كاتب الموضوع :
القناع الأحمر
المنتدى :
سلاسل روايات مصرية للجيب
الأخت رياحين ، أشكرك على هذا الاهتمام الواضح بالرواية ، وهذا قليل بالنسبة للمستوى للعام ، وأعتقد انّ ردك هن وإعجابك بالقصة يدفعني إلى وضع فصلان آخران ، أتمنى أن يكونا بنفس المستوى السابق أو أكثر
أعود للرواية من جديد .. لا تقلقوا .. سوف أروي إلى نهاية القصة ..
6- الماء .. النار .. الموت .. الحياة .. هل فهمتم شيئا ؟..
ــــــــــــــــــــــــــــ
الصباح .. ما أجمل أن تستيقظ في الصباح لكي تعرف ، أنك لم تنقص عضو ، أو فقدت رأسك .. هذا عظيم .. يكفي أنك حي ، و تتنفس هواءً نقيا ..فتحت نافذة الحجرة لكي أسمح بأشعة الشمس بالدخول ، لكي تدفئ الحجرة .. لماذا أشعر بالجوع .. هذا غريب .. هذه الفترة بالذات .. سؤال .. ألا أتناول الطعام جيدا هذه الأيام ؟.. هذا واضح .. إلى المطبخ الآن ..يكفي طبق بيض مقلي ، و كوب من الحليب الدافئ .. أعتقد أنّ هذا يكفي .. فليس لدي من الوقت أو المزاج لكي أعد مائدة كبيرة .. تناولت طعامي ببطء شأني كل مرة .. الموعد مع الساحر الساعة الرابعة عصرا .. ماذا أفعل ؟.. حسن ليس هناك سوى جاري ( عزت ) لكي أذهب إليه ..
أنا أعلم أنه نائم الآن .. و لكن يجب أن يستيقظ .. طرقت الباب بهدوء ، و بعد قرن من الزمان أطل وجه ( عزت ) ليهتف بدهشة :
- ( رفعت ) !! .. تفضل ..
(عزت) يا صديقي العزيز .. إلى متى ستتحمل مشاكلي .. و أهوائي .. كان الله في عونك ..
- أريد أن أقضي بعض الوقت بصحبتك .. هل هناك ما يمنع ؟..
نظر إليَّ ( عزت ) في هدوء قائلا :
- أنت تعلم أنني لا أتضايق منك أبدا .. من الواضح أنك واقع في مشكلة كبيرة من مشاكلك التي تنتهي .. أليس هذا صحيحا ؟..
يبدو يا ( عزت ) أنك عرفت ما أشعر به ، و هذا يدل على صدق مشاعرك تجاهي ، و أنا الذي كنت أظن بك الظنون ..
- نعم .. مشكلة كبيرة .. أشباح .. و ساحر .. و لعنة ..و غيرها ..
فغر ( عزت ) فاه و هو يقول لي بدهشة كبيرة كادت أن تلتهم المكان :
- يا إلهي !! هل مررت بكل هذا يا ( رفعت ) ؟.. أرجو أن تروي لي كل الأحداث بالتفصيل .. أرجوك ..
هذا جيد .. سوف أزيد فزعك يا ( عزت ) .. يبدو أن أفكاري دائما سوداء ..
- حسن .. اسمع التفاصيل .. القصة تبدأ ( ....
و تنتهي ... ) .. ما رأيك يا ( عزت ) ..
من الواضح أن (عزت) متأثر بالأحداث إلى حد أنه لم يجب سؤالي ..
ما رأيك يا ( عزت ) ؟..
أخيرا نظر إلى قائلا :
- مذهلة يا ( رفعت ) .. أتمنى أعرف سر القلادة ..
- سوف نعرف هذا اليوم .. لا تقلق .. الساعة الرابعة عصرا سوف نذهب أنا و الدكتور ( فريد ) إلى العجوز ..
- لا تتأخر علي برواية باقي التفاصيل ..
وقفت و اتجهت إلى الباب ، و أنا أقول :
- حسن .. سوف أذهب الآن إلى الدكتور ( فريد ) ، لكي نناقش بعض التفاصيل قبل الذهاب إلى العجوز ..
قال عزت و هو يقف بدوره ليوصلني :
- على بركة الله .. حافظ على نفسك يا ( رفعت ) و لا تتهور .. أنا أعرفك .. هذه المرة قد لا تنجو ..
ما زال قلبك طيبا يا ( عزت ) ..
- اطمئن .. أنا أحاول قدر المستطاع أن أبقى حياً ..
