كاتب الموضوع :
ghadabarbie
المنتدى :
القصص المكتمله
خفقت قلوبهم كلهم بقوة ووليد مسك الجدار واهو يحس انه بيطيح .. وضيق عيونه بالممرضة وهي تتكلم !
راقبت الممرضة عيونهم واهي تصر على الكلام وتكمـل : بتتكلم وتقول "مـازن لا تموت .. مازن لا تغرق .. مازن لاترووح " أنا مش فاهمه حاقة .. !!
عض فهد على شفته بقوة واهو يسمع هالكـلام ومشى مسرع متجاهل الكـل لغرفتها .. ووليد ماتحمل هالشي ورمى نفسه على الكرسي الي بجمبه وحس الدنيا ضايقة فيه .. على كبـر فرحته برجعتها الا ان صدمته بهالخبر ظلمت الدنيا بوجهه وحسسته بان الوضع مايبشر بالخيـر أبد !
دخل فهد الغرفة ومعاه اخوانه .. ومشوا مسرعين لساره ولقوها مسكره عيونها والتعب واضح على ملامحها ومعبسة وجهها .. !! ومادروا هي نايمة ولا لاء الا يوم شافوها تحاول تبلع ريقها بألم بسبب اللـّي الي كان بحلقها ! وقرب فهد منها وقال بحنان : سوسو حياتي .. فتحي عيونك حبيبتي الحمدلله على السلامة !
فتحت ساره عيونها بوهن وحست انها مو بالدنيا .. حست بفوضى حولها وكن الي قدامها مو ثلاث اشخاص .. كنهم عشر اشخاص واصواتهم تخرق آذانها وللحين ماصحت بالكامل واستوعبت !! ومدت ايدها كنها تبي تمسك شي .. ومسك فهـد إيدها بسرعه واخوانها من حولها يقولون : الحمدلله على سلامتك ياساره ..
ضغطت ساره على إيد فهد واهي تقول بصوت متقطع : أنا لحـ ـقـته .. عشان لايغـ ـ رق .. بس هو غـ ـرق !
لم فهد إيدنها بحنان وقال : مازن ماغرق حياتي .. مازن موجود !
ساره بصوت مذبوح : مـ ـازن رااااح .. رااااح .. رااا .. ! وانقطع صوتها !!
اخترعوا اخوانها عليها ونادوا الممرضات بكل خوف !! ووليد كان واقف عند الباب وشاهد كل الي صار والدموع بعيونه .. !! ودخلوا الممرضات وعطوها الكمامة وإبرة مهدية وأدويتها اللازمة .. وطلبوا منهم يتركونها ترتاح لأنها للحين اهي بفترة صحيان وبعدها ماستوعبت الي حولها .. ! وسالت دموعهم عليها وظلوا بالغرفة عندها ينتظرونها تصحى مره ثانيه ويتطمنون عليها .. ووليد كان طول الوقت ساكت والدموع بعيونه ومحد منهم قدر يتكلم معاه واهم شايفين الوضع شكثر حساس .. !
وخلال هاليوم كانت ساره كل شوي تصحى وتقول كلام يخرعهم وترجع تغيب عن الوعي .. !!
" مازن غرق .. مازن يطـلّع دم !! "
" لا تموت مازن ! "
" مازن خذني معـ ـاك "
" عطوف ماتت "
" لاتسافر عني "
" مازن .. لا تدرس برا !! "
" لا تخليني لحالي !! "
" احضـني مازن ! "
" لا تروح عني ! "
كانت حالتها تقطـّع القلب وإهي مخترعة وتعبانة .. وبكل مره تصحى وماتحس بمازن عندها كانت تقول هالكـلام الي يتعب قلبها وأنفاسها .. لين طلب منهم الدكتور يجيبون مازن هذا !! لأنه شاف حالتها شلون وباين انها بترتاح وتهدا إذا شافته !!
والعجيب ان وليد ماتكلم !! ولا اعترض !! لأنه كان بحالة من الصدمة الي مخرسة لسانه وقلبه وروحه !! ومشاعره تعصف بكيانه حتى انهم طالعوه بكل حزن وشفقة !! لكن الوضع كان فوق سيطرتهم والحقيقة الي حاول يمحيها .. تجسـّدت قدامه بطريقة تدمر القلب والروح !
***********
كان مازن يصلي ويدعي لساره لما دق جواله أكثــر من مره !! وأول ماخلص من الصـلاة مشى للجوال وشاف مكالمــات من جوال فهد اخترع منها !! ودق بسرعه على فهد وأول مارد قال : هـلا مازن وينك ؟؟
مازن : كنت أصلي خير يافهد شعندك داق ألف مره ؟؟؟؟ <<< مبالغة
فهد بتنهيدة : ساره صحت !
