كاتب الموضوع :
بلانكا
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
داليا
تراقصت اشعة الشمس الذهبية امام نافذة داليا اللتي راحت تنظر اليها وعينيها تبرق بلمعان اشعتها هيا ارقصي ايتها الخيوط الجميلة ودعيني ارقص معك على نغمات الامل والتفاؤل ...والحب
وفجأة ظهرت صورة غارث في تفكيرها بوسامة طلعته وباسمراره وبعرض منكبيه انه يبدو بالثلاثين من عمره انه....انه فارس احلام كل فتاة
لا ...لا يجب ان تفكر بذلك انه ينظر اليها كأخته الصغيرة اللتي يشفق عليها ....الآن هو وقت العمل وبسرعة ارتدت ملابسها وعقصت شعرها كذيل حصان ونزلت
كان غارث يقرأ جريدة ويبدو انه احس بوجودها ورفع نظره اليها
_انك مبكرة يا فتاة المدرسة
وتضايقت من هذا التعليق ولكن سرعان ما تظاهرت بلابتسامة
_انا فتاة نشيطة
وترك الجريدة وقام
_اذا دعينا ان لا نضيع جهودك ونخرج الى العمل
وركبا السيارة واثناء الطريق قالت
_هل تعيش لوحدك لفترة طويلة
_منذ اربع سنوات
_وهل والدك هنا في لندن
_نعم ولديهم بيت آخر في الجوار
ووصلوا الى المقهى الذي كان كبير جدا والطاولات الانيقة الكثيرة الموجودة بداخل وخارج المقهى فقد كان في خارج المقهى حديقة لمن يريد ان يستنشق الهواء النقي
وما ان دخلوه حتى اسرعت نادلة بمثل عمرها تقريبا تحييه
_صباح الخير سيد غارث
_صباح الخير تاليا...هذه داليا نريد ان تعمل هنا اعطيها الملابس الرسمية ومن ثم ارشديها الى مكتبي
_حسنا سيدي
_
_
وكان يراجع الاوراق اللتي امامه وقرع احد بابه
_ادخل
_ما رأيك
ولم يستطع ان يخفي اعجابه بها فقد كانت ترتدي تنورة بيضاء قصيرة وبلوزة بنفس اللون عارية الذراعين و الحزام الازرق الذي ابرز خصرها النحيل ولحسن الحظ كانت واقفة خلف النافذة اللتي تطل على حديقة المقهى فاصبحت كأقحوانة في فصل الربيع
وقال بصوت قريب من الحدة
_أليس...أليس التنورة قصيرة جدا
وانزلت رأسها لتنظر وقالت دهشة
_ولكن كل الملابس اللتي لديكم بنفس الطول
وقال بنفس الصوت
_اسمعي يا داليا اريدك ان تعملي لا ان تنظري الى شئ آخر افهمتي
قالت وقد اندهشت من طريقة كلامه
_حسنا
وذهبت الى مكان الزبائن وهي لاتدري ما سر حدة غارث معها والذي قطع حبل افكارها بان رجل عجوز كان يؤشر اليها فذهبت اليه ارتجفت قليلا وهي تكتب طلبه ولكن الحمدالله سار كل شئ على ما يرام سوى انها تضايقت من تحرشات المراهقين
وفي وقت الظهيرة اشار اليها رجل يبدو بالخامسة او السادسة والعشرين من عمره وقالت مبتسمه
_صباح الخير سيدي
وابتسم
_صباح الخير يا جميلة
وامسكت ورقتها وقالت بجدية
_ماذا تريد يا وقاطعها
جون ...جون في خدمتك ولكن هل انت جديدة انا اول مرة اراك فيها
وقالت بهدوء
_نعم والآن
وفجأة قام بطريقة افزعتها وقال بابتسامة وقحة
_لا تخافي انا لن اوؤذيك واضاف ساخرا
_ليس هنا امام العالم ولكني اريد ان اعطيك نصيحة وافلت رباط شعرها بسرعة البرق
وقالت بغضب
_ماذا تفعل
وقال ببطء
_لا شئ سوى انني جعلتك اكثر جمالا فشعرك خلق ليكون منسدلا
_الا تكف عن مضايقة عملائي يا جون وكان هذا صوت غارث الحاد
واستدارت اليه شاهقه وقال جون
_انا اسف ولكنها جميلة ...وهي اللتي اغرتني
وقالت شاهقة
انه يكذب
وقال غارث غاضب
_اسمع اذا تكرر هذا التصرف لن اسمح لك بدخول المقهى ...والآن داليا هيا نعود الى المنزل
ونظرت الى ساعتها
_ولكن لم ينتهي العمل بعد
قال بصوت حاد كالسيف
_قلت هيا
وسرعان ما لحقت به وركبا السيارة وكان جو التوتر والترصد يغلبهم وحاولت داليا ان تكسر الصمت وقالت
_انا..
وقال غاضبا
_اصمتي يا داليا لا اريد لتبريراتك ان تربكني في القيادة
ماذا يقول ايظن انها تكذب
ووصلوا الى البيت ودخلت داليا اولا ولحق بها غارث الذي اغلق الباب
_والآن قولي ماذا كنت تفعلين
قالت ترتجف
_انا لم افعل شئ
_هل ترينني اعمى ام مغفل ماذا يفعل جون واقف امامك ويعطيك نصائح حول جمال شعرك واردف ساخرا
_ام هذه طريقة جديدة لطلب الاكل
وهمست
_ماذا تقصد
_والآن لا تمثلين دور البريئه فقد كنت تشجعينه
وقالت ترتجف
_وهل هذا رأيك بي
وقال بهدوء
_وما ادراني بك ...انا لا اعرف عنك سوى كلمات قلتها لا ادري لماذا اصدفها ..لا ادري هل هربت من منزل شارل ...ام من منزل عشيقك
قالت بصوت وصل صداه الى اعالي السماء
_كفى
ووضعت يدها على وجهها واخذت ترددها آلاف المرات
_كفى كفى
وفجأة اطبقت الدنيا عليها وخيم الظلام على عينيها الى ان سقطت مغشية عليها ولم تسمع اي شئ سوى صوت رجل قلق يناديها
داليا داليا
|