لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-02-07, 03:40 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12480
المشاركات: 3,036
الجنس أنثى
معدل التقييم: roudy عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
roudy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الحلقه الرابعه عشر



عن ميشيل وفيصل أحدثكم

الحب مشاعر قلبية لا سيطرة للإنسان عليها ،
والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ،
ولولا أن الحب من أغلى الأشياء ، لما ذهب كثير من زمن الأنبياء فيه ،
وقد جاء تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم لهذا المفهوم بأن نار الحب إذا اشتعلت لا يطفئها إلا النكاح
وذلك بقوله : (لم ير للمتحابين مثل النكاح)
ابن ماجة : 1847،


فالحب الذي يبقى مقيداً بلجام العفاف والتقوى لا حرج فيه ،
وسبيله الوحيد النكاح،
فإن لم يحصل كان الصبر مع مرارته هو الحل الوحيد .
إننا نفرق بين الحب كممارسة وسلوك وبين الحب كمشاعر ،
فالحلال منه إذا كان مجرد مشاعر ،
أما إذا تحول الحب إلى سلوك
كلمسة وقبلة وضمة ففي هذه الحالة يكون حكمه حراماً
وينتج عنه سلبيات كثيرة لأنه من الصعب على المحب ضبط حبه ،
ولكن ما هو الحب الذي نريده ،
نريد الحب الذي يغير القلوب والنفوس .
نريد الحب الذي يدفع بأصحابه للقيام بأعمال يسطرها لهم التاريخ
كأحلى قصة بين متحابين .
موقع جاسم المطوع الإلكتروني

أصبحت تستهويني قراءة تعليقاتكم على القصة ،
فبعد إيميلي الأخير وصلني ما يقارب مائة رسالة !
قرأتها جميعاً لأتكد أننا شعب اتفق على ألا يتفق ،
فمن متعاطف مع قمرة إلى محتقر لها
ومن مؤيد لراشد إلى ناقم عليه .
أؤكد لكم أنني استمتعت بقراءة كل رأي من آرائكم المتباينة
حتى التي أختلف معها .
سعيدة أنا بمتابعتكم رسائلي ، وسعيدة أكثر باختلافاتكم
لأنها تشير إلى بداية تكوين بعضكم لفكر مستقل عن رأي الأغلبية ،
رأي يتقنعون به ويؤمنون بمبادئه ويتمسكون به (أو هذا ما أتمناه) !
وهذه أروع الفوائد التي جنيتها معكم من إيميلاتي . *
**********

