كاتب الموضوع :
soki
المنتدى :
الارشيف
هاي هو المقطع
سألت في فضول بالرغم من ضيقها به وبعجرفته :
"ماهو؟"
أجاب بسخرية وهو يدير لها ظهره:
" مجرد مقبرة العائلة. أنا واثق من أنها لن تعجب ذوقك الرفيع".
" أود أن أراها".
أجاب كما لو كانت ستاسي تعتذر:
" ليس ضروريا ".
" سيد هاريس . إن آخر ما أريد هو أن أتذلل لك . قلت عاينا أن تنسي عداءنا ونصبح صديقين , ولكن غرورك الجريح لا يفهم إلا الوفاء الأبدي . والآن أريد أن أري المقبرة , فإذا لم تشأ اصطحابي صف لي مكانها لأذهب وحدي".
كان صوتها لاذعا , فاستدار إليها كورد ليتأكد من صدق رغبتها في الذهاب وقال:
" إنها قريبة من هنا , ولكنها علي مرتفع ولا أريدك أن تجهدي نفسك في أول مرة تخرجين فيها, ربما ينبغي أن نؤجلها".
وأضاف عندما رأي اعتراضها :
" ولكن إذا كنت واثقة أنك تريدين الذهاب سأصحبك ".
" إني واثقة".
" حسنا "
رفضت أن يأخذ بيدها في المسير إلي حيث أشار وهو يتبعها , لهثت ستاسي بالرغم من الارتفاع البسيط , ولكنها تجاهلت لمعة السخرية في عيني كورد واتجهت نحو الباب الحديدي .
تضاءلت الصلبان وأحجار المقابر إلي جانب النصب الكبير في الوسط. وكان المكان معتني به بالرغم من قدم معظم المقابر . فقد طليت التركيبات الحديدية حديثا بطلاء أسود , ولم تترك لتصدأ . وكست الحشائش الخضراء المقابر برقة . وفتح كورد الباب فدخلت ستاسي
وقفا قرب الوسط كانت معظم التواريخ في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين . وأشارت أربعة صلبان صغيرة إلي مقابر أطفال . وكان تاريخ أحدث المقابر منذ ثماني سنوات وكتب عليه , ستيفان هاريس الأب .
سألت ستاسي بهدوء وكلمة الأب تكسو صوتها بالحزن :
" أهذا قبر والدك؟"
"نعم "
" لم ألحظ وجود قبر والدتك . أهي مدفونة هنا؟"
" إنها مدفونة مع عائلتها . لم تتحمل حياة المزرعة ومتطلباتها , وعادت لعائلتها بعد ولادتي بسنين قليلة ".
كان صوته سريعا وعيناه جامدتين.
سألت ستاسي وقد رق قلبها للرجل المتوفى , وابنه المهجور :
" تركتكما ؟"
قال وعيناه ترفضان عطفها:
" لم يعطها والدي أي خيار , أشك أنك ستفهمين, هذه أرض صعبة ويجب علي المرء أن يأخذ ماله ويحارب للحفاظ عليه .كانت أمي طفلة مدللة معتادة وجود من يخدمها , ولم يكن المستقبل المأمول يعني لها شيئا , كانت تريد كل وسائل الترف التي اعتادتها , فلم تكف عن مطالبتها لأبي للحصول علي اهتمامه وماله . ولم يكن هناك ما يكفيها من أيهما".
همست ستاسي بذكاء :
"كانت الأولية للمزرعة !"
سألها كورد وهو يشير للنصب المركزي :
" أترين هذا الشاهد ؟ إلينا تيريزا هاريس جدتي . كانت نبيلة أسبانية , أحبت جدي الذي كان مزارعا مكافحا في تلك الآونة , وكانت أملاكه كثيرة . أما هي فكانت امرأة بحق . م يكن لديه ما يقدمه لها سوي منزل حجر قديم من ثلاث غرف . وبعض رؤوس الماشية , وأرض شاسعة وجافة في معظم الأوقات ولكنها لم تنزعج لهذا ".
كان صوته يفيض احتراما وإعجابا وهو يتحدث . ثم خطأ للأمام في تلك اللحظة . وفتح الباب لستاسي ثم تبعها للخارج . وقبلت أن يأخذ بيدها لانهماكها في الحديث وهما يسيران إلي حافة الهضبة المطلة علي فناء البيت . وأشار كورد بيده الأخرى إلي الجبال الغريبة وقد كساها الشفق باللون البنفسجي :
" كان هنود اآباتش من قبيلة ماسكاليرو يستخدمون هذا الجبال كحصن يغيرون منه كما يشاءون علي المستوطنين وصغار المزارعين . ويقع أثر حرب الكومسانشي قريبا من هنا أيضا . وقد انتهي تهديد الهنود عند بداية هذا القرن , وامتلأت هذه المنطقة من الغرب بمربيي الماشية طلبا لهذه المراعي الغنية بالحشائش . ولكن معظم المستوطنين جاؤا بماشية أكثر من احتمال الأرض .أي رعتها الماشية أكثر مما يجب ولذا انتشرت الصحاري في هذه البلاد ".
لفعت ستاسي وجهها باهتمام قائلة :
" ألا يمكن إعادة زراعتها ثم تترك لتنمو ثانية ؟"
" فات أوان الاستصلاح , فإما أن تحمل الريح التقاوي بعيدا عن هنا أو لا ياتي المطر عندما نحتاجه , أو يجرف التقاوي قبل أن تعمق جذورها . إن الجهل والطمع أكثر ضررا علي المستقبل من ضررهما علي الحاضر. ولكن أبي وجدي فهما هذا وعلي أن أشكرهما لما لدي الآن لأكثر من سبب".
ابتسمت ستاسي قائلة :
" لا بد أنك فخور جدا بهما . لقد تغيرت أمور كثيرة منذ أيام جدك ".
قال كورد وهو يضحك ضحكة خافتة :
" لقد كان مربي بقر وسيتقلب في قبره أذا رأي الغنم ترعي في أرضه"
"غنم ؟ هل تربي غنما ؟"
" نعم , إن لي عدة مئات من الرؤوس المسجلة في المراعي العالية".
" ألا تربيها مع الأبقار ؟"
" أحيانا . عادة في الصيف , عندما ننقل الأبقار للتلال . ولدينا أيضا ماعز الأنجوراه , ولكنها في طور التجربة في مزرعتنا . هناك عدد كبير من المزارعين الذين نجحوا في تربيتها . وهناك أيضا الجياد , لدينا مجموعتين فريدتين ونأمل في إنتاج كبير فقد ضاعفت عدد الإناث , وفي كل ربيع نقيم مزادا لبيع الصغار , في سن عام أو عامين , التي نستغني عنها والكبار التي نود استبدالها بدم جديد ".
قالت ستاسي بتأمل وقد راعها حجم عمليات المزرعة :
" لم أكن أعرف أن لك كل هذه المشاريع المختلفة . أعتقد أن هنا آبار بترول أيضا في المزرعة"
ضحك كورد بهدوء للانبهار الذي بدا علي وجهها وقال:
"لا تكتمل مزرعة متحضرة في تكساس دونها , أن لدين أربعة علي الحدود الشرقية , اثنان منها فقط لا تزالان تنتجان . ومعظم أرض المزرعة تقع خارج المنطقة المنتجة للبترول ".
" بدأت افهم معني لفظ بارون الأبقار
|