لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-02-07, 07:10 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 17464
المشاركات: 1,017
الجنس أنثى
معدل التقييم: وحده فاضيه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدZimbabwe
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وحده فاضيه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وحده فاضيه المنتدى : الارشيف
Bawling

 

تكمله

أما الكونتيسة آلما فبعد أن ابتعدت بسرعة وصلت إلى المركبة التي كانت تنتظرها قريبا من الباب

الفلورنسي ولم تكد تصعد إليها حتى مضت العربة تنهب الأرض نهبا إلا أنها لم تكد تقطع خمس مائة قدم

حتى تبعها فارس أخذ يشير إلى الحوذي بأن يقف عندئذ انحنى الفارس على باب المركبة وحياها بإجلال

فعرفته الكونتيسة وتمتمت وهي باهتة اللون: قيصر بورجيا

- أنا هو يا سيدتي لقد أردت أن أقدم لك جليل احترامي رغم العداوة القائمة بين بيتينا وعندما

أراد أبي أن يبعث في أثرك خادما يحمل إليك شيئا نسيته لم أقبل أن يكون هذا الخادم شخصا آخر غيري .

فسألته الكونتيسة متعجبة: شيئا نسيته؟

- هذا الخاتم ولقد أكد لي والدي أنك ستأسفين على إضاعته لذلك أردت أن أوفر عنك ما ينكدك

فابتسمت الكونتيسة ابتسامة حزينة وقالت بعد أن علت الحمرة وجهها : إني أشكرك يا سيدي . ثم مدت

يدها لتتناول الخاتم الذهبي إلا أنها أطلقت آهة صغيرة لأن نتوءا في طبعة الخاتم خدشها في راحتها خدشا

طفيفا . فقال قيصر : عذرا هل آلمك شيء يا سيدتي؟

-كلا لا شيء

- الوداع إذن يا سيدتي لقد انتهت الآن مهمتي ولكن دعيني أضيف بأنني سأحتفظ لك ولذويك

مهما كانت ضرورات الحرب بعطف عميق.

واستدار قيصر بحصانه قافلا نحو روما إلا أنه قبل أن يدخل إلى المدينة وقف يتأمل العربة التي شرعت تغيب

ثم غمغم قائلا:

- ستصل هذه المركبة بعد ثلاثة أيام إلى مونتفورتي ولكنها لن تصل إليها إلا بجثة هامدة !

غير أن المركبة لم تذهب إلى مونتفورتي بل توقفت في نزل "الفورش" حيث تعرف الفارس راكستان إلى

قيصر بورجيا وهناك حبست الكونتيسة آلما نفسها في غرفة لم تتركها إلا بعد سقوط الليل إذ امتطت صهوة

حصان وتابعت وحدها الطريق .

ولم يطل بها الطريق حتى انحرفت عن طريق فلورنسا ثم راحت تسير الهوينا طيلة ساعتين حتى وصلت

آخيرا إلى مضيق بين الصخور بني في قعره بيت ذو مظهر متواضع ولم تكد الكونتيسة تطل على هذا البيت

حتى خرج ظل أبيض من بين الصخور الجاثمة بين العليق وانتصب على الدرب فهتفت الكونتيسة : بياتركس!!

فقالت بياتريكس وقد اقتربت تضم أمها بين ذراعيها : لكم برحني القلق عليك لأنك تأخرت كثيرا

وأسرعت المرأتان فدخلتا إلى البيت الذي أغلق بابه خادم مسلح . هنا سألت بياتريكس أمها تقول:

إذن يا أمي هل نجحت؟ وهل استطعت رؤية الأشخاص الذين كنت تأملين لقاءهم.

فأجابت الكونتيسة بصوت مختنق: كلا لم اجد هؤلاء الأشخاص في روما

- آه يا أمي لكم يفرحني هذا ! لأنك عندما أخبرتني البارحة بعزمك على نشدان السلم بيننا

وبين آل بورجيا لم أستطع أن أصد الانقباض عن قلبي إّ أنه ليس من سلم يرتجى في إيطاليا ما دام هؤلاء

المسوخ يبصرون النهار هيا تشجعي يا أمي فقد صممت على متابعة النضال حتى النفس الأخير ولكن هل

أنت متأكدة من أنهم لن يكتشفوا خلوتنا هذه ومن أنهم لم يحلقوا بك راصدين ؟

- اطمئني يا بياتريكس لأنني تبعت خطتك تاركة المركبة في نزل "الفورش"

- حسنا فعلت ! على كل حال سنتهي أسرنا هذا مساء غد سأمضى إلى موعدي الأخير في

روما وبعد غد عند الفجر سنترك هذه الخلوة التي قضينا فيها شهرا بأكمله لنعود إلى مونتفورتي

- آه إن نفسك نفس بطلة يا بياتريكس !!

- من الواجب أن أكون كذلك عندما يصبح للرجال قلوب نساء

- إنك تقصدين أباك!

- أجل ! ولكن ماذا بك يا أمي إني أراك تصفرين؟

- لا شيء فقد أردت أن آخذ هذه الكأس من الماء لأنني أشعر بعض ملتهب إلا أن يدي لم

تساعدني على حمله . فقدمت بياتريكس الكأس لها قائلة: اشربي يا أمي

فحاولت الكونتيسة أن تمسكه إلا أنه أفلت من أصابعها المشنجة وسقط متحطما على الأرض

- لست أعلم ما بي ! إني أشعر كأن يدي مشلولة . فصرخت بريمفيرا تقول: هذا ما أراه يا أمي !

