المنتدى :
الخواطر والكلام العذب
لماذا أسافر عنكِ بعيداً ؟
لماذا أسافر عنكِ بعيدًا؟
لأشتاقَ؟
يا للسخافَة
لأرتاحَ؟
تلك خرافَةْ
لأشفَى؟
و هل أنت آفَةْ؟
و هل خَطَّ قلبي على دربِك المستحيلِ انحرافَهْ؟
ألم تسمعي عن هروب المخافَةْ ؟
ألم تشعري في عناقِ الوداعِ دبيبَ ارتجافَةْ
**********
ألم تلحظي - طولَ عشرينَ عامًا
غيابَ ابنِكِ العبقريّ شديدِ النّحافَةْ؟
ألم تسألي عنه أصحابَـهُ؟
زملاءَ الدراسةِ ؟
جيرانَـهُ ؟
من يُصَلّونَ في مسجدِ الحيِّ؟
بائعةَ الخبزِ ؟
عاملَ مصلحةِ الكهرباءِ؟
رجالَ النظافَةْ ؟
ألم تسألي أحدًا عن شعيراتِه البيضِ تلكَ؟
متى وُلِدتْ ؟
عن أُحَيْلامِهِ الخضرِ تلكَ
متى وُئِدتْ؟
عن قصائدهِ السّودِ تلكَ
متى كُتبتْ؟
و متى حُرقتْ؟
عن عيون حبيبته الذهبيةِ
كيف ذوتْ ؟
ألم تسألي لم ألغَوْا زفافَهْ؟
**********
على شاطئ الغربة السرمديِّ
أُسائلُ نفسي
"متى سوف ننسى؟"
و أرمي حصاةً إلى الماءِ
إن غرِقَتْ سوف أنسى
و تغرقُ
أذكر لهوي على عُشبكِ المستظلِّ
بأروع شمسِ
و أرمي حصاةً
فتغرقُ
أذكر أيامَ درسي
مُدَرَّجَ كُلِّيتي
دفتري و طلاسمَ شرحٍ كأروع طمسِ
رفاقَ جنوني و ضِحْكًا سرقنا براءتَهُ من طفولةِ أمسِ
حصاةً .. و تغرقُ
همْساتِ حبي العذارَى
متاهاتِ شكّي و يأسي
حصاةً .. و تغرقُ
لحظةَ قالتْ: "أحبكَ" في نصف همسِ
حصاةً .. و تغرقُ ..
لحظةَ حدّدتُ ميعادَ عرسي
حصاةً ..
و تطفو ..
**********
و أذكر أولَ ليلةِ حبسِ
عصابةَ عينيَّ
قيدي
اقتيادي
سؤالَ التهكمِ
صوتَ الصّلافَـةْ
:
"تُصَلِّي إذنْ؟ .. أينَ؟"
من شركاؤكَ؟
من يشهدونَ صلاةَ التهجّدِ؟
من يحضرون دروسَ الحديثِ؟
و من يعرفون بعصر الخلافَةْ؟
و أذكر سبعةَ آلافِ ليلٍ
بلونِ السّياطِ
و طعمِ الدّماءِ
ورائحةِ البغضِ وسْطَ دُخَانِ اللفافةْ
ألم تعرفي كيف خَطَّ اعترافَهْ؟
**********
أعودُ؟.. متى؟
أنتِ قولي متى ..
فما عادَ قلبي شديدَ احتمالٍ
و ما عدتُ ذاكَ الفتى
و ما عاد بيتيَ بيتي
و لا الحيُّ حيِّي
و لا الناسُ ناسَهْ
فهل تحرسين دمي مِن كلابِ الحراسَةْ؟
و هل تسمحين ببيتٍ له في حديقة قصرِكِ
كي تسمعي صرخةَ الخوفِ إن جاء من جاء يومًا و داسَهْ؟
و هل تأذنينَ
إذا ما اختلفنا فعاتبتُ قلبَكِ
ألا أُزَجَّ بقبوِ النَّجاسَةْ؟
و ألا يساقَ بنيَّ لسوقِ النِّخاسَةْ؟
متى؟؟
لا تمُدِّي يدَا
أشيري بطرفٍ خفيٍّ
و سوف أمدُّ يدًا
و يدًا
و يدَا
و سوفَ أمدُّ الخطى
أتجاوزُ ذا النهرَ
ذا الدهرَ
ذاك المدَى
أتجاوز حزنينِ
لا حسبُ حزني
وحزنَ الذي ضاع مني سدى
**********
و أعود فتىً أمْرَدَا
بريءَ الرؤى
أسودَ الشعرِ
غضَّ الملامحِ
يزرع أحلامَه الخضرَ فيكِ
فـتُنبِتُ في كلِّ يومٍ غدَا
وتُـنبِتُ كلَّ غدٍ موعدَا
وعندَ المغيبِ
على شاطئ النهرِ
يُلقي حصاة
يُـقَـبِّـلِها الماءُ
تصبحُ زنبقةً من ندَى
فتبتكرُ العشقَ
ترتجلُ الشوقَ
تحتضن الأمدَا
و فيكِ تسافر دون هدى
**********
|