كاتب الموضوع :
بدارة
المنتدى :
الارشيف
في غرفة شوق .. كانت واقفة قدام المراية ترتب شعرها بعد ما لبست وخلصت .. ماكان لها خلق تروح لأي مكان .. كرهت كل شي بالدنيا من بعد ابوها وراعيها وحاميها .. لكن هي مجبورة تجاري البيت اللي هي عايشة فيه وتتأقلم مع نمط حياتهم اللي كان مختلف اختلاف كلي عن حياتها .. الجو العائلي المتكامل من كل النواحي متوفر هنا .. لكن هي ماعاشت هالنمط .. وقاعدة تلاقي صعوبة انها تاقلم روحها .. بالأول كانت تعتقد انها تاقلمت لكن هذاك كان تأقلم مؤقت انقلب على نفسيتها لما عرفت انها فقدت اعز شي على قلبها وانها بتكمل حياتها للابد وهي فاقدته .. حياتها بالرياض مختلفة عن حياتها بالشرقية .. كل شي في حياتها هنا يختلف عن حياتها هناك ..
لبست عبايتها وخذت شنطتها ونزلت تحت في الصالة .. ماكان موجود الا نايف ومنى لابسين ومتجهزين ...
شوق : وين خالتي ؟؟
منى : بغرفتها تتجهز ..
شوق : ومن اللي بيودينا ؟؟.. اظني سمعت ان السواق مع عمي ..
نايف : تقول امي ان فهد هو اللي بيودينا .. بس للحين ماجا .. طالع ..
هزت شوق راسها .. قررت تطلع تتمشى بالحديقة شوي ... الضيق اللي ساكن بقبلها للحين مافارقها ..
طلعت من الباب المطل عالحديقة ومشت بهدوء ناحية النافورة .. كان الجو فيه نسمات باردة .. يهب كل لحظة ويطير خصل من شعرها بخفة .. تنهدت وهي تمشي .. وبدا بالها يسرح ويبعد بعالم ثاني مع كل خطوة .. طول الايام اللي فاتت مافارقتها صورة ابوها ... الشحوب لازال يغطي وجهها والدموع ماجفتها طوول الليالي .. تحس بشي ناقصها بحياتها .. تحس بالاشتياق لشي مفقود ..
كانت كل ليلة لازم تذرف الدموع .. كل ليلة يمر وجه ابوها بخيالها .. وكل ليلة تخاطب روحها روحه .. الاحزان تزيد عليها كل ليلة وكل يوم وكل مطلع شمس .. آآآآآآآخ يبه ... يهوووون عليك تتركني بهالطريقة ... يهووون عليك تترك وحيدتك .. كنت اظن اني تعودت عالفراق .. بس كنت غلطانه .. فجأة حسيت اني فقدتك .. وشوووقي لك يملا صدري ... ولا ادري يبه .. اذا كنت بقدر اتخلص من هالشعوور ومن هالاحساس .. فقدتك .. وفقدت ابتساماتك .. فقدت حنانك اللي عوضتني به عن الام .. فقدت الابو المخلص الحنون .. احس اني محتاجتك .. محتاجة للمسة الحانية منك ..
تجمعت الدموع بعيونها .. وبسرعة سالت بغزارة على خدودها .. كانت نظراتها عالمياه في حوض النافورة ... تتابع ورقة من اوراق الشجر الذابلة تطفو عالسطح وتتحرك مع هبات الهوا ..
دخل فهد البيت وبعده للصالة .. كانت الصالة فاضية الا من نايف ومنى للحين .. ام فهد وندى مانزلوا لسا .. كان فهد مستعد للروحه لبيت خالته من اول .. فكان لابس ثوب وشماغ على غير المعتاد .. وكان مكشخ بالشماغ ورافعه بشكل عشوائي .. بس شكله .. فتاااااااااان ..!!!
فهد يكلم منى : منى وين امي ؟؟
منى : بغرفتها للحين ..
فهد : ومتى بتطلعون ؟
منى هزت كتوفها : مدري والله .. امي للحين فوق تلبس وتتجهز ..
