دبي - وسط زحمة المسلسلات التي تطل على المشاهدين في شهر رمضان المبارك يحظى للمرة الاولى في دولة الامارات العربية المتحدة مسلسل كرتوني "الفريج" بمشاهدة تفوق بكثير بعض المسلسلات التاريخية والدراما العربية التي اعتاد الناس عليها في رمضان.
"الفريج" .. مسلسل كرتوني ثلاثي الابعاد ابتكره شاب اماراتي محمد سعيد حارب مشروعا لتخرجه في جامعة نورث ايستر في ولاية بوستن الاميركية عندما طلب اليهم مدرس مساق التخرج ابتداع شخصية كرتونية غير مكررة من وحي تراث الدولة التي يسكنها كل طالب.
ويقول محمد حارب الذي درس الاعلام والرسوم المتحركة "عندما طلب منا ابتداع شخصية تراثية كان اول شيء خطر ببالي هو دور الجدة في الحي القديم التي تجمع بين صفات كثيرة أهمها تأثيرها عند الآباء والأبناء والاحفاد وفعلا اخترت هذا النموذج وقدمته في سنة تخرجي".
واضاف "بعد التخرج اصبحت هذه الشخصية ملازمة لي وفكرت جليا في كيفية ترجمتها الى ان تبنت مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب العمل وقامت بتمويله بثلاثة ملايين درهم من اصل أربعة ملايين درهم اجمالي تكلفة المسلسل الى جانب دعم عدد من المؤسسات المحلية لإخراج 15 حلقة مدة كل واحدة 15 دقيقة.
ويضيف حارب "بدأت أحدد هوية العمل بان تتضمن كل حلقة من حلقاته الـ 15 موضوعا مستقلا كتبت نصوصها الكاتبة نجلاء الشحي لمعالجة قضايا اجتماعية مختلفة مثل المنافسة ورعاية المسنين والبذخ في الافراح والمناسبات وطريقة التعامل مع التقنيات الحديثة وغيرها من القضايا الاجتماعية الاخرى".
وتدور وقائع المسلسل الذي يبثه تلفزيون "سما دبي" بعد الافطار قصة أربع مواطنات مسنات يعشن في حي منعزل في مدينة دبي العصرية التي تشهد في كل يوم تطورا اصبح اكبر من قدرتهن على استيعاب كل ما يجري.
وبطلات العمل هن "أم سعيد" الجدة التي تمتاز بالحكمة والحكايات الشعبية و"ام سلوم" المرأة الأكول التي تنسى كثيرا و"أم علاوي" الجدة المثقفة والمتطورة والمحبة للتعاطي مع التقنية الحديثة كالهاتف والكمبيوتر والانترنت ومتابعة الأسهم و"أم خماس" المشاكسة المتعجرفة والمتسلطة وهي جدة ارملة ومطلقة من ثلاث زيجات. ويشير حارب الى ان "فريج" يهدف الى أرشفة التراث
الاماراتي بشكل جذاب يحبه الجمهور ويقول "من هذه القاعدة بدأت البحث عن متطوعين من جامعات الامارات لمساعدتي في انجازه فوجدت دعما من جامعة زايد اذ قامت 30 طالبة بمجهودات ضخمة في رسم صورة دقيقة وموثقة لدبي القديمة من حيث المعمار والملابس والموسيقى وحتى أسلوب الحياة".
ويقول حارب انه "رغم الصعوبات التي واجهتها في بداية الأمر الا انني سعيد جدا وانا انجز الحلقات الاولى اذ لم يكن العمل مكلفا بشكل مادي فقط بل ساهم العشرات في اخراجه الى النور".
واشار حارب الى ان مستوى مشاهدة المسلسل ادهشه وقال "لم أكن أتوقع ذلك على الاطلاق أما ماديا فما تحقق من أرباح يتيح لنا انتاج الجزأين الباقيين ... و"فريج" صنع اصلا من أجل فئة عمرية محددة ما بين 18 و 35 سنة وفوجئت بأن الجميع من الأطفال والكبار يتابعونه".
وقال ان "فريج" هو حلم وطني تطلب الكثير من الجهد والعمل في عدة مجالات وتوجيهات لجعله حقيقة ولمنح سكان هذه المنطقة لا سيما الإمارات العربية المتحدة أول مسلسل كارتوني ثلاثي الابعاد.
منقول