لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-08-10, 07:48 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : احمد خشبة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الخامس و الثلاثون


مشكلة عويصة


-لقد طال غياب وحشك , لقد تعدت ساعة و نصف !

نظر (ياكو) لها , كان في حالة يرثى لها , لا يقدر على رفع عينه تجاهها , كانت تتحرك حول الشجرة التي يستند عليها , و جسمه مليء بالعرق , كان يود أن يترك تركيزه لحظة واحدة لكنه كان يعرف ثمن ذلك , هو يفضل الموت على تضييع هذه الفرصة , أما (تاكامي) فكانت قلقة بشدة على حياته , كانت تدرك أنه قد وصل إلى أقصى درجات تحمله منذ فترة ليست بالقصيرة , و هو يتسنفذ طاقته الداخلية , و لو لم يسرع وحشه ربما مات , لكنها لم تكن تملك شيئا تفعله سوى الانتظار , كانت كل دقيقة تقف خارج الحديقة و تتلفت حولها لعلها ترى هذا الوحش , ثم تصاب بخيبة أمل فتعود أدراجها , تقف بجوار (ياكو) قليلا ثم تتجه للخارج لكن في جهة أخرى , ظلت هكذا حتى سمعت صوتا وهي خارج الحديقة تبحث عن الوحش , جرت بسرعة شديدة إلى الداخل , فوجدت الوحش يضع المنديل أرضا ثم يختفي تدريجيا , وقفت أمام (ياكو) بمسافة مترين على الأقل , بدا لها أنه قد استعاد جزء من حيويته , تنهدت وهي تضع راحة يدها اليسرى على صدرها وتقول:
-حمدا لله على رجوع الوحش , لقد كنت خائفة من تأخره !
نظر نحوها (ياكو) ثم قال بصوت واهن :
-احضري خريطة !
لم تدر ما تفعله حينها , فهي لم تكن تملك خريطة , فنظرت حولها بقلة حيلة كأنها تبحث عنها حولها , قال لها (ياكو) بصوت واهن :
-حسنا , فلنسترح اليوم و غدا لنبحث ع...
لم يكمل ما كان يريد قوله , فقد تهاوت رأسه على صدره و فقد وعيه ليغيب عن هذا العالم تاركا (تاكامي) بمفردها هنا ...

*************************

فتح (ياكو) عينيه ببطء شديد , كان يقبع في حجرة فندق يبدو أنه سيء الحالة , تلفت حوله فلم يجد (تاكامي) , فقام فجأة من على الفراش يبحث عن عصاته , لكنه سمع صوتا جعله يستريح يقول له :
-أتبحث عن عصاتك ؟!
ابتسم (ياكو) وهو يتلفت حوله و يقول :
-لا يوجد وقت لمثل هذه الألاعيب تاكامي , هيا أين أنتي ؟!
-هنا !
قالتها فالتفت خلفه فلم يجد شيئا , لكنه فجأة وعلى الفراش ظهرت (تاكامي) جالسة عليه , اتسعت عيناه من الدهشة , لكنها قالت بمرح :
-لا تندهش , فهذه تعويذة خاصة بعائلتي , تعويذة إخفاء , لكنها ليست جيدة جدا , لو أنت ماهر كنت قد عرفت مكاني بسهولة !
ابتسم وقال لها وهو يتجه إليها ليأخذ عصاته :
-لابد و أن هناك العديد من الحيل التي يجب أن أتعلمها في عالمنا !
قالها و استرجع عصاته منها , ثم اتجه نحو الفراش مرة أخرى حيث كان معطفه معلقا على حامل بجانبه , قالت له وهو يهم بارتداءه :
-لقد أتعبتني أمس , فقد اضطررت إلى حملك , و تأجير سيارة حتى تقلنا إلى هذا الفندق الرخيص , وقد أخبرته أننا عاشقان و قد أغشى عليك في أول تجربة لك مع الخمر , فقد صدقني هذا السائق كما فعل موظف الاستقبال في هذا الفندق , هذا بالطبع بعدما طبعت بعض قبلات زائفة بأحمر الشفاة على خدودك الوردية هذه !
قالتها و أطلقت ضحكة طويلة , حيث جرى (ياكو) نحو مرآة متسخة , و مسحها من الأتربة بكم معطفه بدون وعي منه ثم أخذ يقرب وجهه من الجزء الذي يعكس الضوء منها , يجذب ذقنه و خديه حتى تأكد من خلوهم مما قالت , فنظر نحوها وهو غاضب بشدة وهي في قمة ضحكتها , فقالت له وسط ضحكاتها :
-لا تقلق نفسك , فقد أزلت بقايا هذا الزيف بعد وصولنا , كنت أتمنى أن ألتقط لك صورة و أنت بهذا الوض...
لم تستطع إكمال جملتها من شدة ضحكتها , لم يقدر (ياكو) سوى أن ينظر بعيدا عنها , حيث قد بدأت في إمساك بطنها من شدة الضحك , لكن هناك , و على الطاولة , جذب انتباهه شيء جميل يحتاجه , اندفع تجاه المنضدة و التقط الخريطة و فضها من الكيس البلاستيكي و اتجه نحو الفراش , في تلك اللحظة توقفت (تاكامي) عن ضحكاتها و التفت بجدية قليلا تنظر نحو الخريطة التي فضها (ياكو) على الفراش بأكملها , أخذ يتتبع بعض خطوط السكك الحديدية , يتنقل بإصبعه بين أسماء عدة مدن حتى وقف باصبعه على مدينة تدعى (كوشيرو) و صاح منتصرا :
-إنها هناك !
نظرت (تاكامي) في الخريطة ثم سألته :
-وهل تعرف تحديدا أين مكانها ؟!
-كلا , لم يملك من الوقت الكافي لذلك , لكننا عندما سنذهب إلى هناك سوف يقول لنا المكان بالتحديد !
ردت عليه قائلة :
-حسنا هيا نعد أنفسنا للذهاب إلى هناك !
استغرقت رحلة الذهاب إلى تلك المدينة قرابة ساعة كاملة , بعدها أخذا يبحثان عن مكان يصلح للاختباء , فوجدا حديقة مهجورة , تمتلئ بالأشجار و غير منظمة , دخلا فيها , ثم قال (ياكو) :
-كاي !
تحولت عصاته لتتخذ الشكل المميز لها , ثم قال :
- واشي كين باكيمونو !
ظهر النسر الذهبي مرة أخرى , أعطاه المنديل وقال له :
-أرجو أن تبحث لنا عن مكان صاحبة هذا المنديل سيدي !
مد النسر جناحه فطار المنديل داخله حتى وصل إلى منتصفه , ظهر ضوء أصفر ذهبي ثم اختفى النسر بعدها , استدارت (تاكامي) لتتجه نحو شجرة قريبة و قالت وهي تهم بالجلوس:
-تعالى لتجلس معي هنا , فالوقت أمامنا طوي...
لم تكمل جملتها , فقد بترها ظهور النسر مرة أخرى , اتسعت عيناها دهشة , لم تكن تدرك أنه سيصل بهذه السرعة لصاحبة هذا المنديل , قالت بلهفة وهي تقف بسرعة من على الأرض :
-هل وجدتها ؟!
ابتسم النسر و قال بصوت يملؤه الثقة :
-نعم , بالطبع , هيا لتذهبوا إليها !
لم تفهم (تاكامي) ما كان يقصده بقوله هذا , لكن (ياكو) قد أمسك يدها اليمنى و جذبها معه وهو يدخل داخل النسر , وجدت نفسها فجأة بداخل النسر , ظهر ضوء أصفر أخذ ينتشر حتى غطى على الرؤية كلها , فأغلقت عيناها وسمعت صوت صفير حاد فوضعت يدها على أذنيها , ثم فجأة انتهى كل شيء كما بدأ , فتحت عيناها بحذر فوجدت نفسها في حديقة بمكان آخر , و النسر بجوارها , و (ياكو) ينظر إليها وهو يبتسم و قال لها :
-مرحبا بكي في عالم وحشي الخاص !
ابتسمت ولم تعلق , لكنها جالت بنظرها فيما حولها , وجدت نفسها أمام مبنى ضخم , لونه أبيض , مكتوب عليه (مصحة للأمراض العقلية و النفسية ) , شهقت (تاكامي ) من الفزع , و نظرت تجاه الوحش و قالت له :
-هل توجد صاحبة هذا المنديل هنا حقا ؟!
أومأ النسر برأسه , ثم قال ل(ياكو) :
-هل تريد مني أي شيء بعد الآن ياكو ؟
-لا , شكرا سيدي على مساعدتك لنا !
قالها و اختفى النسر بعدها , ثم نظر (ياكو) تجاه المبنى ثم قال مشجعا نفسه أولا قبل (تاكامي) :
-هيا لندخل و نسأل عنها بالداخل !
صمتت (تاكامي) و لم تعلق , بل تبعت (ياكو) في سيره إلى داخل هذه المصحة .

*********************


وقف (رانمارو) أمام نافذة الغرفة التي كانوا بها ينظر نحو الأسفل , كان لا ينظر باتجاه محدد , فقط سارحا بأفكاره فيما هو مقبل عليه , لم يتبق معه سوى (هارونا) , (تابيتو) , و (ساكورا) , كانت الأخيرة نائمة على الفراش , و بجانبها جلست (هارونا ) تحرك أناملها بين ثنيات شعرها , بينما جلس (تابيتو) على مقعد في منتصف الحجرة , كان يبدو و كأنه في قفص اتهام ...

-لقد مضى على مغادرتهما قرابة الأربعة ساعات !
قالها (تابيتو) محاولا تغير جو الغرفة للحوار , فجأة استدار (رانمارو) إليه و سأله :
-قل لي تابيتو , مم كنت تهرب ؟!
صمت تابيتو قليلا ثم نظر تجاه (هارونا) التي استدارت تنظر إليه هي الأخرى , فزفر في ضيق واضح و قال :
-هل لابد و أنا أجيب على هذا السؤال ؟!
رد عليه (رانمارو) قائلا :
-بالطبع يجب عليك ذلك , و إلا فلن تستطيع أن تصحبنا في رحلتنا الطويلة المبنية على الثقة بين الأصدقاء .
قال كلماته الأخيرة و هو يضغط على كل كلمة منها , فنظر له (تابيتو ) لبرهة ثم قال بحزن شديد :
-حسنا , سأخبركما بما حدث لقريتي , انا كنت عضوا في قرية تدعى السهم الأبيض , قرية كانت موجودة بجزيرة كيوشو , تابعة لسيطرة مدينة فوكوكا , بالطبع كانت تعتبر ثاني أقوى قرية في المملكة اليابانية بعد قرية الريح البيضاء في القوة في جناح الخير بالطبع , لكن للأسف بعد سقوط قرية الريح البيضاء , أأخذت سياسة كل من كارا و بوكاهاتسو تتغير نحو إصطياد القرى الصغرى و تدميرها , بالطبع كنا نحاول منع تدمير ما نستطيع من هذه القرى , لكن الأمر كان أشبه بهجوم منظم , لم يتم ذلك إلا بعد عدة سنوات من إنهيار قرية الريح البيضاء , بالطبع أخذت وقتا حتى أتت النيران على مجموعة من القرى تقع تحت حمايتنا , و بهذا لم يتبقَ أمام أعدائنا سوى عقبة واحدة , و هي قريتنا ...
وقف و اتجه نحو النافذة هو الآخر , كان ينظر للأفق بنظرة تملؤها حزن كبير , ثم تابع :
-بالطبع كانت تحتاج قوى الشر لوقت تعد فيه قوتها , لكننا كنا في موقف حرج جدا , فلحماية ما تبقى من قرى الخير استلزم ذلك استنزاف معظم قوتنا , و لهذا ضعفت دفاعاتنا قليلا , و هذا ما كان متأكد منه أعدائنا , لهذا أسرعوا في الهجوم علينا , لم يفرق بين تدمير قريتنا و تدمير قرية الريح البيضاء سوى عشرة أعوام , و باقي الأربعة أعوام هربت ممن يحاولون اصطياد قوانا و استعبادنا لمصلحتهم , هربت من مصير أشبه بما تعرضت له (تاكامي ) !
قال جملته الأخيرة و عيناه تترقرق بالدموع , نظر نحوه (رانمارو) ثم قال بصوت حزين :
-هل تعني أن ما تبقى من قرى سوف يخضع لسيطرة الشر ؟!
التفت إليه (تابيتو) وهو يمسك بمنديل في يده اليسرى و يزيل ما تبقى من آثار الحزن من عينيه , ثم قال له :
-نعم , فللأسف ما تبقى من قرى في مملكتنا ليس بالقوة الكافية و لا الشجاعة اللازمة للوقوف أمام هاتين المنظمتين , بل هناك ما هو أسوأ !
التفتا إليه باهتمام , و تابع :
-لقد انتشرت عدة شائعات قوية تفيد بأن هناك من يحاول توحيد قوى كارا و بوكاهاتسو , فإذا حدث مثل هذا الأمر فحقا سيكون جد خطير من سيقف في وجه هذه القوة الجديدة !
اتسعت عينا (رانمارو) من الفزع , و قبل أن ينبس بحرف واحد تابع (تابيتو ) :
-هذا غير الإشاعة القديمة بأن هذا الشخص كان السبب الرئيسي في تدمير قريتك , بل و البعض قال أنه هو مدبر العملية برمتها !
حتى الآن , و حتى هذه اللحظة , كان (رانمارو) قد تاه وسط صحراء الواقع البغيض , و ضل طريقه وسط هذا الظلام الكثيف , لكن ها هو بصيص ضوء قد بدأ يطل مرة أخرى يرشده للطريق الذي يجب أن يتخذه حتى يظهر برائته , من لهفته الشديدة , من حماسته جراء هذه المعلومة , اندفع و أمسك ياقة قميص (تابيتو) الأزرق , وصرخ في وجهه :
-قل لي من هذا اللعين , قل لي أين أجده ؟!
صدر صوت (تابيتو) محشرجا وهو يقول له :
-اتركني رانمارو , هل تتصور أنه لو عرفنا مكانه لكنا تركناه , اتركني !
أفاق (رانمارو) لما يفعله , فترك (تابيتو ) و نظر نحو الأرض و قال بصوت حزين :
-أنا آسف تابيتو , لقد انجرفت وراء عواطفي , آسف !
أمسك تابيتو برقبته و أخذ يتحسسها بيده اليسرى , كان يبدو أنه قد اختنق قليلا , ثم قال بعد فترة قصيرة :
-لا عليك صديقي , لكن ما سبب هذا كله ؟! أنت لم تقل لي لماذا ستعيد بناء قرية الريح البيضاء مرة أخرى ؟!
تحرك (رانمارو) تجاه باب الغرفة , ثم فتحه و خرج منها و أغلقه خلفه دون أن يقول أي حرف ردا على تساؤل (تابيتو ) , نظر الأخير بدهشة شديدة نحو (هارونا ) و قال :
-ماذا حل به ؟!
نظرت إليه و قالت له :
-لا تقلق , سأخبرك بكل شيء ...
فاتجه يجلس نحو مقعده السابق , ثم أخذ ينصت باهتمام لسبب حنق و اندفاع (رانمارو ) , كما سمع كيف تقابل هو و محدثته , استمرت المحادثة طوال فترة الظهيرة حتى الغروب دون توقف .

