كاتب الموضوع :
علاء سيف الدين
المنتدى :
الدراسات والدواوين الشعرية
اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة SHAJAN-ROHI ![مشاهدة المشاركة](liilas/buttons/viewpost.gif) |
رااااااااائع ابو علاء رااااااااائع ....موسوعة في غاية الاهمية فهي اختزال لثقافة العرب وسجل مختصر لثراتهم وثقافتهم وعنوان نهضتهم ...موسوعة تؤكد من جديد ذلك البعد النهضوي الذي تميز به الفكر العربي على مر العصور..........
من جديد كل الشكر اليك ابو علالالالالالالاء .......موضوع يستحق التثبيت لفائدته واهميته وقيمته .........لاغنى لاي باحث في الادب العربي عنه
|
الزميلة شجن روحي , تحية طيبة
لا أعلم عن أي ( بعد نهضوي تميز به الفكر العربي ) تتحدثين بالضبط ؟!
و هل يستطيع الشعر بل الأدب عموماً ( لوحده ) أن يصنع بعداً نهضوياً لفكر أمة ما ؟!
إذا كانت هناك نهضة معينة يتميز بها فكر أمة ما , فلابد من أن تكون نهضة شاملة و جذرية , تشمل كل ميادين الحياة , من غير الأقتصار على ميدان بذاته كالأدب ( و إلا فأنها نهضة مزعومة , تفتخر بجانب معين وحيد لأنها لا تملك غيره ) , إذ لا يشكل الأدب أحد روافع النهوض المهمة بقدر ما يعد معبراً عن هوية و مزاج أمة ما في فترة ما و أيضاً طريقة نظر هذه الأمة للأشياء في زمن بعينه ..
لا أقصد بالهوية كونها فقط ذلك المعرف الأنتمائي , لكن أيضاً هي كل النتاج و المخزون الثقافي , ذلك المخزون الثقافي الذي يترشح عنه ما أسميته بمزاج الأمة ..
كل ما تقدم في هذه العجالة حول ماهية الأدب , ربما تشترك به معظم أمم الأرض , و ذلك من خلال قراءة
الخطوط العامة لمسار التأريخ , أقول الخطوط العامة, لأننا لو قمنا بمقارنة تأريخ أي أمة مع تأريخ أمة أخرى سنكتشف حتماً أن مدى التمايزات و الفوارق ( بحسب موضوع البحث أو المقاربة ) سيزداد عمقاً , كلما أسهبنا و أوغلنا بعيداً في تشريح جسد التأريخ .
من هنا أحسب أنه أصبح بمقدوري أن أختلف مع رؤية الأخت المشرفة ,و ما أعتقد أنه وجهة نظرها في ما يتعلق بالأدب و الشعر و ما يمثلانه بالنسبة للثقافة العربية ( إبتداءً بعصور ما قبل الأسلام و ما بعده
مروراً بأزدهار و أفول الدولتين الأموية و العباسية , و إنتهاءً بإنتكاس الحضارة العربية و ذلك بضياع الأندلس و بداية عصر الدويلات و المماليك و صولاً إلى أم النكبات و هي قيام الأمبراطورية العثمانية ) , فبحسب إطلاعي , يمثل الأدب ( سيما الشعر ) بحق الدعامة الأساسية ( للثقافة ) العربية , لأعتبارات أهمها , أن الثقافة العربية ( بأصولها البدوية ) هي بنت الطبيعة الصحراوية القاسية , تلك الطبيعة التي تفتقر لمقومات التأثير على المخيال الأبداعي للأنسان , مما حدى ببعض مفكري الحداثة العرب , أن يسموا الثقافة العربية بالثقافة الشفاهية أو ( ثقافة المشافهة ) و هذا النوع من الثقافة المبنية على القدرات التعبيرية و الكلامية , هو مما يميز تقريباً جميع الأقوام البدوية التي تقطن المناطق القاحلة , حيث أن فقر الطبيعة و تميزها باللون الواحد و الخلو من كل شيء ( تقريبا ) , كلها أشياء لا تدع للبدوي من بد سوى أن يتفنن بالسرد و أيضاً تطوير مهارات جديدة في فنون الحكي و الوصف و التعبير اللغوي , في محاولة لأنتاج مخيال موازي لما يفتقده في محيطه الأجرد , و تحث هذه العوامل أيضاً على إنتاج ذاكرة ( على مستوى الفرد و الأمة ) لها قدرات هائلة على الحفظ و التبويب , حيث أن قوة الذاكرة و ميزة الحفظ تعد من أهم سمات العربي سيما في عصور ما قبل التدوين , و مما تجدر الأشارة إليه أننا جميعاً ( ربما ) نعلم بأن الأنسان العربي مازال إلى يومنا هذا غير ميال كثيراً للكتابة و التدوين , و ما مرد ذلك سوى لأننا أبناء ثقافة هي في أصولها شفاهية و ليست تدوينية ...
لهذا كله و لغيره ربما و جدت أنه ينبغي التنويه لأشكالية دور الأدب فيما إذا كان يشكل رافع لنهوض الأمم , سيما الأمة العربية , حيث أجد أن مقولة ( الشعر هو ديوان العرب ) لم تعبر إطلاقاً عن النهضة العربية ما بعد الأسلام , حيث إستندت هذه النهضة على مقومات أخرى كثيرة جداً لا يسعني الحديث عنها هنا . و ما ذلك الحضور الدائم لقيمة الشعر ( القيمة التي إنحسرت كثيراً مع الزمن , و على مستوى العالم أيضاً ) في الخطاب العربي , إلا لكون الشعر هو ذلك الموروث الأزلي للذاكرة العربية التي عرضت لبعض جوانبها في ما تقدم ...
تحياتي
|