كاتب الموضوع :
علياء
المنتدى :
القصص المكتمله
في اليوم التالي توجهت إلى المكتبة حتى أقوم بشراء بعض المذكرات إستعداداً للعودة إلى الجامعة ..
عندما عدت للمنزل كان عمي مايكي بانتظاري وجلست إلى جواره ثم تحدثنا عن جامعتي وعن الأستاذ تشارلز الذي كان يضع للطلاب درجة الصفر في كل الاختبارات ..
ابتسمت وانا اتخيل ورقتي بالصفر .. فقال عمي :
- لندا ..
- نعم يا عمي؟
- ماذا ستقولين لجيمس .. هل سترفضين ..
تنفست ببطء وقلت بحزن:
- لا أعلم .. أشعر بحيرة شديدة وعدم الرغبة في التفكير بأي شيء ..
- مازلت تفكرين في جاميان ..
- نعم .. لم استطع نسيانه ..
- هذه الأمور تتطلب وقتا ،، لكنك ستبدأين بنسيانه إن انشغلت مع جيمس فهو شاب رائع ..
بداخلي رفضت كل مايجري ولكنني قلت لعمي مايكل :
- سأحاول .. لكنني لا أعدك ..
خرجت إلى الحديقة وتصفحت إحدى الجرائد اليومية .. كانت الأخبار دائما كما هي .. حروب ومجاعات وجوائز وفنانين وغيرها .. ليست هناك أخبار جيدة ..
شعرت بأحدهم يسير من الخلف على الحشائش متجها نحوي فوضعت الجريدة وقبل أن التفت وضع ذلك الشخص يده على عيني ..
تحسست يديه وقلت :
- مايكي .. هيا كف عن هذا لا أحد غيرك يفعل ذلك ..
سمعت صوت عمي مايكي الذي أبعد يديه وهو يضحك ثم قال:
- لقد حضرت لك مفاجأة ..
- حقا؟
- نعم ..
نظرت إلى وجه عمي وقلت :
- أرجو أن لا تكون المفاجأة شيء أتزوجه أو شيء آكله فقد سئمت كل هذا ..
ضحك عمي وقال :
- حسنا يا فيلسوفه .. إنه شيء جميل .. وأنت تحبينه ..
- وماهو؟
سار عمي متوجها نحو بوابة الحديقة وقال :
- ستخرجين معي قليلا يا آنستي اللطيفة ...
ابتسمت وقلت :
- حسنا مايكي .. محظوظة تلك التي تخرج بصحبتك ..
خرجت وتوجهت مع عمي مايكل إلى مطعم فخم ... وبعد أن جلسنا على طاولة بستة كراسي قال عمي :
- لقد دعوت شخصا ما لحضور العشاء ..
قلت وأنا أنظر إلى قائمة الطلبات :
- إنه شيء آكله, ولقد دعوت شخصا أخشى أنه شيء أتزوجه!! صدقني لقد فعلت الشيئين المحظورين .. وما هذه الطاولة .. إنها كبيرة على ثلاثة أشخاص ..
ضحك عمي ثم نظر خلفي وقال :
- لقد وصلا ..
كنت متشوقة فعلا لأرى الشخص الذي سيتناول معنا العشاء وخشيت أن يكون جيمس لكنني تفاجأت فعلا وسقطت قائمة الطلبات من يدي ..
لم أصدق عيناي ..
كانت صديقتي "بريا" ومعها شاب هندي آخر .. يبدو هنديا ولكنه لطيف ويشبه بريا كثيرا .. وقفت وركضت نحوي بريا فعانقتها بسعادة ..
لم أصدق انني أراها مرة أخرى ..
سلم علينا الشاب وعرفتني بريا عليه :
- إنه شقيقي باتيل وهو يدرس هنا في انجلترا ..
كنت أشعر من البداية أنه شقيقها ...
جلسنا نحن الأربعة حول الطاولة ونظرت إلى عمي ثم قلت :
- إنها مفاجأة جميلة بالفعل .. لقد أخفيتم عني هذا ..
ابتسمت بريا وقال عمي مايكل :
- أجل ... ظننتها مفاجأة سارة .. أم ماذا؟
- إنها رائعة ..
تكلم باتيل أخيرا :
- ستبقى بريا هنا معي لبعض الوقت ثم ستعود إلى الهند ..
ابتسمت بريا مجددا وقالت :
- إن أخي باتيل يلبي لي كل ما أطلبه ..
ضحكت أنا وعمي ...
وقال عمي :
- اليوم هو يوم المفاجآت السارة .. لأنني دعوت شخصا آخر ..
