كاتب الموضوع :
رحمة1427
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
أهلا بك نور الهدى
أختك:رحمة
3
وصل أبو صالح إلى بيته..و عجب وارتاع من تجمهر الناس أمام بيته..حث الخطاء مسرعاً ليستطلع الأمر..وعندما وصل وجد أن هناك حادثاً وقع نتيجة.. تصادم سيارة "صالح" مع سيارة أخرى أمام البيت مباشرة.
ضرب "أبو صالح" كفاً بكف..لا حول ولا قوة إلا بالله .
ربت على كتف أبنه "صالح" ..حمد لله على سلامتك..السيارة بدلاً عنها سيارة..المهم أنك سالم.
دخل "أبو علي" غرفة الجلوس في منزله..و "سلمى" جالسة تطالع إحدى المجلات..السلام عليكم.
وعليكم السلام .
قامت من مجلسها مغادرة و سألت والدها قبل أن تخرج:هل تريد أن أحضر لكَ شيئاً؟.
لا أريد شيئاً..سأجلس لأشاهد الأخبار فقط.
أنا ذهابه إلى غرفتي.
فهي لم تعد تطيق الجلوس معه بعدما طرد أخوها "علي" من المنزل و رمهما با أبشع التهم ظلماً..ملغياً بذلك آخر ذرة من عُرى الأبوة له في قلبها.
جلست "سلمى" أمام جهاز الحاسب الآلي(الكمبيوتر) بعد أن قامت بتشغيله.
اتصلت بالإنترنت.. و أخذت بضع دقائق تتجول بين مواقع الشبكة..دخلت الماسنجر عندما دخل أخوها "علي" الماسنجر..فقد اعتاد الحديث عبر الماسنجر لتجنب الوقع في المشاكل مع والدهما الذي يجهل تماما مثل هذه التقنية.. أخذت تبتسم وهي تقرأ ما كتب لها"السلام عليكم..إزيك..يا سلمى..عامله أيه "
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. كيف حالك "علاوي"..؟والله مشتاقة لك كثيراً.. هكذا يا ظالم تتركني أسبوع لا أعرف عن أخبارك شيئاً.
حرام عليكِ يا "سلمى" قلت لكِ أني مسافر.
كلامك صحيح..و لكن تعرف أن لا أحد لي سواك أحب الحديث إليه.لأن "مها"..وكما تعرف مشغولة في بيتها وعملها. ولا نتحدث إلى بعضاً إلا نادراً..وزيارتها لنا مقصورة على يوم الخميس فقط.
و أين صديقتك "حنان"؟!
حنان لا تقصر..تستمع إلي كلما تحدثت .. ولا يعني هذا أن أرهقها بحديثي كل حين.
و ما هي آخر أخبارك.
لا جديد تحت ضوء الشمس.
هل ما زلتِ تعملين في المستشفى؟
نعم حتى الآن ..و على ذكر المستشفى ..أسمع هذا الموقف الذي حصل معي هذا الأسبوع..كنت أسير في الممر متوجهة إلى المصعد ..فشعرت أن هناك شخص يسير خلفي أحسست أنه يريد المصعد..نظرت إليه بطرف عيني لأتأكد.. هل هو رجل أم امرأة؟
فكان أحد الأطباء..أسرعت قليلاً حتى أركب المصعد و أغلقه ..لأنه لم يكن هناك أحد سوأنا يريد المصعد.. دخلت المصعد وضغطت بكل قوة على الزر و أغلق الباب خلفي.. ابتسمت برضا لأني سأصعد وحدي دون الطبيب..ولما لم يبقى إلا بضع سنتيمترات ويغلق الباب..و إذا بقدم تدخل ويحاول صاحبها جاهداً فتحت الباب للدخول..ثم دخلت بعدها يد تحمل ملفاً ..بعدها ظهر الطبيب مبتسماً لنجاحه في اللحاق بالمصعد..وقال:السلام عليكم.
قلت له في نفسي(الله لا يسلم فيك موضع أبره).
الله يأخذ شيطانك يا"سلمى".
وماذا تريد مني أن أقول له.
وكيف حال "مها" وزوجها و أبنائها.
جميعهم بخير والحمد لله
وما هي أخبار أبيك؟
صممت مُطرقة الرأس ..و كأنه سألها عن أمر تخجل منه.
بدأت تضغط على لوحة المفاتيح بخمول.. وكان ما قاله "علي" قد خدرها قليلاً.. تنهدت ..أنه على حاله لم يتغير من طِباعه شيء...
اتصلت علي "مها"يوم الاثنين الماضي..لكن لم أستطع الكلام معها كثيراً.
أخبرتني بذلك..ونقلت إلي سلامك.
و أنت يا"علي"..كيف أخبار الدنيا معك؟..و ما هي أخبار سفرك؟
أنا ولله الحمد بخير..و السفر الأخير تمام .. و أعتقد أن هذه الدورة أفضل دورة مرت علي..مع أنها كانت متعبة.