خفق قلب مازن بكل قوة وحس انه بيطيح من هول المفاجأة وقعد على السرير واهو يقول : اللــــــه يبشـرك بالخيـــر يافهد .. وشلونها الحين ؟؟؟
فهد : مو بخير !
مازن بخرعة : ليه يافهد شفيها !!!
فهد : من صحت وإهي تسأل عنك وتقول كلام يخرع .. انك غرقت ومت ورحت عنها .. تكفى تعال خلها تشوفك وترتاح !
وقف مازن بسرعه وبطريقة آلمت كتفه لكنه ماهتم واهو يقول : دقاااايق وأنا عندها !
وسكر من غير ماينتظر رد من فهد ومشى مسرع متجاهل آلامه واهو ينزل الدرج وصورة ساره ترتسم بباله وتقطع قلبه وروحه .. وطلع من البيت وركب السيارة وانطلق مسرع للمستشفى !! ساره صحت !! ساره ما ماتت ! الحمدلله يــارب .. الحمدلله .. وطول الطريق وصور ساره بكل أنواعها ترتسم بباله .. صورها وإهي صغيرة .. وإهو معها .. ويوم كبرت ..
وآآآآه لو أقــدر أمحــي كــل هــم من قلبــك ،، لو أقــدر أرســم البسمــة بشفــاتــك ،، أمــوووت أنا .. وانتي عيشي ياحيـــاتي ،، لــو كنت بعذابي أقــدر أهنيـــك وأسعــدك .. فمرحبــا بالعذاب !! ليتنــي أتعــذب ضعــف العــذاب الي فينــي ،، لو كنت بدموعي .. أقدر ازرع بقلبك السعـادة .. فيــاهلا بالدمـوع والهـلاك .. وانتي اتهنـي ياروحي .. لو أبكي الليل والنهار .. ولو أنهـلك وأشوف الموت آلاف المرات .. مابي غيــر سلواك ياجنوني ،، عذبيني .. دمريني .. سوي الي تبين سويه فيني !! بس قومي .. وارجعي .. وابتسمي وانبسطــي ،، عساني أفديك بحيــاتي ياحياتي !
وصل مازن المستشفى وبسرعه طلع لغرفتها .. ولقى اخوانها عند الباب .. وبعيونهم نظرة عجز يفهمها !! ودخل الغرفة ليشوف وليد واقف عند راسها !! وتبادلوا نظرات كلها ألم !
" انت السبب يامازن "
" انت السبب ياوليد ! انت الي اقتحمت حياتنا وسرقتها مني ودمرتني ودمرتها !! "
" انت شالي مسويه فيها !! شالي مسويه ومخليها مو قادرة تنساك وتنسى حبك؟؟ "
" أنا روحها وأنا بوحها .. وأنا إلي في هواها أهيــم .. وأنا صدقها وأنا ظنها وأنا المكتوب بدنياها "
" قتلتني يامازن .. قتلتيني ياساره !! "
اقترب مازن من ساره .. واهو يتأمل ملامحها الذبلانة .. وقعد على السرير جمبها متجاهل كل الي حولها .. ومسك إيدها واهو مو حاس لابوليد الي جبمها .. ولا بنظراته الي تحرقه .. ولا بشي غيـر ساره إلي بين إيدينه وبس .. ونادى عليها بحنان .. واقترب فهد منهم ليتطمن عليها .. ولحظات وفتحت ساره عيونها بوهن .. وإهي الي مافتحتها يوم وليد ناداها .. ولا حست فيه ولا سمعته !! وارتسم على شفاتها شبح ابتسامة وإهي تشوف مازن .. ومدت ايدها لوجهه وحسته بأصابعها الناعمة وقالت بصوت مذبوح : إنت حي !!
ابتسم لها مازن ابتسامة تذوب الصخر وقال : إي حي ياحياتي .. شلون أموت وأخليك !!
ساره بصوت مبحوح وبالقوة يطلع منها : مـ ــازن .. لاتروح عـ ــني .. لا تروح لعـ ــطـوف .. خلاص إهي مـ ـاتت .. خليـ ــك معـ ـاي أنـ ـا .. (( وشدت على إيده وإهي تقول : ضــ ــ ــمــ ــني مــ ــازن .. احضـ ــنـ ــي !
