لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-08-10, 08:03 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : احمد خشبة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الرابع و الأربعون


قرار التحدي


تردد صوت خطوات رجل يمشي بسرعة في طرقات هذا المقر السري , كان من العجلة بحيث لم يرد على التحية التي وجهها إليه كل من يوجد بهذا الممر , توقف عند باب خشبي جميل منقوش عليه رسمة طائر عظيم , دق على الباب ثم دلف للداخل , نظرت نحوه الجالسة في تراخي ثم قالت :

-لماذا هذه العجلة أيها اللورد؟!
حملق نحوها اللورد و عيناه يكاد يخرج منها شرر متطاير ثم قال لها :
-ألا تعرفين ما قد حدث ؟ لقد أخبرتني إيكويا بما حدث , إنها لكارثة , لقد أخبرتكي بضرورة الانتقام من هذا اللعين , انتقاما لما حدث لولدي , لكنه الآن قد هرب ..!
-اصمت !
صرخت في وجهه الثلجية حتى يتمالك أعصابه , أمسكت علبة سجائرها و أخرجت سيجارة منها ثم ألقتها على المنضدة التي تم تغيير زجاجها , أمسكت بالقداحة و أشعلتها آخذة نفس عميق منها , ثم نفثت الدخان في بطء وهو تتأمل السقف , ثم قالت :
-أعترف أنه حدث خطأ في تقديري لهذا الغلام , لكن لا تنس أنه يتلقى معونة من هذا الغريب دون أن يشعر !
تسمر اللورد في مكانه وقال ذاهلا :
-هل لازال يتلقى المساعدة منه رغم تحذيرك له ؟!
نظرت نحوه ثم قالت في بطء :
-لا أدري السبب , ربما يوجد آخرون معه يساعدونه , فنحن لم نعرف من معه حتى الآن , و هذا بالطبع يحمل الكثير من المخاطر , لكن من المؤكد أنه قد استغنى عن مساعدة هذا الغريب إذا كان حقا هو من يساعده !
ضيق اللورد عينيه وهو يقول :
-ماذا تعنين بقولك إذا كان حقا هو من يساعده ؟!
صمتت للحظات أخذت فيها نفسا عميقا من سيجارتها , ثم قالت :
-أقول أنه ربما لا دخل لهذا الرجل بما يفعله هذا الصبي , فكلنا نعرف مدى قوة عائلة اليوشاهارو , و مدى طموحهم و إرادتهم الفولاذية , ربما انتوى هذا الشاب شيئا يعمل على تحقيقه الآن , و لهذا السبب فهو قد فعل كل هذه الأفعال , فربما لم يكن مدفوعا من قبل هذا الغريب , بل الغريب يدرك هذا جيدا , فهو أكثر الناس بغضا له , و بالتالي فهو أكثر من يعرفه , ربما قد أضاء له طريقه نحو هدفه الغامض و تركه كي يحققه , لا أدري لماذا حتى الآن , كما لا أرى ما هو هدف هذا الصبي , وإن بدأت في الشك و بقوة في كون هذا الهدف كبيرا , أكبر مما نتخيل...

*******************

حملق الرجل في (رانمارو) , فقال بنبرة شك واضحة :
-هل قلت أنك قد جئت إلى هنا لعمل قرية جديدة ؟!
رد (رانمارو) بنفس الهدوء الذي قال فيه جملته السابقة :
-نعم , أنا أريد أن أبني قرية أطلق عليها اسم قرية الريح البيضاء , خلفا لقريتي الماضية , و تكون نواة لحركة شاملة تقف في وجه كارا و بوكاهاتسو !
صمت الرجل غير مصدق لما تسمعه أذناه , فهل ينتوي هذا الصغير حقا فعل ما قاله ؟! إنه لجنون حقا ما يقوله , لكن...
-وما دخلي بهذا الأمر ؟!
قالها الرجل بخبث قليلا , فابتسم (رانمارو) , فها قد تأكد من أنه رئيس المدينة , فقال بنبرة أكثر ثقة :
-لأنك رئيس المدينة و رئيس مجلس حكماءها !
صعق الرجل دهشة مما قد سمعه للتو , فنعم طوال فترة حياته كان مجلس حكمائه هو المساند الرئيسي لقرية الريح البيضاء في حربها ضد أعداء البشر , لكن بعد سقوط قرية الريح البيضاء ما قد جعل أعضاء هذا المجلس لازالوا على قيد الحياة بعد هو عدم معرفة أي شخص من هم الأعضاء من الأصل , فلو عرف أحد هويتهم لكانوا قد قتلوا منذ زمن , لكن كل هذه المهارة في اخفاء هوياتهم , كل العناء الذي تكبدوه من أجل اخفاء هوية حتى رؤساء العائلات عن من يوجد خارج العائلة , وبذلك ظل سر مجلس الحكماء مخفي للأبد , كانت هذه هي عادة أهل المدينة و عائلاتها , عادة من يخالفها يعاقب بالموت , حملق الرجل نحوه مصعوقا وقال له :
-من ...من قال لك هذا الكلام السخيف !
كان يبدو لمن لا يرى أنه يكذب فيما يدعيه بكون هذا الكلام سخيفا , ضيق (رانمارو) عينيه وهو يقول :
-هل تعني أنه لا يعرف هوية أعضاء مجلس حكماء المدينة أحد غير سكانها ؟!
صرخ فيه الرجل بصوت هادر :
-لا تتذاكي علي أيها الطفل الصغير , قل لي من كشف لك عن هويتنا ؟!
قالها وقد اشتعل جسده بطاقة برتقالية اللون , أخذت تتصاعد من قمة رأسه حتى السماء , نظرت إليه (تاكامي) و (هيكارو) خائفتين منه , أما ثالثهما فلم يتحرك من مكانه , بل نظر نحوه وقال :
-لا تستهن بي أيها العجوز , فأنا سليل عائلة اليوشاهارو العظيمة , لن أكرر كلامي مرة أخرى , أنا جئت هنا كي أحصل على تصريح بتكوين قرية جديدة على مدينتكم , فما قولك؟!
قالها وحملق ببرود و صرامة في الرجل , تبادل الاثنان النظر للحظات قليلة , كان غضب الرجل قد طغى على تفكيره , كل ما كان يفكر فيه هو أن هناك من خان المدينة , و عليه أن يكتشف من حتى يجعله عبرة لمن لا يعتبر , صاحت (تاكامي) فجأة :
-أنا من أخبره أنك ربما تكون قائد المجلس !
نظر الرجل نحوها في صمت , ثم قال بعد برهة بصوت جهوري :
-ومن أنتي ؟ و كيف عرفتي أنني القائد هنا ؟ أنتي لستي واحدة من أهل القرية !
ارتعشت (تاكامي) بشدة , لم تستطع أن تقف على قدميها , خرت ساقطة على الأرض , اتجهت نحوها (هيكارو) صارخة , كانت نظرة الرجل إليها قوية لهذه الدرجة , هكذا فكر (رانمارو) , التفت نحو الرجل ثم قال له :
-هذه نعم واحدة ليست من أفراد مدينتك , لكنها عضوة في فريقي , و هي متخصصة في البحث عن الأفراد , وقد حددث ثلاثة أشخاص بعينهم احتمال كبير أن يكون أحدهم قائد القرية , لكني بدأت بك , و كان حظي جيدا !
حملق الرجل فيه لبرهة , قد بدأ عقله يعود للعمل مرة ثانية , لو كان (رانمارو) يتبع (كارا) حقا لكان قد مات , فإذا علمت (كارا) بوجود أشخاص قليلون لهم احتمالية أن يكونوا أفراد المجلس الحاكم لما ترددت لحظة في اغتيالهم , لكنه جاء في سلام تام , و طلب الإذن بمقابلتي , هل هناك لعبة في هذا الأمر؟! , هكذا فكر الرجل وهو ينظر تجاه (رانمارو) , توجه ناظرا نحو (تاكامي) ثم قال لها :
-إذا كنتي تستطيعين البحث بهذه الدقة فعلا عن قائد المدينة , فهل يمكن أن تبحثي عن أعضاء مجلسها الحاكم ؟!
نظرت له (تاكامي) وهي جالسة مفترشة الأرض والعرق يغمرها , قالت بوهن :
-إذا قلت لك عمن كنت أشك في كونهم أعضاء هامين بالمدينة فستصدقنا ؟!
اتسعت عينا الرجل من جوابها السريع , بل و الجاهز أيضا , صدر صوت عال يتردد في عقله :
((-إنهم ليسوا من كارا
-لكن إذا كانوا منها فسوف تكون صدمة كبرى
-ماذا تريد كارا غير رؤوسنا ؟! إذا ما كانوا من كارا ما الضرر الذي قد يحدث لنا ؟!
-نعم , معك حق , إذا كانوا من كارا لكان كل هؤلاء المشتبه بهم فعلا في عداد الأموات , لكننا لازلتما على قيد الحياة , إذا استطاعت تلك الفتاة نطق أسماء معظم أعضاء المجلس فسوف أصدقهم , لكن لابد من أخذ رأي الجميع
-حسنا فلنستمع إلى تلك الصغيرة أولا ))
قال الرجل في هدوء شديد استغرب منه الجميع حتى أعوانه :
-حسنا , أخبريني بمن تشكين في كونهم أعضاء المجلس الحاكم , إذا كانوا كذلك فسوف أصدق ما تقولونه , لكن الأمر في النهاية يخضع لمجلس القرية ...!
قالت (تاكامي) بلهجة فرح :
-هل يعني ذلك أنك ستصدقنا ؟!
-نعم شريطة أن تقولي أسماء من تشكين في كونهم أعضاء المجلس الحاكم !
نظرت نحوه ثم تكلمت , قالت عن أماكن من ظنت أنهم أعضاء مهمين في المدينة , بعد أن انتهت اتسعت عيناه من الفزع , فهي قد قالت له جميع أسماء أعضاء مجلس الحكم , بل لم تترك حتى النواب لكل عائلة , قال بدون ان يدري :
-إن ما معكي من معلومات لهو شيء خطير !
نظر نحوه (رانمارو) ثم قال له :
-إذا فكرت ولو للحظة في إيذاء تاكامي فسوف أواجهك حتى الموت !
نظر نحوه في صمت , ثم استدار راجعا إلى القصر وهو يقول :
-اخفضوا أسلحتكم جميعا , فسوف يمكثون الليلة هنا كضيوف عندي !
قالها و بدأ في صعود الدرج المؤدي لداخل القصر , فاستوقفه (رانمارو) بقوله :
-ماذا قلت في طلبي سيدي ؟!
توقف و استدار له , كان في منتصف صعوده لهذا الدرج , قال ردا على كلامه :
-أولا اسمي أكيهيرو , أما ما يتعلق بأمر طلبك فسوف نناقشه بالداخل !
قالها و تابع صعود الدرج , نظر (رانمارو) نحو رجاله فوجدهم قد ألغوا تنشيطهم لعصيهم السحرية ناظرين نحوهم , فتوجه ناظرا نحو (تاكامي) و (هيكارو) , فأومأ كل منهما برأسه موافقين , فتحرك نحو الأمام , بينما ساعدت (هيكارو) (تاكامي) على النهوض من على الأرض , أخذت كل منهما تنفض التراب من على ملابسها وهي تتبع (رانمارو) في طريقه نحو مدخل القصر , صعد الدرج يتبعه رفيقتيه حتى دخل من الباب , كان ما رآه بالداخل بديعا , لكن كان لا يملك وقتا ليقف أمام هذه التحفة , فأكمل طريقه للداخل في ردهة واسعة جلس فيها (أكيهيرو) , فتوجه إليه (رانمارو) و جلس على مقعد مواجه له , نظر (أكيهيرو) نحو الفتاتين اللتين قد توقفتا مبهورتين مما يوجد بداخل القصر من ديكورات و مشغولات ذهبية بفن عال وقال مبتسما :
-يبدو أن الفتيات لا تتوقفن عن حب الجمال في أي شيء !
نظر نحوهما (رانمارو) ثم ابتسم هو الآخر , وقال :
-نعم , فهما لازالتا فتاتين رغم كل شيء !
رمقه (أكيهيرو) بنظرة فاحصة قبل أن يقول له :
-لقد أرسلت أخبر باقي رؤساء القرى , ربما يستغرق الاجتماع قرابة ساعتين تقريبا , فما تطلبه قد يبدو مجنونا حقا , لكن أولا هل تعرف ما هي متطلبات القرية ؟ هناك عائلات يجب أن ...
لم يدعه (رانمارو) يكمل كلامه حيث قال :
-نحن معنا فردا من عائلات الأيجو , التانشينفونو , الكويو , و الشي يو , أما ما يتعلق بنظام الأمن والدفاع و التعليم فسوف تتم مناقشة ذلك بعد الانتهاء من الاتفاق على تكوين القرية بمساعدة رؤساء القرى هنا !
نظر نحوه (أكيهيرو) وهو مندهش مما قاله , فتمتم قائلا :
-يبدو أنك مستعد حقا لهذا المشروع بجدية !
حملق فيه (رانمارو) للحظة قبل أن يقول :
-أنت لم تدرك حتى هذه اللحظة أنني آخذ طلبي هذا على محمل الجد و ليس الهزل !
وضع دخول الخادم حدا لهذا النقاش المتنامي بينهما , نظرا إليه وهو يقول :
-لقد جاءت رسالة تفيد بالموافقة من الجميع سيدي !
أشار (كيهيرو ) لخادمه لكي يغادر , نظر نحو (رانمارو) بعدها و هو يقول له بلهجة اعتذار:
-آسف جدا لكن يجب علي الرحيل , سوف يتم مناقشة طلبك هذا , و أرجو من كل قلبي أن يتم الموافقة عليه , فوجود قرية مثل قريتك السابقة كانت بمثابة غصة في حلق أعدائنا , و بالفعل نحن نريد لها العودة مرة أخرى!
قال ذلك ثم قام من المكان معتذرا للفتاتين بعدما مزح معهما للحظات قليلة , بعدها اختفى داخل قصره , جائتا الفتاتان لتجلسان بجوار (رانمارو) تستفسران عما حدث , فأخذ يقص عليهما عما قد دار بينهما من حديث قصير .

