كاتب الموضوع :
علياء
المنتدى :
القصص المكتمله
عندما دخلت إلى داخل الغرفه الزجاجية كان هناك سلم مضيء يتجه إلى الأسفل، نسمة من الهواء هبت من الأسفل مما أثار دهشتي واغلق الباب الزجاجي خلفي .. ولكنني حاولت أن أتشجع ونزلت إلى الأسفل ،،
شعرت ان خطواتي مرتعشة ..
ولكنني عندما وصلت إلى نهاية الدرج الرائع ..
رأيت مشهدا أروع من الخيال ، طريق ممهد على جانبيه أشجار ضخمة جذوعها خضراء داكنة وأوراقها بيضاء وزهورها وردية اللون عجيبة ... رائعة ... لا توصف بمجرد كلمات عادية ......
سرت في الطريق واقتربت من رجل كان يقف بعيدا ،، كان مسناً يرتدي زيا أبيض وله لحية بيضاء ويمسك بيده عصا بيضاء بها أشياء تلمع ... وعندما اقتربت كفاية وقفت أمام الرجل منذهلة فقال بصوت عميق :
- إذا كانت سيدة ايموكيا تريد المرور فعليها الإجابة على السؤال السهل أولا ..
أصغيت لكي استمع إلى السؤال :
- ما معنى كلمة ايموكيا ؟؟؟
شعرت بفشل ذريع فلم أفكر أبدا أن أسأل عن معناها مع انني سمعتها كثيرا ولكنني قلت باسمة :
- أرجوك غير السؤال ...
قال الرجل المسن بهدوء :
- الإجابة عندك ولكنك لم تعرفيها ....
نظرت حولي لم تكن هناك سوى الأشجار فقلت :
- تعني ... الشجره ؟؟
- سأعطيك فرصة أخرى يا سيدة الايموكيا وأرجو أن لا تكون اجابتك خاطئة لأنك سوف تعطينني القلادة وستعودين ...
حدقت بالقلادة لدقائق ورأيت الضوء الأزرق قبل أن أقول بتردد ويأس :
- الجوهرة الزرقاء؟؟
اقترب الرجل المسن وأعطاني مفتاحا ثم اختفى في الحال مما أصابني بالدهشة والخوف معاً .. ولكنني علمت أن الله ألهمني الإجابة الصحيحة ...
وسرت في الطريق الطويل فرأيت في نهايته مزرعة خضراء رائعة وكوخا كبيرا واصطبل خيول فارغ .. وفنار صغير ( منارة) فوق تلة صخرية مرتفعه...
وصلت عند المزرعة كان حولها سياج خشبي عالٍ وكانت بوابتها مغلقة ففتحتها بالمفتاح الذي اعطانيه الرجل المسن ...
عندما دخلت إلى المزرعة لم يكن هناك أي شخص ... ووصلت إلى المنزل ووقفت امام البوابة ...
كان الجو غريبا وكأنني أحلم .. نعم ، يبدو كحلم عجيب جدا ...
قبل أن أطرق الباب فتح ولد صغير له شعر أشقر ناعم وكان الطفل جميلا جدا وقال بلطف ولصوته صدى غريب :
- أعطيني عيدان الثقاب ،، فأنا أريد ان أشعل المدفأة لأن الجو بارد ..
كان ذلك بمثابة لغز آخر .. فأنا لم احضر أي أدوات معي ...
ودخل الولد الصغير مسرعا وتبعته ووقف أمام المدفأة ثم قال :
- هل تصبحين أمي ؟؟
ابتسمت ولم أعرف ماذا أقول ولكنني مسحت على شعره فشاهدت شريطة لوريس التذكارية الحمراء ..
وتذكرت كلماته " سأعطيك التذكار " لوريس" لكي تضعينه في موقد المدفأه ..."
وبسرعه خلعت الشريطة الحمراء من يدي ووضعتها داخل المدفأة ..
ولكن شيء لم يحصل ..
فقال الطفل الصغير بصوته الغريب :
- أنت لا تحبين ذلك الشخص المحبة الكافية لإشعال الموقد ...
واختفى الطفل ... أمام عيناي المذهولتين ..
نظرت أبحث عنه فلم أجده ، ولم اجد تذكار لوريس أيضا، وشعرت ببعض الخوف ..
هل أكون قد أخفقت ؟؟؟
-------------------------------------------------------------------------
ما هذا العالم الغريب ؟؟
تساءلت وانا أخرج خارج المنزل ..
ما الذي علي فعله الآن ؟؟
نظرت نحو الفنار ،، إنه تذكار جاميان ،، لكن ... أنا لم أشعل المدفأه ..
نظرت حولي بيأس ..
ولكنني تذكرت الذين علقوا آمالا علي وتوجهت نحو التل الصخري .. كان مدخله عباره عن نفق ... وربما هو كهف ...
عندما دخلت رأيت رجلا قويا يجلس حول كومة مشتعلة من الأخشاب ، كان يرتدي ثياب رجل رحالة وقبعة ويحمل حقيبة ظهرية ومعه بندقية ويضع قشة في فمه يتسلى بها ...
ونظرت إلى النار وقلت :
- سيدي هل يمكنك ان تعطيني شعلة من تلك النار ...
نظر لي الرجل بطرف عينيه ثم قال :
- يجب أن تعطيني شيئا بالمقابل ..
كان رجل صاحب مصلحته ولكنني تلمست شريطة رايو وخلعتها ثم قلت :
- يمكنني أن أعطيك تذكار الكهف ... إنه تذكار من محارب قوي!
ابتسم الرجل وقال :
- موافق ... مادام من محارب قوي ..
فرحت كثيرا وربطت له الشريطة على ساعده ثم أخذت الشعلة وعدت إلى منزل الصبي الصغير ، دفعت الباب بسرعة ثم وضعت الشعلة على أخشاب المدفأه فاشتعلت وخيم ضوء احمر شاعري على غرفة المعيشة ورأيت الصبي يبتسم لي ..
ثم اقترب الصبي الصغير مني ومد يده لي بجرة صغيرة ..
أمسكت بها و نظرت بداخلها كانت هناك ذرات لماعه صغيرة زرقاء اللون وكانت تشع نورا خافتا بينما تكلم الطفل قائلا :
- استعيدي قلادتك ... بهذا ...
نظرت إلى رقبتي فرأيت القلادة مازالت معلقة وحولها شريطة جاميان .. فقلت :
- ماذا تقصد ؟؟
عندما نظرت ثانية لم أجد الصبي ...
وخرجت عائدة إلى الكهف مرة ثانية ،، بعد أن علقت الجرة في رقبتي مع القلاده،
وكان علي الآن الوصول إلى الفنار ، ولم أجد الرحالة في مدخل الجبل وقد خبت نيرانه التي أشعلها ولكنني تابعت السير .. حتى وجدت طريقا صاعدا داخل الكهف المظلم ..
آخر ذلك الطريق الصاعد شاهدت نورا فتوجهت نحو مصدر الضوء مباشرة ولكنني فوجئت بثعبان ضخم يلتف على الصخور.. عرفت أنها أصلة عاصرة فهي ضخمة لدرجة مهولة....
أصابني الذعر ووقفت أتأمل المنظر من بعيد ولم أجرؤ على اقتحام المكان بالطبع .. ولم أعرف ماذا أفعل وعدت أدراجي لعلي ألقى أي مساعدة ..
سرت نحو المنزل مرة أخرى ووقفت في المزرعة ، في الحقيقة كنت أبحث عن الرجل الرحالة عله يساعدني للوصول إلى الفنار لأنني كنت متأكده من أنه لم يعبر للجهه الأخرى ..
مادامت تلك الأصلة الضخمة تعسكر هناك ..
من بعيد شاهدت الرجل الرحالة يحمل بندقيته ويسير في الطريق المليء بالأشجار ذات الجذوع الخضراء ...رفعت ثوبي الأنيق وركضت بسرعة محاولة اللحاق به ولكنه كان
يبتعد بطريقة غير عادية فقررت استخدام حنجرتي وصحت :
- هييييه !! ايه السيد الرحالة ... انتظر ... أرجوك ... أرجوك ...
لم يبد انه سمعني ... وتعبت من الصراخ والجري في وقت واحد فتوقفت رغما عني وأنا ألهث ...
التقطت أنفاسي بسرعة وعدت للركض حتى آلمتني معدتي وصحت :
- ارجوك توقف ... ايها الرحالة انتظرني ...
أخيرا سمعني فتوقف الرجل ونظر خلفه باستغراب ركضت حتى وصلت إليه ووقفت أمامه وانا التقط أنفاسي المتقطعه، لم استطع الكلام من شدة التعب وجلست على الأرض بانهاك فقال الرحالة بغرور واضح :
- ماذا تريدين من رحالة التاريخ الأول زاك ؟
ماذا لم اسمع باسمه من قبل ؟؟ هل يظن نفسه جيمس كوك ؟! ربما هو ماجلان ولكني لم أنتبه !! زاك؟؟
قلت بصوت متقطع :
- الكهف ...
- مابه؟
- هناك أصلة كبيرة تقف عند مدخله الآخر ...
نظر لي باستغراب وقال ببرود :
- وماذا علي أن أصنع لك؟
قلت :
- أرجوك ساعدني ... أريد الوصول إلى الفنار...
سار الرحالة زاك مكملا طريقه وهو يقول :
- لن يمكن لأي شخص التغلب على الأصلة .... إنها هنا من آلاف السنين ..
أرعبني كلامه وقلت بتوتر :
- ماذا تعني ؟ هل تقصد أنني لن أمر إلى الفنار؟
- يمكنك صعود الجبل ... سيستغرق ذلك ثلاث ساعات فقط ...
الجبل؟ لقد كانت لدي تجربة سابقة في التسلق... ولكن .. كان ذلك الجبل الذي يقع خلف المنزل شاهق الارتفاع ..
سألت :
- وأنت .. إلى أين ستذهب ..
توقف الرحالة ونظر إلى من تحت قبعته نظرة ملل وبغض وقال :
- أظن أن هذا ليس من شأنك ... كما انني لست متفرغا لمساعدتك يا آنسة .. أنا رجل مشغول ولدي مهمة أقوم بها ..
قلت بتوتر:
- ربما انا جزء من مهمتك ... فلماذا لا تساعدني ؟؟
هز رأسه نفيا وقال :
- أنا أعرف مهمتي جيدا ... وأعرف ما أود القيام به ... إلى اللقاء ..
بالفعل كان رجلا صعبا و سيئا .. حتى أن طريقة كلامه كانت غير لبقة أبدا وأخلاقه ليست من أخلاق الرحالة الحقيقيين وتركني وسار بعيدا .. ربما هوعضو فريق كشافة وحسب ...
لا بأس .. أنا أيضا معتدة بنفسي ..
سأتسلق الجبل ... على الرغم من أن هذا مستحيل بالفستان الذي أرتديه .. ليتهم أعطوني فرصة لارتداء شيء أكثر عمليه ..
لقد كنت أظنه اجتماعا عاديا ...
قمت بتمزيق الطبقة المزركشة العليا من فستاني ومزقت الذيل الذي يجر على الأرض فقصر فستاني بعض الشيء ،، ثم مزقت طرف كمي الحريري الذي يغطي كفي ... لم أجد شيئا آخر لكي أمزقه .. ما كل هذا القماش هل أظن نفسي سيدة الإيموكيا المريرة !!
في هذا المكان يجب ان أكون أكثر عملية لأن المظاهر لن تنفعني .. لكنني أصبحت مريعة .. ورفعت شعري بقماشة ممزقة ثم ركضت عائدة إلى الجبل ..
لم أعد بالطبع إلى الكهف .. لأنني مرتعبة من الأصلة الكبيرة ..
وتوجهت رأساً إلى الجبل ثم بدأت أتسلقه ...
بعد أن صعدت بصعوبة مسافة كبيرة كانت ماتزال نقطة الالتفاف للجهة الأخرى بعيدة جدا وشعرت بالعطش الشديد ولكنني لم أبالي به وواصلت الصعود ..
أخيرا وصلت إلى نقطة المرور وبدأت بالنزول بعد أن تأملت الفنار بغيظ لبعض الوقت وتساءلت .. لم جاميان صعب هكذا؟؟ حتى شريطته لن استعملها إلا بعد أن تتقطع أنفاسي أولا ...
مر الكثير من الوقت وشعرت بانهاك لا مثيل له ..
وأخيرا وصلت للأرض ثم صعدت التلة الصخرية بتعب أكبر .. ومع انها كانت مجرد مرتفع إلا أنها كانت القشة التي قسمت ظهر البعير ...
وارتميت على الأرض وأنا التقط أنفاسي ... وأتخيل أي زجاجة مياه قريبة ...
بعد وقت قصير وقفت لأتابع مهمتي ..
ولكنني فوجئت بالرجل المسن يقف أمامي مرة ثانية وقال بصوته العميق :
- لكي تمري يا سيدة الإيموكيا عليك أن تجيبي على السؤال الصعب ..
زفرت بضيق فقال الرجل المسن :
- من هو الذي سرق قلادة الايموكيا .. من شعب ايموكيا؟؟
قلت بيأس وانا أحاول تذكر الاسم الذي أخبرني به الرئيس أثناء حديثه :
- حدث ذلك قبل آلاف السنوات ... أنا لا أعلم ..
نظر الرجل المسن نحوي باستغراب وقال :
- لا أصدق أن سيدة ايموكيا لا تعرف ... أنا متأسف جدا ولكنك يجب أن تسلميني القلادة..
يالهذا العجوز الخرف! لماذا لم يقابلني قبل أن يتعكر مزاجي وأصعد الجبل !!
شعرت بالضيق وقلت :
- يجب ان يكون الفاعل سارقا و********************************ا ولا يستحق أن نعرفه ...
ولكن الرجل المسن اقترب ومد يده لكي أعطيه القلاده ...
-------------------------------------------------------------------
عندما جئت لأخلعها رأيت الجرة الصغيرة فخلعتها وأعطيتها للرجل المسن فقال :
- حسنا ... سوف تمرين .. ولكن لا امتياز بدون إجابه ..
اختفى الرجل المسن ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أصرخ من شدة الفرحة وتابعت طريقي بتفاؤل كبير ... ولكنني لم أفهم ما حكاية الامتياز تلك ..
وصعدت إلى الجهة العليا حيث رأيت الفنار فوق ربوة ، وأمامها شاطيء أزرق رائع ..
قلت في نفسي :
" لم يتبق سوى تذكار جاميان... علي إذا أن اتوجه إلى الفنار"
وهكذا بسرعة كبيرة ركضت نحو الفنار بتفاؤل كبير ولكنني عندما وصلت إلى بوابتها وجدتها مغلقة ...
لم أعرف ماذا أفعل وحاولت فتحها أكثر من مرة فلم أستطع ..
جربت كل شيء .. وطرقت الباب أيضا ..
مشيت قليلا ثم وقفت عند الشاطيء .. ليست هناك أي سفن وكان الفنار لا يعمل ، تساءلت .. ماذا عن هذا العالم ؟؟؟ هل سيأتي الليل قريبا أم أنه هكذا دائما ..؟
عدت ركضا مره أخرى حتى وصلت إلى الكهف .. نظرت بحذر فقد كنت الآن في جهة الأصلة مباشرة ..
نظرت جيدا لكنني لم أشاهد الأصلة ... دخلت عند بداية الكهف ولم أجد الأصلة ، كنت خائفة ولكنني اردت اكتشاف هذا فأنا لا استطيع فتح بوابة الفنار ....
شعرت أنني في لعبة الكترونية وهناك شيء مفقود في الحلقة !!
علمت أنني لم أجب عن سؤال الرجل العجوز والمفترض أنه كان سيعطيني مفتاح الفنار كما فعل في مفتاح المزرعة ...
ظللت أحوم حول المكان بلا فائدة .. والأصلة اختفت حتى أنني عدت إلى المزرعة والمنزل من جديد ..
لم يتغير لون السماء مع أنه قد مضى الكثير من الوقت وعدت إلى الكهف ثم إلى الفنار مرة أخرى ...
شعرت بغيظ شديد لأنني تكبدت كل هذا العناء لتسلق الجبل في النهاية تختفي سيادة الأصلة بدون مقدمات ...
وقفت أمام الفنار بيأس وفكرت في تسلقه لكن ذلك كان مستحيلاً ..
نظرت إلى ايموكيا ، كانت ماتزال تشع ذلك الضوء ولم استشف أي حل.. ولذلك ركضت حول الفنار مرتين أو ثلاثة ..
وعندما تعبت جلست على الأرض خلف الفنار وتذكرت جاميان ، تذكرتهم جميعا عندما اعتمدوا علي ّ ،، لأن أكثر موقف أكرهه هو الهزيمة ...
لعبت في الحشائش بملل فاصطدم بيدي مفتاحا كبيرا ذهبي اللون ، بكل الترقب والسعادة أخذته ونظرت حوله بعناية ربما يوجد شيئا آخر ..
لم أجد شيئا وركضت بسرعة نحو بوابة الفنار ..
لكن المصيبة أن المفتاح لم يفتح بوابة الفنار ،، لكنه مفتاح شيء ما بالتأكيد .. درت حول الفنار ولكني لم أجد أي مهنة لذلك المفتاح ، ولهذا عدت إلى المنزل مرة أخرى مارة بكهف الأصلة ... التي ذهبت للتنزه بعيدا ..
وقفت أمام المنزل ثم دخلت .. المنزل كان بسيطا جدا وكل الأدراج الموجودة فارغة ومفتوحة ولا تحتاج إلى مفتاح ..
الطابق الثاني كان عبارة عن سقيفة بها صناديق فارغة وبعض العلب التي يغطيها الغبار ..
خرجت خارج المنزل ودخلت إلى أصطبل الخيول الفارغ ..
كان يملأه الغبار ولا أحدثكم عن خيوط العنكبوت التي تنتشر في كل ركن وبين كل عمودين خشبيين ،، ولذلك بدا أن المكان عادي جداً وليس هناك شيء يستحق مفتاحا ذهبيا ً ..
سمعت صوت شيء ما يدخل خلفي ففزعت وتخيلت الأصلة تزحف خلفي ولكني نظرت فرأيت الرجل الرحالة وهو يدلف إلى المكان ثم قال :
- ألم تشاهدي هنا كرة زرقاء ومسحوقا أزرق ...
لم أفهم شيئا وقلت :
- المكان فارغ ...
ابتسم الرجل الرحالة وخلع قبعته ثم حدق في سقف المكان وقال :
- أنا أبحث عن المسحوق الأزرق ...
نظرت له باحتقار وقلت :
- حسنا ... ابحث لوحدك ..
سرت متوجهة إلى بوابة الأصطبل فقال :
- وأبحث عن مفتاح ذهبي سقط مني ..
نظرت إلى المفتاح الذهبي في يدي واستدرت بمواجهته ثم قلت :
- حسنا ... المفتاح معي ولكنني يجب أن أدخل إلى الفنار .. فهل معك مفتاح الفنار؟
ابتسم الرجل وعاد ينظر إلى السقف وهو يقول :
- ليس للفنار مفتاح ..
قلت بغيظ :
- أذن تريد مفتاحك الذهبي لترحل وتتركني هنا بلا مساعدة ..
نظر الرحالة إلى قلادتي ثم قال :
- لديك مساعدة ....
نظرت إلى القلادة وقلت :
- أنا أحاول مساعدتها ... وهي لا تساعدني فيي شيء ...
مد الرجل الرحالة يده وقال :
- أعطني المفتاح وسأخلصك من الأصلة التي تسد باب الكهف ..
ياله من نذل !!
ضحكت بسخرية وقلت :
- لا شكرا يمكنني تدبر أمرها .. انا أريد مفتاح الفنار ...
- أخبرتك أنه لا يوجد للفنار مفتاح ،، الكرة الزرقاء لحارس الفنار فيسمح لك بالدخول لسكب المسحوق الأزرق في الشق ..
كنت أود قتل نفسي وقلت بعصبية :
- لا مزيد من الألغاز فأنا لا أفهم شيئا ..
تركني الرجل الرحالة وخرج خارج الأصطبل ثم ارتدى قبعته وقال :
- الرحالة الأول الرائع زاك يساعدك في العثور على الكرة الزرقاء ولكنك لا تفهمين ..
قلت بعصبية :
- الرحالة زاك يساعد نفسه في العثور على الكرة الزرقاء ...
عاد الرحالة زاك ينظر إلي بفضول ثم قال :
- أعطني المفتاح الذهبي وسأعطيك الكرة الزرقاء ...
قلت وأنا أضغط على أسناني من الغيظ :
- وكيف ستعطيني الكرة الزرقاء وأنت لم تجدها بعد ؟
فتح الرحالة زاك حقيبته وأخرج منها كرة زرقاء عجيبة وكأنها كرة من ماء البحر وقال بغرور :
- الرحالة زاك القوي يحتفظ بالكرة الزرقاء ولكن ليس بالمسحوق الأزرق ..
أمسكت بالمفتاح جيدا وقلت :
- وماذا أفعل بها؟
- ستعطينها لحارس الفنار .. ومن ثم سيسمح لك بالدخول ..
- هل تخدعني ؟
- بالتأكيد لا ..
- وماحكاية المسحوق الأزرق هذا؟
- مسحوق عجيب ومهم لكنني سأعثر عليه .. لأنه أقوى من الكرة الزرقاء ..
لم أفهم شيئا وتبادلت الكرة بالمفتاح .. في كل الأحوال أنا لن أفعل شيئا بالمفتاح وتأملت الكرة للحظة وسألت :
- أين أجد حارس الفنار إذا؟
لم أسمع أي شيء ونظرت حولي فلم أر أي أثر للرحالة غريب الأطوار ...
تعجبت بأنه اختفى فجأة هكذا ..
وحملت الكرة بحرص كانت مثل الهلام ...
مررت من الكهف بصعوبة وأنا خائفة أن تسقط الكرة وتنفجر .. كانت متوهجة ولم ألحظ ذلك إلا عندما دخلت الكهف المظلم ...
عندما خرجت وقفت أمام الفنار ولم يكن هناك شيء وهبت ريح قوية .. ماذا أفعل الآن!! لا يوجد أي حل آخر ونظرت إلى الشاطيء بحيرة .. ليست هناك أي منازل أخرى ...
والجبل صعدته من قبل ولم تكن به أي كهوف .. ربما توجد كهوف في الجهة الأخرى ولكن .. هذا المكان عجيب جدا ...
لا يوجد هنك حارس للفنار ... الفنار مهجور ..
عدت إلى الكهف ولكنني قبل أن أصل كانت الأصلة المتوحشة تعشش على مدخل الكهف مجددا ..
زفرت بيأس وخوف .. متى جائت تلك الأخرى!!
نظرت على سطح الكرة ... كان مرسوم عليها أصلة ضخمة وتمتمت :
" مستحيل أن تكون الأصلة هي حارسة الفنار "
- - - - - - - - - - - - - - -
" مستحيل أن تكون الأصلة هي حارسة الفنار "
نعم مستحيل ... لقد اختفت لفترة وتركتني أعبر .. كنت أقف على مسافة بعيدة جدا عن الأصلة خلف الصخور وأنا أفكر ..
وفوق رأسي شعرت بصوت غريب ..
نظر بسرعة ثم صرخت بفزع وأنا أرى الأصلة تقترب من الأعلى وركضت بسرعة ابتعد ولكنني سقطت فوقعت الكرة من يدي وانفجرت وخرج السائل الأزرق بداخلها ..
عندما انفجرت الكرة ظهرت رائحة عجيبة ومنفرة تشبه رائحة الكبريت أو ربما مادة كيميائية عجيبة وابتعدت قبل أن ألمس السائل الأزرق وشاهدت الأصلة تبتعد مسرعة عن المكان برمته هربا من الرائحة .. لقد كان الرحالة النذل زاك يعرف أن الأصلة تهرب من رائحة المادة الموجودة داخل الكرة ...
انتبهت للسائل الأزرق .. كان هناك مفتاح داخل الكرة وظهر عندما انفجر السائل الموجود بداخلها ..
شققت قطعة قماش من فستاني المسكين وحاولت أن أمسك به المفتاح وحملته بعيدا ثم غسلته بماء البحر تحسبا لتلك المادة ..
عدت إلى الفنار مجددا ووقفت أمام بوابته ..
جربت المفتاح الأزرق ..
لم أصدق نفسي وأنا أرى المفتاح يدور داخل البوابة ، وفتحت البوابة ولكن ضوء قويا شع أمام وجهي وشعرت بشيء يخطف القلادة ويقطعها من فوق رقبتي ..
حاولت أن أدافع عن القلادة ولكنني لم أكن أرى شيئا أبدا ..
وعندما اختفى الضوء شعرت بهزة قوية تحت قدماي ، وكأنه زلزال .. واغلق باب الفنار خلفي ثم توقف الزلزال .. تحسست القلادة في رقبتي فلم أجدها ..
شعرت بغضب وألم حقيقيين وصعدت درج الفنار الضيق بسرعة حتى وصلت إلى الأعلى في الحجرة المستديرة ..
وعندها تذكرت فجأة أن الملك قال لي أن سارق ايموكيا كان يدعى الحارس المناور وكان معه الشياطين ، يالغبائي !! كيف لم اتذكر!
قلت بصوت عال لنفسي :
- نعم .. الحارس المناور يالي من غبية كبيرة!!!
جلست على الأرض بحزن شديد وانا اعرف أنني فرطت في القلادة ،، وعندها ظهر الرجل المسن أمامي فنظرت إليه بحزن ثم قلت :
- كنت أعرف إجابة سؤالك لكنني لم أتذكرها سوى الآن ..
ابتسم الرجل المسن وقال بلطف :
- كنت أعلم أنك تعلمين ... ولذلك ستستعيدين قلادتك لأنك فتاة متحمسة .. فقط لم يتبقى سوى أن يعمل الفنار مجددا .. لأن ضوءه سوف يغمر كل المناطق المظلمه ...
ثم وضع الجرة الصغيرة في يدي مرة ثانية ورأيت الطفل الصغير يقف إلى جواره ويبتسم ..
وقفت وقلت بفرح :
- سيدي .. شكرا لك ..
هز الرجل المسن رأسه موافقا ثم تركني ونزل درج الفنار وخلفه الطفل الصغير .. وتابعتهم بنظراتي حتى اختفيا وتساءلت :
" والآن ماذا ؟؟ كيف سأستعيدها ..؟؟ "
صعدت إلى كشاف الفنار كان ضخما ولكن كان بمنتصفه شرخ كبير وهذا مايجعله غير قادر على العمل ، ربما .. واقتربت منه بهدوء ثم تفحصته،، لامجال لإصلاحه الآن بالتأكيد .. وعندما نظرت من النافذة الكبيرة شاهدت الشاطيء الجميل يمتد أمامي إلى مالا نهاية .. ويبث في نفسي أملا عجيبا ، وعندما نظرت إلى الطاولة الصغيرة رأيت الكتاب الذي أهدته لي والدة جاميان ..
للحظات فقط ثم تلاشى من أمام ناظري ،، تذكرتها فدمعت عيناي ..
وقلت في نفسي .. هل كان يجب علي أن أحضر الكتاب معي ؟؟ لقد احترت كثيرا وأصابني الصداع ولكنني أوشكت على النهاية بالفعل ...
نظرت إلى الجرة المعلقة ورأيت المسحوق اللماع ... كان أزرق اللون وتساءلت إذا كان هذا هو المسحوق الذي كان يتكلم عنه الرحالة ..
واقتربت من المكان الذي رأيت فيه الكتاب ووجدت شقا في الطاولة ... لم أفهم ما السبب .. وراودتني فكرة غريبة ..
تذكرت فجأة كلام الرحالة عندما قال :
" أخبرتك أنه لا يوجد للفنار مفتاح ،، الكرة الزرقاء لحارس الفنار فيسمح لك بالدخول لسكب المسحوق الأزرق في الشق .. "
نظرت داخل الشق بحذر ثم سكبت قليلا من المسحوق اللماع الموجود داخل الجرة وفي الحال رأيت الشق يلتأم وعادت الطاولة كما كانت ..
اعجبني الأمر ولكن ؟؟
ماذا بعد ...؟ ماذا افعل الآن ؟؟
درت بعيني في غرفة الفنار الضيقة،، وتذكرت الكشاف الكبير ...
هل يجب علي إصلاحه ؟؟؟
نعم ... قال الرجل المسن أن علي ان أجعل الفنار يعمل مجددا ..
لم انتظر مزيدا من الوقت وصعدت نحو الكشاف الكبير وأخذت الطاولة وقفت عليها حتى اتمكن من الوصول لمكان الشرخ المرتفع .. كان الكشاف كبيرا جدا ...
في بداية الشق سكبت ما تبقى من المسحوق اللماع فجرى المسحوق في الشق الكبير وبدأ الزجاج يلتأم مره ثانية ..
كان شكله رائعا بعد أن أصلحته ..
ولكن ؟؟؟
ماذا ؟؟ لم يحصل أي شيء ؟؟
هل كان استنتاجي خاطئا ؟؟ في كل الأحوال لقد انتهى المسحوق اللماع ولم يتبق المزيد منه ..
نزلت من فوق الطاولة وأعدتها إلى مكانها ..
وتأملت الكشاف بغيظ ثم تذكرت فجأة ،، إنه عالم خيالي ولكن ..
النار .. لم استطع اشعالها إلا عندما امتلكت نارا حقيقية ولم تشتعل بالتذكار..
والرجل الرحالة .. لم يقبل الشريطة كتذكار إلا عندما علم أنها لمحارب قوي ،، هناك أشياء مرتبة منطقياً .. على الرغم من أن هذا المكان أبعد مكان عن المنطقية ..
فكرت ... كذلك ضوء الكشاف الكهربائي الضخم .. يجب أن يكون موصولا بمصدر كهربائي .. بحثت عن وصلات كهربائية حتى وجدتها كانت وصلات ضخمة جدا ..
ولكنني لم أعرف أين أضعها ،، بحثت بقلق وبسرعة ،، لكن لا فائدة ..
إحباط في كل دقيقة تواجهني ولكن لا بأس ،، سأجد حلا .. نظرت أسفل الطاولة فوجدت وصلة كهربائية متصلة بالجدار ،،
أبعدت الطاولة ونظرت إليها ولكنها لم تكن متطابقة مع الوصلة التي كانت معي .. حاولت إدخال وصلة الكشاف في المصدر ولكن ذلك كان مستحيلا .. هناك فتحتان في المصدر والوصلة التي معي لها ثلاثة رؤوس ..
كيف أخلع واحدة من هذه ؟؟
ساعدني يا إلهي ..
حاولت كسرها بيدي ولكنني لم أفلح وآلمتني أصابعي بلا فائدة ..
وبدأت بالبحث مجددا عن أي شيء ..
ولكن بلا جدوى فجلست منهكة على الأرض من كثرة التفكير والبحث ومسحت عيني بعنف فقد كانت تؤلمني ..
بعد قليل نزلت درج الفنار مرة ثانية ...
إن ذلك المكان يشبه كوكب الأرض إلى حد كبير ..
نظرت من نافذة السلم ورأيت سلكا كهربائيا غير معزول يمر من فوق الفنار ويأتي من الجبل ..
لم أنتبه له من قبل .. حسنا .. هذا السلك الكهربائي هو حل مشاكلي ..
نظرت لبوابة الفنار كانت ما تزال مغلقة وصعدت للأعلى مرة ثانية وشددت الأسلاك وبدأت أسحبها وأحرر التشابك بينها ..
سحبتها وكانت طويلة كفاية لتصل إلى الأعلى .. وخلعت القابس ثم سحبت العازل من فوق السلكين فأصبح جزء منهما مكشوفا فلويت الجزء المكشوف وشكلته على شكل رأس سنارة الصيد حتى يمكنه التعلق بالسلك الرئيس ، ثم وقفت عند النافذه ومددت السلكين نحو السلك الرئيسي بعد أن ابعدتهما عن بعضهما ..
في البداية لم يصلا لأن السلك الرئيس كان بعيدا ،، فصعدت فوق النافذه وكدت أنزلق بسبب ثوبي ..
كان ذلك العمل خطيرا جدا ولكن كان علي القيام به ..
وبالفعل وصل السلكين إلى السلك الرئيس وتلامست الأسلاك المكشوفه فانبعثت شرارة صغيرة ...
أضاء المصباح القوي، و كان يضرب نوره داخل الغرفة العليا المستديرة وذكرني ذلك الضوء بالضوء القوي الذي أعمى عيني في البداية عندما دخلت إلى داخل الفنار وأخذت مني القلادة ايموكيا ،، وببطء توجهت نحوه وبدأت توجيهه بحذر للخارج وأنا أتحاشى لمس الأسلاك .. كان صعبا وكبيرا وبذلت مجهودا كبيرا جدا وآلمني ظهري ولكنني صممت على ذلك ..
وبالفعل ...
وجهته نحو الشاطيء وشعرت بزلزلة قوية جدا ..
سقطت أرضا ووقعت على السلالم إلى الغرفة السفلية وآذيت أنفي ونزلت منها الدماء ثم سقطت الطاولة أيضا فحاولت الجلوس بصعوبة ووضعت يدي على رأسي أتحاشي الأحجار المتساقطة ..
-------------------------------------
|