كاتب الموضوع :
^RAYAHEEN^
المنتدى :
الارشيف
عاود ياسر الاتصال بكوثر في صباح اليوم التالي محاولا ان يلمس نبض قلبها ، هل لانت ام انها لا زالت غير مبالية قد كان يثير حيرته ـ هل هي تدعي اللامبالاة ام ان هذه توابع طبعها من برود قاتل .
ولايجاد جواب على هذا السؤال ـ اخذ يشرع سفنه في بحورها عله يصل الى السبب الحقيقي لرفضها له .
قد كانت كوثر شعلة ملتهبة من النشاط سواء في العمل او في احاديثها ـ تحاول دوما ان تثبت للجميع بانها ملمة بجميع ما يطرح ـ وقـد كان يدفعها الاحراج في عدم معرفة شيء الى البحث والتقصي عنه .
وهذا ما دار بينهما اثر المكالمة الهاتفية التي قام بها ياسر :
ياسر : الو ـ مرحبا حبيبتي كوثر .
كوثر تحدث نفسها : ارى انه قد سمح لنفسه ان يتخطى الكثير من الحواجز ذاتيا.
نعم ياسر تفضل .
ياسر : كوثر ما رايك ان القاك خارج مقر العمل ؟؟
كوثر : ما هذا الذي تقوله يا ياسر ـ ماذا تحسبني ، فانا لا استطيع ان اخرج من المنزل من دون ان اعلم اهلي عن المكان الذي اقصده ـ هذا عوضا عن مرافقة احدى اخواتي لي .
ياسر : وما المشكلة في ذلك ؟؟
كوثر : ارى بانك رجل شرقي بعقل غربي ، كيف لك ان تعتقد لوهلة ان اهلي سيوافقون على خروجي معك ـ تحت اي شرع هذا ، وفي اي منطق قد صرح به ؟؟
ياسر ضاحكا : اراكي كثيرا ما تحاولين ان تحيلي من حبة التراب جبلا ، اخبريهم باني خطيبك .
كوثر ضاحكة باستهزاء : خطيبي واهلي آخر من يعلم ؟؟ ارى بان الحب قد جعل منك مجنونا .
ياسر : بصراحة كوثر لما ترفضيني ـ هل تعتقديني بليد لاصدق الحجة التي اختلقتها !! حجة المذهب !!
كوثر : ولما سارفضك لغير هذا السبب يا ياسر ، هل ترى بان هناك سبب آخر يستحق الذكر .
ياسر : لا ادري ولكنك توحين لي نتيجة برودك انك لست انثى ، تحاولين دائما الضحك والسخرية ورسم البسمة على شفاه الغير ـ الا انك من الداخل تعانين وحدة موحشة .
كوثر وقد احست بانه استطاع ان يتغلغل الى اعماقها ويترجم حالتها ـ وها هي الآن منتظرة منه ان يقدم الوصفة لبلسمة هذه العلة .
كوثر : مممممم لا ادري ولكنني اشعر بالراحة وانا هكذا .
ياسر : كوثر اني احبك ومن يحب ستتضح عنده الكثير من المفاهيم التابعة للحب والتي لم يكن من قبل يعرها الانتباه ، ولكنه حينما يخطو خطوات ثابتة وواضحة في دروب الحب ـ سيعي بان هناك صكوك في الحب عليه احترامها وتقديسها ، قد اصبح مرادف الاحترام اكثر وضوحا عندي من ذي قبل ـ فانا احترمك كثيرا واثق بك اكثر ـ واقسم باني ساكون مخلصا لكي امد العمر .
كوثر : وانا اتمنى لك ان تجد الفتاة التي تعي قيمة تلك المرادفات وقيمتك قبلها .
ياسر : يكفيكي تنكيلا في فؤادي ، ماهذا ااكلم جدارا ـ قد حسبتك ستلينين بعد قراءة القصيدة ولكن ما اراه بانكي تزدادين صلابة ، تدعين الترجل ـ حاولي ان تسمحي للرقة ا ن تفيض حاولي ان تسمحي للانوثة ان تحوم حولك قليلا .
كوثر وهي غاضبة : مالك ومالي ـ اتركني وشاني ـ هذه طبيعتي وانا مسؤولة عن نفسي وانا من ستحصد بذور ما تزرع.
ياسر : ها انتي قد قلتها ، مسؤولة عن نفسك ـ اذا لما تعتمدين في قرار تحديد علاقتنا على راي اسرتك ؟؟
كوثر : ومن قال انه راي اسرتي ـ هذا رايي انا هذه قناعاتي ـ فانا لم اولد صماء ولا عمياء واكبت منذ الصغر على المطالعة والقراءة والبحث الى ان اكتست معتقداتي بالقناعة .
ياسر : لما لا تأتين معي الى شيخ ـ عالم دين ـ وهو من سيقنعك بان تلك المعتقدات ليست سوى كلام زائف وضلال !!!
كوثر وقد استثاطت منه غضبا : اسمعني ياسر ولا تتحدث ، ارى بان حرية التعبير عندك قد خرجت عن حدود الادب الى حدود خدش المذهب وان كنت ساتعامل معك بالمثل لكنت حطمت سفنك كلها ،ساحاول ان اتحدث معك قليلا بالمنطق في نقطة واحدة ليس لها حق في توضيحها ، اتقبل بان آخذك الى عالم دين من مذهبي ـ ويقص عليك العديد من المواقف الثبوتية التي تدعم المعتقدات التي اؤمن بها !!!!
ياسر : نعم اقبل .
كوثر : ولكني لا اقبل لك ذاك ، اتعلم لما !!!
ياسر : لما ؟
كوثر : لانك غير مطلع او ملم بمذهبك ـ لانك ولدت مقلدا تقليدا اعمى ، وبخلاف ان كان هذا التقليد يصب في بحور الصواب او الخطأ ـ فانك ستستمع له وتقنع بكلامه لانه سيتحدث بالمنطق المدعم بالبراهين والنصوص الشرعية ، وهنا انت ستقف حائرا ـ استصدق ما سيقولـه ام انك ستبقى مكتوف اليدين ، قد منحت العقل يا ياسر وتستطيع من خلاله التمييز بين الجيد من الرديئ ، الصالح من الطالح ، لما لا تواكب على القراءة ولكن اياك ان تضع امام عينيك هدف الارتباط ـ لان ذاك سيجعلك تتغاضى عن الكثير من النقاط التي تحتاج الى توضيح او تفسير ، وستتجاوز الكثير حينها من الامور التي لا بد والوقوف عندها ، هذا ما عندي اخبرتك به والآن اتمنى لك حياة موفقة ، اتمنى عليك ان لا تعاود الاتصال بي ابدا .
لم يستطع ياسر ان ينطق بكلمة ـ كم انه تمنى ان يصافح المنية حينها ـ ولكن حتى الموت قد شح عربته من امامه ـ وجعله يقف خائر القوى ـ مصعوق الفؤاد .
|