كيف ذلك؟!
كانت المعلومات قيمة ..و المدرب متمكن.
الحمد لله.. أسعدتني بهذه الأخبار.
كيف الوجبات..و الفندق بشكل عام.
بدأت أسئلة الأمهات.
حرام عليك"علي".
اطمئني لم أمت جوعاً حتى الآن.. بدليل أني أتحدث معك الآن.
4
أغلقت الجهاز بعد حديث طويل مع أخيها.. وسرحت بفكرها بعيداً.. في ذاك اليوم المشئوم ..الذي طُرد به علي من بيت أبيه ..وتلقت هي فيه أبشع الضرب من والدهما ..الذي كان كوحش كاسر .. نهش روحها ومزق كرمتها بلا رحمة أو رأفة ..لأنه عندما يغضب لا يكون أباً..و لا يمت للإنسانية بصلة.
تخيلت علي و هو يدخل عليها المطبخ مازحاً .. ممسكاً بعنقها و كأنه يحاول خنقها..وهي تحاول إبعاده والسيطرة على نفسها من شدة الضحك..وتخيلت اللحظة التي دخل فيها والدها غاضباً..وصفع أخيها على وجه..بدون مقدمات ..قائلاً له..إلا تستحي من نفسك .. تتهجم على أختك أيه السافل.
صعق "علي" من شدة وقع الكلمات على عقله..و قذارتها.. أنا...أنا..يا أبي.
نعم أنت.. و من غيرك أيه الحيوان.
ثار"علي" في وجه أبيه لأول مرة ..جن جنونه .. أوصلت بأبيه الوضاعة إلى هذا الحد.
أنا أعرف لماذا تقول هذا الكلام ..فقط لأني أعطيت "سالم" زوج أختي مبلغاً من المال..منذ ذلك الوقت و أنت تحاول استفزازي..والآن تتهمني بهذه التهمة البشعة يا عابد المال.
أشتعل والده غضباً فوق غضبه.. لعنة الله عليك وعلى مالك الحرام.. و التقط أداة فرد العجين الخشبية .. وهوى بها على جسده يضربه بها..فدفعه"علي" فصدم الجدار..و أزداد هياجاً.
خافت "سلمى"من الشر الذي ظهر على وجه أبيها ..و دفعت أخيها خارج المطبخ..باكية متوسلة إليه إن يذهب الآن.
خرج "علي"إلى الشارع استجابة لتوسلت أخته ورجائها..لأنه يعلم مدى الألم الذي تعانيه كل مرة تحدث فيه مشاجرة بينه وبين أبيه.
وقفت "سلمى" أمام أبيها تحاول إمساكه لتمنعه من اللحاق بأخيها.. فنهال عليها ضرباً بتلك الأداة الخشبية.. حتى نزف الدم من جبينها..و سقطت على الأرض تتخبط بدمها.
5
فتحت"سلمى"عينيها .. و ما حولها يغرق في ضبابٍ كثيف.. ..فهي بالكاد تميز ما حولها..أغمضت عينيها لفترة ..محاولة جمع شتات كيانها ..وعندما شعرت أن باستطعتها الحركة..استندت على يديها و ذراعيها زاحفة إلى أقرب درج في المطبخ ..و أسندت عليه ظهرها خائرة القوى.
بقيت على هذه الحال حوالي العشر دقائق ثم فتحت عينيها مجدداً.. ومازال المكان يرزح تحت الضباب و إن خف قليلاً .. و أصبح تمييزها لما حولها أفضل قليلاً .. خارت قوها مراراً قبل أن تستطيع الوقوف على قدميها..سارت متعثرة الخُطأ نحو غرفتها.. فتحت الباب و دفعت نفسها إلى الداخل ..هوت على الأرض غائبة عن الوعي.
فتحت عينيها..لا تعلم أين هي بالضبط..وكم من الوقت بقيت على هذه الحالة..استندت على ذرعها ومرفقها..و ساعدت نفسها على الجلوس..ثم رأت باب غرفتها..اتجهت إليه حبواً و دفعته بيد واهنة و أغلقته..و شعرت بإرهاقٍ شديد وكأنها قامت بمجهود شاق..وقفت على ركبتيها حتى وصلت إلى المفتاح و أدارته مغلقةً الباب.. شعرت بشيء من الآمان يتسرب إلى نفسها..أرخت يدها عن المفتاح وأسندت جسدها على الباب فترة مغمضة العينين.. ثم فتحت عينيها محاولة الوقوف حتى لمست بيدها زر الإضاءة فأشعلته.
جلست منهارة على الأرض وكان جاذبية الأرض ازدادت مئات المرات.. ثم زحفت باتجاه سريرها ..و تشبثت بأطرافه ووقفت باتجاهه كعجوز هرمة راكعة في صلاتها..سقط جسدها فوق السرير..وغرقت في نوم عميق ممزوج بغيبوبة طويلة.
|