كاتب الموضوع :
mallouli
المنتدى :
الكتب الإسلامية
جزاك الله كل خير أخي حوور. كما ترى فإن مجرد الاكتفاء بتوصيف الخطاب الصوفي بمسميات ووضعه ضمن تصنيفات قد ينفع مؤقتا خصوصا في مواجهة العامة، ولكن الدارس الباحث لا يتوجب عليه الاكتفاء بأقوال الرجال والنقل عنهم فقط، بل يتوجب على الباحث، سواء أراد الدفاع عن هذا الخطاب أو مواجهته أو دراسته دون تحيزات مسبقة (لو كان ذلك ممكنا!)، أن يدرس هذا الخطاب من الداخل، وهذا منهج قرآني مستمد من تحليل الله سبحانه وتعالى لخطاب خصوم الدعوة وإظهار تهافت منطقهم. فدراسة الخطاب الصوفي إذن لا تختلف عن دراسة أي خطاب آخر لأنها تقتضي المعرفة والتمكن من أدوات تحليلية لدراسة تأثيراته وأسرار نفوذه على العامة والمثقفين، تماما كدراسة الخطاب العلماني أو الماركسي أو الليبرالي...
وهذا كتاب آخر له علاقة بهذا المجال:
- "ابن عربي: صاحب الفتوحات المكية"، للدكتور محمد إبراهيم الفيومي.
ابن عربي شخصية "إشكالية" لا زالت تثير الكثير من الجدل حولها بين من يعتبر محيي الدين ابن عربي الإمام الأكبر والكبريت الأحمر ومن يعده إمام الزنادقة ورأس الباطنية والإلحاد. وقد جمع المؤرخ المصري المشهور الإمام السخاوي ما يزيد على 300 فتوى، منها ما يؤيد مذهبه وبتأول أقواله، ومنها ا يكفره، وأخرى تتوقف وتترك أمره لله عز وجل، وقد نقلت، مثلا، عن العز بن عبد السلام أقوال في تكفيره، مقابل قوله: "ما وقع من إنكار بعضهم على الشيخ (ابن عربي) إلا رفقا بضعفاء الفقهاء الذين ليس لهم نصيب تام من أحوال الفقراء خوفا من أن يفهموا من كلام الشيخ أمرا لا يوافق الشرع فيضلوا. ولو أنهم صحبوا الفقراء لعرفوا مصطلحهم وأمنوا من مخالفة الشريعة".
فقد كذًّب الذهبي النصوص المنسوبة لابن عبد السلام في ذم ابن عربي بقول آخر للعز: «وما عندي أن محيي الدين بن عربي تعمد كذبا» (شرح رسالة تنزيه ابن عربي، ورقة 67). وقد اتهم الإمام البقاعي ابن عربي بالدعوة إلى ترك الدعوة إلى الله في مؤلفه "تنبيه الغبي على تكفير ابن عربي". ومن الممكن أن تجد في نصوص ابن عربي ما يؤكد علاقته بالباطنية الإسماعيلية كقوله إن الصلاة مثول للإمام، والحج زيارته، والصوم عن إذاعة أسراره وأسرار الدعوة، والزكاة القرب من العقل الفعال... فها أنت ترى ما يقول ويمكن أن تحاكمه بخطاب الشرع وأقوال السلف، وبالمقابل لا تعدم بين القدماء من يدافع عنه مثل السيوطي في كتابه "تنبيه الغبي عن تبرئة ابن عربي"، وابن حجر الهيثمي في رسالته "مسألة فيما تحصل في كلام الناس في محيين الدين بن عربي"، ورضي الدين بن عبد الرحمن بن أحمد الهيثمي في كتابه "شذرة من ذهب في ترجمة سيد طائر العرب"... ويرى فيه الذهبي في "ميزان الاعتدال: 38 و109" أن من أمعن النظر في "فصوص الحكم" وأمعن التأمل، لاح له العجب، فإن الفكر إذا تأمل من تلك الأٌوال والنظائر والأشباه فهو أحد رجلين: إما من الاتحادية في الباطن، وإما من المؤمنين بالله (!)
رابط التحميل:
http://rapidshare.com/files/9925636/..._Ibn.Arabi.pdf
|