وجدت ميشيل في فيصل كل ما كانت تبحث عنه في الرجل ، فقد كان يختلف عن بقية الشباب الذين تعرفت عليهم منذ استقرارها في السعودية ، وأكبر دليل على ذلك استمرار العلاقة بينهما لما يقارب العام مع أن أطول علاقاتها السابقة لم تدم أكثر من ثلاثة أشهر . كان فيصل شاباً متحضراً ، يعرف تماماً كيف يتعامل مع المرأة ولا يستغل الفرص كما يفعل الباقون ، كان لديه العديد من الصديقات كما كان لدى ميشيل العديد من الأصدقاء لكنهما أصبحا (كوبل) بعد فترة قصيرة من تعارفهما وحرصا على إعلان ذلك أمام جميع أصدقائهما . رقته الآسرة وسلوكه الرفيع جعلاها تعيد النظر في حساباتها وتغير الانطباع السيء الذي كونته عن الشباب في بلدها بعد عدد من التجارب القصيرة . لم يخطر ببالها قبل تعرفها على فيصل أن بإمكان الشاب السعودي أن يكون رومانسياً كغيره من شباب العالم المتحضر . كان فيصل يتبعها بسيارته كل صباح وهي في طريقها إلى الجامعة مع سائقها الخاص . كانت رؤيته في الساعة السابقة صباحاً يجول شوارع الرياض معها وهو يغالب النعاس – خاصة في الأيام التي لا تبدأ محاضراته فيها قبل الظهر – تدغدغ قلبها بحنان لا يسعها إلا الاعتراف به والتلذذ بطعمه . لم تستطع يوماً أن تشرح لأحد أصدقائها أو حتى صديقاتها المقربات ما تشعر به من ضياع ، فرغم أن صديقاتها كن يدركن مدى كراهيتها للمجتمع السعودي وتقاليده الصارمة واستهزائها بما يفرضه على الفتاة من قيود ، إلا أن ما بداخلها من صراع حضاري كان بحاجة لعقل واعٍ وفكرٍ مستنير وشخص متفتح الذهن حتى يستوعب ما يدور في ذهنها من تداخلات . وجدت ميشيل لذتها بعد ذلك مع فيصل ، الذي أدرك تماماً ما تعانيه ، فصارت تبث همومها في كل حين . بعد أن عثرت أخيراً على الفتى الذي يفهمها بعد سنوات من التخطيط ، كيف لها أن تصوم من جديد عن لذة البوح ؟ فتحت ميشيل صندوقها الأسود القابع في أعماقها وقامت بعرض محتوياته بحرص على فيصل ، الذي ساعدها في نفض الغبار عن كل قطعة منها ، ثم أعاد طيها قبل أن يودعها الصندوق من جديد ، بعد أن تأكد كلاهما أن مفتاح الصندوق الوحيد أصبح في جيبه هو . في منزل أم نوير اجتمعت به . تؤمن أم نوير بالحب ولم تحاول يوماً تصويره للشابات الأربع على أنه نجاسة يجب الترفع عنها ، إلا أنها كانت تعلم أن الحب الصادق لا يجد له متنفساً في هذا البلد ، وأن أية علاقة مهما كانت عفيفة لا بد وأن تقابل بالرفض والكبت الذي قد يدفع أبطالها للوقوع في الكثير من الأخطاء ، لذا فعندما أخبرتها ميشيل عن عزمها على دعوة فيصل إلى منزلها (في غياب أبويها) بعد أن ملت لقاءه في المقاهي والمطاعم التي يندسان خلف ستائرها كل مرة كهاربين من العدالة ، وطلبت منها الإذن بأن تخبر أبويها أنها ستمضي السهرة في منزلها ، عندها فتحت أم نوير باب منزلها في وجه الحبيبين الحائرين حماية لحبهما من نفسيهما ، وحماية لعلاقتهما البريئة من التحول إلى ما هو أكبر من ذلك قبل أن يتم الارتباط الرسمي بينهما ليحفظ لكل منهما حقوقه ، في زمن لا يعترف إلا بالأوراق الرسمية . أمسك فيصل بكلب ميشيل المدلل باودر يداعبه ، وهو كلب أبيض صغير من فصيلة البودل ، وراح يستمع إلى ميشيل وهي تسرد له إحدى قصصها ، كعادتها باللغة الإنجليزية التي تمنحها حرية أكبر في البوح والانطلاق . - عندما كان عمري خمس سنوات ، وكنا آنذاك لا نزال في أمريكا ، اكتشف الأطباء إصابة ماما بسرطان عنق الرحم . خضعت ماما للعلاج الكيميائي ثم أجريت لها عملية اسئصال للرحم ، وهكذا فقدت قدرتها على الحمل والإنجاب . بمجرد عودتنا إلى الرياض بعد انتهاء العلاج الإشعاعي ، وقبل أن تستعيد أمي شعرها المتساقط ، بدلاً من مواساتنا اقترحت عمتي أمام أمي وأمامي تزويج أبي من أخرى تستطيع أن تنجب ابناً يحمل اسمه ، وكأنني أحمل اسم رجل غريب ! مع علينا ، لو أنني سأقف عند كل خطأ يُرتكب في هذا المجتمع المتناقض لما انتهيت من الحديث أبداً ! دادي أصر على رأيه ورفض أن يتزوج من امرأة أخرى ، فهو يحب مامي كثيراً ومتعلق بها . أحبها منذ أن رآها لأول مرة في أميركا في ليلة رأس السنة التي كان يقضيها عند أحد الأصدقاء . تعرف عليها في تلك الليلة وتزوجها بعدها بشهرين . عائلة أبي لم ترض يوماً عن هذه الزيجة وظلت جدتي تتأفف عند زيارة أمي لها حتى اليوم . عاد أبي معنا إلى أميركا بعد أقل من شهر من رحيلنا عنها ، أبي الذي كان يحلم بالعودة إلى وطنه حتى أشب على أرضه كفتاة سعودية ، عجز عن تعليم أقاربه احترام خصوصياته ، فآثر الهجرة من جديد ... تدخل عليهما أم نوير لتفقد الأوضاع . كم هي طيبة أم نوير ، فهي على الرغم من تحررها إلا أنها تخاف على البنات الأربع كبناتها وتعمد إلى مراقبتهن بطرقها اللطيفة المكشوفة . تجلس معهما لدقائق ، تسأل فيصل عن صحة الوالدة التي لم ترها والإخوة الذين لا تعرف أياً منهم ، تلتفت إلى ميشيل وتسألها عن الشريط الكئيب الذي يستمعان إليه. - بنك فلوويد ، آنتي . - (مبديةً امتعاضها) ويه! قميضه وا علينا عليه ! اش حقه جذي ؟ الحين هذا بدال ما تحطين له : آه يا لاسمر يا زين ، الشوق أمرني أطيعك وانسى خلاني ! تحطين له هاللي يتحلطم !؟ . تغمز أم نوير باتجاه فيصل الذي يضحك بحبور حتى تبدو غمازتاه الجذابتان . تصرخ ميشيل : - آنتي ؟ بليز لا تكبرين راسه علي ! ما صدقنا نلقى واحد حلو وما هو شايف نفسه! ويضحكون جميعاً . تعود لتكمل قصتها بعد انصراف أم نوير وهما يتناولان ما وضعته أمامهما من مكسرات وبنك ونقل تأتي بهم من الكويت . - عدنا بعد ذلك بثلاث سنوات إلى الرياض ومعنا مشعل . هل تصدق أنني أنا التي اخترت ميشو من بين مئات الأطفال حتى يكون أخاً لي ؟ لقد شعرت حينها بأنني أصنع القدر ! أعجبني شعره الأسود القريب من لون شعري ووجهه البريء . أحسسته قريباً مني . كان في شهره السابع عندما تبنيناه ، كان سو كيوت ! حالماً رأيته أخبرت أمي وأبي أن هذا الطفل هو أخي الذي يبحثان عنه . عندما عدنا إلى الرياض ، اجتمع أبي بأبويه وإخوته وأخواته ، وقال لهم بوضوح أن مشعل الصغير سوف يكون ابنه الذي لم يشأ الله أن يهبه إياه عن طريق دايان – والدتي – وأن عليهم جميعاً احترام قراره ، وأن يعدوه بألا يكشفوا هذا السر أمام مشعل في يوم من الأيام . كان أفراد العائلة المقربون الوحيدين الذين علموا بمرض أمي لأن أحداً لم يرها هنا طوال فترة مرضها وعلاجها ، ولم يسمح أبي بانتشار الخبر . خيّر أبي أهله ما بين رضوخهم لقراراته مقابل بقائه معهم ، وما بين عودته للعيش في أميركا إن لم يوافقوا . بعد أسبوع من المداولات العائلية ، وافقت الأسرة على انضمام مشعل الصغير إليها . أبي كان متأكداً من موافقتهم ، لا لحبهم له وإنما لأن البزنس العائلي كان بحاجة ماسة لخبرات والدي وطاقاته . عدنا لأمريكا لتصفية شؤوننا هناك ، وبعد سنة كنا نحن الأربعة في الرياض ، نبدأ مرحلة جديدة من حياتنا ... عوّدها فيصل على صمته أثناء حديثها خاصة إذا كان حديثاً ذا شجون كهذا ، لكنها خافت صمته هذه المرة ، فراحت تبحث في عينيه عن ردة فعل أو انفعال ما يشي بما يفكر به بعد سماع كلامها ، ولما لم تجد ما يطمئنها أضافت بحزن : - نحن لا نخاف من أحد ولم نخف حقيقة مشعل عن الناس لأننا نخجل من ذلك . صدقني كان أبي علي استعداد لنشر الحقيقة على صفحات الجرائد والمجلات لولا تأكده من أن مجتمعه هنا لن يتقبل ابنه بنفس الحفاوة التي تقبلها به مجتمع زوجته في أمريكا . أليس من المحزن أن أضطر لإخفاء حقيقة مثل هذه عن ميشو وعن صديقاتي ؟ ليتني كنت أستطيع إخبارهن ، لكنهن لن يفهمن ! سوف يسمونه بأسماء مؤلمة من وراء ظهري وسيعاملونه وفقاً لتلك المسميات الجارحة ، وهذا ما لن أقبل به ! إنها حياة أبي وأمي وقد اختارا أن يعيشاها بهذه الطريقة فلم يتدخل الجميع في شؤونهما ؟ لم أجبر على التمثيل أمام الآخرين حتى لا يضطهدونني ؟ لم لا يحترم المجتمع اختلاف أسرتي عن بقية الأسر السعودية ؟ الجميع يعتبرونني فتاة سيئة لمجرد أن والدتي أمريكية ! كيف أستطيع العيش في مجتمع جائر كهذا ؟؟ قل لي كيف يا فيصل ؟!! . تندفع في البكاء الذي أصبح يلذ لها وهي بصحبته . وحده الذي يعرف كم دمعة بالضبط يجب أن يدعها تذرف قبل أن يداعبها بلطف لتتوقف عن البكاء . وحده يعرف أنها ستقهقه رغماً عنها لو اشترى لها من أقرب دكان للبقالة (قوطي شاني) أو (حلاو بقر) !. فيصل هذه المرة كان يفكر بنفسه . راح يواسيها برقة وهو يتخيل الحوار الذي سيدور بينه وبين والدته حالما يعود إلى المنزل . لقد حاول تأجيل هذا الحوار مراراً لكنه هذه المرة عازم على أن يفتح(أو يقفل!) الموضوع مع والدته . الله يستر !

