كاتب الموضوع :
mallouli
المنتدى :
الكتب الإسلامية
حول التصوف
الأخوة المهتمون بومضوع التصوف و الصوفية .. بعد التحية ..
سبق وأرسلت هذا التعليق إلى أحد المنتديات الأخرى بمناسبة موضوع تناول سيرة الحلاج. أرجو أن يكون ذا فائدة لمن يقرأه. تحياتى.
العنوان : ضلالات الحلاج
1- تعد سيرة الحلاج ونهايته المروعة نموذجا مأساويا تكرر ومازال يتكرر كثيرا بصور متفاوتة فى الحدة عبر تاريخ المسلمين ، فهى فى خلاصة الأمر سيرة واحد من طائفة من المسلمين ظاهرا أسبغت على نفسها صفات معجزة لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه يتمتع بها وأكسبت لطبائعها قدرات خارقة لم يمنحها الله حتى لرسوله الكريم وإدعت لأرواحها منازل مقدسة متفاوتة تبدأ من القرب من الله عز وجل مرورا بالنيابة عنه فى تصريف شئون الكون والتحكم فى مصائر الخلق وإنتهاءا بالإتحاد به ، وكل هذه أمور بدعية لم يرد بشأنها نص فى القرآن الكريم أو الحديث الصحيح ولا يملك العقل السليم لدى عرضها على عقائد الإسلام وبديهيات المنطق الصحيح سوى الحكم عليها بالكفر والشرك والضلال.
2- تتباين صنوف هذه الطائفة الضالة عن منهج الإسلام ولكن يتصدرها المتصوفون. ورغم أن مثل هذا التعميم تنقصه الدقة والعدل حيث أن هناك بعض المتصوفة الصادقين ممن عرفوا التصوف الحق بأنه الإلتزام بغير إفراط أو تفريط بما جاء فى القرآن الكريم وبسنة الرسول الكريم إلا أن التصوف كفكرة ومفهوم هو بدعة منكرة أدت إلى مساوىء وشرور وخيمة عانى ويعانى منها قطاع كبير من المسلمين حتى يومنا هذا. ورغم ما يدعيه الصوفيون من أمور لا تستند إلى أى دليل ـ مثل كرامات الأولياء ووجود وقدرات ووظائف الأقطاب والأغواث والأوتاد والنجباء والأبدال وقيامهم بتصريف شئون الوجود !! ـ وما يؤمنون به من عقائد تتصادم مباشرة مع ثوابت الدين ـ كإعتقادهم فى أولوية خلق النور المحمدى وإعتباره بمثابة الروح للجسد لجميع المخلوقات النورانية الأخرى وهى عقيدة الحقيقة المحمدية أو عقيدة نسخة الأكوان أو حب الأكوان !! وكإعتقادهم بمعرفة أولياء الصوفية بالمكتوب فى اللوح المحفوظ !! ـ وما يروجونه من مفاهيم هى أقرب إلى الخرافات منها إلى الفطرة التى فطرنا الله عليها ـ مثل إتصال السند وتسلم الخرقة لكل طريقة صوفية ومثل إيهام المريدين .. وهم ضعاف العقول ممن لا يستطيعون فهم أو إدراك ما يسمعون .. من أن عبودية المريد لشيخ الطريقة هى الوسيلة الوحيدة المتاحة له لمعرفة الحقيقة !! ـ فإن الكثيرين جدا من المسلمين مازالوا متأثرين بهذه الأفكار والآراء ويرون فيها الكثير من الصحة والصدق بل ويحرص الكثيرون منهم على الإنضمام إلى الطرق الصوفية الآخذة فى الإنتشار بين المسلمين مثلما ينتشر السرطان فى أعضاء وأنسجة ضحاياه ، وهو أمر ينذر بعواقب وخيمة على أمةٍ وصل بها الضعف والإنحطاط إلى مداه وماعادت لها قدرة على تحمل المزيد.
3- هناك العديد من الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة ليس هذا مجال تفصيلها ولكن فيما يختص بالحلاج فإن نهايته المأساوية حدثت كنتيجة مباشرة لتكفيره من قبل بعض علماء المسلمين (هما القاضيان أبا جعفر أحمد بن البهلول وأبا عمر محمد بن يوسف فى زمن الخليفة المقتدر) قياسا على ما كان ينطق به من تعبيرات لا يقول بها مسلم أو عاقل مثل : أنا الحق (قاصدا الله عز وجل) وما يعتقده من عقيدة إتحاده بالله وحلول روح الله فيه وما يوهم به العامة من قدرته على إحياء الموتى و الطير وما إلى ذلك من أمور ضالة. ورغم إقرار الحلاج بعد إصدار الحكم عليه بأنه مسلم مؤمن بالله مثلما يتضح من قوله حينذاك (ظهري حِمًى ودمي حرام وما يحل لكم أن تتأولوا علي واعتقادي الإسلام ومذهبي السنة فالله الله في دمي) فقد أنفذ فيه حكم القتل بطريقة بشعة لا مثيل لروعها ولا تمت إلى أحكام الإسلام الذى حرم المثلة والتعذيب.
4- كان الحلاج ـ طبقا للمعروف من سيرته ـ جاهلا بمعارف الدين مثلما تبين فى مناظراته مع العديد من علماء المسلمين ومع وزير الخليفة (على بن عيسى) الذى وجده لا يحسن القرآن والفقه والحديث فنصحه بتعلم الوضوء والصلاة قبل إدعاء النبوة والربوبية !! بل ومثلما حكم عليه بعض زملائه المتصوفين المعاصرين له مثل الجنيد والشبلي وإبراهيم بن شيبان وعبد القادر الجيلاني الذى كان يعتبره سكرانا غائب العقل والرفاعي الذى قال عنه (لو كان على الحق ما قال أنا الحق). وكان محتالا يمارس السحر مع الخلق حتى ندم أبو زوجته (أبو يعقوب الأقطع) على تزويجها إياه لما تبين له من كذبه وكفره وإحتياله.
5- رغم أن إعتقاد الحلاج ـ أو أى شخص آخر ـ بحلول الربوبية فيه وبألوهيته كافى للحكم عليه بالإضطراب العقلى وهو أمر كفيل برفع الذنب والتكليف عنه ولا يستلزم عقابه بتلك الطريقة البشعة المروعة إلا أن إنتشار ضلالات وخرافات الصوفية فى ذلك الزمن وخشية العديد من المسلمين من شيوع مثل هذه الأفكار وإنتشارها كان أحد الأسباب وراء ذلك الحكم القاسى غير المألوف بإعتباره من المفسدين فى الأرض لما تسبب فيه من زيغ العديد من أتباعه عن دينهم وإعتقادهم النبوة والألوهية فيه وإنتظارهم لبعثه بعد أربعين يوما من قتله ..الخ !!.
6- هناك العديد من الأسباب الأخرى الهامة الكامنة خلف تفاصيل مأساة الحلاج خاصة ما يتعلق منها بمصادر زيغه وضلاله وأسبابها ـ والتى يشاركه فيها مشاهير الصوفية الضالين عن منهج الإسلام مثل محى الدين بن عربي وأبو يزيد البسطامي وجلال الدين الرومي والبوصيرى وإبن عطاء الله السكندري وأبو العباس المرسى وعبدالقادر الجيلاني وعشرات بل ومئات غيرهم ـ وأرجو أن أتعرض لها فى مرة قادمة إن شاء الله.
|