بسم الله الرحمن الرحيم
الفصـــــل العاشــــــر
الطاقـــه الروحيـــه
- كما قلت سابقا فإن الطاقة الروحية هي أهم عامل في تحديد قوتك و قوة أعدائك , أنا أعرف أنك لم تستطع إستيعاب كل ما قلته لك , و لكن في المقابل أنا أدرك أنها شيء لا يمكن تعلمه بالكلمات وحدها , فهي مهما كانت تجربة تُكتسب بالخبرة في التعامل معها , و الآن فلبندأ , أريدك أن تتذكر شعورك في أكثر موقف أحزنك أو أغضبك أو أسعدك !
نظر (رانمارو) إلى أعلى و أصبعه السبابة الأيسر يلمس طرف شفته السفلى و هو يفكر , ثم قال للوحش :
- لا يوجد !
نظر الوحش إليه , و زفر من التعب منه , و قال :
- حسنا , ما هو أغلى شخص لديك الآن؟!
- صديقتي ساكورا !
- أليست تلك هي الفتاة التي أنقذتك ؟!
- نعم , هي بعينها.
- حسنا إذا.
قالها الوحش , ثم انبعثت من جسمه سحابة حمراء , طفت في الهواء قليلا حتى وصلت إلى مكان قريب من (رانمارو) , ثم نزلت على الأرض , عندما هبطت و انقشع السحاب كشف عن مفاجأة...
- انقذني رانمارو!!
كان ما أمام (رانمارو) محيرا جدا , فما كشفت عنه السحابة ما كان سوى شاب قوي لا يعرفه (رانمارو) يحيط عنق (ساكورا) بذراعه اليمنى و يخنقها , نعم (ساكورا) , هذا ما كان يحير (رانمارو) , ابتسم الوحش و قال :
- هل ستقف صامتا و من تحبها ستقتل.
نظر إليه (رانمارو) و هو غير مصدق , أفاقته صرخة عالية من (ساكورا) , التفت نحوها سريعا , وجد لون وجهها يصفر قليلا و يبدو شاحبا و بدت و كأنها ستفقد وعيها , لم يدرك (رانمارو) ما كان يشعر به , كل ما أحسه هو الغضب قد اشتعل بقلبه , و هنا امتدت إليه سحابةه حمراء قادمة من الوحش , عندما دخلت داخله شعر و كأن نار حقيقية مشتعلة بجسده كله , أمسك ببطنه و سقط على ركبتيه على الأرض و هو يصرخ من الألم , هنا اختفت (ساكورا) , و اختفى الشخص الغريب , واختفت أيضا سحابة الوحش من أمام (رانمارو) , حينئذ هدأ قليلا , التقط انفاسه و هو ينهج بشدة , أحس و كأنه كان فعلا يحترق , وقف بصعوبة على قدميه و هو يرتجف بشدة و لا يزال يمسك بطنه بيديه , هنا تحدث الوحش إليه و قال :
- كما توقعت , أنت لا تزال غير معتاد على طاقتك الروحية !
- لا تهزأ معي , هذه النار المشتعلة في جسدي هي طاقتي الروحية ؟!
نعم , هي كذلك , هذا التأثير ما جاء إلا نتيجة تجربتك الأولى , جسمك لا يعرف ماذا تعنيه تلك الطاقة , مجسات الإحساس داخل جسمك لا تعرف كيف تحس هذه الطاقة بعد , و لهذا فأنت تشعر بها على هيئة ألم , و نظرا لشدتها فأنت تحسها نار مشتعلة , سيستمر هذا الأمر قليلا حتى تعتاد على تلك الطاقة و يتكيف جسدك عليها.
- كم من الوقت يلزم حتى أعتاد عليها ؟!
- مممممممم , إذن في حالتك البائسة هذه سنتان على الأقل !
- ماذا؟!! أنا لا أملك كل هذا الوقت معي , أنا في مأزق كبير!
- أنا لا أستطيع أن أساعدك أنت الذي من يحدد هذه المدة , عليك فقط أن...