قلت هذا ، و أنا أغادر الشقة بهدوء يسبق العاصفة .. أهبط ببطء .. أركب سيارتي .. أقودها في هدوء .. هل حقا أذهب إلى الدكتور ( فريد ) ؟.. أم أذهب إلى مكان آخر .. لا أعلم أشعر بالحيرة .. حسمت ترددي ، و أنا أوقف سيارتي ، أمام مكتب الدكتور ( فريد ) .. غادرت السيارة ، و اتجهت إلى المكتب ..
السكرتيرة جالسة خلف مكتبها تسوي شعرها الأسود .. أتقدم منها بهدوء لأقول :
- هل الدكتور ( فريد ) موجود ؟..
يبدو أنها تعرفني من المرة السابقة ، و إلا ما الذي جعلها تهب واقفة في احترام شديد ، و تقول لي في توتر ، و هي تخفي الأدوات التي كانت تستعملها لشعرها .. :
- نعم موجود .. دقيقة واحدة ، و أخبره ..
مرت عشر ثوان .. لأني رأيت السكرتيرة قادمة لتقول و هي تبتسم في ود :
- تفضل .. إنه بانتظارك ..
دخلت المكتب .. الدكتور ( فريد ) خلف مكتبه يهب واقفا مرحبا ، و قريبه ( بلال ) وجدته موجود أيضا وقف ليسلم علي ..
- مرحبا يا دكتور ( رفعت ) .. هل هناك جديد ؟..
قالها ( بلال ) و هو يمد يده ، و يسلم علي .. بينما تساءل الدكتور ( فريد ) :
- هل حدث تطور جديد ؟..
ما هذه الأسئلة ؟..
- لا لقد جئت لكي أناقش بعض التفاصيل ، و خاصة ( بلال ) أريد أن أسأله بعض الأسئلة ..
نظر إلي ( بلال ) في توتر وقلق ، و كأنه يخشى أسئلتي ..
- حسن يا ( بلال ) .. هناك أمور لم تكشف عنها .. أولها .. من أين حصلت على هذه القلادة؟ .. أريد الجواب في الحال ..
صمت ( بلال ) قليلا .. هل سيجيب السؤال أم سيتهرب منه لا أعلم .. أخيرا قال :
- حقيقة أنني كنت أتهرب دائما من هذا السؤال .. لأن إجابته غريبة جدا ، و كنت أخشى ألا يصدقني أحد ..
- سوف أصدقك يا فتى .. المهم أن تكون صادقا ..
- حسن .. استعد لأن ما سأقوله لك قول يدعو إلى الجنون ..
- قبل ظهور الأشباح بوقت قليل .. و في ليلة من الليالي .. ظهر والديّ في الحلم .. حقا كان غريبا .. لقد قالا لي كلاما غريبا .. قلادة سوف تحميك من أشياء خطرة قادمة .. قاداني عبر ممر طويل إلى بيت كبير له حديقة مقفرة و باب البيت أسود غريب .. المهم أنني دخلت معهما البيت طبعا ليس بإرادتي .. و اتجها إلى حجرة في الطابق الثاني ، ليس فيها سوي نقش لقلادة تملأ الجدار الأمامي .. و دفعا فتحة في الجدار ، لتظهر طاقة سرية التقط أبي قلادة و من المذهل أنها كانت طبق الأصل من النقش على الجدار .. و قالا لي بعد أن خرجنا من البيت :
- سوف تجد هذه القلادة في درج المكتب الخاص بنا ، سوف تساعدك كثيرا ، حافظ عليها ..
رأيتهما يبتعدان بعد ما قالا هذا ، و أنا أصرخ في حزن قائلا :
- لا تذهبا .. لا تذهبا ..
لم أسمع سوي جملة واحدة ..
- سوف نحميك اطمئن ..
استيقظت من النوم و العرق يغمرني ، حقيقة أنني ظننت أن كل ما رأيته في الحلم مجرد وهم .. و لكن عندما عثرت على القلادة في درج المكتب كما قالا لي .. صدقتهما .. و لقد كان هذا سبب عدم بوحي بسر عثوري عليها ، حتى لا يتهمني أحد بالجنون ..
-والآن ما رأيك ؟..
حقيقة قصته غريبة بعض الشيء ، و لكن بما أن هناك أشباح حقيقية تهاجم ( بلال ) فسوف أصدق قصته ..
- أنا أصدقك يا فتى .. و أعتقد أن حل اللغز يكمن في البيت الذي رأيته في حلمك ..
قال ( بلال ) في ضيق :
- صدقني لقد بحثت عن هذا البيت في كل مكان و لكنني لم أجده .. يبدو أنّ لا وجود لهذا البيت في العالم الحقيقي ..
- لا هذا احتمال بعيد بدليل أنك وجدت القلادة في نفس المكان الذي وصفه لك والداك ..
- ربما .. و لكن كيف سنجد البيت .. و هل سنجد ما يفيدنا ..
البيت .. منذ القدم .. احتمال كبير أن يكون هناك ما نريده ..
فكرت في هذا و فكرة غامضة تلمع في ذهني و أنا أهتف :
- حسن .. لن ننتظر إلى الربعة عصرا .. سوف نذهب الآن إلى العجوز الساحر ..
نظر إليّ الدكتور ( فريد ) ليقول جملته التي استنتجتها مسبقا :
- فكرة جيدة يا دكتور ( رفعت ) ..
- سوف أذهب معكما ..
قالها ( بلال ) ، و هو يهب واقفا .. مستطردا :
- أريد أن أعتذر له .. و هذه فرصة مناسبة ..
إنه شاب طيب ألا ترون ذلك .. مثلي تماما ..
- إذن هيّا .. لا داعي لإضاعة الوقت ..
غادرنا ثلاثتنا المكتب الأنيق جدا .. و ركبنا السيارة طبعا سيارتي البائسة .. توليت القيادة طبعا فهذه سيارتي ، و لن أدع آخر يقودها عني .. فأنا الآن في حالة جيدة ..
خمسة دقائق مرت ..
لقد وصلنا .. غادرنا السيارة و إلى الشقة ذهبنا .. هذا غريب الباب موارب ..
- ليس هذا من عادته ..
قالها ( بلال ) في قلق ، و هو يتطلع في وجوهنا ..
نظرت بدوري إلى الباب ، و أفكار عديدة تتداعى إلى عقلي .. هل ؟..
طرقنا الباب .. ولكن لا مجيب .. مرة أخرى و ثالثة و رابعة ..
- لا فائدة سوف أدخل و ليحدث ما يحدث ..
ما كنت أتجرأ لقول هذا .. من غير شاب تجري في خلاياه القوة و الحيوية .. طبعا كان الفتى ذو الشعر الأحمر ..
دفع الباب بهدوء و دخل .. تبعناه بخطوات قلقة متوترة ..
- سيد ( نادر ) هل أنت موجود ؟..
هتفت بها ، و أنا أنظر في محتويات الشقة مرة أخرى .. الصمت الكئيب يعم أركان الشقة ، و بقايا رماد أسود مبعثرة على السجادة .. رماد !..
- هل هذا معقول ؟..
تساءلت في دهشة ، و أنا أقترب من البقايا لأتفحصها ، قائلا في توتر:
- إنه رماد الكتاب الأسود الذي رأيناه هنا البارحة ..
- من يكون قد حرقه ؟.. و لماذا ؟..
تساءل الدكتور ( فريد ) بهذه العبارة ، و هو يتفحص البقايا بدوره ..
الكتاب الأسود حرق .. العجوز نادر ليس موجودا .. الغموض يزداد .. ريقي جاف .. أحتاج إلى كوب من الماء ..
ابحثوا جيدا .. قد تجدوا أثرا نستدل عليه ، سوف أذهب إلى المطبخ لأحضر لي كوبا من الماء ..
نظر إليّ الاثنان في صمت ، و هما يواصلان بحثهما ..
المطبخ .. أين هو المطبخ ؟.. هل هذا الباب يؤدي إلى المطبخ ؟.. هذا صحيح .. و لكن !!
- يا إلهي .. إنه السيد ( نادر ) ..
سمع هتافي الدكتور ( فريد ) و ( بلال ) فأسرعا إلى المطبخ ، ليشاهدا ..
العجوز الساحر ملقى على الأرض ، و وجهه مشوه بشكل بشع ..
اقتربت منه لأفحصه .. من الواضح أنه جثة هامدة .. و لكن ما الذي فعل به هذا ؟..
- يا إلهي لقد مات .. لقد مات ..
قال ( بلال ) عبارته مذهولا .. و هو ينظر إلى الرجل الذي أتى ليعتذر له .. مات قبل أن يعتذر له .. أية مصيبة تلك التي حلت ..
- حسن .. لنبحث جيدا قد نجد أثرا ما يدلنا على ما حدث في هذه الشقة .. و خاصة القلادة لقد اختفت ..
توليت أنا البحث في الصالة .. اتجهت إلى بقايا الكتاب ، الطاولة .. نظرت تحتها .. ماذا وجدت ؟.. إنها القلادة .. هذا جيد .. ما هذا ؟.. ورقة !..
- لقد وجدت القلادة ..
أتى الدكتور ( فريد ) نحوي قائلا في هدوء :
- هذا جيد .. و ما الذي وجدته أيضا ؟..
أشرت إلى الورقة التي وجدتها قائلا :
-وهذه ..
فتحت الورقة .. نفس الرموز على القلادة .. مهلا هل هذا ممكن .. إنها ..
لقد قام العجوز بحل هذه الرموز ..
سمع ( بلال ) هذا ، فأسرع نحوي قائلا في لهفة :
- ما الذي كتبه هيا قل ..
(قلادة الماء .. الماء سر الحياة .. سر الأسرار منه يبدأ و منه ينتهي .. )
هذا تفسير لرموز القلادة .. و لكن هناك كلاما آخر أسفل هذه الجملة ..
- هيا تكلم .. ماذا تنتظر ؟..
قالها الدكتور ( فريد ) و هو يتأملني في فضول ..
- حسن .. سوف أفعل .. " يبدو أنها ليست قلادة واحدة ، هناك ثلاث قلائد ما زالت مفقودة .. قلادة النار و قلادة الموت و قلادة الحياة كل واحدة منها تؤدي إلى الأخرى .. اجتماع القلائد سوف يؤدي إلى زوال الخطر نهائيا .. قلادة الماء سوف تدل على قلادة النار ..
البداية من المكتبة العامة .. وجه القلادة نحو الشمس لتضيء بلونها الذهبي ، سوف ينبعث منها شعاع نحو مكان قلادة النار .. "
- ما هذا ؟.. هل تصدق هذا الكلام ؟..
هتف بها الدكتور ( فريد ) متعجبا مستغربا ..
-وماذا في هذا ؟.. لقد واجهت في حياتي أغرب من هذا بكثير .. سوف نحاول و لن نخسر شيء .. المهم هل سنزيل الخطر في النهاية أم لا .. أولا قبل كل شيء سوف أذهب إلى المكتبة العامة لأحضر الكتاب الأسود لقد قرأت اسمه ، و أنا متأكد أن السيد ( نادر ) قد استعان به لفك رموز قلادة الماء ..
نظر نحوي ( بلال ) في قلق متسائلا :
- هل أنت واثق ؟.. أنه نفس الكتاب ..
يبدو أنه لم يسمعني عندما قلت :
- لا تقلق أنا خبير في هذه الأمور ..
لا لم يسمعها ، و إلا ما ألقى هذا السؤال السخيف ..
- حسن هيّا لنذهب من هنا ..
ألقى الدكتور ( فريد ) هذه العبارة الرصينة ، و هو يستعد للمغادرة ..
لا بأس من ذلك لقد كدت أقول هذا و لكنه سبقني كالعادة ..
- لحظة .. سوف أجري اتصالا قبل المغادرة ..
أنا لي قلب .. بالطبع سوف أتصل بالشرطة .. حتى يعملوا ما يلزم من تحقيق و دفن الجثة و ما شابه ذلك ..
- حسن هيا بنا ..
غادرنا الشقة بصعوبة ، و انطلقنا بالسيارة إلى المكتبة العامة ..
- انتظرا في السيارة .. سوف أحضر الكتاب ، و آتي ..
غادرت السيارة و دخلت المكتبة .. الكتاب الأسود .. أين هو .. ها هو لقد وجدته .. ملمسه مخيف قليلا .. أخذته ، و غادرت المكتبة بهدوء واثق .. اتجهت نحو السيارة .. ما زال هناك عمل يجب إنجازه قبل المغادرة ..
***
البداية من المكتبة العامة .. وجه القلادة نحو الشمس لتضيء بلونها الذهبي ، سوف ينبعث منها شعاع نحو مكان قلادة النار .. "
***
هل تذكرتم ..
أخرجت القلادة .. وجهتها نحو أشعة الشمس .. هذا غريب القلادة تشع .. ما هذا ؟.. لقد انطلق شعاع رفيع ذهبي اللون باتجاه الشمال ..
- يجب أن أعرف أين استقر ..
ركبت السيارة بسرعة ، و نظرات (بلال ) و الدكتور ( فريد ) ملئيه بالدهشة و التوتر ..
• ماذا دهاكما ؟.. هذا دليل على أن كل شيء صحيح و ليس هراءً ..
- لم أكن أتصور هذا أبدا ..
هذا أنت يا دكتور ( فريد ) و ماذا عنك يا ( بلال ) ؟..
- هذا مطمئن إلى حد ما .. فهو يدل على قرب انتهاء الخطر ..
قدت السيارة متتبعا أثر الشعاع ، حتى وصلت إلى حديقة عامة ليس بها أحد ..
- يبدو أن قلادة النار في هذا المكان ..
غادرنا السيارة بهدوء ، و دخلنا الحديقة ..
- الشعاع ينتهي عند هذه الشجرة الكبيرة ..
قلت هذا ، و أنا أشير إلى شجرة كبيرة الحجم ، مخيفة قليلا ..