إن يديك مبيضة وأصابعك مشنجة ترى ما الذي حل بك؟

- ها قد تخدرت ذراعي وإن صقيعا مميتا يصعد حتى مرفقي بل هو ذا رأسي يدور آه لقد فهمت

الآن!!

لفظت الكونتيسة هذه التنهيدة الأخيرة بصوت يملأه الرعب.

فسارعت بريمفيرا أخذة أمها بين ذراعيها كأنها تريد ان تحميها من شر مداهم ثم أخذت تمتم وهي تكاد

تفقد رشدها : ماذا أعمل !!

ماذا أعمل ! فأجابتها الكونتيسة : لا شيء لأن السم الذي يجري في عروقي هو سم لا يرحم . فصرخت

بريمفيرا مصعوقة من الخوف : سم !!

- سم آل بورجيا !!!

فظلت الفتاة مذهولة مصروعه على الأرض. فتابعت الكونتيسة قائلة بصوت لاهث: فتشي في صدري لأن


يدي ميتتان .

فأطاعت الفتاة مسرعه مادة يدها إلى صدر أمها

- تجدين خاتما هاته !

- هذا هو يا أمي

- هذا ليس خاتمي لقد بدلوه بخاتم آخر وضع السم في طبعته

- آه ما أقسى هذا الحلم !

- بل إنها حقيقة رهيبة يا بياتريكس ........ وها إني سأموت

- كلا كلا !

- قلت لك سأموت وبعد ساعة أكون قد انتهيت . لذلك أصغي إلي ولا تقاطعيني

فركعت بياتريكس وطوقت خصر أمها بذراعيها وأخذت تجهش ببكاء منخفض.

- بياتريكس إنك فتاة صغيرة ولكنك قوية ويمكنك الاستماع إلى كل شيء

- ولكن أي شيء لا أعرفه؟

- بل إن الأشياء التي سأقولها لك تحتاج إلى شجاعة يمدني بها الموت فقط وثقي بأنني لن أراك

فيما بعد لكي لا يحمر وجهي خجلا منك

- تخجلين !! أنت أمي التي هي من آل سفورزا!!

- أجل يا بياتريكس إني امرأة مذنبة !! إسمعي لقد حل عندنا رجل بينما كان أبوك غائبا في

سفر طال ثمانية ايام وأخذ الرجل يغريني حتى شعرت بجنون غريب ينتابني وحتى سقطت

فارتفع نشيج قاس من حنجرة بريمفيرا .

- وصرت ألتقي بالرجل بعدئذ بقصره في روما فكان لهذه العلاقة تابع يجب أن تعرفيه : ذلك أنني

أصبحت اما لطفلة ولدت .

وعندما لفظت الكونتيسة هذه الكلمات ألقت نظرة ملتهبة على بريمفيرا التي لم ترفع وجهها بل ظلت

تستمع مشوشة القلب من الهول عندئذ تابعت الكونتيسة تقول: ولم أكن زوجة مذنبة فحسب بل صرت أيضا

أما مجرمه لأنني قبلت نصيحة الرجل وتركت الطفلة هناك على عتبة الكنيسة الصغيرة المبنية عند مدخل

حي الغيتو والتي تسمى كنيسة الملائكة ومنذ ذلك الحين أخذ الضمير يعذبني فصرت افتش عنها ولكن

عبثا تلك هي جريمتي الحقيقة يا بياتريكس التي ها أنذا أكفر عنها اليوم ليس بالموت ولكن بالندم الذي

يشد على قلبي شدا مميتا .

أما تلك الطفلة يا بياتريكس أختك فإنني أشعر أنها حية وربما كانت شقية معذبة لذلك فإني أتوسل إليك أن

تفعلي ما لم تستطع فعله أمك الميتة فتشي وجدي أختك وأنقذيها من الشقاء لكي لا تلعن أمها المجهولة

آه يا بياتريكس يا ابنتي أنتي أنتظر وعدك لي

فرفعت بريمفيرا نحو أمها نظرة مضطربة وهمست تقول: أختي !!

- أجل أختك فهل ستفعلين ما طلبته منك ؟ فقالت بياتريكس بوسوسة كان التأثر يخنقها على

شفتيها : سأفعله يا أمي ولسوف أجد هذه الأخت ولسوف أحبها !!

فلمع الفرح في عيني الكونتيسة وقالت وهي تبحث عن الكلمات بجهد لأن لسانها اخذ يتعلثم : آه !! ها انذا

اموت شاعرة بالغفران .

- وبالحب يا أمي إني أحبك كما فعلت دائما .

ثم أدنت بريمفيرا شفتها الطاهرة من جبين أمها الخاطئة وطبعت عليه قبلة مشفقة بنوية

- أرجوك كفى عن التفكير بالماضي .

- يجب أن أقول لك اسمه .

- اسمه .؟؟؟؟

- أجل يجب أن تعرفي والد شقيقتك ! إنه الرجل الذي يغرق إيطاليا بالدماء والذي سممني

بواسطة ابنه إنه اسكندر بورجيا .

فندت عن الفتاة صرخة من الرعب وسارعت إلى السؤال:

أوه! لم أسمع أعيدي هل هذا ممكن؟

إلا أن الكونتيسة آلما بقيت بلا حراك صامته إلى الأبد إذ أنها أسلمت الروح في رجفة مخيفة أما بريمفيرا فقد

سقطت راكعة عند ركبتيها .

 
 

 

عرض البوم صور وحده فاضيه  
قديم 22-02-07, 08:05 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 17464
المشاركات: 1,017
الجنس أنثى
معدل التقييم: وحده فاضيه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدZimbabwe
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وحده فاضيه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وحده فاضيه المنتدى : الارشيف
Handkiss

 

في مرسم رافائيل سانزيو

لندخل الآن إلى بيت جيل قائم على صفح ؟" بينشيو" إحدى روابي روما في الطابق الأول من هذا البيت

غرفة فسيحة يدخل إليها النور امواجا زاهية: إنها مرسم رافائيل سانزيو

كان الفنان بمساعدة شاب من عمره منهمكا بإنزال اللوحات التي كانت تملأ جدران المرسم وكان الشابان

كلما أنزلا لوحة يربطانها بحبل ثم يدليانها عن الشرفة إلى عربة كانت مقيمة أمام العتبة فيستلقيها عامل

ويشرع في تنضيدها في مكانها حتى أنه ليبدو أن القوم مزمعون على رحيل وكان الشابان أثناء عملهما

يتحدثان. فقال صاحب رافائيل: إذن سأنقل لك هذه اللوحات إلى فلورنسا.؟

- نعم يا عزيزي ماكيافيللي وإني أرجو أن ألقى مساعدة هناك بفضل أستاذي الرسام " باريجان"

- سأعمل على نقل هذه الكنوز إلى فلورنسا في مدة أقصاها خمسة عشر يوما وسأكتب لك يا

سانزيو

- شكرا يا ماكيافيللي أعلم انه باستطاعتي الاعتماد على صداقتك ولكن لماذا لا تنتقل أنت

بنفسك إلى هناك لكي نلتقي معا؟ إن فلورنسا هي دماغ إيطاليا

فهز ماكيافيللي رأسه وقال: سأذهب يوما ما إلى هناك لكي أرتب ملاحظاتي وأبدأ الكتاب الذي أفكر به

دائما ولكنني واجد هنا مادة للكتابة لا أجدها في أي مكان آخر

- وما ذا تعني.؟

- أعني أنني لن أجد نموذجا لكتابي خيرا من بورجيا يا له من مجرم أصيل! وياله من مثال رائع

للحاكم المستبد الذي يوحي للشعب بفظاعة الاستبداد! آه لكم أنا سعيد بالتراجع عن طعن بورجيا بخنجري

لأنني أريد أن يكون كتابي طعنة نجلاء في صميم الطغاة! أريد أن أصور الطاغية صورة قبيحة حتى تقسم

الإنسانية بأن تتخلص إلى الأبد من جميع امرائها وجميع ملوكها أتفهم الآن يا رافائيل لماذا أريد البقاء في

روما على مقربة من أعمال هذا المسخ الذي يدعي بورجيا؟

ورفع ماكيافيللي إلى جبينه يده المحرقة ثم عاد فجأة إلى رافائيل الذي كان يتأمله فقال: اغفر لي لأنني

تركت نفسي تثور على سجيتها بينما أعلم أن أخطارا جمه تحيط بك ولكن قل لي بماذا أنت تفكر واجما؟


فارتعش رافائيل سانزيو ارتعاشه قوية وتمتم وقد استولى عليه قلق مفاجئ: أني أفكر بروزيتا

- حبيبتك لافورنارينا؟ ولكنك لم تقل بي ما هي أسباب رحيلك من هنا؟

- إن الدقائق ثمينة الآن يا ماكيافيللي ولكنك ستعرف السبب يوم تتبعني أما اليوم فاعلم فقط أن

روزيتا مهددة بخطر رهيب إذ أن ما روته لي البارحة الماغا ساحرة حي الغيتو قد صعقني صعقا ولسوف

نكون أنا ولافورنارينا غدا عند الفجر بعيدين عن روما أما الوقت الذي سيسبق سفرنا فإننا سنشغله بحفلة

الزواج الليلية التي لن يحضرها أحد غير الشهود

- فليكن كذلك! ومتى يعقد الزواج؟

- في هذه الليلة في كنيسة الملائكة الصغيرة على مدخل حي الغيتو حيث كانت لافورنارينا

مطروحة هناك ساعة وجدتها الماغا الساحرة في هذه الكنيسة ستصبح روزيتا امرأتي

- في أيه ساعة؟

- عندما يحتفل بالقداس الأول أي في الساعة الثانية صباحا بعدئذ سنترك روما سرا على

الأقدام حتى نصل على المركبة التي ستنتظرنا في المكان الذي تعينه أنت

- كن مطمئنا سكون كل شيء جاهزا ثم إني أملك خمسين ذهبية خبأتها في درج هل انت

بحاجة إليها؟

- كلا أنني غني الآن لأنني قبضت البارحة من خازن البابا ثمن لوحتي : العذراء الجالسة على

كرسي

وكان تنزيل اللوحات قد تم فودع الصديقان أحدهما الأخر على أمل أن يلتقيا في حفلة كنيسة الملائكة

لأنهما اتفقا على أن يكون ما كيافيللي إشبينا لفورنارينا ثم انتقل رافائيل حالا غلي كنيسة الملائكة ودخل

إليها وكان متجها نحو السكرستيا عندما أبصر راهبا يخرج منها وقبعته نازلة على عينيه فاقترب رافائيل منه

قائلا: أتستطيع يا أبت أن تخبرني إذ كان كاهن هذه الكنيسة موجودا الأن؟ فرمقه الراهب بنظرة سريعة

وندت عنه دهشة أخفاها بسرعة ثم اجاب قائلا: الكاهن مريض وأنا أحل مكانه هل لك حاجة؟

- الموضوع يا أبت يتعلق بالزواج

- حسنا يا ابني وماذا يلزم؟

- أن يكون الزواج متواضعا بلا بهرج ولا ضجة لذلك فإن الخطيبة راغبة في أن يتم الزواج أثناء الليل

- أنت هو الخطيب؟

- نعم يا محترم

- والخطيبة من هي؟

- ستعرف اسمي واسمها في الوقت الضروري

- حسنا حسنا يا ابني! وانت أيضا تريد أن يتم هذا الزواج في الليل؟ ربما أردتما أن يظل سريا؟ لا

تخف يمكن أن تبوح لي بكل شيء يا ابني!!

