لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-12-06, 10:10 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو متقدم


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 4603
المشاركات: 180
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : hind2006 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الجزء حلو اسلوب جيد وسلس
انت تتقنين العربية وهذا شيئ غريب علي حسب ما نسمع ان الناس في المغرب يتكلمن الفرنسية اكثر من العربية
كل الاحترام لك
ولا تتاخري علينا

 
 

 

عرض البوم صور زهرة  
قديم 02-12-06, 11:25 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8210
المشاركات: 25
الجنس أنثى
معدل التقييم: hind2006 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدBelgium
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
hind2006 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : hind2006 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

كان اليومان اللذان تليا حديثها مع إحسان، من أسعد أيامها في الجريدة وأنشطها، في مساء اليوم الثاني كانت قد جمعت الكثير من المعلومات عن سعيد الشمام، معلومات أثارت دهشتها بالفعل، لكنها لم تعلق على الأمر أمام إحسان التي بانت عليها الحماسة وهي تقرأ التقرير الذي وضعته أمامها قبل نصف ساعة من انتهاء الدوام
- رائع.. لقد كسبت ثقتي بالفعل ضحى
ابتسمت ضحى لهذا الإطراء وقبل أن تبتعد عن مكتبها أوقفتها قائلة بترجي:
- هل يمكنني أن أطلب منك خدمة أخرى
لقد تمنت من قلبها أن تسألها إحسان هذا السؤال فحركت رأسها بسرعة معلنة عن موافقتها.
كانت الخدمة الثانية متعلقة بإحدى الشركات الأجنبية المستثمرة في البلاد، وهي شركة قد فوضتها الدولة لتسيير قطاع الماء والكهرباء في المنطقة لقد طلبت منها إحسان كل المعلومات عن الشركة مهما كانت صغيرة وغير ذي أهمية، لقد ساور ضحى الشك، ماذا يعني كل هذا؟ إنما لم تقف لتفكر مطولا فالمهم الآن هو أن تقوم بالعمل وحسب، ستبحث في أصل الشركة و أصحابها وكل ما يتعلق بأعمالها داخل وخارج الدولة.
بعد ثلاثة أيام وضعت تقريرا من عشرين صفحة على طاولة مكتب إحسان التي اطلعت على المعلومات داخله وذكرت لها مرة أخرى كم هي نشيطة وأنها على الطريق الصحيح في عملها، ثم كلفتها بمهمة أخرى، وهذه المرة صارحت نفسها بأنها لم تعد تفهم شيئا، كانت تبحث في شبكة الإنترنت عن جميع المعلومات المتعلقة بموضوع النفايات النووية والإشعاعية وهي تحدث نفسها:
- النفايات النووية؟ لم أعد أفهم شيئا
عندما انتهت من جمع المعلومات، سجلتها في قرص مضغوط ثم وضعته في حقيبتها قبل أن تغادر مكتبها، لقد انتهى الدوام وإحسان لم تظهر أبدا هذا اليوم، ربما هي مشغولة جدا بقصتها السرية تلك التي تعتقد أنها ستثير ضجة كبرى، والتي ستحرك الكراسي تحت المسئولين، ابتسمت ضحى لهذه الفكرة، لقد كانت إحسان دائما جريئة في مقالاتها وهذا ما أكسبها شعبية كبيرة في أوساط العامة، كما أن المسئولين الكبار في الدولة يحسبون لها ألف حساب، وكم من مسئول كانت السبب في تنحيه عن منصبه، ألا يقال إن الصحافة هي سلطة رابعة، لذلك فيجب عليها أن تلعب دورها على أحسن وجه، وطالما هنالك صحفيون نزيهين مثل إحسان ورشيد فإن الدنيا لا تزال بخير.