*********************

نظرت (ناجومي) في جميع أرجاء المنزل تبحث عن فريستها لكنها لم تجدها , رجعت خائبة اليد إلى (تابيتو) , ارتمت على أقرب مقعد لها في تعب , سألها (ياكو) :
-هل لم تجدي أي أثر لهما حتى الآن ؟!
نظرت إليه في صمت , كانت منذ ساعات تبحث عنهم , فجأة اختفوا ثلاثتهم بدون أي سبب أو حتى ترك رسالة , صدر صوت خبطات على باب الغرفة , كانت خبطات يد رقيقة دالة على الصغيرة الجميلة (ساكورا) , ذهب (ياكو) يفتح لها الباب , دخلت وهي تلهو بكرتها الصغيرة داخل الغرفة , نظر الجميع نحوها في صمت , فجأة خطرت فكرة (لتابيتو) فقال :
-ساكورا , عزيزتي ..!
انتبهت إليه الصغيرة وهي تمسك بالكرة في براءة فتابع :
-هل رأيتي أختك تاكامي اليوم ؟!
ظلت صامتة تحملق فيه ثم قالت له :
-نعم , لقد رأيتها تخرج هي و هيكارو و رانمارو سويا !
اتسعت عينا (تابيتو) كمن وجد نصرا , فقال بسرعة شديدة :
-ألم تسمعي ما كانوا يقولونه قبل مغادرتهم ؟!
قالته له الصغيرة :
-كلا , فأنتم تتحدثون بصوت خفيض جدا , و لذلك لا يمكنني سماع ما تقولونه !
أصابتهم خيبة الأمل بالصمت الشديد , أخذت (ساكورا) تلهو بكرتها الصغيرة للحظات , ثم اعتدلت و سارت نحو (ياكو) عندما دقت عقارب الساعة مشيرة إلى الساعة العاشرة مساءا , نظر نحوها (ياكو) وهي جالسا على المقعد في حزن وقال لها :
-ماذا تريدين عزيزتي !
لم تقل شيءا , بل دست يدها الرقيقة داخل جيب سترتها الأنيقة ذات اللون الأسود اللامع و الأطراف الصوفية بيضاء اللون , ثم أخرجتها وهي تمسك بورقة بيدها اليمنى , ناولت الورقة ل(ياكو) وهي تقل :
-لقد طلبت مني أختي أن أعطيك تلك الورقة عند الساعة العاشرة ...!
قالتها ثم تركت الورقة في يد (ياكو) المفتوحة وهو صامت من الدهشة , ذهبت تلعب خارجة من الغرفة بكرتها تقزفها بقدمها نحو الأمام وتجري لاحقة بها , أفاق بعد ذلك بثانيتين تقريبا , أمسك الورقة بكلتا يديه و فضها ليقرأ الآتي :
((-أعزائي , لقد قررت أن أخوض غمار معركة البحث عن القائد بمفردي , بالطبع أحتاج إلى تاكامي فهي التي تعرف الأشخاص التي تشك بهم , و كذلك هيكارو حتى أغطي على وجودي من كارا , لم أقل لكم حتى لا ترفضوا , و أنا على يقين من ذلك , لا تتعبوا أنفسكم , ففي الوقت الذي تقرأون فيه هذا الخطاب أكون قد قابلت أول الأشخاص , تمنوا لنا التوفيق.
رانمــــــــارو. ))
أعاد (ياكو) قراءة هذا الخطاب عدة مرات قبل أن يقوم بعصره في قبضة يده ويقول :
-هذا الأحمق , يريد دائما أن يلعب دور البطل على حساب حياته , أتمنى أن تحافظ على حياتك حقا , و ألا تعرضها للخطر كما هي عادتك دوما أخي !


يتبــــــــــــــــــــــــــــع.................. ...........

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 01-08-10, 08:04 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : احمد خشبة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الخامس و الأربعون


اتخاذ قرار


جلس كل من الزعماء الخمسة عشر للعائلات النبيلة الموجودة بالمدينة كل فرد في مقعده الخاص به , جلس على مقدمة الطاولة البيضاوية (أكيهيرو) , ظل واقفا في حين جلس الجميع ينظرون إليه في ترقب , حيث قد طلب منهم التجمع لأمر عاجل و شديد الخطورة , افتتح الجلسة بقوله :

-أعرف أنكم جميعا تتسائلون عما حدث حتى نتجمع هنا , لكنه بحق شيء مهم جدا ...
نظر للجميع فوجدهم يستمعون إلى ما يقوله في اهتمام , فقال :
-سألخص الأمر في أبسط الكلمات , لقد جاء إلي المنبوذ يطلب الإذن بتكوين قرية الريح البيضاء مرة أخرى على أرض مدينتنا !
صمت , نظر حوله , وجد الجميع لم يستوعبوا الصدمة بعد , تحدث نائبه قائلا في استنكار واضح :
-المنبوذ؟! أليس هو ذلك الغلام الذي قد قتل أبواه و تسبب في تدمير قرية الريح البيضاء ؟!
نظر نحوه (أكيهيرو) ثم قال :
-نعم هو بعينه , لكنه قد قال لي شيئا آخر !
ظهرت الدهشة واضحة على وجه النائب , وكذلك على وجوه الجميع , كان الجميع يدرك من هو (أكيهيرو) , و يدركون مدى حكمته و صواب قراراته , لهذا صمتوا جميعا لينصتوا إلى ما سيقوله , تابع القائد قائلا :
-لقد أخبرني عن وجود مكيدة قد تم نصبها , مكيدة نصبها رجل غريب لا نعرفه , هذا الرجل قام باستخدام كارا للدخول إلى القرية بعدما يحدث فيها الاضطراب و التدمير ...
قاطعه رجل يجلس في أقصى القاعة قائلا :
-ولمَ يفكر شخص في ذلك الأمر ؟! إن كان بمقدوره حقا أن يقوم بتدمير القرية بمفرده , فلماذا لا ينسب الأمر لنفسه ؟! أنسيت مقدار القرية عزيزي ؟!
نظر نحوه (أكيهيرو ) ثم قال :
-كلا لم أنس, لكن إذا نظرت للأمر من منظور أن هذا الرجل لا يريد أن يكون ظاهرا للعيان , يريد أن يكون مخفيا , لا يهمه مجد القضاء على قرية الريح كما يهمه الحصول على مجد آخر , مجد كي يحصل عليه لابد من الحفاظ على هويته سرا , ووجوده مخفيا عن العالم بأسره , لهذا استعان بكارا , و جعلها تدخل القرية بعد تدميرها , لهذا السبب تم نسب النصر لكارا و ليس له , و لهذا السبب لم نسمع عنه أيضا !
تكلم شخص آخر يقبع على يسار (أكيهيرو) قائلا :
-ألا ترَ عزيزي أكيهيرو أن هذا الغلام يكذب كذبة حمقاء ؟! شخص مجهول لا يعلمه أحد يزعم أنه هو من دمر القرية و من قتل أبواه وليس هو , من سيصدق هذا ؟!
التفت إليه (أكيهيرو) و رد عليه بقوله :
-معك حق عزيزي سينتا , لكن إذا علمنا أن الرجل المقصود من هذا الحديث هو نفس الرجل الغامض الذي يحاول توحيد كارا و بوكاهاتسو ليسيطر على العالم ..!
صدر صوت همهمة بين الحاضرين , كانت هذه النقطة تستحق المناقشة بالفعل , رفع أحدهم صوته و كان يجلس على يسار (أكيهيرو) قائلا :
-هل تعني أن المنبوذ قد أخبرك عن هذا الشخص ؟! ألا تجد الموضوع يشوبه شكوك عديدة , فبداية نحن بكل قوتنا و اتصالاتنا لم نستطع معرفة وجود هذه المؤامرة إلا بتضحيات كبيرة , و أنت على علم بهذا , فكيف له أن يعرف ؟!
نظر تجاهه (أكيهيرو) في صمت ثم قال :
-قال لي أن الثلجية أخبرته بهذا !
صاح البعض معترضا بصوت عالي , في حين اكتفى البعض بالتلويح , و قلة قليلة قد التزمت في مكانها صامتة تفكر بهدوء و بتمعن و بترو فيما يقوله قائدهم , بعد هدوء القاعة مرة أخرى تحدث (أكيهيرو) :
-لقد أخبرني أن الثلجية قد أمرته أن يكون طعما لكي تصطاد به هذا الرجل , فهي على حد قولها يكره المنبوذ بشدة , لهذا فإن المنبوذ يصطحب معه فردا من الأيجو كي يخفي قوته عنها ...!
تحدث آخر بصوت مرتفع قاطعا حديث القائد ::
-ولماذا لا يكون سبب ذلك هو رغبته في ألا نتتبعه بعد مغادرته ؟!
نظر تجاهه (أكيهيرو) , فوجده الجالس في مقابلته عند الطرف الآخر من الطاولة , كان من أعقل رؤساء العائلات , فرد عليه بقوله :
-بالطبع هذا احتمال وارد و قوي عزيزي بنيتو , لكن هناك شيء قد نسف كل هذه الاعتراضات من جذورها ...
حملق الجميع نحوه في شغف , فقال لهم :
-إنه يعرف هوية جميع أعضاء مجلسنا هذا...!!!