- نعم يا أبت الجليل يجب أن يظل هذا القران سريا

- حسنا حسنا لدينا قداس في الساعة الواحة ليلا وقداس آخر في الساعة الثانية

- هذا الأخير يوافقني

- أحسنت الاختيار ولكن متى؟

- في هذه الليلة يا أبت

- إذن عليك أن تحضر هذه الليلة عند الساعة الثانية مع خطيبتك ومع شاهدين ولوسف أكللكما

فشكر رافائيل الراهب واندفع إلى الخارج أما الأب المحترم فقد انتظر ابتعاد الشاب ثم اتجه مسرعا نحو

السكرستيا حيث كان هناك كاهن عجوز منهمك بترتيب إحدى الخزائن فالتفت إليه الراهب وقال: أيها الأخ

دومينيكو عد إلى بيتك الآن

فرفع الكاهن السمن نظرة تعجب على الأب المحترم الذي تابع قائلا: إنك مريض اليوم!!

- هل أنا مريض يا دون كاركونيو؟

- أجل وحتى نهار الغد أفاهم أنت؟

فانحنى الكاهن المسن بتواضع جم وتمتم قائلا: لتكن مشيئتك يا دون كاركونيو ! أما دون كاركونيو فقد قال

له : منذ الصباح يمكنك أن تعود إلى الكنيسة ولكن حتى ذلك الحين إياك أن تغادر السرير

فسلم الكاهن العجوز مفتاح الكنيسة للراهب ومضى مبتعدا عندئذ خرج الراهب بدوره فأغلق بالمفتاح

الكنيسة ثم انطلق مسرعا على طريق الفاتيكان

.........

- إنها الساعة الواحدة .... ناموا بسلام يا سكان الحي!!!

هذا ما صاح به حارس الليل على مدخل حي الغيتو أما رافائيل سانزيو وخطيبته روزيتا لا فورنارينا الصغيرة

فقد كانا في بيت الماغا يودعان الساحرة العجوز وكانت الماغا تعزي لافورنارينا الباكية بين ذراعيها والتي

كانت تجهش قائلة: أمي أرجوك تعالي معنا . فأجابتها الساحرة بصوت قاس تقول: يجب أن أبقي هنا !

ولربما تبعتكما بعد قليل لأن عملي العادل لم ينته بعد ....

لقد كانت هذه الكلمات تحتوى معنى التهديد واضحا ولكن ترى من هو المقصود بهذا التهديد؟ هذا هو

السؤال الذي طرحه رافائيل لحظه على نفسه ولكنه سرعان ما عاد إلى الواقع فقال بصوت متأثر: كما

تشائين أيتها الماغا إلا أن الظل سيعكر سعادة روزيتا إذا لم تكوني بقربها وإننا نعدك إذا عشت معنا بأننا

سنجعل شيخوختك سعيدة وقالت لافورنارينا:

- أجل كيف يمكنني العيش بعيدا عنك ؟

فتنهدت الماغا واربد وجهها ثم قالت: اذهبا ايها الولدان لقد حان الوقت ؟

فقال رافائيل: ولكن لا تنسى وعدك لي بأنك ستخبريني من هم الأعداء الذين يهددون حياة روزيتا ومن هو

ابوها

- من هو ابو روزيتا؟ ستعرفه عندما يحين ذلك أما الآن ففكرا فقط بحبكما وأسرعا في الهرب إلى

روما !

- سنكون في فلورنسا بعد أيام قليلة

- حينئذ فقط يمكنني أن أتنفس الصعداء .... هيا اذهبا!!

وضمت الماغا روزيتا بتأثر شديد ثم انسحبت بسرعة إلى الغرفة المجاورة أي إلى غرفة لافورنارينا الصغيرة

والدموع تنهمر من عينيها وعندما مضى الحبيبان جلست القرفصاء وحيدة ورأسها على ركبتيها والألم العظيم

يستبد بتقاسيم وجهها ثم راحت تتمتم في نفسها قائلة: الآن انتهى كل شيء فقد ذهب فرحي وطارت

سلوتي وتعزيتي وتلاشي وامحى كل ما كان في حياتي المظلمة من بقايا الطهر والألق وها قد دقت

الساعة لكي انتقم من نفسي!

وكانت الساعة قد قاربت الثانية عندما بلغ رافائيل وروزينا كنيسة الملائكة وإذا بهما يشاهدان في مؤخرة

صحن الكنيسة معبدا جانبيا تنيره شمعتان بضوء شاحب بينما وقف الشهود منتظرين وهم اصدقاء

لماكيافيللي ورافائيل عندئذ خرج من السكرستيا كاهن وبرفقته صبي لخدمة القداس أما المكان فقد كان

يجثم عليه صمت جليدي

وجرى الاحتفال بالقداس بطريقة سريعة ولم يكد يتبادل الخطيبان مجبسيهما حتى اقترب ماكيافيللي من

رافائيل قائلا له: العربة منتظرة قرب الباب الفلورنسي خارج الأسوار وسأنطلق الآن لأفتح الباب فعليك انت أن

تسرع

ثم اختفى الشاب فخرج رافائيل سانزيو ورزيتا من الكنيسة واقترب منهما الشهود فحيوا العروس مهنئين ثم