- انقذنيييييييييييييي رانمااااااااااااروووووووو!!!
دوت تلك الصرخة في جنبات هذا الكهف الضخم , دوت إلى الدرجة التي اهتزت فيها جدران الكهف...
- ساكورا !!!
تسمر (رانمارو) في مكانه , كان ذلك هو صوت (ساكورا) , هذا يعني أن شيئا سيئا قد حدث لهما الآن , و عليه أن يعود , لكنه لم يتعلم شيئا بعد .
- كلا ... علي أن أذهب لإنقاذها.
قالها ثم جرى راجعا عبر الطريق الذي جاء منه إلى خارج الكهف , و هو خارجه وجد أنه لم يكن على الطريق اللولبي الذي رآه من قبل داخل الكهف , بل كان في أسفل أرضية الكهف , لم يكن لديه الوقت للتساؤل , ف(ساكورا) هناك في خطر كبير.
- اتركيني أيتها اللعينة !
- هاهاهاها , هل تظني أنني سأتركك هكذا ؟! إذا كنت تريدينني أن أتركك فلتجبريني على ذلك.
- اتركيني أيتها المخلوقة البشعة , راااااااانماااااااااارووووو!!!
زادت (كاجومي) من قبضتها على معصمي (ساكورا) حتى تأوهت الأخيرة من الألم و قالت :
- مخلوقة بشعة ؟! من البشع أيتها البشرية القذرة ؟! هل تظنين أنني لم أكن أستطيع أن أمسك بهذا اللص؟! كلا و لكن نظرا لوجودكما فلم أستطع التحرك , و لكن الآن أنتِ بمفردك و قد تركك هذا الآخر , لقد اختار نهايته بنفسه , إنه سيواجه في الخارج أعدادا هائلة من جياع القرية سوف يجعلون نزهته بالخارج ممتعة...
- راااااااانمااااااااارووووو!!!
- هاهاهاها , اصرخي أكثر و أكثر فهذا يمتعني حقا.
فجأه ومض ضوء أبيض ساطع غمرالغرفة كلها , و كأن الشمس قد أشرقت هناك فقط , وضع من بالغرفة أيديهم على أعينهم , و هناك إثنان قد رقدوا على الأرض يرتجفون من الألم من جراء تعرضهم لهذا الضوء الشديد , ثم اختفى الضوء فجأة كما بدأ , هدأ جميع من بالغرفة...
- من هناك؟!
سألت (كاجومي) حيث أنها شعرت بوجود شخصا غريب هناك مكان الضوء الساطع...
- كككككاااااااييييييييي!
ظهر ضوء أحمر خفيف حول هذا الشخص , اتسعت عينا (كاجومي) و من بالغرفة , فهناك و على الفراش كان يقف (رانمارو) , كان يمسك بالعصا التي تحولت على هيئة فقاز غطى ربع جسده تقريبا , كانت عيناه تتقد نارا من الغضب عندما رأى (ساكورا) و هي ممسوكة هكذا.
-م م ماهذا ؟! أنت ساحر ؟! كيف ؟! لم تكن هناك تلك الهالة عندما رأيتك , من أنت أيها اللعين؟!!!
- أنا من سوف يجعل اليوم آخر أيامك !
قالها و نظر إلى الأسفل و تابع :
- من يلمس شعرة واحدة من ساكورا....
رفع عندها رأسه قليلا فلم يظهر في الظلام منها شيء , فتابع :
- سوف أقتله !
قالها و لمعت عيناه فجأة بنور أحمر غريب , تراجع كل من بالغرفة خطوة إلى الوراء فزعا , تراجعوا و كأنما عين (رانمارو) قد ضربت كل منهم بقوة , هنا صاحت (كاجومي) :
- اقتلوه لا تتركوه حيا , اهجموا عليه الآن .
قالتها و اندفع من بالغرفة و من خارجها يهاجمون (رانمارو) , كانوا عشرة أشخاص , لم يكن عددهم ما يهم (رانمارو) , ما كان يهمه فعلا هو كيف سينقذ (ساكورا) من هذا المأزق , هو لم يتعلم شيئا سوى مبادئ الطاقة الروحية , و لكن قلبه يشتعل نارا , ماذا سيفعل ؟!