***********************

خرج (رانمارو) غاضبا من الغرفة , لم يكن غاضبا من شخص سوى نفسه , كيف نسي وسط غمار كل هذه الأحداث أن يبحث عن الحقيقة ؟ لقد كان يؤنب نفسه على هذه الأحداث , ساقته قدماه نحو السطح على هذا الفندق الشخم , فتح باب المؤدي إليه ثم ولج لداخل السطح , كانت الشمس لاتزال في كبد السماء , سار بصمت عابرا علامة (h) المميزة التي تعتبر مهبطا للطائرات الهليوكوبتر , سار عليه دون أدنى اهتمام , كان السطح به عدة غرف على يسار المدخل , ثم هذه العلامة في الوسط , و في جميع الأركان توجد كومات من الصناديق المغلقة غير الدالة على هوية ما بداخلها و في صمت تام سار حتى وصل إلى الأفريز الخاص بالسور , وقف ينظر نحو الأفق بدون أدنى تركيز , كان يحاول أن يفرغ عقله مما به , لكن صدر صوت فرقعة صامتة خلفه , التفت في حدة فوجد...
-مرحبا بك أيها العظيم رانمارو , لقد اشتقت للقائك , أحب أن أقدم لك نفسي , أنا الثلجية رئيسة كارا , و هذه هي إيكويا مساعدتي و ذراعي اليمنى !
اتسعت عينا (رانمارو) من الدهشة , واندفع في عقله العديد و العديد من التساؤلات حولهما , لكن سرعان ما تحدثت الثلجية و قالت له :
-بالطبع عزيزي لولا وجود مساعدتي لما عرفت أن أجدك , فالفضل يعود لها في أن أجدك ...
-ماذا تريدين مني ؟!
قالها بجفاء و برود واضح , لم يكن في حالة مزاجية تسمح له بالتعارف أو بتبادل التهاني ,رمقته بنظرة صارمة و قالت :
-أنا يعجبني من يهتم بوقته كثيرا , لهذا لن أطيل عليك , أنا لا أعرف عن مجموعتك شيئا , و لا أعرف ماذا تنوي فعله , لكني جئت أخبرك بأمرين...
وضع (رانمارو) يده في جيب سترته اللامعة الحمراء المرسوم على ظهرها علامة أحدى الشركات الرياضية الشهيرة , ثم قال لها :
-وما علاقة رئيسة منظمة كارا بفرد ضعيف قليل الحيلة مثلي ؟!
كانت نبرته يشوبها السخرية قليلا , فرمقته بنظرة أكثر صرامة و قالت :
-لا وقت لدي للأحاديث الملتوية , كلما قل وقت لقاؤنا كلما كان أفضل بالنسبة لي !
رمقها هو الآخر بنظرة أكثر صرامة و قال لها :
-نفس الشعور بداخلي أيضا تجاهكي , ماذا تريدين ؟!
-بالطبع أنت تريد الثأر لمن دمر قريتك و قتل والديك !
كانت هذه الجملة كفيلة باستثارة كل حواسه مرة واحدة , نظر إليها بعينين متسعتين من الغضب الشديد , كان بداخله بركان ثائر , فكيف لمن دمر قريته أن يأتي و يقول له مثل هذا الكلام , جال بخاطره هذه الفكرة , لكن بددتها تعقيب الثلجية بقولها :
-بالطبع أريد أن أؤكد لك شيئا واحدا , نحن لم ندمر قريتك ,نحن لم نقتل والديك !
ظلت عيناه متسعة , و لكن من الدهشة هذه المرة , فرد قائلا :
-ما هذه الألاعيب التي تقومين بها معي ؟! جميع العالم يعرف جيدا من دمر قريتي و احتلها , أنها منظمتكم الحقيرة كارا !
ضاقت عينا الثلجية و قالت :
-لولا أنني في عجلة من أمري لكنت قد عاقبتك على ما لفظته للتو من إهانة لمنظمتي أيها الحقير , لكن لا وقت لدي للأسف , لكن ثق جيدا أنني سوف أعاقبك , فلنعد لما كنت أقوله , أنا أقول لك بنفسي أنني لم أدمر هذه القرية العنيدة , تدمير هذه القرية شرف لأي منظمة , يجب أن تدرك أنني ما تنازلت عنه بإعلاني للحقيقة أمامك إلا لوجود ما هو أهم من هذا المجد ..
جذب كلامها انتباهه , فصمت , فتابعت هي قائلة :
-هناك شخص غريب جاء إلينا قبل الهجوم على قريتك , هذا الشخص عرض علينا تدمير القرية , و وضع لنا خطة محكمة , سرنا بالطبع عليها مع الاحتياطات , لكننا عندما وصلنا القرية لم نفعل شيئا سوى تدمير الدرع الواقي , و قتل ما تبقى من أهلها و أسر الآخرين , أما الرؤساء فلم نلمسهم , حيث وجدناهم مقتولين قبيل وصولنا بقليل ...
كانت كلماتها تحرق قلبه , كان يود أن يقاتلها , لكنه كان يريد أن يعرف أكثر و أكثر , استمرت هي في الكلام و قالت :
-هذا الغريب يريد توحيد كارا و بوكاهاتسو معا تحت لوائه , يظن أنه قوي لهذه الدرجة . إنه مغرور !
-ما علاقة هذا بي ؟!
قالها في برود شديد , فردت بسرعة :
-للأسف لم نستطع جميعا أن نتوصل لمكان مخبأه , لكننا توصلنا لنقطة نستطيع أن نتوغل عن طريقها عبر دفاعاته , هذه النقظة هي أنت !
هنا لم يفهم ما أشارت إليه , فقال لها :
-هل يمكن أن تشرحي باستفاضة أكثر ؟!
ردت في صرامة :
-أنت لا يلزمك معرفة التفاصيل , يكفيك ما عرفته , لكننا عرفنا أنه لا يمقت شخصا في هذه الدنيا مثلما يكرهك , و لا يريد أن يقتل شخصا سواك أنت , لهذا ...
قالتها و أشارت بيدها اليسرى فتقدمت (إيكويا ) وتابعت هي كلامها :
-أريد منك أن تصطحب هذه المرأة معك , إنها تدعى إيكويا , وهي ماهرة في اقتفاء الأثر , فهي التي قد أوصلتني إليك ...
صمت (رانمارو) وهو ينظر تجاه الأرض , ثم قال بصوت غاضب :
-تريدين مني أن أكون طعما لهذا الوغد الحقير , نعم أنا أريد أن أقتص ممن قتل أبواي و دمر قريتي و أزالني من عالمي , لكنني لن أكون أبدا أداة في أيديكم أيها الخونة !
قالها و شهر عصاه و قال :
-كاي !
تحولت العصاة لشكلها المعتاد , و غطى المعطف الجلدي نصف جسمه تقريبا , كان طرف العصا يتوهج بلون أحمر ناري , ضيقت الثلجية من نظرتها ثم قالت له :
-هذا يدفعنا للحديث عن الأمر الثاني , أنت إذا فكرت في أن تقف في طريقنا ...
في لحظة وقفت وراءه , بل سرعتها كانت أسرع من ذلك , اتسعت عيناه في دهشة شديدة , كانت يداها تمسك بسيف غريب لم يعرف من أين أتيت به , كان تحيط عنقه بهذا السيف , ثم تابعت :
-فسوف أقتلك قبل أن تفكر في هذا الأمر !
قبل أن يفكر , أو حتى قبل أن يدرك ما كانت تقوله , اختفت فجأة من وراءه كما ظهرت , رجعت لمكانها ثم تابعت قائلة :
-لا تستخف بقوتنا أيها الصعلوك الضعيف , أنت ليس سوى حشرة مهملة , لو لم تعرف مقدار نفسك جيدا فسوف نخبرك فعليا بهذا , لديك شهرا كاملا للتفكير في عرضي , بعدها سوف أجدك كما وجدتك هنا , و عندها سوف يتحدد مصيرك ...
فجأة اختفيا بصوت فرقعة خفيفة مثلما ظهرا , أمسك (رانمارو) بعصاته واعتصرها في قبضة ييده اليمنى , وقال في حنق :
-اللعنة !


****************************

اندفع (رانمارو) بقوة و عنف فاتحا باب الغرفة بصورة أفزعت من بداخلها , حيث هبت (هارونا ) واقفة في تحفز , في حين نهضت (ساكورا) مفزوعة من نومها , أما (تابيتو) فقد شهر عصاه تجاهه , عندما نظروا له , خفض (تابيتو) عصاته , و سقطت (ساكورا) على فراشها , أما (هارونا) فقد أرخت نفسها و قالت له بصوت غاضب :
-ماذا هناك لكي تدخل علينا بمثل هذه الطريقة ؟!
لم يعلق بل أغلق الباب , و قبل أن يغلقه قام بالنظر يمنة و يسرة ليرى إذا كان هناك من يتبعه , دب هذا الفعل الشك في نفس (هارونا ؟) و (تابيتو) , اتجه (رانمارو) ليجلس على الفراش و يقول بصوت مسلوب :
-لقد حدث شيء رهيب !
قبل أن يقول ما حدث فجأة صدر صوت غريب , نظر الجميع تجاه نقطة بيضاء ظهرت من اللا شيء , حملق فيها الجميع , فجأة كبرت هذه النقطة و ظهر لها أذرع , امسكت بكل من بالغرفة , حتى (ساكورا) رفعتها من على فراشها ثم جذبت تلك الأذرع الجميع إلى داخل هذه النقطة , تعالى صراخ الجميع , شعر كل منهم و كأنه يدور في دوامة مائية , و الضوء من حوله أبيض تماما , فجأة أسود كل شيء , وجد كل منهم نفسه قد سقط على أرضية عشبية , قام كل منهم وهو يتلفت حوله و العرق يغمره , لكنهم تراخوا عندما وجدوا (ياكو) و (تاكامي) يقفون أمامهم , قالت لهما (هارونا ) بحنق شديد:
-لماذا الجميع اليوم يفعل أشياء غريبة ! ماذا حدث ؟!
قالتها وهي تضع يديها في وسطها وهي تحملق في كليهما , لكن بدت نظرة خوف على وجهيما بصورة جعلت (رانمارو) يقول بسرعة :
-ماذا حدث ياكو ؟!
نظر إليه (ياكو) و أجابه :
-أعتذر أولا عن طريقة استحضراكما هكذا لكن كان لابد من التصرف سريعا , لقد وجدنا ناجومي!
ردت (هارونا ) :
-هذا إذن شيء جيد !
استدركت (تاكامي) قائلة :
-لكن السيء هو أن هيكارو ليست معها , لقد تم اختطافها !
-ماذا؟!
صرخ (رانمارو) بهذا و نظر إلى (ياكو) الذي أومأ برأسه مؤكدا كلام (تاكامي) , فتسائلت (هارونا) :
-وهل تعرفون من اختطفها ؟!
رد (ياكو) :
-قالت ناجومي أن أفرادا تتبع قرية ما في مدينة شين يانج الصينية قد جاءوا و اختطفوها منذ سنتين , و قاموا بإيداع ناجومي في مصحة عقلية !
تسمر الجميع مما حدث , لكن (رانمارو) سرعان ما قال :
-لا يمكن أن نترك شخصا ضعيفا يحتاج للمساعدة , هذا إضافة لكونها فردا من قريتي السابقة و عضو حالي مهم في قريتي الحالية , سوف نقوم بعملية إنقاذ لها , ما رأيكم ؟
نظر الجميع بدهشة إليه , كان يبدو أنه مندفعا قليلا هنا , فردت عليه (تاكامي) بقولها :
-هل تدرك معنى ما تقوله ؟! إنك سوف تهجم على قرية لا نعرف عنها شيئا ...
-وكذلك هم لا يعرفون عنا شيئا !
رد عليها (رانمارو) فقال (ياكو) بسرعة :
-نعم , هذا إضافة لأننا سوف نهاجمهم بغتة , هذا سيضع عامل المفاجأة في صالحنا !
نظرت (تاكامي) إليهما ثم قالت :
-أنا أريد مثلكما أن أنقذها , لكن الهجوم على قرية أمر لابد من تنظيمه , و هذا يحتاج إلى وقت و جهد للاستعداد !
رد عليها (رانمارو) بقوله :
-حسنا , فلتكوني مسئولة عن تنظيم قواتنا , أما بخصوص الوقت فسوف نمضيه في التدريب حتى نضع خطة جيدة , فما رأيك ؟!
صمتت مندهشة مما قاله , فهي أكثرهم دراية بأمور المعارك , لكنها في الوقت ذاته لم تتحمل مسئولية جنود من قبل , كما أنها لا تعرف قوة كل منهم , سارع (ياكو) بقوله :
-أنا أضم صوتي لما قاله أخي !
-وأنا كذلك !
قالت (هارونا) هكذا , فنظرت إليها (تاكامي) غير مصدقة , فقال (تابيتو ) :
-أنا معكم في هذا الأمر أيضا !
حملقت فيه أيضا , لكن ما أدهشها صراحة كان ما قالته (ساكورا ) :
-وأنا معهم يا أختي , إنهم أناس طيبون , و لابد لنا من أن نساعدهم !
فقد فهمت هذه الصغيرة الموقف خطأ , لكنها قالت شيئا صحيحا أثر في نفسها , فكل ما يقف هنا يناصر الحق , و يريد دحر الظلم , كما أنهم سيعرضون حياتهم للخطر في سبيل إنقاذ صديقتها , ابتسمت , ابتسمت من أعماق قلبها قبل وجهها , فقد استردت روحها القديمة , روحها إبان تدمير قريتها العظيمة !
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع....... .....

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 01-08-10, 07:49 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : احمد خشبة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل السادس و الثلاثون


بدء الهجوم


-حسنا , لكن لابد من التدريب بقوة و بجد , فالمعركة هذه المرة لن تكون جيدة وسهلة !

قالت (تاكامي) ذلك وهي تنظر تجاه (رانمارو) , ثم تابعت :
-لن تكون مثل حادثة الباكوشو !
اتسعت عينا (رانمارو) من الغضب , احمرت وجنتاه قليلا , فقد تذكر ما حدث هناك , أحس بقلبه يشتعل غضبا , قال محدثا نفسه بصوت عالٍ قليلا :
-نعم , لن تكون مثل تلك المرة !
قالت (هارونا) :
-لكن ما هو الاختلاف بين هذه المعركة وما مررنا به من معارك ؟!
حولت (تاكامي) نظرها تجاهها وقالت لها :
-بالطبع هناك اختلاف كبير جدا , فمعركة بين شخص و شخص ليست كمعركة مجموعة أمام قرية , بالطبع هناك اختلافات كثيرة ...
-مثل ماذا ؟!
تسائل (ياكو) فقالت له :
-المعارك مثل هذه تعتمد في الأساس على التعاون بين جميع الأفراد , حيث أننا سنكون أول من يهاجم فستكون كفة المفاجأة في مصلحتنا , و هذا لا يتوقف فقط على عدم استعدادهم للقتال , بل سيكونون أفرادا يسهل التغلب عليهم , و لن يقف أمامنا سوى الكبار فقط , وهم القائد و من ينوبه و رؤساء العائلات الموجودة بهذه القرية...
قال (رانمارو) :
-هل هذا يعني أننا يجب أن ننسق قوانا جميعها , و نعرف تعاويذ كل فرد مننا ؟!
ردت قائلة :
-نعم هذا صحيح , فنحن سوف نتباحث في موضوع التعاويذ , كما سنتباحث في تشكيل الهجوم , و إذا حدث و حدث انقسام في المعارك فمن سيذهب مع من , و من سيكمل من , و من ستكون قوته مصدر قوة لزميله , و هكذا , الأمر ليس لعبة , فهذه معركة ولابد لنا من خوض غمارها ...
كانت لكلماتها تأثير السحر عليهم , فسكتوا جميعهم , لكن في داخل كل منهم كانت هناك مناقشات حادة , انتهى الصمت بعد برهة ليست بالقصيرة بقول (تابيتو ) :
-وهل سأشارك معكم في هذه المعركة ؟
ردت قائلة :
-بالطبع عزيزي , فأنت لك أهمية قصوى , فستقوم بمعالجة كل من تتم إصابته وسط الميدان , و بهذا ستكون قوتنا كاملة طوال الوقت , لا أبالغ إذا ما قلت أننا إذا خسرناك فقد خسرنا معركتنا , فنحن نحارب قرية بكامل عائلاتها و قوتها , و لسنا نحارب أفرادا عاديين!
قال (رانمارو) :
-هذا يتطلب من كل فرد مننا أن يقوم بالتدريب المستمر في الفترة القادمة , و أن يزيد من قوته , و أن يضاعف من تعاويذه و يتقنها جيدا , أظن أن مهلة أسبوعين تكفي للتدريب !
نظرت (تاكامي) مستنكرة له وقالت :
-هذه مدة قصيرة , لماذا نحصر أنفسنا في هذه الفترة الضيقة ؟!
صمت (رانمارو) وهو يحملق في الأرض ثم قال لها :
-هناك شيء حدث ولم أستطع أن أخبركم به , لقد قابلت إمرأة تطلق على نفسها لقب (الثلجية ) وهي ...
-رئيسة كارا !
قالها (تابيتو) و (تاكامي) في وقت واحد , تغير حالهما تماما بعدما سمعا ما قاله (رانمارو) للتو , فقد شحب وجهما , تغير صوتهما ليصير مبحوحا قليلا , نظر الجميع إليهما فتابع (رانمارو) :
-نعم , إنها هي , لقد ظننت أنكما قد تعرفانها , فقد جاءت تعرض المساعدة علي !
صاح (تابيتو) بسرعة :
-وكيف قابلتها ؟ و متى حدث ذلك ؟!
-لقد قابلتها على سطح الفندق , فقد جاءت هي و أخرى تدعى (إيكويا ) , و قابلتهما منذ قليل قبيل أن تقوما باستدعاءنا ...
قالت (تاكامي) و صوتها لا يزال مبحوحا :
-ماذا قالت لك ؟!
أخذ يقص عليهم ما دار بينه و بينهما من حوار , ثم بعدما انتهى من حديثه ظل الجميع صامتا , ثم بعد فترة قالت (تاكامي) :
-هذه المرأة لا تقهر , كما أن منظمتها قوية جدا , و قريتها من أقوى القرى في المملكة اليابانية و العالم أجمع , لا أعرف من هذا الرجل , لكنه مؤكد أنه شخص قوي حتى يقف صامدا أمامها , و يظل مختفيا من أعينها , لا أدري , لكن فترة شهر هذه خطيرة جدا , نحن بقوتنا الحالية لا نقدر على الصمود أمامها , فما العمل إذن ؟!
تمتم (رانمارو) :
-لا أدري انا أيضا , فقد وضعتنا تلك الخبيثة في مكان لا مفر منه , فنحن أمامنا أحد حلين , أن نرفض عرضها و هذا يعني أننا سنقاتلها , أو نقبل بعرضها و هذا يعني أننا سنصبح مكيدة لهذا الغريب, انا لا أخفي عليكم , انا أريد أن أقتل بيدي هاتين هذا الذي قد تسبب في تدمير قريتي و نبذي عن مجتمع السحرة , لكن لن يكون هذا على حساب حياتنا و أحلامنا , كما لن يكون في سبيل الدفاع عن الشر , لست أدري , رأسي تؤلمني من التفكير ...
قالها وأمسك رأسه بكلتا يديه , لم يرد عليه أحد , بالفعل كان الجميع يدرك كل ما قاله (رانمارو ) , كما يدرك أنهم في خطر شديد , لهذا السبب فهموا السبب وراء جعله المدة قليلة هكذا , قالت (هارونا ) :
-ولكن لماذا جعلتها أسبوعين فقط ؟!
رفع رأسه و نظر لها ثم قال :
-وهذا حتى نتيح لأنفسنا فرصة التجسس على القرية و تنظيم قوتنا , فنحن في هذه المعركة نعلن ميلاد قريتنا من جديد أو ندمر ما تبقى من حلمنا للأبد !
قالت (هارونا ):
-حسنا , فلنبدأ بالتدريب القاسي هذه الفترة , ثم نحدد ما سنفعله في هذا الأسبوع , اتفقنا ؟!
أومأ الجميع بالموافقة , قال (رانمارو ) و هو يتلفت حوله :
-و الآن , أين نحن ؟
ردت (تاكامي) بابتسامة وهي تقول :
-نحن في مدينة كوشيرو , يجب أن نعود أدراجنا للفندق حيـ...
لم تكمل كلامها حيث قاطعها (ياكو) بقوله :
-لا أظن أنها فكرة جيدة أن نعود للمكان الذي وجدنا فيه أعدائنا , كما يجب أن نفكر في وسيلة لإلهائهم عنا , أو نختفي عنهم , ألا توجد طريقة لذلك ؟
نظرت (تاكامي) له ثم قالت :
-بالتأكيد توجد , ولكننا لا يمكن استخدامها الآن...
لم يبد على (ياكو) الفهم بعد فأردفت :
-هيكارو , هيكارو لديها طاقة الأيجو , و هي بجانب الحماية فهي تخفي من بداخلها عن العالم خارجها , و بالطبع فهي ليست معنا الآن !
-أنا جوعانة !
نظر الجميع تجاه (ساكورا) , كانت ترقد على الأرض أمامهم , لم تعد تخاف من كونهم سحرة أو مصاصين دماء , بل عندما علمت ان أختها مصاصة دماء استمتعت بهذا و كأنها لعبة ما , بل و أخذت تطرح العديد و العديد من الأسئلة على أختها , بالطبع أغلبها كانت أسئلة طفولية , زفر (رانمارو) ثم قال لهم :
-هيا بنا , فسوف نبحث عن فندق آخر نقيم فيه هنا , و لكن أين هي ناجامي ؟!
ظهر الحزن على وجه كل من (ياكو) و (تاكامي) , ثم قال (ياكو) في حزن :
-لقد وجدناها في صمحة للأمراض العقلية , لقد أصيبت بصدمة نفسية من جراء العلاج الكهربي المستمر هناك , يا لهم من قساة القلوب ...
زرفت عينا (تاكامي) و (ياكو) الدموع , فقال لهم (تابيتو ) :
-لا تقلقوا , سوف أقوم بمعالجتها بنفسي , أظن انها تملك قدرة التانشينفونو , أليس كذلك ؟!
أومأ كل منهما برأسه في صمت , فقال (رانمارو) مواسيا لهما :
-لا تقلقا , فسوف تعود لطبيعتها مرة أخرى , لكن الآن يجب علينا أن نتدرب جيدا , هيا بنا!
قالها وقام من على الأرض العشبية الخضراء في هذه الحديقة الجميلة الكبيرة , كانوا في منطقة محاطة بشجيرات قصيرة كثيفة , لكنها كانت تخفي ما يوجد تحتها , قام الجميع خارجين من هذا المكان يبحثون عن ملاذ لهم كي يتدربوا فيه .
***************************
أعلنت المتحدثة في مطار (شين يانج) عن وصول الطائرة رقم (ask-125) القادمة من اليابان , أخذ موظفوا الجمارك يدورون حول الحقائب مع المسافرين , فهناك من يحمل حقائب عديدة تحتاج لبعض الضرائب عليها , بعد هذه المعاناة , أخذ الجميع يبحث عمن يحمل عنهم متاعهم , أما في جانب انزوى هناك مجموعة من السياح , لم تكن حقائبهم كثيرة , صاحت (ساكورا) مندهشة :
-يا لهذا العدد الكبير , أنا لم أرى أبدا في حياتي مثل هذا العدد من قبل !
ضحك (تابيتو) لقولها وقال لها :
-نعم , فعدد سكان هذه الدولة قد فاق المليار نسمة !
-ماذا؟!
صرخت (ساكورا) في دهشة أكبر , ضحك الجميع على دهشة هذه الصغيرة , كانت تمشي بجوار أختها وهي تجري , فبالطبع خطوة أختها بمثابة ثلاثة خطوات لها , لكنها كانت سعيدة بالجري هكذا , و لهذا السبب لم تخفف أختها من حركتها , اجتازوا بوابة المطار , ثم ركبوا سيارتي أجرة أوصلاتهما لفندق متوسط الدرجة , كانوا يحاولون أن يقتصدوا في الانفاق , ف(ياكو) كان من ينفق على رحلتهم هذه من أموال والديه الذين لم يترددا في دعمهما في طريقهم نحو المجهول , بعد أن وضع كل منهم حقيبته و متاعه في دولابه الخاص به , اجتمعوا في غرفة من الغرف الثلاثة التي استأجروها , فقد قرروا استئجار ثلاث غرف , حيث يعيش الشباب في غرفة , و تعيش الفتيات في غرفة أخرى , أما الثالثة فهي للتدريب و لوضع الخطط , اجتمعوا في هذه الغرفة , سحب كل منهم مقعد ليجلس على هذه المنضدة التي تشبه الآن منضدة الإجتماعات البيضاوية , فهي أيضا بيضاوية الشكل , قال (رانمارو) في البداية :
-لقد مررنا بالمرحلة السهلة من خطتنا , يتبقى الآن المرحلة الأكثر صعوبة , يجب التنسيق بين جميع قوانا , كما سيتم وضع خطة محكمة للهجوم , لكن أولا سيقوم (ياكو) بتحديد مكان القرية , و ستقوم (تاكامي) بمراقبتها يوما كاملا , ثم تعود لنا بتقرير مفصل , سيكون هذا غدا , في الوقت الذي يقومان فيه بذلك سأقوم أنا و (هارونا) بتبادل المعلومات عن تعاويذنا , أما تابيتو فعليه أن يسلي ساكورا في أثناء غياب أختها , كذلك في أثناء تدريبنا , لا نريد منها هذه المداخلات التي كانت تقوم بها ...
ضحك (ياكو) وهو يغمز ل(هارونا ) بعينه , فاحمرت وجنتاها , كان يبدو أن (ساكورا) قد فعلت العديد من الألاعيب الطفولية المرحة , استكمل (رانمارو) كلامه وهو يحال إخفاء شبح ابتسامة من على وجهه :
-بعد ذلك سنقوم بعمل لقاءات ثنائية بين كل منا , حتى ننتهي بأن نتبادل جميعنا تعاويذ الآخر , بعد ذلك سوف نقوم بعمل جلسات نقاش جماعية نحدد فيها الاستراتيجيات المحتملة في القتال , بعد ذلك وقبل ساعة الصفر بيوم واحد ستقوم (تاكامي) و معها (ياكو) بمراقبة القرية مرة أخرى لتحديد مواطن الضعف و القوة , إضافة لتأكيد المعلومات التي تم جمعها من قبل , هل هناك أي تعليق ؟!
نظر كل فرد تجاه الآخر , كان يبدو أن هذه الفترة القصيرة قد أضافت (لرانمارو) الثقة , فقد بدا حقا و كأنه قائد جيش محنك , فهذه الخطة رائعة إلى حد كبير , فلم يعترض منهم أحد , تنهد (رانمارو) إرتياحا ثم أذن للجميع ببدء التدريب مرة أخرى ...
********************
صدر صوت خبطات معينة تم الاتفاق عليها مع أفراد هذا الفريق الصغير , دقتين , ثم دقة , ثم ثلاث دقات , ثم دقتين , عندما انتهى هذا الدق , قام (رانمارو) بفتح الباب , فدلف إلى الغرفة (ياكو) و (تاكامي) , ثم أغلق وراءهما الباب , اتجه نحو مقعده الخاص في حين جلس كل من الجديدين على مقعد لكل منهما , تسائل (رانمارو) :
-هل جلبتما التقرير ؟
ردت (تاكامي) :
-نعم , ها هو , لكنه لا يختلف عن سابقه سوى أن الحراسة تكون على أشدها ليلا , لكنها تضعف كثيرا قرب الفجر , بالتحديد ساعة ونصف قبله , من الممكن أن نشن هجومنا في هذا التوقيت ...
نظر (رانمارو) تجاه (ياكو) فقال مؤيدا لكلامها :
-أنا أرى أيضا ذلك , فهذا هو الوقت الوحيد الذي تضعف فيه الحراسة و كذلك درع الحماية , حتى أننا قد شاهدنا تموجات في الهواء مكان الدرع و هذه دلالة على ضعف الدرع في هذا الوقت , و بالتالي فهي الفرصة المناسبة ...
صمت (رانمارو ) و أحال بصره تجاه (هارونا) و (تابيتو ) فأومأ كل منهما بمعنى الموافقة على هذا الاقتراح , فقال وهو يرجع بظهره للوراء مستريحا أكثر على مقعده :
-حسنا , فليكن ميعاد معركتنا هو الساعة الثانية صباحا , هيا فسأقوم بتحديد مركز كل منكم في المعركة و الدور الذي سيلعبه ...
استمع كل منهم باهتمام , بدت الجدية على وجه كل منهم , فقال (رانمارو) :
-سوف نتحرك بحيث يكون ياكو في المقدمة , وعلى يساره سوف تكون هارونا , و على يمينه سوف تكون تاكامي , و في المنتصف سيكون تابيتو , أما أنا فسأكون في المؤخرة أحمي ظهركما , أقوم بتقديم المساندة لأي منكما , سنتحرك في هذا الترتيب مهما حدث , سيكون ترتيبنا على شكل سهمي , رأسه ياكو , و مؤخرته أنا , يجب ألا نترك هذا التشكيل بأي شكل , مهما حدث , حتى لو حوصرنا , مهمة تابيتو هي معالجة أي جرح يحدث لأي مننا , مهمتك يا تاكامي ...
قالها و التفت ينظر إليها بعدما نظر تجاه (تابيتو) ثم تابع :
-مهمتك هي من أهم المهمات و أخطرها , عليكي أن تقومي بقتل أي فرد من على مسافة بعيدة قبل أن يأتي إلينا , أيضا لكي مهمتان رئيسيتان , عليكي قتل من تقوم بمهمة تحويل الطاقة , التانشينفونو أقصد , بالطبع عليكي أن تجديها و تقتليها حتى لا تقوم بتقوية طاقة هيكارو , و تقوم هيكارو بتحريك الدرع الواقي للداخل قليلا فيتم عزلنا عن داخل القرية و بهذا ينتهي هجومنا المفاجئ بالفشل الذريع كما أوضحتي لنا سابقا , مهمتك الأخرى هي قتل أي من قائد القرية ونائبه , و أي زعيم أسرة , بالطبع هذه مهمة صعبة , لكنك تستطيعين ذلك , موقعك ستقومين بتبادله معي بعدما نخترق درعهم الواقي حتى تقومين بفعل هذه المهام جيدا , أما أنتي يا هارونا ...
قالها و اتجه ينظر إليها , ثم تابع :
-عليكي أنتي و أنا وياكو تدمير كل ما يقف في طريقنا , لكن عندما يظهر قائد القرية علينا أن نوحد قوانا لهزيمته , لا أريد أي تواني أو تقصير , أريد من الجميع أن يقوم باستخدام تعاويذه بحكمة , فقد يأتي وقت نحتاج لتعويذة قوية لكن طاقة أحدانا لن تسعفنا , ادخروا التعاون في التعاويذ حتى النهاية , فالقوي للقوي , و الضعيف للضعيف , أتمنى أن تكونوا قد استوعبتم هذا جيدا , أليس كذلك ؟!
أومأ كل منهم برأسه متفهما , كان كل منهم يشعر بسخونة في جسده , سخونة إثارة , سخونة قلق , فبعد ساعات قليلة سوف تبدأ معركتهم نحو تحقيق حلمهم , بعد ساعات قليلة سيتحدد هل سينجحوا في تحقيق آمالهم , أم سينهزموا و تنتهي آحلامهم .
يتبــــــــــــــــــع......................

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 01-08-10, 07:50 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : احمد خشبة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل السابع و الثلاثون


معركة انقاذ هيكارو (1)


كانت ليلة مقمرة , لم تكن هناك أي سحب في السماء لتخفي وراءها هذا النور الجميل للقمر , نظرت (هارونا) له وهي تبتسم , فكانت تعتبر وجود القمر بدون أي سحب حوله محل تفاؤل لها , بالطبع تسبب هذا في توقفها للحظة تخلفت فيها عن الجميع , فركضت بعد أن انتبهت لتأخرها لتلحق بالركب السائر نحو معركة حياتهم الأولى الكبرى , سار الجميع في صمت , كانوا ككتيبة صغيرة تبدء أولى مهماتها على الإطلاق , لم يتحدث أحد من وجل هذا الحدث العظيم , ظلوا سائرين هكذا يقود هذا الموكب الصغير (ياكو) و (تاكامي) , كانوا بالطبع قد تركوا (ساكورا) في الغرفة , بعدما اطمأنوا عليها , و تركوا لها ورقة تفيد بتأخرهم , كانت الصغيرة تدرك ما يحدث حولها , لكنها عكس الطبيعي لم تفعل أي شيء قد يسبب إعاقتهم , يبدو أنها متفهمة لشيء يكبر عمرها الصغير هذا , ظلوا سائرين هكذا لمدة نصف ساعة تقريبا , ثم وصلوا لتل مرتفع قليلا , وقف (ياكو) و (تاكامي) , و استدارا إليهم و قال (ياكو) :

-هنا سنتوقف , حيث القرية توجد أمامنا مباشرة ...
قالها و التفت للأمام , و أشار باصبعه السبابة نحو السهل الواقع أمام هذا التل الصغير , لم يكن هناك أي شيء على الإطلاق , لكن عند هبوب رياح , كان يخيل للجميع و كأنه هناك حائط وهمي من ستائر يتموج تحت تأثير الرياح , كان الكل مندهش سوى (رانمارو) , فقد رأى مثل هذا الموقف عندما حارب من أجل إنقاذ (ساكورا) , في قرارة نفسه اتخذ قرار , لن تكون هذه المرة مثل سابقتها , هكذا قرر , هكذا وضع حياته , و آماله , و طموحاته , و حريته أمامه , فإما أن يفوز هنا أو لا يفوز على الإطلاق , نظر لهم وقال :
-حسنا , فلنستعد , كل فرد يتخذ موضعه الخاص به , سوف أقوم من هنا باحداث فجوة في هذا الدرع الضعيف , ما إن ندخل حتى تبدأ المعركة , لا أريد أي تشتيت , لا أريد أي اندفاع , كل ما أريده منكم هو أن يتذكر كل منكم مهمته , لا أريد منكم سوى ذلك , فلتضعوا في قلوبكم من الآن عظمة قريتنا المستقبلية , عزتها , رفعة شأنها , و لتعلموا جميعا , لا طعم للحياة بدون الفوز هنا , فإما فوز , أو موت نستحق عليه الثناء من أعدائنا قبل أصدقاءنا , هيا !
قالها و ذهب في مقدمة التل , في حين اتخذ كل منهم مكانه الخاص في التشكيل , ساد سكون تام , صمت لم يتخلله سوى صوت هبوب الرياح عليهم في هذا الارتفاع , ظلوا هكذا , ظل كل منهم يحشد قوته , يعد نفسه , (رانمارو) أخذ يتذكر صورة (ساكورا) وهي تتركه , صورة خطابها له , صورة والديه وهما يموتان , تخيل نفسه ضعيفا مذلولا يتم ركله بالأقدام من الجميع , تخيل نفسه وهو يسير في شوارع قريته الجديدة , تخيل نفسه وهو منتصر , فتح عينه , فتح باب قوته , قال :
-كاي !
صدر ضوء أحمر يحيط به بعدما قال هذه التعويذة , بعدها تحولت عصاته لتتخذ شكلها المميز مع رأس التنين في نهايتها , و جلد المعطف يغطي نصف جسده , أما (ياكو) فقد تذكر نفسه يقف أمام حطام قريته يبكي , تخيل نفسه يقف أمام (تاكامي) و (هيكارو ) و (ناجومي) مذلولا , متأسفا عما حدث , تخيل نفسه يقف ناظرا لجثث كل منهن معلقة من رقبتها مشنوقة , تخيل أنه يواجه أشباحهن يلومونه على تركهن , و عدم حمايتهن , تخيل نفسه يقف بجوار أخيه في مقدمة قريته , تخيل نفسه و هو منتصر , فتح عينه , فتح قوته و قال :
-كاي !
ظهر ضوء أبيض محمر يحيط به , ثم تحولت العصا لشكلها العادي , يبرز من نهايتها رأس نسر , و جلد معطفه يغطي ثلث جسده , أما (تاكامي) فقد أغلقت عيناها , فكرت فيما حدث لها حتى الآن , تذكرت لحظة تركها لصديقات عمرها و أخواتها في الحياة , تخيلت نفسها و هي تقتل , سمعت أصوات ضحاياها تتردد في عقلها , سمعت صوت نحيب أقاربهم يضرب رأسها بمطرقة , تخيلت منظر (هيكارو) وهي مقتولة , تخيلت كلماتها الأخيرة و هي تلومها , تخيلت نفسها و هي تقف معهن أمام مدينتهم الجديدة , تخيلت نفسها وهي منتصرة , فتحت عيناها , فتحت بوابة قوتها , و قالت :
-كاي !
ظهر ضوء أبيض شاهق , أحاط بها للحظة , بعدها اتخذت عصاتها شكلها العادي برأس تمساح يفتح فمه , و يغطي جلد معطفها ثلثي جسدها , أما (هارونا) فقد أندفعت ذكرياتها مع والدتها أمام عينها , مع شخص أحب إليها من نفسها في هذه الدنيا , لكنها تذكرت ما حدث منها دعما لكارا , تذكرت حادثة انقاذها من الموت , تخيلت (ياكو) يقف ساخرا من ضعفها , و (هيكاشي ) يرمقها بنظرة سخرية , تخيلت نفسها تقف على قبرها و قد قتلت وهي لازالت شابة , تخيلت والدتها تقف أمام قبرها وهي تضحك من بلاهتها , تخيلت نفسها تقف أمام قريتها الجديدة , و تخيلت وجه والدتها وهو يكاد ينفجر من الغيظ , تخيلت نفسها منتصرة , فتحت عينها , فتحت مكنون قوتها , وقالت :
-كاي !
طال أظفر أصبعها السبابة الأيمن قليلا , ظهر لون أزرق به بياض خفيف يحيط بها , بعدها غطى جلد معطفها ثلث جسدها , أما (تابيتو) فلم يفعل شيئا سوى قوله :
-كاي !
تحولت عصاته لشكلها المألوف , و في نهايتها رأس ملاك بجناحيه , كان المعطف يغطي كامل جسده , لونه أبيض ناصع , به خطوط بنية طولية تمتد من الأعلى للأسفل متجمعة عند أسفل المعطف في 4 نقاط , أمامية , جانبية , و خلفية , كل منه نقطة خاصة بالخطوط التي بها , أصبحت قوة الفريق جاهزة للمعركة , صمت الجميع انتظارا ل(رانمارو) , فقد وعدهم بإحداث فجوة في هذا الدرع , فإن لم ينجح في ذلك ستفشل خطتهم فورا , نظر (رانمارو) تجاه القرية , رفع عصاته , أحس و كأن الزمن قد تباطئ , أحس أن الثانية قد انقسمت لساعات , شعر بسخونة في رأسه لا يعلم سببها , سمع دقات قلبه القوية تتردد في أذنيه , رفع عصاته ووجهها نحو القرية وقال :
- كاشيرا ريون راندو !
ظهر لون أحمر خفيف في مقدمة العصاة من فم التنين المفتوح , بعدها مباشرة ظهرت نقطة سوداء في مكان الدرع الواقي , مالبثت أن كبرت , أخذت تكبر , تكبر , حتى وصلت للأرض , و بعدها فقدت شكلها الدائري و أخذت تتسع في جميع الاتجاهات بشكلها الدائري لكن نقطة التقاءها بالأرض أخذت تتسع في شكل خطي , مما جعلها و كأنها بوابة لداخل القرية , جرى الجميع بسرعة شديدة ليعبروا من هذه الفتحة , كانت هناك أصوات عالية تصدر من داخل القرية , لم يلتفت إليها أي منهم , كان أهم شيء لديهم الآن هو الدخول بسرعة و بدء المعركة قبل أن يستعد الباقي , اقتربوا من هذه البوابة , كان داخل القرية قد بدأت تتضح شيئا فشيئا ملامحه , كان يبدو و كأنهم يدخلون عصرا من عصور النهضة الأوربية , فكانت هناك في الأفق منظر لقلعة كبيرة ذات ثلاث أبراج ضخمة , و بينهم و بينها برزت عشرات المنازل , فكان يبدو الأمر و كأنها مقر للقائد , وهذه المنازل مقر لأتباعه , دخل (ياكو) أولا , كان يشكل رأس السهم للتكوين , بعد دخوله مباشرة صدر صياحه بقوله :
-هيا , فقد بدأوا يتجمعون , يبدو أنهم يحاولون تنظيم صفوفهم !
تبع (ياكو) دخول كل من (هارونا) و (رانمارو) تبعهما (تابيتو) , ثم آخر الوافدين كانت (تاكامي) , فقد حدث تعديل قرروا فيه جعلها تمسك المؤخرة منذ البداية , قرر ذلك (رانمارو) نظرا لكبر المهمة التي عليها , كما يجب أن يحموها , فهي تحتاج للتركيز في تصويبها , دخل الجميع , و أنزل ( رانمارو) عصاته , فاختفت البوابة , و عاد الدرع كما كان , وجدوا أنفسهم في داخل القرية , كانت كبيرة بالنسبة لما يبدو بالخارج , كانت هناك بالقعل قلعة ضخمة في منتصف القرية , يحيط بها عشرات المنازل التي تتنوع من أكواخ خشبية , لمباني بالطوب من طابق واحد فقط , ومن طابقين , و هناك من يحيط به حديقة , و لا يحيط به , نظروا حولهم فوجدوا أنهم محاطون بعدد يتراوح من خمسين شخصا من هذه القرية , اندفع (ياكو) يقول :
-فوبوكي جامون !
اندفعت رياح ثلجية قوية تضرب كل ما يحيط بهم من أشخاص , لكنها لم تؤثر فيهم , حيث أحاط كل منهم بهالة من طاقته الروحية , فقال (ياكو) وهو يضيق عينه :
-يبدو أن مهمتنا لن تكون سهلة اليوم !
اندفع (رانمارو) يقول :
- داجيكي هينوتا كيوكان !
أشار (رانمارو) بعصاه تجاههم , بدا الأمر و كأنها خرطوم إطفاء الحرائق , لم تختلف عنه سوى أنها تخرج نيران هائلة بدلا من المياة , كانت النيران تندفع في قوة و عنف و كأنها حقا تخرج من صنبور موجود برأس هذا التنين , أشار (رانمارو) نحو اليمين , فأصاب عشرة أشخاص موجودين هناك , اخترقت النار هالاتهم الروحية , و اندفعت تحرق جلودهم , تعالت صرخاتهم وسط هذا الليل الصامت , قال (رانمارو) وهو يقوم بتعويذته محدثا الجميع بصوت عالي :
-لا تتوانوا عن استخدام قوتكم الكاملة , يبدو أن مستواهم أقوى قليلا مما تصورناه !
هنا اندفعت (هارونا ) تقول :
-هيكيريكي تاما !
هنا تلونت طرف اظفرها بلون أزرق باهت قليلا , ثم اندفع فجأة من طرف اصبعها كرات بيضاء يخرج منها شرارات كهربية , كانت كرات رعدية و اندفعت الكرات لتصيب الأشخاص , تخترق هالاتهم الروحية , و تصيب صدورهم , و تطرحهم أرضا , ثم يموتون بعدها أو لا يتحركون من على الأرض , ظلت تصطاد الأعداء حتى نجحت في إسقاط نصف دستة منهم صرعى , و تابعت , في حين قال (ياكو) :
- واشي كين تاتسوماكي !
تلونت مقدمة عصاته بلون بني باهت قليلا , فجأة ظهرت عند المجموعة التي تقابله مباشرة إعصار لونه أحمر أو بني داكن , اندفع من السماء ضاربا الأرض برياحه التي تلف حول نفسها في عنف و سرعة , وجد الرجال أنفسهم داخل دوامة قوية لا يستطيعون الحركة منها , هنا قالت (تاكامي) :
-كاواري كاكو راندو توجي !
فجأة اختفت الرياح مرة واحدة , و كأنه تم امتصاصها , و جد الرجال أنفسهم في منتصف الهواء , لكن في الأرض أسفل منها صدر صوت تصدع رهيب , مالبث أن كشر عن أنياب صخرية مدببة من هذا المنخفض المفاجئ في هذه البقعة , صرخ الرجال و هم في رحلتهم للسقوط نحو الاسفل , امتزجت صرخاتهم بصوت اختراق الصخور القاسية لعظامهم و لحومهم , بعد لحظات اختفت أصواتهم منذرة بمغادرتهم لهذه الدنيا , حدث كل هذا في وقت واحد , و في أقل من دقيقة وجد الرجال الخمسون أنفسهم قد تقلصوا ليصبح عددهم عشرون , و ظلت زيادة نقصانهم مستمرة , لم يقفوا مكتفوي الأيدي , بالرغم من أن المفاجأة قد جمدتهم , لكن صوت أخوانهم الذين بدأوا يتدافعون على المنطقة قد أعاد فيهم روحهم السابقة , فقد وصل للمكان حوالي المائة شخص آخرين , فقالوا في نفس واحد :
- تسومي هاجاني فوراي سان !
فجأة اندفعت مئات المخالب الذئبية الحديدة ذات الأجنحة الصغيرة الطائرة نحو هذا الفريق الصغير , اتسعت عينا الجميع في هلع , فقد كان الأمر أشبه بمن يسكب قنينة حبر أسود على أعينهم , اسودت المنطقة المحيطة بهم فجأة من أعداد المخالب الكبيرة , وكانت تزداد كثافة في الظلام كلما اقتربت منهم في سرعة , لكن (رانمارو) لم يندهش مثلهم , فقد تمتم :
-أيها الحمقى , هل أنتم تتبعون نفس أسلوب كانجو , هذا جيد !
ثم قال بصوت عالي :
-كوهاكو ريون كاشيرا !
قالها فظهرت هذه النقطة السوداء مرة أخرى التي أخذت في التضخم جاذبة ما يحيط بها من مخالب طائرة نحوها , كانت أشبه بمغناطيس يجذب هذه المخالب نحوه , هنا أفاق (رانمارو) الجميع بصياحه :
-هيا لا تقفوا ساكتين , دافعوا و هاجموا , نحن أقوى منهم , هيا !
ارتجف كل منهم رجفة قصيرة , أعادت كل منهم للمعركة مرة أخرى , قال (ياكو) :
-أوندو كايجارا !
بدا الأمر و كأن الهواء المحيط بهم قد زاد سمكه وصار مرئيا , كان يبدو كزجاج سميك يحيط بهم في شكل كرة , جاءت تعويذته في الوقت المناسب , فقد استطاعت بعض المخالب الفرار من تأثير تعويذة (رانمارو) لتتجه نحوهم , اصطدمت بهذا الحاجز الخفي بقوة و عنف , صدرت شرارات نارية تنم عن عنف هذه الإصابات , لكن (ياكو) بذل ما في جهد ليحافظ على سلامة الدرع حولهم , في تلك الأثناء قالت (هارونا) :
-متسوهيكي ريكيوبي !
حدث كل شيء بسرعة , السماء الصافية هذه الليلة فجأة صارت ملبدة بالغيوم , صارت في أقل من نصف دقيقة ملبدة بغيوم سوداء , بعدها صدر صوت الرعد بضجيجه المعهود , لم يأتي بعده في عنفه سوى هذه الشرارات الزرقاء التي سقطت من السماء , كان الرعد يضرب الأرض التي تحيط بهم في عنف و قوة , ظهر تأثير ذلك جليا بانخفاض عدد المخالب دفعة واحدة , هنا أزال (ياكو) درعه و قال :
-نامي كوري إينشوكو !
بدا الأمر و كأنه هناك موجة عاتية من الثلج قد ظهرت فجأة , هذه الأرض العشبية ظهر فيها فجأة تحت تأثير تعويذة (ياكو) كميات ضخمة من الثلج , اندفعت هذه الكميات في شكل موجات متدافعة بقوة وسرعة وعنف لتدفن ما يقف في طريقها , ظل لمدة دقيقة كاملة بتعويذته حتى استطاع تغطية ما يقف أمامه بارتفاع يربو لطابق كامل , هنا توقف سيل المخالب تماما , أنهى (رانمارو) تعويذته , كما أنهى (ياكو) هو الآخر و ( هارونا) تعاويذيهما , قال (رانمارو) في حدة :
-تاكامي , هل وجدتي أي شخص بعد ؟!
ردت (تاكامي) بقولها :
-لازلت أبحث , لكن أعداد الأفراد هنا ليس بالكبير , فيبدوا أننا قد دمرنا قوتهم الكبرى , ول...
توقفت فجأة عما كانت تقوله وصاحت فجأة :
-تيريسوكوبو بيجون !
أضاء طرف عصاتها بلون أبيض من فم التسماح الموجود بنهاية عصاتها , فقد رأت شخصا مهما , قربت بهذه التعويذة مجال رؤيتها و كأنها تمسك بمنظار مقرب قوي , وجدت ضالتها و فريستها , فابتسمت وقالت :
-فوكين زيتسوماي !
في ثواني معدودة هوى الشخص التي تراه أمامها ساقطا على الأرض يمسك مكان قلبه بيده , فقط جعلت الكالسيوم الموجود بجسمه يترسب على قلبه , حتى تكلس القلب , ولم يعد تلك العضلة التي تنبض بقوة , بل صار كالعظم تماما , هنا مات هذا الشخص , رفعت رأسها لتنهي تعويذتها وهي تقول :
-لقد نجحت في قتل شخص أظن أنه رئيس عائلة هنا !
ابتسم الجميع في ارتياح , لكنها أصيبت بدهشة عارمة مما تراه أمامها , فما يوجد أمامها لا يمكن وصفه , فعلى يمينها كانت النيران مشتعلة في الأشجار القليلة الموجودة بالقرية , وعلى الأرض ترقد هناك جثث ما لا يقل عن ثلاثة عشر شخصا بجلودهم المحترقة , و أجسادهم المتفحمة , وأما على يسارها فكانت هناك تجاويف بالأرضية , كمن أمسك بمدق كبير يدق على الأرض به فترك علامات واضحة للعيان , و بجوارها افترشت الأرض أجساد عشرة من الرجال , ممدين وعلى وجوهم تعابير ألم شديد تنم عن هول ما عانوه قبيل وفاتهم من صعقات كهربية , أما المكان الأكثر تدميرا فهو ما يقبع امامهم , فهناك ارتفعت الأرض بحوالي الأربعة امتار عن مستوى الأرض التي يقفون عليها , كان سبب هذا الارتفاع هو الثلج الذي أحضره (ياكو) , كذلك كانت هناك تجاويف عنيقة لضربات البرق التي سببتها (هارونا ) , هذا بخلاف احتراق الأشجار القريبة من المكان التي قد ضربتها أصابع البرق القوية , ظلت الدهشة عارمة عليها حتى أيقظها (رانمارو) بصيحته :
-تاكامي , ابحثي عن التانشينفونو بسرعة , فقد بدأ الدرع في التقلص , و هيا جميعا لنتحرك للأمام بسرعة...
رجعت (تاكامي) تبحث عن فريستها بسرعة شديدة , فقد التفتت خلفها لترى أن الدرع قد تحرك للداخل قليلا , هذا يعني أن من بالداخل بدأوا بالتحرك كما توقعوا , أما الباقي فقد اندفعوا للداخل بسرعة , لكن ...
-يبدو أنكم أقوياء حقا , لكنكم لن تعبروا هذه البقعة , فسوف أجعل من عظامكم وجماجمكم تحف توضع في سجل قريتنا الحافل أيها الملاعين !
توقفوا جميعا , فأمامهم قد وقف ثلاثة أشخاص , يبدو أنهم الرؤساء , من هنا تبدأ المعركة الحقيقية...

يتبــــــــــــــــــــــــع......

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 01-08-10, 07:52 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : احمد خشبة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الثامن و الثلاثون


معركة إنقاذ هيكارو (2)


توقف الجميع دفعة واحدة , كان كل ما يهمهم في هذه اللحظة هو الغوص داخل القرية بالحد الذي يجعل خطة سحب الدرع الواقي للداخل تبوء بالفشل , لكنهم فوجئوا بهؤلاء الثلاثة الذين قد اعترضوا طريقهم , كان يبدوا أنهم من قادة القرية , نظر إليهم الجميع , ثم تكلم (رانمارو) :

-افسحوا الطريق أيها الأوغاد , فأنتم لستم بند لنا !
نظر الثلاثة إلى بعضهم البعض و قهقهوا , ثم تقدم رجل يتوسطهم في المكان للأمام قليلا , ثم قال :
-أنتم لستم ند لنا , أنت تسخر منا يا هذا , نعم أعترف أنكم أقوياء , لكنكم لستم من القوة بالحد الذي يجعلكم تقفون في طريقنا , قبل أن أنسى , فلن يكون هناك وقت كافي , فبعد لحظات قليلة سوف تغادرون هذه الدنيا للأبد ...
قالها و قهقه هو ومن معه بصوت عالي , صمت فريق (رانمارو) و الجميع يكتم غضبه من هذه السخرية , تابع الرجل قائلا :
-أنا اسمي لان يانج , قائد هذه القرية , و هذا...
والتفت مشيرا بسبابته اليسرى نحو رجل على يساره يقارب سنه الأربعينيات , و شعره أبيض متداخل مع بني فاتح , و عينه لونها أسود مثل سواد الليل , وتابع :
-وهذا هو نائبي , شينغ لي , أما الأخير ...
قالها و التفت يمينا ليشير للرجل الأخير , كان يبدو أكبر سنا منهما , كان في حوالي الخمسون من العمر , شعره كان لونه أبيض من العجز على ما يبدو , و لحيته كانت طويلة نوعا ما بلون أبيض هي الأخرى مما أعطى انطباع وقورا عنه , لكنه كان يقف مهتزا , كان يبدو عليه أنه ليس بواثق من نفسه , تابع القائد قائلا :
-و هذا هو دومينج , أحد رئيسي عائلتين كبار لدينا , أما الآخر فأظن أنكم قد قتلتوه بطريقة لا أعرفها بعد ...
نظر ( رانمارو) نحو (تاكامي) كما فعل الجميع , لكنه همس بصوت لا يسمعه أعداؤه قائلا :
-تاكامي , هل تستطيعي قتل أي شخص بهذا القرب ؟!
ظهر على وجهها الحزن قليلا وهي تجيبه :
-لا , مع الأسف لابد لي من استخدام تعويذة تقريب , و هي لا تعمل بهذا القرب بالطبع ...
قال (رانمارو) وهو يلتفت لينظر نحو أعداءه :
-حسنا , فلا توجد طريقة أخرى سوى محاربتهم ...
ساد صمت مطبق كما يوجد في القبور بين الأموات بينهم , كان الجميع يحدق بالآخر , فجأة قال من أمامهم في وقت واحد :
-كاي!
نشط كل منهم عصاته , تحولت عصاة القائد لتنتهي في نهايتها برأس ثعلب يفتح فمه , أما المعطف فيغطي الجسم كله , لونه أصفر مع رسمة باللون الأبيض لرأس ثعلب و عيناه تومض بلون أبيض شاهق موجودة في مقدمة و خلف المعطف , أما نائبه (شينغ لي ) , فقد تحولت عصاته لتنتهي برأس حيوان أشبه ما يكون بالحمار الوحشي , لكنهم لم يستطيعوا تحديد ماهيته , أما معطفه الجلدي فيغطي الجسم كاملا , لونه أبيض بخطوط طولية متوازية بميل قليلا تتجه من أعلى إلى أسفل , يبدأ مثلا خط من نقطة عند الكتف الأيمن بأعلى , و ينتهي عند نقطة في مستوى الكتف الأيسر بأسفل , و هكذا يكون اتجاه باقي الخطوط , أما (دو مينج ) فقد تحولت عصاته لتنتهي برأس ذئب يفتح فمه , و معطفه يغطي كامل جسده بالطبع , لونها بني تتخلله درجات البني من البني الفاتح إلى أغمق الدرجات في تناسق جميل , و علامة العائلة على شكل ذئب يجلس على قدميه الخلفيتين و يعوي توجد في مقدمة و خلفية معطفه الجلدي هذا , نظروا جميعا تجاه (رانمارو) و رفاقه , تكلم (لان ينج) محدثا رفيقيه قائلا :
-لا تستهينوا بهم , فقد دمروا معظم رجالنا في هجوم واحد , ولم يتعرضوا إصابة واحدة , استخدموا تعويذة الاستدعاء , هيا ...
قال الرجلان الآخران في نفس واحد :
-حسنا سيدي ...
قال (رانمارو) محدثا من معه :
-احذروا جيدا , لا نريد أن تنتهي رحلتنا في هذا المكان البغيض , هيا , أروهم قوتنا , فلنستخدم أقوى تعاويذنا , لا تتردوا لحظة في استخدام أقواها , استجمعوا شجاعتكم ولا تهابوا مما سيفعلونه...
قال (لان ينج ) :
-كيتسون يوبيجو !
قال (شينغ لي) :
-يوبيجو شيموم !
قال (دو مينج ) :
-يوبيداشي أوكامي !
في لحظة صدر صوت ضجيج مزعج مع انتشار طاقة كل شخص حوله في دائرة كبرى , أخذ (لا ينج) يرتفع للأعلى تحت تأثير سحابة دخانية لونها أصفر بخطوط بيضاء طولية متوازية أما (شينغ لي) فقد ارتفع هو الآخر لأعلى تحت تأثير سحابته البيضاء ذات الخطوط السوداء الغير منتظمة التوزيع , كان (دو مينج ) يرتفع هو الآخر تحت سحابة يعرفها (رانمارو) جيدا , كان لونها بنية , كان (رانمارو) قد شك في زي (دو مينج) لكنه لم يتفحصه عن قرب مثلما حدث معه في المرة السابقة , تمتم (رانمارو) عند رؤيته لهذه السحابة وقال :
-أنت تتبع عائلة الذئب الحديدي أيها اللعين !
ضحك (دو مينج) و قال وهو لا يزال يرتفع :
-يبدو أن هؤلاء الصغار سيكونون تسلية لنا هذه الليلة ...
ظل يضحك هو و من معه حتى توقفوا عن الارتفاع , كان ارتفاع كل منهم حوالي ارتفاع عشرة طوابق , فجأة , و في لحظة واحدة , انقشعت السحب , انقشعت و كأن هناك انفجار قد حدث لها , نظر (رانمارو) ومن معه بأعين متسعة من الدهشة و الفزع , فأمامهم كان يوجد ثلاث وحوش ضخمة , كان يقف (لان ينج ) على ثعلب ضخم , لون فروه أبيض كالثلج تماما , كان عندما يتنفس تنتشر سحابة من بخار ماء أمام فمه , و كأنه يتنفس ثلجا و ليس هواءا , كان يبلغ من الضخامة حوالي عشر طوابق طولا , كان يحرك ذيله فيدمر به شجرة عملاقة هنا , أو يدمر منزلا هناك , أما (شينغ لي ) فقد ظهر واقفا على قمة حمار وحشي ضخم يماثل ضخامة وحش قائده , بينما وقف (دو مينج ) فوق ذئب ضخم ذي مخالب حديدة , لون فروته بنية اللون , لم يصدر صوت سوى قهقة هؤلاء الأوغاد فرحين بتأثير ما فعلوه على ما أسموه الصبية , فقال زعيمهم :
-هيا أيها الصغار , استسلموا , فإن آجلا أو عاجلا سوف أقتلكم بيدي , و أشارككم قواكم , و لأنهي نسل أي عائلة نبيلة يسري في دمكم , هيا أيها الضعاف العجزة ...
قالها و تابع ضحكاته , لكن داخل (رانمارو) كانت كلمة قالها هذا المعتوه قد أيقظت التنين الراقد داخله , ((أنت ضعيف عاجز )) , تخيل صوت (جنتو) يترد في عقله , اشتعل غضبا , شعر و كأنه يغلي , نظر لرفاقه و صرخ بأعلى صوته :
-ماذا بكم أيها الرفاق , هل تخليتم عن حلمنا ؟! هل تركتم طموحاتنا تذهب أدراج الرياح؟!! هل ستدعون أشخاصا ضعاف النفوس مثلهم يثنونا عما تعهدنا بالقيام به , كلا , سوف أتابع طريقي , لقد أقسمت و أنا عند هذا التل قبيل هجومنا , أقسمت على أن أقوم بواجبي , أقسمت على المضي في طريقي , حتى لو كان على حساب نفسي , فما بكم أيها الرفاق , ما بكم أيها الشجعان , أين عظمتكم , أروني همتكم ...
كانت كلماته هذه كفيلة بتحريك الصخور , شعر كل منهم بارتجافة ساخنة تسري في أنحاء جسده , تغير الحال في عيونهم أيضا , بدلا من هذه الوحوش الضخمة التي أمامهم , وجدوهم وحوش عادية , شعروا أن مهمتم ليست مستحيلة كما ظنوا , زمجر كل منهم مكشفا عن نيته على القتال , رمقهم (رانمارو) بنظرة تملؤها السعادة , فقد استطاع فريقه اجتياز حاجز الخوف , التفت نحو أعداءه , ثم قال لمن معه :
-أريدكم أن تستخدموا كامل طاقتكم , و لتعلموا شيئا واحدا ...
قالها و أدار رأسه إليهم ثم تابع :
-إنهم سوف يستخدمون الوحوش بصورة رئيسية , و هذا يعني كتل كبيرة من اللحم تتحرك بقوة , هذه هي الصورة الحقيقية , إذا تخيلتموهم هكذا ستستطيعون التغلب عليهم , هيا أروني ماذا لديكم من تعاويذ قوية...
قالها ثم استدار و أغمض عينيه , تردد صوت التنين داخله وهو يحذره قائلا بصوت جدي صارم :
((-لا تستخدم تلك التعويذة رانمارو , فأنت غير مؤهل لاستخدامها بعد , إن استخدمتها فربما تفقد حياتك , لا تستخدمها ...))
بينما قال (لان ينج ) لمن معه :
-هيا , فلنبدأ هجومنا ...
قالها و اندفع وحشه يرفع قدمه اليسرى الأمامية , ثم يهوي بها نحو (رانمارو) , فقد رأى أن هذا هو القائد , فإن استطاع أن يقتله , فقد انتصر , كان (رانمارو) لا يزال يغمض عينيه , اقتربت يد الثعلب بسرعة شديدة جدا و عنف , صرخت (هارونا )
-رانمارو !
فجأة فتح (رانمارو) عينيه , لقد صارت يد الثعلب على مسافة لا تتجاوز العشرة أمتار منه , لكن يا لرباطة جأش هذا الغلام , هكذا فكر (لان ينج) , فقد قفز في اللحظة التي فتح فيها عينيه لأعلى إلى مسافة الخمسة أمتار في الهواء , بمستوى يجعله أعلى من مستوى يد الثعلب , ثم قال :
-كاشيرا راندو !
ومضت مقدمة عصاه بلون أحمر داكن , كان يشير نحو الثعلب الذي أمامه , فجأة صدر صوت أشبه ما يكون بزئير الأسود من تحت الأرض , صاحبه ظهور تشققات و تصدع في قشرة الأرض الموجودة أسفل قدم الثعلب اليمنى الأمامية , نظر (لا ينج) لأسفل , ثم شهق من الفزع , فما خرج من تحت الأرض كانت رأس تنين عظيم جدا , يبدو أن هذه الرأس تقترب من منطقة ضعف وحشه , كانت النيران تندفع من رأس التنين , ارتفعت هذه الرأس لأعلي قليلا حتى ظهرت بداية عنق التنين , بعدها فتح التنين فمه و هوى آكلا قدم الثعلب التي بجواره , صدر صوت عالي من الثعلب دلالة على ألمه الشديد , صاحبه صوت مدوٍ لسقوط رأس التنين هذا نحو الأرض مرة أخرى و اختفاؤها بين طيات التربة , هوى الثعلب للأمام بعدما تدمرت قدمه بفعل التنين هذا , فسارع (رانمارو) بقوله في أثناء حدوث كل هذا:
-ريون تسوباسا !
أضاءت مقدمة عصاته بلون أحمر خفيف , صاحبه ظهور سحابة ضخمة حمراء , سرعان ما تكشفت هذه السحابة لتظهر جناح ضخم أحمر اللون , عندما تكون الجناح كانت رأس التنين في طريقها نحو الارض بعد أداء ما عليها , كان هو أيضا في طريقه نحو الأرض , فأمسك بعصاته بكلتا يديه و أرجعها لما خلف ظهره , بدا الأمر و كأنه يمسك بسيف ضخم ينتوي به قطع يد الثعلب الأخرى , فهم ( دو مينج ) ما انتواه (رانمارو) فصرخ :
-وهل تظن أنني سأدعك تفعل ما يحلو لك , هيا عزيزي !
قالها فرفع الذئب رجله اليمنى الأمامية و اندفع بمخالبه الحديدة الضخمة نحو (رانمارو) الذي كان في منتصف قفزته يحاول أن يقطع رجل الثعلب الثانية , صرخت (تاكامي) :
وهل تعتقد أنه يحارب بمفرده , أنت تسهتين بنا ...بوتوكاي سيباكو !
ومض طرف عصاتها بلون أبيض , كانت تشير بها نحو قدم الذئب المندفعة في قوة نحو (رانمارو) , اتسعت عينا (دو مينج) من الدهشة و الفزع , فهناك , و في منتصف قدم الذئب , تكونت كرة بنية اللون تمر ساق الذئب من خلالها , يبدو من شكلها الخارجي أنها صخور قاسية صلبة , تعالى صوت ذئبه في هذه اللحظة من الألم الشديد , كان لا يعرف ماذا فعلته (تاكامي) بذئبه , لكن كل ما حدث هو أن ذئبه قد أوقف تقدم قدمه تجاه (رانمارو) , و أخذ يعوي بصوت مرتفع , أما (رانمارو) فقد اقترب من قدم الثعلب في خلال كل هذا , صرخ وهو يلوح بعصاته من الخلف للأمام بقوة :
-ذق قوتي أيها اللعين ...!
اصطدم الجناح بقدم الثعلب , صدرت شرارات نارية كثيرة دلالة على عنف التصادم , لكن غاص الجناح قليلا لأسفل دلالة على قطعه لقدم هذا الوحش , صدر صوت الثعلب مرة أخرى عاليا من الألم , لم تمر ثانيتين حتى اجتاز (رانمارو) قدم الثعلب قاطعا إياها إلى قطعتين , سحب الثعلب ما تبقى من قدمه بسرعة , و جلس على قائمتيه الخلفيتين , و عيناه تومض بلون أبيض غريب , وصل (رانمارو) للأرض و التفت نحو الذئب , فوجد أن كرة الصخور هذه قد استطاعت هي الأخرى تحطيم قدم الذئب , فسحب الذئب قدمه و جلس على قائمتيه هو الآخر , هنا فهم أعداؤهم قوتهم الحقيقية , فقد استطاعوا صد هجومهم , و في نفس الوقت استطاعوا إلحاق خسائر بهم , في حين اكتسب فريق (رانمارو) ثقة عالية , نظر (رانمارو) نحو (تاكامي) و ابتسم مشجعا إياها على ما فعلته , ثم التفت نحو العدو , صرخ (لان ينج ) :
-أنت تستهزئ بنا , سأريك مقدار قوتنا أيها المغرور...بوفوكوري !
فجأة تحول الجو حولهم لعاصفة قوية , أخذت رياح ثلجية قارصة البرودة تهب عليهم , كانت تشبه إلى حد بعيد تعويذة (ياكو) الذي صرخ :
-هذه تشبه تعويذتي , لكنها أقل منها في القوة أيها اللعين ...
تابع (لان ينج ) قائلا :
-أميشيمياكو كوري !
فجأة تحول الثلج الذي يحيط بهم وسط هذا الهواء إلى شوكات مدببة من الثلج تتجه كلها ناحيتهم , صرخ (شينغ لي) :
-شيموما بونكيسن !
تحولت الرياح هذه المرة لتتجسم و تتركز لتأخذ شكل رماح مسننة تتجه ناحيتهم هي الأخرى , كانت تبدو أنها تعويذة مركبة , كان الخطر يكمن في أن الرماح الهوائية و الشوكات الثلجية كانت تحيط بهم من جميع الجهات , كصائد أحاط بفريسته وأوقعها في شباكه , قهقه (لان ينج ) من هذا المنظر و قال :
-والآن لنرى كيف ستخرجون من هذه الورطة , هيا !
قالها و أشار بخفض عصاته كما فعل بعده (شينغ لي ) , فاندفع الخطر تجاههم , فصرخت (تاكامي) :
-بوتوكاي ايشي !
تكونت كرة بنية اللون تحيط بهم في كل اتجاه في لحظة مناسبة سبقت ارتطام هذه الأجسام المدببة بهذه الكرة الصخرية , فتكسرت تحت تأثير الاصطدام , وإن لم يمنع تكوين فجوات ضخمة في هذه الصخور كاشفة عمن يوجد بداخلها , تنهد الجميع في ارتياح لما فعلته (تاكامي) لكن ...
-لقد وقعتم في الفخ أيها البلهاء ...!
صدر هذا الصوت مع وجود جسم ضخم يطير فوقهم قافزا في الهواء يغطي الفتحة الكبيرة الموجودة بقمة الكرة , لقد كان وحش (شينغ لي) الحمار الوحشي يقفز لأعلي , كان يبدو أنه سيهوي بقدمه بكل ثقله عليهم , لم يكن هناك وقت أو مكان مناسب كي يتفادوا هذه الهجمة المباغتة , هنا صرخت (هارونا ) :
-هيا ياكو و رانمارو , تعويذتنا المركبة أسرعا ...
-حسنا ...
قالها ياكو , و رفع عصاته و صرخ :
-نامي إينشوكو !
فجأة اندفع سيل عارم من الثلج مصطدما بالحمار الوحشي في منتصف جسده تقريبا , دافعا إياه للأمام , مما أبعده عن فتحة الكرة الصخرية , في اللحظة التالية صرخ رانمارو :
-كومو جيازا !
هنا أسودت السماء بلون أسمر نتيجة تجميع سحب كثيفة أعلى منهم , بدا الأمر و كأنها تعويذة لسقوط المطر على ما يبدو , لكن في اللحظة التالية مباشرة صرخت (هارونا ) وهي ترفع عصاتها لأعلى بحدة :
-إيكازوتشي كابي !
فجأة غمر المكان كله ضوء أبيض باهر , رفع كل منهم يده واضعا إياها على عينه إتقاءا لهذا الضوء , بعده بأقل من ثانية أحس كل منهم و كأن أذنه قد أصابها الصمم من علو صوت شديد , كان صوت رعد , لكنه ليس كالرعد العادي , كان يبدو أنه يوجد شيء غريب بالخارج , سكن كل شيء بعد ثانتين من حدوثه , فتح كل منهم عينه , وأزال يديه من على أذنيه , أزالت (تاكامي) تعويذتها , ثم اتجهت تنظر برعب لما أمامها , فأمامها صدر صوت ارتطام عالي جدا , اتسعت عيناها كما اتسعت عينا الجميع من رفاقها و عدويها الآخران من الدهشة , فهناك , قد انقسم جسد الحمار الوحشي إلى نصفين , كما أن الأرضية يبدو و كأن أحد ما قد قام بحفر خطا عريضا عميقا فيها , كان الدخان لا يزال يتصاعد من هذه الفجوة , وكذلك من جزئي الحمار , أما (شينغ لي) فقد سقط من على نصف حيوانه الأمامي متجها نحو الأرض , يبدو أنه قد أصيب بإصابة بالغة , اندفع شبح أسود فجأة اختطفه قبيل ارتطامه بالأرض , نظر الجميع نحو (لان ينغ) , فقد قام بسرعة شديدة في التقاطه و ذهب به نحو رأس وحشه , وضعه برفق وهو يقول له :
-آسف يا أخي لقد خذلتك , كنت أفضل أن أموت على يد آخرين أقوى منهم , لكن يبدو أنني قد استهنت بقوتهم كما نبهتني , أنا آس...
لم يكمل حديثه , حيث صدر صوت حشرجة قوية منه صاحبتها ارتجافات قوية لجسده ثم سكن كل شيء , كان يبدو أنه قد فارق الحياة , نظر إليه القائد بصمت حزين , ثم وقف و استدار نحو (رانمارو) و رفاقه , صرخ قائلا :
-سأنتقم منكم و أقتلكم , لن أترك واحد منكم حي , و سأعذبكم قبل أن أقتلكم , هيا يا دو مينج , فلننهي هذه الليلة و ندمر كل شيء على رؤوسهم ...
قالها ثم رفع عصاته , و ومض جسده بلون أصفر ثم قال :
-هيوكيتسو !
و أشار بعصاته نحو الجميع , شعر الكل فجأة كأن هناك يد خفية تمسك كل منهم في مكانه و تثبته , لم يعد أحد قادر حتى على رمش جفنيه , كانت تعويذة تجميد , صرخ (دو مينج) قائلا وهو يرفع عصاته :
-هوسوبيكي هاجاني !
ومضت طرف عصاته بلون بني , فجأة اندفعت حبال حديدة من حولهم , كانت أعدادها تقريبا ضعف عددهم , انطلقت الحبال من الأرض نحو السماء , ثم انحنت في سيرها لتتجه نحو الأرض مرة أخرى , حاول الجميع الحراك لكن قبضة (لان ينغ ) عليهم كانت قوية بالفعل , اقتربت الأسياخ الحديدة من كل فرد منهم , حاولوا حتى الصراخ لم يستطيعوا , حاولوا اتساع أعينهم من الفزع فلم يقدروا , هنا تردد صوت الوحش داخل (رانمارو) مرة أخرى :
((-لا تستخدم هذه التعويذة , إنها خطيرة ))

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 01-08-10, 07:54 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : احمد خشبة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

في داخله لم يبالي بما قاله الوحش له , لكنه أخذ يجمع ما تبقى له من طاقة روحية , أخذ يقوي طاقته الروحية , بدا للجميع أن هناك شيء غريب يحدث له , فما حوله مباشرة أصبح يصطبغ بلون أحمر ناري , أما ما يحيط به ويجمده مانعا ايها من الحركة فقد صار لونه بني , صار كحاجز خفي يموج على سطح ماء قد حانت لحظة غليانه , أصبح سطحه يتموج بعنف أكثر و أكثر , جز (لان ينغ) على أسنانه أكثر و أكثر مقاوما رغبة (رانمارو) في الافلات , حاول الجميع تقليد (رانمارو) , لكنهم كانوا يدركون أن طاقتهم لن تكفي لتحريرهم , لكنهم سيخففون من وطأة الضغط على (رانمارو) مما يجعله يتحرر , في نفس الوقت أخذت الأسياخ الحديدية تقترب منهم , بالفعل حدث تشتيت لقوى (لان ينغ) , فصار ضغطه على (رانمارو) أضعف من ذي قبل , فازداد التموج و التذبذب على سطح حاجزه التجميدي هذا , و ابتعد شيئا فشيئا عن جسد (رانمارو) , عند لحظة معينة , انفجر هذا الدرع , كان (رانمارو) كطير خرج من قفصه , ارتفعت طاقته الروحية إلى أعلى بشدة , كان كخيط ناري أحمر , قبل أن يلتقط أنفاسه صدر صوت صراخ عالي ...
-آآآآآآآآه , قدمي !
التفت (رانمارو) نحو أخيه , فوجد أنه قد تأخر , فالأسياخ قد شقت طريقها خلال قدميه عند ركبته مسببة آلام رهيبة له , كان حظ أخيه عاثرا فقد كان هو رأس السهم , هنا تلونت عين (رانمارو) بضوء أحمر , بدت و كأنها تشتعل مع جسده , ازدادت كثافة الطاقة الخارجة منه فجأة , صار لونها أقرب للحمم البركانية منها للنار العادية , رفع عصاته في لحظة وقال :
-ريون كيشي !
فجأة تحولت طاقته التي كانت تندفع نحو أعلى لتخرج من عصاته مندفعة منها و كأنه قد تم شفطها بواسطتها , صدر صوت صهيل خيل من وسط هذا الدخان الكثيف , فجأة اندفع شبح سريع نحو الحبال , لم يستطع أي شخص رؤية ما قد فعله (رانمارو) , كل ما أدركوه هو صوت معدني ناتج عن اصطدام قطعتي حديد ببعضهما , مع صدور شرارات نارية من كل سيخ واحد تلو الآخر يجذب أعينهم لينظروا لكل سيخ منهم وهو يسقط واحد تلو الآخر , لم تستغرق جولة ما قد أحضره (رانمارو) أقل من ثانية واحدة , لم يدرك أي من الموجودين ما قد أحضره (رانمارو) , صرخ فيه (رانمارو) :
-اهجم على الثعلب !
لم يدرك أي من الموجودين ماذا يقصد بقوله , لكن في اللحظة التالية صدر صوت الثعلب عاليا مدويا في هذا الليل , لقد انطلقت شرارات نارية ضخمة , بدأت من عند عنقه , محدثة تجويف يتجه نحو ذيله , نظر الجميع نحو ما يسبب ذلك , لكن لم يظهر شيء ممن قام هذا الهجوم , فقد غطس داخل الثعلب و اختفى , ظل صراخ الثعلب عاليا حتى فجأة صمت مرة واحدة , وهوى ساقطا على جنبه الأيسر , قفز (لان ينج) غير مصدقا لما يحدث , ففي ثانية واحدة , و قبل أن يدمروا عدوهما , فقد حدث هذا الهجوم المضاد الرهيب , قبل أن يصل إلى الأرض , خرج شيء ما بقوة و سرعة و كأنه سهم قد انطلق من قوسه من ذيل الثعلب , ظهر هذا الشيء عندما أصبح في الهواء , كانت صورته بديعة , فقد استدار وهو في الهواء , كان كل من ينظر إليه يرى خلفه القمر مكتملا , فظهرت ملامحه , كان فرسا ضخما , أحمر اللون , يغطي جسده ثياب مزركشة متباينة الألوان من الأحمر و البني و الأزرق و الأبيض في تناسق جميل , كانت هناك رسمة العائلة لتنين ضخم ذي عينين ناريتين ينفث نارا مرسومة على جانبي ثيابه , أما عيناه فكانت تموض بضوء أحمر , ليس أحمرا عاديا , بل أحمرا يشعر من يراه و كأنه ينبض بالحياة , كياقوتة موضوعة في هذا الفرس الجميل , أما فارسه فكان ضخم الجثة , يلبس عباءة طويلة تصل حتى مستوى أعلى من مستوى قدم الفرس بقليل , كانت العباءة لونها أحمر دموي مع رسمة التنين في المقدمة و الخلف , أما وجه الفارس فكان جمجمة مشتعلة بالنيران , يمسك بشيء بيده اليمنى يشبه إلى حد كبير بالرمح لكنه ليس رمحا , فالنصل طويل جدا يصل إلي نحو ثلث هذه الأداة الغريبة , و هو سميك , و يبدو و كأنه مصنوع من الياقوت , تمتد عصاة حديدية طويلة من نهاية هذا النصل الغريب نحو أسفل, أما يده اليسرى فقد كانت تمسك درعا سميكا جدا و يبدو أنه ثقيل للغاية لكنه يرفعه و كأنه لعبة في يده , كان لونه أحمر أيضا مع وجود رسمة التنين الناري منقوشة على صدر هذا الدرع , و يلبس قبعة حمراء بها ريشة من جناح التنين , بالطبع كانت غريبة على الجميع سوى (رانمارو) , شهق (لان ينج ) عند رؤيته لهذا الفارس الأسطوري , تمتم :
-لقد استدعيت فارسك الأسطوري ...
لم يكمل , حيث في أقل من ثانية اندفع الفارس من الهواء نحوه , جحظت عيناه من الألم و الدهشة , تناثرت قطرات دموية على الأرض من جراء دخول النصل داخل صدره , سحب الفارس النصل بسلاسة وسرعة كما أدخله , ظلت عينا القائد جاحظة , وجسده يرتعش حتى خر ساقطا أرضا على وجهه , و لم يتحرك من بعد ذلك , أما الفارس فقد نظر نحو آخر عدو , فقال (دو مينج ) بصرخة عالية :
-توجي هاجاني !
فجأة ظهرت كرة حديدة ضخمة ذات أشواك حديدة تبرز منها , ثم استدارت هذه الكرة و هي متجهة نحو الفارس الغامض , كانت تدور حول نفسها في سرعة متزايدة لتضيف إلى قوتها تدميرا فوق تدمير , اقتربت من الفارس في سرعة , كل ما فعله الفارس هو شيء بسيط للغاية , رجع يده اليمنى الممسكة بسلاحه الضخم للخلف , ثم دفعها للأمام , كان يبدو أنه كمن يغرس شوكة في قطعة جبنة صغيرة و يرفعها , فقد اخترق سلاحه هذه الكرة في سلاسة , و كأنها كرة من المطاط وليس من حديد , ثم رفع الفارس يده فتوقفت الكرة عن الدوران , و ارتفعت لأعلي مستجيبة لرغبة الفارس , فجأة اختفى الفارس من مكانه , لكنه في نفس اللحظة ظهر أمام العدو الأخير , رفع يده اليمني عاليا , ثم أخفضها , سقط سلاحه الممسك بالكرة المدببة على (دو مينج ) , لم يظهر ما حدث من هذا الارتفاع الذي كان عليه (دو مينج ) , لكن صرخته بصورة قاسية , وسقوطه من على رأس وحشه , و اختفاء وحشه من المكان كان أكبر دلالة على نجاح (رانمارو) في التغلب عليهم جميعا , فجأة أصبح الفارس أمام (رانمارو) , ترجل عن فرسه , ثم أمسك لجامه بيده اليسرى تاركا درعه يستند على الفرس ثم قال بصوت عميق و كأنه يأتي من أعمق كهوف الأرض :
-أرجو أن تسمح لي سيدي باقتناء هذه الغنيمة !
قالها و ركع على قدميه و رفع سلاحه بكلتا يديه وهو يخفض رأسه و يمسك السلاح بشكل يجعله يستريح طوليا في يديه , كان يريد أن يجعل (رانمارو) هذه الكرة موجودة بسلاحه دائما , رفع (رانمارو) عصاته و قال:
-حسنا , فلقد وافقت على منحك هذه الهدية فارسي المبجل !
صدر ضوء أحمر كثيف مثل الذي كان قد تصاعد منه هذا الفارس من فوهة العصا خارجا من فم التنين , تحول هذا الضوء عند ملامسته للسلاح إلى سحابة من دخان أحمر كثيف , أخذت تحيط بالسلاح , ثم بالفارس , ثم بفرسه , حتى أحاطتهم جميعا , بعدها أخذت تنحسر السحابة راجعة إلى فم التنين و كأن العصا تقم بشفطها , استمرت عملية اختفاء الفارس الأسطوري هذا مدة نصف دقيقة كاملة , ثم ظلوا لمدة نصف دقيقة أخرى صامتين من الدهشة , بعدها انفجر (ياكو) قائلا :
-لقد فعلتها يا أخي !
قالها و ضحك وهو يجري تجاه (رانمارو) , جرى الجميع تجاهه أيضا , وهم يضحكون لانتصارهم المجيد الذي حققوه , لكن فجأة تهاوى (رانمارو) ساقطا على ظهره مرة واحدة , اتجه الجميع يهرول حتى وصلوا إليه , وجدوه شاحبا بشدة , صرخت (هارونا ) :
-تابيتو , أسرع , عالجه !
اندفع (تابيتو) من قبل أن تكمل هي و قال رافعا عصاه :
-سوكاي جوكوزي كارادا !
اندفع من عصاه ضوء أبيض أخذ يحيط (برانمارو) شيئا فشيئا حتى أحاط به , كانت تعويذة مشابهة لما فعله مع (تاكامي) , بعد أقل من دقيقة فتح عينه وقال لهم :
-إن جسمه معافى و سليم , لكن المشكلة في طاقته الروحية , إنه قد استهلك جزء كبير منها , لابد له من الراحة الآن , لابد من انهاء العملية برمتها !
-كلا !
صرخ (ياكو) مندفعا في حدة نحو الدرع الذي قد تراجع خلال معركتهم , فعزل باقي القرية عنهم , لكن الدرع ليس قويا كما كان عندما هاجموه , يبدوا أنهم قد استنفذوا طاقة القرية الروحية , سارت (تاكامي) لتقف بجوار ( ياكو) أمام الدرع , ثم سارت (هارونا ) هي الأخرى لتقف معهم مواجهين هذا الدرع , ثم قالت (هارونا ) :
-إذا رجعنا الآن فسيضيع كل ما فعلناه سدى !
فأكملت (تاكامي ) :
-لن يسامحنا أبدا عند استيقاظه إذا فعلنا هذا !
ثم تابع (ياكو ) :
-نحن فريق واحد , لا نتأثر بغياب واحد مننا ...
قال (تابيتو ) :
-أنا مقدر لمشاعركم هذه , لكن هل يقول لي أحد كيف ستعبرون هذا الحاجز ؟!
لم ينظر إليه أحد , بل قال (ياكو) :
-سأقوم أنا بها , لكني بعدها لن أقدر على المواصلة معكما , كما لن أستطيع في الحفاظ على الفتحة إلا لثواني معدودة , فيجب أن تعبروا منها بأقصى سرعة , هل أنتما موافقتان ؟!
نظرا إليه , ثم أومئا برأسيهما دلالة على الموافقة , أغمض (ياكو) عينيه , أخذ يستجمع كل ما تبقى من قوة داخله , تذكر ألمه عندما أصيب , تذكر علاج (تابيتو) الفوري له , تذكر استبسال (رانمارو) في القتال , تذكر منظر سقوطه على أرض المعركة , استجمع كل ما بداخله من قوة باقية ثم فتح عينه و قال :
-واشي كين فوكومي اسشوكو جينشو مارو !
كانت تلك هي تعويذة المنخفض الجوي التي قد استخدمها (رانمارو) من قبل في معركته مع (كانجو) , تلونت مقدمة عصاته بلون أبيض خفيف ثم تكونت نقطة سوداء على سطع الدرع , أخذت تكبر قليلا فقليلا , و تشفط كل ما يحيط بها من طاقة الدرع , ظلت الدائرة تكبر و تكبر حتى استطاع تكوين ثغرة في منتصف الدرع , كانت عالية و صغيرة , صرخ فيهم قائلا :
-هيا أسرعوا , فأنا لن أستطيع الصمود أكثر من هذا الوقت !
كان يبدو الأمر بالنسبة (لتاكامي) مستحيلا , فقد كان يجب عليهما أن يقفزا مسافة تربو على الأربعة طوابق للمرور عبر فتحة ضيقة لا تسمح سوى بمرور كل منهما تقريبا , قبل أن تقول شيئا صاحت (هارونا ) :
-ماسوجو شوياكو !
فجأة شعرت (تاكامي) بمن يحيط بها في سرعة , وقبل أن تدرك ما حدث وجدت (هارونا) تحيط بها بذراعها الأيسر و قد أصبحا على نفس ارتفاع الفتحة , لكنها بدأت في الصغر شيئا فشيئا , كان يبدو أن مقاومة (ياكو) قد بدأت في الانهيار , قالت (هارونا ) :
-سينكو !
فجأة وجدت نفسها داخل القرية , لم تدرك ماذا حدث , كل ما أدركته هو خيال أسود يعبر من جانبها , بعدها أدركت أنها هي و (هارونا ) من تحرك بسرعة و ليس شيئا آخر , عندما صاروا داخل القرية , اختفت الثغرة , و اختفت النقطة السوداء , كان يبدو أن (ياكو) قد أنهى تعويذته , استدارت (تاكامي) نحو (هارونا) و أرادت أن تقول لها شيئا لكن الأخيرة قطعت ما كان يجول في خاطرها بقولها :
-ماسوجو شوياكو !
في أقل من لحظة وجدت نفسها تقف على الأرض ثانية , تركتها (هارونا) , فاستدارت (تاكامي) تحملق فيها و هي تقول :
-هل تعرفين استخدام القفزات الفلاشية ؟!
ابتسمت (هارونا) ثم استدارت وهي لم ترد عليها , نظرت نحو (ياكو) و لوحت له , فلوح لها متمنيا لهما النصر بتكوينه علامة (v) بيده اليسرى , ابتسما ثم ذهبا يتوغلان داخل القرية , ليكملا ما قد بدأه (رانمارو) , في تلك اللحظة بدأ ضوء جميل يسطع في السماء , و قرص ذهبي بدأ رحلته للظهور مرة ثانية ليكرر رحلته التي يقوم بها كل نهار , و يكون آخر شاهد على ما سيحدث في هذه القرية الصينية .

يتبـــــــــــــــــــــــع................

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, القسم العام للقصص و الروايات, ذات طابع ياباني, ياباني, رانمارو, رانمارو كاملة, قصه, قصه مكتملة, قصه يابانيه
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:00 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية