كاتب الموضوع :
رحمة1427
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
9
ارتدت كلاً من "سلمى"و"حنان" عبأتها و ودعت صديقتها بعد انتهاء العمل.. جلست "سلمى" إلى جانب والدها في السيارة.. بعد أن ألقت عليه التحية فرد عليها بعصبية بدت في نبرة صوته وقسمات وجه.. لم تنطق بعدها بأي كلمة تحاشياً لأي ثورة غضب قد تجر عليها ما لا يحمد عقباه..حدثت نفسها في سرها (الله يستر و يمر الأمر بسلام)..من اليوم السابق و والدها على هذه الحالة وقد ازداد اليوم سوءً.
دخلت "سلمى"إلى المطبخ كعادتها لتُعد الغداء.
قدمت الغداء لوالدها الطعام وكان يبدو أنه متضايق جداً .. وكان يهمهم بكلمات غير مفهومة تبدي مدى انزعاجه..جلست "سلمى" لتناول الغداء وحاولت أن تبدو طبيعية في تصرفاتها حتى لا يصُب والدها عليها غضبه..فقد بدء قلبها يخفق بشدة ويضطرب.. لأنه تحسب لهذا الغضب آلف حساب بغض النظر عن من المتسبب بإغضابه..فهو إذا لم يفرغ ما بداخله من مشاعر مكبوتة في الشجار مع أي إنسان لا يرتاح ولا يهدى له بال..أكملت غدائها و عملها المعتاد في المطبخ ثم توجهت إلى غرفتها.. رغم الهدوء الذي بدء يتسلل إلى نفسها إلا أن عقلها ما زال مشغولاً بوضع والدها.. أغلقت باب الغرفة خلفها لكنها نسيت أن تدير المفتاح لتغلق قفل الباب..تمددت على سريرها و أخذت تتقلب فترة بقلق لا تشعر بالنوم..نامت دون أن تشعر بنفسها.
استيقظت "سلمى" فزعة على صراخ و الدها..قفزت من السرير باتجاه الباب وفتحته..فأجها اقتحام والدها لغرفتها..الذي لم يمهلها فرصة للاستفسار عما حدث.. فقد أمسك بها من شعرها و انهال عليها ضرباً..نائمة حتى الآن لماذا لم تجهزي القهوة..تكاد الشمس أن تغرب و أنت نائمة لا تبالين..و أخذ يضربها بلا رحمة أو شفقة..هوت على الأرض كقطعة قماش بالية..و استمر يركلها ويدوسها بقدميه ..أخذت تئن وتتلوى من شدة الألم وتقوست على نفسها ممسكةً ببطنها من هول ما تعاني من الم يمزق جسدها.. سالت الدماء من أجزاء متفرقة من جسدها ومن فمها..و تراء لها حلم تلك الليلة بدون مقدمات رأت نفسها واقفة تصلي وخلفها مجموعة من الرجال يأتمون بها.
10
تعجبت "حنان" حين أيقنت من أن "سلمى" متغيبة هذا اليوم ..دون أن تُعلمها أو تلحظ عليها بالأمس سبب قد يدفعا لهذا الغياب المفاجئ ..مما شغل فكرها و دفعها للاتصال بمنزل "سلمى" لتطمئن عليها بقيت تنتظر وتعاود الاتصال عدة مرات..و كان الصمت المطبق هو ما تتلقه في كل مرة مما زاد من خوفها وتوتر أعصابها الذي يزداد كلما مر الوقت..انتهى العمل و ذهبت "حنان" لمنزلها بعدما بذلت كل حيلة للاتصال بمنزل صديقتها..و حتى بعد عودتها إلى المنزل استمرت بالاتصال إلى أن حل الليل.. ولم تتلقى جواباً يريح قلبها ويطرد عنها الأفكار التي أخذت تتجاذبه بلا رحمة.. وحل صباح اليوم التالي.. الذي تمنت أن يحمل معه أخباراً سارة.. لكن "سلمى"متغيبة هذا اليوم..و مر يوم ثالث تبع ما قبله دون جديد يطمئن"حنان".
11
دخل "منصور" مكفهر الوجه.. تبدو علامات عدم الارتياح في ملامحه وطريقة كلامه..مما جعل قلب "حنان" يهوي إلى عمق سحيق من الرعب والفزع.
ماذا حدث يا"منصور"؟!هل حصل أي مكروه "لسلمى"أرجوك أخبرني.
لم يحدث أي شيء.. إلا أني ذهبت إلى منزلهم ولم أجد والدها في البيت وقد سألت عنه جيرانه..و أخبرني أنهم لم يروه منذ ثلاثة أيام يدخل المنزل أو يخرج منه و لا أي أحد من أهله..أي نفس المدة التي أنقطع فيها عن الصلاة في المسجد معنا.
بادرته "حنان"قائلة:الم تتصل على "علي"و تستفسر منه.
هذا ما سأفعله الآن.
12
دخل"علي" إلى ساحة البيت وقلبه يخفق بشدة بعدما سمع من "منصور" أن عائلته لا يُعلم ما حل بهم.. أجال بصره سريعا بما حوله ثم دخل إلى داخل البيت مسرعاً.. وجد الباب مفتوحاً دفعه ودخل ..أخذ يجري من مكان لمكان داخل المنزل ذي الطابق الواحد وعقله مشغول بصورة أخته التي يتوقع أن يجدها في أي ركن من المنزل و الذي بدء خاوياً تماماً..لم يكن يدرك بحواسه الأخرى أي شيء فقط عقله يفكر بأخته وعيناه تتمنى رؤيتها..و صل إلى الغرف المخصصة للنوم تجاوزها وأتجه إلى غرفة أخته مباشرة ..كان الباب مفتوحاً هرول باتجاهها وقبل أن يدوس بقدمه أرض غرفتها رأى "سلمى" ملقاة على أرض الغرفة وقد أنتفخ وتعفن جسدها ولونها أختلط فيه السود بالخضرة الداكنة..شهق وصرخ و أخذ يضرب وجه بيديه ويبكي كالأطفال وخرج يجري إلى الشارع دون أن يعي تصرفاته..شاهده جيرانه وهو يخرج على هذه الحال و أيقنوا أن مكروهاً حل بعائلته لحق به أثنين وأمسكوا به وأخذ يسألونه عما حدث.. لكنه أستمر يبكي و يحاول أن يفلت من قبضتهم .. و أخذوا يقولون له ويعيدون عليه أذكر الله يا رجل ماذا حصل..خرجت الكلمات من فمه بصعوبة "سلمى..سلمى..سلمى" سأله أحدهم "سلمى" ما بها و أخذ ينتحب ويقول "سلمى"ماتت.
|