***********************

-لم كل هذه العصبية , الأمر لا يحتمل كل هذا !
نظر اللورد تجاه الثلجية , كان لا يزال يذرع الغرفة ذهابا و مجيئا , كانت عصبيته شديدة وواضحة , تابعت قائلة :
-هذا اللعين رانمارو لن يذهب بعيدا , فقط علينا أن نفكر بترو , لا أن نفقد أعصابنا !
نظر نحوها بعين متقدة ثم قال :
-أنا لست عصبيا بسبب هذا اللعين , أنتي تعرفينني جيدا ..!
ردت قائلة :
-إذا ما سبب كل تلك العصبية ؟!
رد عليها بقوله :
-السبب هو وجود شخص لا نعرفه يخطط لشيء نجهله ويريد منّا أن نكون تحت إمرته و طوع بنانه , ليس لشيء سوى أنه بمفرده قد تغلب على قرية احتارت منظمتنا بكامل قوتها أن تدمرها ..!
قالها و ضرب قبضته اليسرى في الحائط الخشبي في عنف , فجأة انفتح الباب , كان يبدو أنه قد فُتح تحت تأثير قبضة اللورد , لكن ظهرت عند الباب (إيكويا) , دخلت بسرعة وقالت:
-خبر عاجل سيدتي !
نظرت تجاهها الثلجية ثم قالت :
-ماهو إيكويا ؟ في الفترة الأخيرة كانت كل أخبارك سيئة , أرجو ألا يكون بكي هذا العيب !
نظرت صامتة إليها للحظات قبل أن تقول الثلجية بنبرة أكثر هدوءا :
-لا عليكي عزيزتي , أنا فقط متوترة قليلا , ما عندك ؟!
قالتها وهي ترمق اللورد بنظرتها , قالت (إيكويا) :
-لقد جاءت رسالة من شخص يطلق على نفسه لقب ملك الأرض ..
اتسعت عينا الثلجية في حين قال اللورد :
-ماذا يقول فيها هذا اللعين ؟!
نظرت نحوه (إيكويا) ولم تعلق , استدارت تنظر نحو سيدتها فأشارت بيدها اليسرى لكي تستمر , فقالت :
-يطلب فيها أن يقابلكما بعد ساعتين في مكان المدينة المهجورة الذي تعرفانه جيدا !
تسائلت الثلجية في هدوء و هي تضيق من نظرة عينيها :
-هل بعث الرسالة لي شخصيا ؟!
ردت (إيكويا) قائلة :
-كلا سيدتي , لقد أرسلها لكما معا وكأنه يعرف بوجود اللورد هنا !!
اتسعت عينا اللورد وهو ينظر تجاه الثلجية , فهذا الغريب يعرف تحركاتهما جيدا ...

***********************

تلفت (رانمارو) ناظرا حوله في ترقب , فقد كان يشعر بأن عقارب الساعة لا تتحرك على الاطلاق , كلما نظر نحو ساعة الحائط تلك شعر و كأن الوقت قد توقف , كان كل فترة يتبادل حديث قصير مع الفتاتين , ثم يتوقف الجميع عن الكلام , ظلوا هكذا لقرابة ساعتين ونصف , قام (رانمارو) من مقعده يجوب الردهة ذهابا و إيابا , فقالت (تاكامي) :
-لا تقلق , فأنت قد أقنعت رئيس المدينة برأيك , و هذه نقطة تحسب لك , فلا تحمل هم باقي أعضاء المجلس !
نظر نحوها و لم يعقب , لم يكن هذا حقيقة ما يخشاه , بل ...
-كيف حالكم ؟!
صدر هذا الصوت من عند باب القصر , فتحولت أنظار الجميع نحو (أكيهيرو ) الذي قد دخل يبتسم نحوهم , اندفعت (هيكارو) قائلة :
-هل وافق المجلس على تكوين قريتنا في مدينتكم ؟!
نظر نحوها و ابتسم , ثم قال :
-نعم , لقد صدر القرار بتصويت تسعة أعضاء موافقين , و أربعة معارضين مع امتناع اثنان عن التصويت لعدم وضوح الصورة !
تنهدت الفتاتان , جلست (تاكامي) على الأريكة الوثيرة بجوار (هيكارو) التي قد وضعت راحة يدها اليمنى على قلبها , قال (أكيهيرو) :
-مالي أراك غير سعيد رانمارو ؟!
نظرت الفتاتان نحوه , كان بالفعل قلقه لم يتغير , كما أنه لم يرتح ولو قليلا عند معرفته بالموافقة , كان موقفه عجيبا , لقد ظنتان أنه قلق من هذا الموضوع , رد عليه قائلا :
-بالطبع سيدي هذه الموافقة شيء يسعدني , لكن ما يقلقني بدرجة أكبر هو التحدي الذي قد حددتموه لي !
ضيّق (أكيهيرو) من عينيه , فتفكير هذا الصبي قد فاق كل توقعاته حتى المستحيلة منها , صمت لبرهة ثم قال :
-حسنا , لقد ترك المجلس لي هذه المهمة , ولهذا فأنا قد قررت هذا التحدي !
قالها و جلس على مقعد وثير بالردهة أما (رانمارو) الذي ظل محدقا نحوه , فتابع قائلا :
-حسنا , فلتنشط عصاتك !
شهقت الفتاتان من الفزع , تصاعدت فكرة واحدة في رأسيهما , هل التحدي سيكون قتال ؟!
أما (رانمارو) فقد قال بحزن :
-لقد توقعت ذلك , فمجموعة قوية مثلكم لا يمكن أن تأتمن حياتها و مستقبلها و مستقبل عائلاتها و أولادها في يد ضعيف مثلي , و لكن...
قالها و شهر عصاته و قال :
-أنا لن أكرر كلامي ...لقد جئت إلى هنا حتى أحقق أهدافي , جئت بتصميم على تحقيق ما أطمح إليه , جئت و أعرف أن هذا جد وليس هزل ...كاي !
قالها و تحولت عصاته لشكلها المعتاد , وامتد معطفه ليغطي نصف جسده , صفق (أكيهيرو) بيده بعدما نشط (رانمارو) عصاته ثم قال بعد أن أنهى تصفيقه وسط ذهول الجميع :
-بالطبع نحن نتبع هذا المبدأ , لكننا في الوقت ذاته نعرف شيئا يسمى الواقعية , فكيف بشاب لم يتجاوز في عالمنا السحري أربعة أشهر أن يتغلب على من عمره يتجاوز قرن و نصف ؟! بالطبع هذا جنون , لكننا سنتحداك بشيء في استطاعتك ان تقوم به , شيء يدل على قوة إرادتك و عزيمتك و تصميمك ...
نظر تجاهه (رانمارو) و قال بسرعة :
-قل لي سيدي ما هو حتى أقوم به !
زفر في ضيق (أكيهيرو ) , ثم قال :
-بداية أنا اسمي أكيهيرو , ليس سيدي , فأنت ستصبح قائد القرية , و سأكون أنا نائبك , فكيف ينادي القائد نائبه بسيدي ؟!
احمرت وجنتا (رانمارو) خجلا من الموقف , فتابع (أكيهيرو) :
-ما أريده منك هو أن تدخل عالم الترقي و تجعل معطفك يغطي كامل جسدك !
نظر (رانمارو) نحوه في دهشة , فعالم الترقي عالم غامض بالنسبة له , فتسائل :
-وكيف أفعل هذا ؟!
نظر نحوه (اكيهيرو) باستغراب ثم قال :
-ألم تخبرني أن معك فرد من الكو يو ؟!
رد (رانمارو) :
-نعم , معي فرد من هذه العائلة , وما بعد ؟!
فهم (أكيهيرو) من استفسار (رانمارو) أنه لا يعرف شيئا عن عالم الترقي , فقال له :
-أظن أنك تجهل عالم الترقي و فائدته , هذه ليست مشكلتي , إنها مشكلتك أنت , كل ما سنقوم به هو توفير مبنى الكويو لكم , وعليك أن تخوض غمار الترقي حتى تجعل معطفك يغطي جسمك , إذا استطعت فعل ذلك فأنت تكون قد كسبت التحدي , التحدي له ميقات , آخر ميقات لك هو بعد شهر من الآن , إن لم تأت إلى هنا في تمام الساعة الواحدة صباحا بعد شهرا من الآن و يكون معطفك قد غطى جسدك كاملا فاعتبر أن موضوعك قد
انتهى بالفشل , ولا تحاول أن تفكر في فتحه مرة أخرى , فصدقني لن يعيرك أي شخص اهتمامه لما تقول بعد الآن !
صمت (رانمارو) يفكر فيما قد قاله (أكيهيرو) , فقد تحداه بشيء لا يعلمه , وفي ذلك قمة التحدي بالفعل , لكنه رفع رأسه وقال له في تصميم :
-سوف أفوز في ذلك التحدي , سوف أجعل المعطف يزداد ليغطي كامل جسمي , انتظرني !
نظر نحوه (أكيهيرو) و ابتسم , فهو يقدر جيدا مشاعر هذا الشاب , لكن هذا التحدي ليس بالشيء السهل , فهو لا يعرف ما هو الترقي , فبداخله كان حزينا من اختيار المجلس لهذا التحدي المستحيل , فهو لم ينجح فيه أي شخص على الاطلاق , ربما بدا القتال أمر صعبا لكنه ليس مستحيلا مثل هذا التحدي , لكنه حافظ على ابتسامته و هدوئه حتى غادره (رانمارو) و الفتاتان الرقيقتان معه , وقف ينظر نحوهما من على قمة درج قصره , تبدلت ابتسامته لنظرة حزن , فهو قد فشل في مساعدة من جاء ليرفع راية الحق مرة ثانية وسط سماء الظلم المظلم .

يتبـــــــــــــــــــــــع................

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 01-08-10, 08:05 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : احمد خشبة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل السادس و الأربعون


عالم الكويو


سار شخصان وسط أتلال من البيوت المحطمة , كان يبدو أنهم في مقبرة لمدينة قديمة , ظلا يسيران حتى وصلا إلى منتصف المكان حيث وجدا رجل ثالث بانتظارهما , قال الغريب مرحبا :

-مرحبا بالثلجية و بك أيها اللورد , تفضلا بالجلوس !
قالها و طرقع بأصابعه فظهرت ثلاث مقاعد ذهبية اللون في هذا المكان المقفر مما يدفع المرء للتعجب من وجودها , اتجهوا نحو المقاعد و جلسوا عليها , قالت الثلجية :
-ما سر طلبك الاجتماع بنا ؟!
نظر نحوها الغريب ثم قال :
-كي نناقش أمرا هاما , بداية لقد عرفت عن اتصالك برانمارو !
اتسعت عينا الثلجية في دهشة عارمة , فهي قد توقعت بعدما أرسل إليهما دعوة أن له عيون وجواسيس في صفوفها وفي صفوف اللورد , و هذا أمر سهل نظرا لكبر أعداد من يعمل معهما , لكن أن يصل به الأمر إلى معرفة شيء سري و خطير كهذا فهذا هو الغريب , ارتبكت كما ارتبك اللورد , فتابع الغريب :
-أنا لا ألومك على ما فعلتيه , فأنا لو كنت في مكان حذائك كنت سأقوم بنفس الشيء تقريبا , لكنني لم أدعوكما اليوم كي نتناقش في هذا الأمر السخيف !
ضيق اللورد من عينيه , فهو كان يعرف أن (رانمارو) مهم جدا بالنسبة لهذا الغريب , فما هو الأكثر أهمية منه إذن ؟!
قالت الثلجية :
-ما هو ذاك الأمر الهام يا ترى ؟!
قالتها بنبرة سخرية قصيرة , لكن الغريب لم يعرها أي اهتمام , بل نظر حوله يتفقد المكان وهو يقول :
-أتعرفين , منذ أربعة عشر عاما كانت هنا في أعالي السماء قرية الريح البيضاء , الآن نحن نجلس على أنقاضها التي قد فعلناها بأيدينا ...
قاطعه اللورد مصححا :
-بل التي فعلتها بيدك !
نظر نحوه الغريب و ابتسم , ثم تابع :
-بالطبع هذا مدعاة فخر لي , لكني لم أعترف بهذا الأمر لأن ما بدأته منذ ذلك الوقت لم ينتهِ بعد !
قالها و نظر نحوهما , فردت الثلجية ببساطة :
-بالطبع فهناك لا يزال فردا من تلك العائلة البغيضة حرا يدمر و قتل من حلفائنا كما يشاء !
رد الغريب بسرعة :
-لو ظننتي أن بعوضة مثل هذا الصبي قد تؤرقني في نومي فأنتي قد أهنتيني , أنا لم أقصد أبدا هذا الصعلوك بما وصفته بأمور لم تنتهِ بعد !
ضيقت الثلجية من عيناها و هي تحملق فيه قائلة :
-إذا لم تكن تلك هي الأمور المنتهية , فماذا تقصد إذن ؟!
رد الغريب بقوله :
-قبل أن نتناقش لابد من أن أقول شيئا عرفته بجواسيسي , فرانمارو قد تقابل مع رئيس مدينة جيفو و اتفقا على تكوين قرية جديدة هناك !
شهق اللورد من الفزع في حين اتسعت عينا الثلجية , لكنها لم تقل شيئا , ظلت في عقلها تحاول أن تستوعب الأمر , ف(رانمارو) هذا قد صار أخطر مما تتصور , فهذه المدينة كانت أكبر عون لقرية الريح البيضاء السابقة , بها كمية كبيرة من العائلات النبيلة القوية , لو تم بناء قرية بها ..
-لهذا قد دعوتكما هنا , فاليوم سوف تفهمان بعض من خطتي , و في اللحظة المناسبة سوف تفهمان خطتي كلها ...!
قالها ثم أخذ يتكلم عن خطته الشيطانية الماكرة , تلك الشبكة التي قد نسج خيوطها منذ أربعة عشر عاما تقريبا , فاتسعت عيناهما من الدهشة في نهاية الكلام , فقد فهما أخيرا تفكير هذا الغريب , إنه تفكير عبقري فعلا , فيجب ألا يستهينا به , ودّعاه وتركا المدينة القديمة راجعين نحو وكر الثلجية بعدما فهما ما سيحدث في الفترة المقبلة !