اقتربنا منها و ذهلنا .. نقش آخر على جذع الشجرة متوسط الحجم ..
- لقد وجدنا النقش ، و لكن أين سنجد القلادة ؟..
نعم أين سنجدها ؟..
***
7- النجدة أنا في خطر ..
ــــــــــــــــــــــــــــ
حقيقة لم يكن الأمر صعبا ، أخرجت القلادة من جيبي ، وفجأة انبعث شعاع رفيع من تحت الأرض ، فقلت في لهفة :
- أعتقد أنّ القلادة مدفونة هنا تحت الأرض ..
انحنى ( بلال ) ينبش الأرض ، حتى عثر على القلادة فقال في دهشة و هو ينظر إليها :
هذه هي القلادة .. و لكنها تختلف عن القلادة الأولى .. حقا إنّ هذا غريب ..
غريب .. و ما الذي ليس غريبا في هذه الأحداث .. منذ أن بدأت و كل شيء غريب يحدث .. المهم أنني قلت لهم و أنا أتناول القلادة من ( بلال ) :
- حسن .. سوف أحاول تفسير الرموز التي تحويها .. من المؤكد أنها ستدلنا إلى القلادة الثالثة ..
- إذن هيّا بنا لنذهب ..
قالها الدكتور ( فريد ) في هدوء ورصانة ..
أخيرا عدت إلى شقتي .. وضعت الكتاب على الطاولة ، و وضعت القلادتان بجانب الكتاب ، ذهبت .. هل عرفتم ؟.. بالطبع إلى المطبخ .. لأنّ الدكتور المحترم ( فريد ) نسي أن يدعوني إلى طعام الغذاء .. لا بأس .. أنا لن أعقد الأمور أكثر من ذلك .. ماذا أفعل ؟.. ماذا أفعل ؟.. أرز .. حسن سوف أطهو أرز مع بعض اللحم .. و سلطة خضار .. هذا يكفي .. مرت ساعة ، و نضج الطعام .. حضرت كل شيء ، و وضعتها على المائدة ، واستعدت لالتهام هذا الطعام الشهي .. و قبل أن أتذوق أي شيء ..
" طرقات على الباب " ..
يا للمصيبة .. من يكون يا ترى ؟..
ذهبت لأرى من الطارق و أنا أقول في سري :
توقيت غير مناسب لاستقبال الضيوف ..
فتحت الباب .. (عزت ) صديقي العزيز ..
- أنا آسف على الإزعاج .. لكني شعرت بالجوع ، فقلت أكيد أنّ ( رفعت لن يقصر في دعوتي إلى الطعام ..
يبدو أن له حاسة شم حادة بدليل أنه جاء قبل أن أتناول أي شيء ..
- أنت على الرحب و السعة دائما ..
" و لكن ليس في كل الأحوال ..
دعوته إلى الداخل ، وأغلقت الباب خلفه .. جلس على المائدة قبل أن آذن له .. لا بأس بذلك يعتبر البيت بيته .. تناول قطعة اللحم قبلي .. يا للمصيبة .
- أنت طاهٍ جيد يا ( رفعت ) اللحم لذيذ للغاية ..
جلست على مقعدي وبدأت في تناول الطعام ..
- ما هي آخر التفاصيل ؟..
بالطبع يسألني عن معركتي مع الأشباح ..
- لقد حدث تطور كبير في مسار الأحداث ..
رويت كل ما جرى بالتفصيل ..
- هذا رائع .. و أين هذا الكتاب الذي أحضرته ..
بالطبع قال هذا بعد أن امتلأت معدته ، والتهم كل اللحم الموجود ..
- إنه على الطاولة ، و بجانبه القلادتان .. قلادة الماء و قلادة النار ..
اتجه نحو الكتاب ، و تصفحه في هدوء ، ثم أغلقه ، و تفحص القلادتان قليلا ، ثم عاد ليقول :
• وماذا ستفعل الآن ؟..
- بالطبع سوف أحاول حل تلك الرموز .. ، هل تستطيع مساعدتي ؟..
قال و هو يتجه نحو المطبخ :
- بالطبع سوف أساعدك .. سوف أعد الشاي ، و أنت تحل الرموز ..
شاي .. هل يريد أن يقتلني من الغيظ ؟.. يبدو ذلك .. عليّ تحمله إلى النهاية ..
تناولت الكتاب ، و أنا أبحث عن نقش قلادة النار .. أخيرا وجدتها ..
" قلادة النار .. النار تحرق كل شيء .. النار تدمر .. النار سر الأسرار ..
من الحديقة العامة في منتصف الليل ، وجه القلادة نحو القمر المضيء ، سوف ينبعث شعاع فضي رفيع ، سوف يكون منتهاه إلى قلادة الحياة ..
- ما هذا التعقيد ؟.. لماذا لا نجد القلادات في مكان واحد .. و ننتهي من هذا ..
ماذا هل تكلمني ؟..
صوت ( عزت ) يتساءل ..
- لا .. لقد كنت أكلم نفسي .. لقد حللت الرموز ..
حللتها .. انتظر لحظة .. سوف أجلب الشاي ..
أتى بسرعة .. قال و هو يناولني كوبا من الشاي الساخن :
- خذ هذا اشربه .. شاي جيد .. أنا بارع في صنعه ..
أشك في ذلك .. رشفت قليلا منه .. هذا غريب .. طعمه جيد .. لقد صدق الوغد ..
- ما حل هذه الرموز .. هيا أرجوك ..
مرت دقيقة ، و أنا أقرأ عليه ما وجدته في الكتاب الأسود ..
• منتصف الليل .. و لماذا قلادة النار في منتصف الليل ؟..
- هل تسألني .. لقد بحثت ولم أجد السبب ؟.. لابد أنه شيء يتعلق بقوانين هذه القلادة .. المهم في النهاية أن نجد القلادة هذا المهم ..
- هل تسمح لي بأخذ القلادتان قليلا .. سوف أقوم أطبعهما على قطع من الصلصال ..
- أنا آسف لن أستطيع ..
ما الذي جعلني أقول هذا؟ .. أهو شيء غريب أشعر به !!.. ربما !!..
- قليلا .. لن أتأخر ..
- قلت لك أنا آسف لن أستطيع .. و لا تناقشني في هذا أبدا ..
وجه ( عزت ) .. لقد بدا عليه الانزعاج .. لقد صدم بي ..
- حسن سوف أذهب الآن ..
رافقتك السلامة ، و لا تنس أن تغلق الباب خلفك ..
سامحني يا ( عزت ) .. أنا أعرف ما أفعله ، و سوف تعذرني ، عندما تعرف لماذا فعلت هذا .. أفضل شيء أن أنام قليلا ، حتى أستعد لمغامرة الليلة ..
بالطبع تذكرت ما علي فعله .. سوف أتصل بالدكتور ( فريد ) لأخبره بما توصلت ، و أيضا لكي يستعد للذهاب هو و( بلال ) لمغامرة الليلة .. أحقا يجب أن أنام بعد هذا الطعام الثقيل ..
اتجهت إلى سريري ، و غصت في نوم عميق للغاية .. بالطبع هناك كوابيس .. هل تريدون معرفتها ؟.. لا بأس في ذلك ..
" أنا أمشي في طريق طويل للغاية مظلم مخيف .. كان هناك شعور بداخلي يقول لي .. تقدم .. تقدم .. على الرغم من القلق الذي أشعر به .. تقدمت ورأيت .. ماذا رأيت ؟.. بيت كبير مخيف مرعب تقدمت بخطوات بطيئة منه .. حتى وصلت إلى البوابة الكبيرة الصدئة .. دخلت لأجد نفسي في حديقة مقفرة مخيفة .. ، تركت كل هذا ، و توجهت إلى الباب إلى الذي يؤدي إلى البيت دخلت .. لقد كان صالة واسعة كبيرة .. و درج يؤدي إلى فوق ، صعدت الدرج ثلاث حجرات .. ولجت الحجرة الأولى لا شيء فيها .. الحجرة الثانية سرير و مكتبة ، الحجرة الثالثة .. هذا مذهل .. نقش لقلادة الماء على الجدار ، أهذا ما رآه ( بلال ) في الحلم .. ، و فجأة سمعت صوت ..
- سوف تموت .. لن تعيش أبدا ..
ما هذا .. من الذي يقول هذا ..
- سنون طويلة ، و أنت تجاهد لكي تظل حيا .. لكن هذه المرة سوف تموت ..
الصوت مألوف ..
- الدكتور ( رفعت ) كم من مرة نجى من موت محقق .. هل يشبه القطة ذات السبعة أرواح أم أن روحه تأبى أن تغادر هذه الحياة قبل أن تعرف كل شيء
ألم أقل لكم أن هذا الصوت معروف ..
اقتربت الخطوات أكثر من الحجرة حتى ظهر ..
دكتور ( لوسفير ) .. هذا مستحيل ..
- أي مستحيل .. أنا الدكتور ( لوسيفر ) بشحمه و لحمه .. لقد جئت في موعدك تماما يا دكتور ( رفعت ) لأن نهايتك قد دنت ، و حانت ساعتك ..