ابتعدوا فبقى رافائيل وروزيتا وحيدين ولم تمض لحظات حتى أخذا يجدان السير في شارع ضيق كثير

التعاريج .. غير أنهما شعرا فجأة أن خمسة عشر شبحا انتقضت من حولهما من الأمام ومن الوراء واقبلت

تطوقهما فشهر سانزيو خنجره بينما صرخت روزيتا صرخة قوية من الرعب ولم يفه رافائيل بكلمة ولكنه انحنى

على امرأته فحمها بذراعه فحملها بذراعه بينما راحت ذراعه الثانية تهوي بالخنجر على جماعة انتصبوا أمامه

إلا أنه لم يكد يخطو خطوتين حتى هوى متدحرجا على الأرض لأنه أصيب بضربة على راسه ولم يسمع بعد

ذلك إلا صرخة استغاثة يائسة ثم أغمي عليه !!!

........

عندما استرد رافائيل وعيه كان الليل ما يزال منسدلا على المدينة لذلك فقد شاهد النجوم تلمع هنالك عاليا

بين السطوح ولكنه لم يلبث أن نادى بصوت حزين متأوه يقول: روزيتا!! روزيتا!!!

ثم أخذت يداه تتلمسان في الظلام وإّذا بمشاعر الحقد تنتابه وتشحذ قواه فيستطيع النهوض على ركبتيه

وينظر حوله سارد البصر ثم ينادي من جديد: روزيتا! ولكنه لم ير شيئا ولم يسمع أحدا يجيبه وإذا بالحقيقة

الرهيبة تبرز واضحة في ذهنه : لقد اختطفوا روزيتا !! ولم يبق له سوى امل واحد هو أن يخبر الماغا بما

حدث لأن الساحرة كانت تعلم أشياء كثيرة وهي تعرف ولا شك من يهمهم اختطاف لافورنارينا إذ أنها كانت

قد اخبرته بأن بقاء الفتاة في روما إنما يعرضها إلى خطر جسيم ناصحة إليه الهرب إلى فلورنسا.

عندئذ تحامل رفائيل على نفسه وهو ما يزال طائشا تحت تأثير مقبض السيف الذي هوى على رأسه وسار

مترنحا في طريق حي الغيتو حتى وصل إلى بيت الساحرة فدخله مسرعا وإذا بأحد المشعلين قد لفظ

أنفاسه الأخيره وإذا بالصندوق مفتوح وجواريره مبعثرة بالقرب منه فصاح بصوت مبحوح من القلق يقول:

ماغاااا!!!

ما غا!! ثم اندفع نحو غرفة روزيتا فإذا هي فارغة وإذا بالماغا قد اختفت ولم يبق له أثر في البيت

 
 

 

عرض البوم صور وحده فاضيه  
قديم 22-02-07, 09:02 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 17464
المشاركات: 1,017
الجنس أنثى
معدل التقييم: وحده فاضيه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدZimbabwe
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وحده فاضيه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وحده فاضيه المنتدى : الارشيف
Creep

 

طريق المدافن


في هذه الليلة بالذات كان الفارس راكستان قد غادر نزل جانوس الجميل حيث كان مايزال ساكنا وكان

قيصر بورجيا قدم له منزلا في قصر سانت آنج بعد نجاته من الأقتحام الذي كاد الجمهور فيه أن يقطعه إربا إربا

إلا أن الفارس رفضه قائلا:إنني لأختنق يا مولاي في القفص الجميل الذي تعرضونه على لأنني كنت طيلة

حياتي الماضية من متشردي الليل وأنا أحب أن أعود إلى منزلي في أيه ساعة أشاء وأبواب هذا القصر

تغلق عند الساعة التاسعة.

ولم يًحلف قيصر بورجيا في طلبه بل إنه أجيب بلا مبالاة الفارس كما كان من قبل قد أعجب بشجاعته لذلك

فقد راح الفارس هذه الليلة في الشوارع المليئة بالظل والصمت حتى وجد نفسه أخيرا عند مدخل طريق

المدافن هذه الطريق التي كانت تتقدم في الظلام محاطة بالمدافن القديمة التي راح القمر يرسم فوقها رقعا

مبيضة وهنا أخذ الفارس يتمتم في نفسه قائلا : قالت لي: المدفن الثالث والعشرين إلى اليسار أما كلمة

السر فهي أن أجيب بلفظة " آمور" على اسم روما

ثم تقدم وهم يعد المدافن التي كانت تارة ملتصقة بعضها ببعض وطورا منفصلة بمساحات طويلة نبتت فيها

شجيرات متماسكة خضراء وجعل يفكر في نفسه بأنه سيري للمرة الثالثة هذه الصبية الغريبة التي ما يزال

مصيرها لغزا أمام ناظريه والتي لم يستطيع أن يبعدها عن مخيلته وعندما بلغ المدفن الثالث والعشرين أخذ

قلبه يخفق خفقانا شديدا وراح يدور حول المدفن ولكنه لم ير أحدا ففكر في نفسه قائلا: ترى هل جئت

متقدما أم متأخرا؟

في هذه اللحظة ارتفع بالقرب منه صوت يتمتم قائلا: روما!

فأجاب الفارس مرتجفا: آمور!

ثم ظهر رجل من جب من الشجر الملتف ودنا من الباب البرونزي الذي يسد باب القبر فدفعه وغاب لكي

يتسنى لراكستان الدخول. فدخل الفارس ووجد نفسه في حجرة ضيقة ينيرها مشغل صغير أما الأرض فقد

كانت من البلاط الرخامي وإذا ببلاطة قلعت من حجرها تاركة مكانها ثقبا مفتوحا أسود.

وعندما انحنى راكستان على هذا الثقب أبصر درجا حجريا ينغرز في الأرض فنزل عليه حتى وصل إلى حجرة

ظهر في جهة منها نور خفيف فاتجه نحو هذ النور ووجد أن الجرة مفضية إلى غرفة فسيحة ينيرها عدد من

الشموع فتمتم قائلا: إنها الدياميس!

وكانت الغرفة التي دخل إليها مستديرة يحيط بها عند جدرانها صف من المقاعد البسيطة المريحة أما عددها

فإنه يبلغ العشرين وقد جلس على كل كرسي مها رجل وبإشارة من يده دل أحد هؤلاء الرجال الفارس

على مقعد شاغر فاقترب راكستان وجلس عليه منتظرا

مر ربع ساعة كان راكستان خلالها يدرس ملامح الذين يحيطون به ولقد رأى أن أغلبية هؤلاء الرجل هم

شبان يبرز على وجوههم نموذج الجمال الإيطالي الذي يجمع بين الصلابة والرقة في آن واحد إلا أن جوا من

الرصانة كان يطبع هذه الوجوه المختلفة بطابع مشترك هو طابع الإرادة القوية عندئذ اختصر راكستان

ملاحظاته بهذه الفكرة " هؤلاء هم رجال حقيقيون إذا تآمروا على أحد – وهذا ما ينبئني به شكلهم- فيا ويل

من يتآمرون عليه ! ولكن " هي " أين هي الآن؟ وما هو دورها في هذه التمثيلية الرهيبة التي أرى ملامحها

على هذه الوجوه؟ وما هو الدور الذي هيأته لي؟ ثم بأي شيء ييستطيع أن يطمع فارس مثلي لا درع عنده

ولا درهم؟

في هذه اللحظة سمع حفيف ثوب وهسهسة اقدام خفيفة في الحجرة التي مر فيها راكستان فاستدارت

جميع الرؤوس نحو هذه الجهة وراح الفارس بنظرة سريعة يتفحص مرة أخيرة الأشخاص الغامضين المجتمعين

في هذه المقبرة ثم تنهد تنهدا عميقا ولقد لاحظ بأن ملامح الجميع تشير إلى فروغ الصبر من الانتظار

إلا أن ثلاثة منهم أو أربعه كانوا يعبرون عن شعور واضح لم يكن راكستان ليخطىء في تقديره! وهو شعور

الحب !

وظهرت فجأة امرأة – عرف راكستان أنها بريمفيرا- مغطاة الوجه بنقاب وعليها ثياب سوداء لاحظ الجميع أنها

دلائل حزن جديد فجرت بينهم همهة ووقفوا جيمعا مطوقين الفتاة التي يجهر شكلها بألم عميق لا تستطيع

التغلب عليه عندئذ أخذ أحد المجتمعين وهو شيخ ذو لحية رمادية يد الفتاة وقال لها: ماذا تعني يا

بياتريكس العزيزة ثياب الحداد هذه ؟ تكلمي أيه مصيبة حلت عليك؟ فرفعت بريمفيرا نقابها وقالت : إنها

مصيبة فادحة كما قلت أيها الأمير ما نفريدي ! مصيبة ألمت بأغلى من أحب وكادت تغرق عاطفتي البنوية

في خضم من الأسى واأسفاه ! لقد ماتت أمي !

- ماتت؟ الكونتيسة آلما؟

- مقتولة مسممة ؟ ألا يكفيكم هذا أيها الأسياد المجردون من أملاكهم ؟ أيها الأمراء والبارونات

والكونتات المغتصبون ؟ أوتلزمكم جرائم أخرى ؟ إليكم إذن بعد الكثير من رجال الشعب والكثير من النبلاء إليكم

أمي ضحية جيدية تسقط اليوم لا لشيء إلا لكونها أمي! ثم تلك اليد ذاتها التي تضرب وذلك هو الطاغية

نفسه الذي يصمم الجريمة : اسكندر بورجيا!! وذلك هو الرجل نفسه الذي ينقض على الفريسة المعينة :

قيصر بورجيا الإبن البكر للبابا!!

فهتف الفارس راكستان في داخلة قائلا: قيصر بورجيا الرجل الذي أعطاني الحماية والذي وضعني على رأس

فيلق لكي أشاركه حملته بعد قليل؟؟!!

أما المجتمعون فقد سرت بينهم رجفة عاتية وارتسم على وجوههم شعور حقد عنيف إلا أن الأمير ما نفريدي

هو الذي تابع قائلا: بياتريكس يا ابنتي دعيني امنحك هذا الاسم لأن أباك غائب عن المكان الذي كان عليه

أن يحتله إنني أتفش عبثا عن الكلمات التي تستطيع تعزية حزنك ماذا!! هل تجرأ آل بورجيا أن يحملوا يدهم

على الكونتيسة آلما؟ إنها داهية نكراء يا ابنتي !! ولكن إذا كان شيء يستطيع تعزيتك فهو التأكد من أن

الانتقام قريب وأن أصحابنا الحاضرون جميعا في هذا الاجتماع الذي عينته أنت قد أتوا بأخبار حسنة : رومانيا

أخذت تتحرك وفلورنسا بدأت تظهر نقمتها على سلطان آل بورجيا وبولونيا وبلومبينو على وشك أن يثورا

وفورلي وبيزاروا وإمولا وروميني شرعت بتعبئة الرجل وتكفي شرارة واحدة لإشعال هذا الحريق المتأجج

تحت الرماد !

فارتدى وجه بياتريكس العذب قناعا إراديا من العزيمة والإقدام ومضت تقول: أيها الأسياد الأعزاء مهما كانت

الضربة التي حلت بي قاسية فإنها لن تبدل شيئا من قراري لقد عصت قلعة مونتفورتي في المرة الأولى

على قيصر وفي هذه المرة ستنطلق من حصن مونتفورتي إشارة التحرر . إن قيصر بورجيا يستعد الآن

للهجوم على قلعة آل آلما التي هي معقل حرياتنا الأخيرة لذلك فعلينا أن نحضر في مونتفورتي جميع قوى

المقاومة فصاح الجميع في صوت واحد قائلين : إلى مونتفورتي ! أما بياتريكس فقد تابعت تقول: ولآن نحن

على وشك الفراق ولكنني سأقوم بواجبي نحوكم جميعا فاقدم لكم هذا الرفيق الجديد الذي بيننا.

فانتقلت الأنظار بعطف على راكستان وقال الأمير مانفريدي: لقد رأيناه داخلا منذ قليل ولما كنت يا بياتريكس

وحدك تعطين كلمة المرور فإن أحدا لم يدهش لحضورة

عندئذ أمسكت بريميفيرا بيد الفارس قائلة : أيها الأسياد إني أقدم لكم الفارس راكستان صاحب السيف

الأبي والقلب النبيل الذي لم يتردد عن إنقاذي معترضا لحقد آل بورجيا . فمد الأمير مانفريدي يده لراكستان

قائلا: أيها الفارس أهلا بك بيننا.

إلا أن الجميع قد دهشوا لأن راكستان لم ياخذ اليد التي مدت غليه بل بقى منخفض الرأس وقد استبدت به

موجة من الحزن فإذا بصمت مملوء بالوعيد والإزدارء يسود المكان مما حدا بريمفيرا إلى أن تتراجع إلى الوراء

باهته اللون . عندئذ رفع راكستان رأسه وراح يجول ببصره الممتلئ ثقة على الجمع حتى انتهى إلى

بيريمفيرا فمضى قائلا: يا سيدتي لا يليق بي أن أخفى الحقيقة ومهما كانت نتائج صراحتي علي أن أعلمك

بأنني مرتبط بصاحب الغبطة مولاي قيصر بورجيا منذ وصولي إلى روما

فصرخ الأمير مانفريدي قائلا: هذه خيانة!!

- كلا ليست خيانة يا سيدي! إنه سوء تفاهم لست مسؤولا عنه ! ولولا هذه الظروف لكانت

الكلمة التي لفظتها تكلفك حياتك !! أما الآن فإني أصفح عنك نظرا لشيخوختك ومخاوفك ولأفكار أخرى لن

أشرحها ... فصرخ الشيخ يقول: تصفح عني ؟ للمرة الأولى يخاطب الأمير مانفريد بهذا الشكل

- نعم ياسيدي ولي الحق في مخاطبتك كذلك لأنك أهنتي باتهام باطل ولو كنت أمبراطورا لكنت

أكبر منك قدرا لأنني أمتنع عن رد الإهانة بالاهانة

لقد تلفظ راكستان بهذه الكلمات برقة متناهية وبنبل وترفع حقيقين حتى أن جيمع اولئك الرجال لم يتماسكوا

عن الإعجاب به وكانت بريفيرا قد انتحت جانبا وأخذ تراقب هذا المشهد دون ان تفصح بشيء عن حقيقة

مشاعرها أما الأمير مانفريدي فقد عض على شفته وقال موجزا : افصح ماذا تعني؟

فاستدار الفارس نحو بريمفيرا وقال: يا سيدتي عندما سعدت بلقائك واستطعت أن أحول بينك وبين ذلك

الراهب كنت أجهل صداقاتك وعداواتك حتى أنني لم اكن أعلم أن الواجب الذي قمت به كان يعرضنني

لانتقام الأمير بورجيا لو كنت أعلم ذلك لكان لي شرف عظيم أن أعرض نفسي للمخاطر من اجلك ولكنني

كنت اجهل حقيقة الأمر تماما لذلك فإنني لا أستحق أبدا الإطراء الذي خلعت ه على منذ حين بل إنني

أضيف انني جئت فقيرا إلى إيطاليا لأضع نفسي في خدمة مولاي قيصر بورجيا

فقال الأمير مانفريدي باندفاع: حسنا ياسيدي إذا لم تكن مرتبطا......فقاطعه راكستان قائلا: ولكنني ارتبطت

لأنني قابلت الأمير بورجيا الذي استقبلني استقبالا يفوق رغائبي وإن عطفه على وترحابه بي كانا من القوة

بحيث يمنعاني ان أحكم عليه الآن قبل أن أرى أعماله بنفسي

- إذن ما شأن حضورك إلى هنا؟

- كنت أجهل أنني سألتقي بأعداء بورجيا

عندئذ تقدمت بريمفيرا تقول: السيد راكستان على حق إذ أن وجوده ناتج عن سوء تفاهم أنا مسؤولة عنه

والآن يا سيد راكستان أنت حر وإن عهدك بعدم البوح بما رأيت وسمعت سيكون كافيا لنا

فشعر راكستان شعورا قاسيا بأن حفرة قد فغرت فاها بينه وبين الفتاة التي كان يعبدها عبادة ربما كان لا

واعية لذلك فقد اجاب بصوت تغلب عليه التأثر: وأنت أيضا يا سيديت أصفح عنك .... لقد طلبت عهد مني بألا

أبوح بشء وهذا يفترض ظنك بأنني جدير بالخيانة !! ولكن بما أنك أنت طالبة هذا العهد فإليك عهدي الذي

تطلبين.

عندئذ انحنى جماعة المتحالفين وقد دهشوا بهذا النبل الذي بدا في أقوال الفارس وفي موقفه. فحياهم

راكستان تحية فضفاضة ثم اتجه بخطى ثابتة نحو الحجرة الموصلة إلى القبر . أما بريمفيرا فقد رأته يبتعد

وهي ممتقعة اللون إلا أنها شعرت بأن حزنها على أمها كان يمزق قلبها بقسوة أشد وبأنها كم تكون

سعيدة لو أعطي لها أن تخبئ رأسها في صدر المرأة الغائبة التي مضت وخلفت لها الدموع

 
 

 

عرض البوم صور وحده فاضيه  
قديم 22-02-07, 09:55 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 17464
المشاركات: 1,017
الجنس أنثى
معدل التقييم: وحده فاضيه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدZimbabwe
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وحده فاضيه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وحده فاضيه المنتدى : الارشيف
Bawling

 

نفس معذبة

صعد راكستان إلى سطح الأرض باهت الوجه وكأن شيئا جديدا وعميقا قد دخل إلى حياته وكان يعتلج في

نفسه شعور حاد من اليأس والفرح والكبرياء إذ أنه كان يحس بقدرته على القيام بأعمال اسطورية تفوق

الخيال ويحس في الوقت نفسه بوحشة أكيدة أخذ يرتجف لها قلبه رجفات عنيفة وطفق يسير بخطي بطيئة

محاولا ان يفهم حقيقة ما يدور في نفسه مستفيضا بهذا الحديث الباطني : عندما كان يحدث لي في

الماضي أن أشعر بخفقان قلبي لرؤية امرآه كنت أقول مرارا إنني أحب ثم كان يحدث خصام أو مبارزة

فينسيانني المرآة الحبوبه كنت عندئذ حرا وياللنشوه العذبة في هذه الكلمة ! كنت حرا دون أن يربطني

شيء حرا بأن أقطع العالم بفرح شديد يجعلني أحس كأنني في بيتي.

وهنا وقف قليلا فمسح جبينه بقفا يده ثم تمتم قائلا: حرا ووحيدا .... وحيدا....أهذا إذن ما يخيفني؟ ألست

اليوم كما كنت بالأمس ؟ ألست اليوم حرا؟ من ترى يمنعني أن أودع بورجيا وأن أودع إيطاليا كلها؟ من ترى

يمنعني أن أسرج كابيتنا إذا وأن استأنف سياحاتي الجميلة في الجبال وفي الوديان؟

أجل ومن ترى يمنعني عن كل ذلك؟

ألا أن صورة بريمفيرا خفقت أمام عينية وإذا به يراها جميلة تحت نقابها الأسود وفي عاطفة حزنها الغامر

وبالدموع المتساقطة من عينيها ولكم كان يود أن يقدم مختارا عن كل دمعة منها كأسا من دمه ! عندئذ

شعر أن هذه الصورة لم تعد لتتركه أبدا فتنهد طويلا وتمتم مصعدا من اعماق قلبه : بريمفيرا!!!


وبينما كانت يده الشنجه على عينه اللتهبتين بالحمى شعر أن يده هذه قد ابتلت بشيء : أجل لقد كان

راكستان يبكي

وإذا به يجدف قائلا: ـألهذا الحد أنا مضطرب ! آه إن هذا ليفوق قدرتي إني أحب أجل هنا يكمن الداء ! إني

أحب ولا يتطرق شكي إلى ذلك ولكن هنالك أدوية للحب أيتها الأبالسة ! ثم ماذا يمكنني أن آمل من حبها

وقد رأيتها محاطة بهؤلاء الأسياد الكبار ومن بينهم من ملكوا الجمال والشباب والشجاعة ولا شك أنها

عشيقة أحد هؤلاء ! لذلك عد أدراجك أيها الفارس واذهب منذ غد حاملا وداعك لأمير بورجيا


إلا أن فكرة جديدة أتته فارتجف قائلا: أأترك بورجيا !!

أأترك الرجل الذي سيكون سبب ثروتي ! هذا الذي جعلني قائدا والذي هيأ لي طريق المستقبل والمجد

الذي طالما حلمت به ثم كيف أتنازل عن كل شيء ساعة بلوغ الهدف ولماذا؟ أجل لماذا؟

وإذا بالجواب يأتيه في غمرة من الفرح المر:

من أجلها ... من أجلها سأتنازل عن لقبي كقائد ! ومن أجلها سأرفض الثروة والمجد وسأترك بورجيا لأنه

عدو آل آلما ولأنه حمل يده على والدة بريمفيرا أجل سأفعل كل هذا دون أن تدري "هي" فهيا إلى الطريق

يا راكتسان وهيا إلى السفر إلى مكان آخر قد يتنظرك فيه البؤس لا لشيء إلا لأنك جننت فسمحت لقلبك

أن يخفق!!

 
 

 

عرض البوم صور وحده فاضيه  
قديم 23-02-07, 09:13 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 17464
المشاركات: 1,017
الجنس أنثى
معدل التقييم: وحده فاضيه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدZimbabwe
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وحده فاضيه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وحده فاضيه المنتدى : الارشيف
Goodnight

 

اسمحولي راح اتوقف عن الكتابة وعن جريب راح ادخل عصر التطور واستخدم السكنر

 
 

 

عرض البوم صور وحده فاضيه  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t31731.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 24-10-10 12:15 AM
Untitled document This thread Refback 27-11-09 07:56 PM


الساعة الآن 08:50 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية