02-01-07, 01:29 AM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الطائر الحزين |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
الدراسات والدواوين الشعرية
عزف على وتر النص الشعري , دراسة في تحليل النصوص الأدبية الشعرية
حظيت النصوص الأدبية بأهمية خاصة في الدراسات الأدبية الحديثة، وانطلقت الجامعات الحديثة إلى دراسة الموضوع من خلال النص، وفق مناهج الدراسات الأدبية المختلفة، وإذا وجدنا الجامعات العربية الحديثة تعنى عناية خاصة بدراسة النص وتحليله. نجد هذا الأسلوب بعيداً عن قاعات كلياتنا الأدبية. فبدلاً من الانطلاق عبر النص إلى الموضوع، مازلنا ندرس الموضوع بعيداً عن النص، ونأتي بالنصوص كصور تكميلية تزينية للموضوع، ويرجع السبب في ذلك إلى إيلائنا المنهج المدرسي القديم، منهج تقسيم الأدب إلى عصور، المكانة الأولى في الدراسة، من دون إدراك منا عيوب هذا المنهج وقدمه الذي يعود إلى عصر النهضة الأوربية، وقد جعلنا بعدنا عن أوربا وعن مناهجها الحديثة، نسقط في دياجير هذا المنهج في حلقة مفرغة تقودنا النهاية فيه إلى البداية، وينهي طالبنا الدراسة وهو خالي الذهن من الأدب وقد نسي النصوص التي أجبر على حفظها من دون إدراك حقيقي لها.
عانيت الكثير خلال ربع قرن وأنا أدرس في جامعة عراقية من تهرؤ المنهج ورثاثته إلى أن أوفدت في بعثة علمية للتدريس في الجامعات المغربية، وأسعدني أن أرى أمامي ما كنت أطمح إلى تحقيقه، من اهتمام بالنص وأنطلاق منه لدراسة الموضوع المزمع دراسته إلى جانب الاهتمام بدراسة المناهج الأدبية الحديثة، وتحليل النص الأدبي من خلال هذه المناهج، بما يناسب النص المدروس ويفرغ شحنته الأدبية للانطلاق منه إلى جوانب الموضوع المختلفة، وقد ساعدني تدريسي مادة المناهج الأدبية للدراسات العليا على وضع كتابين في المناهج الأدبية هما (المدخل إلى المناهج الأدبية 1988)، و (مناهج الدراسات الأدبية الحديثة 1988)، وقد وردت الدراسة نظرية صرفة في الكتابين، ولمست الحاجة إلى النصوص ماسة لتوضيح أبعاد هذه المناهج إلا أن سعة الكتابين لم تمكنني من إدخال نماذج تطبيقية من خلال نصوص عالية المستوى، واكتفيت بأمثلة لدراسات أدبية قدمها كتاب عرب لهم مكانتهم في الدراسة الأدبية، ورأيت أن أفرد هذه النماذج في كتاب خاص، وبدأت بالشعر العربي قديمه وحديثه، ودرست معلقة امريء القيس على ضوء المنهج الاجتماعي، ومعلقة زهير على ضوء المنهج السيميائي، وقصيدة بانت سعاد لكعب بن زهير في ضوء المنهج التاريخي، وقصيدة (لئن هجرتك بعد الوصل أروى) لأبي نواس درستها وفق المنهج البنيوي، وهذا ما فعلته مع قصيدة بشار (يا ليلتي تزداد نكرا) وعندما وجدت أن السيميائية تحتل المكانة المرموقة في الدراسة النصية، درست قصيدة المتنبي (واحرّ قلباه) دراسة سيميائية منفصلة. واخترت من الأدب الحديث قصيدة أمل دنقل (كلمات سبارتكوس الأخيرة).
وقد جاء تحليلي لهذه القصائد منبعثاُ من اجتهادي الخاص وفهمي للمناهج الأدبية والنظريات الحديثة. وكثيراً ما يستعصي النص على المنهج وينفر من دائرته، ومن حدود أطره الصلدة، فآليت الوقوف إلى جانب النص وقدرته على احتمال المنهج من دون قسر له أو فرض عليه من خارجه، ووجدت نفسي أمام كتاب مناسب للدارسين ومحبي الاطلاع وعشاق النصوص الشعرية الجيدة. وكان كتابي (عزف على وتر النص، دراسات في تحليل النصوص الأدبية).
وإذا خصصت هذا الكتاب للشعر فقط ودراسة نصوصه وتحليلها، فإنني لم أنس النثر وأهميته في حياتنا الأدبية، فعكفت على وضع كتاب آخر درست فيه نصوصاً روائية وقصصية ومسرحية قمت فيه بتحليل هذه النصوص، آمل أن يكون بين يدي القارئ في وقت قريب.
أرجو أن أكون قد وفقت، وإذا لم أوفق فلي حسنة العمل والجهد.
والله ولي التوفيق.
الأستاذ الدكتور عمر محمد الطالب
1989
للتحميل من هنا
|
|
|