الجزء الرابع
ابتسمت عزيزة برضا على اهتمام طلال بحلا , اللي حتى منال ماقدرت تعطيها اهتمام كثير ...
توقع طلال ان حلا قاعده بالصاله , راح هناك وشافها جالسه على الكنبه , وماسكه جوالها , تطالع تلفزيون وبالها مو معاه ..
جلس طلال على نفس الكنبه الكبيره , وقال بهدوء : الحلو ليش زعلان ؟
ابتسمت حلا ابتسامه مزيفة : لا مو زعلانه
طلال ابتسم : لا , زعلانه
حلا : لا مافيني شي , بعدين ليه يهمك تعرف ؟ خلاص قلت لك مافيني شي ( وقامت من على الكنبه )
قام طلال ووقف قبالها , تكتّف وقال : يهمني اعرف , عشان اورّيه شغله اللي يزعل بنت خالتي
حلا استحت , هي تعرف ان هذا اسلوب طلال في الكلام , هو مايقصد شي فيه , بس طريقته في الكلام حلوه , واساساً لسانه عسل مثل مايقولون
حلا باحراج : سبب بايخ اصلا مايستاهل
طلال : معليش , قولي
ترددت حلا قبل ماتتكلم , وجلست على الكنبة ..
حس انها منحرجه منه, قال وهو يتربع على الكنبه : طيب , تبين انادي لك منال تتكلمين معها ؟
حلا : لا عادي , ( وضحكت ببراءة ) بفضفض , بس الله يعينك علي تراني غثيثه ؟؟
طلال بالمصري : فضفضي ياختي فضفضي
( في الايام اللي عاشتها حلا معاهم , ارتاحت لطلال اكثر من منال , ماتدري ليه , مع انها حاسه ان طلال انتبه لهالشي بس ماحبت تبينه زياده , قالت وهي تتنهد : ماما ..
طلال : وشفيها ؟
...... : مادري , احس انها مخبيه علي أشياء ..
...... : زي ايش مثلا ؟
...... : ابوي , احيان احس ان اللي فيه اكبر من سالفة سكري وضغط , بس مافي فايده , شكلهم مغبيّين عني , مايبون يقولون لي , وجهه تعبان , غير عن اول , اول كان يرتفع وينخفض السكر عنده , اعرف شكله وحالته , مو نفس الوضع الحين , شكله فيه شي ثاني ..
بس يارب لأ , ويكون بصحة وعافية
حتى يوم راحت قالت لي بيتعالج برا , ماقالت لي بابا شاللي فيه , حسيت اني بزر , مو معطيني قيمه واهتمام , وشدعوه يعني ماأدري .. ؟
طلال : يابنت الحلال , يمكن ماحبت تقول لك , يعني شدّة وتزول , ان كان شي بسيط وسهل علاجه , يعالجونه بعدين يقولون لك ..
ويمكن بتقول لك , بس تنتظر الوقت المناسب
يعني انتي الحين لا تشيلين هم , متى آخر مره كلمتي امك ؟
حلا : اليوم , وكلمت بابا بس حسيت من صوته انه مو اوكي ! والله خايفه , حاسه ان فيه شي
طلال : حلا , اول شي امسكي دموعك ولا تصيحين , لاني ماتحمل اكلم احد كذا , وما أعرف , يتشتت تركيزي
حلا مسكت نفسها وابتسمت : وشسوي طيب ؟ يعني بالذمه طلال وش بيكون شعورك لو عرفت ان احد من اهلك مخبي عليك شي يهمّك وله علاقه فيك ؟
طلال : معاك حق , قهر صراحه , بس انتي لا تضيقين خلقك عشان هالشي , لما تتأكدين ساعتها يصير خير ..
( وابتسم ) وقال : ابتسم واضحك , ومالك وللألم ..
وازرع البسمه على صحرا الرمال ..
كانت الايام تمر بسرعة .. لين صار بكره موعد وصول منيرة وزوجها محمد , وياخذون حلا وشوق عشان يرجعون للبيت ..
حلا وهي فرحانه ومتضايقة بنفس الوقت : والله ماني عارفه وشبسوي بدونكم , تعودت عليكم ..
منال وهي تتمكيج عشان تستقبل خالتها في بيتهم : والله حتى احنا تعودنا عليك , انتي الى الآن ماكشختي ؟ امك بتجي يللا البسي
حلا : طيب , بروح الحين ..
راحت حلا لبست واستعدت ..
لبست بنطلون جنز وتي شيرت وردي عليه رسومات بالأسود , فكت شعرها , وحطت مكياج خفيف .. طلع شكلها خيال
طلال كان مارّ , وشاف انعكاس حلا بمرايتها , لانها ما كانت مسكره الباب بالكامل ..
علطول راح غرفته , وحمد ربه انها ماكانت منتبهه ..
بس هذي اول مره يشوفها بدون عبايه وحجاب من اول ماجات عندهم ..
مذهله !
ماهي بس قصة حسن
رغم ان الحسن فيها بحد ذاته مشكلة
مذهله
كل شي فيها طبيعي ومو طبيعي
اجمل من الأخيله ..
طلال كان يمشي وباله مع المرايه اللي انصدم منها قبل شوي ..
شكلها غير .. غير !
أحلى بكثير .. !
مع انها لمحه وحده ..!
بس قدرت حلا فيها انها تاخذ قلب طلال , وتخليه عندها ..
ويحبها كل يوم زياده عن اول .. !
اول ماعرفها وجات بيتهم , كان يعتبرها اخته , وكان كل همه انه يسعدها وترتاح معاهم ..
لاشعورياً ..... صارت حلا همّه الوحيد .. !!
وهي الكل بالكل في هذا البيت ..!
نزل طلال للدور الاول من البيت .. شافه فاضي , طلع للحديقة وكانت امه جالسه هناك ..
قال طلال وهو يحب راس امه : متى بتجي خالتي ؟
عزيزة : بعد العشاء ان شاء الله
طلال وكأنه يبي يعرف شي : اجل البنات وينهم ؟ اشوفك قاعده لحالك ؟
عزيزة : الحين ينزلون , بس يلبسون , تعرف البنات حوستهم حوسه , يستعدون لمنيرة ..
طلال : اوكي ..
شوي ويجون البنات تحت , قالت حلا وهي تكلم منال :احدي ربك انتي استغفر الله اليوم كان عندنا كيمياء عملي , بس انواع الضحك , خلص وقت المحاضره والتجربه ماسويناها , ماندري شالموضوع والله نحوس على كيفنا
منال : حمد الله ماعندنا لا كيمياء ولا خرابيط
عزيزة : ماتخافون انتم من ذا الكيمياء والمحاليل ؟
حلا وهي تجلس على الكرسي وتضحك : لا خالتي مايخوف عادي , بس المشكله روائح المركبات والأحماض تجيب الصداع
طلال : ايه في هذي صادقة
نادت عزيزة طلال , وهمست في اذانه شي وابتسمت
طلال : تعالي حلا في شي نبغاك تشوفينه
حلا : وشو ؟
عزيزة : انتي روحي وتشوفين
طلال : تجون ؟
منال : ايه بس دقيقه
عزيزة : روحوا وحنا نلحقكم ..
( كانت عزيزة ملاحظه اهتمام طلال بحلا , وارتياح حلا لطلال .. طبعاً اعتبرته شي عادي , لانها عارفه ان في حدود بينهم ..
بعدين جات في بالها فكره , انها تقوّي العاقه بين طلال وحلا , يمكن تعجبه ويرضى يتزوجها , ولا اول يوم كانوا خاطبينها له , ماكان راضي لا فيها ولا باي احد ثاني .. )
مشى طلال مع حلا , وكانت تمشي وراه , قال طلال وهو يلتفت : ماحب احد يمشي وراي , خليك قدامي ..
حلا : ماحب احد يمشي وراي , خلك قدامي ..
ضحك طلال على هبال البنت ...
قالت حلا باستغراب : انت وين بتوديني ؟ ( كانوا ماشين جهة الحديقة الخلفية اللي بالبيت , وهذا المكان ماقد راحت له حلا من اول ماجات عندهم )
طلال بخبث وهو يفتح باب غرفة خلفية : احب اربي فيران واسوي عليهم تجارب , تعالي شوفيهم
حلا بخوف وهي ترجع على ورا : لأ , منت صاحي تبيني ادخل ؟
........ : طبعا , ابيك تشوفين اشكالهم يجننون ..
........ : وع مابي رح انت
طلال ضحك : امزح معاك , شوفي ( دخل وشغل اللمبة .. وكانت حلا واقفة عند الباب .. )
كان يضحك على وجه حلا وهي مستغربه من اللي شافته ..
كان معمل كيمياء صغييييير .. حق طلال .. لان تخصصه صيدله ..
قال طلال وهو يأشر بيده : مافي فيران , تعالي
حلا بعد تردد دخلت , قال طلال وهو يحوس بالدواليب : تبين تجربين .؟
حلا ببراءة هزت راسها وقالت : ممكن ؟
طلال بابتسامه تدوّخ : طبعا حنا جايبينك هنا عشان تجربين
حست حلا بفرحة مو طبيعية , مهما شكرت طلال واهله , ماتوفيهم حقهم ..
حطت يدينها على الطاوله وجلست تتأمل في الأشياء ..
قال طلال وهو يبتسم : كاشخين اليوم !
حلا ابتسمت بس مافهمت : نعم ؟
أشر طلال على جفنه وقال : الشدو , من جيتي ماشفناك تحطين .. حلو !
حلا طاح وجهها من الحيا وماردت عليه , اما هو اكتفى بابتسامة ..
صاروا يحوسون بالتجارب والمحاليل والزحمة ..
قال طلال بجدية : انكب على يدك ؟ اغسليه بسرعة ترا يدك يصير لونها اخضر بعدين
حلا صدقت وخافت وغسلت على طول : إه ياويلي ,,
طلال اللي كان يضحك لما التفتت عليه حلا , قال : ياحليلك تصدقين بسرعه ..
حلا : اوووووه لاتضحك علي
مر الوقت بدون ماتنتبه حلا انهم لحالهم مع بعض ..
دخلت عزيزة وقالت : ها وش عندكم ؟
طلال يمزح : يمه ابلشتنا ذي حاست الدنيا علينا ماهي عارفه تسوي شي
حلا : اسكت لا تكذب
ضحك طلال على برائتها وعفويتها , وقال وهو يطلع : بروح ابدل ملابسي واجي , لاتفجّرين المعمل علي
ضحكت حلا وقالت : بس تجي تلاقي المعمل في خبر كان
جلست عزيزة على الكرسي وصارت تسولف على حلا
راح طلال لغرفته , كان لابس برمودا جينز وبلوزة كحلي ماسكه على جسمه , بدل ملابسه ولبس ثوب عشان العزيمة , ضبط شعره وحط عطر وطلع
جلسوا كلهم مع بعض , ووصلوا محمد ومنيرة , وكان استقبال حار ..
قالت حلا وهي لازقة بأبوها : شخبارك بابا الحين ؟
محمد : والله الحمد لله
منيرة : ابلشتنا زي البزران كل شوي تسأل .. ها صدقتي ان ابوك بخير ؟
حلا وهي تحط راسها على كتف ابوها : أي صدقت
محمد : خلوها هذي دلوعتي ..
طلال يطالع في حلا ويبتسم على حركتها , حلا انحرجت ووخرت راسها
قام محمد وشال شوق من حضن امها وقال : تعالي حبيبتي انبسطتي عندهم ؟
شوق : ايه , هذا حلو .. ( وتأشر على طلال ) ..
( منال وعزيزة ماكانوا موجودين معاهم ..)
صار الوقت انهم يرجعون , ودخلت حلا الصالة تسلم على عزيزة ومنال ..
سلمت على عزيزة .. قالت عزيزة بحزن : والله تعودنا عليك يابنتي . كلها اسبوع بس والله ماحسينا فيه , ليتك تقعدين عندنا اكثر ..
منال اللي ضمت حلا بعد عزيزة : ايه ليتك والله
حلا بدموع : لا والله ماودي ازعجكم واضايقكم اكثر من كذا .. مع اني مدري شسوي الحين بدونكم اذا رجعت بيتنا
قال طلال وهو جاي ناحيتهم , وكانت منال معطته ظهرها .. ومبين حلا ودموعها تنزل .. : يا إلهي لا أستطيع أن أحتمل كل ذلك .. كم هي مؤلمة لحظات الفراق , هاهي دموعي تنسكب بكل حرقة ...
ضحكت حلا وسط دموعها وقالت : دبّ , والله من جد بشتاق لكم , ما أستهبل ..
ارخت يدينها منال بس حلا رجعت ضمتها مره ثانيه وقالت : والله اذا ماجيتوا زرتونا ترى انا اللي بجي ..
منال تضحك : طيب
طلال حط يدينه على خصره ويبتسم , قال وبعدين طلع لسانه : وأنا مالي ضمّه مثلهم ؟
عزيزة ضربته على ذراعه : استح على وجهك
طلال مات من الضحك على وجه حلا لأنها صدقت كلامه : امزح يمه من جدك انتي ؟ وانتي يالهبله بعد صدقتي ( يطالع حلا )
ابتسمت له حلا وقالت : مع السلامة طلال , مشكور , ومشكورين على كل شي
قرب منها طلال شوي وقال : لا شكر على واجب , نخدمك بعيوننا ..
( وشال شوق من يمها وحبها ) وقال وهو يطالع شوي في شوق وشوي في اختها : تعالي العبي عندنا كل يوم , طيب ؟
شوق قالت : ايه , اذا جات حلا انا اجي
عزيزة : حلا اوعديني اذا احتجتي شي وأهلك مو عندك ولا تحت أي ظرف , علطول اتصلي فينا او حتى تعالي . وارقامنا عندك , واي شي تبينه قولي لا تستحين ..
حلا : ان شاء الله خالتي ماتقصرون والله ..
وخطفت حلا نظرة اخيرة لطلال اللي كان واقف مبتسم وفي نفسها كان ودها تضمّه فعلاً .. لكن مستحيل طبعاً .. ,, وفتحت الباب ,طلعت بدون ماتلتفت مره ثانية , مسكت شوق بيدها وركبت السيارة ..
وتركت حلا دموعها تاخذ راحتها في السيارة ...
( حلا ) ..
كل الأوقات الحلوة ,, راحت !!
ابكي على فرقاهم ..
شي مضحك .. مع اني معاهم بنفس المدينة .. لكني بصراحة خايفة ..
خايفه ما أشوفهم كثير .. وما أقعد معاهم ..
أخاف يحطون حواجز بيننا ..
ما أضحك معاهم كثير وأسولف ..
في أسبوع واحد بس .. تغيرت أشياء كثيرة في حياتي ..
اولها .. أني لما اروح السوق , بشتري برقع أو نقاب .. !!
ناوية افرّح طلال .. بهالتغيير ..!
صحيح اني يمكن ماتغطى عنه هو لانه ولد خالتي واحسه قريب لي ,,
بس على الأقل .. ما أحس أنه متضايق مني اذا طلعت معاهم مكان ..
أحس ان اهلي مارح يخلونا نتقرب من بعض زياده ..
مجرد فترة قضيتها عندهم وانتهينا ..
لا ... ما أبي
ابي اصحى الصباح على وجه خالتي عزيزة وهي تبتسم ..
وأشرب الشاهي على نفس الطاولة اللي يجلس عليها طلال , وجمبه منال .. !
أبي اضحك واسولف مع طلال وهو يوصلني الجامعة , ويجيبني منها ..
طماعه ؟ طيب .. على الأقل يوصلني بس .. !!
بفتقد هذي الأيام كثير ..
أيام ماكان طلال يجي ياخذ شوق مني ويلعب معاها عشان أرسم ( تجربة ) أو أحل ( مسأله ) .. أو أحفظ ( قاعده) ..
وأحيان كان يقعد جمبي ويحلّ معاي ..
ويعلّمني ..
مازلت اتذكر معمل الكيمياء الصغير .. !!
والفوضى اللي سبتتها هناك ..
وحديقتهم الصغيرة ..
اللي كنا نتناوب على سقايتها انا ومنال ,, وطبعا طلال ..
ومرات .. كنا نرش المويه على بعض ..
فجأه ... لقيت طلال يتربع على ذكرياتي كلها ,, وتدور حوله أغلبها ..
لأنني ببساطه .. ماكان لي أي احتكاك بهذا النوع من الناس ..
اقصد ( الجنس الآخر ) ..
!!
أو يمكن لأن شخصيته مميزة وحلوه .. ؟
أو يمكن لأنه عاملني بطريقة ماقد عاملني أحد فيها ؟؟
أو لأن عيونه بس .. فيها حنان ودفى العالم كله ..
وقلبه أكبر قلب عرفته ..
ووجوده حولي .. يحسسني بأمان .. مع أني احس دائما بارتباك وحراره ..
أو عشان ابتسامته تحسسني ان الدنيا بخير ..
ما أدري .. !
أف .. كل هذا استنتجته بأسبوع ..؟
تت