كاتب الموضوع :
hazemjax
المنتدى :
الارشيف
13) الدين
احتبست الانفاس و توقف الكلام فلم يعد له اى معنى
فكلمة الدين تثير لدينا حساسيات لا تنتهى
فالدين هو المحرك لكل شئ فى مجتمعاتناالشرقية
الدين هو الصدق ,الايمان,النظافة , التقوى ,العمل,
الدين هو العبادة و طاعة و برالوالدين و صلة الرحم
الدين هو العطف و الرحمة و الامان و الصبر
الدين هو القوة و المودة والحب و الطاعة
بأختصار الدين هو كل شئ و اى شئ لدينا
و لا فرق فى هذا بين مسلم و مسيحي او مسيحي و مسلم
فمع امتزاج العادات و التقاليد الشرقية مع الدين
و خاصة فى مجتمعاتنا ادت الى وحدة المفاهيم الى حد ما
فالكل سواسية فى مشاعرهم و انفعالاتهم
حتى مع اختلاف مذاهبهم
و عندما يتفوه احدهم بأنه لا يؤمن باله او دين
فلابد و ان تحتبس الانفاس و يتوقف الكلام
و لابد ان يكون الصمت هو الصوت الوحيد السائد حولنا
و يبدوا ان( ريفر) كان يعلم هذا
و ان شئ من هذا القبيل من الممكن ان يحدث
لذا التزم الصمت قليلا
و لكنه استطرد قائلا:انا لا اود الكلام فى هذا الموضوع
و خاصة معكم معشر العرب
فقد لاحظت فيكم انه ما ان يثار موضوع حول
الدين او السياسة او حتى الرياضة
حتى تتخانقون و تتشنجون و يصبح الانفعال و الصراخ هو كلامكم
و الصياح و السباب هى اللغة السائدة
و لا توقفكم الحكمة او العقل او حتى المنطق
فلو لم يؤمن الجميع بما يقولوه احدكم
انقلب الاصدقاء اعداء و تحولت الصداقة الى عداوة
و يتحول المحبين الى كارهين فى عدة دقائق
انتم شاطرين قوى فى ان تحولوا صداقة السنين
الى عداوة فىعدة دقائق عندما تختلفون و ......... و .......
تركته يكمل ما بداخله
و انا انظر حولى متوجسا فى ان يكون احد زبائن القهوة
قد لاحظ شيئا او عرف ماهية الموضوع الذى نتكلم فيه
فمن حسن الحظ ان الكلام كان دائر بالانجليزية
و الا حدث ما لاتحمد عقباه و لم يكد( ريفر) ينتهى من حديثه
حتى و انهمرت الاسئلة عليه
_ هل تؤمن بالله ؟
_ هل تؤمن بالجنة او النار؟
_هل تؤمن بالثواب و العقاب؟
_و هل تؤمن بنظرية داروين؟
, هل وهل وهل و هل ؟
و هنا اطلت النظر الى( ريفر) كما لو انى اراه لأول مرة
فهذه المرة اراه بمنظور يختلف
فأنا فى رأيى ان من لا يؤمن بالله سبحانه و تعالى
او حتى بأى دين يعد من اكثر الناس جهلا و اشدهم تخلفا
حتى و لو كان اكثر الناس علما او خلقا
فقد كان( ريفر) من اشهر مهندسي الحاسب الالى بالمركز الثقافى الامريكي
و اشدهم تواضعا ايضا و كل حواراتى و مقابلاتى السابقة معه
تدل انه على عقلية متطورة للغاية بل و شديدة الدقة فى كل شئ
و اسلوبه الهادئ و العلمى المنظم و المتطور و المنطقى ايضا
هو من اكثر الاشياء التى احببتها فيه
و لم اكن قد سألته مطلقا عن ما هى دياناته
وذلك لأنه ببساطة اؤمن بأن مثل هذه الاشياء شديدة الخصوصية
أ و من اكثر العلاقات خصوصية بين العبد و الخالق
فمن انا ؟!حتى اتدخل فى هذه العلاقة
و انه ليس من حق اى انسان التدخل فى علاقات الاخرين الخصوصية
ايا كانت صلة القرب من الاخرين
قد يختلف معى البعض فى هذا و لكنه رأيى على اية حال
ربما كانت اصابتنى الدهشة حينما وجدته شديد التعمق
فى علوم الفلك و الارقام و التاروت و السحر
و النجوم وخاصة السحر الفرعونى وعلاقاته الوثيقة بحركة النجوم
و لكنى اعتقدت انه مجرد شغف علمى لا اكثر و لا اقل
فمثل هه الاشياء انظر اليها من بعيد و لا اقربها
على الرغم من ايمانى الشديد بأن هناك من الخوارق فى عالمنا
اكثر مما نتخيل و الا لما كان هناك مثل( نوستراداموس) او (هودينى) و غيرهم
فعلاقتى بهذا العالم بسيطة وسطحية
ذلك العالم الذى لم اقربه الا من خلال روايات بسيطة
مثل ما وراء الطبيعة او بعض الكتب لأنيس منصور
و راجى عنايت و د/ مصطفى محمود
او حتى من خلال قراءة كتب الابراج الرخيصة التى تنشر مبيعاتها
عند اول كل عام و على الرغم من انها كانت تصيبنى بدهشة بالغة
و ذلك نظرا لدقتها الشديدة احيانا فى معرفة طباعى
و خصائصى و صفاتى الشخصية و التى كنت احسبها من ادق اسرارى
و انسابت العديد من المواقف و المشاهد و العديد من المقالات
التى قرأتها حول هذا العالم الغامض و الغريب
حتى افقت على يد احدهم و هى تدفعنى برفق
و صوت( محمود) مرددا : فينك يا عم ؟
احنا بقالنا مدة منتظرين تعليقك على اللى قلناه
مع صاحبك( ريفر) و مستنيين رأيك
_ رأيى ! فى ايه ؟
و هنا انفجر الجميع ضاحكين
فيبدوا اننى استغرقت طويلا فى التفكير
و انعزلت عنهم تماما فلم اسمع و لا كلمة مما قالوه
و لكنى اجبت قائلا :عموما انا لا احب الخوض فى هذه المناقشات
و اندفعت مها قائلة: و لكنك تؤمن بالحرية المطلقة و التامة
بالحديث فى اى موضوع و تستطيع ان تناقش اى موضوع ....و ....