__________________
لا خــلاص !! كانت هذي القشـة الي قسمت ظهر وليد وماستحملها .. إهي النهــاية لمعركة الحـب الجامح الي فتن قلبه وروحـه وكيـانه .. إهي الحقيقــة الي كانت صاعقة دمرت آخر احساس حي بقى بكيانـه .. !! عمره كــله اتدمر بلحـظة قدامه .. حلم حياته انقتل بكل جبروت قدام عيــونه .. نبضات قلبه تسارعت كنها بتلحق على آخر لحظات بقى لها بهالدنيــا .. دموعه انهمرت كنها تستنفد مابقى فيها لتودع هـم الحياة .. هم الدنيا .. الحب الي تمناه طول عمره .. ويوم حصل عليه .. ضــــاع منه .. بحقيقة مزقت روحه .. وبمنظر قطع قلبه .. وبوضع حكـم عليه بالنهــاية والإعدام !! ..
طلع من الغرفة مسـرع والكـل حس فيه وحس بحالته ولحقوه بســرعه وسكروا الباب من وراهم !! ومشوا مسرعين خلفه ينادونه واهو مايسمع أحد ولا يرد على أحد .. وغاده صارت تبكي وإهي تطلبه يصبر ويهدا وينتظـر .. ووين الصبــر ؟؟؟ بعد كل الي شافه واستوعبه أخيرا وعرفه .. ! من وين يصبر ويتحمل !! تركهم ومشى مسرع عنهم وغاده اتشبثت بذراع سليمان وإهي تبكي وتطلب منه يلحقونه .. وفعلا .. ركب سليمان مع غاده بسيارته ومشوا مسرعين خلف وليد .. لكن وليد كان يمشي بالسيارة بسـرعة جنونية !! ولضيق الشوارع وزحمتها ضاع من قدامهم .. !! وغاب عن عيونهم .. لكنهم كملوا وراه الطريق لعلهم يلحقونه ويشوفونه .. وطول الطريق وغاده تبكي بكل خرعـة على أخوها الي طلع وأهو بحالة من الدمـار والعذاب والهـلاك .. !
وصل وليد البيت ودخل بسرعه واهو بحالة من الجنون والهذيان .. !! طلع الدرج مسرع وإهو يقول : لا خلاص .. انا ماقدر أصبر أكثر .. خلاص انا انتهيت !! ودخل غرفته بسرعه وصبخ من وراه الباب بكل قوة .. وفتح دولابه وطلع منها شنطة سفر .. ورمى ملابسه كل عشوائية على الأرض .. ! واتذكر جواز السفــر وراح لدرجه وفتحه وطلع جواز السفــر وانتبه لدفتر صغير ومعاه قلم .. فتح الدفتر وكتب فيه كلمات سريعة .. وترك الدفترو والقلم على الطـاوله .. !!
وفاجأة انفتح الباب ودخلت أم وليد وهي منفجعة من سمعت صكــة الباب القوية !! واخترعت يوم شافت وليد بهالحالة !! مشت لعنده واهي تقول بخرعة : وليد حبيبي شفيك ؟؟؟ وش تسوي انت ليه بهالحالة !
وليد واهو يحط ملابسه بالشنطة ويبكي : أنا انتهيت خلاص .. ماعاد لي قعدة بهالبلد لو وش يصير !!
خبطت أم وليد على صدرها واهي تقول بصدمة : وين بتروح ياوليدي وليش ؟؟ (( وقربت منه تمسك ذراعه وإهي تقول : ياوليدي إهدا وخل عنك هالانفعال وقولي وش صاير ؟؟؟
وليد : خلاااااااااااص يمــه اتركيني والي يخلييييييك تراني بروووحي تعبان .. اتركيني أسوي الي أبيه !!
سالت دموع أم وليد وإهي تقول : شالي أخليك ياظـناي ؟؟ وين بتروح عني وانت بهالحــالة ؟؟ شالي صار فيك قولي شسوت ساره فيك أكثـر من الي سوته بعـد ؟؟؟
وليد واهو يصك شنطته : ماسوت شي .. انا الغبي والحيوان الي عجزت أرضى بنصيبي من البداية !!
أم وليد وإهي تبكي : لا ياوليدي مو صحيح هالكـلام .. إهي بتصحى ان شاء الله وترجعلك .. انت زوجها ومالها غنى عنك !!
وليد : صحت يمــه صحت وماتبيني .. ماتبي الا ولد خالتها مازن وبس !!
أم وليد وإهي منخرعة على ولدها : يخسى ولد خالتها ويقطع .. والله مالها إلا انت زوجها .. !!
وليد واهو يشيل الشنطة ويمشي : خـلاص خـلاص .. ماعاد فيه فايدة أنا انتهييييييت !