**********************

-ماذا حدث أيها المشاغب العنيد !
قالها (ياكو) صارخا عند رؤيته ل(رانمارو) بعد فتحه لباب المنزل , اندفع من بالمنزل نحوهما , قالت (تاكامي) بصوت فرح :
-لقد حصلنا على الموافقة بإنشاء قرية الريح البيضاء الجديدة هناك !
تعالت صيحات الفرحة من الجميع , أخذ (ياكو) يعانق (رانمارو) , و قالت (هارونا) :
-لابد لنا من الاحتفال بهذا النجاح الباهر !
قالت (هيكارو) وهي مبتسمة :
-بالطبع لكن هناك أمر لابد من إنجازه , و إلا فالموافقة لن تكون كاملة و سينتهي هذا الأمر للأبد !
صمت الجميع محدقا فيها , تحولت الفرحة و السرور إلى صمت و تفكير , قصت عليهم بسرعة شرط التحدي , ضحك (ياكو) و قال لأخيه وهو يحتضنه بيده اليسرى :
-أخي ند لها , لقد قام بأشياء أكثر صعوبة من تلك ...
قاطعته (ناجومي) بقولها وهي ترتعش :
-لقد عارضوا ولم يوافقوا !
التفت نحوها الجميع في حدة , كانت تمثل بوابة التشاؤم و اليأس في مجموعتهم , ناهيك عن كرها الدائم ل(رانمارو) , قال لها (رانمارو) :
-ماذا تقصدين بأنهم رفضوا ولم يوافقوا ؟!
ردت (ريميكا )قائلة :
-لأن هذا التحدي صعب , لا ليس بصعب , بل إنه مستحيل !
صمت الجميع ينظر نحوها , قال (رانمارو) وهو يتجه ليجلس بمقعد مريح بالردهة :
-أريدك يا ريميكا أن تصفي لي ما هو عالم الترقي بالتحديد كي أدرك ما علي أن أقوم به !
اتجهت مع الجميع ليجلسوا في المقاعد و الأريكة الموجودة بالردهة , ثم قالت :
-عالم الترقي عالم غير موجود بعالمنا هنا , يقول البعض عنه أنه عالم يوجد في بعد آخر غير الأبعاد التي نحن فيها , هذا العالم يدخله الفرد مننا , يتم فيه طلب مهمة معينة أن يقوم بها , فإن قام بها يحصل على ما يريده , و إن فشل تتم معاقبته !
صمت الجميع ناظرا نحوها , لكنها تابعت :
-بالطبع هو ليس بمثل تلك السهولة , فالمهمة تكون صعبة جدا , بعض الأشخاص يدخلون عالم الترقي من أجل أن يتمكنوا من قول تعويذة قوية بدون التأثير على قوتهم الروحية كثيرا , فالترقي يرفع من قدرة الشخص على استخدام قوته الروحية , لكن ما تريد أن تقوم أنت به هو اختصار جهد خمس سنوات على الأقل يقضيها أي فرد من عالمنا كي يجعل المعطف يغطي كامل جسده , تريد أن تدرك هذا الموضوع في فترة تعتبر مستحيلة , صدقني , لقد وضعوا أمامك شرط تعجيزي , حتى لا تقوم به !
قالت (هيكارو) في حزن و تحسر :
-ليس الأمر عند هذه الدرجة , لقد قال القائد أنه إذا فشلنا هنا فلن ينظر أي فرد في أي مكان آخر في طلبنا بجدية بعد ذلك , و هذا يعني أن طلبنا وحلمنا قد...تدمر !
قالتها وهي تحملق في (رانمارو) مثلما فعل الجميع , كان الجميع يعلم مدى اصراره وعزيمته على تحقيق هدفه , لكن هنا الأمر يختلف , قال (رانمارو) بحزم :
-سأقوم بما أستطيع القيام به , دعوني أقابل وحشي ربما أجد عنده بعض الإجابات !
قالها و اتجه نحو الطابق الثالث دون أن يقاطعه أحد , لقد كانوا صامتين من الصدمة و الذهول و لا يعرفون ماذا يقولون له , فهم قد أدركوا أن حلمهم قد ضاع إلى الأبد , و أنهم لن يستطيعوا أن يحققوا طموحهم النبيل ..

***********************

دخل (رانمارو) كهفه وهو يكاد يسمع دقات قلبه , فهو لديه مجموعة مشاعر لا يعرف كيف اجتمعت مع بعضها , فهو يشعر بالسعادة لإنجازه ما تم , و في نفس الوقت يشعر بالحزن من صعوبة التحدي , و يشعر بالامتنان من القائد على دعمه له و موافقته لطلبه , كما يشعر بالنقمة و الغضب عليه لأنه قد اختار شيئا مستحيلا , سار على دربه المؤدي لأسفل الكهف حتى وصل للمكان الذي عادة ما يتدرب فيه , نظر نحوه التنين و قال له :
-ما بك رانمارو؟! لماذا أنت حزين و مهموم هكذا ؟!
قال له (رانمارو) :
-توجد أمامي عقبة كبيرة سيدي !
نظر نحوه التنين و أخذ ينصت لما يقوله (رانمارو) باهتمام شديد , بعدما انتهى قال له التنين :
-عزيزي , إن عالم الترقي ليس كما تتخيل , فهو صعب لأنه لا يعتمد بأي شكل من الأشكال على قوتك في أداء التعاويذ و لا كمية التعاويذ التي تعرفها , إنما يعتمد بشكل رئيسي على عزيمتك و إصرارك , بالطبع هذا شيء صعب لأن الأمر ليس بتلك البساطة التي يبدو عليها , إنما هو اختبار حقيقي لإرادتك و قدرتك على تخطي هذه العقبة !
نظر نحوه (رانمارو) صامتا , فهو لم يكن يدرك ما يريد أن يقوله وحشه , فقال له :
-سيدي , أتقصد أنني لكي أزيد من حجم معطفي لابد لي من إرادة صلبة ؟!
قال له وحشه :
-نعم بالطبع الأمر كذلك , كما قالت لك ريميكا كثير ممن يدخلون الترقي كي يتقنون تعويذة معينة , أما من يدخله كي يجعل معطفه يغطي كامل جسده فهو يحتاج لسنوات طويلة تصل إلى نحو خمس سنوات من التدريب و التعلم , هذا كله كي يصبح للمتدرب ثقة في تحقيق نصره , و يدرك أنه قادر على تخطي الصعاب , فتكون مكافأته على ذلك هو أن تكبر طاقته كثيرا !
فقال له (رانمارو) :
-إذن ماذا سنفعل في هذه الفترة ؟!
قال له الوحش :
-رانمارو , لا تتخيل أنه بالثقة وحدها ستحقق كل شيء , كلا عزيزي , سوف تظل تتدرب أطول وقت ممكن , و هذا يعني طيلة تسعة و عشرين يوما كاملين هنا , أما في اليوم الأخير فسوف تذهب لتحديد مصيرك !
صمت (رانمارو) , فقد أدرك أنه يجب عليه أن يتدرب كي يصبح قويا جدا كي ينجح في هذا التحدي الصعب , بالنسبة له كان هذا شيئا يحبه , هو يحب التدريب , يحب أن يكون قويا , لكنه لا يعرف مما يخاف , فبداخله خوف أخذ يتزايد منذ تركه لقصر (أكيهيرو) , لكنه الآن سيركز في التدريب , لن يفكر في شيء آخر حتى يحقق هدفه .

يتبـــــــــــــــــــــــع..............

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 01-08-10, 08:06 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : احمد خشبة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل السابع و الأربعون


الدخول إلى عالم الكويو


لم يحدث أي جديد في المهلة التي قد حددها لهم (أكيهيرو) , فقد داوم (رانمارو) على التدريب المستمر , لم يقاطعه أحد , بل انزوى الجميع في جانب بمفردهم كي لا يخرجوه من جو التركيز الذي كان فيه , لكن من وقت لآخر كانوا يتحدثون معه , عما قد أنجزه , عما تعلمه , في آخر لقاء جمع بينهم , كان ذلك في اليوم الثامن و العشرين , قال لهم فيه :

-لقد أتقنت التعويذة التي استطعت بها التغلب على قادة القرية الصينية !
كان خبرا سعيدا , فهو قد أخبرهم منذ أن قابل وحشه بما قاله عن ضرورة أن يتعلم ليصير قويا , كان يعلم جيدا أن ما يعرفه حتى الآن مجرد تعاويذ متوسطة المستوى , لكن تعويذة الفارس تلك كانت التعويذة الوحيدة عالية المستوى , كذلك لم يكن قد أتقنها بعد , بالطبع كانت شيء سيء بالنسبة , لهذا قد استغرق وقتا طويلا في تعلمها جيدا , و أخيرا...
-هل أنت مستعد جيدا رانمارو ؟!
نظر (رانمارو) نحو وحشه , كانت قوته قد زادت قليلا , معطفه قد تجاوز منتصف جسده , لكنه ليس كاملا بعد , فقال له :
-نعم سيدي , اليوم هو اليوم الموعود , أتمنى أن أحقق هدفي !
نظر تجاهه الوحش , فقد رأى تصميمه , صدر صوت النسر الذهبي :
-يبدو أنك قد نضجت قليلا رانمارو !
نظر نحوه و ابتسم , لا يعلم السبب لكن وحش ياكو لم يدربه على الاطلاق , حتى تعاويذ (ياكو) كان قد تعلمها من وحشه , قد برر له ذلك التنين بأنه يجب للفرد أن يتعلم من سيد واحد , فإذا واجه قوة سيدين مرة واحدة في التدريب ربما يحدث له ضرر كبير , بالطبع كان هذا سببا منطقيا , لكنه حتى الآن يشعر بعزلة عن وحش (ياكو) , قال للتنين :
-سيدي , لدي تساؤل أود طرحه , شيء يقلقني !
نظر نحوه التنين ثم قال :
-ماذا هناك رانمارو؟!
ظهر التردد واضحا على وجه (رانمارو) قبل أن يقول :
-لازلت غير متفهما لسبب قبولك بمشاركتي وحش ياكو , بالطبع أنا أريد أن أصبح قويا , لكن ليس بجعل صديقي و أخي يشاركني قواه , بهذا تفقد عائلته النبل الذي تتحلى به , فهو لا يستحق ذلك !
قالها (رانمارو) وهو ينظر نحو وحشه , ظل وحشه صامتا في حين تابع (رانمارو) :
-بالطبع كون قوتك لا تكفي قوتي الداخلية شيء يسعدني , فهو يؤكد أنني قوي , لكن كانت هناك طريقة أخرى , و هي بدخولي عالم الترقي , نعم هي طريقة صعبة لكن للأسف هي أفضل من تدمير نبل عائلة ياكو !
ظل التنين و النسر صامتين للحظات قبل أن يقول التنين :
-كنت أدرك أنك لن تقتنع بهذا السبب , لكن قل لي من أين لك بدخولك عالم الترقي في ذلك الوقت ؟!
نظر نحوه (رانمارو) في دهشة , فبالفعل هو لم يفكر في هذا الأمر , تابع التنين :
-لا تقلق نفسك بأشياء ستظهر لك أسبابها في النهاية , الآن فقط ركز فيما أنت مقدم عليه..!
نظر نحوه (رانمارو) ثم أومأ برأسه متفهما , استدار ليغادر المكان لكن استوقفه التنين صائحا :
-لا تنس , لا تستخدم تلك التعويذة أبدا , فأنت إن استخدمتها فستسهلك طاقتك كلها , ربما تفقد حياتك معها , لا تتهور و تستخدمها !
التفت ناظرا نحوه , ثم تابع سيره في صمت , فاليوم هو اليوم الموعود , و الساعة قد أعلنت عن تمام السادسة مساءا , سوف يغادرون الآن متجهين نحو مصيرهم المحتوم..

***************************

وصل الجميع إلى هذا القصر البديع , دخلو من البوابة حيث استقبلهم (أكيهيرو) بالترحاب , سلم على الجدد و تعرف عليهم في ردهة القصر التي سبق و أن انتظره (رانمارو) و الفتاتان معه سابقا , نظر نحو (رانمارو) و قال له :
-هل أنت جاهز ؟!
أحس (رانمارو) كأن دقات قلبه قد صارت كضربات مدفع يسمع صوتها في أذنيه في كل دقة , لم يجاوبه بل أومأ برأسه , فقال (أكيهيرو) :
-هيا , فنحن لن ندخلك عالم الترقي هنا , بل سيكون في مكان آخر !
قالها و غمز بعينه اليسرى نحو (رانمارو) وهو يبتسم , لكنه لم يبتسم ردا له , بل اكتفى بأن يسير خلفه , وجد ثلاث عربات فخمة في انتظارهم , ركب (رانمارو) مع (أكيهيرو) و معهم (هارونا) , في حين ركب (ياكو ) و (تابيتو) و (ريميكا) في سيارة أخرى , أما السيارة الأخيرة فقد ركبت فيها (ناجومي) و (تاكامي) و معهما (هيكارو) و(ساكورا) , فقد رفضت البقاء في المنزل و فضلت الحضور معهم كي ترى هذا الحدث العظيم , سار الموكب في رهبة سكون واضح سيطر على جميع ركاب العربات الثلاثة , سارت العربات في طريق ممهد , ثم ابتعدت عن الطريق لتسير في طريق غير ممهد داخل غابة كبيرة , لم يستفسر أي فرد ممن موجود بالموكب عن أي شيء , فقد سيطر شعور بالقلق و الخوف و الرهبة ممتزجين ببعضهم البعض على كل فرد منهم , استمرت الرحلة قرابة ساعة كاملة , حتى وصلوا لمكان واسع , الأرض فيه ممهدة كما لو أن هذا المكان كان معدا قبل ذلك , توقفت العربات , ترجل الجميع عنها , نظروا حولهم , وجدوا قرابة خمسون رجلا يقفون في صفين ناظرين نحوهم , كانت العربات قد وقفت عند بداية طريق معبد بالأحجار القديمة ينتهي بمبنى كالقبة الزجاجية, كانت قبة زجاجية مرفوعة إلى أعلى بدعامات إسطوانية زجاجية أيضا , كانت ألوانها جميلة , حيث كان يوجد بداخل الزجاج ألوان غريبة , لا يعرف (رانمارو) لماذا لكنه شعر و كأنها أشياء موضوعة داخل القبة , كان صفي الأشخاص يحددون هذا الطريق المعبد , أما في خارج المنطقة , و حول هذا المكان قد تراص رجال كثر للغاية , ربما يربو عددهم على ثلاثمائة شخص , هكذا فكرت (تاكامي) , لكنها قد أدركت شيئا واحدا , أن هؤلاء الخمسين هم أهم رجال المدينة , كانت تدرك أن فيهم رؤساء العائلات و نوابهم على أقل تقدير , مما أضاف لرهبة الموقف رهبة المكان و رهبة الحاضرين , سار (رانمارو) يتبع (أكيهيرو) , في حين توقف الآخرون يقفون أمام هذا الطريق , توقف (رانمارو) عندما توقف (أكيهيرو) في منتصف الطريق , التفت لينظر نحوه ثم قال :
-عزيزي , لا أقدر أن أصف لك ما أشعر به , لكني أشعر بالفخر من وجود شخص مثلك في حياتنا , شخص قد استطاع التغلب على الخوف الذي ملأ صدورنا لفترة تجاوزت أربعة عشر عاما بقليل , كنت أتمنى أن يكون التحدي غير هذا , لكن هذا ليس بيدي , فهذا قرار مجلسنا الموقر , لكني لا أملك سوى الدعاء لك بالنجاح في هذا التحدي , أتمنى لك التوفيق !
قالها و التفت ناظرا نحو (ريميكا) , أشار لها كي تأتي , تحركت بخطوات بطيئة نحوهما , ثم تخطتهما نحو القبة , كان يبدو أنها تعرف ما ستفعله جيدا , فهذا هو بيت الكويو , كانت تشعر بانقباض في صدرها , لقد فعلت هذا الأمر عشرات المرات من قبل , لكنها لم تشعر بما تشعر به الآن , تابعت سيرها وسط هذا الموكب الذي احتشد ينظر لها في تمعن , سارت حتى وصلت لداخل القبة , توقفت في منتصفها , نظرت لأعلى , كانت القبة بها رسمة منقوشة ببروز على الزجاج , كانت كلمة (كويو) مكتوبة باللغة السحرية , تنهدت بعمق , جلست في وضع التدريب الخاص بها , نظرت نحو الجميع , وجدت الجميع قد حبس أنفاسه ترقبا لما سيحدث , أغمضت عيناها , ثم قالت :
-كايتو !
صدر شعاع أبيض وهاج , سطع وسط ظلمة هذا الليل , اندفع الشعاع خارجا من العصا يريد التحرك خارج القبة , لكن لسبب ما لم يتجاوزها , بل تحرك داخل زجاج القبة , أخذ يدور بها , يدور و يدور , صارت القبة الآن قطعة مضيئة في هذا المكان , شمس صغيرة سطعت بهذه الأرض , ظل الضوء يزداد , و يقوى لمعانه حتى لم يعودوا قادرين على رؤية (ريميكا) رويدا رويدا لم يستطيعوا رؤية القبة , الزجاج الموجود بها , الأعمدة التي تستقر فوقها , فجأة ازداد الضوء دفعة واحدة ثم انحسر , انحسر ليكون شيئا غريبا , تحولت القبة ومن بداخلها لبوابة , كانت الألوان التي قد رآها من قبل (رانمارو) داخل الزجاج قد أصبحت كتابات بلغة لا يعلمها , كتابات لامعة براقة ,فتحت أبوابها بصوت مرتفع معدني محدثة صرير مزعج , حدق الجميع بما بداخلها, كانت البوابة بداخلها شيء يشبه السحاب , كان يبدو أنها فتحة على السماء البعيدة , نظر (رانمارو) نحو (أكيهيرو) , قبل أن يتكلم وجده قد تنحى جانبا ليقف في مكان فارغ بالمنتصف يوجد بصف على يسار (رانمارو) , نظر نحوه بدهشة , لكن (أكيهيرو) لم يفعل شيئا سوى أن أِشار له أن يتقدم , ابتلع ريقه بصعوبة , التفت حوله , وجد الجميع يحدق به , التفت خلفه وجد رفقائه يلوحون له بأيديهم , مما شجعه على التماسك , قبض على مقبض عصاته أكثر من مرة مرددا في نفسه :
((-أنا قادر على فعلها , أنا قادر على فعلها , أنا قادر على فعلها ))
شعر بحرارة تسري في جسده , شعر بطمأنينة تفيض في قلبه , بثقة تجتاح نفسه , أغمض عينه , ظل هكذا لثانيتين , ثم فتحهما , نظر نحو الباب بثقة , بدأ سيره , بدأ خطواته نحو هذا الدرب , كان صفي الأشخاص يتوقف عند مسافة تقدر بحوالي عشرة أمتار تقريبا بعدا عن البوابة , تخطى حاجز الصفين , استمر في سيره بهدوء نحو البوابة , وقف عندها , نظر نحو الداخل لكنه لم ير شيئا , رفع يده الممسكة بالعصا و أدخلها , فدخلت بسلاسة , شعر ببرودة خفيفة تجتاح يده , دفع يده أكثر و أكثر للداخل , لم يجد شيئا يعوق سيرها , فتشجع , فخطا خطوة بقدمه اليمنى للداخل , تبعتها قدمه اليسرى , فجأة أصبح داخل البوابة , شعر و كأن شيئا باردا قليلا يحيط به , كان لا يدرك ماهيته , لكنه لم يشعر بمثل ذلك الشعور من قبل , كان شيئا يريح الأعصاب , فجأة شعر و كأن هناك من يدفعه للأمام بيسر , حاول أن يتلفت ورائه ليعرف من يقوم بذلك , لكنه لم يستطع , أدرك للمرة الأولى أنه غير قادر على الحركة , ظل هكذا لبضع ثواني , بعدها سطع ضوء قوي طغى على رؤيته , فأغمض عينيه اتقاءا من هذا الضوء العالي , شعر و كأنه قد سقط على أرض رملية , فتح عينيه فوجد نفسه مستلقي على أرض رملية بالفعل , و أمامه يوجد رجل غريب , رجل يلبس ملابس لم يرَ أحد يرتديها سوى أشخاص معينين فقط , رجال مصر الفرعونية القديمة !
-من أنت ؟ و أين أنا ؟!
تسائل (رانمارو) وهو يقف من على الأرض ينفض عن ملابسه حبات الرمال التي التصقت بها , نظر نحوه الرجل المصري , وقال :
-لماذا جئت هنا ؟!
نظر نحوه (رانمارو) وهو يضيق عينيه ثم قال :
-جئت من أجل أن أدخل في عالم الترقي ؟!
-لماذا؟!
رد عليه :
-لا شأن لك بهذا , أريد فقط أن أدخل عالم الترقي !
نظر نحوه الرجل بصرامة , لكن (رانمارو) لم يعره أي اهتمام , فما كان يهمه حقا هو ما نوع المهمة التي عليه أن يؤديها في هذا العالم الغريب , قال له الرجل في برود :
-حسنا , لديك مهمة عليك القيام بها , يوجد رجل قاتل هارب , هذا الرجل خطير جدا , هو موجود داخل هذا المعبد ...
قالها و استدار يشير نحو معبد مصري قديم , كان ضخما جدا , أعمدته كبيرة و عالية , تعجب (رانمارو) من أنه لم يلاحظه في البداية , فشيء ضخم كهذا لا يمكن ألا يراه أحد , نبهه الرجل بقوله :
-عليك أن تمسك به حيا أو ميتا , إذا فعلت هذا فأنت ستنجح في مهمتك هنا , هيا , فلترنا مهارتك أيها المتحذلق !
قالها و اختفى الرجل وابتسامة السخرية تغطي وجهه , تعجب (رانمارو) من اختفائه , لكنه ليس الشيء الوحيد الغريب هنا , شهر عصاته و قال :
-كاي !
تحولت العصا لشكلها المعتاد , غطى المعطف أكثر من نصف جسده , سار بخطوات حذرة داخل المعبد , كان الصمت المطبق يسيطر على الأجواء , شعر برهبة شديدة عندما خطى أول خطوة داخل المعبد , هنا لمح ظل شخص تحرك بسرعة بين عدة أعمدة موجودة أمامه , تحرك (رانمارو) بحرص , فهو كان يدرك أن مهمته هو إلقاء القبض على هذا القاتل , ظل يسير بخطوات حذرة حتى وصل لمكان واسع , تحيط به الأعمدة من كل الجهات , كان مربع الشكل , متسع جدا , يبدو و كأنه ردهة هذا المعبد , في الطرف المقابل وجد رجلا ملثما يلبس ملابس صفراء واقفا في انتظاره , سار (رانمارو) حتى دخل إلى المكان , حملق في الرجل كما حملق الرجل فيه لبرهة , بعدها تكلم الرجل :
-عد من حيث أتيت , أنت لست ندا لي !
قالها بصوت جهوري , تردد صداه في المكان و بين الأعمدة الكثيرة فاستمر يتردد لفترة قاربت على النصف دقيقة تقريبا , بعدها سكن كل شيء تقريبا كما كان من قبل , فرد (رانمارو) :
-أنا لن أغادر مكاني حتى أقوم بإلقاء القبض عليك !
تردد صوت (رانمارو) الصارم , لكنه ليس مثل صوت الغريب , الذي علا صوت ضحكاته عندما سمع كلمات (رانمارو) , بعدما انتهى منها قال وسط صدى الضحكات :
-هل تظن أنك تستطيع أن تأسرني ؟! ألا تعلم أنهم قد حاولوا من قبل كثيرا من المرات لكنهم فشلوا ؟! ومن حاول قبلك كان أقوى منك بكثير , فكيف تأتي إلى هنا و تقول بكل جرأة أنك تريد أن تقبض علي ؟!
اتسعت عينا (رانمارو) دهشة مما كان يقوله الغريب , فتابع الغريب وهو يتحرك نحو (رانمارو) :
-لا تقلق نفسك عزيزي , أعرف أنهم قد غرروا بك , لكن لا تقلق , فسوف أخرجك بنفسي من هذا المكان , كما سأخرجك من الدنيا بأسرها ...
قالها و حدث كل شيء بسرعة , تحول هذا الشخص لتنين ضخم , يشبه سيده , وصلت دهشته لمداها , لماذا لدى هذا الشخص تنين مثله ؟! لم يدرِ السبب , لكن ...
((-ماذا حدث لك رانمارو؟!))
صدر صوت الوحش مترددا في أعماقه بعنف , نبهه ذلك لما هو فيه , نبهه إلى حقيقته , عندما أدرك ما حدث له , عندما شعر بأنه كاد أن يفقد كل شيء بسبب لحظة يأس لعينة , اشتعل بالغضب , نظر مضيقا عيناه نحو هذا الغريب الذي قد تحول إلى تنين , وقال :
-لقد جئت هنا لأقبض عليك , فإن لم تقبل هذا بطريقة سلمية , فسأجبرك عليها بنفسي ...
زمجر التنين , وهو ينظر نحوه , زمجر (رانمارو) هو الآخر , فتح التنين فمه و أخرج تيار من النار القوي , قفز (رانمارو) لأعلى في خفة وسرعة متجاوزا هذا الخطر , قال :
-للأسف لا أملك وقتا أضيعه معك أيها اللعين , سأستخدم معك أقوى تعاويذي , فهذه هي الطريقة الوحيدة ...
قالها و قبض على عصاته بكلتا يديه , أغمض عينه , أخذ يستجمع طاقته الروحية , ثم فتحهما وهو يصرخ :
-ريون كيشي !
تلونت مقدمة عصاته بلون أحمر قاتم , بعدها اندفعت سحابة ضخمة أمام العصا , من وسطها صدر صوت صهيل فرس , انقشعت السحابة فجأة لتكشف عن فرس ضخم يعتليه فارس يبعث منظره الرعب فيمن يراه , رفع الفارس سلاحه الغريب , و الذي قد أضاف لنهايته تلك الكرة المسننة من معركة سابقة , لكنها قد اصطبغت بلونه الأحمر تاركة لونها الأسود السابق بعيدا , صاح (رانمارو) فيه عند وصوله للأرض :
-هيا هاجمه بكل قوته !
تحرك الفارس بسرعته المعهودة مندفعا نحو التنين , رفع التنين ذيله و وجهه نحو الفارس , رفع الفارس سلاحه و هوى به مقابلا ذيل التنين , لدهشة (رانمارو) فقد أوقف التنين حركة الفارس , و لم يستطع سلاح الفارس أن يخترق ذيل التنين , لم يحدث به أية خدوش , كان يبدو أن طاقتيهما متقاربة , جز (رانمارو) على أسنانه , فقد عدل التنين من رأسه موجها إياها نحو الفارس , اندفع سيل جارف من النيران نحو الفارس , رفع يده اليسرى حاملة الدرع لتتصدى لهذا الجحيم , بدا أن الفارس لن يصمد طويلا , زمجر (رانمارو) قائلا:
-لن أدعك تدمره أيها اللعين !
رفع عصاته وصرخ قائلا :
-فونكافان هاريتسو !
تلونت طرف العصا بلون أحمر , اندفعت دفقة من الآشعة تجاه الأرض تحت أقدام التنين , حدثت رجة خفيفة , تبعها صوت ضخم صادر من أسفل أقدامه , كانت تعويذة قوية للغاية , فقد خر (رانمارو) ساقطا على الأرض وهو شاحب قليلا , يبدو أنها قد استهلكت جزء كبير من طاقته , نظر نحو التنين , كانت الأرض تحت قدمه قد بدأت في الارتفاع , بدت و كأنها تكون تل صغير , ارتفعت عن سطح الأرض لمسافة تصل إلى خمسة طوابق كاملة , بعدها توقفت عن الارتفاع كما توقف التنين عن نفث النيران , فقد انتبه لما يحدث أسفله , التفت ينظر نحو الأرض التي قد ارتفعت , هنا صدر صوت زمجرة من الأرض , مع حدوث زلزال صغير , تلونت بعدها قمة الأرض المرتفعة بلون أحمر غريب , حملق التنين في هذه الأرض الغريبة , فجأة اندفع سيل من الحمم من فوهة هذا المرتفع الصغير نحوه , قفز إلى أعلى تحت تأثير اندفاع تلك الحمم , تردد صوت الحيوان المتوحش عاليا يهز جنبات المعبد , سمع (رانمارو) صوت سقوط العديد من الأعمدة تحت تأثير موجات هذا الصوت العنيف , فهو قد وضع كلتا يديه على أذنيه اتقاءا لهذا الصوت , صاحب سقوط التنين على أرضية المكان هزة ضخمة , فقد سقطت بعيدا عن الفوهة التي لازالت تخرج ما في أحشاءها من حمم , ظلت هكذا للحظات بعدها توقف سيل الحمم عن الخروج , أما الفارس فقط استطاع أخير أن يغرس سلاحه في ذيل التنين فاصلا هذا الجزء عن جسده , ثم اختفى تاركا (رانمارو) بمفرده مع الوحش , نظر تجاه الوحش , كان قد سقط يئن على الأرض , كان ذيله ينزف بشدة , وقف (رانمارو) بضعف , سار مترنحا قليلا نحو الوحش , لكن...
-هل تظن أنك تستطيع التغلب علي بتلك التعاويذ فقط ؟!
قالها التنين وهو يقف بصعوبة , كان يبدو عليه الانهاك أيضا , كانت طاقة (رانمارو) قد قاربت على الانتهاء , لم يدر كيف تحمل التنين كل هذه الصدمات , كانت بطنه تنزف بشدة نتيجة اندفاع الحمم نحوه , تكلم الوحش قائلا :
-الآن قد وصلت إلى نهاية قوتك , هيا اعترف بفشلك , هيا تخل عن كل شيء , هيا أعلن استسلامك و فشلك !
صرخ فيه (رانمارو) بكل قوته :
-كيف تجرؤ أيها اللعين ؟! أنا لن أترك أحلامي كلها تضيع هباءا , تعبي و تعب رفقائي لن يضيع سدى !
ضحك الوحش ثم قال :
-أنت لا تدرك حقيقة وضعك الآن , سأقولها لك مجددا بصورة أكثر بساطة , أنت بمفردك الآن , لم تعد قادرا على أداء تعاويذ قوية , ربما لو كانت لديك طاقة تكفي لتقوم بتعويذة أخرى ربما حينها كنت قد صرعتني حقا و أجهزت علي , لكنك لا تملك لحسن حظي و لسوء حظك مثل هذا القدر من الطاقة , فأنت على مشارف انتهاء طاقتك !
قالها و استمر يضحك , في داخل (رانمارو) كان يدرك حقيقة وضعه السيء , فكل ما قاله الوحش صحيح تماما , إنه لا يرغب في أن يفشل , إنه لن يرغب في أن يضيع حلمه ...
-كلا !
قالها فتوقف الوحش عن الكلام , نظر نحوه محدقا فيه بينما تابع هو :
-كلا , إنه ليس حلمي بمفردي ...
قالها و أخذت طاقته تخرج على نحو كبير , أخذت تحيط بجسده , تحيط به على شكل لفات حلزونية , كان أشبه ما يكون حينما أزال الختم من على وحش (ياكو) , قال الوحش مندهشا مما يفعله :
-ماذا تفعل أيها اللعين ؟! لن تستطيع أن تحقق شيئا بموتك هنا , لن تستطيع أداء تعويذة واحدة و أنت لا طاقة لديك بعدها , لابد لك من أن تكون لديك بعض الطاقة المتبقية للتحكم في ...
-اخرس !
صرخ في الوحش , صمت الوحش تحت تأثير صرامة كلمته , ثم تابع (رانمارو) :
-لا أريد أن أسمع مزيدا من هذا الهراء مرة أخرى ... سأريك من هو رانمارو ...سأريك من هو سليل عائلة اليوشاهارو !
قالها و صرخ , صرخ بكل قوته , كان ما يتردد في عقله و قلبه بصوت عالى تحذير التنين له
((-لا تستخدم تلك التعويذة رانمارو , ستفقد حياتك حقا , لا تقم بها , ستستهلك طاقتك, لا... ))
لم يعر لكلامه أدنى اهتمام , فقد قرر , لا يهم من سيرى تحقيق الهدف , لكن الأهم حقا هو تحقيقه , ربما لن يكون قادرا على رؤية حلمه يتحقق , لكن ...
-لن أدع حلمي و حلم الجميع يضيع بسببي أيها اللعين , سأقوم بها أيها التنين , سأحقق نصري عليك أيها اللعين ...
((-ساكورا ,ياكو , هارونا , تاكامي, تابيتو , ناجومي , هيكارو , ريميكا ...وداعا !! ))
تردد في عقله صوته وهو يتذكر صورة كل من رفقائه , و يتذكر لقطات سريعة من حياته القصيرة معهم , و أخيرا تخيل شكل قريته وهي مبنية , شعارها يرتفع عاليا في عنان السماء ...
-ريون مونوجاتاري سوبيتا !
أضاءت طرف عصاته بضوء أحمر لامع , نظر التنين نحوه وصرخ في رعب :
-لا , ليس تلك التعويذة أيها اللعين !
قالها وهو يصرخ , و الضوء يخرج من العصا يغمر المكان , كانت كانفجار صغير يحدثه (رانمارو) بعصاته واضعا نهاية لمهمته المستحيلة ...