***
قبل أن تفتح باب الشقة تناهى إلى سمعها أصوات أبناء أختها وهم يفتعلون الضجة في الداخل، تنهدت في نفاد صبر عندما تذكرت أن اليوم هو يوم الجمعة وهو اليوم الذي تأتي فيه أختها نادية لزيارة أمها.. وافتعال الشجار أيضا، لقد تعلمت مع الوقت أن تتجاهلها وتتجاهل تعليقاتها السخيفة، إلا أن ذلك يأتي على حساب أعصابها، هذا عدا رؤية والدتها التي تعيش في عالم آخر هاربة من الحياة، غير آبهة بما يجري بين ابنتيها ودون أن تتدخل لتوقف سيل الكلمات المبطنة التي تقذفها بها نادية بين الفينة والأخرى منذ أول الزيارة حتى نهايتها.
عندما فتحت الباب وجدت نفسها محاطة بابني أختها وهما يصيحان فرحا، انحنت نحوهما لتقبلهما، ثم فرقت عليهما بالتساوي الحلوى التي أصبحت عادة لهما كل يوم جمعة، وقفت بعد أن انصرف الطفلان مع حصتهما من الحلوى، وعلقت معطفها الأسود في الردهة قبل أن تدخل غرفة الجلوس، نظرت إلى أختها المسترخية على الأريكة وهي تشاهد برنامجا غنائيا على شاشة التلفاز حيتها في برود: - مساء الخير.
وعندما لم تسمع ردا توجهت نحو غرفة والدتها لتطمئن على أحوالها ثم عادت إلى حيث تجلس نادية، وحينما لمحتها سألتها في جفاء:
- متى عدت؟
ألقت ضحى نظرة مزدرية على ما كانت تشاهده أختها، كان برنامجا للاكتشاف المواهب أو هكذا يريدون تسميته، وردت في سخرية لم تعتدها في كلامها:
- وكيف لك أن تنتبهي
وأكمل طريقها نحو غرفتها وقبل أن تغلق عليها الباب سمعت نادية تلحق بها وهي تقول:
- اسمعي ضحى كنت أريد أن أحدثك في موضوع هام
تنهدت في ضيق:
- ألا يستطيع موضوعك أن ينتظر حتى أغير ملابسي
ردت نادية في حدة:
- لا.. لا يستطيع أن ينتظر
قالت ضحى في نفاذ صبر:
- حسنا إذن أخبرني ما الموضوع؟
- أريد حصتي من منزل الجدة.
ظنت ضحى أنها لم تسمع جيدا فقالت بصوت لم تدرك أنه كان مرتفعا جدا:
- ماذا قلت؟
أعادت نادية كلماها بتثاقل ساخرة:
- أريد حصتي من منزل الجدة أسمعتني الآن جيدا أم أعيد الكلام مرة ثالثة
ضحكت ضحى في غير تصديق:
- هل تقصدين منزل جدتنا بالحي الشعبي؟
ردت نادية بعصبية: - وهل هناك منزل آخر للجدة غير ذلك المتداعي في ذلك الحي المثير للشفقة.
قالت لها ضحى بانتصار:
- وأنت قلتها بنفسك بيت متداع في وسط حي فقير
احتجت نادية:
- ومن قال بأنني سأعيش به.. إنني أنوي بيع حصتي فيه
- ما الذي تقولينه بحق الله، إنك حقا مجنونة، لكننا أنا و والدتي لسنا موافقتين على ذلك
صححت لها نادية: - أنت من لا تريدين وليست أمي
- أمي مريضة.
- اسمعي ضحى أريد حصتي من المنزل ولا يهمني إن كنت راضية أم لا.. أو اشتري أنت حصتي وهكذا تحلين المسألة.
قهقهة ضحى في مرارة وهي تقول:
- ومن أين سآتي بالمال الذي سأشتري به حصتك؟
- تدبري أمرك، لطالما فعلت ذلك.
تأملت ضحى أختها طويلا قبل أن تقول في حسرة:
- ولطالما كنت أنت أنانية حقودة، ألا تفكرين في شخص آخر غير نفسك؟
ابتعدت نادية عنها،أما هي فنفضت الباب خلفها حتى اهتزت أركان الغرفة من حولها، ملئها الغضب والحسرة والألم، كيف لأختها أن تتصرف بهذا الشكل كيف يمكنها أن تفكر في بيع منزل الجدة الذي عاش فيه والدها والذي أحبه والذي أوصى على والدتهما قبل وفاته أن تحافظ عليه.
هزت رأسها بعنف وهي تقول غاضبة: - لن أتركك يا نادية تحطمين أحلامي وأحلام والِدَيََََََّ بأنانيتك.

