كاتب الموضوع :
freeland
المنتدى :
من عيون الشعر العربي والعالمي
عينيا
مُضْنــــاك جفـــاهُ مَرْقَـــدُه ******** وبَكــــاه ورَحَّــــمَ عُـــوَّدُهُ
الشاعر يتكلم واصفا نفسه لحبيبه فيقول : مضناك و هي اسم مفعول يريد ان يقول ان الشخص الذي اضنيته بهواك ، هذا الشخص قد اضطره هواك للسهر و تجافي مرقده ( اي موضع رقاده) عنه حتى ان هذا المرقد قد بكى من شدة تمني ان يعود من كان يرقد فيه
حــــيرانُ القلــــبِ مُعَذَّبُـــهُ ******مَقْــــروحُ الجَـــفْنِ مُســـهَّدُهُ
هنا البيت سهل لا حاجة للشرح
أَودَى حَرَقًـــــا إِلا رَمَقًـــــا ***** يُبقيــــه عليــــك وتُنْفِــــدُهُ
هنا يصف نفسه انه قد مات من شدة حرقة البعد و الشوق و لم يبق منه سوى الرمق ( وهو بقية الروح في الجسد أي اخر ما يطلع من الروح) و هو يبقي على هذا الرمق بكل قوة أملا في لقياك و لكنك مصمم على ان تنفد هذا الرمق ليموت بالكلية
يســــتهوي الـــوُرْقَ تأَوُّهـــه *****ويُــــذيب الصَّخْـــرَ تَنهُّـــدُهُ
الوْرْق بتسكين الراء جمع ورقاء و هي طائر الحمام المعروف ، و هنا يقول ان طيور الحمام قد استحبت سماع تأوهاته في نفس الوقت الذي يذيب تنهده الصخر من شدتها
ويُنــــاجي النجـــمَ ويُتعبُـــه *** ويُقيــــم الليــــلَ ويُقْعِـــدهُ
البيت هنا سهل و لا حاجة للشرح
ويُعلّــــم كــــلَّ مُطَوَّقَــــةٍ ******* شَـــجَنًا فــي الــدَّوحِ تُــرَدِّدهُ
مطوقة هي الحمامة ذات الطوق في رقبتها و هو نوع من الحمام معروف منه حمام القمري الجميل الصوت ، فيصف الشاعر نجواه لليل و تأوهه انه من الجمال بحيث اصبحت الطيور الجميلة الصوت تتعلم منه لتردد هذا اللحن الشجي الجميل الجديد من فوق الدوح و هي الاشجار الضخمة
كــم مــدّ لِطَيْفِــكَ مــن شَـرَكٍ ***** وتــــــأَدَّب لا يتصيَّــــــدهُ
و كم من مرة مر طيف الحبيب على الشاعر فهم أن ينصب له الشرك و هو الفخ ليحضنه و لكن آثر دائما ان يلتزم الأدب مع هذا الطيف من شدة تقديره و حبه لحبيبه فحتى الطيف الذي يمر به لا يمسك به
فعســـاك بغُمْـــضٍ مُســـعِفهُ ****** ولعــــلّ خيــــالَك مُســـعِدهُ
فعسى ان تأتيه في المنام فتسعفه من شوقه او ياتيه خيالك فيسعده
الحســـنُ, حَـــلَفْتُ بيُوسُـــفِهِ ***** (والسُّورَةِ) إِنـــــك مُفـــــرَدهُ
هنا يقول انه حلف بحسن النبي يوسف و بالسورة التي ذكرت قصته ان حبيبه لا مثيل له في الحسن باعتبار ان النبي يوسف كان آية في الجمال و الحسن
قــــد وَدَّ جمـــالَك أَو قَبَسًـــا **** حــــوراءُ الخُـــلْدِ وأَمْـــرَدُهُ
حوراء الخلد أي واحدة نساء الجنة ( جنة الخلود) التي توصف بأنها غاية في الجمال ، و الأمرد هو الغلام ماقبل البلوغ الجميل الوجه و هم خدم اهل الجنة ، هنا يقول الشاعر ان حبيبه بلغ من الحسن و الجمال لدرجة ان نساء الجنة الجميلات و غلمانهاعلى ما اوتوا من جمال يتمنون ان ياخذوا و لو قبسا يسيرا من هذا الجمال الفائق
وتمنَّــــت كــــلُّ مُقطِّعـــةٍ *******يَدَهـــا لـــو تُبْعَــثُ تَشــهدُهُ
وهنا يعود الى قصة النبي يوسف و النساء التي قطعن ايديهن فيقول ان اولئك النسوة يتمنين ان يبعثوا مرة أخرى ليتأملوا جمال حبيبه الفائق
جَحَــدَتْ عَيْنَــاك زَكِــيَّ دَمِــي ***** أَكــــذلك خـــدُّك يَجْحَـــدُهُ?
هنا يصف الشاعر ان عيني حبيبه قد اصابته حتى أدمته بالدم و لكن تلك العينان تتنصل من هذا و تقول انها لم تفعل شيئاو يضيف هل ياترى الخد سيقول مثل ما قالت العينان
قـــد عــزَّ شُــهودِي إِذ رمَتــا ****** فأَشَــــرْتُ لخـــدِّك أُشْـــهِدُهُ
قد بحث الشاعر عن اي شاهد يؤيده في دعواه على العينين اللتين رمتاه فلم يجد أبدا فهنا اشار للخد لعله يشهد له
وهَممـــتُ بجـــيدِك أَشـــرِكُه ****** فـــأَبَى, واســـتكبر أَصْيَـــدُهُ
و ايضا حاول ان يشرك الجيد و هو الرقبة في الشهادة و لكنه أبى و رفض بكبرياء ، الأصيد هو المتكبر المغرور المزهو بنفسه
وهـــزَزْتُ قَـــوَامَك أَعْطِفـــهُ ******فنَبــــا, وتمنَّــــع أَمْلَــــدُهُ
فحاول الشاعر مع القوام و هو الجسد ليجعله يشهد على العينين فتباعد عنه جسد حبيبه الناعم و تمنع منه ، الأملد هو الناعم
ســــببٌ لرِضـــاك أُمَهِّـــدُه ******مـــا بــالُ الخــصْرِ يُعَقِّــدُهُ?
و قد كان كل هذا الغرض منه فقط أن يرضي حبيبه باثبات انه استطاع ان يصيبه فمال بال خصر الحبيب يعقد الأمور و يتمنع هو الآخر
بينــي فــي الحــبِّ وبينـكَ مـا ***** لا يقــــــدرُ واشٍ يُفسِـــــدُهُ
الواشي هو مايسعى بالقطيعة بين الناس و باقي معنى البيت مفهوم
مــا بــالُ العــازل يفتــحُ لـي ** بــــابَ الســـلوانِ وأوصِـــدُهُ
و هنا يتساءل الشاعر لماذا يريد بعض الناس ان يمنعوني من حبي لك و يريدونني ان انساك و كلما فعلوا هذا لا اسمع لهم و اظل في حبك
ويقـــولُ تكـــادُ تُجَـــنُّ بــهِ **** فــــأقولُ وأُوشـــكُ أعْبـــدُهُ
و يقول هذا العازل اللائم الذي يريد ان يجعل الشاعر ينتهي عن الحب - يقول للشاعر انك تكاد تجنن من وطأة هذا العشق فيرد الشاعر انه بلغ من حبه لحبيبه درجة قريبة من أن يعبده
مـــولايَ وروحــي فــي يــده ******* قـــد ضيّعهـــا ســلِمَتْ يــدُهُ
و يصف الشاعر حبيبه انه مولاه التي روحه في يده و مع ذلك ضيعها و لكن رغم هذا الشاعر يا يغضب بل يدعو له بالخير بتمني سلامة تلك اليد التي ضيعت روحه
نـــاقوسُ القلـــبِ يُــدقُّ لــهُ ***** وحنايــــا الأضلِـــع معْبـــدُهُ
يصف الشاعر قلبه انه كالناقوس الذي يدق لحبيبه فقط و ما بين الأضلع هي معبد خصصه لحبيبه
قســــمًا بثنايــــا لؤلؤِهــــا **** قسَــــمُ اليـــاقوتِ مُنَضَّـــدُهُ
بدأ من هذا البيت و الاربع ابيات التالية يقسم فيها الشاعر بمواطن جمال في جسد حبيبه ، في هذا البيت يبتدا القسم بالثنايا و هي الاربع اسنان في مقدمة الفك اثنتان اعلى و تحتهما اثنتان و يشبهما باللؤلؤ و يشبه قوة القسم بهم مثلما يقسم صانع الجواهر ( الياقوت ) على صناعته و ترتيبه للجواهر في الحلي المصنوعة منها
ورضـــابٍ يُوعَـــدُ كوْثـــرُه ******* مقتُـــولُ العشـــقِ ومُشْـــهَدُهُ
الرضاب : ماء الفم ، الكوثر : أحد أنهار الجنة ، هنا يتكلم الشاعر عن موطن جمال في حبيبه و هو ماء فمه و يشبهه بماء نهر الكوثر و ان كل مقتول في العشق او كل من شهد العشق يمني و يوعد نفسه بهذا الماء الجميل الذي مثل ماء الكوثر
وبخـــالٍ كـــاد يُحَـــجُّ لــهُ ***** لـــو كـــان يُقبَّـــل أسْــودُهُ
الخال النقطة السوداء المعروفة بالحسنة و هي تعتبر موطن جمال و يشبهها بالحجر الأسود و ان هذا الخال من شده حسنه كاد جميع الناس ان يحجوا له فقط لو كانوا يستطيعون ان يقبلوه كمايقبلون الحجر الاسود في الكعبة
وقـــوامٍ يَــرْوي الغصــنُ لــهُ ***** نَسَــــبًا والــــرمح يُفَنّـــدُهُ
يواصل الشاعر القسم فيقسم بقوام حبيبه الجميل الذي من شدة دقته و جماله ان اصبح الغصن يدعي انه قريب هذا القوام فينازعه في هذا الرمح و يقول لا بل ان قريبه ، و هنا طبع تضح براعة الشاعر في ان بدل من ان كان الكثير يشبهون القوام الحسن بالغصن او بالرمح لا بل ان الغصن و الرمح هما اللذين يشبهون نفسهما بهذا القوام الجميل
وبخــصْرٍ أوْهــنُ مــن جَــلَدي****** وعــــوادي الهجْـــرِ تبـــدِّدُهُ
و آخر بيت في القسم يقسم الشاعر بخصر حبيبه الذي من جماله قد اوهى و اضعف من جَلد( اي قوة و عزم ) الشاعر و زاد على هذا ان مشقة الهجر قد اتت على البقية الباقية من هذا الجلد فبددته
مــا خُــنْتُ هــواكِ ولا خَـطَرَتْ ******* ســــلوى بـــالقلبِ تُـــبرِّدُهُ
هنا هو البيت الذي اريد القسم له اي بعد ان قسم في الخمسة ابيات السابقة هنا يقول انه ابدا ما خان هوى حبيبه و لا خطر بالقلب مرة واحدة ان ينسى و يتخلى عن هذا الحب المشعل قلبه بالنيران
|