يتبــــــــــــــــــــع...................

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 01-08-10, 08:07 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : احمد خشبة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل السابع و الأربعون


الدخول إلى عالم الكويو


لم يحدث أي جديد في المهلة التي قد حددها لهم (أكيهيرو) , فقد داوم (رانمارو) على التدريب المستمر , لم يقاطعه أحد , بل انزوى الجميع في جانب بمفردهم كي لا يخرجوه من جو التركيز الذي كان فيه , لكن من وقت لآخر كانوا يتحدثون معه , عما قد أنجزه , عما تعلمه , في آخر لقاء جمع بينهم , كان ذلك في اليوم الثامن و العشرين , قال لهم فيه :

-لقد أتقنت التعويذة التي استطعت بها التغلب على قادة القرية الصينية !
كان خبرا سعيدا , فهو قد أخبرهم منذ أن قابل وحشه بما قاله عن ضرورة أن يتعلم ليصير قويا , كان يعلم جيدا أن ما يعرفه حتى الآن مجرد تعاويذ متوسطة المستوى , لكن تعويذة الفارس تلك كانت التعويذة الوحيدة عالية المستوى , كذلك لم يكن قد أتقنها بعد , بالطبع كانت شيء سيء بالنسبة , لهذا قد استغرق وقتا طويلا في تعلمها جيدا , و أخيرا...
-هل أنت مستعد جيدا رانمارو ؟!
نظر (رانمارو) نحو وحشه , كانت قوته قد زادت قليلا , معطفه قد تجاوز منتصف جسده , لكنه ليس كاملا بعد , فقال له :
-نعم سيدي , اليوم هو اليوم الموعود , أتمنى أن أحقق هدفي !
نظر تجاهه الوحش , فقد رأى تصميمه , صدر صوت النسر الذهبي :
-يبدو أنك قد نضجت قليلا رانمارو !
نظر نحوه و ابتسم , لا يعلم السبب لكن وحش ياكو لم يدربه على الاطلاق , حتى تعاويذ (ياكو) كان قد تعلمها من وحشه , قد برر له ذلك التنين بأنه يجب للفرد أن يتعلم من سيد واحد , فإذا واجه قوة سيدين مرة واحدة في التدريب ربما يحدث له ضرر كبير , بالطبع كان هذا سببا منطقيا , لكنه حتى الآن يشعر بعزلة عن وحش (ياكو) , قال للتنين :
-سيدي , لدي تساؤل أود طرحه , شيء يقلقني !
نظر نحوه التنين ثم قال :
-ماذا هناك رانمارو؟!
ظهر التردد واضحا على وجه (رانمارو) قبل أن يقول :
-لازلت غير متفهما لسبب قبولك بمشاركتي وحش ياكو , بالطبع أنا أريد أن أصبح قويا , لكن ليس بجعل صديقي و أخي يشاركني قواه , بهذا تفقد عائلته النبل الذي تتحلى به , فهو لا يستحق ذلك !
قالها (رانمارو) وهو ينظر نحو وحشه , ظل وحشه صامتا في حين تابع (رانمارو) :
-بالطبع كون قوتك لا تكفي قوتي الداخلية شيء يسعدني , فهو يؤكد أنني قوي , لكن كانت هناك طريقة أخرى , و هي بدخولي عالم الترقي , نعم هي طريقة صعبة لكن للأسف هي أفضل من تدمير نبل عائلة ياكو !
ظل التنين و النسر صامتين للحظات قبل أن يقول التنين :
-كنت أدرك أنك لن تقتنع بهذا السبب , لكن قل لي من أين لك بدخولك عالم الترقي في ذلك الوقت ؟!
نظر نحوه (رانمارو) في دهشة , فبالفعل هو لم يفكر في هذا الأمر , تابع التنين :
-لا تقلق نفسك بأشياء ستظهر لك أسبابها في النهاية , الآن فقط ركز فيما أنت مقدم عليه..!
نظر نحوه (رانمارو) ثم أومأ برأسه متفهما , استدار ليغادر المكان لكن استوقفه التنين صائحا :
-لا تنس , لا تستخدم تلك التعويذة أبدا , فأنت إن استخدمتها فستسهلك طاقتك كلها , ربما تفقد حياتك معها , لا تتهور و تستخدمها !
التفت ناظرا نحوه , ثم تابع سيره في صمت , فاليوم هو اليوم الموعود , و الساعة قد أعلنت عن تمام السادسة مساءا , سوف يغادرون الآن متجهين نحو مصيرهم المحتوم..

