كاتب الموضوع :
بدارة
المنتدى :
الارشيف
كانت واقفة تحت شجرة كبييييرة .. تتأمل شموخها وثباتها اللي مايهزه ريــــح ..
واقفة بابتسامة عذبة .. كانت لابسة في ذيك اللحظة فستان وردي وشعرها الجذاب منسدل على كتفها بنعومة .. تحس بسعادة وهي واقفة فوق هالعشب الأخضر اللي يمتد لمساحات شاسعة ..
مشت برجليها الحافية بين هالأشجار والورد اللي كان موزع ومنتشر بكل الأشكال والألوان ..
طلعت فجأة لمساحة خضرا شااااسعة بدون أشجار... وكانت هالمنطقة ماليتها الورود والأزهار ..
ضحكت بنعومة وسعادة وهي تشوف الفراشات تتراقص في كل جهة ..
وجهت عيونها لأقصى مدى .. اختفت ابتسامتها وهي تترجم ملامح الشخص الواقف هناك .. وكأنها تعرفه ..!!!
تقدمت بضع خطوات تتأكد من اللي تشوفه .. بعدها ..
تسمرت مكانها مصدومة لما ابتسم لها ..
هالابتسامة ابتسامة شخص واحد بس ولا يمكن لأحد انه يقلدها ...
ضحكت بفرح وتفجرت دموع من عيونها .. ركضت بأقصى سرعتها وهي تصرخ ..
شوق : يبــــــــــــــــــــــــــــــه ..!!!
شافته يفتح لها ذراعينه مثل ماكان يسوي معها وهي طفلة صغيرة وفي عيونه تطل الحنية والشوق ..
كان لابس ثوب ابيض طووووويل شديد البياض .. وملامحه كانت جميلة على غير اللي هي تعرفه وتتذكره عنه ..
وصلت له ومابقى بينه وبينها الا بضعة أمتار.. وقفت تبي تتأكد ان اللي تشوفه حلم ولا علم ... ماتبي تنصدم في النهاية ان اللي تشوفه وهم مو حقيقة !!!...
شوق بهمس وبخوف : يبـــه !!
صالح بابتسامة وسيعة : تعالي حبيبتي ...
شوق ساكتة ..
صالح : تعالي ...!!!
شوق :...... خايفة !!
صالح : من ايش خايفة عمري ... ؟!
شوق : أخاف أكون أتوهم .. اخاف كل هذا يكون حلم ..
صالح : تعالي عمري .. اشتقت لك ..
شوق ابتسمت وتفجرت ينابيع من دموعها وركضت له : وأنـــــا اكثر ...
طاحت بحضنه وهي تبكي .. حست بيديه الدافية حولها وتلمها بكل حنــــان وعطف وحنية ..
شوق : يبــه وينك ؟!.. وين رحت وتركتني ..؟!.. اشتقت لك اشتقت ...
صالح وهو يمسح على راس بنته : خلاص حبيبتي .. ماقلت لك قبل لا تبكين ..
شوق : مو بكيفي .. غصب عني .. ولهانة ولهانة يبه ولهـــــــــــــــانة !!...
صالح : حبيبتي انا جيت أسلم عليك ... ولازم أروح الحيـــــن ..
رفعت شوق راسها مرتعبة : وين بتروح ؟!..
صالح : لازم أرجع مكان ماجيت ...
رجعت شوق تبكي وتخبي راسها بحضن أبوها : لا يبه خلك جنبي .. أنا ماصدقت ترجع لي .. خلك هنا ..
صالح : ودي حبيبتي .. بس خلاص لازم أروح ..
بعدها عنه ...
صالح : يالله حبيبتي .. فمان الله .. وما أوصيك .. انتبهي على نفسك ..
قرب منها وباس جبينها .. ابتعد عنها وراح يمشي بهدوء وشوق صرخت تناديه : يبــــــه انتظرني .. لا تروح ..
ماقدرت تتحرك من مكانها وهي تشوفه اختفى فجأة عن عيونها ...
الضباب بدا يلف حولها بكثافه .. ومعد صارت تعرف توجه خطواتها أو وين تروح ولا وين تتجه ... !!!
فتحت عيونها برعب وصوت انفاسها متسارعة بشكل جنوني .. قعدت عالسرير ويدها على قلبها .. كانت الدموع مغطية وجهها كله والمخدة مليانة دموع ..
قعدت فترة تسمي وتذكر الله ...
ياربي انا شفت ابوي .. وفوق كذا كان يكلمني .. المرتين اللي راحت كنت أشوفه من بعيد وبصورة ضبابية .. لكن اللحين ..
ياربي ليته كان حقيقة مو حلم ...
حست بأنها مخنوقة .. قامت فتحت باب البلكون ووقفت عنده تتنفس شوية هوا .. رفعت يدها لقت الساعة 2 ..
تحس داخلها حزن مكبوت تبي تطلعه لكن ماهي عارفة كيــــــــف ؟!!!..
استندت عالجدار بيد وحطت اليد الثانية على صدرها .. حاسة بكتمة فضيعة .. وضيق رهيب يضرب في دواخلها .. تمت تتنهد بصوت عالي لعلها تطلع وتتخلص من هالإحساس المخيف ..
انتابها شعور فجاة انها كرهت الغرفة وكرهت المكان كله فركضت تبي تطلع برا ... فتحت باب غرفتها وراحت بشكل سريع نازلة الدرج ودموعها مازالت مستمرة بالسيلان لكن بهدوء .. كان البيت هادي ومظلم ومبين ان الكل نايم .. لكنها ما انتبهت لفهد اللي كان جالس بالصالة يتابع التلفزيون ..
ماكانت حاسة بخطواتها ولا باللي حولها غير انها تبي تتخلص من الشعور الفضيع اللي تحس فيه ..
فهد اللي انتبه لها قطب حواجبه مستغرب .. حس ان حالتها غريبة ومهي بطبيعة من هيئتها مع انه ماشافها زين ..
دفعت شوق باب المطبخ بضيــق .. دموعها زادت وفقدت زمام السيطرة عليها .. الذكريات تألمها وتزيد دموعها حرارة !!... وفوق كذا الحلم ...
توجهت لوحدة من الكراسي جرتها بفوضوية وجلست عليها ... حطت يدها عالطاولة وراسها عليه ..
فهد اللي استغرب وانتابه قلق فجأة من شافها قام ولحقها عالمطبخ .. وقف مكانه عند الباب مدهووش لما شافها حاطة راسها عالطاولة ومبين انها تبكي ... !!!!..
دخل فهد بخطوات هادية وبصوت هادي : شـــوق ؟!...
انتفضت شوق ورفعت راسها وبعدت الشعر عن وجهها ..
راح فهد قدامها وما بينه وبينها الا الطاولة : شفيك ؟!... تعبانة ؟!..
شوق وهي مسندة راسها على يدها وعيونها للأرض : مافيني شي ..
فهد : كل هذا وتقولين مافيني شي ..؟!...
سكتت شوق .. وردت عليــه بشلال دموع تساقطت عالطاولة ..
فهد : شوق !!!
ماردت عليه وتمت على حالها ....
فهد : شوق ردي علي ...
شوق : قلت لك مافيني شي ....
ماحست به الا وهو يمسك يدها المسندة راسها عشان تناظره .. ورفعت راسها تلقائي من حركته ..
ظل جامد ومصدوم من عيونها المليانة دموع والمحمرة منها .. وانتبه لأحزان عميقة وعميقة تفيض من هالعيون اللي سحرته من اول يوم شافها فيه .. ظل ساكت لحظات مايدري وش
يقول ..
نزلت شوق راسها وسحبت يدها منه بهدوء ..
شوق : مافيني شي متضايقة شوي بس ..
تم فهد ساكت وما رد .. شوي والتفت عنها رايح للثلاجة وطلع منها جيك الموية وصب منه في كاس .. راح وحطه قدامها بدون ولا كلمه ...
فهمت شوق .. وامتدت يدها للكاس لأنها كانت فعلا عطشانة وريقها ناشف وشفايفها جافة ..
شربت منه رشفة طويلة .. وحست بروح جديدة رجعت لها وحست بشوي تحسن ..
رجعت الكاس عالطاولة ومسحت دموعها بسرعة وقامت ..
شوق وهي طالعة من المطبخ : تصبح على خير ..
لكنه فجأة ناداها : شوق ..
التفتت شوق له بصمت .. لكن فهد ظل ساكت وعيونهم على بعض ..
فهد بعد فترة صمت : ..... وانتي من اهله ..
شوق ابتسمت : مشكور على كاس الموية .. ( وغابت عن عيونه ) ..
مارد فهد سوى انها كان جامد بمكانه مستغرب من حالها مايدري وش صار لها أو وش صار له
!!!!!!!
دخلت غرفتها ورمت نفسها عالسرير وهي تبكي بصمت لما داخت ونامت مرة ثانية ..!!!
وفهد من جهة ثانية سكر التلفزيون وراح لغرفته وهو كله تســــاؤلات ؟؟؟؟؟؟!!!!...
------ ------ ------
|