((- انظر رانمارو , كلما كانت مشاعر الشخص قوية كلما قويت قوته الروحية , , كلما حافظ على تلك المشاعر أطول مدة ممكنة كلما احتفظ بهذه القوة أطول مدة .))
دوي صوت الوحش في عقله و تردد صداه أكثر من مرة , هنا أخذ نفسا عميقا , ثم صرخ بأعلي صوته :
- آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه !!!
كان يمسك قبضتيه معا و كأنه يستجمع كل قواه , لم يكن يفكر سوى في شيء واحد , كيفية إنقاذ (ساكورا) , كان يتصور شكلها و هي مقتولة فتشتعل ناره أكثر , عندئذ أحس بتيار من النار ينتشر من يده الممسكة بالعصا , كاد أن يصرخ مرة ثانية من شدة الألم .
- راااااانماااااااارووووو !!
تلفت (رانمارو) و نظر إلى (ساكورا) , أحس أن الوقت يمشي ببطء شديد , سمع ضربات قلبه و هي تدق , كانت الأصوات من حوله تخفت , كانت الصور تهتز و تبهت , لم تثبت سوي صورة واحدة , لم يسمع سوى صرخة واحدة , كانت (ساكورا) فقط هي التي يراها و يسمع صرخاتها , لا يهم الآن أي ألم , لا يهم الآن أي تعب , أحس و كأن النار التي تسري في يده قد هدأ ألمها و خفت و كأنه قد استخدم مرطب أو ملطف لها , استمرت الطاقة تسري في جسده حتى وصلت إلى قلبه , هنا شعر باحساس غريب لم يشعر به من قبل , أحس بروحه و كأنها داخل جسمه تلف , كان يستطيع أن يري ما بداخل جسمه من أعضاء أو مناطق إذا أراد ذلك بالتركيز في المنطقة التي يريدها , هنا تردد صوت الوحش و هو يقول :
((- إن الطاقة الروحية تظل مرتبطة بصاحبها حتى و هي خارج جسمه , و بذلك أنت تستطيع أن تتحكم فيها و هي خارج جسمك و تجعلها تتخذ أي شكل أو تتوزع في أي إتجاه.))
لازال كل ما يحيط ب(رانمارو) يسير في بطء شديد , و لا يزال يسمع صرخات (ساكورا) تتردد بعنف في عقله , لم يكن هناك وقت يضيعه , لقد وصل إلى استخدامه الأول لطاقته الروحية...
- الآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآن !!!
قالها و هي يصرخ , ركز (رانمارو) كل تفكيره على المنطقة المحيطة به , و كما توقع اندفعت طاقته الروحية تحيط به في المنطقة التي حددها بعقله , بدا (رانمارو) و كأنه يشتعل لمن حوله , حيث اندفعت فجأة سحب حمراء اللون بسرعة و بقوة تحيط به على شكل هالة , كان أول شيء حدث بعدها هو اصطدام أول مهاجم بها , لكنه توقف عن اندفاعه لحظة اصطدامه بالسحابة هذه...
- أتظنون أنني بتلك السهولة أيها الملاعين ؟!
ركز (رانمارو) تفكيره بأن تتشكل قبضة تضرب الشخص إلى الوراء , وبالفعل تشكلت قبضة كما تخيلها من السحابة التي لازالت تخرج منه بكثرة , و في وسط دهشة المهاجم ضربه (رانمارو) بقوة فاندفع إلى الخلف بقوة هائلة اصطدم على إثرها بحائط المنزل و دمره و استمر في اندفاعه إلى الخلف لمسافة تقارب العشرة أمتار ثم سقط أرضا و هو يتدحرج , كان هذا كفيل بضرب جرس الإنذار لكل من حوله , لقد عرف من بالقرية وجود أشخاص غير مرغوب فيهم , شعر (رانمارو) بهذا أيضا , فأكمل ما كان يفعله بضرب باقي من بالغرفة بالقبضة فتطايرت الأجساد من الغرفة إلى خارجها في كل الإتجاهات , هنا كانت (كاجومي) لا تزال متسمرة في مكانها , كانت تنظر بعين واسعة محدقة في (رانمارو) و ما فعله للتو.
- أنت ...أنت تعرف كيف تستخدم قوتك الروحية , م م من أنت أيها اللعين ؟!
- لا شأن لك بمن أنا !
قالها و ارتفعت بعدها (كاجومي) في الهواء و كأن هناك شيء ما يمسكها , كانت يد (رانمارو) اليسرى ترتفع أيضا في الهواء بنفس المعدل , لقد كان بسيطا حيث أن (رانمارو) قد أمر قوته الروحية بالانتشار في جميع أرجاء الغرفة , أو الأحرى أن نقول أنه لم يأمرها , كل ما فعله هو أنه تخيل الغرفة كلها فانتشرت قوته فيها , لم يكن يعلم كيف و لكنه بدأ يفهم ما كان يعنيه الوحش من قوته الروحية و أنه لا يمكن أن يتعلمها إلا بالممارسة , ابتسم (رانمارو) قليلا بينما كانت (كاجومي) تصرخ و هي تتوعده :
- انزلني أيها اللعين , أتظن أنك ستخرج من هنا حيا , أنت ميت , ميت , استسلم , هيا انزلني ...
- اصمتي !
قالها (رانمارو) بلهجة آمرة , بعدها حرك يده ناحية اليسار بسرعة و فتح قبضته , فتحركت (كاجومي) إلى اليسار , اصطدمت بجدار البيت , دمرته , أكملت طريقها لمسافة أطول من أقرانها في الهواء ثم سقطت على الأرض تتدحرج , نظر (رانمارو) إليها لحظة , ثم اتجه إلى (ساكورا) , كانت (ساكورا) تنظر إليه نظرة غريبة , كانت تفكر :
((- كيف أصبح بهذه القوة ؟! أهذه هي قوة السحر ؟! أم أنها قوة العائلة ؟! أم أنه فعلا قوي جدا كما قال كايتو عندما نشط عصاه في البداية ؟!))
- هل أنتي بخير ؟
قالها (رانمارو) قاطعا حبل أفكارها , نظرت إليه وهلة تركز فيما قاله , ثم قالت بسرعة :
- نعم , نعم أنا بخير !
- أنا آسف جدا على تأخيري , إن كان قد حد...
- لا تكمل فأنا الآن بخير كما أنك قد أنقذتني.
قالتها (ساكورا) و هي تضع أطراف أصابع يدها اليمنى على فمه لمتنعه من الكلام , نظر إليها و هو متعجب من قولها , ثم ابتسم و قال:
- هذا لا يعفيني من المسئولية , فهذه المرة استطعت إنقاذك , و الله أعلم ماذا سيحدث المرة القادمة.
- لا تفرح كثيرا أيها الوغد فأنت لازلت معنا هنا .
تلفت (رانمارو) و نظر هو و (ساكورا) إلى المتحدث , و جد قرابه سبعون شخصا يمسكون هراوات غليظة واقفين على مقدمة المنزل , كان المتحدث هو نفسه العجوز (ساشيرو) , ولكنه كان أكثر شبابا , كان يبدو أنه في حوالي الأربعين تقريبا , نظر (رانمارو) إليه وقال :
- لقد كنت محقا بشأنك أيها اللعين , أنتم مصاصي دماء , أليس كذلك ؟!
كان (رانمارو) يرى الحلقة التي تحيط برأس كل فرد فيهم , كانت الحلقة عبارة عن هالة من الضوء الأزرق تحيط بكل فرد فيهم , و لكن حجمها و كثافة لونها كانت تختلف من فرد للآخر , استنتج (رانمارو) أنها لابد و أن تكون مرتبطة بقوة كل فرد الروحية , تحدث (ساشيرو) الذي كان يملك أكبر حلقة و أغمق لون فيهم قائلا:
- نعم أيها الساحر الماكر , أنا و كل من بالقرية مصاصي دماء , و قد استقبلناكما هنا حتى نتغذى عليكما و نطعمكما للصغار الجياع , و لكن لم أظن قط أنه يوجد من يستطيع أن يكتم قوته الروحية بينكما , هذا لشيء غريب , و لكنك الآن أمامي ها هنا , و صدقني أنت لن تخرج من هنا حيا أبدا !
ابتسم رانمارو , و شبك ساعده امام صدره في ثقه و اغمض عينيه , كان يجمع قوته الروحيه , احس رانمارو بشيء غريب , انه لم يحتاج الي الشعور بالغضب حتي يجمع قوته الروحيه , احس و كأن قوته الروحيه العاديه قد اكتسبت نفس قوتها السابقه عندما انقذ ساكورا بها , هذا عني له شيئا واحدا , ان قوته الروحيه بالفعل قوية جدا كما قال له الوحش , ابتسم رانمارو اكثر , احس بالثقه اكثر , عندها كانت قوته الروحيه قد بدات تتوزع في جميع الاتجاهات و بقوة , بدا رانمارو و كان دخان غليان احمر اللون بدا يظهر منه و يرتفع الي اعلي , كان رفيعا ثم اخذ في التضخم حتي اصبح يحيط به تماما , كان من يراه يشعر بانطباع و كان رانمارو حديد ساخن تم صب ماء بارد عليه فاصدر هذا الدخان , تراجع كل الاشخاص الاخرين للخلف , بالطبع شعروا بفارق القوة بينهم و بين رانمارو الا ساشيرو , اغمض عينيه هو الاخر و ابتسم , و صدر عنه نفس الشيء , دخان ازرق صعد منه و اخذ في التضخم , حتي احتواه كله , ابتسم ساشيرو و قال :
- هاهاهاها , هل تظن انك الوحيد القادر علي استخدام الطاقه الروحيه هنا ؟ انت مخطئ , انا ايضا و غيري كثيرين يستخدمونها , هذه لم تعد ورقتك المربحه بعد الان , هاهاها....
-اصمت.
قالها (رانمارو) بحزم و فتح عينه , و هنا تغير لون الهواء المحيط بالجميع بمن في الغرفة و خارجها , كانت قوى (رانمارو) الروحية قد انتشرت في المكان كله كما خطط لها , كان يتبع تعليمات الوحش بحذافريها , حيث تردد صوته عاليا في عقله و هو يقول :
((- عندما يتحكم الشخص بقوته الروحية خارج جسمه من الممكن أن يجعلها تذهب في أي إتجاه يريد , فممكن أن يجعلها تضغط و بقوة على كل ما يقع أسفلها من أشياء و أشخاص , قد تكون قوية فتمنع الأشخاص من الحركة مهما بذلوا من جهد , و قد تبلغ من القوة حدا يجعلها تمنع الأشخاص من التنفس بمنع حركة قفصهم الصدري , و بهذا يختنقوا و يموتوا أو يفقدوا الوعي على الأقل.))
تسمر كل شخص في مكانه , كان (رانمارو) ينظر بحزم نحو جميع من حوله , كان قد فهم الآن بعض ما قاله الوحش , كانت قوته لا تزال متقدة , كان يحافظ عليها بتفكيره الدائم فيما سيحدث إذا ماتت (ساكورا) و أنه المسئول , كان هذا التفكير وحده كفيلا بتحريك جسمه لو كان ميتا , وقع الآن إثنان من المصاصين فاقدي الوعي من عدم القدرة على التحمل , و بعدها الثلاثة الموجودين على باب المنزل , ثم هؤلاء السبعة , ثم , و ثم , حتى لم يتبقَ غير شخص واحد , نظر (رانمارو) نحو (ساشيرو) و تردد صدى الوحش و هو يقول:
((- سوف يتأثر الجميع بقوتك الروحية , إلا من يملك قوة روحية هو الآخر قوية فسوف يطلقها حوله في شكل هالة تحميه , و إذا كانت قوته أقوي منك فسوف ينقلب الأمر عليك و تنهزم بقوته الروحية .))
كان (ساشيرو) يحيط نفسه بهاله من اللون الأزرق , أغمض (رانمارو) عينيه , ثم صرخ :
- آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه !!!
كان يستجمع قواه بهذه الصرخة , كان يفكر في شيء واحد :
((- ماذا إذا تفوق ساشيرو علي بقوته الروحية ؟! كلا , إنني أقوى منه في القوة الروحية و لهذا سأقهره.))
تردد صوت الوحش مرة أخرى بقوله:
((- تذكر هذا جيدا , ليس المهم هو قوة الفرد الروحية فقط , بل أيضا مقدار المدة التي يستطيع الحفاظ فيها على قوته الروحية بنفس المعدل.))
حدث (رانمارو) نفسه و هو يقول :
((- أيها الوحش اللعين , الآن فقط قد فهمت ما تعنيه , أنا أشعر بالضعف الشديد في جسمي , يبدو أن آثار القوة لم يعتد عليها جسمي بعد , إذا استمريت على هذا سأنهزم , أنا لا يمكن أن أخسر , سأقضي عليك ساشيرو في لحظة.))
أكمل (رانمارو) صرخته المدوية , ثم فجأة انفجرت منه طاقة روحية هائلة , ارتفعت الطاقة إلى أعلى بقوة كأنها انفجرت من بركان ثائر للتو , قابلت سقف المنزل فدمرته على الفور و تابعت طريقها إلى أعلى قليلا , ثم فتح (رانمارو) عينيه ونظر بكل صرامة نحو (ساشيرو) الذي رفع سيفه في الهواء و قفز ليضرب به (رانمارو) , يبدو أنه قد أحس بمدى قوة خصمه و قرر أن ينهي الصراع بأسرع ما يمكن , ابتسم (رانمارو) و قال له :
- أنت تريد إنهاء الليلة بسرعة , على الرحب و السعة .
قالها و اختفت فجأة السحابة التي تصاعدت منه, اتسعت عيني (ساشيرو) من الرعب كأنه يعلم ما سيحدث له , فجأة هوى (ساشيرو) على الأرض و هو في منتصف القفزة و أحاط بهالته الروحية لون أحمر غامق أخد يندفع نحوه مخترقا درع طاقته حتى وصل إلى جسمه و بدد طاقته كلها , هنا اخترقت الطاقة جلده , و أخذت تدمر جسده بين صراخ (ساشيرو) الدائم , ثم سكت عن الصراخ , و توقف عن الحركة السريعة التي كانت تنم عن ألم شديد , فاختفت الطاقة الحمراء الخاصة (برانمارو) , نظرت( ساكورا) و هي متسمرة في مكانها من المفاجأة , ثم قامت من مكانها تجري نحو (رانمارو) و هي تضحك و تصيح :
- لقد فعلتها رانمارو , كنت متأكدة من أنك ستفعلها , هذا أنت أيها البطـــ...!
توقفت (ساكورا) في منتصف جريتها , حيث قال (رانمارو) بوهن شديد :
- نعم ...لقد فعلتها و أنقذتك !
قالها و اهتز في وقفته و كأنه يفقد وعيه , ثم مال جسده إلى الخلف , ووقع نحو الوراء , فاندفعت (ساكورا) ناحيته و استطاعت أن تمسك بجسده في اللحظة الأخيرة قبيل إرتطامه بالأرض , كانت عيناها تمتلئ بالدموع ,لم تكن تفكر إلا في كيف ستخرج (رانمارو) و نفسها من هذا الموقف, و في وسط هذا كله سمعت صوتا يقول:
- ابحثوا عنهما , لا تتركوهما , اقتلوهما حيث وجدتموهما , احذروا من قوتهما القوية لقد تفوقوا على ساشيرو , ابحثوا عنهما في هذه المنطقة أولا, هيا !!!
نظرت (ساكورا) في إلتياع , و لا يوجد بعقلها سوى تفكير واحد , كيف ستخرج من هذا المأزق الرهيب؟!!!
يتبــــــــــــــــــــع................