راح فهد وجلس على وحدة من الكنبات وحط رجل على رجل بقلة صبر : نصبر ونشووف .. الحريم طوول عمرهم كذا ... عاد عندنا ثلاث حريم بالبيت ... أجل لو عرس وش بيسوون ؟؟..
نايف كان يلعب بليستيشن يضيع وقته لما يخلصون .. ضحك وقال : هههههههههههههه ... لا شوق خلصت من زمان ... ولابسه عبايتها بعد .. وتنتظر مثلنا كلنا ..
فهد باهتمام : طيب وينها ماشوفها ..؟!!
نايف : شفتها تطلع برا ... تلقاها بالحديقة لين الحين ..
سكت نايف اللي تحمس باللعبة .. اما فهد قام مباشرة للباب المطل عالحديقة .. فتحه وطلع ووقف اعلى عتبات الدرج .. شافها واقفة امام النافورة ومعطيته ظهرها .. لابسة عبايتها والطرحه على كتوفها والهوا يلعب بشعرها بشكل ساحر .. وواقفة وساكنة بمكانها كأنها تفكر بعمق ..
ابتسم وكمل طريقه لها ..
هي للحين ببحر عميق من الافكار والذكريااات اللي تزيد دموعها وتعمق الجرح اكثر واكثر ... كانت تغرق وتغرق بهالبحر وناسية اللي حولها .. كل اللي ببالها كانت صورة ابوها والذكريات اللي حافظتها عنه .. الدموع للحين تغشي عيونها .. حاولت تتمالك نفسها لكن ماتقدر .. تذرف الدموع بدون ارادتها ..
انتبهت لصوت يدندن .. كان بعيد لكن كل ماله ويقرب ومن ذهنها المشوش والملئ بأنواع الذكريات والأفكار ماقدرت تميز وش اللي تسمعه ..
انتفضت شوق ... ياترا اللي تسمعه الحين صدق .. والا الأفكار اللي ماخذتها هيئت لها هالأصوات .. ابتسمت بسخرية على نفسها .. الظاهر اني صرت على شفا حفرة من الجنون .. لكن ابتسامتها ماقدرت تمنع دموعها من الهطول اكثر .. ياربي وش اسوي .. مقدر اسيطر على نفسي .. أي واحد بيشوفني الحين وش بيقول عني .. بس شلون افرغ الحزن بداخلي .. دموعي تنزل بغير ارادتي .. مقدر اسيطر مقدر ..
انتبهت لأحد يوقف جنبها .. وهذا اللي طلعها من غمرة الافكار .. من الروعة رفعت راسها لقته فهد مبتسم .. بس فجاة اختفت ابتسامته لما شاف وجهها ..
شوق من الربكة التفتت عنه ومسحت دموعها بيدها بسرعة .. ومشت بعيد عنه شوي .. لكن هو تبعها ..
فهد بحيرة : شوق وش فيك ؟؟
شوق ماقدرت تخبي نبرة الحزن بكلامها : مافيني شي .. انا بخير ..
تقدم فهد ووقف قدامها : لا منتي بخير ... فيك شي ..
هزت راسها بـ لا وهي لازالت منزلته .. فهد متأكد ان فيها شي .. الدموع هذي مو عالفاضي .. تذكر كلام ندى له عن عمه .. وانه السبب بالحالة اللي فيها شوق .. بس استغرب للحين متضايقة من هالشي ... ما نست ؟!!!...
فهد بهدوء : شلون مافيك شي ؟؟... والدموع هذي على ايش باللهِ ؟!!
سكتت شوق وماردت .. رفعت عينها له للحظات ... للحظات بس ... لكن هاللحظات اثرت بدواخل فهد وبشكل كبيـــر ...
لفت شوق عينها عنه بسرعة وركزتها عالكراسي الموجودة ..
فهد بهدوء : عشان عمي ... صح ؟؟!!
كان رد شوق انها غمضت عيونها بسيل جديد من الدموع ... فهد ماقدر يشوفها بهالحالة .. كانت حالتها مكسورة حزينة تنبعث منها الهمووم ..
فهد وهو يتنهد : شوق .. ترا ما يستاهل كل اللي تسوينه .. الموت حق علينا كلنا ...
