المنتدى :
القصص المكتمله
ويحك الليلة ليلتي ، قصة قصيرة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 00أعزائي هالمرة حأنزل قصة قصيرة أنعرضت في مجلة سيدتي ( أعتقد 9 للكاتبة السعودية انتصار العقيل 00والآن منزلتها ضمن مجموعتها القصصية ( شروخ في بؤبؤ العين) صدقوني مجموعة جداص رائعة 00وهذه واحدة من القصص 00اتنمى تنال اعجابكم 00ودمتم سالمين ** ************************************************
( ويحك الليلة ليلتي )
الليلة ليلة سعادتي وفرحتي .. ليلة عرس ابنتي
هذه الليلة لي ولابنتي . كيف تجرؤ أن تعكر صفو فرحتي وتهزمني في أعظم لحظات عمري وسعادتي ؟
كيف تزيدني قهراً على قهري ؟؟ كيف تطعن مشاعري وتشنق فرحة أمومتي ؟؟ كل هذا في ليلة فرحتي بابنتي ..
في ليلة عرس ابنتي ؟
أما يكفيك ما فعلت بي .. أما يكفيك أجمل أيام عمري سلبتها .. ثم رميتني ..
بعد أكثر من عشرين عاماً من العشرة والاخلاص والتفاني ..
بماذا كافأتني .. بامرأة أخرى احتلت منزلي .. وسلبت من قلبك عزتي ومكانتي ؟
أواه ... ! أبهذه المرأة كافأتني .. أهذه هي مكافأة نهاية الخدمة ... ؟
سحقاً لشر مكافأة لأفضل خدمة .
كل مافعلت بي ما عوني قط . ما اقفدني شيئاً من كبريائي وعزتي .. !
بقيت أنا كما أنا .. شامخة .. صامدة .. في عيون أبنائي .. في عيون من حولي ..
وكما طويتني صفحة من أيامك كذلك أنا مزقتك كتاباً من عمري . كما بعثرتني ومسحتني ذكرى من خاطرك .
تقيأتك وجعاً وندماً وصديداً من فكري .. وتابعت مسيرتي فمثلي لا يعرف التوقف .
يظل المرء العملاق خليطاً متوازياً من الحب والكبرياء .. إلى أن يظلم ويغدر .. وتظهر له الحقائق .. فتدميه .. ثم توقظه ..
حينئذ يدفن الحب ويواريه الثرى .. ويظل الكبرياء .. يظل الكبرياء ..
لكن الليلة .. لا ...
تمهل .. فالليلة عرس ابنتي .. كل هؤلاء المدعوات هن أهلي .. هن صديقاتي .. جميعهن أتين تلبية لدعوتي ..
يشاركنني فرحتي ..
الليلة أعترض وأرفض أن تشوه لي ذكرى ليلة عرس ابنتي
أخبرني ...
من سمح لك أن تدهو زوجتك لعرس ابنتي ؟؟
الليلة .. من بين ليلي العمر كله ، أنت ملزم أن تراعي مشاعري ومشاعر ابنتي ..
بحق تلك العشرة الطيبة التي انكرتها ، وأبناء بيننا نسيتهم وأهملتهم كما نسيتني و أهملتني ..
الليلة فقط تذكر مخافة الله في التعامل بيننا .. يكفيك أنك نسيتها .. حينما جردتني في ظلام الليل من كل شئ ..
ومن بيتي أخرجتني ...
هاهي زوجتك واقفة بجانب العروس .. تتمايل .. تتدلل تتباهى بفوزها بك .. بخطفها إياك ..
ومن ثم بذراعك تمسكك ..
تهمس لك .. تبارك لك .. فوق خديك تقبلك..
كأن العروس ابنتها .. وليست ابنتي ...
كأن الفرحة فرحتها وليست فرحتي ....
وكأنها حينما امتلكتك ، امتلكت كل ما يخصك ... وهكذا بقوتها عليك وبضعفك أمامها ..
من كل حق لي فيك جردتني ..
ويلي .. أعلم أن وجهي شاحب شحوب الموت ...
أنفاسي تلهث لهث الاحتضار ..
صعب عليَّ أن أتمالك نفسي في هذه اللحظات ...
أن أسمع عن قهري شيئاً .. وأن أراه أمامي عيوني شيئاً آخر ..
حول هذه الطاولات ... وبين هذه المقاعد رحت أحوم ...
أحوم .. أدور .. كشاة ذُبحت بسكين صدئة .. قطعت أوردتها لكن لم يُجهز عليها ..
آه .. أداري وجعي .. أين ؟ لا أدري ..
آه .. أفجر سخطي .. أين ؟ لا أدري .
كل الطاولات في عيوني جحور .
جحور ليتني أختفي في حجر من الجحور .
وأنت .. وهي .. تقفان أمامي .. جوارح تغرسان في جيفة مشاعري مخالبكما كمخالب الصقور .
وآه .. وألف .. ألف آه .. !
ابنتي حبيبتي .. تبحث عني بعينيها المحمرتين وجعاً .. مشاعر المرأة كما اشتعلت في نفسي ...
استطعت أن أقرأها أنيناً و ألماً في مقلتيها ..
هي أيضا مثلي الليلة ، لا تريد أن تعكر صفو فرحتها وتذكر واقع حرمانها منك ...
لا تريد أن ترى زوجتك تهيمن على كل شئ .. تلغي كل من حولك ..
حتى أنت تلغيك وتصبح الناطق الرسمي لك وعنك ..
وفي زفتها .. في طلتها .. في " كوشتها " .. ابنتي تريدني أن أكون بجانبها لأشاركها فرحتها ..
كما أحطتها هي وإخوانها دائماً بحبي ، ولم أشعرهم قط بفجيعتي فيك ووجعي منك ..
هي الليلة تريد أن تعوضني .. تريد بحبها أن تساندني ...
لكنك كما شوهت جميع ليالي عمري .. شوهت فرحتي في ليلة عرس ابنتي ..
جعلتني أختفي ريثما دورك ودور زوجتك ينتهي .
بجبروتك أبيت أن تحترم مشاعري وتعدل ــ الليلة فقط ــ في معاملتي ..
فرضت وجود زوجتك وشطبت وجودي .. فأبكيت ابنتي في ليلة عرسها قهراً عليّ .. فأبكيتني ..
(مسك الختام )
ليست الكارثة في عدد الزوجات .... فهذا شرع الله " المشروط بالعدل " .
الخطأ ليس في المبدأ ... إنما في البشر الذين طبقوه على غير هدى ...
الكارثة في قلة مخافة الله في التعامل بين البشر ...
|