قاطعتها قائلا: ما اختلفناش!
دة لو انى بالفعل استطيع ان اتناقش فى اى موضوع
و لكنى للاسف فأنا ابعد ما يكون عن الخوض فى اية
مناقشات دينية او فلسفية تتعلق بالخلق و الوجود و العدم
فمثل هذه المواضيع تحتاج الى دراسة متأنية و طويلة متعمقة
و استطردت منفعلا : بصراحة يدهشنى و يغيظنى
من اراهم يتكلمون فى الدين بالبساطة التى يتكلمون فيها
عن كرة القدم و الافلام و المسلسلات
فالدين علم فى حد ذاته مثل الهندسة و الطب و القانون
يحتاج الى دراسة عميقة
فطالب الدين مثل طالب الطب و الهندسة
يحتاج الى سنوات و سنوات يدرس فيها و يتعلم و يقرأ
بصرحة اكتر حاجة تغيظنى بأن ارى احدهم جالسا
فى المقهى يشرب شيشة او امام التلفزيون يقزقز لب
و اجده يتحدث فى الدين و فى اشياء تحتاج الى دراسات متخصصة
حتى الدين له متخصصيه
فى علم المواريث و الشريعة و غيرها من العلوم
الكلام فى مثل هذه الاشياء خطير و له تبعات خطيرة
و الا لما كان هناك علماء فى الدين و فقهاء و اساتذة متخصصين
و استطردت منهيا كلامى و انا اقف مستعدا للرحيل:
بأختصار انا لا احب ان اتكلم فى اشياء اجهلها و لا افقه فيها شيئا
و انا لن اقع فى نفس الخطأ الذى يقع فيه الجميع
و نظرت اليهم بتحد شديد وقد واجهوا نظراتى بشئ من عدم التصديق
وعدم الاقتناع
و لكنى اكملت: و ده كلامى النهائى
قلتها و انا التقط مفاتيح سيارتى متوجها لدفع الحساب مستعدا للرحيل
كنت متعبا للغاية فاليوم طويل جدا بأحداثه و مفاجأته المتوالية
و لم اكن مستعد لأى مفاجأة اخرى
كفيلة بتحطيم اعصابى تماما و القضاء عليها بالضربة القاضية
و لكنى لم استطع ان امنع نفسى من انظر الى( نهال) متسائلا :
انا شايف انك معكيش العربية بتاعتك
تحبى اوصلك
_ ياريت! هكذا اجابتنى بسرعة
و على وجهها ابتسامة دافئة احبها كثيرا
و توجهت لدفع حسابها و لكنى اسرعت قائلا: حسابك مدفوع نهال
نظرت لى و لم تقل شيئا و توجهت بالنظر اليهم
و انا متوقع رد سخيف من احدهم على غرار
" ايوه يا عم" او" ياريت كان اسمى نهال "
او اى شئ من هذا القبيل
و لكن لحسن حظهم لم يتفوه احدهم بحرف واحد
و الا كان اخر شئ يتفوه بيه هذه الليلة
و توجهنا سويا الى السيارة و لم اكد اجلس بداخلها
حتى وجدت( نهال) تسيل من وجهها الدموع الصامتة
و همست لى قائلة : (حازم ! )انا عايزة اقولك على حاجة
اعتقد انك ما تعرفهاش عنى
_ اللى هى ؟
و لم تكد تجيب حتى وجدت احدهم
و قد اخذ ينقر بأصابعه بشدة على زجاج السيارة
و كان( ريفر) فتحت زجاج النافذة و هتفت : نعم !
_ لقد نسيت تليفونك المحمول
_شكرا
و انطلقت بالسيارة بسرعة شديدة
حتى انها تركت خلفها دخان كثيف من العادم الابيض
و انطلقت بسرعة للغاية و لم يتفوه اى منا بكلمة واحدة
و بعد فترة غير قليلة وجدت( نهال)
تنظر الى مرأة السيارة الخلفية مرار
و فجأة وجدتها تقبض على يدى بشدة قائلة:
(حازم) اعتقد ان هناك سيارة تتبعنا منذ فترة طويلة
و بالفعل كانت هناك سيارة سوداء تتبعنا فى اصرار
و كانت مفاجأة غير متوقعة على الاطلاق
مفاجأة سخيفة بالفعل
و لكنى ادرت مقود السيارة فى سرعة متوجها
نحو شارع جانبى منتظرا قدوم هذه السيارة
و لكن لم يظهر شيئا انتظرت قليلا
ثم عدت مسرعا الى طريق الكورنيش مرة اخرى
و لكن لم تكن توجد اى سيارة
فقد كان الكورنيش خاليا تماما
و لا توجد به اى سيارة على الاطلاق
يتبع
حازم شوقى
فلوريدا
الولايات المتحدة الامريكية
|