فتحت عيونها والتفتت له بنظرات حزينة : بس انا محتاجته .. كان بالنسبة لي كل شي بعد ماراحت امي .. راح وتركني .. راح فجأة ... حتى ماخلاني اودعه زين .. خلاني أتألم بعده .. شلون يسوي كذا وانا بنته الوحيدة ..
قاطعها فهد : ايه بس هذا يومه .. وما كان يقدر يسوي شي .. هذا يومه ..
شوق ونبرة الحزن تزداد اكثر واكثر وبعيون غرقانة وكلمات متقطعة : انت تقول كذا لأنك ماتحس باللي احسه الحين .. انت عندك ابوك وامك واخوانك .. ( وهي تأشر لنفسها بانكسار )انا مالي احد لا ابو ولا ام ولا حتى اخوان .. ابوي اللي كان عندي بالدنيا كلها راح .. راح وتركني وحيدة ..
كلماتها وعيونها الحزينة قطع قلبه ..
ابتسم فهد وتغيرت نظرته للعطف : افااا !!.. وحنا ؟؟.. وين رحنا ؟؟.. مو حنا اهلك بعد .. مو ابوي ابوك .. وامي امك .. وانا ؟! مو اخوك ..؟!..
حاولت شوق تبتسم له .. ابتسمت له بصعوبة لكن الدموع مازالت سيدة الموقف ..
فهد زادت ابتسامته : يالله الحين امسحي دموعك .. خلاص يكفي ..
- فـــــــــــــــــهـــــــــــــــــــد ... شوووووووووووووووووق ..
التفت فهد لقا نايف واقف أعلى عتبات الدرج وينادي .. شوق لفت لنايف ظهرها وبدت تمسح دموعها ..
فهد : نعــــــم نايف ... شعندك ؟؟
نايف : يالله امي خلصت وتسأل عنك .. تقول تأخرنا ..
فهد : خلاص جايين الحين .. ( ورجع التفت لشوق ).. يالله شوق ..
كانت شوق ساكته وتمسح دموعها بصمت
ابتسم فهد : ها شوق شخبارك الحين .. تقدرين تروحين ... ولا تبين تجلسين بالبيت ..؟!
رفعت راسها وتنهدت بخفة ... دفعت بخصل شعرها اللي على وجهها للخلف .. وابتسمت وكأنه تشكره على اهتمامه : لا برووح ..
فهد : متأكدة انتي بخير ؟
هزت راسها : ايه بخير الحين الحمدلله ..
رفع فهد يده قدامه يعني امشي قدامي وشوق فهمت وتقدمت قدامه .. وتوها تمشي خطوتين عنه الا يرن جواله فالتفتت له باهتمام .. رفع جواله وشاف الاسم ورفع عينه لها ..
فهد : روحي اسبقيني ..
شوق نزلت عينها للجوال بعدها رفعتها له : مارح تجي الحين ..
فهد : لا بلحقك الحين .. روحي اسبقيني وقولي لهم فهد الحين جاي ..
هزت راسها وراحت مبتعدة عنه وقبل ما تدخل التفتت له شافته يدير لها ظهره ويرد عالتلفون .. دفعت الباب ودخلت داخل ..
فهد وهو يرد : هلا ..
شذى بلهفة : حبيبـــــي ... شخباااااااارك مشتاقة لك موووووت ...
فهد : هلا شذى .. انا تمام .. انتي شلونك ؟
شذى : بخير دامني سمعت صوت حبيبي .. انا لو كنت تعبانة وسمعت صوتك بطيب ..
فهد : تسلمين لي يا قلبي ..
شذى حست انه مو طبيعي : فهد ...
فهد : عيونه ..
شذى : شفيك ؟؟... احسك مو طبيعي ؟؟
فهد : لا بس انا مشغول الحين ..
شذى : مشغول ؟؟!!
فهد : ايه مشغول ..
شذى : احسك متضايق من شي ؟؟؟
فهد وهو يتذكر وجه شوق قبل شوي : يعني شوي ..
شذى حست انه يبي ينهي المكالمة فقالت : طيب .. مادام انك مشغول ادق عليك بوقت ثاني ..
فهد : ياليت والله ...
قطبت شذى .. اول مرة فهد يستخدم معها هالاسلوب ويرد بهالاقتضاب .. اول مرة يتكلم معها كذا ويطلب منها تسكر عنه بس باسلوب غير مباشر ..
شذى وبنبرتها الزعل : اوكي حبيبي اكلمك بعدين ..
فهد : اوكي باي ..
سكر بدون مايسمع منها كلمة باي .. حط الجوال بجيبه وراح لأهله داخل .. اول مادخل انتبه لنظرات شوق له اللي بعدتها اول ما انتبه ..
ام فهد : يالله فهد ... ترا تأخرنا ..
فهد : يالله ..
طلعوا كلهم ركبوا سيارته ومشوا ..
------ ------ -------
كانت منسدحة على سريرها وتفكر ... بالواقع كانت جالسة عالنت من قبل وتتنقل بين المواقع والمنتديات .. بس زهقت منه والافكار اشغلتها .. فقامت وانسدحت عالسرير مستسلمة للأفكار .. نبهها صوت جوالها يرن .. شافت الاسم وردت ..
مها : هلا والله ...
بدور : هلااااا بك ... شلونك ؟؟
مها : تمام .. كيفك انتي ؟
بدور : بخير ... ( وبحماس ) مها ... دريتي باللي صار معي ؟!..
مها قطبت : اللي صار معك ؟؟ ... ليش وش صاير لك ؟!
بدور : تهااااااوشت مع ماجد ؟!!... هههههههههههههههههههههههه ... والله انه مخفــــــــة ...
مها : ماجد ؟!!!.. أي ماجد ؟؟
بدور استغربت : هوو مها نسيتيه ؟!..
مها : ماجد ؟؟.. ماعرفه ؟؟
بدور : ماجد خويي ... ماجد اللي كلمتك عنه ذيك المرة ...
مها تذكرت : ايييييييييه ... خويك ... شفيه ؟؟ تهاوشتي معه ؟؟
بدور بحماس وانفعالية : ايه ... قسما سخيف .. يقولي انتي تكلمين غيري ... يشك فيني ... تخيلي يا مها .... يشك فيني انا بدووور ..
مها : يشك فيك ؟؟... طيب انتي تكلمين غيره ماقال شي غلط ...
بدور : ايه بس حتى ولو ... وشلون يقول هالكلام وهو ما تأكد .. معناته يشك فيني ..
ضحكت مها : هههههههههههههه ... بس انتي بالنهاية تكلمين غيره ..
بدور : لا ... هو آخر واحد كلمته للحين .. اللي قبله كلهم تركتهم ... وبصراحة بعد الطلعة اللي طلعتها معه ... افكر اغيره ..
مها مستغربة : طلعتي معه ؟؟!!!
بدور بثقة : ايه مادريتي ؟... طلعت معه قبل ثلاث ايام .. بس كانت طلعة ميتة .. ماعجبني مشعل الصراحه ..
مها بسخرية : حلوة ذي ماعجبك ؟!!... من قالك تشبكين معه من الاساس اجل ؟!..
بدور : مدري بالبداية عجبني صوته وسواليفه .. قلت يمكن يكون احسن من االلي كلمتهم قبل .. بس طلع اشينهم .. اسلوبه طلع يلوع وكلامه مدري كيف ..
مها : ومن حاطه عينك عليه الحين ؟؟!!
بدور بخبث : حاطه عيني على واحد ... سمعت انه فتـاااااااااااان ...
مها استغربت : ومنهو هذا الفتاااااان ؟!!
بدور : فـــهــــد .. حبيب القلب .. الساحر والجذاب ..
قامت مها قاعدة بعصبية : وش قلتييييييي ياللئيمة ؟!!
بدور ببرود : قلت ابي اشبك مع فهد ..
مها : بدووورووه ماقلت لك قبل ابعدي عن فهد .. هذا لي انا بببببس ..
بدور : حلوة ذي لك انتي بس .. مثل ماتبين انتي تتقربين منه ابي انا اكلمه ...
مها : بدوووور اشوف تغير كلامك الحين .. انت قلتي لي قبل انك بتساعديني ؟!! ..
بدور : قلت لك بساعدك .. بس انتي ماجبتي لي رقمه .. انتي اللي تاخرتي ..
مها رجعت لضيقها : وش اسوي .. غصب عني .. يوم دقيت على ندى اخبرهم اني بجي قالت انهم مارح يكونون موجودين .. اظنها قالت لي انهم بيروحون لبنت خالتهم والدة بالمستشفى ..
بدور : طيب من زمان وانا قايلة لك . من اسبوووع اظن .. كل هالفترة ما قدرتي تروحين لهم ...؟!
مها : خلاص بحاول ارووح لهم بكرة ...
بدور بحزم : يعني مقتنعة باللي تسوينه .. اكيد تبين تكلمينه ؟!!
مها : أيـــــه اكيد ... أجل اخلي بنت عمه هالكريهه تاخذه مني .. طبعا لا ..
بدور : اوكي انتظرك بكرة .. مو تنسين .. ابي الرقم يكون موجود معك ..
مها باصرار : اوووووووكي .. وعد مني اجيبه لك بكرة ..
سكرت منها وحطت الجوال وهي تبتسم بخبث .. كل البنات يكلمون ويطيحون الشباب بشباكهم .. ليش ما اجرب حظي مع هالفهد اللي مو راضي يعطيني نظرة ..
------
في بيت ابواحمد ... كانوا ام فهد وعيالها واصلين من فترة وجالسين الحين عند امل بعد ماخذوا اخبارها واحوالها ... جالسين يتقهوون ويسولفون ..
ام فهد شايله خالد بحضنها : واااا حليلهم الصغنونين .. يا لبا قلبك انت ..
ندى : هههههههههههههه .. اقوول امل .. خالد تغير عن آخر مرة شفناه فيها بالمستشفى ..
امل : ايه ... كل ماله ويتغير ..
ام احمد التفتت لنوف : اقوول نوف ... قلتي للخدامه تودي القهوة لأحمد وفهد بالمجلس ..
نوف حطت يدها على فمها : يوووه .. نسيييييييييت ...
امل : يالفالحة ..!!
ام احمد تصفق : ياسلاااااااااام ... شاطرة بنيتي ... نست تقول للخدامه تودي قهوة للمجلس .. صفقوا لها ..
قامت نوف وهي تعض على شفايفها : سووووري مام .. بس جد نسيت ..
قامت ندى معها : لحظة نوف بجي معك ..
راحوا ثنتينهم وطلعوا للمطبخ ... كانت ندى قاصدة تستفرد بنوف .. تبي تسألها شي معين ..
دخلوا للمطبخ .. نوف قالت للخدامه تسوي القهوة بسرعة وتوديها للمجلس .. ندى توجهت للطاولة الموجودة بنص المطبخ وقعدت .. اما نوف راحت تشرب مويه من الثلاجة ..
ندى بهدوء : اقول نوف ..
نوف وهي تشرب : همممم ..
ندى : شلون احمد هالأيام ؟!
بعدت نوف الكاس عن فمها .. والتفتت لندى مستغربة : احمد ؟!!!..
حاولت ندى تخلي ملامحها عادية بدون مايبين الحرج عليها .. كانت تعرف ان نوف بتستغرب من سؤالها ..
ندى : ايه احمد ... شخباره هالأيام ..
نوف رجعت تشرب من الكاس : طيب ... مثل الحصان بعد ..
ابتسمت ندى : ما أقصد كذا ؟!
نوف رجعت نزلت الكاس : اجل وش تقصدين ؟!..
ندى خذت نفس .. تبي تستجمع قوة قبل ما تسأل هالسؤال : اقصد .. يعني ... يعني ما تحسينه .... كذا .... يعني .... قصدي ..
نوف بلمت : ندى شفيك ؟!... كلمات متقاطعة ؟!.. شفيه احمد ؟!..
ندى بلعت ريقها : يعني قصدي ... ماتحسينه ... يحب احد ... متعلق باحد ..
نوف بلمت : احد مثل مين يعني ؟!
ندى تنرفزت : يوه نوف شفيك ؟!... قلت لك يحب ومتعلق باحد .. بمين يعني ..
نوف هزت راسها : اها .. قصدك بنت ..... ( وبتفكير ) ... بصراحة يا ندى ... انا احسه يحب وحده ومتعلق فيها بجنوووون ..
استغربت ندى من ردها معقولة نوف تعرف عن احمد شي ومخبية عني .. معقولة تعرف عن حبيبته اللي يكلمها وما قالت لي .. قررت تسألها عن اسمها ..
ندى : ومـ ... ومنهي هذي اللي يحبها ؟!!!!!
نوف رجعت رفعت الكاس بتشرب : .. انا طبعا ..
ندى حست وكأن فيه احد كب عليها مويه باردة .. معناته حتى نوف ماتدري عن شي ..
ندى بعصبية : يالبااااايخة ..
نوف : انتي البايخة .. شفيك ؟!
ندى : لا ولا شي ...
في مجلس الرجال ... كانوا احمد وفهد يسولفون والتلفزيون مشتغل ..
احمد : والله كاشخ اليوم .. جاي بالثوب والشماغ ... بصراحة انت كذا .. من زمان ماشفتك بالثوب والشماغ ..
فهد ابتسم : تسلللللم حمووود .. كله من ذوقك .. وبعدين هذا اللي البسه بالجامعة دايما ..
احمد قطب : هيــه وش حموووود .. احمد بليز .. خربت اسمي مالت عليك ..
فهد : هههههههههههههههه .. هذا جزاي ادلعك ...
احمد : لا شكرررررا .. منك مابي تدليع .. الله يخلي لي ماما وبابا .. ( قالها بطريقة الأطفال )
ضحك فهد غصب عنه : ههههههههههههههههههه .. اما ماما وبابا حقتك .. ( طلع الجوال من جيبه ) عيدها احمد عيد ماما وبابا تكفى ..
احمد باستنكار : وش بتسوي ..؟!!.. بتسجل صوتي ..؟!
فهد : ايه تكفى عيد ماما وبابا .. بسمعها الشباب .. وربي يموتون ضحك ...
احمد قام : لا الله يكفينا شررك .. انا رجال بتسمع الناس صوتي وانا اقول ماما وبابا ..
فهد : هههههههههههههه .. تكفى عيدها مثل ماقلتها تو ..
احمد : لا ابدا ماني قايل شي .. عن اذنك ..
ومشى عنه بيطلع من المجلس ... لكن فهد استوقفه : وين تعااال ..؟!!!
احمد : برووح اشوف وش صار عالقهوة .. ولا انت ما تبي تتقهوى .. كان ماتبي قل توفر علينا ...
فهد : هههههههههههههه ... لا ابي ... حشا ولد خالتك انا لازم تضيفني ..
احمد وهو طالع من المجلس : اجل انثبر مكانك لما اجيبها ..
بالمطبخ .. نوف ظلت تحن على ندى .. تبي تعرف وش السبب اللي خلاها تسأل سؤال مثل هذا .. لكن ندى ظلت رافضة ... نوف تحن وندى ترفض ..
ندى مسكت راسها وصرخت : نوووووف قلت لك مافي سبب .. تفهمين انتي ولا لا .. سؤال جا ببالي فجأة وسألت بس .. سميه فضــوووول .. حب استطلاااااااااع .. تفهمين انتي ...
نوف هزت راسها : لا مافهمت .. ابي اعررف ليش سألتي مثل هالسؤال ... انتي تعرفين شي عن احمد وحنا مانعرفه ؟!!
التفتت ندى لها وهي تحاول تخفي ارتباكها : اعرف شي ؟!!.. وانتوا ماتعرفونه ؟!!.. شي مثل ايش ؟!!
هزت نوف كتوفها : مدري .. قلت يمكن تعرفين عن احمد شي خاص وقاعدة تلمحين له ..
ندى تنرفزت .. كان زين يانوف اني ماحبيته من الاساس ولا عرفت عنه اللي عرفته .. : لا لاااااااا ماعرف عنه شي .. وياااااليتني ماسألتك .. حشا استلمتيني اسئله .. ماعرف شي .. خلاص ماعرف شي ...
قامت عنها طالعة من المطبخ ... نوف صرخت لها توقفها لكن ندى طلعت وسفهتها وخلتها بالمطبخ لحالها مع الخدامات ...
سمعت نوف تصرخ من مكانها بالمطبخ : نـــــــدى ... ترا بتعلميني وش تعرفين عنه ..!!!
وقفت ندى وقالت بصوت عالي : ياا بنت الحلااااال والله ماعرف شي عنه تفهمين انتي .. وجع صدق لزقة ونشبـــة .. !!!
التفتت رايحة للصالة بس اصطدمت فيه .. رفعت راسها وتسمرت .. كان احمد هو الثاني منشغل بجواله يضغط فيه وهو يمشي ولا انتبه لها .. بس لما اصطدم بشي رفع عيونه لها وكان متوقع انه نوف ..
هي تأثرت بنظرته .. رجعت الاحزان تلف حول قلبها بسرعة .. دموعها بدون ارادتها لمعت بعيونها .. ولا قدرت تحرك رجلها خطوة وحدة ..
احمد ظل ساكت ويناظر فيها ... واااااو ياندى .. كبرتي .. كبرتي مرة ... ما اذكر آخر مرة شفتك فيها ..
انتبه للدموع تلمع بعيونها .. انعصر قلبه .. لا ياندى .. ليش الدموع .. للحين ما اتحمل اشوفها ..
توه بيحضنها لكن انتبه لنفسه .. وين انا فيه !! .. تذكر بهاللحظات ايام الطفولة .. كان اذا شاف الدموع بعيونها يحضنها على طول وبدون تفكير ...
حس بشي داخله يتحرك .. نفس الشعور اللي حس فيه يوم انه بالمستشفى .. شي يتحرك .. كأنه مدفووون من سنين ويرجع يحاول يطلع الحين ...
كانت نظرات ندى كلها عتاب .. لوم .. واحتقـار !!.. احمد مافهم سر هالنظرات .. كان يشوف نظراتها وكأنها تلومه ..
احمد : ندى ..
همس باسمها وانتبهت ندى اخيرا انها بموقع غللللط .. فالتفتت عنه ماشيه وقالت بجفاء : آسفة .. كمل طريقك ..
راحت واختفت عنه .. وهو للحين بحالة حيرة .. مستغرب من تصرفاتها واسلوبها اللي تغير معه فجأة .. اولها بالمستشفى كان كلامها معه جاف .. والحين بعد .. ندى مو طبيعية مو هذي ندى اللي اعرفها ..
واللي زاد من حيرته النظرات القاسية اللي رمقته فيها من لحظات ..
التفت رايح للمطبخ وهو محتااار .. متسائل !!!... دخل لقى نوف قاعدة ترتب صينية القهوة ..
راح ووقف جنبها بدون صوت .. نوف حست بأحد طويل واقف جنبها التفتت وارتاعت ..
نوف : يمه منك .. روعتني .. ماتعرف تطلع صوت ..
احمد : خلصتوا القهوة ولا لسا ..
نوف : ايه خلصتها .. تفضل ..
مد يده واخذ الصينية بصمت والتفت طالع ..
نوف : وش فيك ؟!!..
احمد لف لها : مافيني شي ..
نوف : شفيك مكشر ابتسم ... شكلك ضايق على شي ..؟!!
لف احمد وكمل طريقه : مافيني الا العافية ..
بعد نص ساعة دخل فهد مع احمد وسلم على امل وطلعوا مع بعض .. شوق اثناء الجلسة كانت صامتة ولا تتكلم الا اذا احد وجه لها الكلام ..
انتهت الزيارة ورجع فهد اخذ اهله ورجعوا للبيت .. اثناء دخلتهم كان التلفون يرن .. فراحت ندى ترد .. ولما كلمت المتصل وعرفت منهو التفتت لشوق مبتسمة .. شوق مافهمت بس ظلت تنصت لما سمعت ندى أخيرا تنطق باسم " خالتي ام مشعل " ..
فرحة غمرت قلبها .. مافي احد في حياتها يشيل لقب ام مشعل غير خالتها ايمان وامها الثانية ..
ظلت واقفة تنتظر بلهفة تبي تكلمها .. لكن ندى التفتت لأمها ..
ندى : يمه ام مشعل تبيك ..
فسخت ام فهد عبايتها بسرعة وراحت ترد .. فهد اللي ماكان يعرف منهي ام مشعل هذي وقف يستطلع ويسمع ..
ام فهد وهي ترد : هلا والله ام مشعل ... بخير كلنا بخير ... ( رفعت عينها لشوق ) وشوق بخير بعد وهذي هي واقفة عندي تبي تكلمك ..
استحت شوق على وجهها .. يعني لهالدرجة اللهفة مبينة بعيوني ..
فهد سحب اخته ندى وهمس : منهي ام مشعل هذي ؟
ندى تبي تغيظه : وانت وش دخلك ..؟!
فهد : اقولك منهي هذي ؟!
ندى : هذي خالة شوق اللي بالشرقية .. قصدي خالة امها .. وتقول شوق انها مثل امها ..
هز فهد راسه .. وسمعوا امهم تكلم وترحب وتهلل ..
ام فهد : لا والله .. البيت بيتكم .. تشرفون بأي وقت ... بتنورون الرياض والله ..
شوق الفرحة طفحت وبانت بملاح وجهها .. ام فهد لما خلصت رفعت راسها لشوق : شوق خالتك تبي تكلمك ..
شوق بدون تردد او حتى تفكير اندفعت للسماعة وردت بلهفة الدنيا كلها : الوووه ..
وأول ماسمعت صوت خالتها تسابقت الدموع لعيونها : هلا خالتي ..
ايمان : هلا بنظر عيني .. شلونك غناتي يالغالية يابنت الغالية ..
بهاللحظة قلب شوق ماعاد تحمل وشهقت وبدت تبكي بصوت عالي .. يوم اقولكم انها فقدت لأشياء كثيرة فهي فقدت اشياء واشياء كثيرة .. والصوت والكلمات الحنونة هي اول شي ضاعت من حياتها ..
ايمان : افا .. حبيبتي .. كم مرة قلت لك لا تبكين .. بتخليني اندم الحين اني طلبت اكلمك ..
شوق وهي مو قادرة تمسك نفسها : خالتي .. ما أقدر .. ابي أشووفك ..
ايمان ضحكت بحنية : واحنا بعد نبي نشوفك .. ان شالله بعد بكرة حنا عندكم ..
شوق بعدم تصديق : والله ؟!!
ايمان : ايه حبيبتي .. حنا مشتاقين لك اكثر ..
خلصت شوق المكالمة وتركت الصالة بصمت وهي تمسح دموعها .. وندى واقفة بمكانها تراقبها والشفقة تعصر قلبها على بنت عمها .. لازم تساند شوق على ماهي فيه .. واول شي لازم تسويه انها تنسى احزانها هي عشان تقدر توقف مع شوق في احزانها ..
فهد اللي كان واقف مستغرب التفت لندى : الحين وش تصير هذي اللي انقلب حال شوق عشانها ..
ندى : اقولك هذي خالتها .. ومثل امها .. وشوق تحبها وتعزها بشكل كبييير ..
تركت ندى الصالة ورقت فوق ودقت الباب على شوق لكنه كان مقفل .. دقت الباب كم مرة لكن ماكان فيه جواب ..
استنتجت انها نايمة .. راحت غرفتها وغيرت ملابسها ورجعت نازلة تحت .. ونزلتها كانت بدخلة ابوها اللي ابتسم اول ما شافها ..
ابو فهد : قووة ..
بادلته ندى الابتسامة : قووتين ..
وقف ابو فهد بريبة وهو يتلفت يمين وشمال بالصالة : وين شوق اجل ؟!
ندى بفضول .. مو من عادة ابوها يسأل عن شوق اول ما يجي من برا : ليش يبه ؟
ابو فهد : ابيها .. ابي اكلمها ..
ندى : نامت من وقت ..
هز راسه وتركها ورقى لغرفته فووق .. ولما شافت ندى انها بتجلس لحالها بما ان شوق نامت خلاص قررت تروح تنوم هي بعد ..
-------------
يتبــــع ..
|