 
 

 

عرض البوم صور roudy  
قديم 25-02-07, 03:41 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12480
المشاركات: 3,036
الجنس أنثى
معدل التقييم: roudy عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
roudy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الحلقه الخامسه عشر



ألبي! ألبي!

ومنهم من يستمعون إليك
أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون .
ومنهم من ينظر إليكم أفأنت تهدي العمي ولو كانوالا يبصرون.
إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون .
سورة يونس 42-44

أعرف أنكم تتوقون لمعرفة ما حدث بين فيصل ووالدته ،
ولذلك نعود اليوم إلى فصل فيصل وميشيل من القصة ،
ميشيل التي احتار الناس في كوني إياها أو سديم !
فأنا ميشيل إذا ما استخدمت مصطلحات إنجليزية ،
ثم أصبح سديم في الأسبوع التالي إذا ما كتبت قصيدة لنزار قباني ...
يا حياة الشقا !

فينك يا يوسف يا وهبي تيجي تشوف اللي بيحصل .
حركة أو (لازمة) ألبي ألبي! التي ابتدعتها لتضحكنا
أصبحت من الخدع الأكثر انتشاراً في أوساطنا المحلية مؤخراً ،
وخصوصاً بين الأمهات ، عندما يحين الوقت للتعامل مع طلبات الأبناء المدللين .




--------------------------------------------------------------------------------


حالما سمعت أم فيصل اسم ميشيل ركبها ستميت عفريت ! تدارك فيصل خطأه بسرعة : ينادونها ميشيل لكن اسمها الحقيقي مشاعل ! مشاعل العبد الرحمن ! نظرة سوداء من عيني أمه أصابته بالرعب وعقدت لسانه ! خشي الشاب أن تكون هناك عداوة قديمة ما بين العائلتين ، لكن اتضح له أن الأم لم تكن قد سمعت باسم عائلة ميشيل من قبل . من هو العبد الرحمن ؟ وأي عبد للرحمن ؟ ما أكثر عباد الرحمن !! كان اسم عائلتها عادياً جداً ، لا يرقى إلى مصاف العوائل التي تناسب أو تخالد عائلة البطران ! حاول أن يوضح لها أن أبا ميشيل لم يستقر في البلد سوى من سنوات قليلة ولذلك فإن اسمه غير معروف للكثيرين من أهل الرياض ، لكنها لم تفهم . من هم إخوته ؟ يقول أن والد ميشيل هو أنجح مَن بالعبد الرحمن! وقد اعتاد بعد عودته من أميركا التي عاش فيها طويلاً ألا يختلط إلا بمن يوافقونه تمدناً وأفكاراً ، ولكن ذلك كأنما زادها امتعاضاً . عائلة تلك الفتاة ليست من مواخيذهم . لا بد من سؤال الأب ، فهو أعرف منها بمسائل الأنساب ، لكن الموضوع منذ بدايته لا يبشر بخير. لقد ضحكت عليه البنت! آه من بنات هذه الأيام !! ويا لابنها الصغير الغر الذي لم تكن تتوقع منه أن يقع في شباك فتاة كهذه ! سألته عن أخوال البنت ، وأراد أن يكحلها فعماها ! عندما سمعت الأم أن أم الفتاة أمريكية قررت أن تقفل باب هذا النقاش العقيم حول هذه المهزلة إلى غير رجعة بأن تلجأ لتكنيك يوسف بيه وهبي بعد السعوَدة : - قم با وليدي . قم بسرعة جب لي دوا الضغط والقلب ، شكل السكر انخفض معي! حاول الابن أن يقنعها ، أن يكسب رضاها عن ميشيل . عدد لها محاسن الفتاة . حدثها عن أشياء لا تهمها ، فتاة مهذبة متعلمة وطالبة جامعية مثقفة ، تعبه بخليطها الشرقي الغربي . البنت تفهمه ، البنت متحضرة وليست قروية كبقية البنات اللواتي سبق له التعرف إليهن أو اللاتي تلمح والدته إلى مشاريعها في تزويجه إحداهن . لم يستطع أن يقول لها صراحة أن البنت تحبه وأنه هو يحبها أكثر . تناولت الأم أدويتها التي إن لم تكن تنفع فهي لا تضر ، وهي تمسح دموعاً كثيرة ، وتتحدث وهي تمسح على شعره بحنان عن آمالها الكبيرة في تزويج ابنها الأصغر من أحسن البنات ، وإهدائه أحسن منزل وأحسن سيارة وتذاكر لقضاء أحسن شهر عسل . بكى فيصل اليائس ، فيصل البائس تحت قدمي أمه الغالية ، أمه التي لا يحب أحداً في الكون أكثر منها ولم يعارضها يوماً . بكى البنت المتحضرة ، حبيبته التي تفهمه ويفهمها أكثر من أي اثنين في هذا العالم ، ميشيل ذات الجمال النجدي والشخصية الأمريكية ، التي لن تكون من نصيبه

 
 

 

عرض البوم صور roudy  
قديم 25-02-07, 03:44 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12480
المشاركات: 3,036
الجنس أنثى
معدل التقييم: roudy عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
roudy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الحلقه السادسه عشر


هل هذا هو الاستقرار العاطفي ؟

أيها الشاعر : كم مزهرةٍ عوقبت لم تدرِ يوماً ذنبها
إبراهيم ناجي


لم يصدق الكثيرون ما فعله فيصل ،
أو بالأحرى ما لم يفعله ! أؤكد لكم أن هذا ما حصل ،
وأنه روى تفاصيل حواره مع والدته – التي سردتها لكم – لميشيل
بعد بضعة أسابيع عاشها في حيرة وتخبط ،
بين قلب يهوى وعقل يعرف تماماً الحدود المرسومة مسبقاً
من الأهل لخياراته في الحياة .


لا أعرف سبب استغرابكم !
إن مثل هذه القصص تحدث عندنا يومياً
دون أن يشعر أحد سوى الاثنين المعنيين بها ، والمكتويين بنارها ،
وإلا فمن أين أتت كل هذه الأشعار الحزينة والأغاني الكئيبة في تراثنا ؟
إن صفحات الشعر في الجرائد وبرامج الإذاعة والمنتديات الأدبية على الإنترنت تقتات على مثل هذه القصص والأحزان وخيبات الأمل!

أنا سأروي لكم الأحداث التي تحدث في منازلنا
والمشاعر التي تعترينا نحن الفتيات عند مرورنا بمثل هذه الأحداث .
لن أتطرق لما في صدور التماسيح
لأنني ببساطة لست على علم كافٍ بطبيعتهم التمساحية ،
ثم أنهم بصراحة لا يقعون ضمن اختصاصاتي واهتماماتي .
أنا أتحدث عن صديقاتي فقط ،
وعلى من يجد في نفسه من التماسيح رغبة في التعبير عن أصدقائه
أن يكتب لي ويخبرني عما يدور في مستنقعاتهم ،
لأننا – معشر السحالي –
في أمس الحاجة لمعرفة أفكارهم وفهم دوافعهم التي تخفى علينا دائماً .

البعض أقام الدنيا ولم يقعدها
بعد إيميلي الأخير وقصة فيصل مع ميشيل ،
وهؤلاء للأسف تعلو أصواتهم دائماً على أصوات البقية
لأنهم من أتباع سياسة
(خذوهم بالصوت لا يغلبوكم )
أليس أحرى بهؤلاء الناقمين إن أرادوا الثورة ،
أن يثوروا على أفكار بشعة وتقاليد مريضة
بدلاً من أن يثوروا على من تحاول فقط الحديث عنها
.
يستهجن الجميع جرأتي في الكتابة ،
ويلومونني على ما أثيره من مواضيع التابو
التي لم نعتد مناقشتها في مجتمعنا بهذه الصراحة ،
وخاصة من قبل فتاة صغيرة مثلي ،
ولكن أليس لكل شيء بداية ؟
من كان يتخيل أن مارتن لوذر كنق القس المسالم
سوف يحرر السود في أميركا من قوانين التمييز العنصري
ويبدأ حركة المساواة بين البيض والملونين
باحتجاج بسيط منه وأفراد كنيسته
على الفصل بين البيض والسود في مقاعد الحافلات في مدينته ؟

من يدري ؟
قد أواجه المصاعب الآن كما واجهها لوذر كنق
الذي اعتقل منذ نصف قرن وهو في بداية نضاله
ضد المعتقلات الخاطئة في مجتمعه .
ضحى هذا الرجل بنفسه لخدمة القضية ،
ولم يقل أن ليس بالإمكان إصلاح العالم ،
وها هو يُذكر الآن كبطل من أبطال هذا القرن بعد أن عومل كمجرم في حياته .
قد أجد قليلاً من المؤمنين بقضيتي الآن وقد لا أجد ،
لكنني أشك في أن أجد كثيراً من المعارضين بعد نصف قرن من الآن

عادت قمره الى بيت اهلها في زياره عاديه 0 امها التى كانت تعلم كل شيئ اثرت اخفاء النبأ عن الجميع 0 <سحابة صيف> هكدا كانت تسمى شجار ابنتها مع راشد ووعده اياها بالطلاق 0 حتى ابوها الذي كان في اجازه في المغرب أنذاك 0 قررت الا تخبره عما حدث 0 هو بالذات لم يهتم باي من افراد هدا البيت يوما ولن يهتم 0 كانت ام قمره العقل المدبر والمحرك لهدا البيت وستبقى كذلك0

عندما زارتها النسوة مهنئات بالحمل كانت قمره تردد ما لقنته اياها امها

راشد يا عميري طول وقته بهالجامعه حتى الاجازه ما يرضى ياخدها 0 يوم درى اني حامل ويحلف اني اني ابشر اهلى وانا وسطهم كلها شهر وارجع له 0 اعرفه ما يطيق يصبر عني 0
كانت امها تقول :< كلش ولا الطلاق وانا امتش؛ ولو اخوك طلق حرمته بس بناتنا ما يتطلقن000

لم يمهلها رتشد التنبل طويلا حتى تتمكن الام من تدبير حل للمشكله 0 وكما حدث مع سديم اتت ورقه الطلاق الى والد قمره بعد وصولها للرياض باسبوعين لتقطع على الام سير خططتها ؛ وكأن راشد كان بانتظار اللحظه التى يتخلص فيها من هده الزوجه المفروضه عليه 0
وصلتها الورقه البعبع التى كانت تراها في الافلام المصريه0 لم تكن الورقه مفزعه لشكلها وانما لمضمونها 0 عندما ناولها اياها اخوها ؛قرأت قمره السطور المكتوبه فتهاوت على اقرب مقعد وهي تصيح: يمه طلقني يمه طلقني خلاص طلقني ! احتضنتها والدتها وهي تبكي وتدعو على الظالم: الله يحرق قلبك وقلب اميمتك يا راشد مثل ما حرقت قلبي على بنتي 0

اختها حصه التى تزوجت قبلها بسنه وكانت حاملا في شهرها الثامن في عرس قمره ؛ كانت تدعو معها ولكن على الرجاله كافه ؛ فهي ايضا تعاني مند زواجها 0 زوجها خالد الذى كان في غايه الدماثه والرقه اثناء قتره الملكه ؛ تحول بعد الزواج الى شخص اخر ؛ لا يعبا بها ولا يلتفت لرغباتها 0 كانت تشكو لأمها دوما من اهماله لها ؛ فهو لا يهتم ادا ما غضبت ولا يدهب بها الى الطبيب ادا مرضت 0 اثناء حملها وكانت تدهب مع والدتها لمتابعه تطور الحمل؛ وكانت تدهب مع اختها الكبرى نفله لشراء مستلزمات الطفله بعد الولاده؛ واكثر ما كان يغيظها في خالد هو بخله المستفز وتقتيره غير المبرر عليها مع انه ميسور الحال ولا يبخل باي شيئ على نفسه 0 فهو مثلا لا يعطيها مصروفا شهريا كما يفعل زوج اختها نفله مع اختها وكذلك والدها مع والدتها؛ وانما كان يعطيها عندما تلح في الطلب حتى تشعر بالمهانه0

كانت ادا ما طلبت منه ثلثه الاف ريال لشراء فستان ترتديه في عرس قريبتها ؛ تدرع بأي حجه كي لا يعطيها النقود :< ما في داعي للفستان عندك فساتين كثيره >او انا ما شريت لك فستان قبل سته شهور؟؟ لو انا فلوسي على قدي ؛ خدي من ابوكي اللى كل يوم جايب لواحد من اخوانك سياره جديده 000 ولا هم رموك على وتبروا منك؟؟؟ 00 وغيرها من الاعدار المستفزه التى كانت تدفعها في اغلب الاحيان لصرف النظر عن أي مطلب تريده 0 وفي تلك المرات القليه التى يعطيها فيها نقودا ح يعطيها خمسمئه بدلا من الثلاثه الاف التى طلبتها؛ او خمسين ان هي طلبت الخمسمئه مند البدايه حتى لا تعرض نفسها لاذلاله0 ولسبب تجهله كانت امه العقرب كما تلقبها تساعده وتصفق له في تقتيره وتنكيده عليها!

عانت قمره الكثير بعد طلاقها من راشد فعلى الرغم مما سمعته من سديم عن مراره معاناتها بعد انفصالها عن وليد ؛ الا ان كثيرا من المشاعر التى اجتاحت قمره لم تختبرها سديم؛ فالاخيره لم تخنقها العبره كل ليله عندما يحل وقت النوم الذي صار اسوأ الاوقات من كل يوم 0مند عودتها الى بيت اهلها وهي لا تستطيع النوم لاكثر من ثلاث ساعات متواصله ؛تصحو بعدها في ضيق وبمزاج نكد؛ وهي التى لم يكن يستعصي عليها ان تنام العشره والعشرين ساعه متواصله قبل الزواج وحتى اثناءه0 هل كان هدا هو الاستقرار العاطفي الذي كان الحديث الشاغل لرفيقاتها غير المتزوجات ؟؟لم تلاحظ يوما اهمية وجود راشد في حياتها حتى خرج منها0

عندما تضطجع على جانبها الايسر وركبتها اليسرى تكاد تلتصق بدفنها بينما ساقها اليمنى مم\و\ة فلا تجد قدمها قدم راشد الى جانبها؛ تتقلب كثيرا وتشعر بان السرير يشتعل من تحتها ؛ او ان خيوطه تتحول الى ابره تنغرز في مسام جلدها 0 تبسمل وتحوقل وتقرأ المعودتين وايه الكرسي وما تحفظه من ادعيه ما قبل النوم ثم تحتضن زسادتها وتضجع على بطنها فتغفو بعد لاي وراسها عند زاويه الفراش اليمنى بينما قدماها عند الزاويه اليسرى 0 فقط عندها تضطجع بالورب على هدا النحو وتستطيع ان تملأ جزءأ كبيره من الفراغ الذي خلفه راشد في سريرها ؛ وجزءأ صغيرا من ذلك الفراغ الذي خلفه في حياتها

 
 

 

عرض البوم صور roudy  
قديم 25-02-07, 03:46 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12480
المشاركات: 3,036
الجنس أنثى
معدل التقييم: roudy عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
roudy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الحلقه السابعه عشر
كله ولا السعودي!

ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك
ورفعنا لك ذكرك فإن مع العسر يُسراً إنّ مع العسر يُسراً
فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب .
سورة الشرح : 1-8

قرأت خلال الأسابيع الماضية أخباراً
في صحف محلية شهيرة كالرياض والجزيرة والوطن ،
تتحدث عني ! أعني عن إيميلاتي تحديداً .
كتبوا عن : ضجة تعم الأوساط المحلية حالياً
تقف وراءها فتاة مجهولة ترسل إيميلاً نهار كل جمعة
إلى معظم مستخدمي الإنترنت في السعودية ،
وتقص في هذه الرسائل قصص صديقاتها الأربعة :
قمرة القصمنجي ،
وسديم الحريملي ،
ولميس جداوي ،
وميشيل العبد الرحمن .
الفتيات اللواتي ينتمين إلى الطبقة المخملية من طبقات المجتمع ،
والتي لا يعرف أخبارها عادة سوى من ينتمي إليها .
تطل الكاتبة كل أسبوع على الناس
بتطورات جديدة وأحداث شيقة
جعلت الجميع ينتظر يوم الجمعة للحصول عليها ،
وتنقلب الدوائر الحكومية وقاعات الجامعات وأروقة المستشفيات وفصول المدارس صباح كل سبت إلى ساحات لمناقشة أحداث الإيميل الأخير والكل يدلي بدلوه ، فمن مؤيد لهذه الفتاة ومن معارض لها .
هناك من يرى أن ما تقوم به الصبايا هو شيء طبيعي ومعروف وهناك
من يغلي غيظاً وهو لا يصدق ما يدور حوله من تجاوزات في مجتمعنا المحافظ .
أياً كانت النتيجة ،
فإن ما لا شك فيه أن هذه الرسائل الغريبة
قد قامت بخلق ثورة داخل مجتمعنا الذي لم يعتد مثل هذه الأمور ،
وعليه فإنها ستظل مادة خصبة للمداولة والحوار مدة طويلة ،
حتى بعد توقف الإيميلات عن الصدور ...



--------------------------------------------------------------------------------


بدأت سديم تستمع بعملها الصيفي في بنك HSBC وبدأت تندمج مع زملائها من الموظفين. كان الجميع يعاملونها بود ولطف لكونها أصغر العاملين الموجودين ، ويحاولون تقديم المساعدة والنصح لها باستمرار . ارتاحت لطاهر بشكل خاص ، الموظف الباكستاني المسلم الأكثر مرحاً وظرفاً . لم يكن عملها شاقاً . كانت مهمتها تقتصر على استقبال المراجعين ومساعدتهم في تعبئة الاستمارات المطلوبة ، أو فرز بعض الأوراق والملفات وترتيبها . لم يكن من بين زملائها في العمل من يستهويها إلى حد الإعجاب ولذلك فقد كانت تتصرف مع الجميع بعفوية وانطلاق ، كما أنه لم يكن بين الموظفين أي عربي ولذلك فقد كانت تتصرف وكأنها واحدة منهم ، تمازح هذا وتضحك مع ذاك ، ولا تضع لنفسها قيوداً كالتي تضعها عادة وهي برفقة مجموعة عربية وخاصة خليجية وتحديداً سعودية . إدوارد صاحب العينين الزرقاوين والشعر الأسود الذي يصل إلى ما أسفل أذنيه بقليل ، صاحب البورشة الذي كان يأتي للبنك مرتدياً أغلى الثياب ، وحده كان يلفت انتباهها . عندما رأته أول مرة مرتدياً بدلة كحلية غامقة مع قميص خمري وربطة عنق من نفس اللون تأكدت من أنه مختلف في وسامته وأناقته وحتى في لكنته الأيرلدنية عن الآخرين ، أما طاهر فقد كان محبوباً من قبل الجميع على الرغم من بساطته . رحلتها من شقتها في ساوث كنزنغتون حتى البنك الواقع في كناري وورف باستخدام المترو كانت تستغرق ما يقارب أربعين دقيقة كل صباح . كانت تقضي رحلتها اليومية في تصفح جرائد المترو المجانية الملقاة على المقاعد ، وسماع فيروز من مسجلها الصغير الووكمان . اقترح عليهم إدوارد بعد انتهاء الدوام في أحد الأيام أن يذهبوا جميعاً إلى البيانو بار على هاي ستريت كنزنجتون. وافقت سديم على المجيء مع مجموعة من الموظفين لوجود طاهر من ضمنهم ، ولأن البار الذي يريدون الذهاب إليه لا يبعد كثيراً عن شقتها ، لكنها أعلنت أنها ستنصرف عندما يأتي صديق طاهر لاصطحابه لمشاهدة فيلم في السينما ، فطاهر صار مثل الأخ الأكبر الذي تشعر في وجوده بالراحة والاطمئنان . ظلت سديم تتأمل البيانو الذي رُصت فوقه الكؤوس الرطبة وقد بدت أوتاره من خلال غطائه الزجاجي الشفاف . ذكرها هذا البيانو بالبيانو الأبيض الذي كان في منزل خالتها بدرية القديم بالرياض . كان طارق ابن خالتها يتلقى دروساً في العزف عليه ، وكان ينقل إليها كل ما يتعلمه من دروس . كانت في الثانية عشر من عمرها آنذاك بينما كان هو الخامسة عشر . الساعة تقارب السادسة مساءً . كان الوقت ما يزال مبكراً والمكان شبه خالٍ ، ولم يكن العزف على البيانو يبدأ عادة قبل الساعة السابعة والنصف مساءً . قررت سديم أن تحاول العزف رغم أنها لم تتمرن منذ سبع سنوات . اعتذرت مسبقاً عن العزف الرديء وبدأت ترتجل النوت واحدة تلو الأخرى حتى تصل إلى النوت المطلوبة ، ثم أعادت العزف من البداية وبإتقان أكبر هذه المرة . عزفت إحدى مقطوعات عمر خيرت ، موسيقيها المفضل . كان العزف صعباً هذه المرة بدون طارق الذي كان يغنيها عن استخدام يدها اليسرى أثناء العزف . كان صديق طاهر متجهاً للبار لاصطحاب صديقه إلى السينما ، لكن الأنغام العربية المنبعثة من الأسفل استوقفته . من موقعه على درجات السلم ، أطل فراس من النافذة الزجاجية الموجودة ليستكشف مصدر هذا اللحن العربي . لمح شابة جميلة لم يسبق له أن التقاها ضمن شلة طاهر . ظل مصغياً لعزفها حتى علا صوت التصفيق وعادت الفتاة إلى مقعدها إلى جانب صديقه. نزل فراس الدرجات الباقية حتى وصل إلى طاولة صديقه ، ألقى تحية سريعة على الحاضرين ثم طلب من صديقه الإسراع في الخروج معه حتى يلحقا بالفيلم . سأل طاهر سديم إن كانت متأكدة من أنها لا تريد مشاركته وصديقه الذهاب إلى سينما أوديون القريبة ، لكنها اعتذرت متمنية لهما قضاء وقت ممتع ، فاتجها وحدهما يساراً باتجاه السينما بينما اتجهت هي يميناً نحو شقتها . بعد أسبوع من ذلك اليوم أقام طاهر حفلة عيد ميلاده الثلاثين ، في مقهى كوليكشنز هناك التقاها فراس للمرة الثانية ، لكنه في هذه المرة قرر أن يخبرها أنه سعودي مثلها ، فلا بد وأنها تظنه باكستانياً كصديقه ، والحق معها ، فطاهر نسي أن يقوم بواجب التعارف بينهما في البيانو بار ، ولو أنه سعد بذلك ! يمكنه الآن أن يعرّفها بنفسه على طريقته : - الأخت عربية ؟ - سديم طايرة عيونها ! هاه ؟؟ أنت عربي ؟! - سعودي . فراس الشرقاوي - سديم الحريملي ... أنا آسفة كنت أحسبك باكستاني مثل طاهر ! - ضاحكاً من صراحتها المحرجة , وانتي اللي يشوفك يقول عنك أسبانية ، حتى انجليزيتك ما شاء الله ؟ بيرفكت ! - أنا سعودية .. - مبتسماً حي الله أهلنا - تقول في سرها : حي الله أهلنا ؟ فاقدهم مرة يعني ؟ كل السعودية في لندن الحين وانت مسوي فيها وطني ومتشقق تشوف أحد من أهلك ! يا نصبك ! أمم ... هلا بك.. - أنا سمعتك ذاك اليوم وانت تعزفين فعرفت إنك عربية ، وبعدين لما سألت طاهر قال لي إنك سعودية . - بالله ؟؟ ما أتذكر إنك جيت وأنا أعزف ! - لأني ظليت متخبي على الدرج وأناظرك من الشباك . كانت أول مرة اسمع فيها عزف شرقي في البيانو بار . الصراحة ، كان عزفك رهيب . - كراً ، هذا من ذوقك وهي تلتقط حقيبتها من المقعد المجاور طيب أنا لازم أمشي الحين . أستأذن . - لسه بدري ! - معلش وراي موعد . - طيب ما تنتظرن شوي لحد ما تسلمين على طاهر ؟ أتوقع إنه تحت على البار . - ما اقدر . بليز سلم لي عليه واعتذر لي منه إذا شفته . - مع السلامة وإن شاء الله ما أكون أزعجتك . على العموم فرصة سعيدة . - أزعجتني وبس ؟ إلا قول فقعت مرارتي ! معذور . هماك سعودي! أنا الأسعد ، باي. - باي . عادت سديم إلى شقتها وهي تلعن حظها بعد أن اكتشفت أن صديق طاهر سعودي ! راحت تسترجع في ذهنها جميع الأحداث التي جرت في المرة التي رأت فيها فراس في البيانو بار قبل أسبوع . هل ارتكبت أي من التجاوزات التي لا يفترض أن يراها شاب سعودي من ابنة بدله ؟ هل صدر منها أي تعليق جريء ؟ هل كان ما تريديه لائقاً ؟ الله يقلعه ! وش جايبه ! ؟ حتى هنا ما ني قادرة آخذ راحتي واتصرف على طبيعتي ؟ هالسعوديين وراي وراي؟؟ عز الله إنه بيفضحني وبكرة أخباري كلها واصلة الرياض! الله لا يعافيك يا طاهر انت وخويك ذا البثر اللي يتميلح ! قال أيش قال الأخت عربية !!. في أول أيام الأسبوع التالي ، سألت سديم طاهر عن صديقه فراس ، وعاتبته على إخفائه حقيقة جنسيته عنها ، لكن طاهر نفى أن يكون قد تعمد ذلك . أخبرها بأنه لم يتكر كونها من نفس دولة فراس إلا عندما أثارت الموضوع أمامه . قال لها أن فراس ليس من النوع الذي تخشاه ، فقد تعرف إليه منذ التحاقه بجامعة ويست منيستر في ريجنت كامبس. كان فراس يدرس الدكتوراة في العلوم السياسية بينما كان طاهر بينهيى رسالة الماجستير في المحاسبة . اشتركا في غرفة واحدة لمدة ستة أشهر في سكن الجامعة في مابليبون هول . كان أكثر ما يعجبهما في موقع السكن هو قربه من ريجنت بارك حيث يقع المسجد الكبير الذي يحرصان على أداء صلاة الجمعة فيه . بعد أن حصل طاهر على شهادته انتقل للعيش في شقته الحالية بمايدا فيل ، وانتقل فراس بعده هو الآخر للسكن في شقته الحالية في سينت جونزوود ، وقد كان طوال هذه السنين نعم صديق وخير رفيق . لم يأت طاهر على ذكر فراس بعد ذلك اليوم ، ولم تسأله هي عنه ، لكنها كانت تخشى أن يكون طاهر قد أبلغ فراس عن ضيقها به وتبرمها بلقائه في حفة عيد الميلاد . كم سيكون ذلك محرجاً بالنسبة لها ! عموماً ، يدرك الجميع أن الفتاة السعودية ترتاح للاختلاط بالرجال تغير السعوديين أكثر من الرجال السعوديين ! لن يكون فرسا الأول ولا الأخير الذي يُصاب بمثل هذه الصدمة بفتاة من بلاده تفضل لقاء صديقه الباكستاني على لقائه! رغم تحررها النسبي وعدم اهتمامها عادة بتعليقات الآخرين ، إلا أنها تمنت لو أنها تستطيع لقاء هذا الرجل من جديد حتى تستشف عن صورتها في داخله . كان يزعجها التفكير بأنه قدي يسيء الظن بها ، فمع أنها لا تعرفه ، ولكنه شاب سعودي ! قد يثير حولها زوبعة من الكلام تصل من لندن حتى الرياض ! كانت قد اعتادت أن تقضي صباح كل سبت في شارع أوكسفورد تذهب للتسوق من محلاته الكثيرة قبل أن تنهي جولتها الأسبوعية بساعات داخل مكتبة بوردرز . تتجول في أرجاء المكتبة الضخمة ذات الأدوار الخمسة لتقرأ المجلات وتستمع إلى أحدث الاسطوانات بعد أن تتناول إفطاراً خفيفاً في مقهى ستاربكس الموجود بالداخل . هناك وجدته ! رتب لها القدر لقاء لائقاً بهذا الغريب للمرة الثالثة على التوالي.لا بد وأن يعني ذلك شيئاً ! تفكر سديم وعبارة أم نوير التي تكررها دائماً ترن في ذهنها : ثلثنا وغدا الشر . كان عاكفاً على قراءة جريدة وهو يحمل في يده اليمنى كوباً من القهوة ، وعلى طاولته أوراق كثيرة مبعثرة ولاب توب . أروح أسلم عليه ؟ وإذا سوى نفسه ما يعرفني ؟ أعرف حركات الشباب لما يسوون فيها ثقل على البنات ! أكيد بيستعبط ويسوي نفسه ما يعرفني ... يالله وات إيفر! ما وراي شي خليني أسلم عليه ... اتجهت إليه وحيته بهدوء . صافحها باحترام وأزالت كيف الحال سديم ؟ فرصة طيبة ظنونها السيئة فيه . تحدثنا وقوفاً عما يفعله كل منهما في المكتبة . بعد دقائق قليلة ساعدها في نقل فنجان قهوتها وكرواسان الجبن ما مائدتها إلى مائدته حتى تتناول طعامها وحيدة . . .

 
 

 

عرض البوم صور roudy  
قديم 25-02-07, 05:20 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12480
المشاركات: 3,036
الجنس أنثى
معدل التقييم: roudy عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
roudy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

تابع الحلقه السابعه عشر

جرى بينهما الحديث سلساً وممتعاً. لسبب لم تعرفه تلاشي من ذهنها أنه الشاب السعودي الذي أرادت أن تقطع لسانه قبل أن يبدأ في نشر الأقاويل عنها . سألته عن جامعته وموضوع رسالته وسألها عن دراستها وعملها الصيفي . استفسرت منه عن الأوراق المبعثرة فاعترف لها أنه يتوجب عليه قراءة كل هذه الأوراق التي تزيد عن المائتين هذا الصباح لكنه كعادته لم يستطع أن يقاوم إغراء جريدة ، بخشخشة صفحاتها ورائحتها الورقية ! ضحكت منه عندما خبأ عنها بشقاوة طفولية ما على الكرسي المجاور لكرسيه من جرائد كثيرة وادعى أنه لم يشتر هذا الصباح سوى جريدة الحياة والشرق الأوسط والتايمز ، والتي أقر بأنه قد قرأها جميعها بدلاً من قراءة أبحاثه ! أدهشتها ثقافته الموسيقية وإطلاعه الفني بشكل عام ، فعلى الرغم من عمله في مجال السياسة إلا أنه برع في مناقشتها حول مناظر رامبرانت الطبيعية وخطوط كاندينسكي التجريدية ، وأذهلها عندما حدثها بإسهاب عن إيداع موسيقية المفضل موتزارت الذي كان يؤلف المقطوعة خلال جلسة واحدة ، ووعدها بأن يُسمعها مقطع (ملكة الليل) من أوبرا الناي السحري لموتزارت التي أبدعت في أدائها السوبرانو لويزا كينيدي ، ثم تحول الحديث إلى التعليق على السياح الخليجيين في لندن في مثل هذا الوقت من كل عام . شاركته سديم مولودة برج العذراء صاحبة النقد اللاذع متعة الذب والحش اللتان لا يجيدهما الكثيرون ، فملأت هي وفراس مولود الجدي صاحب الدم الخفيف جو المقهى بضحكاتهما الصاخبة ! عصافير الكيمستري أو الكيمياء كانت تحلق حول رؤوسهما كما تحلق عصافير توم حول رأي جيري ! لاحظت سديم أن الأمطار بدأت تهطل بغزارة بعد أن كانت الشمس ساطعة لساعات قبل دخولها المكتبة . سألها فراس إن كان معها سيارة ، فأجابت بالنفي . عرض عليها أن يوصلها بسيارته إلى شقتها أو المكان الذي تريده فرفضت بأدب وأخبرته بأنها ستكمل التسوق في المحلات القريبة ثم تستقل سيارة أجرة أو حافلة إلى منزلها . لم يلح عليها إلا أنه طلب منها أن تنتظره لدقائق ريثما يذهب لإحضار شيء من سيارته . عاد وهو يحمل في يده مظله ومعطفاً واقياً من المطر ناولها إياهما ، حاولت أن تقنعه بالاحتفاظ بأحدهما لنفسه لكنه أصر على موقفه . فقبلتهما منه شاكرة وممتنة . تمنت قبل انصرافها لو أنه يتجرأ فيطلب منها رقم هاتفها حتى لا تنعدم بينهما وسائل الاتصال ، خاصة وأنه لم يتبق لها في لندن سوى أيام معدودة تعود بعدها إلى الرياض لتستأنف دراستها ، لكنه خيب ظنها عندما مد يده مصافحاً وشكرها بلطف على مشاركتها إياه فطوره الصباحي ، فانصرفت عائدة إلى شقتها وهي تخط بقدميها نهاية قصة لم تكتب بدايتها

 
 

 

عرض البوم صور roudy  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بنات الرياض, قصة بنات الرياض
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:27 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية