المنتدى :
الشعر والشعراء
قبل اليوم
كتبت هذه القصيدة عندما حملتُ ابنتي بين ذراعي لأول مرة وكان ذلك بعد 19 يوما من ولادتها..وهذه أول قصيدة اكتبها لها أتمنى أن تتسع صدوركم لمشاركتي بعض الذكريات ..وإن لاتشعرو بالملل لكونها طويلة بعض الشيء.
قبل اليوم عيناكِ قبلَ اليوم ..كانت تشكيان ..
وتحكيان.. ألف قصةٍ ..وقصةٍ ..
عنوانها خذيني.
عيناكِ كانت تنظران ..
في أعيني وتبحران..
وتطلقانِ آهةًً..
تخرقُ صدري ألماً..
سائلةً إلى متى ..يا أمُ تتركيني؟.
من حضنك الدافئ لِمْ..
يا أم تبعديني؟.
عيناك كانت تبكيان ..
وصوت صيحاتكِ.. كان يخرق الجدران ..
يدور رأسي وجعاً ..يهتز قلبي ألما..
أسمعك دوما تنادينَ وتصرخين..
متى....؟؟
متى يا أم تحمليني؟.
كل الوجوه غريبة أمي..
وعالمي غريب..
مليونُ صوتٍ مزعجٍ ..ليس بها حبيب..
فهنا جهازُ نبضٍ صارخٍ.. أو إبرةٍ موجعةٍ..أو..
أو ما يسموه طبيب؟!.
لاشيء..لاشيء يا أماه يحتويني!.
أين هما يداك ؟؟ وأين نبض قلبك الحنون..
أينكِ يا أمي ؟؟ لماذا عني ترحلين..؟
في وحدتي ..وحيرتي.. دوماً و تتركيني.
آاااه ..آهٍ بنيتي.. كم عذبتني الأسئلة..
والغوصُ في مقلتيك كم أماتني ..
وكم وكم لم ترحميني.
كم بعتابكِ القاسيَ كم أوجعتني ..
ياجنة القلب ويااا... نور عيوني.
آه لو جمرات قلبي تبصرين ..
ما كنتِ تقسين وتحرقيني.
فالشوق لضمكِ يقتلني ..يذبحني ..فيزدادُ حنيني.
يا مهجة القلب ويا رمش جفوني.
يا دوحتي الغالية سامحيني.
آه وآهاتيَ بركانٌ يثور كلما تريني.
أشعر بالعجز وعجزي كاللهيب الحار يحتويني.
بناره يكويني.
عيناك قبل اليومِ كانت تشكيان وتبكيان ..وتحكيان قصةً..
عنوانها خذيني.
واليوم ..اليوم كانت نعمة لم أنسها ..
اليوم أحسستُ بأن الكون في يميني.
أن الحياة رائعة...
أن الوجودَ مشرقٌ .. والشمسُ ساطعة ..وكل الكون في عيوني.
اليوم عندما حملتك طرت إلى السماء..
حلقت في الفضاء.. والفرحُ يغمرني ويحتويني.
يارب كم أنت كريم..هكذا ناديت شكرا ياإلهي ومعيني.
ثم حدقت بعينيك وقد حل اللقاء..
لحظة لا أستطيع الوصف فيها..
فهي عمرٌ كامل أفرغت فيه الشوق والحنين.
عانقت فيه قلبك الصغير ..
وصحت من أعماق روحي ياحبيبتي ضميني .
وعلى بعديَ عنك ..ياضيا روحي اعذريني.
وبهذا الفيض والحب العميق ..أغمرك وتغمريني.
عوضني الله وإياك بخير نعبر الآفاق فيه..
كي نسبحهُ ونشكرهُ على آلائهِ في كلِ حينَ.
|