***************************

وصل الجميع إلى هذا القصر البديع , دخلو من البوابة حيث استقبلهم (أكيهيرو) بالترحاب , سلم على الجدد و تعرف عليهم في ردهة القصر التي سبق و أن انتظره (رانمارو) و الفتاتان معه سابقا , نظر نحو (رانمارو) و قال له :
-هل أنت جاهز ؟!
أحس (رانمارو) كأن دقات قلبه قد صارت كضربات مدفع يسمع صوتها في أذنيه في كل دقة , لم يجاوبه بل أومأ برأسه , فقال (أكيهيرو) :
-هيا , فنحن لن ندخلك عالم الترقي هنا , بل سيكون في مكان آخر !
قالها و غمز بعينه اليسرى نحو (رانمارو) وهو يبتسم , لكنه لم يبتسم ردا له , بل اكتفى بأن يسير خلفه , وجد ثلاث عربات فخمة في انتظارهم , ركب (رانمارو) مع (أكيهيرو) و معهم (هارونا) , في حين ركب (ياكو ) و (تابيتو) و (ريميكا) في سيارة أخرى , أما السيارة الأخيرة فقد ركبت فيها (ناجومي) و (تاكامي) و معهما (هيكارو) و(ساكورا) , فقد رفضت البقاء في المنزل و فضلت الحضور معهم كي ترى هذا الحدث العظيم , سار الموكب في رهبة سكون واضح سيطر على جميع ركاب العربات الثلاثة , سارت العربات في طريق ممهد , ثم ابتعدت عن الطريق لتسير في طريق غير ممهد داخل غابة كبيرة , لم يستفسر أي فرد ممن موجود بالموكب عن أي شيء , فقد سيطر شعور بالقلق و الخوف و الرهبة ممتزجين ببعضهم البعض على كل فرد منهم , استمرت الرحلة قرابة ساعة كاملة , حتى وصلوا لمكان واسع , الأرض فيه ممهدة كما لو أن هذا المكان كان معدا قبل ذلك , توقفت العربات , ترجل الجميع عنها , نظروا حولهم , وجدوا قرابة خمسون رجلا يقفون في صفين ناظرين نحوهم , كانت العربات قد وقفت عند بداية طريق معبد بالأحجار القديمة ينتهي بمبنى كالقبة الزجاجية, كانت قبة زجاجية مرفوعة إلى أعلى بدعامات إسطوانية زجاجية أيضا , كانت ألوانها جميلة , حيث كان يوجد بداخل الزجاج ألوان غريبة , لا يعرف (رانمارو) لماذا لكنه شعر و كأنها أشياء موضوعة داخل القبة , كان صفي الأشخاص يحددون هذا الطريق المعبد , أما في خارج المنطقة , و حول هذا المكان قد تراص رجال كثر للغاية , ربما يربو عددهم على ثلاثمائة شخص , هكذا فكرت (تاكامي) , لكنها قد أدركت شيئا واحدا , أن هؤلاء الخمسين هم أهم رجال المدينة , كانت تدرك أن فيهم رؤساء العائلات و نوابهم على أقل تقدير , مما أضاف لرهبة الموقف رهبة المكان و رهبة الحاضرين , سار (رانمارو) يتبع (أكيهيرو) , في حين توقف الآخرون يقفون أمام هذا الطريق , توقف (رانمارو) عندما توقف (أكيهيرو) في منتصف الطريق , التفت لينظر نحوه ثم قال :
-عزيزي , لا أقدر أن أصف لك ما أشعر به , لكني أشعر بالفخر من وجود شخص مثلك في حياتنا , شخص قد استطاع التغلب على الخوف الذي ملأ صدورنا لفترة تجاوزت أربعة عشر عاما بقليل , كنت أتمنى أن يكون التحدي غير هذا , لكن هذا ليس بيدي , فهذا قرار مجلسنا الموقر , لكني لا أملك سوى الدعاء لك بالنجاح في هذا التحدي , أتمنى لك التوفيق !
قالها و التفت ناظرا نحو (ريميكا) , أشار لها كي تأتي , تحركت بخطوات بطيئة نحوهما , ثم تخطتهما نحو القبة , كان يبدو أنها تعرف ما ستفعله جيدا , فهذا هو بيت الكويو , كانت تشعر بانقباض في صدرها , لقد فعلت هذا الأمر عشرات المرات من قبل , لكنها لم تشعر بما تشعر به الآن , تابعت سيرها وسط هذا الموكب الذي احتشد ينظر لها في تمعن , سارت حتى وصلت لداخل القبة , توقفت في منتصفها , نظرت لأعلى , كانت القبة بها رسمة منقوشة ببروز على الزجاج , كانت كلمة (كويو) مكتوبة باللغة السحرية , تنهدت بعمق , جلست في وضع التدريب الخاص بها , نظرت نحو الجميع , وجدت الجميع قد حبس أنفاسه ترقبا لما سيحدث , أغمضت عيناها , ثم قالت :
-كايتو !
صدر شعاع أبيض وهاج , سطع وسط ظلمة هذا الليل , اندفع الشعاع خارجا من العصا يريد التحرك خارج القبة , لكن لسبب ما لم يتجاوزها , بل تحرك داخل زجاج القبة , أخذ يدور بها , يدور و يدور , صارت القبة الآن قطعة مضيئة في هذا المكان , شمس صغيرة سطعت بهذه الأرض , ظل الضوء يزداد , و يقوى لمعانه حتى لم يعودوا قادرين على رؤية (ريميكا) رويدا رويدا لم يستطيعوا رؤية القبة , الزجاج الموجود بها , الأعمدة التي تستقر فوقها , فجأة ازداد الضوء دفعة واحدة ثم انحسر , انحسر ليكون شيئا غريبا , تحولت القبة ومن بداخلها لبوابة , كانت الألوان التي قد رآها من قبل (رانمارو) داخل الزجاج قد أصبحت كتابات بلغة لا يعلمها , كتابات لامعة براقة ,فتحت أبوابها بصوت مرتفع معدني محدثة صرير مزعج , حدق الجميع بما بداخلها, كانت البوابة بداخلها شيء يشبه السحاب , كان يبدو أنها فتحة على السماء البعيدة , نظر (رانمارو) نحو (أكيهيرو) , قبل أن يتكلم وجده قد تنحى جانبا ليقف في مكان فارغ بالمنتصف يوجد بصف على يسار (رانمارو) , نظر نحوه بدهشة , لكن (أكيهيرو) لم يفعل شيئا سوى أن أِشار له أن يتقدم , ابتلع ريقه بصعوبة , التفت حوله , وجد الجميع يحدق به , التفت خلفه وجد رفقائه يلوحون له بأيديهم , مما شجعه على التماسك , قبض على مقبض عصاته أكثر من مرة مرددا في نفسه :
((-أنا قادر على فعلها , أنا قادر على فعلها , أنا قادر على فعلها ))
شعر بحرارة تسري في جسده , شعر بطمأنينة تفيض في قلبه , بثقة تجتاح نفسه , أغمض عينه , ظل هكذا لثانيتين , ثم فتحهما , نظر نحو الباب بثقة , بدأ سيره , بدأ خطواته نحو هذا الدرب , كان صفي الأشخاص يتوقف عند مسافة تقدر بحوالي عشرة أمتار تقريبا بعدا عن البوابة , تخطى حاجز الصفين , استمر في سيره بهدوء نحو البوابة , وقف عندها , نظر نحو الداخل لكنه لم ير شيئا , رفع يده الممسكة بالعصا و أدخلها , فدخلت بسلاسة , شعر ببرودة خفيفة تجتاح يده , دفع يده أكثر و أكثر للداخل , لم يجد شيئا يعوق سيرها , فتشجع , فخطا خطوة بقدمه اليمنى للداخل , تبعتها قدمه اليسرى , فجأة أصبح داخل البوابة , شعر و كأن شيئا باردا قليلا يحيط به , كان لا يدرك ماهيته , لكنه لم يشعر بمثل ذلك الشعور من قبل , كان شيئا يريح الأعصاب , فجأة شعر و كأن هناك من يدفعه للأمام بيسر , حاول أن يتلفت ورائه ليعرف من يقوم بذلك , لكنه لم يستطع , أدرك للمرة الأولى أنه غير قادر على الحركة , ظل هكذا لبضع ثواني , بعدها سطع ضوء قوي طغى على رؤيته , فأغمض عينيه اتقاءا من هذا الضوء العالي , شعر و كأنه قد سقط على أرض رملية , فتح عينيه فوجد نفسه مستلقي على أرض رملية بالفعل , و أمامه يوجد رجل غريب , رجل يلبس ملابس لم يرَ أحد يرتديها سوى أشخاص معينين فقط , رجال مصر الفرعونية القديمة !
-من أنت ؟ و أين أنا ؟!
تسائل (رانمارو) وهو يقف من على الأرض ينفض عن ملابسه حبات الرمال التي التصقت بها , نظر نحوه الرجل المصري , وقال :
-لماذا جئت هنا ؟!
نظر نحوه (رانمارو) وهو يضيق عينيه ثم قال :
-جئت من أجل أن أدخل في عالم الترقي ؟!
-لماذا؟!
رد عليه :
-لا شأن لك بهذا , أريد فقط أن أدخل عالم الترقي !
نظر نحوه الرجل بصرامة , لكن (رانمارو) لم يعره أي اهتمام , فما كان يهمه حقا هو ما نوع المهمة التي عليه أن يؤديها في هذا العالم الغريب , قال له الرجل في برود :
-حسنا , لديك مهمة عليك القيام بها , يوجد رجل قاتل هارب , هذا الرجل خطير جدا , هو موجود داخل هذا المعبد ...
قالها و استدار يشير نحو معبد مصري قديم , كان ضخما جدا , أعمدته كبيرة و عالية , تعجب (رانمارو) من أنه لم يلاحظه في البداية , فشيء ضخم كهذا لا يمكن ألا يراه أحد , نبهه الرجل بقوله :
-عليك أن تمسك به حيا أو ميتا , إذا فعلت هذا فأنت ستنجح في مهمتك هنا , هيا , فلترنا مهارتك أيها المتحذلق !
قالها و اختفى الرجل وابتسامة السخرية تغطي وجهه , تعجب (رانمارو) من اختفائه , لكنه ليس الشيء الوحيد الغريب هنا , شهر عصاته و قال :
-كاي !
تحولت العصا لشكلها المعتاد , غطى المعطف أكثر من نصف جسده , سار بخطوات حذرة داخل المعبد , كان الصمت المطبق يسيطر على الأجواء , شعر برهبة شديدة عندما خطى أول خطوة داخل المعبد , هنا لمح ظل شخص تحرك بسرعة بين عدة أعمدة موجودة أمامه , تحرك (رانمارو) بحرص , فهو كان يدرك أن مهمته هو إلقاء القبض على هذا القاتل , ظل يسير بخطوات حذرة حتى وصل لمكان واسع , تحيط به الأعمدة من كل الجهات , كان مربع الشكل , متسع جدا , يبدو و كأنه ردهة هذا المعبد , في الطرف المقابل وجد رجلا ملثما يلبس ملابس صفراء واقفا في انتظاره , سار (رانمارو) حتى دخل إلى المكان , حملق في الرجل كما حملق الرجل فيه لبرهة , بعدها تكلم الرجل :
-عد من حيث أتيت , أنت لست ندا لي !
قالها بصوت جهوري , تردد صداه في المكان و بين الأعمدة الكثيرة فاستمر يتردد لفترة قاربت على النصف دقيقة تقريبا , بعدها سكن كل شيء تقريبا كما كان من قبل , فرد (رانمارو) :
-أنا لن أغادر مكاني حتى أقوم بإلقاء القبض عليك !
تردد صوت (رانمارو) الصارم , لكنه ليس مثل صوت الغريب , الذي علا صوت ضحكاته عندما سمع كلمات (رانمارو) , بعدما انتهى منها قال وسط صدى الضحكات :
-هل تظن أنك تستطيع أن تأسرني ؟! ألا تعلم أنهم قد حاولوا من قبل كثيرا من المرات لكنهم فشلوا ؟! ومن حاول قبلك كان أقوى منك بكثير , فكيف تأتي إلى هنا و تقول بكل جرأة أنك تريد أن تقبض علي ؟!
اتسعت عينا (رانمارو) دهشة مما كان يقوله الغريب , فتابع الغريب وهو يتحرك نحو (رانمارو) :
-لا تقلق نفسك عزيزي , أعرف أنهم قد غرروا بك , لكن لا تقلق , فسوف أخرجك بنفسي من هذا المكان , كما سأخرجك من الدنيا بأسرها ...
قالها و حدث كل شيء بسرعة , تحول هذا الشخص لتنين ضخم , يشبه سيده , وصلت دهشته لمداها , لماذا لدى هذا الشخص تنين مثله ؟! لم يدرِ السبب , لكن ...
((-ماذا حدث لك رانمارو؟!))
صدر صوت الوحش مترددا في أعماقه بعنف , نبهه ذلك لما هو فيه , نبهه إلى حقيقته , عندما أدرك ما حدث له , عندما شعر بأنه كاد أن يفقد كل شيء بسبب لحظة يأس لعينة , اشتعل بالغضب , نظر مضيقا عيناه نحو هذا الغريب الذي قد تحول إلى تنين , وقال :
-لقد جئت هنا لأقبض عليك , فإن لم تقبل هذا بطريقة سلمية , فسأجبرك عليها بنفسي ...
زمجر التنين , وهو ينظر نحوه , زمجر (رانمارو) هو الآخر , فتح التنين فمه و أخرج تيار من النار القوي , قفز (رانمارو) لأعلى في خفة وسرعة متجاوزا هذا الخطر , قال :
-للأسف لا أملك وقتا أضيعه معك أيها اللعين , سأستخدم معك أقوى تعاويذي , فهذه هي الطريقة الوحيدة ...
قالها و قبض على عصاته بكلتا يديه , أغمض عينه , أخذ يستجمع طاقته الروحية , ثم فتحهما وهو يصرخ :
-ريون كيشي !
تلونت مقدمة عصاته بلون أحمر قاتم , بعدها اندفعت سحابة ضخمة أمام العصا , من وسطها صدر صوت صهيل فرس , انقشعت السحابة فجأة لتكشف عن فرس ضخم يعتليه فارس يبعث منظره الرعب فيمن يراه , رفع الفارس سلاحه الغريب , و الذي قد أضاف لنهايته تلك الكرة المسننة من معركة سابقة , لكنها قد اصطبغت بلونه الأحمر تاركة لونها الأسود السابق بعيدا , صاح (رانمارو) فيه عند وصوله للأرض :
-هيا هاجمه بكل قوته !
تحرك الفارس بسرعته المعهودة مندفعا نحو التنين , رفع التنين ذيله و وجهه نحو الفارس , رفع الفارس سلاحه و هوى به مقابلا ذيل التنين , لدهشة (رانمارو) فقد أوقف التنين حركة الفارس , و لم يستطع سلاح الفارس أن يخترق ذيل التنين , لم يحدث به أية خدوش , كان يبدو أن طاقتيهما متقاربة , جز (رانمارو) على أسنانه , فقد عدل التنين من رأسه موجها إياها نحو الفارس , اندفع سيل جارف من النيران نحو الفارس , رفع يده اليسرى حاملة الدرع لتتصدى لهذا الجحيم , بدا أن الفارس لن يصمد طويلا , زمجر (رانمارو) قائلا:
-لن أدعك تدمره أيها اللعين !
رفع عصاته وصرخ قائلا :
-فونكافان هاريتسو !
تلونت طرف العصا بلون أحمر , اندفعت دفقة من الآشعة تجاه الأرض تحت أقدام التنين , حدثت رجة خفيفة , تبعها صوت ضخم صادر من أسفل أقدامه , كانت تعويذة قوية للغاية , فقد خر (رانمارو) ساقطا على الأرض وهو شاحب قليلا , يبدو أنها قد استهلكت جزء كبير من طاقته , نظر نحو التنين , كانت الأرض تحت قدمه قد بدأت في الارتفاع , بدت و كأنها تكون تل صغير , ارتفعت عن سطح الأرض لمسافة تصل إلى خمسة طوابق كاملة , بعدها توقفت عن الارتفاع كما توقف التنين عن نفث النيران , فقد انتبه لما يحدث أسفله , التفت ينظر نحو الأرض التي قد ارتفعت , هنا صدر صوت زمجرة من الأرض , مع حدوث زلزال صغير , تلونت بعدها قمة الأرض المرتفعة بلون أحمر غريب , حملق التنين في هذه الأرض الغريبة , فجأة اندفع سيل من الحمم من فوهة هذا المرتفع الصغير نحوه , قفز إلى أعلى تحت تأثير اندفاع تلك الحمم , تردد صوت الحيوان المتوحش عاليا يهز جنبات المعبد , سمع (رانمارو) صوت سقوط العديد من الأعمدة تحت تأثير موجات هذا الصوت العنيف , فهو قد وضع كلتا يديه على أذنيه اتقاءا لهذا الصوت , صاحب سقوط التنين على أرضية المكان هزة ضخمة , فقد سقطت بعيدا عن الفوهة التي لازالت تخرج ما في أحشاءها من حمم , ظلت هكذا للحظات بعدها توقف سيل الحمم عن الخروج , أما الفارس فقط استطاع أخير أن يغرس سلاحه في ذيل التنين فاصلا هذا الجزء عن جسده , ثم اختفى تاركا (رانمارو) بمفرده مع الوحش , نظر تجاه الوحش , كان قد سقط يئن على الأرض , كان ذيله ينزف بشدة , وقف (رانمارو) بضعف , سار مترنحا قليلا نحو الوحش , لكن...
-هل تظن أنك تستطيع التغلب علي بتلك التعاويذ فقط ؟!
قالها التنين وهو يقف بصعوبة , كان يبدو عليه الانهاك أيضا , كانت طاقة (رانمارو) قد قاربت على الانتهاء , لم يدر كيف تحمل التنين كل هذه الصدمات , كانت بطنه تنزف بشدة نتيجة اندفاع الحمم نحوه , تكلم الوحش قائلا :
-الآن قد وصلت إلى نهاية قوتك , هيا اعترف بفشلك , هيا تخل عن كل شيء , هيا أعلن استسلامك و فشلك !
صرخ فيه (رانمارو) بكل قوته :
-كيف تجرؤ أيها اللعين ؟! أنا لن أترك أحلامي كلها تضيع هباءا , تعبي و تعب رفقائي لن يضيع سدى !
ضحك الوحش ثم قال :
-أنت لا تدرك حقيقة وضعك الآن , سأقولها لك مجددا بصورة أكثر بساطة , أنت بمفردك الآن , لم تعد قادرا على أداء تعاويذ قوية , ربما لو كانت لديك طاقة تكفي لتقوم بتعويذة أخرى ربما حينها كنت قد صرعتني حقا و أجهزت علي , لكنك لا تملك لحسن حظي و لسوء حظك مثل هذا القدر من الطاقة , فأنت على مشارف انتهاء طاقتك !
قالها و استمر يضحك , في داخل (رانمارو) كان يدرك حقيقة وضعه السيء , فكل ما قاله الوحش صحيح تماما , إنه لا يرغب في أن يفشل , إنه لن يرغب في أن يضيع حلمه ...
-كلا !
قالها فتوقف الوحش عن الكلام , نظر نحوه محدقا فيه بينما تابع هو :
-كلا , إنه ليس حلمي بمفردي ...
قالها و أخذت طاقته تخرج على نحو كبير , أخذت تحيط بجسده , تحيط به على شكل لفات حلزونية , كان أشبه ما يكون حينما أزال الختم من على وحش (ياكو) , قال الوحش مندهشا مما يفعله :
-ماذا تفعل أيها اللعين ؟! لن تستطيع أن تحقق شيئا بموتك هنا , لن تستطيع أداء تعويذة واحدة و أنت لا طاقة لديك بعدها , لابد لك من أن تكون لديك بعض الطاقة المتبقية للتحكم في ...
-اخرس !
صرخ في الوحش , صمت الوحش تحت تأثير صرامة كلمته , ثم تابع (رانمارو) :
-لا أريد أن أسمع مزيدا من هذا الهراء مرة أخرى ... سأريك من هو رانمارو ...سأريك من هو سليل عائلة اليوشاهارو !
قالها و صرخ , صرخ بكل قوته , كان ما يتردد في عقله و قلبه بصوت عالى تحذير التنين له
((-لا تستخدم تلك التعويذة رانمارو , ستفقد حياتك حقا , لا تقم بها , ستستهلك طاقتك, لا... ))
لم يعر لكلامه أدنى اهتمام , فقد قرر , لا يهم من سيرى تحقيق الهدف , لكن الأهم حقا هو تحقيقه , ربما لن يكون قادرا على رؤية حلمه يتحقق , لكن ...
-لن أدع حلمي و حلم الجميع يضيع بسببي أيها اللعين , سأقوم بها أيها التنين , سأحقق نصري عليك أيها اللعين ...
((-ساكورا ,ياكو , هارونا , تاكامي, تابيتو , ناجومي , هيكارو , ريميكا ...وداعا !! ))
تردد في عقله صوته وهو يتذكر صورة كل من رفقائه , و يتذكر لقطات سريعة من حياته القصيرة معهم , و أخيرا تخيل شكل قريته وهي مبنية , شعارها يرتفع عاليا في عنان السماء ...
-ريون مونوجاتاري سوبيتا !
أضاءت طرف عصاته بضوء أحمر لامع , نظر التنين نحوه وصرخ في رعب :
-لا , ليس تلك التعويذة أيها اللعين !
قالها وهو يصرخ , و الضوء يخرج من العصا يغمر المكان , كانت كانفجار صغير يحدثه (رانمارو) بعصاته واضعا نهاية لمهمته المستحيلة ...

يتبــــــــــــــــــــع...................

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, القسم العام للقصص و الروايات, ذات طابع ياباني, ياباني, رانمارو, رانمارو كاملة, قصه, قصه مكتملة, قصه يابانيه
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:22 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية