجلس عالكرسي وهو يحمد الله ويشكره ...
كيف الحين الرااااحة ردت له بسماع صوت بدر ثاني مرة ... الحمدلله لك يا رب .. الحمدلله !
00000000000
بالجامعه .. بوقت الخروج .. نوف تنتظر عند البوابة والانتظار يحرق أعصابها ... اليوم بيزورون بدر .. ومن حظها النحس مواعيد محاضراتها تتأخر بهاليوم .. وأعصابها تلفانه خايفه ليكون سهى وبنات عمها جحدوها وتركوها .. وراحوا عنها ... ومافي احد يجيبها ، ماعندها غير احمد .. اتصلت عليه من ثلث ساعة وللحين ماوصل .. وهي تحس نفسها الحين تطبخ على ناااار ..
وهي واقفة تراقب من صالة الانتظار السيارات الداخلة والطالعة حست بنغزة في ظهرها روعتها ..
التفتت لقتها ندى بابتسامة وسيعة شقيـة .. وشوق واقفة معها بشرووود !
نوف : ندى ماني رايقه لحركاتك !..
ورجعت عيونها لبرا تراقب !..
ندى استغربت ووقفت جنبها : شفيك ؟؟.. واقفة وتهزين ؟؟.. شفيك متوتره ؟؟
نوف بقلق : والله واضحه اني متوتره ؟؟؟
ندى : ايه والله ... شفيك ؟؟؟.. سهى تأخرت عليك ؟؟
نوف بنفاااذ صبر : لاااااااا .. سهى رجعت للبيت من زمان.. والسواق مدري وينه وماني مستعده انتظره .. دقيت على احمد يجيني بس هو الثاني تأخر ..
ندى : طيب تعالي معنا ..
نوف بلهفه : يالله يالله خل نطلع ... سواقكم وصل؟؟
ندى : لا ما بعد .. ههههههههههههه ... لا تعصبين بس حبيت أروقك شوي
نوف جد عصبت .. رايقه تقعد تنكت الحين : تقولين تعالي معنا وسواقكم ما وصل .. والله رايقه !
ندى : شفيك يا هبله ؟؟... اول مرة اشوفك كذا ؟؟
قربت نوف وهمست باذنها .. بينما شوق كانت شااااارده ومو يمهم ابد .. وجالسه على وحدة من الكراسي الموجودة .. بينما هم واقفين ..
ابتعدت ندى وهي تبتسم ورافعه حواجبها : عشااان كذاااااااااااااااااااااااااااا !
نوف : تخيلي لو ارجع وألاقيهم راحوا ... والله اذبحهههههههههم
ندى : هههههههههههههههه يا حليلك يا نوف .. اللي يشوفك الحين يقول مو انتي نفسها نوف اللي قبل اسبوعين ...
نوف احمرررر وجهها .. وصدت بجهة بعيدة عن نظرات ندى .. اللي تجيها حالات احيانا ودها تفقع عينها وقتها ..
بعد دقايق .. تكلمت ندى ببرود : هذا هو !
نوف التفتت بسرعة : أخيرا .. مابغى هالدب !... وينه ؟؟
ندى وهي تراقبه يقرب من غير لهفتها القبلية : هذا هو .. اللي جاي يمشي
شافته ندى يرفع جواله ويدق .. وواضح الفرحة على وجهه .. شي أثار فضولها
دق جوال نوف جنبها
نوف : شوفيه دق .... الوو
احمد : اهلين .. اطلعي يالله
نوف على أعصابها : بطلع .. بس بسألك سهى بالبيت ؟؟
احمد : لا ... طلعت
نوف شهقت .. ولما استوعبت وين هي جالسه حاولت تخفض من صوتها : وين راحت هالحمارة ؟؟
احمد : راحت مع بنات عمي .... لبدر
تدرون وش ردة فعل نوف هاللحظة .. حست بالحرارة كلها تتجمع بوجهها والغضب وصل حده ... بس مسكت اعصابها قد ما تقدر وهي تتوعدهم بسرها ... هين يا حشرات والله أوريكم ..
نوف بقههههههر : وليش تروح من غيري ؟؟.... هالحمارة ؟؟
احمد يضحك : ههههههههههههههه اقول محد يمك الكل رايح له فرحان
نوف دق قلبها : وشو ؟؟؟... ليش ؟؟
احمد : بدر صحى يا نوف ... والكل عنده الحين .
نوف حاولت تتكلم بس ما قدرت .. حاولت تنطق بس ماعرفت ... فكها صار يرتجف والتفتت لندى اللي كانت تراقبها .. وعيونها تلمع .
نوف : صـ.. صحى ؟؟؟
احمد : ايه ابشرك ... يالله اطلعي .. عشان احطك بالبيت وارجع له
نوف باعتراض : لااااا وشو ترجعني ... ابي أروح لهم ... ( طبعا ماقدرت تقول ابي اروح له صريح )
احمد : المهم اطلعي .. بسرعه لا نتأخر
نوف : طيب طيب الحين
وسكرت .. وخذت لحظات لحد ما تماسكت واستوعبت اللي سمعته
ندى بملل : هاا وش قال اخوك ؟؟
نوف والعبرة فيها .. وملامحها مثل الطفل اللي على وشك البكا : بدر .. صحى يا ندى
ندى سكتت .. ابتسمت بقووة وهي تشوف نوف ... ماعرفت ترد .. تقدرون تقولون من الفرحة بعد .. الحين تقدر نوف تتنفس .
نوف : وانا آخر من يعلم .. تخيلي كلهم رايحين له الا أنا .. تخيلي
ندى تستعجلها : اهم شي اطلعي بسرعة لا تتأخرين .. يالله يالله .
لبست نوف عبايتها بسررررررعة وشالت شنطتها وطلعت .. مشت جنب احمد لما السيارة .. اللي مبين عليه هو بعد الراااااحة والابتسامة ..
أول ما تحركوا بعيد عن الجامعه التفتت نوف عليه : مين اللي بالمستشفى ؟؟
احمد : الكل
نوف بغيييض : شلون يعني الكل ؟؟
احمد : لما كنت هناك .. سلمان رفيق بدر كان هناك .. بس أول ماعرف ان بيت عمي وبنات عمي بيجون طلع .. عمي كان موجود وأظنه طلع بعد وبيرجع .. مرة عمي والبنات وامي هناك .. بس امي اظنها طلعت مع ابوي
نوف بعصبية : وليش الكل كان هناك ماعداي أنا ؟؟؟؟؟؟
احمد : هذاك بتروحين الحين
نوف : ولو ... الكل راحوا عنده هناك وانا لا .. انا آخر من يعلم ... على الأقل احد يدق علي يعلمني... مو كذاااااااا !!!
احمد : اعذريهم يانوف... محد صدق الخبر الا لما شافووه شلون بيذكرون يعلمونك
نوف ما اقتنعت بهالعذر : حتى لو !... ولا انا مالي حق اعرف
احمد : الا لك حق .. بس اعذريهم ..
صمتت نوف لحظات .. وبعدها رجعت تسأل وهي مُحرجه
نوف : محد سأل عني هناك ؟؟
احمد قطب : شقصدك؟؟
نوف بلعت ريقها .. ودها لو تقووول بدر سأل عني ؟؟؟ .. بس ماقدرت : يعني الكل كان هناك .. محد سأل عني ليش اني غايبه ؟؟
احمد : لا .... اقولك الكل حول بدر فرحان .. مين بيذكرك ؟؟
نوف بقههههر : وانت بعد ما تحب الا التحطيييييييم !!...
احمد : ههههههههههههههههههههه ..
سكتت نوف وما تكلمت أكثر .. وصارت تعد الدقايق والثواني عشان توصل .. بس الزحمة تطلع روح الواحد ... صارت تدق برجلها على ارضية السيارة بتوتر .. وكل شوي تشوف ساعتها ..
وبعد خنقة الازدحام خذوا الشارع اللي يودي عالمستشفى .. ودخلوا من مدخل السيارات .. ووقف احمد سيارته في أول موقف فارغ صادفه ..
نوف خلت شنطتها فيها اغراضها الجامعية ومحفظتها وجوالها داخل السيارة .. ونزلت ..
وأول ماوطت رجلها أرض المدخل ... رجع لها نفس الاحساس الأليم والمخيف اللي حست فيه وقت ما جت مع ابوها هنا .. لما عرفوا عن حادث بدر .. نفس الأحاسيس المرعبة عصفت مرة ثانية داخلها ..
دخلت مع احمد للمصعد.. وتذكرت وهو يرتفع بهم للدور الثاني الكلمات اللي قالها لها بدر آخر مرة .. لما زارته بوضعه الجريح والمدمي قبل لا يدخل العمليات ويفقد الوعي ..
بذيك اللحظات .. حست ان روحها راحت مع بدر ... وكم كانت هذيك الأحاسيس واللحظات أفضـع شي مر عليها بحياتها ..
فتح باب المصعد .. وطلع احمد ونوف وراه ... دخلوا للممر الطويل والتفتت لأحمد والربكة فيها ..
نوف : وين الغرفة ؟؟
احمد : آخر وحدة !..
راحت عيون نوف لآخر الممر .. للباب البني الشامخ أمامها مباشرة .. وحاولت تتنفس عشان تحافظ على هدوءها ... لكن غصب عنها بدت تتوتر .. وكلمات دلال اللي قالتها لها امس تكررت على مسامعها مما زاد من مخاوفها ... ومع كل خطوة تقرب فيها للغرفة المغلقة .. تتردد هل تدخل او لا ... بس خلاص مالها أي خيار .
بلعت ريقها أول ماوقف احمد قبال الباب .. ورفع يده وطرقه بهدوووء .
جاهم صوت من داخل : تفضل
فتح احمد وطل براسه : ندخل ؟؟
ام بدر : تفضل احمد .
جاهم صوت بدر المنهك مباشرة : تعال احمد ... زين انك رجعت
نوف وقفت عند الباب من سمعت صوته .. وتقلب وجهها لدرجة تبي تصيح .. تجمدت خطوتها وهي تسمع صوته التعباااااااان !... ماتحركت من عند الباب .. بينما احمد دخل وهو مبتسم
احمد : بدر ... اخبارك الحين ؟؟
بدر بصوته المبحوح : الحمد لله احسن
كان بدر بهالوقت في وضعية الجلوس .. بعد ما مل من وضعية النوم
بدر : وين رحت توني أسأل عنك ؟؟
نوف كانت تسمع وسااااااكته ما تحركت ظلت عند الباب .. رجليها ما طاوعتها.. ورجفة غريبة بأوصالها .. والصيحة فيها .. والدموع تهدد بالنزول !..
احمد : رحت اجيب نوف من الجامعه ... جبتها وجيت
نوف عند هاللحظة .. انتظرت بدر يقول شي ... بس مرت فترة صمت منه ... بعدها تكلم .. بصوت هاااااااادي جدا .. مافي أي شي غريب : نوف جت ؟؟
احمد : ايه جبتها
بدر بذات الهدوء : وينها ؟؟... خل تسلم
نوف هاللحظة تحررت من جمودها .. وتحركت لداخل الغرفة .. وعلى غير العادة كانت منزله راسها من الخجل .... او الخوف !!!!!!
لما وقفت بعيد عن السرير تكلمت .. بصوت بالكاد ينسمع : الحمد لله عالسلامة بدر
بدر سكت مارد بالبداية
نوف مع كل ثانية تحس روحها بتطلع .. انتظرته يرد بس مارد ... والدموع تتدافع لعينها بالقوة .. رفعت راسها ببطء وخوف .. وعوورها المنظر اللي شافته
بدر : الله يسلمك .... الشر ما يجيك
نوف مابعدت عينها عن بدر لحظة .. ياربي وش اللي صار ؟؟؟... ما أصدق ان هذا بدر ؟؟؟... بدر ؟؟؟
لهالحد ودموعها سااالت على خدها .. ماتوقعت تشوف بدر بهالهيئة الأليمة .. كل شي فيه ملفوف ... أبيض بأبيض !!
راسه وصدره .. ويده ورجله ... منظر خلاها تنزل راسها للأرض بحزن وحسرة ..
ام بدر : نوف ارتاحي .. تعالي اجلسي لا تتمين واقفه ..
تحركت نوف بهدوء ... وجلست جنب دلال ..
احمد : بدر انا بنزل تحت .. عشان تاخذ راحتك مع امك وخواتك
بدر : ماعليك اجلس
احمد : لا انا بكون تحت
طلع ... وترك لبنات عمه الحرية انهم يكشفون .. اما نوف ما قدرت .. خلت الغطا على وجهها رغم ان بدر ما يقدر يشوفهم بهاللحظات ... بس ما تقدر تظهر وجهها المتأثر للكل .. عالأقل الغطا يخفي حزنها ودموعها اللي بعيونها .
دلال قامت مبتسمة وقربت من بدر : بدّووور
بدر ابتسم : عيوون بدّور
مسكت دلال يده بيديها الثنيتين وضمتها : شخبارك الحين ؟؟... يعورك شي ؟؟
بدر : يعني ... آلام تجي وتروح
دلال : سلامتك ... جعله بعدوويييييينك ... ( ناظرت نوف نظرة سريعة وصدت ) ...