 
 

 

عرض البوم صور hind2006  
قديم 03-12-06, 09:39 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Apr 2006
العضوية: 3958
المشاركات: 2,716
الجنس أنثى
معدل التقييم: أميرة الورد عضو على طريق الابداعأميرة الورد عضو على طريق الابداعأميرة الورد عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 242

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أميرة الورد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : hind2006 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

يسلمو حبيبتي قصه من جد مشوووووووووووقه يعطيك الف عافيه ..

 
 

 

عرض البوم صور أميرة الورد  
قديم 05-12-06, 01:32 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8210
المشاركات: 25
الجنس أنثى
معدل التقييم: hind2006 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدBelgium
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
hind2006 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : hind2006 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

السلام عليكم أصدقائي أعضاء منتديات ليلاس
أتمنى أن لا أكون قد تأخرت عليكم قليلا وأتمنى أن تعذروني
أشكرك أميرة الود على مرورك الطيب وأكشر الصديقة زهرة أيضا، وأتمنى أن ينال إعجابكم هذا الجزء الذي سأضعه اليوم بين أيديكم


في مساء السبت، كان الضجر قد أخذ منها كل مأخذ، فسارعت إلى ارتداء ملابسها والخروج من المنزل، أقلها التاكسي عبر الشوارع التي غسلتها الأمطار ليلة البارحة نحو المدينة القديمة حيث يقع منزل الجدة والذي ورثته هي ووالدتها وأختها نادية التي تطالب اليوم بحصتها فيه، حدثت ضحى نفسها بأن مسألة بيع المنزل ما هي إلا حجة لافتعال الشجار مجددا، لكنها لا تصدق أنه قد يكون السبب وراء تصرف أختها البارحة، ربما تحتاج المال حقا ولكن كبريائها يمنعها من التصريح بذلك، وحتى لو أرادت الحفاظ على المنزل وذلك من خلال شراء حصة أختها فهي لا تملك المال الكافي، وأختها ستزن عليها في كل مناسبة، ستعيد وتعيد الأسطوانة حتى تجعل ضحى تستسلم، لكنها لن تفعل، إن اعتقدت أنها ستنتصر عليها هذه المرة فهي مخطئة لقد استسلمت لها في أمور كثيرة، إنما الأمر يختلف الآن المنزل ليس للبيــع...
لقد سرحت في أفكارها طويلا وهي تسير عبر الأزقة الضيقة للمدينة القديمة وعندما انعطفت يمينا نحو الزقاق حيث المنزل قائم شعرت بجسدها يرتطم بكتلة شخص آخر كان يتحرك بسرعة هائلة في الاتجاه المقابل، وكادت تسقط أرضا عندما شعرت بيد الشخص الآخر تمسك بكم معطفها تنقدها من ألم السقوط، كانت لا تزال تشعر بالدوار عندما سمعت الشخص يسأل مستغربا: - ضحى؟
نظرت إلى صاحبة الصوت، ولم يكن سوى إحسان قطبت جبينها وهي تلاحظ وجهها المخطوف وأنفاسها المتسارعة، كانت لا تزال مشوشة إثر اصطدامها بها لكنها استطاعت أن تسألها عن حالها:
- إحسان، هل أنت بخير
التفت إحسان إلى الخلف كان الزقاق الطويل خاليا، و ظلت لحظات طويلة تترقب في صمت متوتر السكون الذي حل بالمكان، ثم تنهدت أخيرا واستدارت لتواجه ضحى التي عادت لتسألها:
- هل أنت بخير؟
حركت إحسان رأسها محاولة أن تتحكم بالارتجاف الذي سار في كيانها و وابتسمت لضحى بصعوبة:
- إنني على ما يرام...
ثم تابعت في مرح سائلة:
- وأنت ضحى ما الذي تفعلينه هنا؟
- لقد جئت لزيارة منزل جدتي...
ثم أشارت إلى منزل مقابل لهما وأكملت:
- هذا هو.. هل تريدين الدخول أرى أن وجهك شاحب، هل أنت مريضة.
لوحت إحسان يديها في حركة وكأنها تطرد ذبابة من أمام وجهها وهي تقول:
- لا إنني بخير، في الحقيقة كان هنالك رجل مجنون يلاحقني، فأخافني حقا.