مشت أم وليد من وراه وإهي تبكي وتقول : بس ياوليد .. بس ياوليدي لا تحرق قلبي عليك .. وين بتروح عني ياوليدي ويييييين ؟؟؟
وليد واهو ينزل الدرج : مادري يمـــــه لا تسأليني .. أنا ماعاد فيني أعيش بهالبلد ولا بـهالدنيا خلاص !
مسكت ام وليد ذراعه وإهي تنزل معاه الدرج وتبكـي وتقول : إهدا ياوليدي واقعـد .. والله إهي ماتستاهلك وانت ألف بنت تتمناك ! أبوس إيدك ياولدي تقعد وماتتركني أبكي عليك طول عمري !!
ضم وليد أمه وإهو عند الباب وقال وهو يبكي : بس يمــه لاتقولين هالكـلام .. أنا تعبان وبدورلي مكان أرتاح فيه .. (( وباس راسها وتركها ومشى عنها وإهي تبكي وتقول : ياوليدي خايفة عليك ياظنى عمري تروح عني ولا شووووفك !!
طلع وليد من البيت وسكر الباب تارك أمه من وراه تدور بمكانها وتنوح على ولدها وماتدري وش تسوي بعمرها ووشلون ترجع ولدها لها !! وأبو وليد مســافر بمؤتمراته إلي ماتخلص !! ولحظات بسيطة وانفتح باب الشارع ليدخل منه سليمان وغاده مسرعين لداخل البيت .. وانصدموا يوم شافوا أم وليد بهالحـالة !!
غاده حست ان فيه شي متعلق بوليد وقالت وهي تبكي : يمــــــه شفيييييييك وش صاااير ؟؟؟
أم وليد تمسكت بذراع سليمان وإهي تقول : يمـــه سليمان روووح الحق ولد عمك روووح !!
اخترع سليمان واهو فهم ان وليد جا البيت لسبب ما وطلع منه .. ومشى مسرع عنهم وغاده من وراه احتارت تلحقه ولا تبقى مع أمها تهديها !! وسليمان من عند الباب قال : خليك مع أمك ياغاده .. وأنا بكلمكم اذا لقيته ! (( وطلع مسرع عنهم لوين مايلحق على وليد !!
*********
هناك بالمستشفى .. كان مازن يحاول يهدي ساره ويبث الأمان بقلبها ولا يحسسها بالفوضى الي أهو حس فيها وسمعها خارج الغرفـة !! وساره كانت تغفـي شوي .. وترجع تصحى وتدور مازن بعيونها وتبتسم اذا شافته .. وترجع تمسك إيده وتلمها بين صوابعها كنها تبي تضمن وجوده جمبها وانه مو رايح عنها وتاركها لحالها !! .. وشوي إلا دخل فهد وخـالد وشافوا مازن وإهو قاعد جمب ساره ويمسح على راسها بإيده .. وإيده الثانية ساره ممسكة فيها ولامتها ونايمة !! كان الوضع جدا صعب وحســاس !! وليد طلع من المستشفى واهو بحالة من الدمار والله العالم وين راح ووش صار فيه !! .. وساره مو دارية عن شي وللحين مو حاسة بشي .. وماتبي إلا مازن وياويل يبتعـد عنها ولا يروح .. تنهبــل !! ومازن استسلم لرغبتها واهو الي راحتها وسعادتها عنده بالدنيا لو يسهر الليل كله بجمبها يرعاها ويحسسها بالأمان والحنان بس أهم شي لا تتعب قلبها وروحها !! .. وقعد فهد وخالد على الكـراسي قبال مازن .. ومازن حس بوجيههم إن في شي صاير .. وهز راسه بخفة بعـلامة الاستفهمام ؟؟؟ وفهد أشرله بإيده وهو يهمس له .. ان وليد طلع من المستشفى وإهو منتهي !!
عض مازن شفته بألم واهو يتنهد بخفة .. لو وش صار وكان .. يظل هذا زوجها الي تتيم بهواها وعشقها بكل ذرة بكيانه وإحساس بقلبه .. ويدري شلون الوضع صعب عليه واهو يشوف ساره تنادي عليه قدامه .. وتطلب يضمها ويحضنها وأهو الي زوجها واقف مثل التمثال بجمبـها لادرت عنه ولا حست فيه !! واتنهد واهو يتأمل ساره النايمة .. واتأمل وجهها التعبــان .. ياعمري إنتي الي مو دارية شالي قاعدة تسوينه بقلوب الكـل !! عسى الله يقومك بالسـلامة ويردك لنا وبس هذا الي نبيــه والي يصير بعدها يصير ! ..
وتبادل اهو وفهد وخالد الكـلام بهمس عن لايزعجون ساره .. وبعــد فتـرة من الوقت !! دق جوال فهد فاجأة .. وسكر الصوت بسرعه واهو يراقب وجه ساره لا تصحى .. ورد بسرعه وأول مارد عبست ملامحه بخرعــه واهو يسمع من الجوال صــــــــراااااااخ .. وصيــــــــــاااااااااح !! وصلت لمسامع خالد ومازن وهوت قلوبهــم لبين رجولهم !! .. شــــــالي صــــار ؟؟؟
*******************
كان سليمان مسرع بالشارع يحاول يلحـق على وليد لما شاف فوضـى بالطريق وازدحــام !! وخفق قلبه بكل عنـف واحساس بداخله يقول إن هالازدحام متعلق بوليد !! وجنب السيارة ونزل منها مسـرع .. ! وركض بكل سـرعه ليوصل لمكان الفوضى .. ودخل بين زحمة الناس بسرعه وخووف !! ليلاقيه !! وليــــد !! مغرق بالدم على قارعــة الطريق .. !! .. ولحظـات ووصل الاسعاف وأخذ وليد وركب سليمان معاه واهو مستصيب من منظر ولد عمـه ورفيق عمره وطفولته !! كان الدم ينزف من كل مكــان بجسمه وكن كـل شي فيه اتهشــم وانعــدم !! ودقت غاده على سليمأن لتسأل عنه .. وقالها تجي المستشفى إهي وأمها !! .. وليــد بعجز عن التحكم بالقيادة .. مع السـرعة الجنونية .. صـدم بكل قوووة بشاحنة كبيـــرة طيــرت سيـارته لتصدم بقوة أكبــر بعمود الكهرباء .. واتهشمت !!
فوضى مابعدها فوضى حلت بقسم الطوارئ بذاك الوقت ورجال الاسعاف يحملون وليـد على الحمالة ويسرعون فيه لداخل المستشفى واهم يطالعون منظره ويهزون راسهم بألم !! وبخواطرهم يحسون انه هالشخـص ميت خـلاص !! وسليمان كان بحالة من الخـرعة والصدمة واهو يركض وراهم لقسم الانعاش !! وتجمعوا ا الدكــاترة عليه ومن شافوا منظره وشكـله حسوا انه مستحيل يعيــش .. كان كل شي فيه متهشم !! وبطريقة أفضل ما أوصفها لكم عشان لا تخترعووون !! ..
وغادة وأمها وصـلوا المستشفى واهـم ميتين من الخرعــة .. ويركضون بسـرعه بين بالممر لوين ماوليـد يلفظ أنفاسه الأخيرة !! وفتحوا الباب بســرعه ودخلوا واهم يشفون الدكــتور يغطي وجهـه بالغطــا وبكــل أسف !!
غادة : لللللللللااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااء !!!
وأسرعت إهي وأمها وفكو الغطـــا عنه وأم وليد صــرخت وإهي تقول : " يمــه وِلييييييييييييييد !! يمـــــــــــه قووووووم يا وليدي !! "
" وليـــــــــــــــــــــــــــــــــد .. وليد رد علي أنا اختـــــــــــــــك لاتموووت وليييييييييييييد !!
" وليـــــــــــــــد .. قوووووووووم .. لاتموووووووووت .. وليـــــــــــــد .. وليـــــــــــد .. ولييييييييييــــــــد !!!! "
*************
كـان العزاء يقطع القلوب الرحيمـــة !! الكـل بكى على وليــد .. !! مافي عين مادمعت ولا قلب ماحزن ولا خـاطر مانكســر !! وليــد .. هالشاب الي كـان ذنبه اهو حبــه الغلط لبنت عمــه ومنى عمره ! .. اتمنى السعــادة ولا كان له الا نصيب بسيط منها .. وبعدها ضاعت منه وضاعت حياته معها !!
أم وليــد انهارت من بعد ماشافت ولدها ولا اتحملت موته ومنظره .. وجتها مثل الحالة الهيستيرية .. وظلت بالمستشفى تحت الأدوية و المهديات !!
أبو وليد .. قطع شغله ورجع مخترع .. وهم قالوله بس حـادث مروري على مايرجع .. ويوم رجع عرف بخبر وفاة ولده الوحيــد !! مات بعز شبابه وريعان عمره .. توها الأحلام ماتحققت .. والسعادة ماكتملت .. والعمــر باقي .. ووليــد راح .. !! ويـــــاويل قلب الأبو على ولده .. والأم الثكلى على ولدهــا !!
وغــادة بعد نياح يوم كــامل وصدمة وعدم استيعاب .. قدرت أخيرا تتماسك وتتجالد لتصبر أمها وأبوها .. ولتكون إهي بدور المصبرة لهم والمسليه بعد ماظلت الوحيدة عندهــم ! وبداخلها نـــار مشتعلة بكل حزن وألم ودمــار !!
الكــــل حضر العزاء وقلوبهم متقطعة والدموع بعيونهم !! محبه عجيبة ظهرت بداخلهم تجاه الشخص المفقود !! غريب هالموت وعجيب !! يجمـع الناس بعد فراق السنين .. وقطيعــة الأيام .. وباجتماعهم مايذكرون الا الطيب من الميـت .. ماعاد أحد يذكر غير محاسن وليد .. وطيبـه .. وحبه .. وتفانيه .. وأحـلامه .. وبالآخر راح .. وترك الكــل يبكي عليه ويحزن !!
فهد وسليمان وخالد .. كـــانوا من أكثر المحزنين .. لأن الموت شي كـريه بالنسبــة لهم أكثــر من أي شخص غيـرهم .. و مايدون ليه سبب بأعماقهم يحسسهم انهم السبب !! وحاول يتجاهلون هالشعــور واهم يدعون له بالرحمــة والغفران .. !
ساره وما أدراكم ما ســاره ..!! كونها بالمستشفى إلي نقلوله وليـد .. والي طاحت فيه أم وليد .. حست ان فيه شي بعد ماصحت وبدت تستوعب الوضع الي هي فيــه .. وفقدت وليد ولاحظت الحزن بعيون اخوانها ..
وتوترهم .. وخرجوهم ودخولهم المتكـرر .. لكن مـازن ظل جمبها وماتحرك من عندها وأهو منصــدم ومستصيب من خبر وفاة وليــد !! لكنه تجالد قدام ساره ولا حاول يظهـر لها أي شي .. لكنها إهي خلاص صحت واستوعبت وسألت عنه .. عن وليــد .. مهما كان هذا زوجهـا الي عمــره ما أســاء لها بيوم .. وإلي حبهــا ووقف معها بعز انهيارها وحاجتهــا .. وكان لازم منهم يخبرونها لأنها ألحّـت عليهم بالسؤال وطلبتهم يدقون عليه تكلمــه لتبعـد الاحسـاس من داخلها !!
وكيف ماقالولها وكيف ماوقع عليها الخبــر .. وكيف ماكانت مشاعرها تجاه وليد وكيف كان أهو معها !! إلا ان الخبــر كـــان صدمـــــــة !! وماقالولها الا بعــد ما أعطــاها الدكتور إبر مهدّية واهو الي عرف بالخبــر وحزن منـه !! .. ومع هذا ساره انهارت بين إيديهم !! مجرد طـــاري الموت يفجـع قلبها ويهز كيانها !! وكيف وليد زوجها يموووت وإهي ماتدري عنه !! صارت تلوم نفسهــا وحالها وحـال وليـد وتبكي ويلهـا من رب العالمين !! وإنها السبب .. وإنهـا هي إلي قتلته !! إهي الي قضت عليه !! كـانت حالتها جدا صعبــــــة .. حالتهم كلهم صعبـة .. وسيئة !! ورجعت سـاره تاخذ الكمـامة والمتابعة تكثفت عليها والإبر والمهديات ماوقفت عنها !!
ومرت فتـــــــــــرة طوووووووويـــــــلة وساره بالمستشفى بحـــالة سيئة وتخرع الكـــــل عليها !! مافي دكتور الا وفحصهــا غير دكتور القلب والصدر !! دكتور المخ والأعصــاب .. !! لأنها أصابتها حالات هيستيريه وهلوسة وحالة جنون !! ثار عندهــا القولون .. !! وزارها دكتور باطنيــة !! كل شي فيها انهلك .. وتعـب وإهي بحــالة كل من شافها يدعولها بالشفــاء والرحمــة !! ظلت على الإبر المهدية الي كل ماينتهي مفعولها تصحى وتهلوس ..
" مــاما ،، بــابــا ،، أبي أجيـــكم ،، تعــالو خذوني ،، وليد تعــال ،، خلني أنا أمووت "
" أنا السبب ،، مــازن لاتروح ،، لا تموت ،، لحـد يموت ،، أنا الي موّت وليـد "
" خليك معاي مازن ،، ضمني أنا ،، فهد لاتموت .. سليمان لاتموت .. خالد لاتموت "
أم وليد بعد فترة قدرت تطلع على الدنيـــا وتستوعب حياتها بدون ولدها .. وبطلوعها حلـّت مصيــبة ثانية !! وهي حقدها الكبيـــر على عيال أخو زوجهـــا وانهم السبب إهم وأختهم بموت ولدهـــا !!