بدر : الله يسلمك
نوف آلمتها هذيك النظرة من دلال .. وحبست الغصة
دلال : بدر ...؟
بدر : هلا .
دلال والعبرة تخنقها : والله اشتقنا لك ... ليش سويت كل هذا فينا
بدر ضحك .. لكن الضحكة سببت له ألم بصدره .. ألم لا يُحتمل .. خلاه يحط يده عليه وينكمش وهو يئئئن ...
ام بدر قامت له بخوف ودلال طالعته خايفة بعد ...
دلال : شفيك بدر ؟؟؟؟؟
بدر منكمش ويحس بآلام فضيعة ... يحس روحه تطلع .. ونوف تشوفه وتحس انها تتألم معه .. ماتقدر تسوي شي ... صدت بعيد ولوعة داخلها ... تبي تطلع من الغرفة ولا تشوفه يتألم بهالشكل المحزن !...
ام بدر : بدر شفيك ؟؟... انادي لك الدكتور
بدر يتنفس بصعوبة : لا لا يمه ... ما يحتاج
رجع يستند على ظهره .. وهو يلهث ... هدت أنفاسه لما خف الألم بشكل تدريجي ..
فرح : بدر تبي اروح انادي الدكتور ..؟
بدر : لا ... يعني الدكتور وش بيسوي ... ؟؟.. مارح يقدر يسوي شي ..
ام بدر : عالأقل يعطيك شي يخفف هاللي تحس فيه
بدر : ما يحتاج .. خلاص .................. أبي موية
فرح : ان شاء الله ..
كان فيه علبة موية خارج الثلاجة صبت له منها.. لأن البارد يضره بهالمرحلة ... جت بتشربه بيدها بس رفض
اخذها ورفع الكاس لفمه بيد مرتجفه .. ونوف تراقبه وتراقب حالته ... وصارت تتمنى انها ماجت ولا شافته بهالحالة ..
لما بدأ بدر يشرب .. مباشرة قذف بالكاس بعيد ورجع ينكمش على نفسه وهو يمسك صدره .. والآلام ترجع بس أضعاف وأضعاف ..
بدر : آآآآخ ... آآآآخ ... ياربي لا .. بموت ......آآآخ بموت آآآه .. ( وصرخ بضعف وهو يرفع يده ناحية الباب ) .. اطلعوا برا .
دلال تراقبه بفزع .. وفرح وام بدر قربوا منه يبون يساعدونه .. بأي شي .. بس هو كان يتوجع ويتألللللم ويطلب منهم الخروج .
ام بدر : بدر يمه ... سلامتك
حنان بخوف : انادي الدكتور ؟؟؟؟
بدر وآلامه تزيد .. ويحس بضعه يقتله .. خلاااص مايبي احد عنده ... مايبي احد يشوفه
بدر : اطلعووووووا برااااا ... برااااااا
ويعض على شفايفه بقوة ويكتم انفاسه من هول اللي يحس فيه ... نوف قامت واقفه برعب ويدها على فمها ... حست بسهى تدفها قدامها وتهمس : خلينا نطلع
نوف ماودها : بس....
ماعطتها سهى فرصة .. سحبتها من يدها .. ونوف نظراتها متعلقه ببدر المتألم والمنكمش على روحه ... غاب عن عينها لما صاروا خارج الغرفة
نوف بدموووع خوف : شفيه ؟؟؟.... بيموووت ؟؟؟
سهى حدها خايفه : ما ادري ... الله يعينه
نوف : بشوفه يا سهى
سهى مسكتها من يدها تمنعها : لا ... مايبينا عنده .. خلاص خلينا نرجع
نوف بدت تصيح : لا .
سهى : خلاص نوف ... مايبينا عنده قلت لك
نوف : ليش طيب؟؟
ماجاوبتها سهى غير انها طلعت جوالها من شنطتها ودقت على احمد .. ونوف ارتدت عينها بقلق للباب الموصد وراهم ... ودها تدخل وتطمن مايصير هي جت تشوفه وتطمن .
رد احمد : هلا .
سهى باكتئاب : احمد نبي نرجع للبيت
احمد : ليه ؟؟... مليتوا ؟؟
سهى : لا بس .. بدر مايبي احد عنده.. يبي يرتاح
احمد : طيب خلاص انزلوا .. انا تحت بتلقوني
سهى: ان شاء الله...
سكرت والتفتت لنوف اللي لازالت عيونها معلقه بلهفه عالباب ... والود ودها تتم جالسه قريب من بدر ...
سهى : يالله احمد ينتظرنا
قبل لا يتحركون انفتح باب الغرفة وطلعوا خوات بدر ، من غير ام بدر ... ودلال تصيح بحضن حنان ... بس اول ماشافت نوف رجعت شياطينها تقوم .
دلال بحقد : انتي للحين هنا ؟؟ .. ماكفاك اللي سويتيه .
فرح : بس يا دلال
دلال : عجبك اللي صار ببدر ... اظنك فرحانه الحين
فرح تمسك ذراع اختها وتشد عليها : قلت لك بس
نوف ماقدرت تحبس الدموع بصوتها : انا مو قصدي ... والله مو قصدي
دلال : حيوانه !
فرح : دلاااااااال !!
نوف ماتحملت اللوم اكثر .. رغم انه من دلال بس ما تدري ليش بعد تحس ان اللوم بعيون فرح وحنان .. بس ما تكلموا ... لفت عنهم وهااامت على وجهها لجهة المصاعد ... ودموعها مستمرة بالهطول وشهقاتها تنسمع بالممر ... اللي كان بهالوقت خالي .. الا منهم
لحقتها سهى بس ما امداها تركب معها بنفس المصعد .. نوف كانت مستعجله ضغطت بأصابع مرتجفه عالدور الأرضي من غير ما تنتظر سهى ... وصلت تحت وطلعت على طول برا وين ماكانت السيارة واقفة ..
سهى ركبت المصعد الثاني ونزلت .. راحت بسرعة وبقلق لأحمد اللي كان ينتظر على وحدة من المقاعد قريب من الرسبشن
احمد : يالله .... وين نوف ؟؟؟
سهى : سبقتني ونزلت ... ما شفتها ؟؟
احمد : لا ... وين راحت
سهى بقلق : يمكن سبقتنا للسيارة
احمد : ليش شفيها ؟؟
سهى بحزن : مافيها شي ... بس شكلها متأثرة من اللي شافته
احمد هز راسه وأشر لها تمشي قدامه : طيب يالله ... امشي
راحوا ناحية مدخل المستشفى .. وقابلوا بطلعتهم سلمان داخل .. سهى من شافته نزلت راسها بخجل من تذكرت اللي صار .. ومالت عن جهتها وصارت تمشي من الناحية الثانية جنب احمد ..
سلمان أول ماشاف احمد شال النظارة الشمسية عن عيونه : هااا احمد .. بشر شخبار بدر الحين ؟؟
احمد : والله شفته دقيقتين وطلعت بعدها ... مادري عنه الحين
سهى بحزن : كنا عنده قبل شوي ... طلّعنا كلنا مايبي يشوف احد
سلمان عرف نبرة الصوت اللي سمعها بذاك الصبح : ليش شفيه ؟؟... تعبان ؟؟
سهى : تعب علينا
سلمان رفع عينه لأحمد بقلق : عن اذنك اجل ... بروح اشوفه
احمد : الله معك .
راح عنهم بسرعه .. وهم طلعوا .. واحمد التفت لاخته بضيق : احلفي يا شيخه ؟؟
سهى : ليش ؟؟
احمد : اقول احلفي
سهى باستغراب : ليييييييييييييش ؟؟؟
احمد : تكلمين الرجال وانا واقف ... استحي .
سهى ابتسمت : سأل عن حال بدر .. انت ماتعرف بس انا اعرف
احمد : عالأقل احشميني
سهى بحنننق : شفيييييييك انا ماقلت شي غلط ولا قلّيت أدبي .. ولا تمييَعت عنده ولا تغزلت فيه
احمد : بس مرة ثانية اذا انا واقف ماله داعي تتلقفين
سهى : طيب آآآآآسفين .. بس حبيت اسوي خدمة
احمد : مشكوورة بس لا
قربوا من السيارة وشافوا نوف واقفة عندها ومنزله راسها .. وكتوفها تهتز هززززز ... البنت تصيح وبقوة بعد !
قرب احمد والاستغراب بااادي على كل ملامحه : نووووف ؟؟؟
نوف ماردت ..
احمد : أوف عسى ما شر ؟؟؟.... ترا بدر حي مامات ماله داعي
رفعت راسها وهي تشاهق : افتح السيارة .. رجعني .
احمد وهو يطلع مفتاحه وبذات الوقت مستغرب من اخته اللي احيانا تصير حساسة بزيادة واحيانا العكس ( والله مادريت يا احمد ) : طيب طيب كلنا بنرجع .
فتحها وبسرعه نوف فتحت الباب ودخلت .. وسهى بعد مازالت متضايقه من حال بدر السئ !...
تحركوا راجعين للبيت .. ونوف ما كانت تتمنى تشوفه بهالهيئة ... وماكانت تتمنى انها تلقى هالقدر من اللوم بعيونهم ... ليتها ماجت .. ليتها !
0000000
طلع سلمان فوق .. وبطلعته من المصعد كانوا ام بدر وخواته قد دخلوا المصعد اللي جنبه .. ما انتبه لهم وراح لغرفة بدر مباشرة .. دخل من غير ما يطرق الباب ونادى : بدر ؟؟؟
وقف لما شاف الدكتور واقف عنده والسستر معه ... وبدر متمدد يلهث بتعب .. ويتأوه مابين لحظة ولحظة ..
سلمان بقلق : بدر سلامات عسى ماشر ..؟؟
واضح ان حالته ساءت عن آخر مرة شافه فيها رغم انها من ساعتين بس ... لكن خلال هالساعتين تغيرت حالته ..
سلمان للدكتور بقلق : شفيه دكتور شصار له ؟؟
الدكتور : عطيناه مسكنات وان شاء الله يرجع مثل ماكان ..
سلمان : رجع له الألم ثاني مرة ؟؟؟
الدكتور : ايه .. بس مع المسكنات بيكون احسن
سلمان : وش الحل طيب؟؟... رح يضل كذا لمتى ؟؟
الدكتور : مالنا الا كذا ... لما تلتئم الضلوع تماما.. وقتها رح يختفي كل الألم
سلمان التفت لبدر وحالته وكل الأسى بعيونه : سلامتك بدر ... ما تشوف شر
الدكتور طلع بعد ماربت على يد بدر .. بينما السستر عدلت انبوب المغذي وتركتهم ... وسلمان جلس عالكرسي بصمت ..
وصله صوت بدر : سلمان .. ليش جيت ؟؟ اطلع خلني لحالي
سلمان : اطلع ؟؟
بدر : اطلع الله يخليك ... مابي احد يكون عندي .... ابي اكون لحالي
سلمان : افا عليك ... انا اطلع .
بدر : سلمان .... واللي يرحم والديك ... خلني لحالي ..... مابي احد يكون عندي .. ياليت تروح تشوف شغلك بدل لا تقابلني
سلمان : بدر كذا تزعلني وش هالكلام الله يهديك
بدر : سلمان ... قلت لك ... مابي احد عندي .. الله يخليك خلني
سلمان هز راسه وقام ... وطلع من غير ولا كلمة ... وترك بدر لحاله بوسط الوحشة اللي يحس فيها ..
ضعفه كبييييييير وجرووحه اكببببر .. ما يبي الناس يشوفون هالضعف .. ما يبي الناس يعرفون وش قد هي جروحه وآلامه .
تذكر نوف ... آآآآآآآآخ ليش جيتي ؟... ليش ذكرتيني بكل اللي صار لي ... كنت ناسيها .. كنت ناسيها قبل لا تدخلين ... كنت ناسيك وناسي اللي وصلني لهالمرحلة .. ناسي كل شي
ليش جيتي .. كنت مرتاح من غير صوتك والله مرتاح ... وقظتي الجروح النايمة ..
كان الموت أريح لي .. ليتني مت يا نوف ولا كنت بهالضعف قدامك ... ذبحتيني ألف مرة يا بنت عمي .. ألف مرة !
000000000000
مثل ماكان بدر في حالة صحية ونفسية سيئة .. في ناس غيره يتعذبون مثله ...
شوق أولهم ... عقب ما اتخذت قرار بالموافقة .. بدت تحس تدريجيا انها مجبورة وخالتها قاعده تضغط عليها من غير لا تدري ... وخصوصا بعد مكالمتها أمس مع هديل .. اللي زادت الضغط على شوق من غير لا تدري ...
هي ما تبي هالزواج بس من يسمع لها .. لمين تحكي ... ماتبي تظلم نفسها .. وبنفس الوقت خالتها تهمها ولها دين كبييييير عندها .. هي خلاص رضت بالموافقة من غير اقتناع !
وقت العصر كان الكل نايم فترة القيلولة الا هي .. ما قدرت ... طلعت من غرفتها والهدوء يعم البيت .. كان ودها تتكلم مع ندى وتصارحها لعلها ترتاح .. بس ندى كالعادة بهالوقت نايمة وماتبي تزعجها ... ونجلاء تعبانه يكفيها اللي فيها ... ماتبي تزيد عليها بمشاكلها العاطفية ... وهي تحس انها مكبوته تبي احد تكلمه .. ودها تحس انها تطلع الكلام داخلها ..
شافت غرفة فهد بابها مردود ومظلمة عرفت انه طالع برا ... تمت تناظر الباب واللوعة بقلبها .. ليتك تحس شوي بس ... تحس شوي ..
راحت غرفة عمر لأنها هي ملاذها الوحيد الحين ... جلست عنده بينما هو قاعد يلعب جنبها وهي ظلت شارده ودوامه تاخذها ودوامه توديها
بالأخير عمر تعب ومن غير لا يحس حط راسه على رجلها وناااااام ... ابتسمت وصارت تلعب بشعره الناعم .. والأفكار المتعبه للحين براسها ..
بدت تخاطب عمر النايم من غير لا تحس : عمر انت الوحيد اللي تسمعني الحين .. شرايك اكمل اللي بغته لي خالتي او اهتم لنفسي وأرفض ..... ( سكتت تتأمله ) ... أحيانا اقول لا ياشوق هذي خالتك تحبك وتبي لك الخير وتهتم لمصلحتك .. واحيانا اقول لا مصلحتي مو مع مشعل .... ( تتنهد ) .. واحيانا افكر لو ماكنت بهالفترة بحالة حب كان خذت مشعل ورضيت فيه .. بس حرام اخذه وانا متعلقه بأخوك ... قلي عمووور شرايك انت ... انا تعبت ..
بهالوقت يدخل المعذب الثاني من باب البيت ... فهد دخل وهو كاره نفسه والدنيا ... عبر الصالة للدرج وهو محتار ... وش اللي سواه غلط عشان بنت عمه ما تحس فيه !!... وش غلط فيه ... ليش ما يقدر يصارح ليش ما يقدر يتكلم ... ليش الحين جرأته قاعده تخونه ..
تذكر بمرارة آخر كلمات قالها لشوق أمس ... بذيك اللحظة عقد الأمور اكثر من ماهي معقده ... وخبص الدنيا كلها .. كانت فرصته عشان يبين رفضه لهالخطبة .. بس ماقدر .. ماقدر يتكلم ... وهو الحين خلاص بينجن لو كبت أكثر ..
وهو رايح ناحية غرفته لمح باب غرفة عمر مردود وهمهمة صادرة منه .. راح هناك بهدوء ... وقف عند الباب وهو يسمع صوت شوق تتكلم بصوت منخفض ... قطب حواجبه وهو ينصت ..
شوق تلعب بخصلات شعر عمر : عموور انا خلاص قررت اوافق على مشعل .. شرايك انت .. ( غصة ومرارة تتصاعد بقلب فهد وهو يسمعها ) .... عموور لو وحدة غير خالتي كان رفضت ... بس لأنها خالتي اللي خذت مكان امي .. وحلمها الأكبر آخذ مشعل ... ما أقدر أرفض .... عموور رد علي ..
عمر يشخر ... وشوق تبتسم وتكمل : انا خلاص قلت لعمي موافقه .. وبكره رح يرد على خالتي وتكون خطبة رسمية ... فهد احيانا أحسه يتحداني ليه ما أدري ... ( تتنهد بعمق والمرارة بصوتها ) ولو اني كنت اتمنى انه يبين اهتمامه عالأقل ولو شوي ... وانا الحين حتى نفسي ما تهمني ... كل الخوف من خالتي انها تزعل لو رفضت .. وانا مابيها تزعل او حتى تاخذ بخاطرها .. عشان كذا وافقت ... ومافي شي رح يغير موافقتي ..
تسكت شوق شوي وتنزل راسها للأرض بانكسار ... وفهد ينصت بكل جوارحه ينتظرها تكمل وهو يحس بالأمل يتجدد بداخله ... جذبه وجود اسمه بالموضوع والمرارة اللي كانت بصوت شوق وقتها ... يبي يفهم الحين ... وش السالفة ليش هو بكلماتها .. وش دخله ؟؟.. اللي يعرفه انه هو خارج أسوار قلبها نهائي .. ليش ماهو قادر يفهم الحين او حتى يربط الموضوع كله ... وزاد استغرابه انها ما ذكرت مشعل في أي كلمة من كلماتها .. كلها خالتي وخالتي ... وما يدري ليه حس بملامح الحياة تتجدد داخله ..
شوق ترفع راسها والأسى بعيونها .. وماتدري ان فهد قاعد يسمع كل كلمه تقولها : تتوقع لو تم الزواج اني بقدر أسعد بحياتي اذا كنت بعيدة عن هالبيت وبعيدة عن الناس اللي فيه ... تتوقع اني بقدر ؟؟... انا ما أدري ... فهد آخر مرة هو اللي أجبرني عالموافقة ... ليش ما عنده ذرة احساس ... كنت أبي آخذ رايه بس هو اللي عجل قراري ... حتى كلمة مبرووك ما سمعتها منه ... لو كان فعلا يعزني ويعتبرني على الأقل اخته كان قال اقل شي مبروك ..
فهد نزل راسه والغصة ترجع له ... تبيني أقول مبروك !!... انا ما أعزك ؟؟... حرام ليش ما تفهميني ليش ؟؟... اذا قلت مبروك رح ابارك لك على موتي وقتها ... بس بتشوفين ... مثل ماعجلت بقرارك المجنون هذا ..!!.... رح أفركش الدعوة كلها ... ومشعل مارح ياخذك الا على جثتي ... بس صبر علي يا بنت عمي ... الخطبة هذي رح افركشها رح أخررربها ... واحلمي تاخذين مشعل ..
جا بيرجع لغرفته الا شوق تطلع من غرفة عمر .. وتنصدم بوجود فهد واقف عالباب ومنزل راسه ... ألوان وجهها صارت اشارة مرور : فهد ؟؟؟
رفع فهد عينه لها من غير ما يتكلم .. حست شوق بنظرته غريبة ولمعان فيها يخوف !...
خافت لا يكون سمعها ... يارب لا يارب لا
فتكلمت وهي تتلعثم : تبـ... تبي شي ؟؟
فهد ما رد ..
شوق سكرت الباب بهدوء .. وتركته رايحه لغرفتها
فهد بألم : شوق ..؟؟
وقفت يدها عالباب والتفتت .. ووجهها مازال ألوان قوس قزح !...
فهد حاول يتكلم يقول شي .. بس ماقدر ..... خطر بباله يلعب بأعصابها قبل لا ينفذ قراره ..( حرام عليك يا مجرم ) ..
فابتسم ابتسامة غريبة : متى الزواج ؟؟
شوق انطفت ألوان وجهها التشكيلية .. وحل مكانها السواد القاتم : ليـ.... ليش تسأل ؟؟؟
فهد هز كتوفه ... لدرجة شوق صدقت انه ماسمع ولا كلمة من اللي قالتهم عند عمر .. شي ريحها شوي : بس ... آخر زواج عندنا كان زواج نجلاء ... وانتي بتكونين بعدها ... مشتاقين للأفراح
شوق خنقتها العبرة ... مالت عليك .. جاي تبي تذبحني بهالكلام : ... قريب ... قريب بتفرح بس لا تخاف ...
ودخلت وسكرت الباب ... وفهد واقف بمكانه ويديه بجيوبه .. ياناس وش يسوي بقلبه .. كل مالها تتملكه ويتعلق فيها .. بتجننه هالآدمية ..
عالأقل تأكد من شي واحد ... ان مشعل ما يعني لها الشي الكثير .. يمكن شوي .. بس مو كثير ... وهذا شي ريحه ... ولو انه ما تأكد للحين انها تبادله الشعور ... بس قريب بيعرف .... وأهم شي الحين لازم ما يخلي تفكيرها وطيبتها الزايدة تتعسها .. مايرضى ان بنت عمه تجلب التعاسة لنفسها بنفسها ... اللي سمعه انها تقول بتوافق عشان خالتها ... وهذا اللي مارح يصير ! ... هو بينهي الموضوع بنفسه ..
وبتشوفون ياقراء .. عشان ماتقولون فهد لوح ماتحرك ... انا بوريكم وش بسوي ...
لف ودخل لغرفته وهو يصفر بألحان .. وينتظر بس الوقت المناسب عشان يخرب الدعوة ... هيههههيييههيي ... والله انه مجرم
|