لم تصدق ضحى أن إحسان المرأة الحديدية والقوية والتي لا تخاف قول الحق ولو على رقبتها ولا تخاف غضب المسئولين في البلاد ولا أصحاب النفوذ وأرباب المال، تخاف من المجانين، إنه أمر مثير للاهتمام حقا.
لاحظت إحسان التكشيرة التي علت وجه ضحى، فضحكت وهي تقول:
- إنه أمر غريب حقا أن أخاف من المجانين أليس كذلك؟
ردت ضحى في صدق: - في الحقيقة نعم.
قالت إحسان في مرح : - لكل منا نقطة ضعف
عندما دخلتا المنزل الساكن والبارد، سارتا عبر ممر طويل مظلم قبل أن تجدا نفسيهما في فناء كبير عار يظهر سماء الخريف الباهتة الزرقة تتخللها بعض السحب الداكنة، وقد رصت على جوانبه أحواض صغيرة من الطين زرعت بها جميع أنواع الورود من القرنفل الأحمر والأبيض الذي عبق المنزل برائحته، و نباتات السرخس واللواية والحبق الذي خالطت رائحته القوية رائحة القرنفل، وفي الوسط شيد حوض كبير زرعت في وسطه ثلاث شجرات ليمون أصفر، الأولى كانت كبيرة ومثقلة بثمار الليمون الذي لم ينضج بعد، والثانية كانت متوسطة الحجم وهي أيضا محملة بالليمون ، والثالثة كانت لا تزال صغيرة. وقفت إحسان أمام الشجرات الثلاث تتأمل المنزل القديم وغرفه المحيطة بالفناء الأندلسي الطراز المغلفة حوائطه وأرضيته بالزليج البلدي القديم، بينما ذهبت ضحى لجلب الكراسي من الداخل، عندما عادت بالكراسي ووضعتها بالقرب من حوض أشجار الليمون علقت إحسان وعينيها لا تزالان تتأملان كل ركن من أركان البيت العتيق:
- إنه رائع.. قديم لكنه رائع
ابتسمت إحسان لها وقالت في أسف:
- إنه يحتاج إلى الإصلاح
- أعتقد ذلك.. هل قلت إنه منزل جدتك، هل تعيش هنا؟
- لا، لقد ماتت جدتي منذ مدة طويلة، ثم ورثه والدي قبل أن يموت فيتركه لنا أنا ووالدتي وأختي.
حركت إحسان رأسها دون أن تعلق فتابعت ضحى كلامها:
- أختي تطالب بحقها فيه.. تريد بيعه
لمحت إحسان الألم الظاهر في كلماتها الأخيرة فسألتها مستوضحة:
- وأنت.. هل تريدين بيعه؟
- لا.. لقد عشت أياما جميلة هنا عندما كنت صغيرة وعندما كانت جدتي لا تزال حية، وقبل وفاة والدي كنا نحظر إلى هنا في أيام العطل فنقضي أياما رائعة في رعاية النباتات و تنظيف البيت وشرب الشاي هنا.. لكن تغير كل شئ الآن ولا أستطيع أن أمنع أختي من حصتها في إرث والدنا، لو كان لدي المال لاشتريت حصتها، كما أنني كنت أنوي إصلاحه.
- ولماذا لم تفعلي ذلك؟
- بعد وفاة والدي أصيبت والدتي بصدمة فمرضت، فكان المبلغ الذي كنا نحصل عليه من معاشه لا يكفي حتى لسد حاجيتنا من دواء وطعام ومصاريف الدراسة، كانت السنوات التي تلت وفاة والدي صعبة جدا...
صمتت لحظة تنظر إلى إحسان قبل أن تقول معتذرة:
- آسفة إن كنت قد أزعجتك بحديثي هذا.
- لا بالعكس، أنا أيضا والدي مات، لكن الفرق بيني وبينك أنني لم أرى والدي أبدا لأنه توفي وأنا لا زلت في بطن والدتي التي ربتني وأبت أن تتزوج رجلا آخر غير والدي.. أتعلمين ضحى، إن أمي لا تزال تحب والدي رغم أنه مرت على وفاته ثلاثون سنة، في بعض الأحيان أجدها تأخذ صورته بين يديها وتتأملها في شوق وحب كبيرين... المسكينة أملت أن أتزوج وأعوض عليها بأولاد يحومون حولها وينادونها بجدتي...
ضحكت في أسى وهي تتابع كلامها:
- لكنني لم أحقق لها أمنيتها بعد.
اندفع السؤال عبر لسان ضحى من غير تفكير:
- ولما لم تتزوجي حتى الآن؟
ساد صمت طويل بينهما حتى ظنت أنها أخطأت بسؤالها
- لقد مات
تفاجأت ضحى من الألم في صوت إحسان، فندمت حينها لأنها طرحت هذا الموضوع فقالت معتذرة:
- أنا آسفة
حاولت ضحى أن تخفي معالم التأثر على ملامحها وصوتها فردت بمرح مصطنع: - لا تقلقي، كان ذلك منذ مدة طويلة...
ثم صمتت مرة أخرى وملامحها الصلبة التي اعتادت ضحى رؤيتها قد اختفت، عادت لتقول بصوت مثقل بالحزن:
- كنا ندرس معا في معهد الصحافة...
ابتسمت وهي تستعيد شريط الذكريات الذي مر بها قبل أن تتابع: - كان عثمان شابا وسيما ومغرور، تعرفت عليه ضمن مجموعة بحث، ولم نكن على وفاق أبدا كنت في نظره متكبرة وكنت أنظر إليه بالمثل وذات يوم تشاجرنا حول سبب تافه لا أذكر حتى ما هو ولم نكلم بعضنا البعض حتى نهاية السنة، كان هو من جاءني يعتذر، وأخبرني كم أنا مغرورة وكم انتظر ليخبرني بأنه معجب بي، تفاجئت حينها، لكنني لا أنكر أنني أيضا كنت معجبة به لكن غروري جعلني لا أصارح حتى نفسي بالأمر، أما السنة الثانية فقضيناها ننسج الأحلام ونرسم خطوط المستقبل المشرق بعد أن نجتمع معا في سقف واحد، كان قد أخبر والديه عني وقد فعلت بالمثل، وكنا ننتظر فقط أن نتخرج ليحظر والديه ويخطبني، ونعمل معا في نفس الجريدة التي كان سيؤسسها والد إسماعيل رئيس التحرير كما تعرفين، مع بقية الزملاء الذين كانوا في نفس دفعتنا وكان من بينهم رشيد الذي كان صديقا مقربا لعثمان، وهكذا كانت الحياة قد قدمت لي كل ما كنت أحلم به، عملا أحبه، ورجل الأحلام الذي تتمناه أية شابة في مثل عمري حينذاك، وأصدقاء رائعون، كل شئ كان كالأحلام الوردية المثالية حتى إنها لا تكاد يصدق، وفجأة ردت إحدى الشبكات الإعلامية الغربية على طلب عمل كان قد تقدم به، وقد كان عثمان من بين الخمسة الأوائل في دفعتنا تلك، كما أنه كان يتقن ثلاث لغات مهمة للإعلام بالإضافة إلى اللغة العربية، ما آلمني أنه لم يكن قد أخبرني يوما بنيته في العمل مع إحدى الشبكات الإعلامية الدولية حتى ردت على طلبه بالموافقة وهذا طعنني في العمق، طلب مني أن أذهب معه هناك وسيجد عملا لي في نفس الشبكة لكنني رفضت بشدة لأنه لم يكن ذلك هو حلمي الذي عشت من اجله، كما أني شعرت بأنني خدعت، وهكذا مات حلمي، وفسخت خطوبتي به رغم أنه كان متشبثا بي حتى آخر رمق.
ثم سافر وعمل مراسلا لتلك الشبكة في الشرق الأوسط وقد كان رشيد من يطلعني على أخباره، كان دائما بالقرب من خط النار، ثم أرسلته الشبكة إلى فلسطين وقتل هناك كان ذلك...
لم تستطع أن تحبس دموعها فقامت من مكانها مبتعدة عن عيني ضحى التي لم تحاول أن تعلق على الأمر أو تواسيها، لأنها شعرت أنه من الأفضل لها أن تبكي فهذا سيفيدها بكل تأكيد، أطلقت ضحكة مرتجفة بين دموعها وهي تقول:
- يا لغبائي.. لم أبكي حتى عندما سمعت خبر وفاته، وانظري إلي الآن أبكي على أمر أصبح ذكرى وأمام صحفية مبتدئة عرفتها منذ أيام.. أتمنى أن لا تخبري أحدا بذلك يوم الاثنين.
وعندما لمحت الغضب في وجه ضحى قالت بابتسامة ودودة:
- كنت أمزح معك فقط
طال صمت مقلق دفع ضحى إلى الإعلان:
- هل تريدين كوبا من الشاي المنعنع
حركت إحسان رأسها وقد تلاشت في تلك اللحظة معالم الألم التي كانت ترسم ملامحها قبل لحظات قائلة:
- ستكون فكرة جيدة.. سأصعد إلى السطح إن كان هذا لا يزعجك؟
ردت ضحى بابتسامة مشرقة:
- لن يزعجني أبدا.

 
 

 

عرض البوم صور hind2006  
قديم 05-12-06, 10:09 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Apr 2006
العضوية: 3958
المشاركات: 2,716
الجنس أنثى
معدل التقييم: أميرة الورد عضو على طريق الابداعأميرة الورد عضو على طريق الابداعأميرة الورد عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 242

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أميرة الورد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : hind2006 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اه يا قلبي تاثرت مع احسان

ننتظر البقيه يا قلبي

 
 

 

عرض البوم صور أميرة الورد  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ضمائر لا تباع، نفايات نووية
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:21 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية