المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
العاشق الأسير ... أولي رواياتي الرومانسية - كاملة
هذه هي روايتي الرومانسية الأولي في المنتدي - و ليست أول ما كتبت
فقد سبق أن كتبت في أدب الرعب و الجاسوسية بل و الرومانسية أيضا
- هذه العمل قد يراه البعض رواية - و قد يراه البعض الآخر خواطر
- قد يراها البعض رومانسية و قد يحنق البعض الآخر مما كتبتهمنتدى ليلاس الثقافي
- قد يراها البعض جيدة و قد لا يراها البعض الآخر كذلك
المهم سواء أنك تراها مسلية أو تراها بأي كيفية أخري - المهم أنك لن تشعر بالملل فقد تعجبك أو تحطم ال Screen الخاصة بجهازك ..... لا داعي للثرثر الآن و لنبدأ الرواية
العاشق الأسير لم أكن قد رأيتها من قبل ... و لكن ثمة شعور مماثل متبادل بيننا , أو أن هذا ما أتصوره ..
لم أرتجف تلك الارتجافة من قبل , فقد صدرت هذه المرة من أصدق الأماكن داخل نفسي ...
من قلبي مباشرة ارتجافة حانية خافتة انطلقت من صدري نحو أطرافي المثلجة , و أنا أتخيل نفسي و أنا أحتضن كفيها بين كفي , أتخيل نفسي مسئولا عنها , أحميها من كل شرور الدنيا .
كانت كلماتها الرقيقة هي وحدها التي تحرك مشاعري , و يختلج لها قلبي بين ضلوعي ...
كم هي رقيقة علي الرغم من أني لم أرها , كم هي جميلة و رتئعة علي الرغم من أني لم أشاهدها ..
فاتنة بكلماتها و تأثيرها و علي الرغم من البحر الذي يفصل بيننا , كنت أتمني من الطير المهاجر أن يبلغها أشواقي .. و التي عجزت كلماتي يوما عن ايصالها .
كنت أثق في الطير المهاجر و أعلم أنه لن يخذلني أبدا ..
و لكنني لن أستطيع أن أنتظر .. مشاعري لن تستطيع أن تنتظر وصول الطير المهاجر العام المقبل ...
لذا قررت أن أذهب بنفسي الي الشرق حاملا قلب طائر مهاجر ... عاشق ..
فاما أن أجدها هناك , او أظل أطارد خيوط السراب ..
اجتاحني اشتياق هائل .. فما هي الا ساعات , ربما أيام , و سأري وجهها .. أو حتي أسمع همساتها ..,
صدقيني يا أميرتي .. لن أستطيع الحياة قبل ان أراك
لن أتنفس الهواء سوي بقربك.. وصلت بلدها الشقيق أخيرا .. و قلبي مازال يختلج في عنف ..
ظللت أتجول هنا و هناك..
من الشمال الي الجنوب , من الجبال الي الضاحية , حتي العاصمة و في كل ركن أري خيالها .. و عند كل منعطف أري طيفها .. آه لو تعرفين كم صبرت .. , آه لو تعرفين كم عانيت ..
تمنيت لو لم أبك الآن و أبكي علي صدرك
حبيبتي لا تدعينني لليأس ضحية ..
حبيبتي أحتاج اليكي الآن فلا تخذلينني ..
و انهمرت الدموع من عيني بغزارة ..
" شريف " التفت الي مصدر الصوت لأراها .. نعم هي .. هي كما تخيلتها تماما ..
وجدتني علي الرغم مني أمسك كفيها بين كفي و أحتضنهما .., و أنا أهمس :
: "كيف ... كيف تعرفتيني ! ؟ "
نظرت الي نظرة حانية و هي تقول :
" أنت كما تخيلتك تماما يا حبيبي .. كيف لا أعرفك ! "
أحسست بالحرارة تسري في أناملي .. في أوصالي و أنا مازلت محتضنا كفيها , صارحتها بحقيقة مشاعري نحوها , و صارحتني بدورها قائلة :
" أنا أقدر مشاعرك تجاهي .. و لكن .. و لكن من الأفضل أن نضل أصدقاء .. أصدقاء يجمعهم الاحترام المتبادل "
قلت في ارتباك : " نعم .. نحن فعلا أصدقاء و لن تفرق بيننا الأيام "
أردفت و أنا أحاول اصطناع الابتسام :
- " و الآن علي الذهاب بالفعل .. و لن أنساك يوما !"
نظرت في عينيها نظرة أخيرة .. قبل أن يعود قلب الطير المهاجر الي موطنه .
كانت نظرتها منكسرة , حزينة , يا ليتني تفهمتها قبل أن أغادر . مازلت في الشرفة .. انتظر الطير المهاجر بلا أمل ,
مرت سنة و أنا أنتظره .. بلا حياة ..
قطع سيل أفكاري رؤية ذلك السرب الرائع من الطيور المهاجرة ..
فكرت في أن أذهب الي الشاطئ .. كانت فكرة جيدة , فأنا أحتاج الي الهدوء و الاستجمام , دخلت الحمام , و أبدلت ثيابي , و ما هي الا دقائق حتي كنت أسير علي رمال الشاطيء الناعمة ,
أداعب المياه بأطراف أصابعي تارة , و أتابع السير تارة أخري .. و الطيور المهاجرة ترفرف بأجنحتها سعيدة .. راضية ..
لمحت تلك الفتاة القادمة من بعيد , تحث الخطي و أطراف ثوبها الأبيض يتطاير مع نسمات الرياح ..
انها هي .. لن أنسي ذلك الوجه الملائكي ما حييت , جريت باتجاهها حتي التقينا معا واحتضنتها .
و قبل أن أتكلم وضعت اصبعها علي فمي قائلة و هي تبتسم ابتسامتها الساحرة :
" هل نسيت أنني أحمل قلب طائر مهاجر .. لا تعوقه الحدود , و لا البحار , و لا المسافات "
و هكذا اجتمع قلبينا معا .. و الي الأبد ..
قلبي طيور مهاجرة .
حبيبتي .. لأجلك كتبت روايتي
أملا في أن تصلك أشواقي ..
عبر الحدود , عبر البحر , نحو الشرق .. أرجوا أن تحوز الرواية علي اعجابكم
|