اقتربت يده مني في بطء متعمدا قتلي من الخوف .. لماذا الآن .. اليد تقترب أكثر و أكثر ..
لقد شلت مقاومتي .. اليد تقترب من وجهي أكثر و أكثر .. هل ملّ مني بهذه السرعة ، ألم ينقذني في جانب النجوم .. ابتسامته غريبة حقا .. و جهه يتغير .. إلى وجه لا أعرفه .. لم أره في حياتي .. ما هذا ؟.. إنه ليس الدكتور ( لوسفير ) .. من هذا ..
- أنا ( ياسر ) أيها الأحمق .. لقد استسلمت لي .. لا مفر لك أبدا .. سوف تنتهي حياتك الآن ..
لماذا أنا متجمد في مكاني ثقيل .. لا أستطيع الحراك .. اليد تكاد تلمس وجهي .. حسن سوف أستسلم ..
( الله أكبر .. الله أكبر .. )
لقد انبعث هذا الأذان من صوت بعيد ، و الشبح يصرخ مبتعدا و هو يصدر صوتا مثيرا للذعر ، و فجأة استيقظت ..
) الله أكبر .. الله أكبر ) ..
نظرت إلى ساعتي .. أذان المغرب .. يا له من كابوس مرعب .. غادرت السرير ، وذهبت إلى الحمام ، و توضأت .. و ذهبت إلى المسجد .. أديت الصلاة ، و عدت إلى شقتي .. ما زال الوقت مبكرا على منتصف الليل .. أغلقت باب الشقة جيدا .. حقا قد ترك هذا الكابوس أثرا في نفسي .. تناولت الكتاب الأسود مرة أخرى ، و تصفحته ، هناك نقشان ما زالا . سوف أحاول أن أختصر الطريق ، أحضرت ورقة وقلم ، قلادة الحياة .. " الحياة سر الوجود .. الحياة سر الأسرار ..
هذا فقط .. ودونت ما كتب عنها ، و كيفية الوصول إلى قلادة الموت ..
" قلادة الموت .. الموت منذ الأزل .. الموت نصيب كل حي .. الموت سر الأسرار ..
و أيضا دونت ما وجدته ..
أغلقت الكتاب ، و وضعت القلادتان في جيبي .. صوت زجاج يتحطم قادم من المطبخ ..
- ما هذا ؟..
الحقيقة أنني شعرت بالقلق .. اتجهت إلى المطبخ في قلق .. و لكن لا أحد .. رجعت إلى الصالون .. وجلست على الأريكة .. أفكر ..
هل حقا سوف تنتهي هذه الأسطورة على خير ..
صوت الزجاج يتحطم مرة أخرى ..
لا .. لن أهدأ أبدا قبل أن أعرف ما الذي يحدث ؟..
دخلت المطبخ .. و رفعت الزجاج المكسور ، و وضعته في حاوية الزبالة ..
- سوف تموت ..
يا إلهي هل سمعتم هذا الصوت ؟.. إنه صوت ( ياسر ) ..
- لن أدعك تستمر في الحياة .. لن أدعك تشهد نهايتنا أبدا ..
لقد ظهر الوغد .. إنه ( ياسر ) ..
اقترب مني و هو يقول في شراسة :
- سأقتلك مثل ما قتلت العجوز الساحر ..
إذن هو الذي قتله .. لقد توضحت الأمور ..
***
أخرجت قلادة ذهبية من جيبي ، و رميتها على الأرض ، و عندما رآها تلاشى على الفور ..
***
القلادة .. هذا هو الحل الوحيد .. سوف أخرجها من جيبي ...
- هل أنت خائف ؟؟.. خوفك يسعدني ..
أخرجت القلادة من جيبي ، و ألقيتها على الأرض ، ما أن نظر إليها الشبح ( نادر ) حتى صرخ في رعب :
- لا .. لا ..
تلاشى على الفور .. و لكني أعلم أنّ هذا ليس حلا جذريا .. يجب أن نمشي في الطريق إلى النهاية ..
تناولت القلادة من على الأرض ، و وضعتها في جيبي ..
أنا لن أبقى هنا دقيقة واحدة .. سوف أذهب إلى ( عزت ) ..
غادرت شقتي ، واتجهت إلى شقة جاري ( عزت ) طرقت الباب في هدوء على الرغم من قلقي الشديد ..
- من الطارق ؟..
صوت ( عزت ) يتساءل .. لا أعرف كيف سوف يستقبلني بعد أن رفضت أن أعطيه القلادتان .. قلبه كبير و سوف يتفهمني ..
- أنا ( رفعت ) .. افتح الباب من فضلك ..
فتح ( عزت ) الباب ، و هو ينظر إلى في فتور قائلا :
- مرحبا .. تفضل .. أرجو ألا تكون هاربا من شبح ..
غريب .. كيف عرف .. أم أنه حدس صائب ..
- نعم .. بالفعل أنا كنت على وشك الموت على يد شبح ..
فغر ( عزت ) فاه و هو يحدق في وجهي بدهشة قائلا :
• معقول .. و كيف نجوت ؟..
- ألقيت قلادة الماء ، فتلاشى الشبح ..
- لهذا لم تعطني القلادتان ..
اقترب مني راسما على شفتيه ابتسامة رقيقة ، و هو يضع يده على كتفي قائلا :
- أنت معذور يا ( رفعت ) .. لقد ظننت بك الظنون .. اجلس على هذه الأريكة ، و سوف أصنع لك كوبا من الشاي ..
جلست على الأريكة التي أشار إليها ، وأنا ابتسم وأقول له في مودة :
- بالفعل أنا أحتاج إلى كوب من الشاي .. رأسي يكاد ينفجر من كثرة الأحداث الغريبة ..
- طلباتك أوامر ..
انطلق لصنع الشاي ، بينما قعدت أفكر في الأشباح .. هل حقا سوف نتوصل إلى وسيلة للخلاص منها نهائيا ، أم أنّ هذا كله مجرد محض خرافات ..
- الشاي يا عم ( رفعت ) .. تفضل ..
ناولني ( عزت ) كوب الشاي ، و أنا أقول له :
- شكرا كثيرا يا ( عزت ) .. أنا في أمس الحاجة إليه ..
-والآن ماذا ستفعل ؟..
- لا شيء سوف أنتظر قليلا حتى موعد أذان العشاء ، و أصلي ، و أذهب إلى الدكتور ( فريد ) .. حتى نواصل المهمة ..
- كان الله في عونك يا ( رفعت ) ..
مرّ الوقت بسرعة حتى سمعت صوت أذان العشاء يخترق أذنيّ ، فاتجهت إلى الباب لأغادر الشقة و أنا أقول في هدوء :
- ربما لا أعود الليلة فلا تقلق عليّ ..
- صحبتك السلامة ..
ذهبت إلى المسجد ، و أديت الصلاة .. الحقيقة أنّ التوتر خفّ قليلا بعد تأدية الصلاة .. ، أنتم تعلمون إلى أين سوف أذهب .. بالطبع إلى شقة الدكتور ( فريد ) ، لأنه مكتبه مغلق في مثل هذا الوقت .. عليه أن يتحملني ..
وصلت إلى شقة الدكتور ، و طرقت الباب في هدوء ، فتح الباب لتطل عليّ وجه سيدة محترمة في الأربعين .. هادئة الملامح .. تبدو البشاشة على وجهها ، و هي تقول :
- أكيد أنت الدكتور ( رفعت ) ..
- نعم أنا هو ..
- لقد حثني زوجي عنك كثيرا ، و لقد قرأت لك كثيرا عن أمراض الدم ، و الظواهر الغامضة التي خضتها ..
ماذا ؟.. هل ستروي قصة حياتي ، دون أن تدعوني إلى الدخول ..
- لقد أخذتني المفاجأة و لم أدعك إلى الداخل . تفضل ، زوجي بالداخل في غرفة المكتب هو و ( بلال ) ..
أخيرا تذكرت نفسها ..
- حسن ..
تقدمت إلى الداخل ، و أنا أتأمل الشقة .. هذا عيب بي .. يجب أن أتأمل كل شقة أدخلها للمرة الأولى ... حقا كانت شقة بسيطة متواضعة كل قطعة في مكانها دون تكلف .. و دخلت المكتب ..
- مرحبا دكتور ( رفعت ) ..
قالها الدكتور ( فريد ) ، و هو يتقدم نحوي ، ليسلم عليّ ، و يجلسني على مقعد بجانب المكتب .. نظرت إلى ( بلال ) الذي ألقى التحية في هدوء و هو يمد يده نحوي قائلا :
- أرجو أن تكون بخير ..
- في الحقيقة لقد هاجمني الشبح المدعو ( ياسر ) ..
نظر إليّ ( بلال ) في دهشة ، و هو يقول :
- هذا يعني أنه بدأ يشعر بالخطر ، و هذا يدل أننا نمشي في الطريق الصحيح ..
- نعم ، و الساعة الآن الحادية عشرة و النصف ..
- علينا أن نستعد الآن للذهاب إلى الحديقة العامة ..
قلتها ، و أنا أنظر إليهما في هدوء فقال الدكتور ( فريد ) :
- إذن هيا لنستعد ..
- نعم لنستعد ..
لم يبق إلى فصلان وتنتهي هذه الرواية
|