قلت باندهاش :
- من هو ؟ لا أظن أنه سيكون مفاجأة مثل بريا وشقيقها أبدا ..
ضحكت بريا وقالت تحدث عمي :
- هل تقصد ذلك الشاب الذي قابلناه صباحا ..
هز عمي رأسه موافقا وقال باسما :
- أجل .. لكن لا تخبري لندا ..
-------------------------------------------------------------------
كنت أنظر إليهم مثل التي لا تفهم شيئا في حياتها وقلت :
- حسنا .. تظنون أنكم منظموا مفاجآت .. سأرى مايمكنكم فعله . في الحقيقة تكفيني بريا اليوم ..
ضحكوا علي وأقبل نادل المطعم وأعطانا قائمة الطعام ..
كنا نختار بعض الأكلات معا ورأيت عمي يقف ويبتعد وهو يقول :
- سأختار ما تختاره لندا ..
خرج عمي خارج المطعم وقلت لبريا و باتيل :
- أرجوكما أخبراني من هو الشخص الآخر الذي سيحضر؟
ابتسم باتيل وأرخى ظهره على الكرسي بينما قالت بريا :
- إنه شاب وسيم وأنت تعرفينه .. لقد حدثنا عنك ..
- من هو؟
- إنه الشخص الذي ..
قاطعها باتيل قائلا :
- لقد حضرا ..
نظرت خلفي ورأيت عمي يدلف إلى الطعم وخلفه جاميان ..
نظرت باندهاش ومسحت عيناي جيدا ربما اتخيل ، ولكن هذا لم يكن خيالا وكان جاميان متأنقا جدا ، بقيت صامتة حتى وصلا إلى طاولتنا ووقف باتيل وصافحهما ثم صافحتهما بريا بينما ظللت أنظر مندهشة ..
شعرت بالاختناق فجأة وفكرت ان أترك المطعم وأخرج ..
لأنني كنت حائرة جدا ..
نظر لي جاميان ومد يده لمصافحتي ثم قال :
- مرحبا يا آنسة لندا ..
لم أصافحه ونظرت إلى وجهه ، كان مبتسما وثقة ما تلمع في عينه وقال عمي :
- لندا .. مالذي حل بك ؟
صافحت جاميان الذي جلس في مواجهتي تماما وبدأ النادل بوضع الطعام فقال جاميان بمرح :
- يبدو أنني وصلت في الوقت المناسب ...
ضحك الجميع ولكنني ظللت أنظر إلى جاميان بهدوء ..
كنت اتسائل عنه .. مالذي جرى له؟
هل يقوم بزيارتنا فقط .. أم إنه استطاع تذكري بالفعل ..
بعد أن تناولنا العشاء كانوا يتبادلون الأحاديث طوال الوقت .. أما أنا فجلست صامته مما أثار قلق بريا التي قالت بتوتر :
- مالأمر يا لندا؟ هل هناك شيئا ما أغضبك ؟
قلت وأنا أحاول أن ابتسم :
- لا شيء .. أشعر بصداع خفيف .. ربما بسبب المفاجآت الكثيرة ..
ضحكوا علي وتحاشيت النظر إلى جاميان ..
كان الجميع يحدثه باسم سايمن ، مما دل على أنه مازال يعيش في عالمه الجديد ..
وعندما انتهينا من شرب الشاي وخرجنا، ودعنا بريا وشقيقها باتيل اللذان وعدانا بزيارة ..
بقي جاميان الذي قال لعمي :
- أنا أيضا سأذهب .. لكن لا أعلم إذا كنت سأعود مجددا ..
نظرت أخيرا إلى وجه جاميان .. ولكنني لم أقل شيئا ، وحدق عمي بي ثم قال :
- هيا أنت لم تقولي شيئا لسايمن ..
قلت بحزن :
- أنا لا أعرف سايمن .. أنا أعرف جاميان فقط .. وإذا كنت سأقول شيئا لسايمن .. فإنني سأقول له .. وداعاً .. وحسب .
سرت بضعة خطوات متوجهة إلى سيارة عمي ولكن جاميان اعترض طريقي وقال :
- حسناً .. ماذا ستقولين لجاميان؟
دمعت عيناي ولم أرفعهما خشية أن يرى جاميان دموعي ولم أقل شيئا .. فعاد جاميان يقول :
- ماذا عن الجندي الأبيض؟ هل ستخبرينه عن الطريق الذي سار فيه حفل تتويج أمرجيز ؟ أم أنك ستتركينه يسير لوحده ..
لم أكن قد حكيت له عن أمرجيز أبدا ولا حتى حفل التتويج ونظرت له باندهاش وعيناي تملأها الدموع وقلت :
- لا.. إنه يعرف الطريق أكثر مني ..
ابتسم جاميان وقال عمي :
- أظن أنه ينوي أخذك في رحلة جديدة ..
نظرت إلى جاميان وابتسمت رغما عني ..
ثم قلت :
- مرحبا بك مجددا .. أيها الجندي .. الأبيض ..
-------------------------------------------------------------------
سرنا في الحديقة عائدين إلى المنزل وركضت آيريس بسرعة فتعثرت ،، ركض جاميان وحملها وهو يضحك عليها ...
لحقت بهما ونظرت إلى السماء الغائمة قلت وانا ابتسم :
- يا إلهي ! يبدو أنها ستمطر ..
نادت آيريس الصغيرة بتلكؤ :
- أمي ... أتحداك تلحقينا ...
عادت تركض مجددا مع والدها الطفل الكبير ،، وهتفت :
- حسنا ، سأريكما ..
عندما بدأت بالركض ضحكت آيريس وركضت بسرعة وخلفها جاميان فشعرت برغبة عارمة في الإمساك بهما ، وبعد ركض مسافة قصيرة وصلا إلى المنزل قبلي وخسرت التحدي، وعندما دخلت إلى المنزل قلت وانا التقط انفاسي بصعوبة :
- سأريكما ..
أمسكت بجاميان وأوسعته ركلا على الأريكة برفق وكان يضحك ويحاول أن يمثل أنه يصرخ كالعادة وآيريس تصرخ وتدافع عن والدها بحرارة وتقذفني بالوسائد ..
بدأت الأمطار بالنزول رويدا .. جلس جاميان أمام الشرفة ليتأمل الأمطار وصعدت آيريس فوق صدر والدها وأغمضت عينيها استعدادا لكي تذهب في النوم ..
كانت حياتي الجديدة تعجبني وكانت آيريس تشبه جاميان لدرجة لا تصدق .. وهي متفقة مع والدها ومتحيزة له بشدة ..
جلست أخيرا وتصفحت جريدة اليوم ثم قلت باندهاش :
- يا إلهي ! مازالوا يتحدثون عنك في الصحف ،، ألم يملوا دعوتك بالكائن الفضائي ..
ابتسم جاميان وقال بلطف وهو يمسح على شعر آيريس التي نامت على صدره :
- لا يهمني ماذا تقول الصحف، لقد ربحت معركتي الأخيرة و حصلت على حق المواطنة ، وأنا الآن زوجك ولدينا ابنتنا آيريس .. نحن سعيدان ..
ثم التقط الصحيفة من يدي ورماها بعيدا وتابع :
- المهم أنك معي .. أم ماذا ؟
وضعت رأسي على كتفه وصمتت لبعض الوقت ثم همست :
- بالتأكيد جامي .. نحن سعيدان جدا ولكن ينقصنا أن نعثر على جيرودا .. ألا يقرأ ذلك المتهور الصحف ؟؟
- سنعثر عليه بالتأكيد .. لكنني أخشى أنه لم يصل إلى الأرض ..
- هل تعتقد أنه مازال في إيموكيا؟
- ربما ....
نظرت إلى جاميان وقلت :
- لكنك لم تخبرني عنها ... لقد شغلتنا قضيتك حتى أنني نسيت ذلك ..
- من هي تلك التي لم أخبرك عنها ..
ابتسمت ولم أقل شيئا ونظر لي جاميان بحيرة ثم قال ثانية :
- ما الأمر يا لندا؟ لقد حيرتني ..
قلت بغيرة :
- تلك الفتاة التي كانت مغرمة بك ..
ابتسم جاميان وقال بلؤم لكي يغيظني :
- أي واحدة منهن؟ لقد كن كثيرات بالفعل ..
قلت بغيظ :
- ماذا؟ هل تظن نفسك وسيما ؟
ضحك جاميان بلطف ثم مسح على شعر آيريس وقال :
- إنها كلمتك المفضلة ...
ثم بدأ بتقليدي بسخرية :
- هل تظن نفسك وسيما .. أنت لست كذلك .. ولكنني أغرمت بك !!
استرخيت ووضعت رجلي على الطاولة ثم قلت بدلال :
- أنت من جرى ورائي حتى أحبك .. لقد عشقتني مع أنني كنت أرفضك .. ولكنك لن تهرب من الإجابة ..
ظل جاميان يضحك وقال :
- أنا لم أسمع السؤال بعد ..
قلت بغيرة:
- من هي تلك الفتاة التي شنقت نفسها من أجلك !!
صمت جاميان قليلا وكأنه تفاجأ من السؤال ثم قال :
- هل تقصدين شقيقة الأمير نيروتا؟
- نعم ...
- إنها ... لقد ..
تطلع لي جاميان بصمت فنظرت بغيظ وقلت :
- أنت تقهرني .. ماذا .. لماذا صمتت هكذا؟
ابتسم جاميان ثم قال :
- لقد كانت مجرد حادثة مؤلمة فقط ، ثم ... من أخبرك أنها شنقت نفسها من أجلي؟ لقد سئمت الفتاة من حياتها ومن شقيقها الذي حرمها من كل شيء ...
نظرت باندهاش وقلت :
- حقا .. لكن لا تراوغ ،، لقد أخبرني الجميع بتلك القصة ..
قال جاميان باستغراب :
- لا .. إنه خيال النساء المريض .. أنا لا أنفي أن الفتاة كانت تحبني، لكن ... لم تشنق نفسها من أجل أنني انتقلت من القصر لأننا وضعنا حدا لهذا منذ زمن ..
شعرت بالغيرة وقلت :
- لا تظن أنك محبوب ... أنت لي وحدي هل سمعت؟
ضحك جاميان وهو ينظر إلي ثم قال :
- أظن أنني لك وحدك، أم ماذا؟
ابتسمت برضا وأسندت رأسي على ظهر الأريكة ثم قلت :
- حسنا .. لماذا فرض عليك روسو القناع؟
- حتى لا تعجب بي الأميرات ..
- هراء ... لن تعجب بك أي فتاة ..
ضحك جاميان وضحكت ... ثم قلت بعد وقت قصير :
- كنت أتمنى أن يكون جيرودا معنا الآن ..
قال جاميان بنبرة حزينة :
- كنت أتمنى شيئين في حياتي تحقق أحدهما والآن ... أنا أتمنى شيئين أيضا ..
- هيا أخبرني بأمنياتك ...
نظر جاميان إلى وجه آيريس بحب ثم قال :
- كنت أتمناك .. وأتمنى أن أظل معك إلى الأبد ... وهذه الأمنية تحققت ..
ابتسمت وقلت :
- رائع .. وما الأمنية الأخرى ؟
- أن أمسك أمرجيز وأفعل به ما أشاء .. كنت أريد فعلا أن أشقه إلى نصفين بدون أي مبالغة!
قلت وانا أضحك :
- خذني معك عندما تنوي فعل هذا ...
ابتسم جاميان وهو يسبح في تأملاته وقال :
- والآن بقيت تلك الأمنية التي لم تتحقق ... وأضفت لها أمنية أخرى ..
- وماهي ؟
- أتمنى أن يرى جيرودا ابنتي آيريس يوما ما ... وأريد أن أراه سعيدا ولديه طفلة مثلنا ...
لا أدري لماذا دمعت عيناي بسبب تلك الأمنية الأخيرة ونظرت إلى الأمطار التي أشتدت كثيرا ..
فكرت في صمت ...
بدأت أتخيل أن جيرودا معنا الآن ويراقب الأمطار ... إن جيرودا شاب جدير بالثقة فعلا ويستحق كل الأشياء الجيدة ..
ربما علينا أن نكتب له إعلانا في الجريدة فقد انتشرت قصة جاميان وأصبحنا مشهورين جدا وخاصة أن لون عيني ابنتي آيريس كان بنفسجيا عجيبا جدا وهذا ما جعلها ملفته للنظر ..
حتى إنها أصبحت مشهورة جدا ...
ابتسمت ، لأنه سيكون لدينا على سطح الأرض أو مايسميها الآخرون " بوميا آر" جيلا جديدا من لون العيون البنفسج والأرجواني ومشتقاته ..
همست لجاميان بعد فترة صمت :
- سنسمي طفلنا التالي جيرودا ... هذا إذا كان صبياً !
لم يعلق جاميان عل كلامي ونظرت إلى وجهه كان قد ذهب في النوم ، يبدو أنه لم يسمع كلمتي الأخيرة .. نظرت إليه وإلى طفلتي آيريس بسعادة فقد كانا كل شيء في حياتي الآن ..
ابتسمت ووضعت رأسي على كتف جاميان مرة اخرى وبدأت أذهب في النوم أيضا ، لكننا قررنا دوما أننا سنبحث عن جيرودا ..
أليس كذلك؟
----------------------------------------------------------------------------
____________________________________
|