المنتدى :
المنتدى الاسلامي
التفكر في حب الله
وهذا اخواني ايضا من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي
وقد وجدت انه كلام رائع على كل حال من ارد تحميل الكتاب هذا هو الرابط
صيد الخاطر لابن الجوزي
الهم ارحمه الهم اغفرله واجزه عنا كل خير انك على ما تشاء قدير وبالاجابة جدير وصلي الهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
فصل التفكر في الله ومحبته
تأملت قوله تعالى: " يُحِبُّهُم وَيُحبُّونهُ ".
فإذا النفس تأبى إثبات محبة للخالق توجب قلقاً وبيان هذا: أن محبة الحس لا تتعدى الصور الذاتية ومحبة العلم والعمل ترى الصور المعنوية فتحبها.
فإنا نرى خلقاً يحبون أبا بكر رضي الله عنه وخلقاً يحبون علياً بن أبي طالب رضي الله عنه وقوماً يتعصبون لأحمد بن حنبل وقوماً للأشعري فيقتتلون ويبذلون النفوس في ذلك.
وليسوا ممن رأى صور القوم ولا صور القوم توجب المحبة.
ولكن لما تصورت لهم المعاني فدلتهم على كمال القوم في العلوم وقع الحب لتلك الصور التي شوهدت بأعين البصائر.
فكيف بمن صنع تلك الصور المعنوية وبذلها وكيف لا أحب من وهب لي ملذوذات حسي وعرفني ملذوذات علمي فإن التذاذي بالعلم وإدراك العلوم أولى من جميع اللذات الحسية فهو الذي علمني وخلق لي إدراكاً وهداني إلى ما أدركته.
ثم إنه يتجلى لي في كل لحظة في مخلوق جديد أراه فيه بإتقان ذلك الصنع وحسن ذلك المصنوع.
فكل محبوباتي منه وعنه وبه الحسية والمعنوية وتسهيل سبل الإدراك به والمدركات منه وكيف لا أحب من أنا به وبقائي منه وتدبيري بيده ورجوعي إليه وكل مستحسن محبوب هو صنعه وحسنه وزينه وعطف النفوس إليه.
فكذلك الكامل القدرة أحسن من المقدور والعجيب الصنعة أكمل من المصنوع ومعنى الإدراك أحلى عرفاناً من المدرك.
ولو أننا رأينا نقشاً عجيباً لاستغرقنا تعظيم النقاش وتهويل شأنه وظريف حكمته عن حب المنقوش.
وهذا مما تترقى إليه الأفكار الصافية إذا خرق نظرها الحسيات ونفذ إلى ما وراءها فحينئذ تقع محبة الخالق ضرورة.
وعلى قدر رؤية الصانع في المصنوع يقع الحب له.
فإن قوي أوجب قلقاً وشوقاً.
وإن مال بالعارف إلى مقام الهيبة أوجب خوفاً.
وإن انحرف به إلى تلمح الكرم أوجب رجاء قوياً " قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ
|