__________________
سـاره بالي سوته دمرت ولدها لين مات .. واخوانها من حولها مامنعوها .. وخــلاص ماعاد تبيهم .. وماعاد تبي أحــد منهم .. وقوّمت الدنيــا وقعدتها لتفســخ ارتبـــاط غاده من سليمــان !! كانت حالتها أصعب من ان أحد يجادلها ولا يعاندها .. لذا سكتوا عنها لتهدا !!
وغــاده انهارت من موقف أمّــها !! إهي بعــد بحـالة صعبــة .. فقدت أخوها الوحيد .. وهذي هي بتفقد حبيبها الوحيــد !! .. وسليمان بعــد كان هالموقف فوق استحماله !! شالي يضيع منه حبــه بعد طول هالانتظــار !! أي قلب الي يصـبر .. وأي نفس الي ترضـى .. وحلم حياته وجنون حبـه واقع تحت ضغوط مالها حكـم فيها !!
وكان الحـل الوحيد اهو الانسحــاب .. لعل الأوضاع تهدا بيوم .. إلا من مره قدر يقابل غـاد بحوش بيتها آخر الليل على عجل !! وغاده من نزلت و شافته رمت نفسها بحضنه وإهي تبكي وتناهج بكــل ألم وعذاب .. وحاول سليمـان يهدّيها ويصبرها ..
غــادة وهي تناهج : ياويلي ياسليمــان ماقدر على كل الي يصير ماقدر !!
ضمها سليمان أكثر وسالت دموعه واهو يقول : هوني على نفســك حياتي .. وكل شي بيتغير .. أنا مستحيل أتركك ياغاده لو وش يصير !
غاده : أمي مو راضية ياسليمان .. أمي تحلف مانرجع على بعض الا على جثتها والله تخـرّع !
سليمـان : لأنها لازالت مصدومة حياتي وتحسنا السبب بفقد ولدها .. بس انتي لا تجادلينها وخلي الأمور تمشي بسـلام واحنا لبعض ياغاده .. (( وباس جبينها واهو يقول : احنا لبعض .. احنا لبعض .. !
غـادة : سليمان أنا فاهمة وعارفة كل شي .. بغيت زواجنا يتم من زمااان لأني كنت خايفة نتفرق !!
سليمان وهو يبكي : سامحيني غاده .. سامحيني حياتي ..
غاده وهي بالقوة تتكلم : انتي الي سامحني سليمان .. وصدقني طول عمري تمنيت الموت ولا فراقك حبيبي ..
سليمان : لا مو مصدق .. مستحيل تروحين عني بعد كل هالوقت وكل هالتعب .. لكن أوعدك غاده بظل أحارب الكل عشان أرجعك ..
غاده : أنا واثقة فيك حبيبي .. وبانتظر الأوضاع تهدا .. وبانتظرك !!
مهو كل حـب ينتهي بالسعــادة !! ولا كـل حب يتكلل بالزواج !! والحزن والألم موجود بحياتنا رضينا أم أبينا !! وكل واحد له نصيبه من هالأحزان .. ياتستمر .. ياتنتهي !!
*******
أثنـــــــاء كل هالظروف المحزنة والصعــبة .. كان هناك أروع خبــر حصل بزحمة الأحداث الحزينــة !! وأهو ولادة سمـــر !! سمــر مع علاقة الحـب الكبيــر بينها وبين خـالد .. الا ان نصيبهم كان يتم يزواجهم بظروف صعــبة .. ويتم حملها بظروف حزينـة .. وتولد بنتهـــا بظروف تعيســة !! لكن ولادتها لهالبنت .. كانت بشــارة خير وفرح وسعادة قدرت تسرق طريقهــا لقلوب الكــل بلا استثنــاء .. !! بنت ولا أحلى !! جمالها خـارق .. بجمال العـلاقة الي بين أمها وأبوها .. حلاوتها بحلاوة الروح الي جمعتــهم .. وكانت تشبــه عمتهـا ســاره بشكل كبيــر .. والكل اتفق بدون أي نقــاش .. ان مالهالبنت اسم يليق عليهــا الا اسم عمتها .. ســـاره .. ويالله انك تحفظهــا !!
ساره قدرت بعـد شهووور قعدتها بالمستشفى إنها تهـدا !! لكنها ظلت تعبانة وماتقدر تمشي ولا تتحرك بسهولة !! وكانت العمــلية إهي الحـل الوحيد لها .. لكن مو بهالبلــد !! كــان لازم تســافر ابرياطانيا وتسويها هنـــاك .. لكن شي واحد ظل معلـّق !! مع انه كان لازم ينحــل من زمـــان .. وأهو عـلاقة ســاره ومازن !!
مازن كان مرابط الليل والنهــار عندها بالمستشفى !! وقدر خلال هالفترة يتخلى من العكازات .. وساعدته العملية الأخيرة انه يتحسن أكثـــر !! لكن ســاره كانت متعلقـة فيه وماتبيه يبعــد عنها ولا دقيقه !! محتاجه لوجوده .. ولقربه .. ولحضـنه ولحنانه .. واهو غمرها بكل الي يقدر عليه .. بس تظل هناك حدود صعب يتجاوزها !! وأهو مهما حبها وانجن وخاف عليها .. إلا ان لكـل شي حدود !! وكانت سالفة السفـر والعملية إهي المفجــر الأكبــر للعـلاقة المكبــوتة طول السنوات !!
خارج غرفة ســاره كان مازن واقف مع الدكتور يتابع معاه الأوراق المتعلقــة بسـاره .. وشوي الا جا فهـد وسليمان .. ومايحتاج أوصف شلون الحزن مسوي فيهم كأنه صــار جزء منهم وبنظراتهم وملامحهم .. وسليمــان كان حزنه أكبـر بسبب عجزه على انه يرجع غــاده !! لأن الرفـض بالبداية كان متعلق بأم وليد بس .. أما الحين قدت تأثر عليه وصار حتى أبو وليد حقد عليهم وماعاد يبيهم !! لكن سليمـان ظل يماطل بالطـلاق .. وأهو الي مستحيــل يطلق غــاده لو كان على موووته !!
مازن أول ماراح الدكتـور وشافهم مقبلين .. مشى لعندهم بابتسامة عـذبة ماقدروا مـايبادلونه نفس الابتســامة واهم شايفين شكثــر هالانسان مقطّع قلبه وروحه عشان اختهم !
سلموا عليه ومازن قعـد يتكلم بكل فرح عن حالتها .. وانها أحسن .. وان التنفس عندها طبيعي .. وانها لو سوت عملية ممكن تكون 80% طبيعيــة .. وكان فهد يستمع له واهو يبتســم من خـاطر منه .. ويحس بصدق الفـرح بعيونه .. ونبــرة الحب بصوته وكـلامه .. وبعد مانتهى قال : ولازم تســافر بأقرب وقت دام صحتها الحين تساعد !
سليمان : لكنهــا ماتقدر تمشي !
مازن بلا شعور : أنا أشيلها من هالمسشفــى لين المطار لين الطيارة لين ابريطانيا لين المستشفى هناك !! بس ؟؟
ابتسم فهد وقال : مازن انت من جدك بتروح معها !!
انتبه مازن لكـلامه وقال بتردد : إي .. بروح .. أصلا هي مستحيل ترضى تسافر بدوني !
فهد بحزم : مازن وش رايك تعقـــد على ساره ؟؟؟؟
خفق قلب مـازن بكل قوة واهو يسمــع هالكــلام .. وتوسعت عيونه واهو يعيد الكـلام بعدم تصديق : أعـقد .. على ســاره ؟؟؟؟؟؟
هز فهد راسه واهو يقول : إي يامازن .. هالشي الي كان لازم يصير من زمان وماصار .. والحين جا وقته ليصير .. !
حس مازن انه عمره كله مر بلحظــه قدامه .. هالكـلام حقيقة ولا خيــال .. أنا أعقد على ســاره .. وساره تصيـر لي أنا .. ملكي .. وحلالي !! معقوووول ؟؟؟
وقال وهو للحين مو مصدق : ... يصيـــر ؟؟؟
ضحك سليمان بخفة واهو يقول : إي وليه مايصير .. مازن فووووق اصحى .. والله شكلك يضحك وانت مو مستوعب !!
ابتسم مازن وهو ينقل بصره بينهم وقال : أمــانة فهد .. سليمان .. ترا قلبي مايستحمل هالكــلام ! لاتعشمووني بشي مو حقيقي تكفووون !
فهد : والله نتكلم جد يامــازن !
مازن : اذا تتكلم جد أجل يتم العقــد اليوووم !!
فهد : ليش لاء !! يتم اليوم
__________________
|